الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٨

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٨

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-190-4
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٩

عن حضوره حرب العلاء بن الحضرمي مع المرتدين ، وما ادعاه من رؤيته الخوارق التي حدثت للعلاء ، ومنها مشيه بفرسه على وجه الماء ، وراجع أيضا شهادته على قدامة بن مظعون بشرب الخمر هناك ، وغير ذلك.

وبذلك يظهر عدم صحة قوله : قدمت على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بخيبر ، وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين ، فأقمت معه حتى مات ، أدور معه في بيوت نسائه ، وأخدمه ، وأغزو معه ، وأحجّ. فكنت أعلم الناس بحديثه (١).

نعم ، إن ذلك لا يصح ، إذ لماذا يدخله النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ـ وهو أغير الناس ـ على نسائه اللواتي ضرب عليهن الحجاب قبل ذلك بسنوات؟؟ كما أنه لم يقم معه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى أن مات ، أي مدة ثلاث سنين ، بل أقام معه سنة وتسعة أشهر على أبعد تقدير (٢).

__________________

والإصابة ج ٤ والنص والإجتهاد ص ٥٠٩ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٧٦ والمعجم الصغير ج ١ ص ١٤٣ والمعجم الأوسط ج ٣ ص ١٥ وتهذيب الكمال ج ٢٢ ص ٤٨٥ والمعجم الكبير ج ١٨ ص ٩٥ وعن مقدمة فتح الباري ص ٢٦٠ وعن الطبقات الكبرى ج ٤ ص ٣٦٢.

(١) الإصابة (ط دار الكتب العلمية) ج ٧ ص ٣٥٩ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص ٢٠٤ وشيخ المضيرة للشيخ محمود أبي رية ص ٦٧ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٦٠٥ والبداية والنهاية ج ٨ ص ١١٦ وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٧ ص ٣٥٥.

(٢) وقد تقلّ المدة المذكورة إلى تسعة أشهر أي من شهر صفر سنة تسع إلى شهر ذي القعدة سنة ثمان ، وحتى لو قلنا : أنه أقام معه سنة وشهرين فقط إذا لاحظنا الأقوال الأخرى في تاريخ وقعة خيبر ، وتاريخ إرسال العلاء إلى البحرين ، فإنه لا يصح أن يقول : انه اقام معه إلى أن مات. راجع : شيخ المضيرة ص ٦٣ هامش.

١٠١

وبذلك يظهر أيضا عدم صحة قوله الآخر : إنه كان مع أبي بكر ، أو مع علي «عليه‌السلام» في الحج سنة تسع (١) ، وغير ذلك.

وربما يقال : إنه وإن ذهب إلى البحرين في ذلك التاريخ ، لكن يمكن أن يكون قد عاد إلى المدينة قبل وفاة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

ويجاب : بأنه لو كان قد عاد لظهر له أثر أو دور في الأحداث الأليمة

__________________

(١) راجع : صحيح البخاري ، تفسير سورة براءة ، ومستدرك الحاكم ج ٢ ص ٣٣١ وج ٤ ص ١٧٩ ومسند أحمد ج ٢ ص ٢٩٩ وسنن النسائي ج ٥ ص ٢٣٤ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٣٤٥ و ٣٤٦ وعن فتح الباري ج ٨ ص ٢٤٠ و ٢٤٢ وتفسير القرآن للصنعاني ج ٢ ص ٢٦٥ والدر المنثور ج ٣ ص ٢٠٩ وشيخ المضيرة ص ١٠٩ وإرواء الغليل ج ٤ ص ٣٠١ وزاد المسير ج ٣ ص ٢٦٦ والمجموع ج ٨ ص ٢٢٣ وج ١٩ ص ٤٣٥ ونيل الأوطار ج ٥ ص ٢٩ والعمدة ص ١٦٢ والصوارم المهرقة ص ١٢٤ وعن صحيح البخاري ج ١ ص ٩٧ وج ٤ ص ٦٩ وج ٥ ص ٢٠٢ وعن صحيح مسلم ج ٤ ص ١٠٦ وعن سنن أبي داود ج ١ ص ٤٣٥ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٥ ص ١٦٦ وج ٩ ص ١٨٥ و ٢٠٦ وشرح مسلم للنووي ج ٩ ص ١١٥ وعن فتح الباري ج ٦ ص ٢٠٠ وج ٨ ص ٢٣٨ و ٢٤٢ وصحيح ابن خزيمة ج ٤ ص ٢٠٩ ومسند الشاميين ج ٤ ص ١٨٤ وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص ١٥٩ وجامع البيان ج ١٠ ص ٩٤ ومعاني القرآن ص ١٥٣ وزاد المسير ج ٣ ص ٢٦٦ والجامع لأحكام القرآن ج ٨ ص ٦٩ وفتح القدير ج ٢ ص ٣٣٤ والأحكام لابن حزم ج ٥ ص ٦١١ وعن الطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٦٩ وسير أعلام النبلاء ج ١٤ ص ٢١٣ وعن البداية والنهاية ج ٥ ص ٤٥ ونهج الإيمان ص ٢٤٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٧٠.

١٠٢

التي كانت حين وفاة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولم نشاهد له أي شيء من ذلك ..

يضاف إلى ذلك : أنه لو صح هذا الزعم ، فهو لا يغير شيئا من حقيقة كونه قد غاب عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مدة ، أوجبت نقصا في مقدار صحبته عن الثلاث سنين التي يدعيها لنفسه.

