الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٧

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٧

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-189-0
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٣

قال : فجاء وهو أرمد ، لا يكاد يبصر.

قال : فنفث في عينيه ، ثم هز الراية ثلاثا ، فأعطاه إياها ، فجاء بصفية بنت حيي الخ .. (١).

ونقول :

١ ـ قد تحدثنا في موضع آخر من هذا الكتاب عن قوله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «لا يخزيه الله أبدا». فيمكن الاكتفاء بما ذكرناه هناك ..

٢ ـ لقد كان علي «عليه‌السلام» يمارس عملية الطحن ، حين تخلف في الرحل ، بسبب الرمد الذي جعله لا يبصر.

فلم يكن «عليه‌السلام» ـ حتى وهو في هذه الحالة الصعبة ـ فارغا ، ينتظر خدمة الآخرين له .. بل يؤدي وظيفة تفيد هذا الجيش المقاتل لأعداء

__________________

(١) مسند أحمد ج ١ ص ٣٣١ والخصائص للنسائي (ط التقدم بمصر) ص ٨ وفي (طبعة أخرى) ص ٦٣ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ١٣٢ وكفاية الطالب (ط مكتبة الغري) ص ١١٦ وراجع : العمدة لابن البطريق ص ٨٥ و ٢٣٨ وذخائر العقبى ص ٨٧ وحلية الأبرار ج ٢ ص والبحار ج ٣٨ ص ٢٤١ وج ٤٠ ص ٥٠ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٧ ص ١١٢ و ٢٩٢ والمراجعات ص ١٩٦ والغدير ج ١ ص ٥٠ وج ٣ ص ١٩٥ ومواقف الشيعة ج ٣ ص ٣٩٣ وعن مجمع الزوائد ج ٩ ص ١١٩ وكتاب السنة لابن عاصم ص ٥٨٩ والسنن الكبرى ج ٥ ص ١١٣ وعن خصائص الوحي المبين لابن البطريق ص ١١٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٩٨ و ٩٩ و ١٠١ وج ٤٦ ص ١٥٠ وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٦٨ وعن الإصابة لابن حجر ج ٤ ص ٤٦٧ وعن البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٧٤ والمناقب للخوارزمي ص ١٢٥.

٢٤١

الله تعالى ، وجد نفسه قادرا على أدائها ..

وقد تركه الناس يمارس هذا العمل ، وسارعوا إلى الحضور عند رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، على أمل أن يفوزوا بشرف حمل الراية حين علموا : بأن ثمة أوسمة هامة ، تؤهلهم لتبوء مناصب ، وتحلهم في مراتب كانوا يحلمون بها ، ومنها : أن حاملها سوف يفتح الله على يديه.

نعم ، لقد سارعوا إلى مجلس رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، واستشرفوا للراية ، وطلبوها ، رغم الفرار الذي كان قد صدر منهم عن قريب.

فهل كانوا ذاهلين عن أن الله تعالى إنما يفتح على يدي من كان كرارا غير فرار؟!.

ومن كان الله ورسوله أحب إليه حتى من نفسه؟!.

ومن كان باذلا نفسه في كل ما يرضي الله ورسوله ، حتى صار حبيبا لهما؟!

ومن لا يعتبر إعطاء الراية له مكسبا دنيويا ، بل هو يعتبره عطاء إلهيا يعبر عنه بقوله : اللهم لا مانع لما أعطيت؟! (١).

ومن لا يخالف ما يأمره به رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، حتى فيما قد يراه الكثير من الناس شكليا ، أو أمرا عاديا؟!

حتى إنه حينما قال له : اذهب ولا تلتفت ، مشى قليلا ، ووقف ولم يلتفت ، وسأل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : علام أقاتلهم؟! أو علام أقاتل الناس؟!

__________________

(١) قد ذكرنا مصادر هذه الكلمة في موضع آخر من هذا الكتاب.

٢٤٢

ومن الواضح : أن الالتزام بأوامر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وتنفيذها حرفيا ، هو الأمر الذي يجب الالتزام به ، ولا يجوز التخلف عنه ، وهو الذي يدخل السرور على قلبه «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

٣ ـ ولأجل تركهم إياه يمارس ذلك العمل ، وإسراعهم إلى ما يرون الحصول عليه مكسبا وامتيازا دنيويا ، جاء اللوم لهم من قبل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ليؤكد على لزوم معرفة أقدار الرجال ، وإعطاء كل ذي حق حقه ..

