الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٧

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٧

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-189-0
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٣

١
٢

٣
٤

الفصل الرابع :

كتاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المقوقس

٥
٦

كتاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المقوقس :

«بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الله إلى المقوقس ، عظيم القبط :

سلام على من اتبع الهدى.

أما بعد ..

فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، [وأسلم] يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإنما عليك إثم القبط و (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)» (١).

__________________

(١) مكاتيب الرسول للعلامة الأحمدي ج ٢ ص ٤١٧ عن المصادر التالية ، مع التذكير بأنه اعتمد على الطبعات المتوفرة لديه : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٨٠ وسيرة زيني دحلان (بهامش الحلبية) ج ٣ ص ٧٠ وإعلام السائلين ص ١٩ ورسالات نبوية ص ٢٧٨ وأعيان الشيعة ج ٢ ص ١٤٢ وفي (ط أخرى) ج ٢ ص ٢٤٤ وجمهرة رسائل العرب ، عن صبح الأعشى ج ٦ ص ٣٧٨ وعن خطط المقريزي ج ١ ص ٢٩ وعن حسن المحاضرة ج ١ ص ٤٢ وعن المواهب اللدنية للقسطلاني ج ٣ ص ٣٩٧ ونشأة الدولة الإسلامية ص ٣٠٤ عن فتوح مصر (ط ليدن) ص ٤٦

٧

__________________

وعن مجلة الهلال (عدد أكتوبر سنة ١٩٠٤ م) وصبح الأعشى ج ٦ ص ٣٥٨ ـ ٣٦٦ وزاد المعاد لابن القيم ج ٣ ص ٦١ ونصب الراية للزيلعي ج ٤ ص ٤٢١.

وراجع : الإصابة ج ٣ ص ٥٣١ ودائرة المعارف لوجدي ج ٩ ص ٣١٧ وشرح المواهب للزرقاني ج ٣ ص ٣٤٧ وفتوح مصر لابن عبد الحكم ص ٤٦ وتأريخ الخميس ج ٢ ص ٣٧ ولغت نامه دهخدا (فارسي) ج ٤٣ ص ٩٥٥ وصبح الأعشى ج ٦ ص ٣٦٤ والمصباح المضيء ج ٢ ص ١٢٩ والوثائق السياسية : ١٠٥ / ٤٩ عن فتوح مصر لابن عبد الحكم ص ٤٦ وعن مفيد العلوم للقزويني والبيهقي والمنفلوطي ومنشآت السلاطين لفريدون بك.

وأشار إليه : الطبري ج ٣ ص ٦٤٥ والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٢١٠ واليعقوبي ج ٢ ص ٦٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٧٢ وحياة الصحابة ج ١ ص ١١٧ والتنبيه والإشراف ص ٢٢٧ والبحار ج ٢٠ ص ٢٨٣ والطبقات ج ٢ ق ١ ص ٨٦ وج ٢ ق ١ ص ١٦ و ١٧ وج ١ ق ٣ ص ٨٠ وابن هشام ج ٤ ص ٢٥٤ وثقات ابن حبان ج ٢ ص ٥ ـ ٧ وفقه السيرة ص ٣٨٧ والأموال لأبي عبيد ص ٣٦٧ وحياة الحيوان للدميري ج ٢ ص ٣٢٨ وكنز العمال ج ١٠ ص ٣٩٩ والمعجم الكبير للطبراني ج ٤ ص ١٥ والإصابة ج ١ ص ٣٠٠ في ترجمة حاطب ، وج ٣ ص ٥٣٠ في ترجمة المقوقس ، والإستيعاب (هامش الإصابة) ج ١ ص ٣٥٠ وأسد الغابة ج ١ ص ٣٦٣ والوثائق السياسية : ١٣٥ / ٤٩ وعن الوفاء لابن الجوزي ص ٧١٧ وانظر كايتاني ج ٦ ص ٤٩ واشپرنكر ج ٣ ص ٢٦٥ و ٢٦٧ ومجلة ژورنال آزياتيك (باريس سنة ١٩١٧ م) ص ٤٨٢ ـ ٤٩٨ ومجلة إسلامك ريفيو لاكتشاف أصل المكتوب في كنيسة قرب اخميم في صعيد مصر إلى آخر ما ذكره من المجلات. وراجع أيضا : أنساب الأشراف تحقيق محمد حميد الله ص ٤٤٨ والمنتظم ج ٥ ص ٦٩ وج ٣ ص ٢٧٥ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٥ ص ٦٦٢ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ٣٣١.

