الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٨

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٨

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-190-4
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٩

وأقبل أبو زبيبة يبشر العباس ، فقال : أبشر يا أبا الفضل ، فوثب العباس فرحا كأن لم يمسه شيء ، ودخل عليه أبو زبيبة ، واعتنقه العباس ، وأعتقه ، وأخبره بالذى قاله.

فقال العباس : لله عليّ عتق عشر رقاب ، فلما كان ظهرا ، جاءه الحجاج ، فناشده الله : لتكتمن علي ثلاثة أيام ، ويقال : يوما وليلة ، فوافقه العباس على ذلك.

فقال : إني قد أسلمت ، ولي مال عند امرأتي ، ودين على الناس ، ولو علموا بإسلامي لم يدفعوه إلي ، وتركت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وقد فتح خيبر ، وجرت سهام الله تعالى ورسوله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فيها ، وانتشل ما فيها ، وتركته عروسا بابنة مليكهم حيي بن أخطب ، وقتل ابن أبي الحقيق.

فلما أمسى الحجاج من يومه خرج ، وطالت على العباس تلك الليالي ، ويقال : إنما انتظره العباس يوما وليلة.

فلما كان بعد ثلاث ، والناس يموجون في شأن ما تبايعوا عليه ، عمد العباس إلى حلة فلبسها ، وتخلق بخلوق ، وأخذ بيده قضيبا ، ثم أقبل يخطر ، حتى وقف على باب الحجاج بن علاط ، فقرعه ، فقالت زوجته : ألا تدخل يا أبا الفضل؟

قال : فأين زوجك؟

قالت : ذهب يوم كذا وكذا ، وقالت : لا يحزنك الله يا أبا الفضل ، لقد شق علينا الذى بلغك.

قال : أجل ، لا يحزنني الله ، لم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا ، فتح الله على

١٤١

رسوله خيبر ، وجرت فيها سهام الله ورسوله ، واصطفى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» صفية لنفسه ، فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به.

قالت : أظنك والله صادقا.

ثم ذهب حتى أتى مجلس قريش ، وهم يقولون إذا مر بهم : لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل؟؟ هذا والله التجلد لحر المصيبة.

قال : كلا ، والله الذي حلفتم به ، لم يصبني إلا خير بحمد الله ، أخبرني الحجاج بن علاط : أن خيبر فتحها الله على رسوله ، وجرى فيها سهام الله وسهام رسوله.

فرد الله تعالى الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين ، وخرج المسلمون من كان دخل في بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر ، فسر المسلمون.

وقال المشركون : [يا لعباد الله] انفلت عدو الله ـ يعني الحجاج ـ أما والله لو علمنا لكان لنا وله شأن ، ولم ينشبوا أن جاءهم الخبر بذلك (١).

ونقول :

إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حين أذن لابن علاط أن يقول ما شاء ، فإنه قد حقق أهدافا عديدة ، دون أن تتوجه إليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أية

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٣٩ و ١٤١ عن أحمد ، والبيهقي ، وابن إسحاق ، والواقدي عن أنس وغيره ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٥١ و ٥٢ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٠٤ ـ ٣٠٦ والثقات ج ٢ ص ١٩ ـ ٢١ وعن السيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٧ ـ ٤٠٩ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٦ ـ ٨٠٨.

١٤٢

مسؤولية أدبية في ذلك ، لا سيما وأن ابن علاط لم يخبره بما يريد قوله ، حتى لو كان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يعلم به عن طريق الوحي الإلهي.

ونذكر ما يرد على هذه القضية وما يستفاد منها فيما يلي :

١ ـ إننا نشك في بعض خصوصيات الرواية ، فقد ذكرت : أن قريشا قد علمت بالأمر بعد ثلاثة أيام من خروج ابن علاط من مكة ..

والمفروض : أن الرهان كان فيما بينهم على مائة من الإبل ، وأنهم حين رأوه قالوا : إن عنده العلم اليقين وإنه أخبرهم بأسر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وبأنه يؤتى به إليهم ليقتلوه ..

فهل أعطى الفريق الذي راهن على انتصار النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» المائة من الإبل للفريق الآخر الذي راهن على انكساره؟؟ أم لا؟؟

فإن كان الرهان لم يؤدّ إلى الرابح فذلك يتنافى مع ما أظهروه من الثقة والاستبشار بكلام ابن علاط ، حتى لقد جمعوا له ماله بأسرع وقت ..

