السيد جعفر مرتضى العاملي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-191-2
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٥٠
٢ ـ وقال ابن رشد : «اختلفوا في عدد التكبير في الصدر الأول اختلافا كثيرا : من ثلاث إلى سبع ، أعني الصحابة ..» (١).
٣ ـ وقال النووي ، والقاضي عياض : «واختلفت الصحابة ، من ثلاث تكبيرات إلى تسع ..» (٢).
٤ ـ والعسقلاني أيضا : ذكر اختلاف السلف في ذلك لا سيما ما يذهب إليه زيد ، وعلي «عليهالسلام» ، وابن مسعود ، وغيرهم ممن سيأتي .. (٣).
٥ ـ وقال في عون المعبود ، حول دعوى الإجماع هذه : «في دعوى الإجماع في نفسي شيء ، لأن زيد بن أرقم كان يكبّر خمسا ، ويرفعه إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» ..» (٤) ، إلى آخر كلامه الذي سوف يأتي إن شاء الله.
٦ ـ وقال أيضا : «ثبوت الزيادة على الأربع لا مردّ له من حيث الرواية ..» (٥).
٧ ـ وفي حاشية السندي على سنن النسائي : «قالوا : كانت التكبيرات على الجنائز مختلفة أولا ، ثم رفع الخلاف ، واتفق الأمر على الأربع ، إلّا أن بعض الصحابة ما علموا بذلك ، فكانوا يعملون بما عليه الأمر أولا ..» (٦).
__________________
(١) بداية المجتهد ج ١ ص ٢٤٠.
(٢) شرح مسلم (بهامش القسطلاني) ج ٤ ص ٤٨٤ وعون المعبود ج ٣ ص ١٩٠ ونيل الأوطار ج ٤ ج ٤ ص ٩٨.
(٣) فتح الباري ج ٣ ص ١٦٢ وراجع : الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج ٨ ص ٢٢٢.
(٤) عون المعبود ج ٣ ص ١٩٠.
(٥) عون المعبود ج ٣ ص ١٨٧.
(٦) هامش سنن النسائي ج ٤ ص ٧٢ و ٧٣ وحاشية السندي على النسائي ج ٤ ص ٧٣ والمجموع للنووي ج ٥ ص ٢٣١ وعن فتح الباري ج ٣ ص ١٦٢.
وقال الترمذي : «.. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا من أصحاب النبي وغيرهم. رأوا التكبير على الجنازة خمسا.
وقال أحمد وإسحاق : إذا كبّر الإمام على الجنازة خمسا ، فإنه يتبع الإمام» (١).
وعن ابن المنذر : أن أحمد بن حنبل يرى : أنه لا ينقص من أربع ، ولا يزاد على سبع ، ومثله قال بكر بن عبد الله المزني ، إلّا أنه قال : لا ينقص من ثلاث ..
وفي إحدى الروايتين عن ابن مسعود : أنه قال : كبّر ما كبّر الإمام (٢).
وحماد بن سليمان يقول مثل قول أحمد (٣).
والصحابة أيضا إلى زمان عمر كانوا يكبّرون أربعا ، وخمسا ، وستا ، وسيأتي تفصيله.
وبعد كل ما تقدم ، فلسوف نرى كثيرين جدا يلتزمون بخمس تكبيرات ، فأين هو الإجماع يا ترى؟!
القول الحق :
ونحن نقول : لا بد من الالتزام بالتكبيرات الخمس تبعا للنبي «صلىاللهعليهوآله» وأهل البيت «عليهمالسلام» ، وشيعتهم ، وعدد من الصحابة
__________________
(١) صحيح الترمذي ج ٣ ص ٣٤٣ وأحكام الجنائز للألباني ص ١١٢ وسنن الترمذي ج ٢ ص ٢٤٤.
(٢) فتح الباري ج ٣ ص ١٦٢ والإعتبار للحازمي ص ١٢٢ ونيل الأوطار ج ٤ ص ١٠٠ ومجمع الزوائد ج ٣ ص ٣٢ والمجموع للنووي ج ٥ ص ١٣١ والمعجم للطبراني ج ٩ ص ٣٢٠ و ٣٢١ والغدير ج ٦ ص ٢٤٧ وعون المعبود ج ٨ ص ٣٥٢.
(٣) الإعتبار للحازمي ص ١٢٢.
وغيرهم ، ونذكر منهم :
١ ـ زيد بن أرقم.
٢ ـ حذيفة بن اليمان.
٣ ـ ابن مسعود.
٤ ـ أبا ذر.
٥ ـ ابن الحنفية.
٦ ـ ابن عباس.
٧ ـ أمير المؤمنين علي «عليهالسلام».
٨ ـ الإمام الحسن المجتبى «عليهالسلام».
٩ ـ جابر بن زيد.
١٠ ـ أبا يوسف.
١١ ـ ابن أبي ليلى.
١٢ ـ عيسى مولى حذيفة.
١٣ ـ هو مذهب بني هاشم.
١٤ ـ أصحاب معاذ في الشام.
١٥ ـ أهل الشام.
١٦ ـ هو مذهب الصحابة قبل تقرير الأمر على الأربع.