والأهم من ذلك : أن يوكل كل عمل للشخص المناسب له ، فلا يوكل أمر الطحن ، أو استقاء الماء لقادة الجيش ، ولعلماء الأمة وربانييها ؛ لأن ذلك معناه : هدر الطاقات ، وتعطيل القدرات ، خصوصا إذا حصل ذلك في الأوقات العصيبة ، والظروف الحساسة ، والمصيرية.

٤ ـ وعن النصوص التي تتعمد كتمان أسماء الفارين نعود فنقول :

لماذا يتعمدون تجهيل الناس بهذا الأمر؟!

ألا يعتبر ذلك : من مفردات الخيانة للأمة ، ومن التدليس على الناس؟! وهو تدليس شديد الإضرار بالأمة ، عظيم الأثر على الدين ، ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك.

أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟!

وحول قول علي «عليه‌السلام» للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : علام أقاتلهم؟ نقول :

١ ـ لعل سؤال علي «عليه‌السلام» عن غاية القتال قد فاجأ الكثيرين من

٢٤٣

الصحابة الذين كانوا حول رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، والذين قد يكون أكثرهم إنما يقاتل من أجل الغنائم ، أو المناصب ، أو الشهرة ، أو حبا بالأمارة ؛ أو لأجل أن يفرضوا الإسلام عليهم بالقوة والقهر ، أو نحو ذلك ..

فأراد علي «عليه‌السلام» أن يعرف الجميع : أنه لا بد أن يكون كل عمل يقوم به الإنسان هادفا.

ثم أن يكون الهدف في مستوى العمل نفسه ، من حيث خطورته ، ومن حيث حساسية آثاره.

٢ ـ ومن جهة أخرى نلاحظ : أنه لم يقل : أقاتلهم حتى يكونوا مسلمين ، بل قال : حتى يكونوا مثلنا ..

ولعل السبب في ذلك : أنه «عليه‌السلام» لو استعمل كلمة «المسلمين» لجاء الجواب بنعم ، أو بلا ..

ولكنه حين قال : حتى يكونوا مثلنا .. احتاج إلى توضيح مستوى المثلية المطلوبة ، وأن المطلوب أولا : هو الدرجة التي توجب حقن دمائهم .. أما سائر المراتب والدرجات ، فإنما تحصل بالسعي الدؤوب من قبل الأفراد أنفسهم ، كل بحسب حاله ، وقدراته ، وطبيعة قناعاته ..

والذي تحقن به دماؤهم ، هو شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله.

عرّفهم ما يجب عليهم :

ومن الأهمية بمكان الوقوف عند قوله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعلي «عليه‌السلام» ، حين قال له : علام أقاتلهم؟! : «عرّفهم ما يجب عليهم من حق الله تعالى ، وحق رسوله». وذلك بالتزامن مع دعوتهم إلى الإسلام الأمر الذي

٢٤٤

يدل على أن دعوتهم إلى الإسلام لا يقصد بها إكراههم عليه ، وفرض قبوله عليهم بلا مناقشة .. بل هي دعوة تستند إلى الإقناع ، وتعتمد على إقامة الحجة ، والتوعية ، والتعريف بما يجب وما لا يجب.

حق الله وحق رسوله :

ثم إن قول رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «عرفهم ما يجب عليهم من حق الله ورسوله» ، قد تضمن طلبه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في بادئ الأمر تعريفهم بحق الله تعالى عليهم ، وهو توحيده ، وعبادته ، وطاعته. ولا يطلب تعريفهم بأوامر الله ، ونواهيه لهم ، فإن هذا يأتي في مرحلة لا حقة ، حيث لا بد لهم من السعي إلى الحصول على هذا الأمر ..

كما أنه لم يطلب تعريفهم بشيء يعود نفعه إليه «عليه‌السلام» كشخص ، ولا يريد منهم شيئا لنفسه ، بل يطلب «صلى‌الله‌عليه‌وآله» منه «عليه‌السلام» أن يعرفهم بحق من تكون له صفة الرسولية والنبوة ، وهو القبول منه ، وعنه ، وتوقيره ونصرته ، والشهادة والاعتراف له بذلك ..

لأن يهدي الله بك نسمة :

ثم هو يعقب ذلك بالتوجيه الكريم والعظيم ، حيث يقول له : لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم ..

