الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٨

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٨

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-190-4
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٩

ويبقى سائر الناس في حشودهم ، وفي عديدهم مجرد كثرات ، ليس لها إلا أدوار هامشية ، وغير ذات أهمية ، حتى إذا أزف وقت تحقيق الإنجاز الكبير ، تجدهم يغادرون الساحة ، مع حفظ ماء الوجه أحيانا ، وبدون ذلك أحيانا أخرى ..

فغزوة بدر مفصل أساسي وحساس ، كان العبء الأكبر فيها يقع على كاهل علي «عليه‌السلام» بالدرجة الأولى ، ثم من معه من بني هاشم ، مثل حمزة ، وغيره من أبناء عبد المطلب ..

وفي أحد يكون ثمة كثرة وعديد ، ولكنها تنسحب من الساحة بخفة ، وذل ، ولا تعود العزة لها إلا بسيف علي «عليه‌السلام».

وهكذا جرى في غزوة بني قريظة ، وخيبر ، وفي الخندق ، وحنين ، وفي ذات السلاسل .. وفي غير ذلك من المواقف .. التي تظهر فيها التبجحات والإستعراضات للكثرة التي لا تلبث أن تسقط أمام التحدي ، ثم يكون سيف علي «عليه‌السلام» هو المنقذ والمخلص ..

وفي غير حالات الحرب أيضا تبقى المفاصل الحساسة والأساسية رهينة بتضحيات وجهاد وجهود علي «عليه‌السلام» ، بالإضافة إلى دفاعه عن الدين بعلومه ، وبذل معارفه ، وظهور حجته على كل أعداء الإسلام ، والمشككين فيه.

ومن نماذج ذلك أيضا : فداء علي «عليه‌السلام» للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، في شعب أبي طالب ، وفي المبيت على الفراش ليلة الغار ، ومواقفه في الحديبية ، وفي تبليغ سورة براءة ، وفي مختلف المواقف .. فهو الحامي ، والمنقذ ، والمضحي في سبيل الله ، والمطيع لله ولرسوله ..

٣٠١

وكانت احتجاجاته على أهل الملل والنحل بعد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وحله للمعضلات العلمية ، والفقهية ، والسياسية ، وغير ذلك ، دليل صدق على إخلاص علي «عليه‌السلام» ، وصحة جهاده.

وتبقى الكثرة هي التي تستفيد ، وتستغل الظروف ، بل وتظلم أهل الحق ، والخير ، وتغتصب حقوقهم باسم الدين. ويكون هؤلاء هم العبء الثقيل ، والسيف الصقيل ، والعدو في صورة الصديق والخليل ، الذي يشغل المخلصين بمؤامراته ، وبالأجواء المسمومة التي يثيرها ، وبالمتاعب والمشكلات التي يتسبب بها. فإنا لله وإنا إليه راجعون ..

و : رشحة من أخلاقيات الإسلام :

وفي قيام الرسول الأعظم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بنفسه لخدمة الوفد القادم من الحبشة تجسيد عملي لأخلاقيات الإسلام ، التي تفرض على الإنسان المؤمن عرفان الجميل لأهله ، وإعطاء كل ذي حق حقه ..

وكان يكفي أن يقوم بعض رجالات المسلمين بإكرام ذلك الوفد ، وإظهار المزيد من الحفاوة به .. ولكن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أراد أن يعرف الناس : أن القضية أسمى من أن تكون مجرد مبادلة موقف بموقف ، وفق ما تقتضيه المصالح ، والظروف ؛ بل هي حالة حقيقية ، تدخل في عمق الروح ، وفي تكوين الذات ، لتصبح جزءا من الكيان ، وحقيقة كامنة في حنايا وجوده الإنساني ..

وليصبح ذلك درسا حقيقيا في الدور الذي يجب أن تضطلع به القيم والمثل العليا في حياة البشر ، من حيث هيمنتها على الفكر ، وعلى المشاعر ،

٣٠٢

وعلى الوجدان ، والضمير الإنساني ..