وإن كانوا قد أعطوه فالمفروض : أن يذكر التاريخ ذلك ، وأنهم أعطوا الرهان ، ثم استرجعوه ليأخذوه هم دون الفريق الآخر.

٢ ـ أنه قد مهد لصدمة روحية لقريش تضعف عزيمتها ، وتوهن قوتها الروحية ، وللمحارب أن يضعف عزيمة عدوه بما يراه مناسبا ، إذا كان ذلك لا يخالف العهد الذي أبرمه معهم.

٣ ـ إن هذا الأمر الذي من شأنه أن يمكن هذا الرجل من جمع ماله بسهولة ويسر ، ويمنع من استغلال الظروف ، ومن استيلائهم على ماله من دون حق ، لا يدل على أن الغاية تبرر الواسطة في الإسلام ، لأن التعامل إنما هو مع عدو مشرك ، يستحل الدم والمال ، وليس مع من يجب حفظ ماله ، أو

١٤٣

يرى لغيره حرمة.

٤ ـ إن ما قاله الحجاج بن علاط لقريش ، قد نشأت عنه حالة من شأنها أن تكشف دخائل الكثيرين ممن كانت هناك حاجة لمعرفة مقدار عداوتهم ، أو مقدار محبتهم وولائهم.

وهذا يفيد أهل الإيمان كثيرا في رسم معالم واضحة لطريقة التعامل مع هؤلاء ، وأولئك ، لأنه يعطيهم رؤية أوضح في هذا الاتجاه ، وقدرة على اتخاذ المواقف المناسبة ، حين لا بد لهم من ذلك.

٥ ـ غير أن لنا تساؤلا عن السبب الذي دفع الحجاج بن علاط إلى الإسلام ، حين سمع بخروج النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى خيبر ، وكان خارجا لشن الغارة على الآمنين ، والإيقاع بهم ، فإنه ـ كما تقول الرواية ـ قد أسلم ، ثم توجه إلى الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وحضر معه فتح خيبر.

فلماذا أسلم حين جاءه هذا الخبر بالذات ، ولم يسلم قبل ذلك؟ فهل لم تكن دعوة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد وصلته؟؟ أم أنها وصلته ، ولم يستجب لها؟؟ أم أنه أحسّ بقوة الإسلام وعزته إلى حد رأى أنه لا مجال بعد لمناوأته؟؟ أم أن في الأمر سرا آخر نجهله؟؟

٦ ـ إن هذا المكثر من المال ، والذي له معادن الذهب التي بأرض بني سليم ، لا يحتاج في الحصول على رزقه إلى الغارة على الآخرين ، واستياق مواشيهم ، وأخذ أموالهم ، وقتل رجالهم ، وسبي نسائهم. إلا إذ كان يمارس حالة البغي ، والظلم ، والقسوة ، التي كانت تهيمن على تفكيره ، وعلى مشاعره. ومن كان كذلك ، فإننا لا نتوقع منه أن يدخل في الإسلام بصورة طوعية ، وعن قناعة ، ورضا.

١٤٤

٧ ـ لماذا تكون زوجة الحجاج في مكة ، ويكون هو في مناطق بني سليم في محيط المدينة؟؟ فإنه إذا كان قد خرج ليشن الغارة ، فذلك يعني : أنه كان مع قومه ، وفي موضع إقامته ..

وإذا كانت زوجته قد ذهبت إلى مكة لزيارة أهلها ، فما معنى : أن يكون المال عندها ، وأن لا يتمكن من تحصيله منها؟؟

٨ ـ ما معنى طلبه من أهل مكة : أن يجمعوا له أمواله ، ليلحق بخيبر قبل أن يسبقه التجار إليها؟؟

فإنه إن كان قد جاء من خيبر إلى مكة ، فهو يحتاج إلى حوالي ثلاثة عشر يوما ليقطع الطريق بينهما ، ويحتاج في عودته إلى مثل ذلك ، يضاف إليها الأيام التي يقضيها في مكة.

فتكون النتيجة : هي مضي حوالي شهر على فتح خيبر ، فهل يصبر التجار كل هذه المدة ، ولا يبادرون إلى شراء ما يمكن شراؤه من تلك الغنائم؟؟

مع ملاحظة أخرى تزيد الأمر تعقيدا ، وهي : أنه إنما ترك رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بعد فتح خيبر ، وبعد تزوجه ببنت ملكهم ، كما صرح به هو نفسه ، وهذا إنما حصل في منطقة الصهباء حين عودته «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى المدينة.