١٧ ـ العباس بن عبد المطلب.
هؤلاء بعض من عرفنا أسماءهم في هذه العجالة.
هذا .. عدا عن غيرهم ممن لا يمانع في التكبير خمسا ، وأربعا ، وستا ، وغير ذلك من الأقوال التي تقدمت الإشارة إلى بعض منها ، فمن أراد فليراجع ..
ولا بد من الإشارة هنا : إلى أننا لا ننكر أن يكون النبي «صلىاللهعليهوآله» قد كبّر على بعض الجنائز أربعا ، ولكن لذلك علة أخرى سنوضحها فيما يأتي إن شاء الله تعالى ..
وأما ما نستند إليه نحن ـ في وجوب التكبيرات الخمس في الصلاة على الميت المؤمن ـ فهو :
أولا : ما تقدم وما سيأتي من الروايات التي تذكر الزيادة على الخمس (١).
ثانيا : الروايات المتعرضة للخمس ، ونذكر منها ما يلي :
ما ورد عن النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله :
١ ـ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : كان زيد يكبّر على جنائزنا أربعا ، وأنه كبّر على جنازة خمسا ، فسألته ، فقال : كان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يكبّرها.
قال ابن البديع ، والشوكاني : رواه الخمسة إلا البخاري (٢) ، ويقصد
__________________
(١) راجع على سبيل المثال : تعليقات المحمودي على ترجمة الإمام علي «عليهالسلام» من تاريخ ابن عساكر ج ٣ ص ٣٠٧ و ٣٠٨.
(٢) صحيح مسلم (ط سنة ١٣٣٤ ه) ج ٣ ص ٥٦. وتيسير الوصول (ط الهند) ج ١ ص ٣٤٥ وبداية المجتهد ج ١ ص ٢٤٠ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٩٨ ومنحة المعبود في تهذيب مسند الطيالسي ج ١ ص ١٦٤ والترمذي ج ٣ ص ٣٤٣ وزاد المعاد ج ١ ص ١٤١ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٤ ص ٣٦ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٤٨٢ ومسند أحمد ج ٤ ص ٣٧٢ و ٣٦٧ و ٣٦٨ وفتح الباري ج ٣ ص ١٦٢ وعون المعبود (ط الهند) ج ٣ ص ١٩٠ والرصف ج ١ ص ٤٢٠ و ٤٢١ والإعتبار للحازمي ص ١٢٢ وجواهر الأخبار والآثار (بهامش البحر الزخار) ج ٣ ص ١١٨ وسنن النسائي ج ٤ ص ٧٢ وشرح الموطأ للزرقاني ج ٢ ص ٢٥٣.
بالخمسة : مسلما : والترمذي ، وأبا داود ، والنسائي ، وابن ماجة.
وعلى حسب نص آخر ، عن عبد العزيز بن حكيم ، قال : صلّيت خلف زيد بن أرقم على جنازة ، فكبّر خمس تكبيرات ، قال : وحدثني رجل سمعه يقول : هذه صلاة رسول الله (١).
وعن جابر بن عبد الله بن عبد العزيز الحضرمي ، قال : صلّيت خلف زيد بن أرقم على جنازة فكبّر خمسا ، فسئل عن ذلك ، فقال : سنّة نبيّكم (٢).
وعلى حسب رواية أيوب بن سعيد ، الذي صلّى خلفه : فكبّر خمسا ، ثم قال : صلّيت خلف رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على جنازة فكبر خمسا ، فلن ندعها لأحد ..
وعلى حد تعبير المرقع ، الذي صلّى خلفه أيضا : فإني لا أدعها لأحد بعده ..
__________________
(١) ترجمة الإمام علي «عليهالسلام» من تاريخ دمشق (بتعليق المحمودي) ج ٣ هامش ص ٣٠٨ عن المحاملي في أماليه (مخطوط) ج ٣ الورق ٢٨ والطرائف ص ١٧٥ ومسند زيد بن أرقم في كتاب الجمع بين الصحيحين ، وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٤٧٠ ، والضعفاء للعقيلي ج ٣ ص ١٤ وميزان الإعتدال ج ٢ ص ٦٢٧ ولسان الميزان ج ٤ ص ٢٩ وعن مسند أحمد ج ٤ ص ٣٧٢ عن عبد العزيز بن حكيم. ووضوء النبي ج ٢ ص ١٨٢ والغدير ج ٦ ص ٢٤٥ ومسند أحمد ج ٤ ص ٣٧٠ وشرح معاني الآثار ج ١ ص ٤٩٤ والمعجم الأوسط ج ٢ ص ٢٢٨ عن عبد الأعلى. والمصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ١٨٧ وتاريخ الحديث ومنسوخة ص ٢٦٣ وسنن الدارقطني ج ٢ ص ٦٠ والتاريخ الكبير للبخاري ج ١ ص ٤٢٤ عن أيوب بن النعمان.
(٢) جواهر الأخبار والآثار (بهامش البحر الزخار) ج ٣ ص ١١٨.
وعلى حسب رواية عبد الأعلى ، الذي صلّى خلفه ، أنه قال : «فلا أتركها أبدا».
وعلى حسب رواية أبي سلمان ، الذي صلّى خلفه ، أنه قال : بل عمدا إن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان يصلّيها (١).
