الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٨

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٨

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-190-4
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٩

على قتلى يهود ، فلما رأتهم بنت عم صفية صاحت ، وصكت وجهها ، وحثت التراب على رأسها.

فلما رآها «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال : اعزبوا عني هذه الشيطانة.

وقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لبلال : أنزعت منك الرحمة يا بلال ، حتى تمر بامرأتين على قتلى رجالهما؟؟ (١).

وتحسن الإشارة إلى الأمور التالية :

١ ـ هل كان بلال ملتفتا وقاصدا إيذاء هاتين المرأتين بالمرور بهن على قتلاهما؟؟ أم أنه مر من هناك على سبيل الصدفة ، باعتبار أن هذا هو الطريق المعتاد له؟؟ أو الذي ينساق الإنسان لسلوكه ، لقربه ، وسهولته مثلا؟

٢ ـ هل صكت تلك المرأة وجهها ، وصاحت ، وحثت التراب على رأسها بالقرب من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، حتى احتاج إلى إبعادها عن مجلسه؟؟

وهل كان مجلسه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قريبا من مواضع قتلى اليهود؟

أم أن صياحها ، وصكها لوجهها ، و.. قد استمر ولم يتوقف إلى أن بلغت مجلسه «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟؟ ..

فإن كان الأمر كذلك : فلماذا لم يأمرها بلال بالسكوت قبل الوصول؟؟

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٣ و ٤٤ ، وراجع : إمتاع الأسماع ص ٣٢١ والبحار ج ٢١ ص ٥ وتفسير مجمع البيان ج ٩ ص ٢٠٣ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٠٢ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٢٤ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٧٩٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٧٤ والأنوار العلوية ص ١٩٨ والسير الكبير ج ١ ص ٢٨١.

٨١

وإن لم تطعه في ذلك ، فلماذا يمكّنها من الوصول إليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وهي على تلك الحال؟؟ ..

٣ ـ لو صح أن بلالا قد مر بهما على قتلى يهود ، فلماذا يفسر ذلك بأنه كان بقصد إيذائهما ، ودفعهما إلى الانفعال والبكاء ، بهدف التلذذ بآلامهما الشخصية ، وليكون ذلك من مظاهر قسوة القلب كما هو ظاهر؟ فإننا لم نعهد في بلال مثل هذه القسوة البالغة إلى حد أن الرحمة نزعت من قلبه.

فإن كان قد مرّ بهما فعلا من هناك ، فلا بد أن يكون ذلك من غير تعمد منه ، فلماذا ينسب إليه على لسان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أن الرحمة قد نزعت من قلبه؟؟

إلا أن يقال : إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لا يقصد إثبات هذه القسوة لبلال ، بل أراد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن يقول له : إن هذا الفعل يشبه فعل من نزعت الرحمة من قلبه ، فكان المفروض أن يلتفت إلى ذلك ، كما أن عليه عدم الوقوع في المستقبل بما يشبه ما وقع فيه هذه المرة.

٤ ـ إن إرسال علي «عليه‌السلام» صفية إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أراد به أن يحفظ لها عزتها وكرامتها على قاعدة : إرحموا عزيز قوم ذل .. كما أنه أراد أن لا يتنافس فيها المتنافسون ، ويتحاسد فيها الطامحون والطامعون ..

دحية يختار صفية :

وقد جاء علي «عليه‌السلام» بصفية ، كما نصت عليه الروايات ، وبتعبير آخر : أصاب في خيبر سبايا ، اصطفى منهن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»

٨٢

صفية بنت حيي ، فجعلها عند أم سليم ، حتى اهتدت وأسلمت ، ثم أعتقها ، وجعل عتقها صداقها.

وقالوا : إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خيّرها بين أن يعتقها ، فترجع إلى من بقي من أهلها ، أو تسلم ، فيتخذها لنفسه. فاختارت الإسلام ، وأن تكون زوجة له «صلى‌الله‌عليه‌وآله». فأعتقها ، وتزوجها ، وجعل عتقها صداقها.

