الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٩

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٩

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-191-2
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٠

البيوت عاش ونشأ ، وترعرع ـ إن ذلك ـ لا بد أن يقطع دابر أي تكهن باطل عن نواياه تجاه مكة وأهلها ، أو البقاء فيها ، فلماذا هذا الصلف؟! ولماذا هذا البغي الظاهر عليه .. وهو لم يلمح إلى وجود أي ميل لديه ، أو أي حنين إلى سكنى مكة سوى حنينه لبيت الله ، تبارك وتعالى؟!

وكان باستطاعته أن يغتنمها فرصة ، لإظهار مظلوميته ، وللتذكير بحقوقه المغتصبة ، من خلال الشواهد الحية التي لا يستطيع أحد أن ينكرها ، أو أن يناقش فيها.

وذلك كله يعطينا أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أفهمهم أنه لا يفكر بنفسه كشخص ، وإنما يفكر في دين الله سبحانه ، وفي حرمه وبيته ، وفي المستضعفين والمقهورين من عباده عزوجل.

زواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بميمونة :

وذكروا : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خطب ميمونة بنت الحارث الهلالية في عمرة القضاء ، فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب ، فزوجها العباس من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١) ، وأصدقها أربع مائة

__________________

(١) راجع : المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٣٨ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٣ المحلى ج ٩ ص ٤٥٨ والبحار ج ٢٠ ص ٣٣٧ وعن مسند أحمد ج ١ ص ٢٧١ وسنن النسائي ج ٦ ص ٨٨ ومستدرك الحاكم ج ٤ ص ٢٢١ ومجمع الزوائد ج ٤ ص ٢٨٧ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٣٩٢ وج ٩ ص ١٣٥ وعن السنن الكبرى للنسائي ص ٢٨٥ و ٢٨٩ وج ١١ ص ٣٠٩ وسنن الدار قطني ج ٣ ص ١٨٣ وإرواء الغليل ج ٦ ص ٢٥٣ وتفسير مجمع البيان ج ٩ ص ٢١١.

٢٠١

درهم (١).

ولما خرج «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من مكة خلّف أبا رافع ليحملها إليه حين يمسي ، فخرج بها أبو رافع وبمن معها عند المساء ، فلقوا أذى وعناء من سفهاء المشركين ، وتناولوا النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بألسنتهم ، ولم يرتدعوا حتى هددهم أبو رافع بالسلاح ، على اعتبار أنهم يريدون نقض العهد ، فولوا هاربين.

وبنى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بزوجته ميمونة بسرف (٢).

__________________

وراجع : الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ١٣٢ و ١٣٣ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢٣٩ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٦١ و ٢٦٥ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٢٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٣٣ و ٤٣٩ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢٠٨.

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٣ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٦٥ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٢٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٣٩.

(٢) راجع : المغازي ج ٢ ص ٧٤٠ و ٧٤١ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٣٤ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٣ وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٣ عن الإكتفاء وجامع الخلاف والوفاق ص ٨٧ ووضوء النبي ج ٢ ص ١٢٢ والبحار ج ٢١ ص ٤٦ وج ٢٢ ص ٢٠٣ وعن مسند أحمد ج ١ ص ٣٥٩ وعن السنن الكبرى للنسائي ج ٣ ص ٢٨٨ ونيل الأوطار ج ٥ ص ٨١ ومسند ابن راهويه ج ٤ ص ٢٤ والمعجم الأوسط ج ٤ ص ٢٨٩ وج ٧ ص ١٠٣ والمعجم الكبير ج ١١ ص ٢٥٢ ونصب الراية ج ٣ ص ٣٢٥ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٥٢ وعن تاريخ مدينة دمشق ج ٣ ص ١٧٤ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢٣٩ وإعلام الورى ج ١ ص ٢٧٨ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٥٨.

٢٠٢

ونقول :

إن هناك أمورا يحسن التذكير بها ، وهي التالية :

الإعراس في مكة غير ميسور :

تقدم : أن سهيل بن عمرو ، وحويطب بن عبد العزى ، طلبا من النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مغادرة مكة بعد أن مضى عليه ثلاثة أيام من دخولها ، فقال لهما النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : وما عليكم لو تركتموني أعرست بين أظهركم ، وصنعت لكم طعاما؟!

فقالا : لا حاجة لنا في طعامك ، اخرج عنا (١).

غير أننا نقول :

أولا : ربما يحاول البعض الاستفادة من هذه الرواية : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد خطب ميمونة وعقد عليها ، وهو محرم ، ولم يبق إلا أن يعرّس بها ..

لكنها استفادة غير تامة ، إذ من الجائز أن يكون قد خطبها وعقد عليها بعد أن أحل من إحرامه ..

ثانيا : إن عرض النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على قريش أن يتركوه

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٣٩ و ٧٤٠ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٣ و ٦٤ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٣٤ وج ١١ ص ٢٠٨ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٣ والمعجم الكبير ج ١١ ص ١٣٩ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣١٠ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٢٩ والمستدرك للحاكم ج ٤ ص ٣٢ وشرح المعاني والآثار ج ٢ ص ٢٦٨ وحياة الصحابة (باب ١٠) باب أخلاق الصحابة وشمائلهم.