وقوله : لا أتركها أبدا ، ولا أدعها لأحد بعده ، ونحو ذلك يدل : على أن زيد بن أرقم لم يكن يترك التكبيرات الخمس ..
وهذا يلقي ظلالا من الشك على ما جاء في الرواية الأخرى : من أنه كان يكبّر أربعا .. فالظاهر : أن هذه زيادة اجتهادية من الراوي لحاجة في نفسه ..
وأخيرا ، فقد قال الترمذي : «حديث زيد بن أرقم حديث حسن صحيح» (٢).
٢ ـ عن يحيى بن عبد الله الجابر التيمي ، قال : صلّيت خلف عيسى مولى لحذيفة بالمدائن ، فكبّر على جنازة خمسا ، ثم التفت إلينا ، فقال : ما وهمت ولا نسيت ، ولكن كبّرت كما كبّر مولاي وولي نعمتي حذيفة بن اليمان ، صلّى على جنازة ، وكبّر خمسا ، ثم التفت إلينا ، فقال : ما نسيت ، ولكن كبّرت كما كبر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على جنازة ، فكبّر خمسا.
وفي نص آخر : «ما وهمت ، ولكن كبّرت كما كبر خليلي أبو القاسم» (٣).
__________________
(١) راجع هذه النصوص في : سنن الدارقطني ج ٢ ص ٧٥ و ٧٣ وفي نسخة أخرى ص ٦٢ ومسند أحمد ج ٤ ص ٣٧٠ و ٣٧١ والإعتبار للحازمي ص ١٢٢ ومنتخب مسند عبد بن حميد ص ١١٢ والمعجم الكبير للطبراني ج ٥ ص ١٧٤ وشرح معاني الآثار لابن سلمة ج ١ ص ٤٩٤ وتاريخ بغداد ج ١١ ص ١٤٣.
(٢) الجامع الصحيح ج ٣ ص ٣٤٣.
(٣) مسند أحمد ج ٥ ص ٤٠٦ والإمام الصادق «عليهالسلام» والمذاهب الأربعة المجلد
وهذا يدل : على أن ذلك كان بعد إرجاع الناس إلى الأربع ، وإلا فلا حاجة إلى اعتذارهما عنه ، وكذلك الحال أيضا بالنسبة لصلاة زيد بن أرقم ، واعتراضهم عليه ، وجوابه لهم.
كما أن المعترضين لم يدركوا النبي «صلىاللهعليهوآله» ، ولا أبا بكر ، ولا عمر .. كما هو ظاهر.
٣ ـ عن ابن أبي خيثمة : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان يكبر أربعا وخمسا ، وستا ، وسبعا ، وثمانيا حتى مات النجاشي ، فكبر عليه أربعا ، وثبت على ذلك حتى توفي «صلىاللهعليهوآله» (١).
ولكن ذيل هذه الرواية لا يصح كما تقدم.
__________________
الثالث ج ٥ ص ٢٤١ عن أحمد ، والغدير ج ٦ ص ٢٤٥ و ٢٤٦ عن عمدة القاري ج ٤ ص ١٢٩ عن معاني الآثار للطحاوي ، وهو موجود كذلك في : سنن الدارقطني ج ٢ ص ٧٣ وفي (ط أخرى) ص ٦٠ وميزان الإعتدال ج ٤ ص ٣٨٩ وتاريخ بغداد ج ١١ ص ١٤٢ وعون المعبود (ط الهند) ج ٣ ص ١٩٠ وجواهر الأخبار والآثار (بهامش البحر الزخار) ج ٣ ص ١١٨ وناسخ الحديث ومنسوخة لعمر شاهين ص ٢٦٤ ونيل الأوطار ج ٤ ص ١٠٠ و ١٠١ ومجمع الزوائد ج ٣ ص ٣٤ عنه ، وقال : يحيى الجابر فيه كلام.
(١) نصب الراية ج ٢ ص ٢٦٨ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٩٨ عن أبي عمر في الإستذكار ، والقاضي عيّاض ، وبداية المجتهد ج ١ ص ٢٤٠ وعون المعبود (ط الهند) ج ٣ ص ١٨٧ وشرح مسلم للنووي (هامش القسطلاني) ج ٤ ص ٤٨٤ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٢٤٥ وراجع : وضوء النبي ج ١ ص ٣١٠ والنص والإجتهاد ص ٢٥٧.
كما أن ذكر ما عدا الأربع والخمس محل شك كبير ، ليس هنا محل بحثه ..
٤ ـ عن كثير بن عبد الله ، عن جده ، عن أبيه ، قال : صلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على النجاشي ، فكبّر عليه خمسا. قلت : رواه ابن ماجة خلا ذكر النجاشي. رواه الطبراني في الكبير والأوسط (١).
٥ ـ عن كبير بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» كبّر خمسا (٢).
٦ ـ عن عبد الله بن الحارث ، قال : صلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على حمزة ، فكبر عليه تسعا ، ثم جيء بأخرى فكبر عليها سبعا ، ثم جيء بأخرى فكبر عليها خمسا ، حتى فرغ من جميعهم غير أنه وتر (٣).