فإن هذه القيم ليست مجرد وسائل وأدوات توصل إلى الغايات والأهداف ، بل هي وعي وخلق إنساني ، متمازج مع الحقيقة الإنسانية ، ومرتبط بالواقع الإيماني في العمق ..

هجرتان لمهاجري الحبشة :

قال أبو موسى الأشعري : ودخلت أسماء بنت عميس ، وهي في من قدم معنا يومئذ على حفصة زوج رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» زائرة ، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر إليه ، فدخل عمر على حفصة ، وأسماء عندها ، فقال عمر حين رأى أسماء : من هذه؟

فقالت : أسماء بنت عميس.

فقال عمر : سبقناكم بالهجرة ، نحن أحق برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

قال : فغضبت ، وقالت : كلا والله يا عمر ، كنتم مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يطعم جياعكم ، ويعلم جاهلكم ، وكنا في دار (أو أرض) البعداء البغضاء بالحبشة ، وذلك في الله وفي رسوله.

وأيم الله لا أطعم طعاما ، ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وأساله ، والله لا أكذب ، ولا أزيغ ، ولا أزيد على ذلك.

فلما جاء رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قالت : يا نبي الله؟؟ إن رجالا يفخرون علينا ، ويزعمون : أنّا لسنا من المهاجرين الأولين.

فقال : «من يقول ذلك»؟

قلت : إن عمر قال : كذا وكذا.

٣٠٣

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «ما قلت له»؟

قالت : قلت له : كذا وكذا.

قال : «ليس بأحق بي منكم ، له ولأصحابه هجرة واحدة ، ولكم أنتم ـ أهل السفينة ـ هجرتان».

قالت : فلقد رأيت أبا موسى وأصحابه يأتوني أرسالا يسألوني عن هذا الحديث ، ما من الدنيا شيء هم أفرح ، ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

قال أبو بريدة : قالت أسماء : ولقد رأيت أبا موسى ، وإنه ليستعيد هذا الحديث مني ، وقال : لكم الهجرة مرتين (١).

ونقول :

١ ـ مما لا شك فيه : أن عمر بن الخطاب كان يعلم بأن الذين هاجروا إلى الحبشة ، قد تركوا أوطانهم ، وأهليهم ، وأموالهم ، وأحباءهم وهاجروا إلى الله تعالى فرارا بدينهم ، إلى بلاد الغربة ، حيث لا يعلمون ما سوف يواجههم فيها من مصائب وبلايا ، ونكبات ورزايا ..

وكان يعلم أيضا : أنهم لم يعودوا إلى بلادهم ، وأوطانهم ، وبيوتهم ،

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٣٦ ودلائل النبوة ج ٤ ص ٢٤٦ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٠٦ وراجع : ص ٢٠٥ عن البخاري ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٨ و ٤٩ وراجع : الأوائل ج ١ ص ٣١٤ وصحيح البخاري (ط سنة ١٣٠٩ ه‍) ج ٣ ص ٣٥ وصحيح مسلم ج ٧ ص ١٧٢ وكنز العمال ج ٢٢ ص ٢٠٦ عن أبي نعيم ، والطيالسي ، وفتح الباري ج ٧ ص ٣٧٢ ومسند أحمد ج ٤ ص ٣٩٥ و ٤١٢ وحياة الصحابة ج ١ ص ٣٦١.

٣٠٤

وعشائرهم ، بل عادوا إلى بلاد أخرى ، ليواصلوا جهادهم ضد أعداء الله ، معتصمين بالصبر ، وبالتوكل عليه.

فما معنى أن يثبت لنفسه امتيازا على أولئك الذين قضوا حوالي خمس عشرة سنة في بلاد الغربة؟؟. وكيف يكون قد سبقهم إلى الهجرة؟؟ ..

٢ ـ لماذا يعمد عمر إلى أسماء بنت عميس ليواجهها بهذا الكلام؟ ويترك جعفر بن أبي طالب نفسه ، فلا يقول له ذلك؟؟ ..

أم أنه كان يخشى من أن يسمعه جعفر الجواب الشافي والكافي ، ويسرع في إبطال خطته ، التي يريد من خلالها أن يتوصل إلى بعض الأهداف الحساسة؟ ..