وهم يقولون : إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» دعا الله تعالى أن يعجل بنفاق غنائم خيبر ، قالوا : «فلما عرضناها على البيع رغب فيها الناس رغبة تامة حتى بيعت كلها في يومين» (١).

٩ ـ إننا نستغرب من الحجاج بن علاط : أن يعلم أبا زبيبة بالحقيقة ،

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٥٥.

١٤٥

وهو غلام لا يدري إلى أين هواه ، فلماذا لم يخف من أن يفشي عليه سره ، ويوقعه في المحذور الكبير والخطير؟؟

ومجرد طلبه منه أن يكتم عليه لا يكفي للاعتماد في مثل هذه المواقع الحساسة والصعبة.

من استشهد بخيبر من المسلمين :

إننا نذكر هنا قائمة بأسماء المسلمين الذين استشهدوا في خيبر ، بالإعتماد على ما ذكره الصالحي الشامي ، فنقول :

أسلم الحبشي الراعي : ذكره أبو عمر ، واعترضه ابن الأثير : بأنه ليس في شيء من السياقات أن اسمه أسلم.

قال الحافظ : وهو اعتراض متجه ، قلت : قد جزم ابن إسحاق في السيرة برواية ابن هشام : بأن اسم أسلم : الأسود الراعي.

وقال محمد بن عمر : اسمه يسار (١).

وقال الحلبي : الأسود الراعي : كان أجيرا لرجل من اليهود يرعى غنمه ، وكان عبدا حبشيا يسمى أسلم ، وفي الإمتاع : اسمه يسار فجاء للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وهو محاصر خيبر ، فقال : يا رسول الله ، اعرض عليّ الإسلام ، فعرضه عليه ، فأسلم (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٤ وعن أسد الغابة ج ١ ص ٧٦ وعن الإصابة ج ١ ص ٣٦٩.

(٢) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ٧٢٦. وراجع : الإصابة ج ١ ص ٢١٦ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٤٧ و ١٥٠ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ـ

١٤٦

أنيف ـ تصغير أنف ـ بن حبيب بن عمرو بن عوف (١).

أنيف بن واثلة (٢).

أوس بن جبير الأنصاري ، من بني عمرو بن عوف ، قتل على حصن ناعم ، أورده ابن شاهين ، وتبعه أبو موسى (٣).

أوس بن حبيب الأنصاري. ذكره أبو عمر ، وقيل : هو الذي قبله (٤).

أوس بن فايذ ـ بالتحتية والذال المعجمة ـ الأنصاري ، ذكره أبو عمر : أوس بن فايد (٥) ـ بالفاء والدال المهملة ـ أو ابن فاتك ، أو الفاكه ، من بني

__________________

ص ٨٠٦ وعن أسد الغابة ج ٥ ص ٧٦ و ١٢٣ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٠٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥ وعن الإصابة ج ١ ص ٢٨٨ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٥٠ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٥١ والثقات ج ٢ ص ١٨ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٦ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥ وعن الإصابة ج ١ ص ٢٨٨ والطبقات الكبرى ج ٤ ص ٣٧٧ وفي ج ٢ ص ١٠٧ (أنيف بن وائل).

(٣) راجع : أسد الغابة ج ١ ص ١٤١ وعن الإصابة ج ١ ص ٢٩٤ و ٣٠٥.

(٤) الإصابة ج ١ ص ٢٩٦ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٠٧ و ٤ ص ٣٧٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥.

(٥) راجع : أسد الغابة ج ٥ ص ١٢٦ وعن الإصابة ج ١ ص ٢٨٨ و ٣٠٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٥١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٥٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٦.

١٤٧

عمرو بن عوف.

ولعلهما واحد ، فإن النقط للحروف لم يكن شائعا في الكتابة تلك الأيام.

أوس بن قتادة الأنصاري (١).

بشر بن البراء بن معرور (٢).

ثابت بن إثلة ـ بكسر الهمزة ، وسكون الثاء المثلثة ـ وزاد أبو عمر : واوا في أوله ، ولم يوافقوه (٣).

__________________

(١) الإصابة ج ١ ص ٣٠٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤ عن ابن إسحاق ، والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٥٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٦.