٨

قصة هذه الرسالة :

قال العلامة الأحمدي رحمه‌الله :

قالوا : كتب «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في ذلك اليوم (الذي كتب فيه إلى الملوك) إلى المقوقس ، عظيم القبط ، وكان نصرانيا مع حاطب ابن أبي بلتعة (١).

__________________

(١) مكاتيب الرسول ج ١ ص ١٣ وج ٢ ص ٤٢١ عن : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٨١ وزيني دحلان هامش الحلبية ج ٣ ص ٧٠ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٤ ص ٣٩٦ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٧٢ وحياة الصحابة ج ١ ص ١١٧ و ١١٨ والإصابة ج ٣ ص ٥٣٠ و ٥٣١ وأسد الغابة ١ ص ٣٦٢ وقاموس الرجال ج ٣ ص ٤٢ وحياة الصحابة ج ١ ص ١١٧ وزاد المعاد ج ٣ ص ٦١ والتراتيب ج ١ ص ١٨٣ و ١٨٦ وكنز العمال ج ١٠ ص ٣٩٩ والمنتظم ج ٥ ص ٩ وراجع : مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٤٢ والبحار ج ٢٠ ص ٣٨٢ وج ٢٢ ص ٢٥٠ وعن فتح الباري ج ٨ ص ٩٧ وتحفة الأحوذي ج ٧ ص ٤١٥ والآحاد والمثاني ج ١ ص ٤٤٦ ونصب الراية ج ٤ ص ٤٩٠ وج ٦ ص ٥٦٣ والطبقات الكبرى ج ١ ص ١٣٤ و ٢٦٠ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٤٧ و ٥٢ و ٦٢ والثقات ج ٢ ص ٦ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣ ص ٢٣٥ وج ٣٤ ص ٢٨٠ وكتاب المحبر ص ٧٦ وتهذيب الكمال ج ١ ص ١٩٧ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٧٨ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٨٨ و ٢٨٩ و ٣٠٧ والتنبيه والإشراف ص ٢٢٧ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٣٦ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٦٥١ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٢٦ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ٣٢١ و ٣٣١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٤٣ و ٤٤٥ و ٥١٤ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٣٤٨.

٩

فجاء حاطب بالكتاب حتى دخل مصر فلم يجد المقوقس هناك ، فذهب إلى الإسكندرية ، فأخبر أنه في مجلس مشرف على البحر ، فركب حاطب سفينة ، وحاذى مجلسه ، وأشار بالكتاب إليه ، فلما رآه المقوقس أمر بإحضاره بين يديه ، فلما جيء به نظر إلى الكتاب ، وفضه ، وقرأه.

وقال لحاطب : ما منعه إن كان نبيا أن يدعو على من خالفه ، وأخرجه من بلده إلى غيرها أن يسلّط عليهم ، فاستعار (فاستعاد) منه الكلام ثم سكت.

فقال له حاطب : ألست تشهد أن عيسى بن مريم رسول الله؟ فما له حيث أخذه قومه ، فأرادوا أن يقتلوه أن لا يكون دعا عليهم أن يهلكهم الله تعالى ، حتى رفعه الله إليه؟

قال : أحسنت ، أنت حكيم من عند حكيم.

الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله عند المقوقس :

ثم قال له حاطب : إنه كان قبلك من يزعم أنه الرب الأعلى (يعني فرعون) ، فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ، فانتقم به ، ثم انتقم منه ، فاعتبر بغيرك ، ولا يعتبر غيرك بك.

إن هذا النبي دعا الناس فكان أشدهم عليه قريش ، وأعداهم له يهود ، وأقربهم منه النصارى ، ولعمري ما بشارة موسى بعيسى عليهما الصلاة والسلام إلا كبشارة عيسى بمحمد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل ، وكل نبي أدرك قوما فهم أمته ، فالحق عليهم أن يطيعوه ، فأنت ممن أدرك هذا النبي ، ولسنا ننهاك عن

١٠

دين المسيح ، بل نأمرك به.