٧ ـ عن ابن مسعود ، قال : قد كبّر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» سبعا وخمسا ، وأربعا ، فكبروا ما كبر الإمام إذا قدمتموه (٤).
٨ ـ وقريب من ذلك ، ما رواه ابن عباس عن النبي «صلىاللهعليهوآله» : أنه كان يكبر على البدريين سبعا ، وعلى بني هاشم خمسا ، «ثم كان
__________________
(١) مجمع الزوائد ج ٣ ص ٣٨ و ٣٥ وراجع : المعجم الأوسط للطبراني ج ٩ ص ٦٤ ولسان الميزان ج ٤ ص ١٨١ والمعجم الكبير ج ١٧ ص ٢٠ والكامل لابن عدي ج ١ ص ٢٥٨ والأحكام ج ١ ص ١٥٩ عن يحيى بن الحسين.
(٢) سنن ابن ماجة ج ١ ص ٤٨٣.
(٣) طبقات ابن سعد (ط ليدن) ج ٣ ص ٩ و (ط دار صادر) ج ٣ ص ١٦.
(٤) مجمع الزوائد ج ٣ ص ٣٤ و ٣٥ والمعجم الأوسط ج ٤ ص ٢١٧ وشرح مسند أبي حنيفة ص ١٣١.
آخر صلاته أربع تكبيرات حتى خرج من الدنيا» (١).
والكلام في هذا الذيل قد تقدم .. وعرفنا أنه لا يصح ..
٩ ـ وعن أنس : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» كبر عل أهل بدر تسع تكبيرات ، وعلى بني هاشم سبع تكبيرات (٢).
١٠ ـ عن علي «عليهالسلام» ، قال : نزل جبرئيل على النبي «صلىاللهعليهوآله» يعلّمه السلام على الناس ، والصلاة على الجنازة ، فقال : يا محمد ، إن الله عزوجل فرض الصلاة على عباده خمس صلوات في كل يوم ، وليلة ، فإن مرض الرجل ، فلم يقدر يصلي قائما صلّى جالسا ، فإذا ضعف عن ذلك جاء وليّه ، فقال له : يكبّر عن كل وقت صلاة خمس تكبيرات ، فإذا مات صلّى عليه وليّه ، وكبّر عليه خمس تكبيرات ، مكان كل صلاة تكبيرة .. (٣).
١١ ـ وروى الخطيب في تاريخه ، وابن شيرويه الديلمي : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان يصلّي على الميت بخمس تكبيرات (٤).
__________________
(١) نصب الراية ج ٢ ص ٢٦٩ عن أبي نعيم في تاريخ إصبهان ومجمع الزوائد ج ٣ ص ٣٥ والإعتبار للحازمي ص ١٢٥ ومجمع الزوائد ج ٣ ص ٣٥ والمعجم الكبير ج ١١ ص ١٢٩ وكتاب المجروحين ج ٣ ص ٥٩ والكامل لابن عدي ج ٧ ص ٤٩ ولسان الميزان ج ٦ ص ١٤٦.
(٢) المجروحون ج ٣ ص ٥٩ وتحفة الأحوذي ج ٤ ص ٨٨ ولكن في ميزان الإعتدال ج ٤ ص ٢٤٣ ولسان الميزان ج ٦ ص ١٤٦ سبع تكبيرات في الموضعين فراجع.
(٣) منتخب كنز العمال (هامش مسند أحمد) ج ١ ص ٢٢١ و ٢٢٢ وعن كنز العمال ج ٣ ص ٧٥٣ وجامع الأحاديث والمراسيل ج ١٨ ص ٢٥٣.
(٤) نهج الحق للعلامة ص ٤٥٣ ، ونقله المعلق عليه عن تعليقة صحيح مسلم ج ٢ ـ
وما ورد عن زيد بن أرقم في ذلك :
فقد تقدم : أنه ملتزم بأن لا يترك ذلك لأحد .. ونزيد هنا :
١٢ ـ أن البغوي قال : قال أبو يوسف : عن أيوب بن النعمان : شهدت سعد بن حبة ، فكبّر عليه زيد بن أرقم خمسا (١).
وفي نص آخر : صلّيت خلف زيد بن أرقم على جنازة فكبّر خمسا ، ولم يرفعه (٢).
وتقدم عن عبد العزيز بن حكيم : صلّيت خلف زيد بن أرقم على جنازة ؛ فكبر خمس تكبيرات ، وقال : وحدثني رجل أنه سمعه يقول : هذه صلاة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» (٣).
وقال العظيم آبادي : روي عن زيد بن أرقم : أنه كان يكبر خمسا (٤). ومثل هذا كثير عنه.
وقال النووي في المجموع : وقد ثبت في صحيح مسلم من رواية زيد
__________________
ص ٣٧٨ ومنتخب كنز العمال ج ٦ ص ٢٥٢ عن أبي وائل ، والطرائف ص ٥٥١ وإحقاق الحق (الأصل) ص ٣٩٣ وراجع : غوالي اللآلي ج ١ ص ٢٠٧ وعن سنن ابن ماجة كتاب الجنائز (٢٥) باب ما جاء فيمن كبر خمسا حديث (١٤٠٦) ، والبحار ج ٢١ ص ٣٩.