(٢) الطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٠٧ والثقات ج ٢ ص ١٨ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٥٠ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤ و ٣٨٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٤٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ٤٩١ وج ٣ ص ٤٠٦ والمجمع ج ١٨ ص ٣٨٥ ومغني المحتاج ج ٤ ص ٧ والخرائج والجرائح ج ١ ص ١٠٩ والمحلى ج ١١ ص ٢٧ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٨١ والبحار ج ١٧ ص ٣٩٦ وج ٢١ ص ٧ وسنن أبي داود ج ٢ ص ٣٦٩ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ٢١٩ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٨ ص ٤٦ ومجمع الزوائد ج ٨ ص ٢٩٦ وج ٩ ص ٣١٥ والمعجم الكبير ج ٢ ص ٣٤ ورجال الطوسي ص ٢٢ وخلاصة الأقوال ص ٧٩ ورجال ابن داود ص ٥٦ وجامع الرواة ج ١ ص ١٢١.

(٣) الإصابة ج ١ ص ٥٠٠ والثقات ج ٢ ص ١٨ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٥٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٦.

١٤٨

ثقف (١) ـ وقال محمد بن عمر : ثقاف ـ بن عمرو بن سميط الأسدي (٢).

الحارث بن حاطب ، ذكره ابن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، وابن سعد ، وقالا : شهد بدرا ، ولم يتعرض له أبو عمر ، ولا الذهبي ، ولا الحافظ ، لكونه استشهد بخيبر. وهو أخو ثعلبة بن حاطب بن عمر بن عبيد الأنصاري الأوسي (٣).

ربيعة بن أكثم بن سخبرة بن عمر الأسدي ، قتل بالنطاة ، قتله الحارث اليهودي (٤).

رفاعة بن مسروح الأسدي ، حليف بني عبد شمس ، قتله الحارث

__________________

(١) الثقات ج ٢ ص ١٧ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٠٧ وج ٣ ص ٩٨٥ وعن الإصابة ج ١ ص ٥٢٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٥٠ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٤٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ٥٠٤ وج ٣ ص ٤٠٦ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١٥٥ والمعجم الكبير ج ٢ ص ١٠٤ وأسد الغابة ج ١ ص ٢٤٦.

(٢) الإصابة ج ٢ ص ٣٨٤ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٥٠ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٤٩ والمعجم الكبير ج ٥ ص ٦٦.

(٣) الطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٠٧ وج ٣ ص ٤٦١ وعن الإصابة ج ١ ص ٢٨٨ و ٣٠٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٥٠ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٤٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٦.

(٤) الطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٠٧ وج ٣ ص ٩٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٦.

١٤٩

اليهودي (١).

سليم بن ثابت بن وقش الأنصاري الأشهلي ، ذكره ابن الكلبي ، وابن جرير الطبري (٢).

طلحة ، ذكره ابن إسحاق ، ولم ينسبه ، ولم يقف كثير من الحفاظ على نسبه ، ولم يذكره محمد بن عمر ، ولا ابن سعد ، وقال أبو ذر في الإملاء : هو طلحة بن يحيى بن إسحاق بن مليل (٣).

قال أبو علي الغساني : لم يخبر ابن إسحاق باسم طلحة هذا.

قلت : ولم أر لطلحة بن يحيى بن إسحاق هذا ذكرا في الإصابة للحافظ ، ولا في الكاشف للذهبي (٤).

عامر بن الأكوع ، واسم الأكوع : سنان بن عبد الله (٥).

__________________

(١) الإصابة ج ٢ ص ٤١١ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٠٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ والثقات ج ٢ ص ١٧ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٥٠ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٤٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٦.

(٢) راجع : الإصابة ج ٣ ص ١٣٩ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥ وأسد الغابة ج ٣ ص ٣٤٧.

(٣) الإصابة ج ٣ ص ٤٣٦ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥.

(٤) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥.

(٥) المغني لابن قدامة ج ٩ ص ٥١٠ وج ١٠ ص ٣٩ والشرح الكبير ج ٩ ص ٤٩٦ وكشف القناع ج ٦ ص ١٣ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٢٧٢ وإرواء الغليل ج ٧ ص ٣٠١ والطبقات الكبرى ج ٤ ص ٣٠٣ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٦ والأعلام ج ٣ ص ٢٥١ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ـ

١٥٠

عبد الله بن أبي أمية بن وهب ، قتل بالنطاة ، وذكره محمد بن عمر ، وابن سعد ولم يذكره ابن إسحاق (١).