٢٠٣

ليعرس بين أظهرهم فيه إيحاء لهم ، بأنه يتعامل مع الأمور بعفوية وبطبيعية تامة ، وأنه ليس متوترا ، بل هو على غاية من السكينة والهدوء ، ولا يعتبر نفسه في حالة استثنائية ، أو غير عادية .. حتى إنه يعرض على أعدائه ـ بكل عفوية ـ أن يمنحوه الفرصة لممارسة حقه الطبيعي في الحياة ، في بلدهم ، وبين أظهرهم ، وهو الأمر الذي يرتبط به كشخص ، وهو إنشاء بيت للزوجية جديد ، ويطلب منهم أن يشاركوه فرحته ، رغم علمه بأنهم يضعون أنفسهم في موقع المحارب والعدو ..

وفي مقابل ذلك : فإن هؤلاء المناوئين إذا عادوا إلى أنفسهم فسيرون أنها مشحونة بالقلق ، زاخرة بالحقد ، مليئة بالعقد ، والأزمات ، ولا يجدون الفرصة لممارسة حياتهم الشخصية ، وتلبية حاجاتهم الطبيعية إلا في أجواء من الهموم والغموم ، والتواترات ..

فما أبعد ما بين الحالتين ، وما أشد تأثيرهما على نفوسهم ، وما أمض ألم ذلك في قلوبهم.

هل تزوج ميمونة وهو محرم؟!

قيل : إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد تزوج ميمونة قبل أن يحرم بالعمرة (١).

وقيل : بعد أن أحل منها (٢).

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٣ وعن فتح الباري ج ٩ ص ١٣٦ وتاريخ بغداد ج ١٤ ص ٣٥٧ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٥٨.

(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٣ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٣ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٣٨ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ١٣٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤١

٢٠٤

وقيل : بل خطبها وتزوجها وهو محرم (١). وروي ذلك عن ابن عباس ،

__________________

ص ١١١ وتهذيب الكمال ج ٢٠ ص ٢٨٠ وسير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٢٣ وعن الإصابة ج ٨ ص ٣٢٣ ووضوء النبي ج ٢ ص ١١٩ وزاد المعاد ج ١ ص ٧٥.

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٣ عن البخاري ، ومسلم ، والدار قطني ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٣ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٣٨ وعن مسند أحمد ج ١ ص ٢٥٤ و ٤٠٥ و ٤٣٩ و ٤٧١ و ٥٥٢ والمجموع ج ٧ ص ٢٨٩ والبحار ج ١٦ ص ٣٩٤ وإختلاف الحديث ص ٥٣٠ وعن فتح الباري ج ٩ ص ١٢٦ والديباج على مسلم ج ٤ ص ٢١ وصحيح ابن حبان ج ٩ ص ٤٢٧ والفصول في الأصول للجصاص ج ٣ ص ١٦١ وتاريخ بغداد ج ٥ ص ٣٢٨ وج ١١ ص ٢٣ وعن تاريخ مدينة دمشق ج ٦١ ص ٣٣٧ وتهذيب الكمال ج ٢٥ ص ٥٤٥ وتهذيب التهذيب ج ٩ ص ٢٤٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٣٦ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٦٦ وعن صحيح البخاري (ط دار إحياء التراث) ج ٤ ص ٥٢٧ وعن صحيح مسلم (ط دار الكتب العلمية) ج ٩ ص ١٦٥.

وراجع أيضا : السنن الكبرى للبيهقي ج ٧ ص ٢١٠ و ٢١١ و ٢١٣ ومجمع الزوائد ج ٤ ص ٤٩٢ وسنن الدارقطني ج ٣ ص ١٨٤ ومشكاة المصابيح ج ٥ ص ٣٧٩ ومنتخب عبد بن حميد ج ١ ص ٢٠٢ واللؤلؤ والمرجان ج ١ ص ٤٢٢ ونيل الأوطار ج ٣ ص ٧٨ وعون المعبود ج ٥ ص ٢٩٣ وعمدة القاري ج ٢ ص ١١٠ وشرح معاني الآثار ج ٣ ص ٢٦٨ وأسد الغابة ج ٥ ص ٤٠١ ولسان الميزان ج ٣ ص ٤٩٥ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ٤١ ومعجم الشيوخ للذهبي ج ١ ص ٣١ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٥ وعن زاد المعاد ج ١ ص ٧٥ والمغني ج ٣ ص ٣١٢.

٢٠٥

وأبي هريرة. وجعل ذلك من خصائصه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

وقالوا : تزوجها وهو محرم وبنى بها وهو حلالا (٢).

وقالوا : إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد تزوجها في الشهر الحرام ، وفي البلد الحرام ، فلعل هذا هو المراد ، وليس المراد : أنه تزوجها قبل أن يحل من إحرامه (٣).

وقالوا : تزوجها حلالا ، وأظهر أمر زواجها وهو محرم (٤).