فقال المقوقس : إني نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه ، ولا ينهى عن مرغوب فيه ، ولم أجده بالساحر الضال ، ولا الكاهن الكذاب ، ووجدت معه آلة النبوة ، بإخراج الخبء ، والإخبار بالنجوى ، وسأنظر ، ثم أخذ الكتاب وجعله في حق من عاج ، وختم عليه ، ودفعه إلى جاريته (١).

الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله مع الملك في السر :

وأرسل المقوقس يوما إلى حاطب فقال : أسألك عن ثلاث.

فقال : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك.

قال : إلى ما يدعو محمد؟

قلت : إلى أن نعبد الله وحده ، ويأمر بالصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة ، ويأمر بصيام رمضان ، وحج البيت ، والوفاء بالعهد ، وينهى عن أكل الميتة والدم ـ إلى أن قال ـ : فوصفته فأوجزت.

قال : قد بقيت أشياء لم تذكرها : في عينيه حمرة قلما تفارقه ، وبين كتفيه

__________________

(١) مكاتيب الرسول ج ١ ص ١٨٩ وج ٢ ص ٤٢٢ عن زيني دحلان ج ٣ ص ٧٠ والحلبية ج ٣ ص ٢٨١ والطبقات ج ٢ ق ١ ص ١٧ وفتوح مصر لابن عبد الحكم ص ٤٦ وزاد المعاد ج ٣ ص ٦١ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٣٧ والدلائل للبيهقي ج ٤ ص ٣٩٦ والتراتيب الإدارية ج ١ ص ١٨٣ والروض الأنف ج ٣ ص ٢٤٩ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٣٤٩ ونصب الراية للزيعلي ج ٦ ص ٥٦٤.

١١

خاتم النبوة ، يركب الحمار (١) ، ويلبس الشملة ، ويجتزي بالتمرات والكسر ، ولا يبالي من لاقى من عم أو ابن عم.

ثم قال المقوقس : هذه صفته ، وكنت أعلم أن نبيا قد بقي ، وكنت أظن أن مخرجه بالشام ، وهناك تخرج الأنبياء من قبله ، فأراه قد خرج في أرض العرب ، في أرض جهد وبؤس ، والقبط لا تطاوعني في اتباعه ، وأنا أضن بملكي أن أفارقه.

وسيظهر على البلاد ، وينزل أصحابه من بعد بساحتنا هذه حتى يظهروا على ما ههنا ، وأنا لا أذكر للقبط من هذا حرفا واحدا ، ولا أحب أن تعلم بمحادثتي إياك (٢).

كتاب المقوقس إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

ثم دعا كاتبه الذي يكتب له بالعربية ، فكتب إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٣) :

__________________

(١) لعلها تصحيف كلمة (الجمل) فإن راكب الحمار هو عيسى ، وراكب الجمل هو نبينا «صلى‌الله‌عليه‌وآله». والنجاشي ـ كما سيأتي ـ قال : وإن بشارة موسى براكب الحمار ، كبشارة عيسى براكب الجمل.

(٢) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٣ عن : الإصابة ج ٣ ص ٥٣٠ في ترجمة المقوقس وزيني دحلان ج ٣ ص ٧٣ والحلبية ج ٣ ص ٢٨٣ وتأريخ الخميس ج ٢ ص ٣٧.

وراجع : موسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٦٦٤.

(٣) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٣ وقال : نقل كتاب المقوقس في نشأة الدولة الإسلامية : ٣٠٥ كما يلي : «باسمك اللهم» «من المقوقس إلى محمد : أما بعد فقد

١٢

«بسم الله الرحمن الرحيم

لمحمد بن عبد الله ، من المقوقس ، عظيم القبط :

سلام عليك.

أما بعد ..

فقد قرأت كتابك ، وفهمت ما ذكرت فيه ، وما تدعو إليه ، وقد علمت أن نبيا قد بقي.

وقد كنت أظن أنه يخرج بالشام ، وقد أكرمت رسولك ، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم ، وبثياب ، وأهديت إليك بغلة لتركبها ، والسلام عليك (١).