فإذا كان بقية بن مخلد قد روى له خمسة آلاف وثلاث مائة وأربعا وسبعين حديثا ، مع أنه إنما أقام مع النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هذه المدة اليسيرة ، فما باله لم يرو لنا إلا النزر اليسير عن غيره «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟ فقد روى عن أبي بكر [١٤٢] حديثا ، وروى عن عمر [٥٣٧] وعن علي «عليه‌السلام» [٥٨٦] وعن عثمان [١٤٦] حديثا الخ .. (١).

هذا ، رغم أنه كان ممنوعا من الرواية في زمن عمر (٢) ، الذي ضربه بالدرة ، وقال له : قد أكثرت من الرواية ، وأحر بك أن تكون كاذبا على

__________________

(١) راجع : شيخ المضيرة ص ١٢٧ ـ ١٢٩ ووضوء النبي ج ١ ص ٢١٦.

(٢) راجع : سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٦٠١ ـ ٦٠٣ والبداية والنهاية ج ٨ ص ١٠٦ والغدير ج ٦ ص ٢٩٥ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٣٦ وشيخ المضيرة ص ١٠٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ٥٠ ص ٧٢ وج ٦٧ ص ٣٤٣ والإيضاح ص ٥٣٦ والبحار ج ٣٦ ص ٩٢ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٢٤٦ والكنى والألقاب ج ١ ص ١٨٠ والمسائل الصاغانية ص ٧٨ والإيضاح ص ٥٣٦ وحلية الأبرار ج ١ ص ٢٥ وكنز العمال ج ١٠ ص ٢٩١ وأضواء على السنة المحمدية ص ٥٤ و ٢٠١ وأبو هريرة ص ١٦٠ و ١٨٨ وعن الإصابة ج ١ ص ٦٩ وتاريخ المدينة ج ٣ ص ٨٠.

١٠٣

رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

وعن أبي هريرة ، قال : ما كنا نستطيع أن نقول : قال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حتى قبض عمر ، كنا نخاف السياط.

وكان يقول : أفكنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حي؟ أما والله لأيقنت : أن المخفقة ستباشر ظهري ، ونحو ذلك (٢) ..

وكان عمر سيئ الظن بأبي هريرة ، وقد عبر عنه مرة : بأنه عدو الله ، وعدو المسلمين ، وحكم عليه بالخيانة ، وأغرمه عشرة آلاف دينار لخيانته بيت مال المسلمين في ولايته على البحرين (٣).

ثم أجاز له فيما بعد أن يروي ، ولعله بعد أن اطمأن إلى أنه سوف يبقى

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ٦٧ و ٦٨ والإيضاح ص ٤٩٥ و ٥٣٦ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٣٨٩ والغارات ج ٢ ص ٦٦٠ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٩٦.

وراجع : خلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٢٤٥ و ٢٤٧ والغدير ج ٦ ص ٢٩٥ والبحار ج ٣١ ص ٩٣ وج ٣٨ ص ٢٣٩ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص ١٨٦ وشيخ المضيرة ص ١٤٨ والمسائل الصاغانية ص ٧٨ والحدائق الناضرة ج ٥ ص ٣٨٠ والكنى والألقاب ج ١ ص ١٨٠.

(٢) راجع : شيخ المضيرة ص ١٠٤ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٦٠١ و ٦٠٢ والغدير ج ٦ ص ٢٩٥ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٣٦ والمصنف للصنعاني ج ١١ ص ٢٦٢ وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٧ ص ٣٤٤ والبداية والنهاية ج ٨ ص ١١٥ وتدوين السنة ص ٤١٤ وأضواء على السنة المحمدية ص ٢٠١.

(٣) عوالي اللآلي ج ٣ ص ٨٧.

١٠٤

ضمن الدائرة المرسومة ، التي كان الخليفة يسعى لتكريسها في الناس (١).

وقد قال عمر : إن أكذب المحدثين أبو هريرة (٢).

مدى وثاقته في الرواية :

وقد روي عن الإمام الصادق «عليه‌السلام» قوله : ثلاثة يكذبون على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أبو هريرة ، وأنس بن مالك ، وامرأة (٣).

وعن الجاحظ : إن أبا هريرة ليس بثقة في الرواية عن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولم يكن علي «عليه‌السلام» يوثقه في الرواية ، بل يتهمه ، ويقدح فيه ، وكذلك عمر ، وعائشة (٤).

وقال أبو جعفر الإسكافي : وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا ، غير

__________________

(١) البداية والنهاية ج ٨ ص ١٠٧.

وراجع : سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٦٠٣ والسنة قبل التدوين ص ٤٥٨ ومسند ابن راهويه ج ١ ص ٥٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٧ ص ٣٤٤ وعن الإصابة ج ١ ص ٦٩.

(٢) مسند ابن راهويه ج ١ ص ٥٥ والسنة قبل التدوين ص ٤٥٥.

(٣) الخصال ج ١ ص ١٩٠ والإيضاح ص ٥٤١ والبحار ج ٢ ص ٢١٧ وج ٢٢ ص ١٠٢ و ٢٤٢ وج ٣١ ص ٦٤٠ وعن ج ١٠٨ ص ٣١ ومجمع رجال الحديث ج ٤ ص ١٥١ وج ١١ ص ٧٩.