عبد الله بن هبيب ، ذكره ابن إسحاق في رواية البكائي ، وجرير بن حازم ، ويونس بن بكير ، لكن عنده عبد الله بن فلان بن وهب ، وكذا سماه أبو عمر وجماعة ، وذكر محمد بن عمر : أنه استشهد هو وأخوه عبد الرحمن بأحد ، قال الحافظ : والأول أولى (٢).

عدي بن مرة بن سراقة البلوي ، طعن بين ثدييه بحربة فمات منها ، ذكره محمد بن عمر ، وابن سعد ، وأبو عمر (٣).

عروة بن مرة بن سراقة الأوسي ، ذكره أبو عمر (٤).

__________________

ص ٣٩ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٥٠ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٥٠.

(١) الطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٠٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٦ والإستيعاب ج ٢ ص ٨٨ وأسد الغابة ج ٢ ص ٥٣٩ وج ٣ ص ١١٩.

(٢) البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤ وأسد الغابة ج ٣ ص ٢٧٠ والإصابة ج ٤ ص ٣١٦ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٥ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٥ ص ١٤٦ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٤٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٦.

(٣) الإصابة ج ٤ ص ٣٩٤ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٠٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٦ و ١٤٧ وأسد الغابة ج ٣ ص ٤٠٥ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ والإستيعاب ج ٣ ص ٦٦.

(٤) الإصابة ج ٤ ص ٤٠٦ والإستيعاب ج ٣ ص ٥٣ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٦ وأسد الغابة ج ٣ ص ٢٤٧ و ٤٠٥ والثقات ج ٢ ص ١٧ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٥٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٦.

١٥١

عمارة بن عقبة بن حارثة الغفاري ، رمي بسهم ، ذكره ابن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، وابن سعد ، وأبو عمر ، وتعقبه الحافظ في كونه استشهد بخيبر بكلام يدل على أنه لم يراجع السيرة في هذا المحل ، ولا شك في صحة ما ذكره أبو عمر (١).

فضيل بن النعمان الأنصاري السلمي ـ بفتح السين ـ ذكره ابن إسحاق في رواية يونس ، وابن سلمة وزياد ، وجزم بذلك محمد بن عمر ، وابن سعد هنا ، وقال ابن سعد في موضع آخر : كذا وجدناه في غزوة خيبر ، وطلبناه في نسب بني سلمة فلم نجده ، ولا أحسبه إلا وهما ، وإنما أراد الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان ، والطفيل ذكره ابن عقبة في من شهد خيبر (٢).

بشر بن المنذر بن زنبر ـ وزن جعفر ـ (٣).

محمود بن مسلمة ، قتل عند حصن ناعم ، ألقيت عليه صخرة ، قيل : ألقاها عليه مرحب ، وقيل : كنانة بن الربيع ، ولعلهما اشتركا في الفعل (٤).

__________________

(١) أسد الغابة ج ٤ ص ٥٠ والإصابة ج ٤ ص ٤٨١ و ٤٨٢ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٠٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٦ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ والثقات ج ٢ ص ١٨.

(٢) الإصابة ج ٥ ص ٢٨٨ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٦ وأسد الغابة ج ٤ ص ١٨٤.

(٣) وأسد الغابة ج ٥ ص ١٤٦.

(٤) المستدرك للحاكم ج ٣ ص ٣٨ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٦ ص ٢١٦ وج ٩ ص ٨٢ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١٥١ و ١٥٥ وفتح الباري ج ٧ ص ٣٦٥ والمعجم الكبير ج ١٩ ص ٣٠٤ والإصابة ج ٦ ص ٣٥ وأسد الغابة ج ٤ ص ٣٣٤ وسبل الهدى

١٥٢

ومدعم الأسود ، مولى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قتل بخيبر ، وهو الذي غلّ الشملة يومئذ ، وجاء الحديث أنها تشتعل عليه نارا (١).

مرة بن سراقة الأنصاري ، ذكره أبو عمر ، وتعقبه ابن الأثير : بأن الذي ذكروا أنه شهد خيبر ابنه عروة بن مرة (٢).

قال الحافظ : ولا مانع من الجمع (٣).

__________________

والرشاد ج ٥ ص ١٤٧ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٧٩٣ و ٨٠٥ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٥٠ ومعجم البلدان ج ٥ ص ٢٥٣ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٩٨ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٣٥ و ١٤٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٥٤ و ٣٦٣ وتاج العروس ج ٩ ص ٨٣.