أما أسماء فقد يوهم حالها : أنها غير قادرة على دفع هذه الشبهة ، وذلك يهيئ لهذه الشبهة سبيل الإنتشار ، ويترتب على ذلك ما يتوخاه لها من نتائج وآثار؟؟

٣ ـ ألا ترى معي : أن هذا الرجل يريد أن يثير الشبهة حول الدلالات الحاسمة لموقف رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من جعفر زوج أسماء ، بعد أن سمع النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يعتبر قدومه موازيا لفتح الله تعالى خيبر ، على يد أخيه علي «عليه‌السلام»؟؟ ..

٤ ـ كما أنه يريد أن يضعف موقف ، ويقلل من أهمية شخص يتوسم فيه أن يكون النصير والعضد القوي لعلي «عليه‌السلام» ، ذلك الذي يخطط عمر بن الخطاب وحزبه للإستيلاء على حقه في الخلافة بعد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

٥ ـ إن إجابة أسماء له أوضحت : أنها كانت تتهم الذين يتبجحون

٣٠٥

ببقائهم مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بأن بعضهم ربما لا يكون مخلصا في اتباعه له «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، بل كان يجري وراء الحصول على شيء من حطام الدنيا.

ولعل ما يشير إلى ذلك أنها صرحت بأن بعض هؤلاء كان يبحث عن الطعام والغنائم وغير ذلك من المنافع ، التي هيأها لهم قربهم من النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

ولذلك قالت له : إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان يطعم جائعهم ، ويعلم جاهلهم ..

وأما الذين لا مجال للشك في إخلاصهم ، فهم الذين لم يكونوا يتوقعون شيئا من ذلك ، وهم أولئك الذين كانوا في أرض البعداء البغضاء في الحبشة ، ولا غاية لهم إلا رضا الله تعالى ، ورضا رسوله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

بل إن بعض هؤلاء قد مارس أبشع أنواع الجرائم في سياق غصبه لمقامات جعلها الله تعالى لأهلها ولم يكن اولئك الغاصبون من أهلها.

٦ ـ ولعل أسماء قد شعرت : بأن وراء الأكمة ما وراءها ، فإن هذا الموقف من عمر لم يكن بلا سبب ، فآثرت أن تطلع النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عليه ، لتشارك في إفشال أمر ربما يكون قد بيّت بليل ..

٧ ـ واللافت هنا : حلفها لعمر : أنها سوف تكون في نقلها لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» غاية في الدقة ، ربما لتضيع على المتضررين من ذلك فرصة التشكيك في سلامة النقل ، ليجدوا من خلال هذا التشكيك السبيل إلى إبطال تبعات هذا التصرف. ولعلهم يتمكنون من مواصلة مشروعهم ، الذي أرادوا لهذه المبادرة أن تكون إحدى خطواتهم إليه.

٣٠٦

٨ ـ ويأتي موقف الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الحازم والحاسم ، الذي يقطع الطريق على أي تأويل ، ويسد على الآخرين منافذ التخلص والتملص من آثار هذه الفضيحة ..

بل إن ما قاله الرسول الأعظم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أكد على عظمة جعفر ، وقذف بمناوئيه بعيدا عن ساحة الكرامة ، ليعيشوا في ظلمات الفشل والحسرة ، والندامة ..

٩ ـ ولا ندري إن كان عمر بن الخطاب هو المصدر الأساس لمقولة : «سبقناكم بالهجرة» ، إذ أظهرت النصوص : أنه كان هناك فريق كامل يتبنى هذه الفكرة ، ويروج لها ، ويشيعها ، حيث ستأتي الرواية عن أبي موسى الأشعري ، لتقول : «فكان أناس يقولون لنا (يعني أصحاب السفينة) : سبقناكم بالهجرة» (١).

الأشعريون .. هم المحور؟؟

روي عن أبي موسى الأشعري ، قال : لما بلغنا مخرج النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ونحن باليمن ، فخرجنا مهاجرين إليه ، أنا وإخوان لي ، أنا أصغرهم ، أحدهم أبو رهم ، والآخر أبو بردة ؛ إما قال : في بضع ، وإما قال : في ثلاثة أو اثنين وخمسين رجلا من قومي.