ليفهم الجميع : أن مسؤوليتهم هي هداية الناس .. وأن هذا هو الخير العظيم الذي يحب أن تنصرف إليه الهمم ، وتعقد عليه العزائم ، فلا يكون همهم الحصول على الأموال والجواري ، والمناصب ، ولا فتح الحصون ، وقتل الرجال. بل يكون كل همهم منصرفا إلى فتح القلوب أولا ، حتى إذا أصبحت الحصون

٢٤٥

أقفالا على تلك القلوب ، فلا بد حينئذ من دكّها وتحطيمها ، وإزالة تلك الأقفال عنها.

وقد ورد أيضا أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال : لأن يهدي الله بك نسمة (أو رجلا) خير لك مما طلعت عليه الشمس (١) ، وهذه الكلمة وتلك تعطي الانطباع عن حقيقة القيمة التي للإنسان بنظر الإسلام ، حتى إن نسمة واحدة سواء كانت رجلا أم أنثى ، صغيرة كانت أم كبيرة ، إذا هديت بك ، فهي خير من كل ما طلعت عليه الشمس ..

__________________

(١) راجع : البحار (ط كمباني) ج ٦ ص ٤٤٠ و (ط جديد) ج ٣٢ ص ٤٤٨ وج ٩٧ ص ٣٤ وج ١٠١ ص ٣٦٤ وج ١ ص ٢١٦ وج ١٩ ص ١٦٧ وج ٢١ ص ٣٦١ ومختلف الشيعة ج ٤ ص ٣٩٤ ومنتهى المطلب للحلي ج ٢ ص ٩٠٤ وتذكرة الفقهاء للحلي ج ١ ص ٤٠٩ وج ٩ ص ٤٤ وكشف اللثام ج ٢ ص ١٩٦ و ٢٧٦ ورياض المسائل ج ١ ص ٤٨٦ وج ٧ ص ٤٩٣ وجواهر الكلام ج ٢١ ص ٥٢ والمبسوط للسرخسي ج ١٠ ص ٣١ والكافي ج ٥ ص ٢٨ و ٣٦ وتهذيب الأحكام ج ٦ ص ١٤١ والوسائل (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٣٠ ومستدرك الوسائل ج ١١ ص ٣٠ وج ١٢ ص ٢٤١ وج ١٧ ص ٢١٠ ومصباح الشريعة ص ١٩٩ والنوادر للراوندي ص ١٤٠ والإقبال لابن طاووس ج ٢ ص ٥٨ واليقين لابن طاووس ص ١٤ ومستدرك سفينة البحار ج ٢ ص ٣٥٣ وج ١٠ ص ٥٠٢ ونهج السعادة ج ٢ ص ١٥٨ وج ٥ ص ٢١٤ ودرر الأخبار ص ١٧٨ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ٥٦٨ ومجمع الزوائد ج ٥ ص ٣٣٤ والمعجم الكبير ج ١ ص ٣١٥ و ٣٣٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ١٤ والجامع الصغير ج ٢ ص ٤٠١ وكنز العمال ج ١٠ ص ١٥٦ وج ١٣ ص ١٠٧ والسير الكبير ج ١ ص ٧٨ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ١٢٢ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٢٣٨.

٢٤٦

وهذا معناه : أن كل قتال شرعه الإسلام ، إنما شرعه وفق هذه النظرة ومن خلالها ، إذ لا مجال للتناقض والاختلاف في دين الله سبحانه وتعالى ، فهذا التشريع إنما كان بهدف حفظ البشرية ، ومن أجل إزاحة مصادر الخطر عنها ، واستئصال جراثيم سرطانية ، لا مجال للحياة معها.

اليهود ، وكلمة التوحيد :

وقد قال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعلي «عليه‌السلام» : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وهذا يشير إلى أن توحيد اليهود مشوب بالشرك أو بغيره من المعاني التي تنافيه ، وتخرجه عن حقيقته ، مثل اعتقادهم بأن عزيرا ابن الله ، واعتقادهم بالتجسيم الإلهي ، ونسبة أمور مشينة إلى الذات المقدسة ، مثل أن يده ـ سبحانه ـ مغلولة ، وكذلك نسبة الظلم ، والعجز إليه تبارك وتعالى ، وغير ذلك.

التدرج في الاعتقادات ، وفي الأحكام :

وقد جعل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ميزان حفظ الأموال ، وحقن الدماء .. شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، كما اتضح من جواب النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعلي «عليه‌السلام» ..

وذلك : لأن للاعتقادات مراتب ، ولكل مرتبة منها آثارها .. فالاعتراف بوجود الله سبحانه ، وبأن له رسلا وكتبا ، وشرائع ـ كما هو الحال في أهل الكتاب ـ أقل قبحا من الإلحاد ، ومن الشرك.