(١) الإصابة ج ٢ ص ٢٢ ومعارف ابن قتيبة ترجمة أبي يوسف القاضي ص ٢١٨ والغدير ج ٦ ص ٢٤٥.
(٢) سنن الدارقطني ج ٢ ص ٧٣.
(٣) تقدم مصادر هذا الحديث قبل بضع صفحات ، فراجع.
(٤) عون المعبود (ط الهند) ج ١ ص ١٧٨.
بن أرقم عنه : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان يكبر خمسا (١).
وليراجع : ما قاله الحازمي ، والشوكاني ، وغير ذلك (٢).
وما روي عن عيسى مولى حذيفة :
قد تقدم فلا حاجة لإعادته ، وليراجع : الاعتبار للحازمي ، وغيره ..
وما روي عن ابن مسعود :
١٣ ـ رواه ابن المنذر ، عن ابن مسعود : أنه صلى على جنازة رجل من بني أسد ، فكبر خمسا (٣) ..
١٤ ـ قال الزرقاني : «وعن ابن مسعود : أنه صلى على جنازة فكبر خمسا ، وكان يكبر على أهل بدر ستا ، وعلى الصحابة خمسا ، وعلى سائر الناس أربعا» (٤).
١٥ ـ عن ابن مسعود ، قال : كنا نكبر على الميت خمسا وستا ، ثم اجتمعنا على أربع تكبيرات (٥).
ويلاحظ : أنه لم يذكر أنهم كانوا يكبرون أربعا أيضا .. كما أن ظاهره
__________________
(١) المجموع للنووي ج ٥ ص ٢٣٠.
(٢) الإعتبار للحازمي ص ١٢٢ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٩٩ وفلك النجاة ص ٣٥٥.
(٣) عون المعبود (ط الهند) ج ٣ ص ١٨٧ و ١٩٠ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٩٨ وفتح الباري ج ٣ ص ٦٢ والإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج ٥ ص ٢٤١ وراجع : الإعتبار للحازمي ص ١٢٢ وتحفة الأحوذي ج ٤ ص ٨٩.
(٤) شرح الموطأ للزرقاني ج ٢ ص ٢٥٣ ، وليراجع : جواهر الأخبار والآثار (بهامش البحر الزخار) ج ٣ ص ١١٨ ونيل الأوطار ج ٤ ص ١٠٠.
(٥) المصنف للصنعاني ج ٣ هامش ص ٤٨١ عن مصنف ابن أبي شيبة ج ٤ ص ١١٤.
دعوى إجماع الصحابة على ذلك قبل الاجتماع على الأربع ..
وسيأتي الكلام حول اجتماع الصحابة إن شاء الله تعالى ..
وأما ما روي عن علي أمير المؤمنين عليهالسلام :
١٦ ـ فعن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن حماد ، عن إبراهيم : أن عليا «عليهالسلام» كبر على جنازة خمسا.
وروي نفس هذا عن وكيع ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر ، عن كاتب لعلي «عليهالسلام» (١).
١٧ ـ عن ابن مسعود ، عن علي «عليهالسلام» : أنه كان يكبر على أهل بدر ستا ، وعلى الصحابة خمسا ، وعلى سائر الناس أربعا (٢).
وروى عبد خير ، عن علي «عليهالسلام» مثل ذلك (٣).
__________________
(١) المصنف للصنعاني ج ٣ ص ٤٨١ ، وهامش نفس الصفحة منه عن ابن أبي شيبة.
(٢) نيل الأوطار ج ٤ ص ٩٨ وعون المعبود (ط الهند) ج ٣ ص ١٨٧ و ١٩٠ و (ط دار الكتب العلمية) ج ٨ ص ٣٤٢ و ٣٤٩ والمجموع ج ٥ ص ٢٣١ وتلخيص الحبير ج ٥ ص ١٦٨ وأحكام الجنائز للألباني ص ١١٣ والغدير ج ٦ ص ٢٤٦ وشرح مسلم للنووي ج ٧ ص ٢٣ وعن فتح الباري ج ٣ ص ١٦٢ وتحفة الأحوذي ج ٤ ص ٨٩ وعن المصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ١٨٧ وسنن الدار قطني ج ٢ ص ٦٠ وشرح معاني الآثار ج ١ ص ٤٩٧ ونصب الراية ج ٢ ص ٣٢١ وكنز العمال ج ١٠ ص ٣٩٩ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٢٩.
(٣) السنن الكبرى للبيهقي ج ٤ ص ٣٧ وسنن الدار قطني ج ٢ ص ٧٣ وفتح الباري ج ٢ ص ١٦٢ عن ابن المنذر ، وشرح مسلم للنووي (هامش القسطلاني) ج ٤ ص ٢٨٤ و ٢٨٥ وزاد المعاد ج ١ ص ١٤١ وعون المعبود ج ٣ ص ١٩٠ وج ١
ولكن قوله : أنه «عليهالسلام» كان يكبر على سائر الناس أربعا ؛ في غير محله ، وإنما أخذت الست من تكبيره على سهل بن حنيف على ما يظهر ، وسنرى : أنه كان يكبر على سائر الناس خمس تكبيرات أيضا.