وزعموا : تارة : أنها وقعت في سهم دحية ، ثم ابتاعها «صلى‌الله‌عليه‌وآله» منه بتسعة أرؤس.

وزعموا أخرى : أن دحية طلبها من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فوهبها له (١).

وفي البخاري : أنهم لما جمعوا السبي طلب دحية جارية من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من السبي ، فقال : اذهب فخذ جارية.

فأخذ صفية ، فجاء رجل إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : يا رسول الله ، أعطيت دحية صفية سيدة قريظة والنضير؟؟ لا تصلح إلا لك.

فقال : ادعوا بها ، فجاء بها ، فأمره النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بأن يأخذ

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٣ والبحار ج ٣٨ ص ٢٤١ ومسند أحمد ج ٣ ص ١٠٢ وعن صحيح البخاري ج ١ ص ٩٨ وعن صحيح مسلم ج ٤ ص ١٤٥ وعن سنن أبي داود ج ٢ ص ٣١ وسنن النسائي ج ٦ ص ١٣٣ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٣٦٠ ومسند ابن راهويه ج ٤ ص ٣١ والسنن الكبرى للنسائي ج ٣ ص ٣٣٥ وج ٤ ص ١٣٨ وج ٦ ص ٤٤٢ وعن أسد الغابة ج ٥ ص ٤٩٠ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢٣٢ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٢٤ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٣٧ و ٣٩٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٧٣.

٨٣

جارية أخرى من السبي (١).

فأخذ أخت كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق (٢).

ونحن نرجح الروايات التي تقول :

إن عليا «عليه‌السلام» جاء بها إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فاصطفاها في جملة ما اصطفاه ، فهذا هو المشهور ، والمروي ، وهو الذي يمكن الإطمينان إليه ..

ولعل دحية قد اختارها أولا قبل إخراج الصفى من الغنيمة ، ولم يكن يحق له ذلك ، ولم يرض رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» منه بهذا التصرف والإختيار.

بل لعل الأظهر : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان قد اصطفاها ، ولم يعلم دحية بذلك ، ثم جرى التصحيح بإعلامه بالأمر ، ورواية البخاري الآنفة الذكر تشهد لهذا وتؤكده ..

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٣ عن البخاري وفي البخاري ج ٧ ص ٣٦٠ وفي المغازي باب غزوة خيبر ، وفي (ط دار الفكر) ج ١ ص ٩٨ وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج ٤ ص ١٤٦ ومسند أحمد (ط دار صادر) ج ٣ ص ١٠٢ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١١٢ وسنن النسائي ج ٦ ص ١٣٣ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٣٦٠ والسنن الكبرى للنسائي ج ٣ ص ٣٣٥ وج ٤ ص ١٣٨ والمحلى ج ٩ ص ١١٦ ومسند ابن راهويه ج ٤ ص ٣١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٢٤ وعيون الأثر ج ٢ ص ٣٩٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٧٣.

(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٣ عن الأم للشافعي ، عن الواقدي ، وعن فتح الباري (المقدمة) ص ٣٠٣ وج ١ ص ٤٠٥.

٨٤

صفية والصفى لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وإنما أخذت صفية من حصن القموص ، وقيل : كان اسمها زينب ، قبل أن تسبى ، فلما صارت في الصفى التي كان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يصطفيها : سميت صفية.

ويلاحظ هنا :

أولا : لا شك في أن كل ما في هذا الوجود ملك لله تعالى ، يعطيه لمن يشاء ، وفق ما تقتضيه حكمته ورحمته ، ولطفه ، فلا مانع من أن يعطي نبيه الأعظم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ما شاء ، كرامة منه تعالى له ، ولطفا به ، وحضا للناس على محبته ، وتعظيمه وتكريمه ..