(٤) شرح النهج للمعتزلي ج ٢٠ ص ٣١ عن كتاب التوحيد للجاحظ ، والإيضاح ص ٥٢٤ و ٥٤١ وغير ذلك ، وكتاب الأربعين ص ٣٣٣ ومواقف الشيعة ج ٢ ص ٢٧٤ والدرجات الرفيعة ص ٢٧.

١٠٥

مرضي الرواية (١).

وعن علي «عليه‌السلام» : ألا إن أكذب الناس ـ أو أكذب الأحياء ـ على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أبو هريرة الدوسي (٢).

وقال «عليه‌السلام» مرة أخرى : لا أحد أكذب من هذا الدوسي على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٣).

وقال أبو حنيفة : الصحابة كلهم عدول ما عدا رجالا ، ثم عد منهم أبا

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ٦٧ والإيضاح ص ٤٩٥ و ٥٤١ والغارات ج ٢ ص ٦٦٠ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٩٦ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٢٤٧ و ٢٥٣ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص ١٨٦ وشيخ المضيرة ص ١٤٨ والكنى والألقاب ج ١ ص ١٨٠ وأضواء على السنة المحمدية ص ٢٠٦ والحدائق الناضرة ج ٥ ص ٣٨٠.

(٢) شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ٦٨ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٢٤٧ والإيضاح ص ٦٠ و ٤٩٦ والغارات ج ٢ ص ٦٦٠ والمسترشد ص ١٧٠ والصراط المستقيم ج ٣ ص ٢٤٨ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٩٦ والبحار ج ٣٣ ص ٢١٥ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص ١٦٠ و ١٨٦ و ١٨٨ وشيخ المضيرة ص ١٣٥ وأضواء على السنة المحمدية ص ٢٠٤ والمسائل الصاغانية ص ٧٨ ورسائل المرتضى ج ٣ ص ٢٨٤.

(٣) شيخ المضيرة ص ١٣٥ والنصائح الكافية ص ١٧٢ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١ ص ٤١ والإيضاح ص ٥١٨ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٣٢٧ ومواقف الشيعة ج ٢ ص ٢٦٧ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ٢٠ ص ٢٤ والدرجات الرفيعة ص ٢١.

١٠٦

هريرة ، وأنس بن مالك (١).

والكلام حول هذا الأمر طويل وعريض ، فإن كثيرين من الصحابة قد اتهموا أبا هريرة ، وطعنوا فيه.

لماذا ولى معاوية أبا هريرة المدينة؟؟ :

ويبدو أن مضامين روايات أبي هريرة هي التي جعلت له مكانة خاصة لدى مناوئي علي «عليه‌السلام» ، لكثرة ما رواه لهم من ترهات في حقه «عليه‌السلام». فقد روى الأعمش : أن أبا هريرة لما قدم العراق مع معاوية عام الهدنة مع الإمام الحسن «عليه‌السلام» ، جاء إلى مسجد الكوفة ، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ، ثم ضرب على صلعته مرارا وقال :

يا أهل العراق ، أتزعمون أني أكذب على الله ورسوله ، وأحرق نفسي بالنار؟ والله ، لقد سمعت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يقول : «إن لكل نبي حرما ، وإن حرمي في المدينة ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله ، والملائكة ، والناس أجمعين» وأشهد أن عليا أحدث فيها.

فلما بلغ معاوية قوله أجازه ، وأكرمه ، وولاه إمارة المدينة (٢).

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ٦٨ والإيضاح ص ٤٩٦ والغارات ج ٢ ص ٦٦٠ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٩٦ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٢٥٠ وأبو هريرة ص ١٨٦ وشيخ المضيرة ص ١٤٧ وأضواء على السنة المحمدية ص ٢٠٥.

(٢) شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ٦٧ عن الإسكافي وشجرة طوبى ج ١ ص ٩٦ وتحف العقول ص ١٩٤ والغارات ج ٢ ص ٦٥٩ والإيضاح ص ٤٩٥ ووسائل ـ

١٠٧

أشهد لقد واليت عدوه :

وروى سفيان الثوري ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن عمر بن عبد الغفار : أن أبا هريرة لما قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة ، ويجلس الناس إليه ، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه ، فقال يا أبا هريرة ، أنشدك الله ، أسمعت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يقول لعلي بن أبي طالب : «اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه»؟؟

فقال : اللهم نعم.

قال : فأشهد بالله ، لقد واليت عدوه ، وعاديت وليه. ثم قام عنه (١).

__________________

الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج ١ ص ٤٥ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٩٥ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٢٥٥ والنص والإجتهاد ص ٥١٢ ومستدرك سفينة البحار ج ١٠ ص ٥٢٩ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص ٤٣ وأضواء على السنة المحمدية ص ٢١٦ ونهج السعادة ج ٨ ص ٤٨٦ ووضوء النبي للشهرستاني ص ٢٣٢ وشيخ المضيرة ص ٢٣٦ والكنى والألقاب ج ١ ص ١٧٩ وحياة الإمام الحسين ج ٢ ص ١٥٧.