__________________

بلغني كتابك وقرأته وفهمت ما فيه أنت تقول : إن الله تعالى أرسلك رسولا وفضلك تفضيلا ، وأنزل عليك قرآنا مبينا ، فكشفنا يا محمد في علمنا عن خبرك ، فوجدناك أقرب داع دعا إلى الله ، وأصدق من تكلم بالصدق ، ولو لا أني ملكت عظيما لكنت أول من سار إليك لعلمي أنك خاتم الأنبياء ، وسيد المرسلين ، وإمام المتقين» وهكذا نقله محمد حميد الله بالرقم ٥١ من فتوح مصر للواقدي : ١٠ وصبح الأعشى ج ٦ ص ٤٦٧.

(١) قال في مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٣ و ٤٢٤ عن : الحلبية ج ٣ ص ٢٨١ وسيرة دحلان بهامش الحلبية ج ٣ ص ٧١ والإصابة ج ٣ ص ٥٣١ وصبح الأعشى ج ٦ ص ١٣٦ و ٤٦٧ وحياة الحيوان ج ٢ ص ٣٢٨ والمنتظم ج ٣ ص ٢٧٤ و ٢٧٥ وفتوح مصر لابن عبد الحكم ص ٤٧ وزاد المعاد ج ٣ ص ٦١ وتأريخ الخميس ج ٢ ص ٣٧ ونشأة الدولة الإسلامية ص ٣٠٥ عن الواقدي والقلقشندي.

وراجع : رسالات نبوية ص ٢٨٠ والبحار ج ٢٠ ص ٣٨٣ والوثائق السياسية : ١٣٦ / ٥٠ والمواهب اللدنية ج ٢ ص ٢٩٢ ومفيد العلوم ومبيد الهموم للقزويني

١٣

هدايا المقوقس إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

أرسل الملك إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هدايا كثيرة ، ذكرها المحدثون والمؤرخون ، ونحن نذكرها إجمالا :

١ ـ أهدى المقوقس إليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» جارية اسمها مارية ، أم إبراهيم «عليه‌السلام» ، ابن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

__________________

ص ٨ ومنشآت السلاطين ج ١ ص ٣٣ ونصب الراية ج ١١ ص ٢ والوفاء لابن الجوزي ص ٧١٧ وقابل الأموال لأبي عبيد ص ٦٣٢ والطبقات ج ٢ ق ١ ص ١٦ و ١٧ وشرح الزرقاني للمواهب ج ٢ ص ٣٤٩ والأموال لابن زنجويه ، وانظر كايتاني ج ٦ ص ٤٩ واشپرنكر ج ٣ ص ٢٦٥ و ٢٦٧.

وراجع : موسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٦٦٤ و ٦٦٥ وعن عيون الأثر لابن سيد الناس ج ٢ ص ٣٣٢ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٣٤٩.

(١) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٤ عن : الحلبية ج ٣ ص ٢٨١ وزيني دحلان ج ٣ ص ٧١ والإصابة ج ٣ ص ٥٣١ وج ٤ ص ٣٣٥ و ٤٠٤ والإستيعاب (هامش الإصابة) ج ١ ص ٤٦ وج ٤ ص ٣٢٩ و ٤١١ والطبقات ج ٢ ق ١ ص ١٧ والطبري ج ٢ ص ٦٤٩ والكامل ج ٢ ص ٢١٠ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٧٢ وتاج العروس ج ٣ ص ٤ وج ٤ ص ١٨٢ وج ١٠ ص ٣٤١ في المقوقس ، وحياة الصحابة ج ١ ص ١١٧ وزاد المعاد ج ٣ ص ٦١ وتأريخ الخميس ج ٢ ص ٣٧ و ١٨٢ والدلائل للبيهقي ج ٤ ص ٣٩٥ والمستدرك للحاكم ج ٤ ص ٣٨ والأموال لأبي عبيد ص ٣٦٧ والبحار ج ٢٠ ص ٣٨٣ وج ٢٢ ص ٢٦٣ وعن ج ٧٦ ص ١٠٥ وكنز العمال ج ١٠ ص ٣٩٩.

وراجع : السنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ٢١٥ ونصب الراية ج ٤ ص ٤٩٠ وأسد الغابة ج ٥ ص ٥٤٣ وإعلام الورى ج ١ ص ١٨٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥١٥.

١٤

٢ ـ جارية أخرى اسمها : سيرين أخت مارية (١).

٣ ـ جارية أخرى اسمها : قيسر ، أو قيس ، وهي أخت مارية أيضا (٢).