ثانيا : قد يكون في الغنيمة ما يناسب شأن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ويكون في تخصيصه به مصلحة للناس أنفسهم ، من حيث إنه يوجب هداية فريق منهم ، أو دفع بلاء عن بعضهم ، أو تلافي شحناء ، أو نزاع ، أو أن فيه إبعادا لهم عن أجواء تهيئ للتحاسد ، أو للتنافس الذي لا يقوم على أساس صحيح ، أو ما إلى ذلك ..

ثالثا : إن لبعض المقامات شؤونا تناسبها ، فلا بد من مراعاتها ، بإعطائها ما تستحقه ، والإلتزام بموجباتها ، فإن الإنسجام مع المقتضيات الواقعية ، يبقى هو الخيار الأصح الذي لا بد من الأخذ به ..

والكاشف عن هذه المقتضيات ؛ هو الله تعالى العالم بالحقائق ، لأنه هو البارئ والخالق. فلا بد من الأخذ منه ، والطاعة له فيما يأمر به ، وينهى عنه.

رابعا : أما حديث تسميتها بصفية بعد اصطفاء رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لها ، فهو غير دقيق ، لما ورد : من أن دحية بن خليفة الكلبي كان

٨٥

قد أخذ صفية أولا ، فاعترض أحدهم على ذلك ، وقال : يا رسول الله ، أعطيت دحية صفية؟؟ (١).

فهذه العبارة تدل على : أن اسم صفية كان ثابتا لها قبل أن يصطفيها النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فراجع.

لماذا اخضرت عين صفية؟؟

قالوا : ولما دخل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بصفية ، رأى بأعلى عينها خضرة ، فسألها عنها ، فأخبرته : أنها قالت لزوجها ابن أبي الحقيق ـ وهي عروس ـ : إنها رأت القمر (والشمس كما في رواية أخرى) في حجرها ، أو على صدرها ، فلطمها ، وقال : تتمني ملك العرب؟؟ ..

وفي رواية : أنها رأت ذلك حين نزل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خيبر (٢).

__________________

(١) راجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٣ عن البخاري ومصادر كثيرة أخرى تقدمت.

(٢) راجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٤ وعن الطبقات الكبرى ج ٨ ص ١٢١ والسير الكبير ج ١ ص ٢٨١ وعن الإصابة ج ٨ ص ٢١٠ و ٢١١ وعن أسد الغابة ج ٥ ص ٤٩٠ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ٣٩١ والبحار ج ٢١ ص ٦ و ٣٣ وتفسير مجمع البيان ج ٩ ص ٢٠٣ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٠٢ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٢٤ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٧٩٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٧٤ والأنوار العلوية ص ١٩٨ وزوجات النبي ص ١٠٠ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٢٥٠ والآحاد والمثاني ج ٥ ص ٤٤١ والمعجم الكبير ج ٢٤ ص ٦٧ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢١٥ وموارد الظمآن ص ٤١٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣ ص ٢٢١ وفتوح البلدان ج ١ ص ٢٦ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ١٣٨ وصحيح ابن حبان ج ١١ ص ٦٠٨.

٨٦

ونقول :

١ ـ إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» دخل بصفية ، وهو راجع من خيبر إلى المدينة .. ولا شك في أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان قد رآها قبل ذلك الوقت ، وذلك حين اصطفاها ، أو حين جاء بها دحية ، وأعطاه غيرها عوضا عنها. فلماذا لم ير الخضرة فوق عينها آنذاك؟؟

٢ ـ إن رؤيتها للشمس والقمر ، أو للقمر في حجرها ، أو على صدرها ، لا تشير إلى ملك العرب بشيء ، فلماذا لا يفسّر ـ زوجها ـ تلك الرؤيا بملك الفرس ، أو الروم ، أو القبط ، أو بنفسه ، أو بغيره من ملوك اليهود وعظمائهم؟؟

٣ ـ قد اختلفت روايات هذه القضية ، فهل هي أخبرت زوجها ، فلطمها؟ أم أخبرت أباها فلطمها؟؟

ولا مجال للقول بأنها أخبرت هذا تارة ، وذاك أخرى .. لأن اخضرار العين قد حصل من ضربة واحد منهما ، لا من كليهما ..