ولذلك كانت لهؤلاء أحكام تختلف عن أحكام أولئك ، فيجوز مثلا التزويج بالكتابية متعة ، ولا يجوز تزويجهم مطلقا ، ويصح أيضا اعتبارهم من أهل الذمة ، ويمنع التعرض لهم في ممارساتهم الدينية ، وفق حدود وقيود

٢٤٧

معينة. ويمكن الدخول في عهد معهم ، وما إلى ذلك.

فإذا دخلوا في الإسلام ، وشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فإنه يضاف إلى ذلك : أنه يوجب بمجرده حقن دمائهم ، ويمنع من التعرض لأموالهم ، ولا حاجة في ذلك إلى عقد وعهد ، ولا يصح اعتبارهم أهل ذمة ..

ويجوز أيضا : التزوج والتزويج منهم ، ويحكم بحلية ذبائحهم ، وبطهارتهم ، وهم يرثون ويورثون الخ ..

فإذا اعتنقوا مذهب الحق : فإن ذلك يرتب أحكاما أخرى لهم وعليهم. فتحرم غيبتهم ، وتجب حقوق الأخوة الإيمانية لهم ، وتترتب عليهم أيضا أحكام أهل المذهب ، فلا يقبل منهم التصرف الموافق للمذاهب الأخرى ، فلا يمضى عليهم الطلاق بالثلاث ، ويحكم ببطلانه ، ولا يقبل طلاقهم من غير شهود ، فإذا صاروا من أهل العدالة ، صحت الصلاة خلفهم ، وقبلت شهادتهم ، وما إلى ذلك.

ثم إن الواحد منهم يتدرج في مراتب الفضل والكمال ، فيكون عالما ، ويكون عابدا تقيا ، وقد يصل إلى أن يكون وليا من الأولياء.

ومن البشر من يصطفيهم تعالى للإمامة وللنبوة ، وإن للنبوة مراتب أيضا تختلف وتتفاوت ، فيكون النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من أولي العزم ، أو من غيرهم ، أو تكون له مرتبة النبوة الخاتمة ، التي هي المرتبة العظمى والمنزلة الأسمى .. وللإمامة أيضا مراتب ، وأعظمها مقام الإمامة للنبوة الخاتمة ، فإنها أعظم من مقام الإمامة بدون هذه الخصوصية.

وعلى كل حال : فإن الله يزيد في المقام ، ويوجب الحقوق ، ويجعل الأحكام التي تناسب هذه الخصوصية أو تلك ..

٢٤٨

الفصل الثاني :

وقفات لا بد منها

٢٤٩
٢٥٠

هل قاتل المهزومون في خيبر؟!

زعمت بعض النصوص المتقدمة : أن أبا بكر وعمر قد قاتلا قتالا شديدا ، وقد جهدا فلم يفتح لهما ..

ونحن ليس فقط نشك في صحة ذلك ، بل نرجح : أنهما قد هزما قبل مباشرة القتال ، أو أنهما باشراه مع ظهور الخوف والجبن ، فانهزما بسرعة قبل إنجاز أي شيء مؤثر ، أو صالح لأن يوصف بأنه قتال ..

ونستند في ذلك إلى ما يلي :

أولا : أشارت بعض النصوص ، وبعضها كاد أن يصرح : بأن عمر قد رجع قبل أن يصل إلى ساحة الحرب ..

فقد ورد : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» دعا أبا بكر في اليوم الأول ، وقال : خذ الراية.

فأخذها في جمع من المهاجرين ، فاجتهد فلم يغن شيئا. فعاد يؤنب القوم الذين اتبعوه ويؤنبونه ..

فلما كان من الغد تعرض لها عمر ، فسار بها غير بعيد ، ثم رجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه.

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : ليست هذه الراية لمن حملها ، جيؤوني بعلي.

٢٥١

فقيل : إنه أرمد.

فقال : أرونيه ، تروني رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله (١).

وقد ورد في حديث بريدة أيضا قوله : «فأخذ اللواء أبو بكر ، فانصرف ولم يفتح له ، ثم أخذها عمر من الغد ، فخرج ورجع ولم يفتح له ..».

وفي حديث ابن أبي ليلى ، وابن عباس : بعث أبا بكر ، فسار بالناس ؛ فانهزم حتى رجع إليه ، وبعث عمر ، فانهزم بالناس حتى انتهى إليه.