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٣ وراجع : السنن الكبرى للبيهقي ج ٧ ص ٥٨ وكشف القناع ج ٢ ص ٥١٣.

(٢) وضوء النبي ج ٢ ص ١٢٢ والمبسوط للسرخسي ج ٤ ص ١٩١ والبحر الرائق ص ١٨٤ وحاشية رد المحتار ج ٣ ص ٥١ وعن مسند أحمد ج ١ ص ٣٥٩ وعن صحيح البخاري ج ٥ ص ٨٦ وتحفة الأحوذي ج ٣ ص ٤٩٢ والمعجم الكبير ج ١١ ص ٢٥٢ ونصب الراية ج ٣ ص ٣٢٥ وص ٣٢٩ وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢٤٠ والإصابة ج ٨ ص ٣٢٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٦٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٣٩ و ٤٤٠.

(٣) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٣ عن البيهقي ، والترمذي ، والنسائي ، وعن فتح الباري ج ٩ ص ١٣٦ والمجموع ج ٧ ص ٢٨٩ والمغني ج ٣ ص ٣١٢ والشرح الكبير لابن قدامة ج ٣ ص ٣١٢ وسبل السلام ج ٣ ص ١٢٤ وشرح سنن النسائي للسيوطي ج ٦ ص ٨٨ ونصب الراية ج ٣ ص ٣٢٨ وشرح مسلم للنووي ج ٩ ص ١٩٤ وتحفة الأحوذي ج ٣ ص ٥٠٨ وراجع : نيل الأوطار ج ٥ ص ٨٢ وعن عون المعبود ج ٥ ص ٢٠٨ ونصب الراية ج ٣ ص ٣٢٨ ومنتهى المطلب (ط قديم) ج ٢ ص ٨٠٨ وتذكرة الفقهاء (ط قديم) ج ١ ص ٣٤٢.

(٤) المغني لابن قدامة ج ٣ ص ٣١٢ ومنتهى المطلب (ط قديم) ج ٢ ص ٨٠٨ وتذكرة الفقهاء (ط قديم) ج ١ ص ٣٤٢ والشرح الكبير لابن قدامة ج ٣ ص ٣١٢ وفقه

٢٠٦

وقال القاضي عياض : لم يرو أنه تزوجها محرما إلا ابن عباس وحده ، حتى قال سعيد : ذهل ابن عباس وإن كانت خالته ما تزوجها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلا بعد ما حل. ذكره البخاري (١).

وقال القاضي وغيره : ولم يرو أنه تزوجها محرما إلا ابن عباس وحده.

وروت ميمونة وأبو رافع وغيرهما : أنه تزوجها حلالا ، وهم أعرف بالقضية لتعلقهم به ، خلاف ابن عباس ، ولأنهم أضبط من ابن عباس (٢).

وميمونة هي آخر امرأة تزوجها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٣).

جعفر هو الخاطب :

وادّعت بعض الروايات : أن أبا رافع كان هو الوكيل عن النبي «صلى

__________________

السنة ج ١ ص ٦٧٥ وسنن الترمذي ج ٢ ص ١٦٩ ونصب الراية ج ٣ ص ٣٢٧ وأسد الغابة ج ٥ ص ٥٥٠ وكشف القناع ج ٢ ص ٥١٣.

(١) سبل السلام ج ٢ ص ١٩٢.

(٢) شرح مسلم للنووي ج ٩ ص ١٩٤ وتحفة الأحوذي ج ٣ ص ٤٩٤ ونصب الراية ج ٣ ص ٣٢٨.

(٣) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٥ والبحار ج ٢١ ص ٤٦ والمستدرك للحاكم ج ٤ ص ٣٠ والجامع لأحكام القرآن ج ١٤ ص ١٦٧ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ١٣٢ وعن الإصاية ج ٨ ص ٣٢٢ و ٣٢٣ والأعلام ج ٧ ص ٣٤٢ والمنتخب من ذيل المذيل ص ١٠٢ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢٠٩ وزوجات النبي لسعيد أيوب ص ١٠٨ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ٧٧٩ وتفسير القرطبي ج ١٤ ص ١٦٧.

٢٠٧

الله عليه وآله» في أمر ميمونة (١).

والصحيح هو : أن جعفر بن أبي طالب هو الذي خطبها له «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وكان النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد بعث جعفرا بين يديه من أجل ذلك (٢).