ثم هل رأت القمر في حجرها؟؟ أم رأت الشمس والقمر على صدرها؟؟

٤ ـ إذا صح تفسير رؤية القمر في حجرها بملك العرب ، فكيف يمكن تفسير رؤية الشمس والقمر معا على صدرها؟؟ .. فهل تفسر بأنها سوف يتزوجها اثنان؟؟ أم واحد؟؟

٥ ـ ذكروا أيضا : أن هذه الحادثة قد حدثت لجويرية زوج النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، حيث رأت قبل زواجها بالنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن

٨٧

القمر قد وقع في حجرها (١) .. فأي هذين هو الصحيح؟؟

٦ ـ إن اخضرار العين يزول خلال أيام ، فكيف استمر عشرات الأيام ومن حين نزول النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خيبر؟؟ كما ذكرته بعض الروايات.

٧ ـ لعل الصحيح في هذه القضية : هو ما روي ، من أنه حين اقتلع علي «عليه‌السلام» باب الحصن ، اهتز الحصن حتى سقطت لوجهها ، فشجها جانب السرير ، فأصابها ما أصابها ، حسبما تقدم (٢).

وهذا الاهتزاز هو مما صنعه الله كرامة لعلي «عليه‌السلام» ، وإمعانا في إقامة الحجة على اليهود.

اعتذار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من صفية :

وزعموا : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال لصفية ـ حينما انتهت إليه ـ : يا صفية ، أما إني أعتذر إليك مما صنعت بقومك ، إنهم قالوا لي : كذا ، وكذا إلخ ..

__________________

(١) المستدرك للحاكم ج ٤ ص ٢٧ والبحار ج ٢٠ ص ٢٩٠ ومستدرك سفينة البحار ج ٤ ص ٢٧ والمنتخب من ذيل المذيل ص ١٠١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٨٢ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٥٨٢ وإعلام الورى ج ١ ص ١٩٦ و ١٩٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٠٣ وسبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٣٤٧ وج ١١ ص ٢١٠ و ٢١١.

(٢) البحار ج ٢١ ص ٤٠ عن مشارق أنوار اليقين ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٤ وحلية الأبرار ج ٢ ص ١٦١ ومدينة المعاجز ج ١ ص ٤٢٦ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٢٩٣ ومجمع النورين ص ١٧٧.

٨٨

وما زال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يعتذر إليها ، حتى ذهب ذلك من نفسها (١).

ونقول :

لا ندري إن كان يصح الاعتذار عن فعل واجب أمر الله تعالى به؟؟

وإذا كان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أراد أن يوضح لها الحقيقة ، ويخرجها من حالة الجهل ، ويسلّ سخيمتها ، فإن ذلك لا يصح أن يسمى اعتذارا؟؟

وإذا كانت قد أسلمت ، واعتقدت بأنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نبي الله ، الذي لا ينطق عن الهوى ، والذي هو في طاعة الله سبحانه وتعالى في كل قول وفعل ، فلماذا الإعتذار؟

أليس ذلك كافيا في إقناعها بأن ما فعله حق؟؟

صفية تأبى أولا ثم تطيع :

قالوا : ولما قطع النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ستة أميال من خيبر ، أراد أن يعرس بصفية ، فأبت ، فوجد النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في نفسه.

فلما سار ووصل إلى الصهباء ، مال إلى دوحة هناك ، فطاوعته. فقال لها : ما حملك على إبائك حين أردت المنزل الأول؟؟

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٤ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٥ و ٢٥١ و ٢٥٢ والآحاد والمثاني ج ٥ ص ٤٤٥ ومسند أبي يعلى ج ١٣ ص ٣٧ و ٣٨ والمعجم الأوسط ج ٦ ص ٣٤٥ والمعجم الكبير ج ٢٤ ص ٦٧ وكنز العمال ج ١٣ ص ٦٣٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣ ص ٣٨٥ وفتوح البلدان ج ١ ص ٢٧ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٢٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٧٨ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢١٥.