وفي نص آخر : دفع «صلى‌الله‌عليه‌وآله» اللواء لرجل من المهاجرين ، فرجع ولم يصنع شيئا. فدفعه إلى آخر من المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئا.

وكل ذلك قد تقدم مع طائفة من مصادره ..

ثانيا : إن النبي الأعظم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد غضب واستاء مما حصل ، وصرح بما قد يشعر : بأن هذا الفعل مقصود من المهاجرين والأنصار ، حيث قال : هكذا تفعل المهاجرون والأنصار؟! ـ حتى قالها ثلاثا ـ لأعطين .. (٢).

وقالوا أيضا : فغضب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وقال : «ما بال أقوام يرجعون منهزمين ، يجبنون أصحابهم؟!

أما والله لأعطين الخ ..» (٣).

وذكر نص آخر : انهزام أبي بكر وعمر وقال : حتى ساء رسول الله

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ١٥ والإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٢٦ وراجع : مدينة المعاجز ج ١ ص ١٧٤.

(٢) البحار ج ٢١ ص ١٢ عن الإحتجاج ج ٢ ص ٦٤.

(٣) البحار ج ٢١ ص ٢٨ عن الخرايج والجرايح ج ١ ص ١٥٩.

٢٥٢

«صلى‌الله‌عليه‌وآله» ذلك ، فقال : لأعطين الراية الخ .. (١).

فهذا الغضب والاستياء من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يدل على : أن هزيمتهم لم يكن لها ما يبررها أصلا.

بل إن قوله ثلاث مرات : هكذا تفعل المهاجرون والأنصار ، يشير إلى أسف بالغ ، وحسرة قوية ، قد انتابته من فعلهم هذا ، حيث يدل ذلك على أن ما يجري ليس بسبب قوة اليهود ، بل هو نتيجة تخاذل ، وجبن من أصحابه ، ولهذا الجبن والخور دلالته السلبية ..

ومما يؤكد ذلك كله : أن نفس المهاجرين والأنصار كانوا يتبادلون الاتهامات حول ما يجري ، الأمر الذي يدل على قناعتهم بأن مسؤولية ما حصل تقع على عاتقهم أنفسهم.

ثالثا : لو صح قولهم : إنهما قاتلا قتالا شديدا ، وجهدا ، لم يصح تعريض النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بهما وبمن معهما ، وإظهار الإزراء عليهما ، وفضحهما على رؤوس الأشهاد. بل كان اللازم تقدير جهودهما ، وجهادهما ، وإغداق الأوسمة عليهما ، فهذا الاستياء ، وذلك التعريض والتأنيب ، وإظهار الأسى والغضب يدل دلالة واضحة على أنهما قد ارتكبا بفرارهما أمرا عظيما ، وأن هذا الفرار كان على درجة كبيرة من القباحة والشناعة ، جعلتهما يستحقان ذلك كله ..

وبات من الضروري عقوبتهما بهذه الطريقة المؤلمة ، التي تخلد اسميهما في سجل لا يحب أحد أن يكون له اسم فيه ، وهو سجل الفرارين في

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ٢١ عن إعلام الورى ج ١ ص ٢٠٧.

٢٥٣

الحروب ، ثم هو يصف عليا «عليه‌السلام» بأوصاف ، ويمنحه أوسمة تستبطن التعريض بهما ، من حيث إنهما لا يستحقان شيئا منها ..

بل هي تظهر أنهما يحملان نقيضها ، وهو الأمر القبيح الذي لا يصح الانطواء عليه بأي حال.

والأوصاف هي التالية :

١ ـ يحب الله ورسوله :

فهو «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد وصف عليا «عليه‌السلام» بأنه يحب الله ورسوله ، مشيرا بذلك ـ فيما يظهر ـ إلى أن غيره لم يكن كذلك ، فإن ادّعى ذلك لنفسه ، فأمثال هذه الدعاوى تكون ساقطة عن الاعتبار ، لأن شواهد الامتحان في ساحات الجهاد والنزال ، تكذبها.

ولو أن أيا منهما كان صادقا فيما يدّعيه لنفسه لفعل نفس ما فعله علي «عليه‌السلام» ، ولم يؤثر حفظ نفسه ، والنجاة بها ، ولو بارتكاب الفرار من الزحف ، الذي هو من المحرمات العظيمة ، مع علمه بما يترتب على هذا الفرار من سلبيات تتمثل باشتداد ميل الأعداء إلى الحرب ، وتؤدي إلى هزيمة روحية للأولياء في ساحات الطعن والضرب.