(١) أسد الغابة ج ٢ ص ١٨١ وج ٤ ص ٣٤١ والإصابة ج ٦ ص ٤٩ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٧ و ١٤٨ ومكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٧١ وصحيح البخاري ج ٥ ص ٨١ وج ٧ ص ٢٣٥ وسنن أبي داود ج ١ ص ٦١٤ وسنن النسائي ج ٧ ص ٢٤ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ١٣٧ وتركة النبي ص ١١١ والسنن الكبرى للنسائي ج ٣ ص ١٤٠ وج ٥ ص ٢٢٢ وصحيح ابن حبان ج ١١ ص ١٨٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤ ص ٢٨٢ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٠٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٣٦ و ٢٤١ و ٢٤٨ وج ٥ ص ٣٤١ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٥١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٩٤ و ٤٠١ و ٤١٢ وج ٤ ص ٦٣١.

(٢) المعجم الكبير ج ٧ ص ١٣٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٧ وفي الإصابة ج ٣ ص ٤٠٢ قال : حنين بدل خيبر ، وفي الإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج ٢ ص ٤٠٨ حنين أيضا. وفي مجمع الزوائد ج ٦ ص ١٩٠ حنين ، وفي الطبقات الكبرى حنين أيضا ، وفي أسد الغابة ج ٤ ص ٣٥٠ أحد الذين قتلوا بحنين.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٧ والإصابة ج ٦ ص ٦٢.

١٥٣

قال الصالحي الشامي : ويؤكد كلام ابن الأثير : أن أبا عمر لم يذكره في الدر ، بل ذكر ابنه عروة (١).

مسعود بن ربيعة ، ويقال : ربيع بن عمرو القاري بالتشديد ، ممن استشهد بخيبر (٢).

مسعود بن سعد بن قيس الأنصاري الزرقي ، ذكره ابن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، وابن سعد ، ونقل أبو نعيم عن ابن عمارة : أنه ذكره فيهم ، وخالفه الواقدي ـ أه. نقله الحافظ وأقره. والذي في مغازي الواقدي : أنه استشهد بخيبر ، وأن مرحبا قتله ، فالله أعلم (٣).

يسار ، اسم الأسود الراعي ، ذكره محمد بن عمر ، وابن سعد. وسماه ابن إسحاق : أسلم (٤).

أبو سفيان بن الحارث ، كذا في نسخة سقيمة عن الزهري ، نقلا عن رواية يونس عن ابن إسحاق ، ولم أره في الإصابة (٥).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٧.

(٢) البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٥٠ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٧.

(٣) مجمع الزوائد ج ٦ ص ١٥٥ والمعجم الكبير ج ٢٠ ص ٣٣٢ والإصابة ج ٦ ص ٧٨ البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٦ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٧.

(٤) السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٤٧ و ١٥٠ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٤ و ١٤٧ والإصابة ج ١ ص ٢١٥ و ٣٦٩ وأسد الغابة ج ١ ص ٧٦ وتاج العروس ج ٣ ص ٦٢٨.

(٥) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٧ وأسد الغابة ج ٥ ص ٢١٥.

١٥٤

أبو ضياح الأنصاري ، اسمه النعمان (١).

القتلى من اليهود :

وقالوا : إن الذين قتلوا من اليهود في غزوة خيبر كانوا ثلاثة وتسعين رجلا (٢).

أين هي هذه الأحداث؟؟ :

إن صاحب ديوان أمير المؤمنين «عليه‌السلام» قد نسب إليه «عليه‌السلام» مقطوعات عديدة من الأرجاز في مناسبة خيبر ..

وقد ذكر لهذه الأرجاز مناسبات تخص كل واحدة منها. ولم نجد في كتب التاريخ والسيرة شيئا عن تلك المناسبات. فسوّغ لنا ذلك احتمال كون هذه الأرجاز مجعولة .. فعدنا إلى مضامينها ، وتأملنا فيها ، فلم نجدها تضمنت أية خصوصية تبرر لنا احتمالنا الآنف الذكر ، فإنها مجرد تعابير قوية ، تدخل في سياق الحرب النفسية للعدو ، وترمي إلى إضعاف عزيمته وإسقاطها ..