فركبنا سفينة ـ قال ابن مندة : حتى جئنا مكة ـ ثم خرجنا في بر حتى أتينا المدينة ـ فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة ، فوافقنا جعفر بن أبي

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٣٥ ومصادر أخرى ستأتي في الهامش التالي ، فانتظر.

٣٠٧

طالب وأصحابه عنده.

فقال جعفر : إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بعثنا ، وأمرنا بالإقامة ، فأقيموا معنا.

فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا ، فوافقنا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حين فتح خيبر ، قال : فأسهم لنا ، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر شيئا إلا من شهد معه ، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه ، قسم لهم معنا ،

وذكر البيهقي : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» سأل الصحابة أن يشركوهم ، ففعلوا ذلك (١) ، انتهى.

قال : فكان أناس يقولون لنا ـ يعني أصحاب السفينة ـ : سبقناكم بالهجرة.

وقبل قدومهم ، قال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : يقدم عليكم قوم هم أرق منكم قلوبا. فقدم الأشعريون ، وذكر أنهم عند مجيئهم صاروا يقولون : غدا

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٣٥ عن الشيخين ، والإسماعيلي ، وابن سعد ، وابن حبان ، وابن مندة ، وفي هامشه : عن البخاري ج ٧ ص ٥٥٣ (٤٢٣٠) ، وعن مسلم ج ٣ ص ١٩٤٦ و ١٩٤٧ حديث (١٦٩ / ٢٥٠٢) ، والبيهقي في الدلائل ج ٤ ص ٢٤٤ ، وانظر السيرة النبوية لابن هشام ج ٢ ص ٣٥٩ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٦٨٣. وراجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٧ و ٤٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ١٤ و ٧ و ٩ والبداية والنهاية ج ٣ ص ٧١ و ٦٧ و ٦٩ و ٢٠٥ عن ابن إسحاق ، وأحمد ، وأبي نعيم في الدلائل ، وفتح الباري ج ٧ ص ١٤٣ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ٢٤ عن الطبراني ، وحلية الأولياء ج ١ ص ١١٤.

٣٠٨

نلقى الأحبة ، محمدا وحزبه (١).

ونقول :

إن لنا ههنا وقفات هي التالية :

١ ـ رقة قلوب الأشعريين :

إن الحديث عن رقة قلوب الأشعريين قد روي بنحو آخر ، وهو : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال في حقهم : أتاكم أهل اليمن ، هم أضعف قلوبا ، وأرق أفئدة. الفقه يمان ، والحكمة يمانية (٢).

فأي القولين هو الصحيح؟؟

أم أن الشك لا بد أن يسري إلى كلا هذين القولين؟؟

مع ملاحظة : أن هذا النص الثاني قد وصفهم بضعف القلوب ، لا

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٨ وفضائل الصحابة ص ٧٣ وراجع : مسند أحمد ج ٣ ص ٥٤٣ وزاد المعاد ج ١ ص ١٣٦٤ مسند أبي يعلى ج ٦ ص ٤٥٤ وصحيح ابن حبان ج ١٦ ص ١٦٥ وموارد الظمآن ص ٥٢٦ والطبقات الكبرى ج ١ ص ٣٤٨ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٩٢ و ٩٣ وتهذيب الكمال ج ١٥ ص ٤٥٠ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٨٤ والإصابة ص ٢١٤ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٢٧٣.

(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٨ وراجع : مسند أحمد ج ٢ ص ٥٠٢ و ٥٤١ وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج ٥ ص ١٢٢ وصحيح مسلم ج ١ ص ٥٢ وسنن الترمذي ج ٥ ص ٣٨٣ وشرح مسلم ج ٢ ص ٣٠ والديباج على مسلم ج ١ ص ٦٩ وتحفة الأحوذي ج ٦ ص ٤٢٣ ومسند الشاميين ج ٤ ص ٢٨٤ والجامع الصغير ج ١ ص ١٦ وكنز العمال ج ١٢ ص ٤٨ والجامع لأحكام القرآن ج ٢ ص ٢٣٠ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٨١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ١٣٤.