١٨ ـ عن عمير بن سعيد : صلى علي على سهل بن حنيف فكبر خمسا ، فقالوا : ما هذا التكبير؟!
فقال : هذا سهل بن حنيف ، من أهل بدر ، ولأهل بدر فضل على غيرهم ، فأردت أن أعلمكم فضلهم.
وكذا روي عن ابن معقل ، عن علي «عليهالسلام» ، وعن عبد الله بن مغفل عنه (١). ولعله نفس ابن معقل السابق لكنه صحف.
١٩ ـ وقال السرخسي : «.. وأهل الزيغ يزعمون أن عليا «عليهالسلام» كان يكبر على أهل بيته خمس تكبيرات ، وعلى سائر الناس أربعا» (٢).
__________________
ص ١٨٧ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٩٨ عن الدار قطني ، والطحاوي ، وابن أبي شيبة ، وجواهر الأخبار والآثار (بهامش البحر الزخار) ج ٣ ص ١١٨ ، وقال :
حكاه في الإنتصار ، ونصب الراية ج ٢ ص ٢٧٠ عن ابن أبي شيبة ج ٣ ص ١١٥ وعن الدارقطني والطحاوي ص ٢٨٧.
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج ٣ ق ٢ ص ٤٠ و ٤١ وراجع ج ٦ ص ٨ والإصابة ج ٢ ص ٨٧ وهامش كتاب الأمم ج ١ ص ٢٥١ ونيل الأوطار ج ٤ ص ١٠١ وراجع : البدء والتاريخ ج ٥ ص ١١٩ وأسد الغابة ج ٢ ص ٣٦٥ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٤٥ عن أبي نعيم في المستخرج ، والبخاري في تاريخه ، والإسماعيلي ، والبغوي ، والبرقاني ، وسعيد بن منصور ، وكتاب الأم للشافعي ج ٧ ص ١٧٨.
(٢) هامش كتاب الأصل ج ١ ص ٤٢٤ عن شرح المختصر للسرخسي ج ٢ ص ٦٣
٢٠ ـ صلى «عليهالسلام» على فاطمة صلوات الله وسلامه عليها فكبر خمس تكبيرات ، ودفنها ليلا (١).
وهذا يكذب نقل السرخسي وغيره : أنه كبر عليها أربعا.
ومما ورد عن الحسن عليهالسلام نذكر :
٢١ ـ أن الحسن صلى على أبيه علي أمير المؤمنين «عليهماالسلام» وكبر خمس تكبيرات (٢).
ومما ورد عن ابن عباس :
٢٢ ـ عن ابن عباس : لما توفي آدم قال شيث لجبريل : صل على آدم.
فقال : تقدم أنت فصل على أبيك ، وكبر عليه ثلاثين تكبيرة ، فأما خمس فهي
__________________
والمبسوط للسرخسي ج ٢ ص ٦٣.
(١) الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ١٣١ وجواهر الأخبار والآثار (بهامش البحر الزخار) ج ٣ ص ١١٨ ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٢٥٦ و ٢٥٩ عن المناقب والبحار ج ٧٨ ص ٣٩٠ و ٣٧٨ وراجع : الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٣ ص ٧٩ وكشف الغمة للأربلي ج ٢ ص ١٢٥.
(٢) مقاتل الطالبيين لأبي الفرج ص ٤١ وجواهر الأخبار والآثار (بهامش البحر الزخار) ج ٣ ص ١١٨ وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٤٦٩ والأخبار الطوال ص ٢١٦ وتيسير المطالب في أماني الإمام أبي طالب ص ٨٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ١٢٢ ، وراجع : تذكرة الخواص ص ١٧٨ ، ويظهر من بعض النسخ أنه هو مختار سبط ابن الجوزي ، ووضوء النبي ج ١ ص ٣١٠ والغارات ج ٢ ص ٨٨٢ والبحار ج ٤٢ ص ٣٣٨ ونهج السعادة ج ٨ ص ٤٩٨.
الصلاة ، وخمس وعشرون تفضيلا لآدم (١).
وليراجع : ما قاله الشوكاني وغيره (٢).
ومما ورد عن محمد بن الحنفية :
٢٣ ـ قال الصعدي : وروي عن محمد بن الحنفية : «أنه صلّى على ابن عباس فكبر خمسا» (٣) ، وكذا قال غيره (٤).
وأما ما ورد عن حذيفة :
فقد تقدمت الرواية فيه (٥).
ومما ورد عن أبي ذر :
٢٤ ـ عن حصين بن عمار ، قال : قال لي أبو ذر : «يا حصين إذا أنا مت فاستر عورتي ، وانق غسلي ، وكفنّي في وتر ، وكبر علي خمسا الخ ..» (٦).
__________________
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج ١ ق ١ ص ١٥ وذكره في السيرة الحلبية ج ١ ص ٣٤٦ عن العرائس بدون ذكر مقدار الصلاة والتفصيل.
(٢) نيل الأوطار ج ٤ ص ٩٩ والإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج ٥ ص ٢٤١.
(٣) جواهر الأخبار والآثار (بهامش البحر الزخار) ج ٣ ص ١١٨.