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٤ ـ ١٤٨ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١٥٥ والمعجم الكبير ج ٢٢ ص ٣٩٢ وعن الطبقات الكبرى ج ٣ ص ٤٧٨ وإكمال الكمال ج ٥ ص ١٦٢ والأنساب ج ١ ص ٣٢٨ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٥ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٤٩ وعن البداية والنهاية ج ٣ ص ٣٩٤ وج ٤ ص ٢٤٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٦ وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٦٦ وعن أسد الغابة ج ٦ ص ١٧٨.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٤٨ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١٤٧ والبحار ج ٢١ ص ٣٢ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٠٧.

١٥٥

فلم نجد بدا من استبعاد ذلك الاحتمال ، واستبداله باحتمال أقوى منه ، لكونه مؤيدا بنظائر له قد حفل بها التاريخ الإسلامي. ألا وهو أن يدا ما قد سعت إلى إسقاط كثير من الحقائق والقضايا من تاريخ علي «عليه‌السلام» ؛ لأنها لا تخدم أغراضها ، ولا تفيدها في خططها وأهدافها .. ولأجل هذا وذاك كان لا بد لنا من عرض هذه المقطوعات وفقا لما أورده المجلسي «رحمه‌الله» ، وذلك كما يلي :

جاء في الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين «عليه‌السلام» : أن مما أنشده في غزاة خيبر :

ستشهد لي بالكر والطعن راية

حباني بها الطهر النبي المهذب

وتعلم أني في الحروب إذا التظت

بنيرانها الليث الهموس المجرب (١)

ومثلي لاقى الهول في مفظعاته

وقل له الجيش الخميس العطبطب (٢)

وقد علم الأحياء أني زعيمها

وأني لدى الحرب العذيق المرجب (٣)

الإلتظاء : الإشتعال والإلتهاب ، وقال الجوهري : الأسد الهموس : الخفي الوطء ، و «قل» المضبوط في النسخ بالقاف ، ولعل الفاء أنسب من قولهم : فل الجيش : إذا هزمهم ، والعطبطب لم أجده في اللغة ، وفي الشرح المهلك ، والزعيم : سيد القوم ورئيسهم ، والعذيق تصغير العذق بالفتح وهي النخلة ، وهو تصغير

__________________

(١) الهموس : الوطء الخفي.

(٢) العطبطب : لعلها مأخوذة من العطب ، أي : الموجب لعطب ما يواجهه. ولعل الصحيح : فل ـ بالفاء.

(٣) البحار ج ٢١ ص ٣٥ وفي هامشه عن ديوان أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ص ٢٣ و ٢٤.

١٥٦

تعظيم ، والرجبة : هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها ـ لطولها وكثرة حملها ـ أن تقع. وقد يكون ترجيبها بأن يجعل حولها شوك لئلا يرقى إليها ، ومن الترجيب : أن تعمد بخشبة ذات شعبتين.

وقيل : أراد بالترجيب التعظيم ، كل ذلك ذكره في النهاية.

ومنه فيها :

أنا علي وابن عبد المطلب

مهذب ذو سطوة وذو غضب

غذيت في الحرب وعصيان النؤب

من بيت عز ليس فيه منشعب

وفي يميني صارم يجلو الكرب

من يلقني يلق المنايا والعطب

إذ كف مثلي بالرؤوس يلتعب (١)

وعصيان النؤب ، أي : عدم إطاعة نوائب الدهر لي ، وغلبتها علي ، والمنشعب مصدر ميمي ، أو اسم مكان.

والانشعاب : التفرق ، وإذ للتعليل ، أو ظرف ل «يلق».

ومنه فيها مخاطبا لياسر وغيره :

هذا لكم من الغلام الغالب

من ضرب صدق وقضاء الواجب

وفالق الهامات والمناكب

أحمي به قماقم الكتائب (٢)

القمقام : السيد ، والعدد الكثير. والكتيبة : الجيش.

ومنه فيها مخاطبا لعنتر وسائر عسكر خيبر :

هذا لكم معاشر الأحزاب

من فالق الهامات والرقاب

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ٣٦ وفي هامشه عن ديوان أمير المؤمنين ص ٢٤.

(٢) البحار ج ٢١ ص ٣٦ وعن ديوان أمير المؤمنين ص ٢٤.

١٥٧

فاستعجلوا للطعن والضراب

واستبسلوا للموت والمآب

صيركم سيفي إلى العذاب

بعون ربي الواحد الوهاب (١)

استبسل : طرح نفسه في الحرب ، ويريد أن يقتل أو يقتل لا محالة.

والمآب : المرجع في الآخرة.