ويتأكد ضعف المستوى من خلال ما جرى بين رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وبين عمر بن الخطاب ، فقد قال عمر : لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي.

فقال النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : والذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه.

٢٥٤

فقال عمر : فأنت الآن ـ والله ـ أحب إلي من نفسي.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : الآن يا عمر؟! (١).

ولا بد أن نتذكر هنا الآية الشريفة التي تقول :

(قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٢)

٢ ـ يحبه الله ورسوله :

وإذا كان علي «عليه‌السلام» يحب الله ورسوله ، فإن ذلك يستتبع القيام بما يمليه هذا الحب من الالتزام ، والوفاء ، والتضحية في سبيل الله ورسوله .. الأمر الذي ينشأ عنه حب الله ورسوله له «عليه‌السلام» أيضا ..

فكان من الطبيعي أن يأتي الوسام الآخر ، وهو : أنه «عليه‌السلام» يحبه الله ورسوله ، وهو وسام عظيم ، خصوصا مع ما يتضمنه هذا الوصف من التعريض بالذين هربوا ، ليدل فرارهم على : أنهم لم يكونوا كذلك ،

__________________

(١) مسند أحمد ج ٤ ص ٣٣٦ وصحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج ٨ ص ١٦١ وعمدة القاري ج ١ ص ١٤٤ والمعجم الأوسط ج ١ ص ١٠٣ وكنز العمال ج ١٢ ص ٦٠٠ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٣٥٦ وج ٣ ص ٤٧٦ وتاريخ دمشق ج ١٩ ص ٨٧ وفتح الباري ج ١ ص ٥٦ وراجع : المستدرك للحاكم النيسابوري ج ٣ ص ٤٥٦ والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج ٢ ص ١٩.

(٢) الآية ٢٤ من سورة التوبة.

٢٥٥

فالمعيار لكسب رضا الله تعالى ، ونيل محبته ومحبة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ؛ هو العمل الصالح ، والجهاد ، والتضحية ، ولا تكفي الدعاوى العريضة ، والعجيج ، والضجيج في الرخاء ، ثم الهرب في ساحات الجهاد ، والحاجة إلى التضحية والفداء ..

التزوير الرخيص .. تصرف وحذف :

وفي بعض الروايات جاءت العبارة هكذا : فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، أو قال : يحب الله ورسوله (١).

وبعضها اكتفى بذكر الفقرة الثانية وهي قوله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : يحب الله ورسوله (٢).

__________________

(١) صحيح البخاري (ط محمد علي صبيح) ج ٥ ص ١٧١ و ٢٣ والخصائص للنسائي (طبعة التقدم بمصر) ص ٧.

(٢) منتخب كنز العمال (بهامش مسند أحمد) ج ٤ ص ١٣٠ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٢٣ والإصابة ج ٢ ص ٥٠٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٨٤ وراجع : الرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج ٢ ص ١٨٨ والخصائص الكبرى ج ١ ص ٢٥٢ و ٢٥٣ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٠٨ وجامع الأصول ج ٩ ص ٤٧٢ والإكتفاء (ط مكتبة الخانجي) ج ٢ ص ٢٥٨ وتذكرة الخواص ص ٢٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٢٤ ومسند أحمد ج ١ ص ٣٣١ وج ٢ ص ٣٨٤ وج ٤ ص ٥٤ ولسان العرب ج ١٤ ص ٣٥٢ ومسند الطيالسي ص ٣٢٠ وسنن ابن ماجة (ط مكتبة التازية بمصر) ج ١ ص ٥٦ والسيرة النبوية لابن هشام (ط المكتبة الخيرية بمصر) ج ٣ ص ١٧٥ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٧ والخصائص للنسائي (ط مكتبة التقدم بمصر) ص ٣٢ و ٤ و ٨ و ٧ وحلية الأولياء ج ٤ ص ٣٥٦ وج ١ ص ٦٢.

٢٥٦

وبعضها اقتصر على الفقرة الأولى (١). وهي قوله : يحب الله ورسوله.

ونقول :

إن هؤلاء ما فتئوا يسعون إلى الانتقاص من علي «عليه‌السلام» ، وإخفاء فضائله بكل حيلة ووسيلة ، وقد بدأت هذه السياسات منذ الصدر الأول ، فقد أخفى أعداؤه «عليه‌السلام» فضائله حسدا ، وأخفاها محبوه وأولياؤه خوفا ، وظهر من بين هذين ما ملأ الخافقين ..