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٣ والمجموع ج ٧ ص ٢٨٩ وكتاب الأم ج ٥ ص ١٩٠ وتلخيص الحبير ج ١١ ص ٣ والمبسوط للطوسي ج ٤ ص ١٩١ والمغني ج ٣ ص ٣١٢ والشرح الكبير لابن قدامة ج ٣ ص ٣١١ وكشف القناع ج ٥ ص ٢٧ وسبل السلام ج ٢ ص ١٩٢ ونيل الأوطار ج ٥ ص ٨٢ والبحار ج ٢٢ ص ٣٠٣ وعن فتح الباري ج ٩ ص ١٣٦ وتحفة الأحوذي ج ٣ ص ٤٣٣ وعون المعبود ج ٥ ص ٢٠٨ والآحاد والمثاني ج ١ ص ٣٣٧ وعن السنن الكبرى للنسائي ج ٣ ص ٢٨٨ والمعجم الكبير للطبراني ج ١ ص ٣١٠ ونصب الراية ج ٣ ص ٣٢٨ وموارد الظمآن ص ٣١٠ والأحكام للآمدي ج ٤ ص ٢٤٣ والطبقات الكبرى ج ٨ ص ١٣٤ والثقات ج ٢ ص ٢٦ وعن التعديل والتجريح ج ٣ ص ١٤٩٣ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢٤١ وج ٥ ص ٢٣ وعن إعلام الورى ج ١ ص ٢٧٨ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢٠٩.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٩٠ وج ١١ ص ٢٠٨ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٣ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٣ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٢٩ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٢٠٧ والإصابة ج ٤ ص ٤١١ والمستدرك للحاكم ج ٤ ص ٢١ وتفسير مجمع البيان ج ٩ ص ٢١١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٣٢ والجواهر النقي ج ٧ ص ٢١١ والخصال ص ٣٦٣ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٣٩٢ والتمهيد ج ٣ ص ١٥١ وحياة الصحابة (باب أخلاق الصحابة وشمائلهم).

٢٠٨

برة .. ثم ميمونة :

وزعموا : أن اسمها كان في الأصل «برّة» فسماها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ميمونة (١).

غير أنه قد تقدم منا بعض الكلام حول هذا الموضوع حين الحديث عن زينب بنت جحش ، حيث زعموا أن اسمها كان أيضا برة ، فغيّره النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى زينب ـ وذكرنا هناك بعض ما يوجب الشك بل الجزم بعدم صحة هذه المزاعم ، فراجع فصل : «على هامش حديث الزواج» (٢).

البعير وما عليه للبشير :

وقالوا : إن ميمونة لما علمت بأمر الخطبة وكانت على بعيرها ، قالت :

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٣ والإصابة ج ٤ ص ٤١١ ومسند الطيالسي ج ١ ص ٣٢١ ومسند ابن راهويه ج ١ ص ١١٤ وجامع الخلاف والوفاق ص ٨٧ ومنتهى المطلب ج ١ ص ١٦٥ والمجموع ج ١ ص ٤٦٠ وفتح الباري ج ١٠ ص ٤٧٥ ومسند أبي داود ص ٣٢١ والأدب المفرد ص ١٧٩ و ١٨٠ والطبقات الكبرى ج ٨ ص ١٣٧ والتعديل والتجريح ج ٣ ص ١٤٩٣ وإكمال الكمال ج ١ ص ٢٥٣ وعن أسد الغابة ج ٥ ص ٤٢٠ و ٥٥٠ وتهذيب الكمال ج ٢٥ ص ٣١٢ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢٤٣ وتهذيب التهذيب ج ١٢ ص ٤٠٢ وعن البداية والنهاية ج ٨ ص ٦٣ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ٢٩١ وسبل الهدى والرشاد ج ٩ ص ٣٥٩ وج ١١ ص ٢٠٧ وزوجات النبي لسعيد أيوب ص ١٠٨.

(٢) الجزء ١٤ الصفحة ١٧٣ من هذا الكتاب (الطبعة الخامسة).

٢٠٩

البعير وما عليه لله ولرسوله (١).

ولذلك قيل : إنها هي التي وهبت نفسها لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٢).

ونقول :

إن الصحيح هو : أن التي وهبت نفسها لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هي امرأة من الأنصار ، فبادرتها حفصة (أو عائشة) بالقول : ما أقل حياءك ، وأجرأك ، وأنهمك للرجال!!

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : كفي يا حفصة ، فإنها خير منك ، رغبت في رسول الله ، ولمتها ، وعبتها؟!

ثم قال للمرأة : انصرفي رحمك الله ، فقد أوجب الله لك الجنة لرغبتك

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٣ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٥ والجامع لأحكام القرآن ج ١٤ ص ٢٠٩ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٦١ وعن عيون الأثر ج ٣ ص ٣٩٢ ومرقاة المفتاح ج ٦ ص ٣٨٧.

(٢) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٣ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٥ والدر المنثور ج ٥ ص ٢٠٨ و ٢٠٩ وعن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم ، وعبد الرزاق ، وابن سعد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، والمستدرك للحاكم ج ٤ ص ٣٣ وشرح مسلم للنووي ج ١٠ ص ٥١ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٢٤٩ ومقدمة فتح الباري ص ٣١٣ والمصنف للصنعاني ج ٧ ص ٧٥ وعن المصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ٤٠٤ وج ٨ ص ٣٥٩ والآحاد والمثاني ج ٥ ص ٤٣٣ والمعجم الكبير ج ٢٢ ص ٤٤٧ وج ٢٣ ص ٤٢٢ وكنز العمال ج ١٣ ص ٦٨٩ و ٧٠٨ وتفسير الميزان ج ٤ ص ١٩٧ وجامع البيان ج ٢٢ ص ٢٨ و ٢٩ ومعاني القرآن للنحاس ج ٥ ص ٣٦١ وتفسير القرآن العظيم ج ٣ ص ٥٠٨ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢٤٢.