٤ ـ جارية أخرى سوداء ، اسمها : بريرة (٣).

وفي الطبري والكامل والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٧٢ والبحار ج ٢٠ ص ٣٨٣ أنه أهدى أربع جوار من دون أن يسميهن.

__________________

(١) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٤ عن : الحلبية ج ٣ ص ٢٨١ ودحلان ج ٣ ص ٧١ والإصابة ج ٣ ص ٥٣١ وج ٤ ص ٣٣٥ و ٣٣٩ و ٤٠٤ والإستيعاب (هامش الإصابة) ج ١ ص ٤٦ وج ٤ ص ٣٢٩ و ٤١٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٧٢ وتاج العروس ج ٣ ص ٤ وج ٤ ص ٢٢٠ في المقوقس ، وحياة الصحابة ج ١ ص ١١٧ وزاد المعاد ج ٣ ص ٦١ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٣٧ و ١٨٢ والدلائل لأبي نعيم ج ٤ ص ٣٦٥ والمستدرك للحاكم ج ٤ ص ٣٨ والبحار ج ٢٠ ص ٣٨٣ وكنز العمال ج ١٠ ص ٣٩٩ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٣٩ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ٣٣٦ وعن المعجم الكبير ج ٢٤ ص ٣٠٦ وعن الطبقات الكبرى ج ١ ص ١٣٤ و ١٣٥ وج ٥ ص ٢٦٦ وج ٨ ص ٢١٢ و ٢١٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣ ص ٢٣٦ وج ٤ ص ٣٠٧ وج ٣٤ ص ٢٩٢ وأسد الغابة ج ٢ ص ٦ وج ٣ ص ٢٨٥ وج ٤ ص ٢٦٨ وج ٥ ص ٤٨٥ و ٥٤٣ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٤٩ والمنتخب في ذيل المذيل ص ١٠٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٦٤٨ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٤١٣.

(٢) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٥ عن : الحلبية ج ٣ ص ٢٨٢ ودحلان ج ٣ ص ٧١ وتأريخ الخميس ج ٢ ص ١٨٢ وكنز العمال ج ١٠ ص ٣٩٩.

(٣) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٥ عن : الحلبية ص ٣ ص ٢٨٢ ودحلان ج ٣ ص ٧١ وتأريخ الخميس ج ٢ ص ١٨٢.

١٥

٥ ـ غلاما خصيا أسود ، اسمه : مأبور (وفي الطبقات شيرين) (١).

٦ ـ بغلة شهباء ، وهي دلدل (٢).

٧ ـ حمارا أشهب يقال له : يعفور (٣).

__________________

(١) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٥ عن : الحلبية ج ٣ ص ٢٨٢ ودحلان ج ٣ ص ٧١ والإصابة ج ٦ ص ١٣ والإستيعاب ج ٤ ص ٣٢٩ و ٤١١ و ٤١٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٧٢ و (ط دار إحياء التراث) ج ٤ ص ٣١١ وج ٧ ص ٨٦ وج ٥ ص ٣٥٠ و ٣٢٤ وتأريخ الخميس ج ٢ ص ٣٨ و ١٨٢ والمستدرك ج ٤ ص ٣٨.

وراجع : السيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥١٥ وج ٤ ص ٦٤٨ و ٦٠٠ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٦٦٦ عن المناقب ج ٢ ص ٢٢٥.

(٢) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٥ عن : الحلبية ج ٣ ص ٢٨١ و ٢٨٢ ودحلان ج ٣ ص ٧١ والإصابة ج ٣ ص ٥٣١ وج ٤ ص ٣٣٥ و ٤٠٤ والطبقات ج ٢ ق ١ ص ١٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٧٢ وتاج العروس في المقوقس ، وحياة الصحابة ج ١ ص ١١٧ وزاد المعاد ج ٣ ص ٦١ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٣٧ و ١٨٢ والدلائل للبيهقي ج ٤ ص ٣٩٥ والأموال ص ٣٦٧ والبحار ج ٢٠ ص ٣٨٣ والمعجم الكبير للطبراني ج ٤ ص ١٥ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٤٦ والبحار ج ١٦ ص ١٠٨ و ١٢٦ وعن فتح الباري ج ٣ ص ٢٧٣ وفيض القدير ج ٥ ص ٢٢٤ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ٣٣٢ و ٤١٠ وسبل الهدى والرشاد ج ٧ ص ٤٠٣.