وعلينا في مثل هذه الموارد التي تغيظ حساد علي «عليه‌السلام» ومناوئيه ، أن نتوقع ظهور حسيكة النفاق ، وأن يتجلى الحقد الأعمى بصورة يصعب التستر عليها .. وهكذا كان ، فإنهم حاولوا حتى إنكار قتله «عليه‌السلام» لمرحب ، ونسبوه لمحمد بن مسلمة كما سيأتي بيانه إن شاء الله ..

ونسبوا قتل سائر الفرسان إلى أبي دجانة تارة ، وإلى الزبير أخرى .. ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ، ولو كره الشانئون والحاقدون .. فإن فضائل علي «عليه‌السلام» وكراماته قد ظهرت في أصح الكتب عند شيعته ، وعند غيرهم أيضا ، وأسفر الصبح لذي عينين.

أقوال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المصادر والمراجع :

وفي جميع الأحوال نقول :

قد ذكرت الروايات : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال في خيبر بعد فرار المهاجرين والأنصار :

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٦٥٣.

٢٥٧

لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله (١).

__________________

(١) تاريخ بغداد ج ٨ ص ٥ ومسند أحمد ج ١ ص ٩٩ و ١٨٥ وج ٥ ص ٣٣٣ و ٣٥٣ و ٣٥٨ وصحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج ٥ ص ١٧١ وتاريخ البخاري ج ١ ق ٢ ص ١١٥ وج ٤ ص ١١٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٨٤ فما بعدها ، وصحيح مسلم ج ٧ ص ١٢١ و ١٢٠ وج ٥ ص ١٩٥ وتذكرة الخواص ص ٢٤ و ٢٥ والكامل في التاريخ (ط دار صادر) ج ٢ ص ٢١٩ و ٢٢٠ وأسد الغابة ج ٤ ص ٢٥ و ٢٨ وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص ٧٤ وسنن ابن ماجة (ط مكتبة التازية بمصر) ج ١ ص ٥٦ والجامع الصحيح للترمذي ج ٥ ص ٦٣٨ والخصائص للنسائي (ط مكتبة التقدم بمصر) ص ٤ و ٥ و ٣٢ و ٦ و ٧ و ٨ ومنتخب كنز العمال ج ٥ ص ٤٤ و ٤٨ وج ٤ ص ١٣٠ و ١٢٧ و ١٢٨ والصواعق المحرقة (ط المكتبة الميمنية بمصر) ص ٧٤ والمناقب المرتضوية (ط بمبي) ص ١٥٨ ومدارج النبوة للدهلوي ص ٣٢٣ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٢٣ وحياة الحيوان (مطبعة الشرفية) ج ١ ص ٢٣٧ ومشكاة المصابيح (ط دهلي) ص ٥٦٤ والإصابة ج ٢ ص ٥٠٢ والفصول المهمة لابن الصباغ ص ١٩ والخصائص الكبرى ج ١ ص ٢٥١ وتاريخ الخلفاء (مطبعة السعادة بمصر) ص ١٦٨ ونور الأبصار ص ٨١ وإسعاف الراغبين (بهامش نور الأبصار) ص ١٦٩ وتاج العروس ج ٧ ص ١٣٣ وينابيع المودة (ط بمبي) ص ٤١ والطبقات الكبرى لابن سعد (مطبعة الثقافة الإسلامية) ج ٣ ص ١٥٦ و ١٥٧ ومشارق الأنوار للصغائي (ط مكتبة الأستانة) ج ٢ ص ٢٩٢ وكفاية الطالب (ط الغري) ص ١٣٠ وحلية الأولياء ج ١ ص ٦٢ والعقد الفريد (ط مكتبة الجمالية بمصر) ج ٣ ص ٩٤ وتاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٣٠ ومناقب الإمام علي لابن المغازلي (ط المكتبة الإسلامية) ص ١٧٦ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٣٨ و ١٣٢ و ٤٣٧ والشفاء (ط مصر) ج ١ ص ٢٧٢ والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج ١ ص ١٨٤ ـ ١٨٨ وج ٢ ص ١٨٨

٢٥٨

ليس بفرار (١)

أو كرار غير فرار (٢).

لا يرجع حتى يفتح الله عليه (٣).