٢١٠

فيّ ، وتعرضك لمحبتي وسروري ، وسيأتيك أمري إن شاء الله.

فأنزل الله عزوجل : (.. وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ..) (١).

وقيل : إنها لما وهبت نفسها للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، قالت عائشة : ما بال النساء يبذلن أنفسهن بلا مهر؟!

فنزلت الآية ، فقالت عائشة : ما أرى الله إلا يسارع في هواك.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : فإنك إن أطعت الله سارع في هواك (٢).

__________________

(١) الآية ٥٠ من سورة الأحزاب. والرواية في : الحدائق الناضرة ج ٢٣ ص ٩٨ والجواهر ج ٢٩ ص ١٢٢ والكافي ج ٥ ص ٥٦٨ والبحار ج ٢٢ ص ٢١١ ومسند محمد بن قيس البجلي ص ١٣٩ والتفسير الصافي ج ٤ ص ١٩٦ ونور الثقلين ج ٤ ص ٢٩٢ والميزان ج ١٦ ص ٣٤٢ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٢٤٥ و ٥٩٢ ومسالك الأفهام ج ٧ هامش ص ٧٠.

(٢) راجع : تفسير الصافي ج ٤ ص ١٩٦ وأحكام القرآن للجصاص ص ٤٧٩ وتفسير القرآن العظيم ج ٣ ص ٢٥ وج ١٤ ص ٢٠٨ و ٢١٤ وفتح القدير ج ٤ ص ٢٩٥ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٢٤٥ ومجمع البيان (ط دار الأعلمي) ج ٨ ص ١٧١ ونور الثقلين ج ٤ ص ٢٩٣ والميزان ج ١٦ ص ٣٤٢ وراجع : الدر المنثور ج ٥ ص ٢٠٨ عن ابن سعد ، والمبسوط ج ٤ ص ١٥٨ والصراط المستقيم ج ٣ ص ١٦٦ وحاشية السندي على النسائي ج ٦ ص ٤ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٦٢٥ والبحار ج ٢٢ ص ١٨١ وعن صحيح البخاري ج ٦ ص ١٢٤ وعن مسند أحمد ج ٦ ص ٢٦١ وعن فتح الباري ج ٨ ص ٤٠٥ وج ٩ ص ١٣٥ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٢٨٢.

٢١١

وروي عن الإمام الصادق «عليه‌السلام» : أن التي وهبت نفسها لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هي خولة بنت حكيم السلمي (١).

وروي ذلك عن عائشة وعن عروة أيضا (٢).

__________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٤١٩ ونور الثقلين ج ٤ ص ٢٩٣ والبرهان (تفسير) ج ٣ ص ٣٣١ والحدائق الناضرة ج ٢٣ ص ٩٥ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٢٠ ص ٢٤٥ والبحار ج ٢٢ ص ١٩٤ وفتح الباري ج ٨ ص ٤٠٤ وج ٩ ص ١٣٥ و ١٦٩ وصحيح البخاري ج ٦ ص ١٢٨ والمصنف للصنعاني ج ٧ ص ٧٦ والآحاد والمثاني ج ٦ ص ٦١ وكنز العمال ج ١٣ ص ٧١٠ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٣١٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٨٨ والسنن الكبرى ج ٧ ص ٥٥ وفتح الباري ج ٨ ص ٤٠٤ وج ٩ ص ١٣٥ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ٤٠٣ والتفسير الصافي ج ٤ ص ١٩٧ والتفسير الأصفى ج ٢ ص ٩٩٨ وتفسير نور الثقلين ج ٤ ص ٢٦٨ و ٢٩٣ وتفسير الميزان ج ١٦ ص ٣١٦ وزاد المسير ج ٦ ص ٢٠٩ والجامع لأحكام القرآن ج ١٤ ص ١٦٨ وتفسير القرآن العظيم ج ٣ ص ٥٠٧ وتفسير الثعالبي ج ٤ ص ٢٥٣ وفتح القدير ج ٤ ص ٢٩٢ و ٢٩٥ والطبقات الكبرى ج ٨ ص ١٥٨ وزوجات النبي لسعيد ايوب ص ٢١ ومجمع البحرين ج ٤ ص ٥٦٥ ونيل الأوطار ج ٦ ص ٣١٥ والبحار ج ٢٢ ص ١٨١ ومستدرك سفينة البحار ج ٣ ص ٢٢٩ وتحفة الأحوذي ج ٦ ص ٣٢ وتفسير مجمع البيان ج ٨ ص ١٧١ وأسد الغابة ج ٥ ص ٤٤٤ وتهذيب الكمال ج ٣٥ ص ١٥٤ وتهذيب التهذيب ج ٢ ص ٦٣٧ وإسعاف المبطأ للسيوطي ص ١٣٠ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢٣٣ وتاج العروس ج ٧ ص ٣١٢.