٨٩

قالت : يا رسول الله ، خشيت عليك قرب يهود (١).

ونقول :

أولا : كيف خشيت عليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ذلك وهو بين أصحابه ، وحوله جيش عرموم يفديه بنفسه ، وعنده علي «عليه‌السلام» قاتل مرحب ، وسائر أبطال اليهود ، وقالع باب خيبر؟

نعم ، هل يمكن أن يصل إليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» غريب ، ثم لا يسأل أحد ذلك الغريب عن حاله ، وعما جاء به؟

ثانيا : لقد أقام النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بقرب اليهود ، وفي عقر دارهم عشرات الأيام ، وقد حاربهم ، وانتقم منهم ، وشل حركتهم ، ولم يتمكنوا من فعل أي شيء ضده ..

فلماذا تخشاهم عليه بعد أن أذلهم ، وفرق جمعهم ، وأباد خضراءهم ، ثم غادرهم ، وابتعد عنهم ، وأصبح ظهور كل غريب فيما بين المسلمين مثارا للريبة ، وموجبا للمبادرة لاعتقاله ، وللتحقيق معه؟؟

حراسة أبي أيوب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وزعموا : أنه لما تزوج النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بصفية بات أبو أيوب تلك الليلة ، متوشحا بسيفه يحرسه ، ويطوف بتلك القبة ، حتى أصبح «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فرأى مكان أبي أيوب ، فسأله عن ذلك ، فقال : يا رسول الله ، خفت عليك من هذه المرأة ، قتلت أباها وزوجها ، وقومها ، وهي حديثة

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٤ وعن الإصابة ج ٨ ص ٢١٠ وعن الطبقات الكبرى ج ٨ ص ١٢١.

٩٠

عهد بكفر ، فبت أحفظك.

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني (١).

ونقول :

أولا : إن لنا أن نتساءل : أين كان علي «عليه‌السلام» في تلك الليلة؟؟ ولماذا لم يبادر إلى حراسة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟؟ مع أن الخوف عليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ـ كما قال أبو أيوب ـ كان على درجة كبيرة من الظهور والوضوح ..

وقد كان «عليه‌السلام» يحرسه في المدينة ، وفي بدر ، ولا يغفل عن تفقد أحواله .. كما أنه كان هو الذائد عنه في أحد ، وفي كل موقع أحسّ فيه بالحاجة إلى ذلك ..

ولماذا لا يطلب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نفسه هذه الحراسة من أصحابه؟؟ فإن ما قاله أبو أيوب لم يكن ليغيب عنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟؟

ثانيا : إننا لا نستطيع أن نؤكد جدوى حراسة أبي أيوب .. فإن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان مع زوجته في داخل خيمته ، ولا يتسنى ، ولا يجوز لأبي أيوب أن يطّلع على ما يجري بينهما ، خصوصا في ليلة الزواج ..

وهي إن كانت تبيّت أمرا ، فلا بد أن تخفيه عن زوجها ، وهو معها. فكيف لا تخفيه عن غيره؟

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٤ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٢ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٢ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ٤٠٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٢.

٩١

وإن استطاعت أن تلحق بزوجها ضررا دون أن يجد الفرصة للدفاع عن نفسه ، فستحرص على أن ينتهي الأمر قبل ارتفاع أي صوت ..

ولذلك نقول : إنه سوف لا تنفعه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نجدة أبي أيوب ، ولا نجدة غيره له ، بل هي سوف تأتي بعد فوات الأوان.

٩٢

الفصل الثالث :

أبو هريرة .. والغنائم

٩٣
٩٤

أبو هريرة في خيبر :

وعن خزيمة ، عن أبي هريرة قال :

قدمنا المدينة ، ونحن ثمانون بيتا من دوس ، فصلينا الصبح خلف سباع بن عرفطة الغفاري ، فقرأ في الركعة الأولى بسورة : «مريم» ، وفي الآخرة : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) ، فلما قرأ : (إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) (١).