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ٦٨ والمناقب للخوارزمي ص ٢٠٥ وعن فضائل الصحابة للسمعاني والإيضاح ص ٤٩٦ و ٥٣٦ و ٥٣٧ والغارات ج ٢ ص ٦٥٨ و ٦٥٩ و ٦٦١ ومناقب أمير المؤمنين ج ٢ ص ٤٠٣ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٩٦ والبحار ج ٣٧ ص ١٩٩ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٧ ص ٢٣٠ والنص والإجتهاد ص ٥١٥ والغدير ج ١ ص ٢٠٣ و ٢٠٤ وأضواء على السنة المحمدية ص ٢١٧ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص ٤٣ وشيخ المضيرة ص ٢٣٧ والكنى والألقاب ج ١ ص ١٨١.

١٠٨

وفي نص آخر : أن الأصبغ بن نباتة قد قال الكلمة الآنفة الذكر لأبي هريرة أمام معاوية ، حينما أرسله أمير المؤمنين «عليه‌السلام» برسالة إليه ..

وفيه : قال عن أبي هريرة : «فتنفس أبو هريرة وقال : إنا لله ، وإنا إليه راجعون. فتمعّر وجه معاوية وقال : كف عن كلامك» (١).

ومن مظاهر ولائه لمعاوية روايته عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : الأمناء ثلاثة : جبريل ، وأنا ، ومعاوية ، أو نحو ذلك (٢).

وكان ـ كما يقول عنه زوج ابنته ـ : إذا أعطاه معاوية سكت ، وإذا أمسك عنه تكلم (٣).

وكان معاوية يبعث أبا هريرة على المدينة ، فإذا غضب عليه بعث مروان

__________________

(١) المناقب للخوارزمي ص ٢٠٦ ومواقف الشيعة ج ٢ ص ٣٢٢ وتذكرة الخواص ص ٨٥ وقاموس الرجال (ط سنة ١٤٢٢ ه‍) ج ١١ ص ٥٥٤ عنه.

(٢) راجع : البداية والنهاية ج ٨ ص ١٢٠ وأحاديثه في مدح معاوية كثيرة فراجع : شيخ المضيرة ص ٢٣٤ وكتاب الغدير للعلامة الأميني ج ٥ ص ٣٠٦ وج ١١ ص ٧٧ ، وأضواء على السنة المحمدية ص ٢١٥ والكامل ج ١ ص ١٩٢ وج ٢ ص ٣٤٥ وتاريخ بغداد ج ١٢ ص ٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٧ ص ٢٣٥ والموضوعات ج ٢ ص ١٧ وتهذيب الكمال ج ١ ص ٤٢١ وميزان الإعتدال ج ١ ص ١٢٦ وج ٣ ص ١٤٢ وكتاب المجروحين ج ١ ص ١٤٦ والبداية والنهاية ج ٨ ص ١٢٨ وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٣٠ والكشف الحثيث ج ١ ص ١٢٦ ولسان الميزان ج ١ ص ٢٤١ وج ٢ ص ٢٢٠ وج ٣ ص ٢٦٥ وج ٤ ص ٢٣٧ وغير ذلك.

(٣) سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٦١٥ وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ٣٤ والبداية والنهاية ج ٨ ص ١١٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٧ ص ٣٧٣ ومعرفة الثقات ج ١ ص ٤٠٥ وشيخ المضيرة ص ٢١٩.

١٠٩

وعزله (١).

وكان معاوية يوسط أبا هريرة لحل بعض المشكلات التي تواجهه ، فراجع حديث مساعيه لإسكات عبادة بن الصامت عن ذكر مطاعن معاوية ، وغير ذلك (٢).

وراجع مساعيه مع أبي الدرداء لدى علي «عليه‌السلام» لإنجاح أمر معاوية ، فواجههما عبد الرحمن بن غنم بما أحرجهما (٣).

وكذلك حديث ذهابه إلى علي «عليه‌السلام» مع النعمان بن بشير من قبل معاوية ، ليطالباه بتسليم قتلة عثمان ، فلم يكترث علي «عليه‌السلام» به ، ووجه كلامه إلى النعمان بن بشير دونه (٤).

وأخيرا فقد كان أبو هريرة مع معاوية في صفين ، وكان يقول : لأن أرمي فيهم بسهم (يعني في أهل العراق) أحب إلي من حمر النعم (٥).

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ج ١ ص ٣٦ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٦١٣ وعن توليه للمدينة راجع : شيخ المضيرة ص ٢٣٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٧ ص ٣٧٢ والبداية والنهاية ج ٨ ص ١٢١.

(٢) راجع : الإستيعاب ج ٢ ص ٤٢٤ و ٤٢٥ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٤ و ٦ وشيخ المضيرة ص ٢٣٠ ومواقف الشيعة ج ٢ ص ٤٥٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٦ ص ١٩٨.

(٣) الإستيعاب ج ٢ ص ٤١٤ وشيخ المضيرة ص ١٩٨.

(٤) راجع : شيخ المضيرة ص ٢٣١ عن الغارات ج ٢ ص ٤٤٦ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٣٠١.

(٥) راجع : شيخ المضيرة ص ٢٣٤ و ٢٣٦ عن كتاب قبول الأخبار ومعرفة الرجال للبلخي (مخطوط) ص ٥٩٠.

١١٠

أبو هريرة عضو المجمع العلمي لمعاوية :

وقد أنشأ معاوية مجمعا علميا؟؟ مكونا من العديد من جهابذة العلم؟؟ وأفذاذ التاريخ؟؟ والأمناء على دين الله؟؟ وعلى رسالة رسوله؟؟ وفي طليعتهم أبو هريرة؟؟

فقد ذكر أبو جعفر الإسكافي : «أن معاوية وضع قوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي «عليه‌السلام» ، تقتضي الطعن فيه ، والبراءة منه.

وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله.

فاختلقوا ما أرضاه ، منهم :

أبو هريرة.

وعمرو بن العاص.

والمغيرة بن شعبة.

ومن التابعين :

عروة بن الزبير» (١).

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ٦٣ والغارات ج ٢ ص ٦٥٩ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٩٤ والبحار ج ٣٠ ص ٤٠١ وج ٣٣ ص ١٧٨ و ٢١٥ والنص والإجتهاد ص ٥٠٩ و ٥٩٧ وأبو طالب حامي الرسول ص ١٦٣ وأضواء على السنة المحمدية ص ٢١٦ وسماء المقال في علم الرجال ج ١ ص ١٠ وأبو هريرة لشرف الدين ص ٤٢ ووضوء النبي ج ١ ص ٢٥٦ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١ ص ٤٠ والإيضاح ص ٤٩٤ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٢٥٤ وشجرة طوبى ج ١ ص ٩٦ وأضواء على الصحيحين ص ٩٨ وشيخ المضيرة ص ١٩٩ و ٢٣٦.

١١١

وكان عليه أن يذكر فيهم المسور بن مخرمة ، الذي تشارك هو وأبو هريرة في وضع حديث زواج علي «عليه‌السلام» ببنت أبي جهل ـ على ما يظهر ـ بهدف تطبيق قول رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما يؤذيها ..» على علي أمير المؤمنين «عليه‌السلام» نفسه ، بدل المقصودين الحقيقيين به.

افتتحنا خيبر :

وروى البخاري ومسلم وغير هما عن أبي هريرة ، أنه قال : افتتحنا خيبر ، ولم نغنم ذهبا ، ولا فضة ، إنما غنمنا البقر ، والإبل ، والمتاع (١).

مع أن أبا هريرة لم يشهد فتح خيبر ، بل جاء بعد فتحها ..

فما معنى قوله : افتتحنا ، ولم نغنم ، وغنمنا؟؟

أبو هريرة أسلم بعد وفاة رقية :

وقال أبو هريرة : دخلت على رقية بنت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»

__________________

(١) عن صحيح البخاري ج ٥ ص ٨١ وج ٧ ص ٢٣٥ وعن صحيح مسلم ج ١ ص ٧٥ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٣٧٤ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٣٦ وصحيح ابن حبان ج ١١ ص ١٨٨ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٣٥ ومسند ابن راهويه ج ١ ص ٢١ وأبو هريرة ص ١٧٨ وشيخ المضيرة ص ١٠٩ وسير أعلام النبلاء ج ١٨ ص ٣٧٧ وإثبات عذاب القبر للبيهقي ص ٩٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٩٤ والديباج على مسلم ج ١ ص ١٣٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤ ص ٢٨٣ والمحلى ج ٧ ص ٣٤٤ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٦ ص ٣١٧ وج ٩ ص ١٠٠ و ١٣٧.

١١٢

امرأة عثمان ، وبيدها مشط ، فقالت : خرج رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من عندي آنفا ، رجلت شعره ، فقال : كيف تجدين أبا عبد الله (يعني عثمان)؟

قالت : بخير.

قال : أكرميه ، فإنه أشبه أصحابي بي خلقا (١).

قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، واهي المتن ، فإن رقية ماتت سنة ثلاث من الهجرة ، بعد فتح بدر ، وأبو هريرة أسلم بعد فتح خيبر في سنة سبع من الهجرة (٢).

وأما عن شبه عثمان في خلقه برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فنحن نحيل القارئ إلى تاريخ عثمان نفسه ليرى بأم عينيه : أنه كلام غير صحيح ، فإنه لم يكن من المشبهين برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وقد قتله صحابة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، بسبب أعماله التي خالف فيها سيرته «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

__________________

(١) مستدرك الحاكم ج ٤ ص ٤٨ وتلخيص المستدرك للذهبي (مطبوع بهامشه) نفس الصفحة والجزء ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٨١ وسيرة مغلطاي ص ١٦ و ١٧ ومنتخب كنز العمال (مطبوع مع مسند أحمد) ج ٥ ص ٤ عن الحاكم ، وابن عساكر ، والمعجم الكبير ج ١ ص ٧٧ وكنز العمال ج ١١ ص ٥٩٠ وج ١٣ ص ٤١ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص ٣٠ و ١٧٧ وشيخ المضيرة ص ١١١ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٩ ص ٩٧ والآحاد والمثاني ج ٥ ص ٣٧٦ والذرية الطاهرة النبوية ص ٥٠ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢٨٢.

(٢) شيخ المضيرة ص ١١١ ومستدرك الحاكم ج ٤ ص ٤٨ وتلخيص المستدرك للذهبي (مطبوع مع المستدرك) نفس الجزء والصفحة.

١١٣

أبو هريرة في حديث ذي الشمالين :

وقد ادّعى أبو هريرة : أنه كان حاضرا في قصة ذي الشمالين ، حيث يقول : «صلى بنا رسول الله الظهر ، أو العصر ، فسلم في ركعتين ، فقال له ذو اليدين : أنقصت الصلاة أم نسيت الخ ..» (١).