__________________

و ١٩٠ ولباب التأويل ج ٤ ص ١٥٢ و ١٥٣ والمعجم الصغير (ط دهلي) ص ١٦٣ والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٣ ص ٣٦٦ ومصابيح السنة (ط المكتبة الخيرية بمصر) ج ٢ ص ٢٠١ ومعالم التنزيل ج ٤ ص ١٥٦ وجامع الأصول ج ٩ ص ٤٦٩ و ٤٧١ و ٤٧٢ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٤٨ والبحار ج ٢١ ص ٢٨ و ٢١ و ٢٠ عن الخرايج والجرايح وعن إعلام الورى ص ١٠٧ و ١٠٨ وعن الخصال ج ٢ ص ١٢٠ و ١٢٤.

(١) مسند أحمد ج ١ ص ١٣٣ والخصائص للنسائي (ط مكتبة التقدم بمصر) ص ٥ والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة الخيرية بمصر) ج ٣ ص ١٧٥ وحلية الأولياء ج ١ ص ٦٢ والإستيعاب (مع الإصابة) ج ٣ ص ٣٦٦ وكفاية الطالب (ط الغري) ص ١٣٠ ومنتخب كنز العمال (بهامش المسند) ج ٥ ص ٤٨ وج ٤ ص ١٢٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٨٤ و ١٨٥ فما بعدها ، والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٦٥٣ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٢٣ والبحار ج ٢١ ص ٢٠ عن الخصال ج ٢ ص ١٢٠ و ١٢٤.

(٢) مسند أحمد ج ٥ ص ٣٥٣ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٤٨ والبحار ج ٢١ ص ٢٨ و ٢١ عن الخرايج والجرايح وعن إعلام الورى ص ١٠٧ ومنتخب كنز العمال (بهامش المسند) ج ٥ ص ٤٨ والمناقب المرتضوية (ط بمبي) ص ١٥٨ ومعارج النبوة ص ٢١٩ والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج ١ ص ١٨٥ و ١٨٧.

(٣) المعجم الصغير (ط دهلي) ص ١٦٣ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٣٨ والمغازي ج ٢ ص ٦٥٣ والبحار ج ٢١ ص ٢٨ و ٢١ و ٢٠ عن الخرايج والجرايح وعن إعلام الورى ص ١٠٧ وعن الخصال ج ٢ ص ١٢٠.

٢٥٩

يفتح الله على يديه (١).

أو قال : لا يولي الدبر ، يفتح الله عليه (٢).

فاستشرف لها الناس ، فبعث عليا (٣).

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٤٨ ومصادر أخرى.

(٢) المستدرك للحاكم ج ٣ ص ٣٨ والمعجم الصغير (ط دهلي) ص ١٦٣ وتاريخ بغداد ج ٨ ص ٥ والسنن الكبرى ج ٩ ص ١٠٧ والإستيعاب (مع الإصابة) ج ٣ ص ٣٦٦ وكفاية الطالب (ط الغري) ص ١٣٠ وتذكرة الخواص ص ٢٤ ومنتخب كنز العمال (بهامش المسند) ج ٥ ص ٤٨ وج ٤ ص ١٣٠ والصواعق المحرقة (ط المكتبة الميمنية بمصر) ص ٧٤ ومشكاة المصابيح (ط دهلي) ص ٥٦٤ والإصابة ج ٢ ص ٥٠٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٨٤ و ١٨٥ فما بعدها وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص ٤ ولباب التأويل ج ٤ ص ١٨٢ و ١٨٣ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٢٣ ومعارج النبوة ص ٢١٩ والخصائص الكبرى ج ١ ص ٢٥١ و ٢٥٢ وتاريخ الخلفاء (ط مكتبة السعادة بمصر) ص ١٦٨ ونور الأبصار ص ٨١ وإسعاف الراغبين بهامشه ص ١٦٩ وتاج العروس ج ٧ ص ١٣٣ وينابيع المودة (ط بمبي) ص ٤١.

(٣) مسند أحمد ج ١ ص ١٣٣ وراجع : تاريخ البخاري (ط حيدر آباد الدكن) ج ١ ق ٢ ص ١١٥ وصحيح مسلم ج ٧ ص ١٢٠ وسنن ابن ماجة (ط المكتبة التازية بمصر) ج ١ ص ٥٦ والجامع الصحيح ج ٥ ص ٦٣٨ والخصائص للنسائي (ط مكتبة التقدم بمصر) ص ٤ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ٤٣٧ ومنتخب كنز العمال (بهامش المسند) ج ٤ ص ١٢٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٨٤ و ١٨٥ فما بعدها وراجع : الرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج ١ ص ١٨٤ ـ ١٨٨ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٢٣.

٢٦٠