قلت : تركت عمي بالسراة له مكيلان ، إذا اكتال اكتال بالأوفى ، وإذا كال كال بالناقص ، فلما فرغنا من صلاتنا ، قال قائل : رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بخيبر ، وهو قادم عليكم.

فقلت : لا أسمع به في مكان أبدا إلا جئته ، فزودنا سباع بن عرفطة ، وحملنا حتى جئنا خيبر ، فنجد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد فتح النطاة ، وهو محاصر الكتيبة ، فأقمنا حتى فتح الله علينا (٢).

__________________

(١) الآيتان ١ و ٢ من سورة المطففين.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٣٦ و ١٣٧ عن مسند أحمد ، وتاريخ البخاري ، ومجمع الزوائد ، والطحاوي ، والحاكم ، والبيهقي ، ودلائل النبوة للبيهقي ج ٤ ص ٢٤٧ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٩ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٦٣٦ ومسند ابن راهويه ج ١ ص ٢٠.

٩٥

وفي رواية : فقدمنا على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وقد فتح خيبر ، وكلّم المسلمين فأشركنا في سهمانهم.

وروى البخاري ، وأبو داود عن أبي هريرة قال : قدمت المدينة ورسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بخيبر حين افتتحها ، فسألته أن يسهم لي.

قال : فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص.

فقال : لا تسهم له يا رسول الله.

قال : فقلت : هذا والله هو قاتل ابن قوقل.

فقال ـ وأظنه أبان بن سعيد بن العاص ـ : عجبا لوبر تدلى علينا من قدوم ضأن ، يعيرني بقتل امرئ مسلم ، أكرمه الله على يدي ، ولم يهني على يديه (١).

وروى البخاري ، وأبو داود عن أبي هريرة قال : بعث رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أبانا على سرية من المدينة ، قبل نجد ، قال أبو هريرة : فقدم أبان وأصحابه على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بخيبر بعدما افتتحها ، وإن حزم خيلهم لليف ، فقال : يا رسول الله إرضخ لنا.

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٣٧ وج ٦ ص ١٢٨ وفي هامشه عن : البخاري ج ٧ ص ٥٦١ (٤٢٣٧). ودلائل النبوة للبيهقي ج ٤ ص ٢٤٧ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٠٨ وعن صحيح البخاري ج ٣ ص ٢١١ وج ٥ ص ٨٢ وعن سنن أبي داود ج ١ ص ٦١٩ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٦ ص ٣٣٣ وعون المعبود ج ٧ ص ٢٨١ ومسند الحميدي ج ٢ ص ٤٧٢ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٧ ص ٤ وعن الإصابة ج ٦ ص ٣٥٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٩٢ و ٣٩٣ ومعجم ما استعجم ج ٣ ص ١٠٥٣.

٩٦

فقال أبو هريرة : يا رسول الله ، لا تقسم لهم.

فقال أبان : وأنت بهذا يا وبر تحدر من رأس ضال ـ وفي لفظ ـ فان.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «يا أبان الجلس». فلم يقسم لهم (١).

ونقول :

أولا : إذا كان أبو هريرة وقبيلة دوس وصلوا إلى خيبر ، وقد فتح الله تعالى على رسوله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» النطاة ، والشق ، وهو محاصر الكتيبة ، فمن المفروض : أن يكون هؤلاء القادمون قد شاركوا في الحصار والقتال في حصن الكتيبة على الأقل ..

ويؤكد ذلك : قول أبي هريرة : «فأقمنا حتى فتح الله علينا» ، حسبما تقدم ، فإنه ظاهر في مشاركتهم في الفتح .. وذلك يوجب لهم حقا في الغنيمة.

فلا معنى لقول أبي هريرة بعد هذا : «وكلّم المسلمين ، فأشركنا في سهمانهم».