(٤) راجع : نيل الأوطار ج ٤ ص ٩٩ والإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج ٥ ص ٢٤١.
(٥) راجع : الإعتبار للحازمي ص ١٢٢ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٩٩.
(٦) جواهر الأخبار والآثار (بهامش البحر الزخار) ج ٣ ص ١١٨ وراجع : نيل الأوطار ج ٤ ص ٩٩ والإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج ٥ ص ٢٤١.
ومما ورد عن أصحاب معاذ في الشام :
٢٥ ـ عن علقمة ، قال : قلت لابن مسعود : إن أصحاب معاذ قدموا من الشام فكبّروا على ميت لهم خمسا ، فقال ابن مسعود : ليس على الميت من التكبير وقت ، كبر ما كبر الإمام ، فإذا انصرف الإمام فانصرف (١).
ومما ورد عن أهل الشام :
٢٦ ـ أن علقمة قدم من الشام ، فقال لابن مسعود : إن إخوتك بالشام يكبّرون على جنائزهم خمسا ، فلو وقّتم وقتا نتابعكم عليه ، فأطرق عبد الله ، ثم قال : انظروا جنائزكم فكبروا عليها ما كبر أئمتكم ، لا وقت ولا عدد (٢).
وعن العباس بن عبد المطلب :
أنه كبر على النبي «صلىاللهعليهوآله» حينما صلى عليه خمسا (٣).
وما روي عن أبي يوسف :
٢٧ ـ قيل : إن أبا يوسف كان يكبر خمسا (٤).
__________________
(١) السنن الكبرى للبيهقي ج ٤ ص ٣٧ وزاد المعاد ج ١ ص ١٤٢ وراجع : الإعتبار للحازمي ص ١٢٢ والغدير ج ٦ ص ٢٤٧.
(٢) المصنف للصنعاني ج ٣ ص ٤٨١ و ٤٨٢ وقال المعلق على نفس الصفحة : إن ابن أبي شيبة أخرجه بسند آخر في مصنفه ج ٤ ص ١١٥ والمحلى ج ٥ ص ١٢٦.
(٣) راجع : كنز العمال ج ٧ ص ١٨٤ وفلك النجاة ص ٣٥٨ وجامع الأحاديث والمراسيل ج ١٨ ص ٢٥٣.
(٤) فتح الباري ج ٣ ص ١٦٣ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٩٩ كلاهما عن المبسوط للسرخسي.
وما روي عن جابر بن زيد :
٢٨ ـ قد نقله عنه ابن رشد (٢).
وأما ما نقل عن ابن أبي ليلى :
٢٩ ـ فقد نسبه إليه كثيرون (٣).
رأي الهاشميين في التكبير :
٣٠ ـ روى الزبير بن بكار : أن المنصور كبّر على هشام بن عروة أربع تكبيرات ، ثم صلّى على مولاه هو ، وكبّر عليه خمس تكبيرات ، قال الزبير : «كبّر عليه أربع تكبيرات بالقرشية ، وكبّر على هذا خمس تكبيرات بالهاشمية».
__________________
(٢) بداية المجتهد ج ١ ص ٢٤٠.
(٣) راجع : شرح المختصر للزرقاني ج ٢ ص ٢٥٣ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٩٩ وهامش كتاب الأصل للشيباني (ط الهند) ج ١ ص ٤٢٤ عن شرح المختصر للسرخسي ج ٢ ص ٣ وفتح الباري ج ٣ ص ١٦٣ وج ٧ ص ٢٤٥ وبداية المجتهد ج ١ ص ٢٤٠ وعون المعبود (ط الهند) ج ٣ ص ١٨٧ والناصريات ص ٢٦٩ ووضوء النبي ج ١ ص ٣١٠ وج ٢ ص ١٨٢ والبحار ج ٣١ ص ٣٩ والنص والإجتهاد ص ٢٥٦ ومسند أبي داود ص ٩٣ ومسند ابن أبي الجعد ص ٢٧ وعن المصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ١٨٦ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٤ ص ٣٦ والمنتقى من السنن المسندة ص ١٣٩ وعن صحيح ابن حبان ج ٧ ص ٣٣٨ والمعجم الأوسط ج ٢ ص ٢٢٨ والمعجم الكبير ج ٥ ص ١٦٨ وفيض القدير ج ٥ ص ١١٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٨ ص ٢٦٧.
قال محمود محمد شاكر في تعليقته هنا على نسب قريش : «ومعنى ذلك : أن قريشا كانوا يرون التكبير على الجنازة أربعا ، وأن بني هاشم وبني العباس كانوا يرون التكبير عليها خمسا» (١).
وقد تقدم : أن الرسول «صلىاللهعليهوآله» كان يكبّر على بني هاشم خمس تكبيرات.
ولعله لأجل هذا ، نجد : أن علي بن المهدي ، أخا الرشيد الخليفة العباسي كبّر على السيد الحميري خمسا ، بأمر من الرشيد نفسه ، فقد قال المرزباني ، وغيره :
٣١ ـ «.. ووجه الرشيد بأخيه علي ، وبأكفان وطيب ، فردت أكفان العامة عليهم ، وكفن في أكفان الرشيد ، وصلّى عليه علي بن المهدي ، وكبّر خمسا ، ووقف على قبره إلى أن سطح ، ومضى ، كل ذلك بأمر الرشيد» (٢).