__________________

(١) راجع : صحيح البخاري باب ٣ من أبواب ما جاء في السهو في الصلاة ج ١ ص ١٧٥ وج ٢ ص ٦٦ وج ٨ ص ١٣٣ وعن صحيح مسلم ج ٢ ص ٨٧ وسنن الترمذي ج ١ ص ٢٤٧ أبواب السهو ، وفتح الباري ج ٣ ص ٧٧ و ٨٣ والمصنف لابن أبي شيبة ج ١ ص ٤٨٨ والمصنف للصنعاني ج ٢ ص ٢٩٦ و ٢٩٧ و ٢٩٩ ومسند أحمد ج ٢ ص ٢٣٤ و ٢٧١ و ٢٨٤ والموطأ ج ١ ص ٩٣ و ١١٥ وعن كنز العمال ج ٨ ص ١٣٦ و ٢١٤ عن الصنعاني ، وابن أبي شيبة ، وتهذيب الأسماء واللغات ج ١ ص ١٨٦ والإصابة ج ١ ص ٤٨٩ و ٤٢٩ والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ١ ص ٤٩١ و ٤٩٢ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٤٦ وسنن البيهقي ج ٢ ص ٢٣١ والنزاع والتخاصم ص ١١٣ وعن سنن النسائي باب ما يفعل من سلم من الركعتين ناسيا ج ٣ ص ٢٣ ، وصحيح ابن خزيمة ج ٢ ص ٣٧ و ١١٩ ومجمع الزوائد ج ٢ ص ١٥١ وتحفة الأحوذي ج ٢ ص ٣٥٦ والسنن الكبرى للنسائي ج ١ ص ٢٠٠ و ٢٠١ و ٣٦٥ و ٣٦٦ وشرح معاني الآثار ج ١ ص ٤٤٥ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص ٨٩ و ١٧٨ وشيخ المضيرة ص ١١١ وطبقات المحدثين بإصبهان ج ٤ ص ٣٢ ومنتهى المطلب (ط قديم) ج ١ ص ٣٠٨ و ٤١٧ وكتاب الأم ج ١ ص ١٤٧ وج ٧ ص ١٩٤ و ٢٠٤ والمجموع ج ٤ ص ٧٧ و ٨٦ وتلخيص الحبير ج ٤ ص ١٠٩ ومغني المحتاج ج ١ ص ١٩٥ وإعانة الطالبين ج ١ ص ٢٤٢ وفقه السنة ج ١ ص ٢٧٢ والبحار ج ١٧ ص ١١١ وإختلاف الحديث ص ٥٣٩ وعون المعبود ج ٣ ص ٢٢١ وصحيح ابن حبان ـ

١١٤

ونقول :

اجتمعوا ـ كما يقول الذهبي ـ : على أن أبا هريرة أسلم عام خيبر سنة سبع من الهجرة ، وذو اليدين استشهد في بدر (١).

قال أبو رية : «وقد اضطرب أبو هريرة في هذا الحديث ، فمرة يقول : صلى بنا إحدى صلاتي العشي ، إما الظهر ، وإما العصر.

وتارة يقول : صلى بنا صلاة العصر.

وأخرى يقول : بينما نصلي مع رسول الله صلاة الظهر.

وهذه الروايات كلها في البخاري ومسلم ، وا أسفا؟» (٢).

ومن الواضح : أن ذا اليدين وذا الشمالين شخص واحد فراجع (٣).

مهمة أبي هريرة في البحرين :

وقد أرسل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أبا هريرة إلى البحرين مع آخرين ، ولم تصرح لنا كتب التاريخ بسبب إرساله إلى هناك ..

__________________

ج ٦ ص ٢٦ و ٤٠٣ والمعجم الصغير ج ١ ص ١١٢ ونصب الراية ج ٢ ص ١٩٥ وأضواء على السنة المحمدية ص ٢٨٦ والكامل ج ٣ ص ١٢٠ و ٤٣٢ وعلل الدار قطني ج ١٠ ص ٧ وسير أعلام النبلاء ج ١٣ ص ٤٦ وغير ذلك.

(١) تهذيب الأسماء واللغات ج ١ ص ١٨٦ وراجع : الدر المنثور للعاملي ج ١ ص ١٠٩ وطبقات ابن سعد ج ٣ ص ١١٩ والبحار ج ١٧ ص ١١١ وج ٨٥ ص ٢١٩ وأسد الغابة ج ٣ ص ٣٣٠.

(٢) شيخ المضيرة ص ١١٢.

(٣) راجع على سبيل المثال : إرشاد الساري ج ٣ ص ٢٦٧ ومسند أحمد وغير ذلك.

١١٥

غير أن البعض يقول : «إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أرسله إلى البحرين «لينشر الإسلام ، ويفقه المسلمين ، ويعلمهم أمور دينهم» وأنه «حدث الناس وأفتى» (١).

وقد تقدم : أن غاية ما طلبه ـ أبو هريرة ـ من العلاء بن الحضرمي هو : أن يجعله مؤذنا له ، وأن لا يسبقه بقول آمين. وليس في التاريخ أية إشارة إلى سبب إرساله مع العلاء بن الحضرمي إلى تلك البلاد .. كما أننا لم نجد ما يدل على أنه قد حدّث الناس وأفتى .. فلماذا يصنع هؤلاء الناس تاريخا لمن يحبونهم من عند أنفسهم؟؟

أبو هريرة حضر المشاهد كلها :

وزعموا : أن أبا هريرة شهد حروب النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كلها (٢).