(٢) الدر المنثور ج ٥ ص ٢٠٨ عن ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في السنن ، وعبد الرزاق ، وابن سعد ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، وابن

٢١٢

وقيل غيرها ، فراجع (١).

فلعل حشر اسم ميمونة في هذه القضية يراد منه التعتيم على ما صدر

__________________

المنذر ، وتفسير مجمع البيان ج ٨ ص ١٧١ والطبقات الكبرى ج ٨ ص ١٥٨ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢٣٣ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٧ ص ٥٥ وعن فتح الباري ج ٨ ص ٤٠٤ وج ٩ ص ١٣٥ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ٤٠٣ و ٤٠٤ وجامع البيان ج ٢٢ ص ٢٩ وعن تفسير القرآن العظيم ج ٣ ص ٥٠٧ وتفسير الثعالبي ج ٤ ص ٣٥٣ وعن صحيح البخاري ج ٦ ص ١٢٨ وفتح القدير ج ٤ ص ٢٩٢ و ٢٩٥ وعن الإصابة ج ٨ ص ١١٦ والمصنف للصنعاني ج ٧ ص ٧٦ والآحاد والمثاني ج ٦ ص ٦١ والمعجم الكبير ج ٢٤ ص ٢٣٦ وكنز العمال ج ١٣ ص ٧١٠ وتهذيب الكمال ج ٣٥ ص ١٦٤ وتهذيب التهذيب ج ١٢ ص ٣٦٦ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٣١٨.

(١) راجع : الدر المنثور ج ٥ ص ٢٠٩ البحار ج ٢٢ ص ١٨١ وشرح مسلم للنووي ج ١٠ ص ٥١ و ٩٦ ومجمع الزوائد ج ٧ ص ٩٢ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ٤٠٤ والمعجم الكبير للطبراني ج ٢٤ ص ٣٥١ والتبيان للطبرسي ج ٨ ص ٣٥٢ وتفسير مجمع البيان ج ٨ ص ١٧١ وتفسير نور الثقلين ج ٤ ص ٢٩٣ ومعاني القرآن ج ٥ ص ٣٦١ وأحكام للقرآن للجصاص ج ٣ ص ٤٨٠ وزاد المسير ج ٦ ص ٢٠٩ والجامع لأحكام القرآن ج ١٨ ص ١٧٨ والطبقات الكبرى ج ٨ ص ١٥٥ و ١٥٦ و ١٩٧ وأسد الغابة ج ٥ ص ٢٥٨ و ٥١٤ وج ٧ ص ٢٣٥ و ٢٣٦ وج ٨ ص ٤١٧ و ٤١٩ و ٤٢٠ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٣٢٢ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٢٤٤ و ٢٤٦ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٦١ وعيون الأثر ج ٢ ص ٣٩٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٩٥ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢٣٥ و ٢٣٦.

٢١٣

من عائشة وحفصة من جرأة عليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

فضل ميمونة :

وميمونة أفضل نساء النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بعد خديجة ، وأم سلمة (١).

وقد روي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال : لا ينجو من النار ، وشدة تغيظها وزفيرها وقرنها وحميمها من عادى عليا ، وترك ولايته ، وأحب من عاداه.

فقالت ميمونة ، زوجة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : ما أعرف في أصحابك يا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من يحب عليا إلا قليلا منهم.

قال : فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : القليل من المؤمنين كثير ، ومن تعرفين منهم؟

قالت : أعرف أبا ذر ، والمقداد ، وسلمان. وقد تعلم أني أحب عليا «عليه‌السلام» بحبك إياه ، ونصحه لك.

قال : صدقت ، إنك امتحن الله قلبك للإيمان (٢).

وراجع ما قالته لشقير بن شجرة في حق علي «عليه‌السلام» (٣).

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٣٩ والحدائق الناضرة ج ٢٣ ص ٩٥ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٢٠ ص ٢٤٥ والبحار ج ٢٢ ص ١٩٣ و ١٩٤ ومستدرك سفينة البحار ج ٤ ص ٣٣٤ والتفسير الصافي ج ٤ ص ١٩٧ وتفسير نور الثقلين ج ٤ ص ٢٦٨ وتفسير الميزان ج ١٦ ص ٣١٦ وزوجات النبي ص ٢١.

(٢) تنقيح المقال ج ٣ ص ٨٣ وقاموس الرجال ، والأصول الستة عشر ص ٦٢.

(٣) الأمالي للطوسي ص ٥٠٥ و ٥٠٦.

٢١٤

عمارة بنت حمزة في كفالة جعفر :

ويذكرون أيضا : أن عمارة ، أو أمامة ، أو أم أبيها ـ على الخلاف في اسمها ـ بنت الشهيد حمزة بن عبد المطلب ، وأمها سلمى بنت عميس ، كانت بمكة. فكلم علي «عليه‌السلام» النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : علام نترك بنت عمنا يتيمة بين أظهر المشركين؟

فلم ينهه النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن إخراجها ، فخرج بها (١).