٣٢ ـ ومما يدل على أن ذلك هو مذهب الهاشميين : ما رواه أبو الفرج الأصفهاني ، بسنده إلى إبراهيم بن الحسن الثائر على المنصور ، والمقتول بباخمرى .. قد صلّى على جنازة بالبصرة ، فكبّر عليها أربعا ، فقال له عيسى بن زيد : لم
__________________
(١) راجع : نسب قريش ص ٣٠٤ متنا وهامشا ، ورواه الخطيب أيضا في تاريخ بغداد ج ١٤ ص ٤١ عن الزبير بن بكار وغيره ، وفيه : أن المنصور قال : «صلينا على هذا برأيه ، وعلى هذا برأيه». وراجع : وضوء النبي ج ١ ص ٢٧٢ وتاريخ بغداد ج ١٤ ص ٤١ وتهذيب الكمال ج ٢٠ ص ٢٤١.
(٢) راجع : أخبار السيد الحميري ص ٤٦ و ٤٩ وقاموس الرجال ج ٢ ص ٦٩ والغدير ج ٢ ص ٣٧٢ والسلسلة العلوية لأبي نصر البخاري هامش ص ٨٣.
نقّصت واحدة ، وقد عرفت تكبير أهلك»؟! (١).
وهذا يدل على : أن الهاشميين يلتزمون بالتكبيرات الخمس.
٣٣ ـ وذكروا : «أنه صلى عليه (أي على أبي الهذيل) أحمد بن أبي دؤاد القاضي فكبّر عليه خمسا. ثم لما مات هشام بن عمرو فكبّر عليه أربعا ، فقيل له في ذلك.
فقال : إن أبا الهذيل كان يتشيع لبني هاشم فصلّيت عليه صلاتهم الخ ..» (٢).
ومما روي عن عمر بن الخطاب :
٣٤ ـ أن سعيد بن المسيب يحدث عن عمر ، قال : كل ذلك قد كان : أربعا ، وخمسا ، فاجتمعنا على أربع ، التكبير على الجنازة. وذكره ابن المنذر ، عن ابن المسيب بإسناد صحيح (٣).
كلام ابن قيّم الجوزية :
وأخيرا .. فإن ابن قيم الجوزية ـ بعد أن ذكر روايات التكبير الخمس عن النبي «صلىاللهعليهوآله» وعن أمير المؤمنين «عليهالسلام» ، وزيد بن أرقم ، وغيرهم ـ قال : «وهذه آثار صحيحة ، فلا موجب للمنع عنها ، والنبي «صلىاللهعليهوآله» لم يمنع مما زاد على الأربع ، بل فعله هو وأصحابه من بعده».
__________________
(١) مقاتل الطالبيين ص ٣٣٥ ووضوء النبي ج ١ ص ٣٠٩.
(٢) طبقات المعتزلة ص ٤٨.
(٣) فتح الباري ج ٣ ص ١٦٢ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٤ ص ٣٧ وعون المعبود (ط الهند) ج ٣ ص ١٨٧ عنه وعن ابن عبد البر ، ونيل الأوطار ج ٤ ص ٩٩ عنهما أيضا.
ثم ذكر ما استدل به المانعون من الزيادة على الأربع ، وضعفه ، فراجع (١).
وأما سائر الذين أشرنا في أول البحث أنهم يقولون بوجوب التكبير خمسا ، فقد ذكرنا هناك من عزا ذلك إليهم ، فلا نعيد.
التكبير خمسا عند الصحابة وغيرهم :
تقدم كلام ابن مسعود ، وعمر ، الدال على أن الصحابة كانوا يزيدون في تكبيرهم على الجنازة على الأربع.
ونزيد هنا :
١ ـ ما سوف يأتي تحت عنوان : (عمر أول من ألزم بالأربع) من أن الصحابة في عهد الرسول «صلىاللهعليهوآله» ، وعهد أبي بكر ، وعهد عمر كانوا يكبرون خمسا ، وستا ، وأربعا ..
٢ ـ عن الحكم بن عتيبة ، أنه قال : كانوا يكبّرون على أهل بدر خمسا وستا ، وسبعا .. (٢).
٣ ـ عن ابن عيينة قال : كانوا يكبّرون على أهل بدر خمسا ، وستا وسبعا (٣).
٤ ـ عن إبراهيم : كل قد فعل ، فاجتمع الناس على أربع تكبيرات ،
__________________
(١) زاد المعاد ج ١ ص ١٤١ و ١٤٢.
(٢) نيل الأوطار ج ٤ ص ١٠١ وعون المعبود (ط الهند) ج ٣ ص ١٩٠ عن سعيد بن منصور في سننه ، وعن المنتقى لابن تيمية ، وتلخيص الحبير ج ٥ ص ١٦٦ والمغني لابن قدامة ج ٢ ص ٢٩٣ وعن زاد المعاد ج ١ ص ٤٢٢.
(٣) زاد المعاد ج ١ ص ١٤١ والغدير ج ٦ ص ٢٤٦.