ونقول :

١ ـ إذا كان قد سافر في سنة ثمان إلى البحرين ، فلا بد أنه غاب عن المشاهد التي حصلت في غيبته تلك ..

٢ ـ يضاف إلى ذلك : أن حضوره تلك المشاهد لم يكن ليغني شيئا ، لأنه لم يكن من الأبطال الشجعان ، الذين يرهب جانبهم ، وتخشى صولتهم ، بل كان يعير بفراره في تلك المشاهد.

فعن أبي هريرة نفسه ، قال : لقد كان بيني وبين ابن عم لي كلام ، فقال :

__________________

(١) أبو هريرة راوية الإسلام لمحمد عجاج الخطيب ص ١٠٧.

(٢) أبو هريرة راوية الإسلام لمحمد عجاج الخطيب ص ١٠٧ وشيخ المضيرة ص ٧٤ و ٢٨٧.

١١٦

إلا فرارك يوم مؤتة. فما دريت أي شيء أقوله له (١).

ولعله قد فرّ آنذاك بصورة شنيعة لفتت الأنظار ، وربما يكون ذلك منه بمجرد بدء الحرب ، وشروع الأبطال في الطعن والضرب ، ولأجل ذلك لم يجد جوابا يخرجه من الإحراج أمام ابن عمه.

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خليل أبي هريرة :

وكان أبو هريرة يقول : حدثني خليلي ، وسمعت خليلي ، فلما سمع علي «عليه‌السلام» ذلك قال له : «متى كان خليلك يا أبا هريرة»؟؟ (٢).

ونقول :

إنهم يروون عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ما يدل على عدم صحة قوله هذا ، فقد رووا عنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قوله : لو كنت متخذا خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا (٣).

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين ج ٣ ص ٤٢ وشيخ المضيرة ص ٧٤.

(٢) تأويل مختلف الحديث ص ٢٨ و ٤٣ و ٤٤ و ٥١ وأضواء على السنة المحمدية ص ٢٠٤ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص ١٨٩ وشيخ المضيرة ص ١٣٤ والمحصول ج ٤ ص ٣٢٥.

(٣) عن صحيح البخاري ج ١ ص ١٢٠ وج ٤ ص ١٩١ و ٢٥٤ وعن مسند أحمد ج ١ ص ٤٠٨ و ٤١٢ و ٤٣٤ و ٤٣٧ و ٤٣٩ و ٤٥٥ و ٤٦٣ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٦٤ والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج ١ ص ٢١١ وعن عيون الأثر ج ١ ص ٢٤٦ وعيون أخبار الرضا ج ١ ص ٢٠١ وعوالي اللآلي ج ٣ ص ٨٨ والبحار ج ٣٥ ص ٢٦٧ وج ٤٩ ص ١٩١ وخلاصة عبقات الأنوار ج ١ ص ٨٩ والغدير ج ٣ ص ١١١ وج ٥ ص ٣١١ وج ٨ ص ٣٣ وج ٩ ص ٣٤٧ ـ

١١٧

__________________

وج ١٠ ص ١٣٠ وفضائل الصحابة ص ٣ وسنن الدارمي ج ٢ ص ٣٥٣ وعن صحيح مسلم ج ٢ ص ٦٨ وج ٧ ص ١٠٨ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٣٦ وسنن الترمذي ج ٥ ص ٢٧٠ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٦ ص ٢٤٦ وشرح مسلم للنووي ج ١ ص ١٩٥ والمحصول ج ٤ ص ٣٢٦ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٤٣ وعن فتح الباري ج ٧ ص ١٢ وعن تحفة الأحوذي ج ١٠ ص ٩٦ والمصنف للصنعاني ج ٥ ص ٤٣٠ وج ١٠ ص ٩٦ ومسند أبي داود الطيالسي ص ٣٩ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٧ ص ٣٥٠ ومسند ابن راهويه ج ١ ص ٤١ وج ٢ ص ٢٢ وتأويل مختلف الحديث ص ٤٣ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٣٥ وج ٦ ص ٣٢٨ ومسند أبي يعلى ج ٤ ص ٤٥٧ وج ٩ ص ١١٢ وج ١٢ ص ١٧٨ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٥٥٨ وج ١٥ ص ٢٧٠ والمعجم الأوسط ج ١ ص ٢٣٦ وج ٢ ص ٣٠٦ وج ٤ ص ٣٣٤ وج ٦ ص ٣٩ وج ٨ ص ١٨٥ وعن المعجم الكبير ج ٢ ص ١٦٨ وج ٥ ص ٢٢٠ وج ١٠ ص ١٠٥ وج ١١ ص ٢٦٨ وج ١٢ ص ٩٣ وج ٢٢ ص ٣٢٨ ومسند الشاميين ج ١ ص ٥٤٤ والأذكار النووية ص ٢٧٧ والجامع الصغير ج ٢ ص ٤٣٧ وكنز العمال ج ٤ ص ٣٤٩ وج ١١ ص ٥٤٤ وج ١٢ ص ٥٠٧ وفيض القدير ج ٥ ص ٣٦٨ وكشف الخفاء ج ١ ص ٣٣ والكامل ج ٣ ص ٢٠٦ والجامع لأحكام القرآن ج ٥ ص ٤٠٠ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٥٧٣ والدر المنثور ج ٣ ص ٢٤٣ وج ٤ ص ٣٤٠ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ٢٢٨ وج ٣ ص ١٧٦ والثقات ج ٢ ص ١٣٢ وطبقات المحدثين بإصبهان ج ٤ ص ٥٨ وعلل الدار قطني ج ٥ ص ٣١٨ وتاريخ بغداد ج ٣ ص ٣٥١ وج ١٣ ص ٦٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٩ ص ٣١٤ وج ٢٤ ص ٨ وج ٢٨ ص ١٤٢ وج ٣٠ ص ٦٠ والموضوعات ج ١ ص ٣٦٦ وأسد الغابة ج ١ ص ٢٩٦ وج ٣ ص ٢١٢ وتهذيب الكمال ج ١٦ ص ٢٤٦ وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ٤٠١ وميزان الإعتدال ج ١ ص ٢٠١ وج ٣ ص ٣٩٠ وسير أعلام