ولا لقوله : «فسألته أن يسهم لي».

كما أنه لا معنى لقول بعض ولد سعيد بن العاص : «لا تسهم له يا رسول الله». إذ لا حاجة به إلى أن يكلم المسلمين في ذلك ، وليس لهم أن يمنعوهم من المشاركة في السهمان ، ما دام أنهم قد شاركوا في الحصار والقتال ..

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٣٧ وج ٦ ص ١٢٨ وفي هامشه عن : البخاري ج ٧ ص ٥٦١ (٤٢٣٨). وعن صحيح البخاري ج ٥ ص ٨٢ وعن فتح الباري ج ٦ ص ٣٧٨ وشيخ المضيرة ص ٤٦ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٣٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٩٣ ومعجم ما استعجم ج ٣ ص ١٠٥٣.

٩٧

ثانيا : لماذا يقدّم أبو هريرة بين يدي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ويقترح عليه؟ .. ولماذا يصدر لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» التوجيهات ، والأوامر والزواجر؟؟ ألا يعدّ هذا من سوء الأدب؟؟

ثالثا : قد صرحوا : بأنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يسهم لأحد غاب عن خيبر إلا لجابر بن عبد الله الأنصاري.

فما معنى قولهم : إنه أسهم لأبي هريرة ، ومن معه؟؟.

رابعا : قد صرح أبو موسى الأشعري أيضا : بأنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يسهم إلا لأصحاب السفينة ، بعد أن استأذن المسلمين في ذلك ..

والذي نظنه : هو أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أعطى هؤلاء وأولئك من سهمه من الخمس ، أو أنه أعطاهم مما أفاء الله عليه ، مما هو ملك له في الوطيح والسلالم. ولم يكن ثمة من حاجة إلى استئذان أحد من الناس ..

إسلام أبي هريرة :

وقد ذكروا : أن أبا هريرة أسلم ، ثم قدم على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مع الدوسيين الأشعريين في شهر صفر سنة سبع ، ورسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بخيبر ، فسار أبو هريرة معهم إليه حتى قدم معه المدينة (١).

__________________

(١) راجع : الإصابة ج ٣ ص ٢٨٧ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٤٢ وطبقات ابن سعد (ط ليدن) ج ٦ ص ٣١ و ٧٨ والبداية والنهاية ج ٨ ص ١٠٢ وعن سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٤٣٦ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٢٦ والإيضاح ص ٥٣٧ والبحار ج ١٧ ص ١١١ والمستدرك للحاكم ج ٤ ص ٤٨ وشرح صحيح مسلم للنووي ج ١٣ ص ٢١١ وفتح الباري ج ١ ص ٦٢ وج ٦ ص ٤٠٢ وج ١٢ ص ١٠٦ وعن ج ٧ ص ٣٩١ و ٣٩٧ ـ

٩٨

ونقول :

من المفيد هنا بيان بعض الخصوصيات التي ترتبط بأبي هريرة ، وذلك على النحو التالي :

قد اختلف في اسم أبي هريرة إلى تسعة وثلاثين قولا (١).