وفي نص آخر : أنها حين خرج النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من مكة تبعته وهي تنادي : يا عم ، يا عم.

وقيل : إن أبا رافع خرج بها ، فتناولها علي «عليه‌السلام» ، وأخذ بيدها ، وقال لفاطمة : دونك ابنة عمك (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٢٤ و ١٢٥ عن البخاري ، ومسلم ، وأحمد ، والواقدي ، وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٣ والبحار ج ٢٠ هامش ص ٣٧٢ وعن الإمتاع ، وعن تاريخ مدينة دمشق ج ١٩ ص ٣٦١ وعن أسد الغابة ج ٥ ص ٥٠٨ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ٧٧٩.

(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٩٥ وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٣ وراجع : العمدة ص ٢٠١ و ٢٢٦ وعن مسند أحمد ج ١ ص ٩٨ و ١١٥ وعن صحيح البخاري ج ٣ ص ١٦٨ وج ٥ ص ٨٥ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ١٢٠ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٨ ص ٦ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٢٨٨ وتحفة الأحوذي ج ٨ ص ١١٣ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ١٢٧ و ١٦٨ وخصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٨٨ و ١٥١ وصحيح ابن حبان ص ٢٢٩ ونصب الراية ج ٣ ص ٥٤٩ وكنز العمال ج ٥ ص ٥٧٨ وعن تفسير

٢١٥

المشاجرة :

قالوا : وفي المدينة تكلم زيد بن حارثة في أمرها ، وأراد أن يكون هو المتكفل لها ، استنادا إلى كونه وصي أبيها ؛ ولأن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان قد آخى بينه وبين حمزة.

وطالب بها جعفر ، باعتبار أن خالتها أسماء بنت عميس زوجته ، والخالة والدة.

أما علي «عليه‌السلام» فقال : ألا أراكم في ابنة عمي (١) ، وأنا أخرجتها من بين أظهر المشركين ، وليس لكم إليها نسب دوني ، وأنا أحق بها منكم.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أنا أحكم بينكم.

أما أنت يا زيد ، فمولى لله ولرسوله.

وأما أنت يا علي ، فأخي وصاحبي.

وأما أنت يا جعفر ، فتشبه خلقي وخلقي. وأنت يا جعفر أحق بها ، تحتك خالتها ، ولا تنكح المرأة على خالتها ، ولا عمتها.

فقضى بها لجعفر.

فقام جعفر فحجل حول رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : ما هذا يا جعفر؟!

قال : يا رسول الله ، كان النجاشي إذا أرضى أحدا قام فحجل حوله.

__________________

القرآن العظيم ج ٣ ص ٤٧٥ وج ٤ ص ٢١٨ وعن البداية النهاية ج ٤ ص ٢٦٧ وج ٣ ص ٤٤٢.

(١) أي ألا أراكم تختلفون في أمر ابنة عمي الخ ..

٢١٦

فقيل للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : تزوجها.

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : ابنة أخي من الرضاعة ، فزوّجها سلمة بن أبي سلمة (١).

ونقول :

إن لنا مع النصوص المتقدمة عدة وقفات ، هي التالية :

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٣٨ و ٧٣٩ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٥ و ٦٦ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٩٥ وفي هامشه عن : البخاري ج ٧ ص ٥٧٠ وعن صحيح مسلم ج ٣ ص ١٤٠٩ وعن سنن أبي داود رقم (٢٢٨٠) والجامع الصحيح ج ٤ ص ٣٣٨ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٤ ص ٣٣٨ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٨ ص ٦ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٣ والأمالي للطوسي ص ٥٦١ و ٥٦٢ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٤ ص ٣٥ و ٣٦ وج ٨ ص ١٥٩ و ١٦٠ وج ٣ ص ٨ و ٩ ومستدرك الحاكم ج ٤ ص ٨٧ و ٢٢٠ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٣٤ وعن تفسير القرآن العظيم ج ٧ ص ٣٣١ وصحيح البخاري (ط دار إحياء التراث) ج ٨ ص ٢٨٤ وعن مسند أحمد ج ١ ص ١٥٨ و ١٨٥ وعن فتح الباري ج ٩ ص ١٣٠ وجامع الأحاديث والمراسيل ج ١٢ ص ٥٣ وج ١٨ ص ٢٥٣ وج ٢٠ ص ١٢٤ وكنز العمال ج ١ ص ٩٨٦ وج ٥ ص ٥٨٠ و ٥٨١ وعن فتح الباري ج ٨ ص ٢٨٤ وعمدة القاري ج ١٧ ص ٢٦٢ والبيان والتعريف ج ١ ص ١٠٣ ونصب الراية ج ٥ ص ١١٥ والبحار ج ٢٠ هامش ص ٣٧٢ عن ابن إسحاق ، وعن تاريخ مدينة دمشق ج ١٩ ص ٢٦١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٤٣.

٢١٧

يا عم ، يا عم!!

لا ندري لماذا خرجت بنت حمزة تنادي النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : يا عم ، يا عم (١) ، مع أنه ليس عمها ، بل هو ابن عمها!!