١١٨

وعن جندب : أنه سمع النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يقول قبل أن يموت بخمس : إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل (١).

وعن عبد الله عنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : إني أبرأ إلى كل خليل من خلته ، ولو كنت متخذا خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا ، وإن صاحبكم خليل الله عزوجل (٢).

__________________

النبلاء ج ٢ ص ١٤٢ وج ١٠ ص ٤٥٨ ومن له رواية في كتب الستة ج ١ ص ٥٧٣ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٤٣ والبداية والنهاية ج ١ ص ١٩٥ وج ٥ ص ٢٤٩ وج ٦ ص ٣٠٠ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٦٢ وقصص الأنبياء لابن كثير ج ١ ص ٢٣٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤٥٤ وسبل الهدى والرشاد ج ١ ص ٤٤٧ وج ٤ ص ٢٤٤ وج ٩ ص ٣٩٦ وج ١١ ص ٢٥٤ وج ١٢ ص ٢٣٤.

(١) فتح الباري ج ٧ ص ١٤ عن صحيح مسلم ج ٢ ص ٦٨ وشرح مسلم للنووي ج ٥ ص ١٣ والديباج على مسلم ج ٢ ص ٢٠٩ والمعجم الأوسط ج ٤ ص ٣٣٤ والمعجم الكبير ج ٢ ص ١٦٨ وأحكام الجنائز ص ٢١٧ وكنز العمال ج ١١ ص ٥٤٥ و ٥٥٣ وإرواء الغليل ج ١ ص ٣١٨ وشيخ المضيرة ص ١٣٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٠ ص ٢٥١ و ٢٥٢.

(٢) مسند أحمد ج ١ ص ٣٧٧ و ٣٨٩ و ٣٩٥ و ٤٠٩ و ٤١٠ و ٤٣٣ وعن صحيح مسلم ج ٧ ص ١٠٩ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٣٦ وسنن الترمذي ج ٥ ص ٢٦٩ والطبقات الكبرى ج ٣ ص ١٧٦ وعلل الدار قطني ج ٥ ص ٣٢٠ وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ٤٠١ وسير أعلام النبلاء ج ١٠ ص ٤٥٨ والمعجم الأوسط ج ١ ص ٢٣٦ والمعجم الكبير ج ٣ ص ٢٤٦ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٤٥ وكنز العمال ج ٤ ص ٣٤٩ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٥٧٣ وعن المصنف لابن أبي ـ

١١٩

آخركم موتا في النار :

وآخر ما نذكره عن أبي هريرة : ما رواه ـ نفسه ـ لحجر بن عدي : من أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال له ، ولحذيفة ، وسمرة بن جندب : آخركم موتا في النار.

قال أبو هريرة : فسبقنا حذيفة ، وأنا الآن أتمنى أن أسبقه (يعني سمرة بن جندب) (١).

__________________

شيبة ج ٧ ص ٤١٩ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٣٦ ومسند أبي يعلى ج ٩ ص ٨٠ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٣٣٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٠ ص ٢٣٥ وتهذيب الكمال ج ١٦ ص ٢٤٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤٥٥ وعن البداية والنهاية ج ١ ص ١٩٥ وسبل الهدى والرشاد ج ١ ص ٤٥٥.

(١) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ٤ ص ٧٨ والبحار ج ٣٤ ص ٢٨٩ عنه وج ١٨ ص ١٣٢ وج ٢٨ ص ٣٦ عن الإستيعاب ، وأسد الغابة ، ومجمع الزوائد ج ٨ ص ٢٩٠ وجزء أشيب للأشيب البغدادي ص ٥٨ والمعجم الكبير ج ٧ ص ١٧٧ والمعجم الأوسط ج ٦ ص ٢٠٨ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٢٦٣ والنص والإجتهاد ص ٢٢٢ والإيضاح هامش ص ٦٧ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص ٢١٥ و ٢١٩ والإستيعاب مطبوع مع الإصابة ج ٢ ص ٧٨ والتاريخ الصغير ج ١ ص ١٣٣ وتهذيب الكمال ج ١٢ ص ١٣٣ وج ٣٤ ص ٢٥٧ وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٨٤ و ٨٥ وتهذيب التهذيب ج ٤ ص ٢٠٧ وج ١٢ ص ٢٠٠ ولسان الميزان ج ٧ ص ١٢ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٩٥ والبداية والنهاية ج ٦ ص ٢٥٣ و ٢٥٤ والشفاء لعياض ج ١ ص ٢٣٩ والنصائح الكافية ص ٧٦ والإصابة ج ٢ ص ٧٩ وفرحة الغري ص ٤٧.

١٢٠