٣٠٩

برقتها ، وليس في هذا الوصف مدح لهم كما هو ظاهر.

٢ ـ إشراكهم في الغنيمة :

صرحوا : بأن الدوسيين قد وصلوا إلى خيبر أيضا حين فرغ النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من حصن النطاة ، فإن كانوا قد اعتزلوا القتال ، فلماذا اعتزلوه؟

ولماذا يعطيهم النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من الغنائم؟

وإن كانوا قد شاركوا في فتح سائر الحصون ، فيستحقون من الغنائم مثل ما يستحقه الآخرون .. ولا يحتاج «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى استئذان المسلمين بإشراكهم في الغنيمة ..

وإذا كان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أعطاهم من حصني الوطيح والسلالم ، فإنه لم يكن بحاجة إلى الإستئذان من أحد من المسلمين فيهما أيضا ، لأنهما كانا خالصين له «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

وقد ذكر موسى بن عقبة : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أحذى الأشعريين والدوسيين من الوطيح والسلالم ، اللذين فتحا صلحا «وتكون مشاورة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في إعطائهم ، ليست استنزالا لهم عن شيء من حقهم ، وإنما هي المشورة العامة» (١) ، لأن ما يفتح صلحا يكون خاصا وخالصا لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فإن أعطى منه أحدا شيئا فيكون قد أعطاه من ماله ، لا من مال المسلمين ..

ولو فرضنا : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أعطاهم من النطاة والشق ،

__________________

(١) راجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٧ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٥٤ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٣.

٣١٠

من الأرض فقط ، فلا إشكال أيضا ، لأن ذلك للمسلمين جميعا ، ولا يحتاج إلى إذن أحد في ذلك ..

ولعلهم أضافوا : مقولة الإستئذان ليصححوا ما يذهبون إليه : من أن ما يؤخذ بالحرب فهو لخصوص الغانمين ، سواء أكان أرضا ، أم مالا منقولا ، أم نخلا وشجرا ..

قسم لجعفر وأصحابه :

والذي نعتقده : هو أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إنما قسم لجعفر وأصحابه دون كل من عداهم.

ويوضح ذلك : ما رواه ابن سعد عن أبي موسى الأشعري نفسه ، فقد قال : «قال : فما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه ، إلا أصحاب السفينة ، جعفر وأصحابه قسم لهم معهم ، وقال : لكم الهجرة مرتين : هاجرتم إلى النجاشي ، وهاجرتم إليّ» (١).

وروى ابن إسحاق عن أسماء بنت عميس ، والمسعودي عن الحكم بن

__________________

(١) الطبقات الكبرى ج ٤ ص ١٠٦ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٢٢ وذخائر العقبى ص ٢١٣ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٢٤٣ وصحيح البخارى ج ٤ ص ٥٥ وعن صحيح مسلم ج ٧ ص ١٧٢ والسنن الكبرى ج ٦ ص ٣٣٣ وعن فتح الباري ج ٦ ص ١٧١ وج ٧ ص ٣٧٢ و ٣٧٣ والمنتقى من السنن المسندة ص ٢٧٤ ونصب الراية ج ٤ ص ٢٦٦ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٢ ص ٢٩ و ٣٢ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٨٢ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٣٥ ومرقاة المفاتيح ج ٧ ص ٦٠٤ وأسد الغابة ج ٤ ص ٨١.

٣١١

عتيبة : أن جعفرا وأصحابه قد قدموا من أرض الحبشة ، بعد فتح خيبر ، فقسم لهم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في خيبر (١). ولعله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أعطى أحد الأشعريين والدوسيين شيئا من ذلك تفضلا منه وتكرما ، ولكنه لم يقسم لهم ، وإنما قسم لخصوص جعفر وأصحابه كما ذكرنا.

٣ ـ منافسون لمهاجري الحبشة :

وقد لاحظنا على الروايات المتقدمة : أن ثمة رغبة قوية في إيجاد منافسين لأصحاب السفينة ، وهم جعفر رضوان الله تعالى عليه وأصحابه ..