وقد زعم بعضهم : أن هذا الخطاب جاء على سبيل الإجلال منها لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

أو أنها قد لاحظت كونه أخا لأبيها من الرضاعة (٢).

ولكننا نشك في صحة هذا وذاك ، إذ لم يكن لديها من التمييز والإدراك ما يدعوها إلى اختيار هذا التعبير ، واستبعاد ما عداه.

هذا بالإضافة إلى ما زعموه : من أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان أخا لأبيها من الرضاعة لم يثبت ، فراجع ما ذكرناه في موضعه في الجزء الثاني من هذا الكتاب.

جعفر يحجل والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يسأل :

ورد في النص المتقدم : أن جعفرا قد حجل مسرورا بقضاء النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» له بكفالة بنت حمزة ، فسأله النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن

__________________

(١) راجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٣ و ٦٤ والعمدة ص ٢٠١ و ٣٢٦ والبحار ج ٢٨ ص ٣٢٨ وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج ٥ ص ٨٥ وتحفة الأحوذي ج ٨ ص ١١٣ وعن تفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٢١٧ وتهذيب الكمال ج ٥ ص ٥٤ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٦٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٤٢.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٩٧ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٣٨٨.

٢١٨

ذلك ، فأخبره أن هذا مما يفعله النجاشي في مثل هذه الحالات ..

ونقول :

تقدم في خيبر : أن جعفرا «رضوان الله تعالى عليه» قد حجل حول رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فور قدومه عليه من الحبشة ، فسأله آنئذ ، عن نفس هذا الأمر وأجابه ، ولما يمض وقت طويل على سؤاله هذا ، وعلى إجابته تلك؟!

وحاول البعض التخلص من ذلك : باحتمال أن يكون جعفر قد حجل في خيبر ، ولم يره النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

وهو جواب لا يصح ، فقد صرحوا : بأن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» سأله عن فعله هذا ، فأخبره ، فراجع ..

ولعل الجواب الأقرب هو : أن السؤال في مناسبة الحكم له ببنت حمزة لم يكن عن أصل الفعل ، بل عن سبب فعله في مثل هذه المناسبة ، فأخبره بأن النجاشي كان إذا أرضى أحدا حجل حوله ، تعبيرا عن سروره وشكره للنجاشي ..

وما جرى في خيبر كان سببه هو سروره بلقاء رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وسروره «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بقدومه ، فقد اختلف السبب في الموردين ، ولذلك تكرر السؤال منه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

غير أن هذا الجواب ليس مقنعا أيضا ..

فأولا : إن سرور جعفر بلقاء رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان واضحا بينا ، وتنتفي بذلك الحاجة إلى السؤال والجواب.

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٥.

٢١٩

ثانيا : هذه الإجابة تبقى غير مفهومة أيضا ، فإن ملك الحبشة كان يقضي للناس الكثير من الحاجات ، فهل كان يحجل حولهم جميعا في كل تلك الحالات والمناسبات؟! وهل لديه وقت يتسع لذلك؟!

وهل كان يقضي وقته في الدوران حول هذا وذاك؟!

ابنة أخي من الرضاعة :

وزعموا : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد رفض الزواج بهذه الطفلة ، لأنها ابنة أخيه من الرضاعة ، بادعاء أن ثويبة مولاة أبي لهب أرضعته هو وحمزة بلبن ولدها مسروح (١).

__________________

(١) أسد الغابة ج ٣ ص ٩٥ وج ٢ ص ٤٦ والبدء والتاريخ ج ٥ ص ٨ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٩ ، وبهجة المحافل ج ١ ص ٤١ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ١ ق ١ ص ٦٧ و (ط أخرى) ج ١ ص ١٠٨ والإصابة ج ٤ ص ٢٥٨ وج ٢ ص ٣٣٥ عن الصحيحين ، والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج ٢ ص ٣٣٨ وج ١ ص ١٦ و ٢٧١ والبحار ج ١٥ ص ٣٣٧ و ٣٨٤ عن المنتقى للكازروني ، وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٤١٧ والمجموع ج ١٨ ص ٢٢٨ والكامل لابن الأثير ج ١ ص ٤٥٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٧٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٩٠ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ١٨ و ١٩ وقسم المغازي ص ٢٠٩ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٢٢ والوفاء ج ١ ص ١٠٧ وتاريخ ابن الوردي ج ١ ص ١٣١ ودلائل النبوة لأبي نعيم ص ١١٣ وصفة الصفوة ج ١ ص ٥٦ و ٥٧ وزاد المعاد ج ١ ص ١٩ وذخائر العقبى ص ٢٥٩ و ١٧٢ وإعلام الورى ص ٦ وكشف الغمة ج ١ ص ١٥ والأنس الجليل ج ١ ص ١٧٦ وأنساب الأشراف (قسم السيرة) ص ٩٤ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٤ وفي الروض الأنف ج ١ ص ١٨٦ لكن فيه بدل ـ

٢٢٠