__________________

وعون المعبود ج ٤ ص ١٩٧ ومسند ابن راهويه ج ١ ص ١٧ وصحيح ابن حبان ج ٣ ص ٤٠٥ وج ٥ ص ٤٢٤ وج ٦ ص ٢٦ ونصب الراية ج ٢ ص ١٤٤ والجامع لأحكام القرآن ج ٣ ص ٢١٧ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص ١٥ و ٦٦ و ١٧٨ والثقات ج ٢ ص ٢٢ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٤٦ والأنساب للسمعاني ج ٣ ص ١٥ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٣٦٧ والكنى والألقاب ج ١ ص ١٧٩ وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ٣٢ وعن المعارف لابن قتيبة ص ١٧٧ والناصريات ص ٩٨ و ٢٣٧ ومنتهى المطلب (ط قديم) ج ١ ص ٤٠٤ و ٤٠٨ والمجموع ج ٤ ص ٦٣ و ٨٧ والمحلى ج ٥ ص ١١٠ والفصول في الأصول ج ١ ص ١٧٥ ونيل الأوطار ج ١ ص ٣٧٦ وج ٧ ص ٢٠٦ ومكاتيب الرسول ج ٢ ص ٣٥٠ وشرح صحيح مسلم للنووي ج ١ ص ٢٢٠ وج ٥ ص ٧١ وتحفة الأحوذي ج ٧ ص ٣٢٨ والفايق في غريب الحديث ج ١ ص ٢٩٣ وتلخيص الحبير ج ٤ ص ١٨٦ وعدة الأصول (ط قديم) ج ١ ص ٣٣٦ والخلاف ج ١ ص ٤٠٥ ومن لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٣٥٨ وشيخ المضيرة ص ٧٢ و ١١١ ومشاهير علماء الأمصار ص ٣٥ والأعلام للزركلي ج ٣ ص ٣٠٨ وغريب الحديث ج ٤ ص ١٩٧.

(١) قاموس الرجال (ط سنة ١٤٢٢ ه‍) ج ١١ ص ٥٥٥ عن صاحب القاموس ، ودراسات في علم الدراية لعلي أكبر غفاري ص ٢٠٨ وسبل السلام ج ١ ص ١٤ والإيضاح ص ٥٣٧ وشرح مسلم للنووي ج ١ ص ٦٧ وشرح سنن النسائي ج ١ ص ٧ وطرائف المقال ج ٢ ص ١٤٩.

٩٩

وقال بعضهم : اجتمع في اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولا (١).

وأما أحاديثه عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقد ذكر ابن حزم : أن مسند بقية بن مخلد قد احتوى على خمسة آلاف وثلاث مائة وأربع وسبعين حديثا (٢) رغم أنه عاش مع النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من صفر سنة سبع إلى ذي القعدة من سنة ثمان ، ثم أرسله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى البحرين مع العلاء بن الحضرمي ، وقد كان عمله في البحرين يقتصر على التأذين للعلاء.

وبقي هناك إلى زمان عمر كما تظهره النصوص (٣). فراجع ما ذكره هو

__________________

(١) شيخ المضيرة ص ٤٣ وعن الإصابة ج ٧ ص ٣٥١ وعن الكنى للحاكم ، وعن الإستيعاب ، وتاريخ ابن عساكر.

(٢) شيخ المضيرة ص ١٢٤ و ١٢٧ و ٣٢ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٤٣ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص ٤٤ و ٥٤ والمجموع للنووي ج ١ ص ٢٦٦ وسبل السلام ج ١ ص ١٤ والبحار ج ٣٠ ص ٧٠٤ وج ٣١ ص ٢٥٢ وشرح مسلم للنووي ج ١ ص ٦٧ ومسند ابن راهويه ج ١ ص ٨ و ٤٧ وج ٢ ص ٤٨ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٦٣٢ وسبل الهدى والرشاد ج ١ ص ٦٨ والنص والإجتهاد ص ٥٠٩ ووضوء النبي ج ١ ص ٥٠ و ٥٢ و ٢١٦ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج ١ ص ٤٠ وج ٤ ص ٣٥٥ وأمان الأمة من الإختلاف ص ١٠٢ وأضواء على الصحيحين ص ٩٩ وأضواء على السنة المحمدية ص ٢٠٠ و ٢٢٤ والفصول في الأصول ج ١ ص ١٧٥ والأعلام ج ٣ ص ٣٠٨ وغريب الحديث ج ٤ ص ١٧٩.

(٣) راجع : شيخ المضيرة ص ٦٣ ـ ٦٥ و ٦٧ و ٦٨ و ٧١ عن سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٦٥ وج ٢ ص ١٩١ وعن فتح الباري ص ٢٠٩ و ٢٠٨ وعن الطبري ، ـ

١٠٠