ونحن نوجز مؤاخذاتنا هذه في ضمن أسئلة لا تجد لها أجوبة مقنعة ، فنقول :

زعم أبو موسى الأشعري : أن سفينتهم التي جاءت بهم من اليمن قد ألقتهم إلى النجاشي بالحبشة ، فوافقوا جعفرا وأصحابه عنده ، وأن جعفرا طلب منهم أن يقيموا معهم ، فأقاموا حتى قدموا جميعا ، فوافقوا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وقد فتح خيبرا .. فأسهم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لهم ، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر إلا لأصحاب سفينتهم مع جعفر وأصحابه ، قسم لهم معهم.

فلم نفهم السبب فيما فعلته تلك السفينة العجيبة بهم ، حيث إنهم أرادوها أن تأخذهم إلى الحجاز ، فأخذتهم إلى الحبشة؟؟

فهل أرادت أن تفرض عليهم رحلة سياحية لم يكونوا ليقوموا بها

__________________

(١) الطبقات الكبرى ج ٤ ص ٣٥ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ١١٠.

٣١٢

باختيارهم؟؟

أو أن أصحابها لا يعرفون الخرائط البحرية ، واليمين من اليسار ، ولا يفرقون بين الحجاز والحبشة ، بسبب دوار كان ألمّ بهم ، وأفقدهم القدرة على التركيز ، وعلى التمييز؟؟

وهل كان النجاشي بانتظارهم على ساحل البحر؟؟

أم أنهم هم الذين سألوا عنه ، وقصدوه إلى بلده ، وإلى دياره؟؟ وسألوا الناس عنه وعن جعفر؟؟

ولقائل أن يقول : إن عبارة : «ركبنا سفينته حتى جئنا مكة ، ثم خرجنا في بر حتى أتينا المدينة ، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي» ، ليس فيها إشكال ، ولا يرد عليها سؤال : كيف أن سفينتهم أو صلتهم إلى مكة ، ثم ساروا برا حتى وصلوا إلى المدينة؟؟

فما معنى : عودة السفينة إلى الظهور لتأخذهم على غفلة منهم إلى الحبشة؟؟

وذلك لأن الناقل قد مزج بين الروايات المختلفة ، وكان يورد نصا ثم أقحم نصا آخر ، ثم عاد إلى النص الأول.

ولكن ذلك وإن كان يمكن أن يكون مقنعا ومقبولا في رد ذلك الإشكال المذكور آنفا ، ولكنه لا يدفع شيئا من التساؤلات التي سيأتي شطر منها أيضا ، كما أنه لا يجعل قائمة التساؤلات تنتهي عند هذا الحد ، خصوصا ، وأن أبا موسى قد جعل جعفرا وأصحابه تابعين له ولأصحابه ، حتى قال : «قسم لهم معنا». وكأن هذا التكريم كان لخصوص أبي موسى وأصحابه.

٣١٣

٤ ـ لم تصل سفينتهم إلى الحبشة :

ويظهر من العسقلاني : أن أبا موسى وأصحابه لم يصلوا إلى الحبشة ، فقد قال عن أبي موسى : «صادفت سفينته سفينة جعفر بن أبي طالب ، فقدموا جميعا» (١).

وهذا معناه : أنهم التقوا في الطريق ، وأن سفينة جعفر وأصحابه غير سفينة أبي موسى وأصحابه ، فما معنى جعلهما سفينة واحدة ، والحديث عنهم جميعا بأسلوب واحد؟؟

٥ ـ أبو موسى يعترف :

وثمة نص آخر يدل : على أن أبا موسى لا ربط له بأهل السفينة ، وهو ما تقدم في قضية الصدام الذي جرى بين أسماء بنت عميس وعمر بن الخطاب ، حيث إنها بعد أن اشتكت لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وجاء الموقف النبوي مؤيدا مسددا لها ، قالت : «.. ولقد رأيت أبا موسى ، وإنه ليستعيد هذا الحديث مني ، وقال : لكم الهجرة مرتين»؟؟ (٢).

٦ ـ لم يقسم لمن غاب إلا لجابر :

وبعد .. فقد قال أبو موسى الأشعري : «فأسهم لنا ، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر شيئا إلا من شهد معه ، إلا أصحاب سفينتنا ..».