ومنه فيها مخاطبا لربيع بن أبي الحقيق :

أنا علي وابن عبد المطلب

أحمي ذماري وأذب عن حسب

والموت خير للفتى من الهرب (٢)

ومنه فيها مخاطبا لجماهير أهل خيبر :

أنا علي وابن عبد المطلب

مهذب ذو سطوة وذو حسب

قرن إذا لاقيت قرنا لم أهب

من يلقني يلق المنايا والكرب (٣)

ومنه فيها مخاطبا لمرة بن مروان :

أنا علي وابن عبد المطلب

أخو النبي المصطفى والمنتجب

رسول رب العالمين قد غلب

بيّنه رب السماء في الكتب

وكلهم يعلم لا قول كذب

ولا بزور حين يدء بالنسب

صافي الأديم والجبين كالذهب

اليوم أرضيه بضرب وغضب

ضرب غلام أرب من العرب

ليس بخوار يرى عند النكب

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ٣٦ وديوان أمير المؤمنين ص ٢٥.

(٢) البحار ج ٢١ ص ٣٦ وديوان أمير المؤمنين ص ٢٥.

(٣) البحار ج ٢١ ص ٣٧ وديوان أمير المؤمنين ص ٢٥.

١٥٨

فاثبت لضرب من حسام كاللهب (١)

قال الشارح : الدأو والدأي : الحكاية ، ولم أجده فيما عندنا من الكتب ، وفي القاموس : دأيت الشيء كسعيت : ختلته ، ويحتمل أن يكون بالباء الموحدة من الابتداء.

ومنه فيها مخاطبا لمرحب :

نحن بنو الحرب بنا سعيرها

حرب عوان حرها نذيرها

تحث ركض الخيل في زفيرها (٢)

ومنه فيها مجيبا لياسر الخيبري :

تبا وتعسا لك يا بن الكافر

أنا علي هازم العساكر

أنا الذي أضربكم وناصري

إله حق وله مهاجري

أضربكم بالسيف في المصاغر

أجود بالطعن وضرب طاهر

مع ابن عمي والسراج الزاهر

حتى تدينوا للعلي القاهر

ضرب غلام صارم مماهر (٣)

وأيضا في جوابه :

ينصرني ربي خير ناصر

آمنت بالله بقلب شاكر

أضرب بالسيف على المغافر

مع النبي المصطفى المهاجر (٤)

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ٣٧ وديوان أمير المؤمنين ص ٢٥.

(٢) البحار ج ٢١ ص ٣٧ وديوان أمير المؤمنين ص ٦١.

(٣) البحار ج ٢١ ص ٣٨ وديوان أمير المؤمنين ص ٦٢.

(٤) البحار ج ٢١ ص ٣٨ وديوان أمير المؤمنين ص ٦٢.

١٥٩

ومنه فيها مجيبا لأبي البليت عنتر :

أنا علي البطل المظفر

غشمشم القلب بذاك أذكر

وفي يميني للقاء أخضر

يلمع من حافته برق يزهر

للطعن والضرب الشديد محضر

مع النبي الطاهر المطهر

اختاره الله العلي الأكبر

اليوم يرضيه ويخزى عنتر (١)

قال الجوهري : الغشمشم : الذي يركب رأسه لا يثنيه شيء عما يريد ويهوى من شجاعته ، وإنما عبر عن السيف بالأخضر ، لأنه من الحديد وهو أسود ، والعرب يعبر عن السواد بالخضرة ، أو لكثرة مائه كما يسمى البحر الأخضر.

ومنه فيها ، قال : ارتجز داود بن قابوس فقال :

يا أيها الحامل بالترغم

ماذا تريد من فتى غشمشم

أروع مفضال هصور هيصم

ماذا ترى ببازل معتصم

وقاتل القرن الجريء المقدم

والله لا أسلم حتى تحرم

فأجابه صلوات الله عليه :

اثبت لحاك الله إن لم تسلم

لوقع سيف عجرفي خضرم

تحمله مني بنان المعصم

أحمي به كتائبي وأحتمي

إني ورب الحجر المكرم

قد جدت لله بلحمي ودمي (٢)

الترغم : التغضب. والغشمشم : الشجاع الذي لا يرده شيء.

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ٣٨ وديوان أمير المؤمنين ص ٦٢ و ٦٣.

(٢) البحار ج ٢١ ص ٣٨ و ٣٩ وديوان أمير المؤمنين ص ١٢٧.

١٦٠