مع أنهم مجمعون : على أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أسهم لجابر بن عبد

__________________

(١) الإصابة ج ٢ ص ٣٥٩.

(٢) تقدمت مصادر ذلك.

٣١٤

الله الأنصاري ، وكان غائبا عن خيبر (١).

زواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بأم حبيبة :

وكان من جملة من قدم معهم من بلاد الحبشة أم حبيبة بنت أبي سفيان. فإنها كانت ممن هاجر الهجرة الثانية للحبشة مع زوجها عبد الله بن جحش ، فارتد عن الإسلام هناك وتنصر ، ومات على ذلك ، وبقيت هي على إسلامها. وقد أرسل «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عمرو بن أمية الضمري في المحرم افتتاح سنة سبع إلى النجاشي ليتزوجها منه «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

قالت أم حبيبة : رأيت في المنام ، كأن قائلا يقول لي : يا أم المؤمنين ، ففزعت ، فأولتها : بأن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يتزوجني.

قالت : فما شعرت إلا وقد دخلت عليّ جارية النجاشي ، فقالت لي : إن الملك يقول لك : إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كتب إليه أن يزوجك منه ، ويقول لك : وكّلي من يزوجك.

فأعطتها بعض الأموال لبشارتها هذه ، ثم أرسلت بالوكالة إلى خالد بن سعيد.

فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن معه من المسلمين فحضروا ، وخطب النجاشي رضي‌الله‌عنه ، فقال :

الحمد لله الملك القدوس ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنه الذي بشّر به عيسى بن مريم «عليه‌السلام».

__________________

(١) قد تقدمت مصادر ذلك فلا نعيد.

٣١٥

أما بعد .. فإن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كتب إلي : أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان ، فأجبنا إلى ما دعا إليه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وقد أصدقها أربع مائة دينار.

وفي لفظ : أربع مائة مثقال ذهب.

وسكب الدنانير بين يدي القوم.

فتكلم خالد بن سعيد بن العاص ، فقال : الحمد لله ، أحمده وأستعينه ، وأستغفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله (بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (١).

أما بعد .. فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وزوّجته أم حبيبة بنت أبي سفيان. فبارك الله لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

ودفع النجاشي الدنانير لخالد بن سعيد ، فقبضها منه.

وقيل : إنه أنقدها لها النجاشي على يد جاريته التي بشرتها ، فلما جاءتها بتلك الدنانير أعطتها خمسين دينارا.

ثم لما أرادوا أن يقوموا بعد العقد ، قال لهم النجاشي : اجلسوا ، فإن من سنن الأنبياء «عليهم الصلاة والسلام» إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج ، فدعا بطعام ، فأكلوا ثم تفرقوا.

قالت أم حبيبة : فلما كان من الغد جاءتني جارية النجاشي فردت عليّ جميع ما أعطيتها ، وقالت : إن الملك عزم علي أن لا أرزأك شيئا. وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر.

__________________

(١) الآية ٩ من سورة الصف.

٣١٦

فجاءت بورس وعنبر وزباد كثير.

قالت : حاجتي إليك : أن تقرئي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مني السلام ، وتعلميه أني قد اتبعت دينه.

وكانت كلما دخلت عليّ تقول : لا تنسي حاجتي إليك. ثم أرسل النجاشي أم حبيبة مع شرحبيل بن حسنة (١).

ونقول :

إن ههنا وقفات ، كما يلي :

حتى بنت أبي سفيان :

إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان يرعى كل من أعلن إسلامه ، حتى لو كان بعيدا عنه مئات الأميال .. وحتى لو كان امرأة ، وكانت هذه المرأة هي بنت أبي سفيان الذي لم يزل يسعى في سفك دمه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بكل حيلة ووسيلة.

مهر أم حبيبة :

ذكر النص المتقدم : أن النجاشي قد ساق إلى أم حبيبة أربع مائة دينار أو أربع مائة مثقال من الذهب ..

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٩ و ٥٠ وراجع : تاريخ مدينة دمشق ج ٦٩ ص ١٤٤ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ١٩٥ والمنتخب من ذيل المذيل ص ٩٨ وزوجات النبي لسعيد أيوب عن الحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٢١ والإستيعاب ج ٤ ص ٤٤ والإصابة ج ٤ ص ٣٠٥ والطبقات الكبرى ج ٧ ص ٩٧.

٣١٧

ونقول :

إن الصحيح هو الأول ، فقد روي عن الإمام الباقر «عليه‌السلام» أنه قال : أتدري من أين صار مهور النساء أربعة آلاف؟

قلت : لا.

فقال : إن أم حبيبة بنت أبي سفيان كانت في الحبشة. فخطبها النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وساق إليها عنه النجاشي أربعة آلاف درهم (١).

أم حبيبة لم تكن في مستوى الحدث :

وقد كان المفروض بأم حبيبة ، التي شرفها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، بأن جعلها أما للمؤمنين : أن تكون عند حسن ظنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بها ، وأن تحفظه في قرباه ، وفي أهدافه ، وفي كل ما يحب ..

ولكن التاريخ يحدثنا عنها بما لم نكن نتوقعه ، فإنها انساقت بعد وفاته «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالإتجاه الآخر ، فقد ذكروا :

١ ـ أنها بعثت بقميص عثمان مخضبا بدمائه مع النعمان بن بشير إلى أخيها معاوية (٢).

٢ ـ لما بلغها قتل محمد بن أبي بكر وإحراقه شوت كبشا ، وبعثت به إلى

__________________

(١) الكافي ج ٥ ص ٣٨٢ وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٣٩٠ عنه وفقه الصادق للروحاني ج ٢٢ ص ١٤٢ والوسائل (ط آل البيت) ج ٢١ ص ٣٤٧ و (ط الإسلامية) ج ١٥ ص ٧.

(٢) مروج الذهب (ط دار الأندلس) ج ٢ ص ٣٥٣ وأنساب الأشراف للبلاذري ص ٢٩١ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٤ ص ٢٨٢.

٣١٨

عائشة ، تشفيا بقتله «رحمه‌الله» ، بطلب دم عثمان.

فقالت عائشة : قاتل الله ابنة العاهرة. والله لا أكلت شواء أبدا (١).

٣ ـ وحين نزل قوله تعالى : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ ..) (٢) أي تعتزل.

كان ممن عزل أم حبيبة (٣).

مع من قدمت أم حبيبة؟؟

قد يقال : بوجود تناقض بين ما روي : من أن أم حبيبة قدمت في سفينة جعفر وأصحابه .. وبين نفس ذلك النص الذي يعود ، فيقول : إن النجاشي قد أرسلها مع شرحبيل بن حسنة ..

ويجاب بأن المراد : أنها وإن كانت في السفينة ، لكن النجاشي جعل مسؤولية رعايتها ، وتلبية حاجاتها على عاتق شرحبيل ..

__________________

(١) تذكرة الخواص ص ١٠٧ وحول عدم أكل عائشة للشواء راجع : أنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج ٢ ص ٢٩١ وأحاديث أم المؤمنين عائشة للعسكري عن تذكرة خواص الأمة (ط النجف) ص ١١٤ وراجع : تاريخ مدينة دمشق ج ٤٩ ص ٤٢٧.

(٢) الآية ٥١ من سورة الأحزاب.

(٣) أنساب الأشراف للبلاذري ج ١ ص ٤٦٧ وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٣٩١ عنه ، والموسوعة الفقهية الميسرة للشيخ محمد علي الأنصاري ج ١ ص ٣٥٩ والبحر الرائق ج ٣ لابن نجيم المصري ص ٣٨٣ وفتح الباري ج ٩ ص ٩٣ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ٣٢٩ وتفسير القرآن للصنعاني ج ٣ ص ١٢٠ وجامع البيان ج ٢٢ ص ٣١ وأحكام القرآن للجصاص ج ٣ ص ٤٨ والدر المنثور ج ٥ ص ٢١٠ و ٢١١ وعن فتح القدير ج ٤ ص ٢٩٥ وعن كتاب المحبر ص ٩٢.

٣١٩
٣٢٠