(٣) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٥ عن : الحلبية ج ٣ ص ٢٨١ ودحلان ج ٣ ص ٧١ والإصابة ج ٣ ص ٥٣١ وج ٤ ص ٣٣٥ و ٤٠٤ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٣٨ والبحار ج ٢٠ ص ٣٨٣.

١٦

وقيل : اسمه عفير (١).

قال الدياربكري ، وقيل : وألف دينار وعشرين ثوبا (٢).

وقال الدميري : وألف مثقال ذهبا (٣).

٨ ـ فرسا وهو اللزاز (٤).

٩ ـ وأهدى إليه عسلا من عسل نبها (بكسر الباء الموحدة قرية من قرى مصر) (٥).

١٠ ـ وأهدى إليه مكحلة ، ومربعة يوضع فيها المكحلة ، وقارورة دهن ، والمقص (وهو المقراض) والمسواك ، والمشط ، ومرآة.

وقيل : أهدى أيضا عمائم وقباطي ، وطيبا ، وعودا ، ومسكا ، مع ألف

__________________

(١) البحار ج ٦١ ص ١٩٥ عن البيهقي. قالوا : أما يعفور فأهداه للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فورة بن عمر الجذامي في منصرف النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من حجة الوداع. راجع : البحار ج ٦١ ص ١٩٥ والطبقات الكبرى ج ١ ص ٤٩١ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٢٢ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٤٢١ وسيأتي : زعمهم : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أصاب هذا الحمار في خيبر.

(٢) تاريخ الخميس ج ٢ ص ١٨٢.

(٣) حياة الحيوان ج ٢ ص ٣٢٨.

(٤) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٥ عن : الحلبية ج ٣ ص ٢٨٢ ودحلان ج ٣ ص ٧١ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٣٤٩.

(٥) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٦ عن : الحلبية ج ٣ ص ٢٨٢ ودحلان ج ٣ ص ٧٢ والإصابة ج ٣ ص ٥٣١ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٢٨ وحياة الحيوان ج ٢ ص ٣٢٨.

١٧

مثقال من ذهب ، مع قدح من قوارير (١).

وزاد في البداية والنهاية : خفين ساذجين أسودين.

١١ ـ وقال بعض : إنه أرسل مع الهدايا طبيبا يداوي مرضى المسلمين ، فقال له النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «ارجع إلى أهلك ، فإنا قوم لا نأكل حتى نجوع ، وإذا أكلنا لا نشبع» (٢).

إلى هنا انتهى ما نقلناه عن كتاب العلامة الأحمدي رحمه‌الله (٣).

عليك إثم القبط :

ولا يختلف كتاب النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى المقوقس عن كتابه لكسرى ، وقيصر ، إلا من حيث إنه حمّله إثم القبط الذين كان المقوقس يحكمهم ، إن لم يؤمن ، ولم يفسح لهم المجال للتعرف على الإسلام ، ولا أعانهم ، ولا يسّر لهم أمر الإيمان به ..

بل يكون عزوفه عن الإيمان بالإسلام من أسباب انصرافهم عن هذا الأمر ، وزهدهم فيه ، هذا إن لم يمنعهم من ذلك بالقسر ، والقهر ، أو بإلقاء الشبهات ، وإشاعة الأباطيل ضد الإسلام وأهله ..

__________________

(١) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٦ عن : الحلبية ج ٣ ص ٣٨١ و ٣٨٢ ودحلان ج ٣ ص ٧١ و ٧٢ والإصابة ج ١ ص ٥٣١ وج ٤ ص ٣٣٥ و ٤٠٤ وتاج العروس في المقوقس ، وحياة الصحابة ج ١ ص ١١٧ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٣٨ والدلائل للبيهقي ج ٤ ص ٣٦٥ وحياة الحيوان ج ٢ ص ٣٢٨.

(٢) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢٦ عن : الحلبية ج ٣ ص ٣٨٣ ودحلان ج ٣ ص ٧٢.

(٣) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٤٢١ ـ ٤٢٦.

١٨

الحرص على الملك :

وليس في قولنا هنا أية غضاضة : إن المقوقس أيضا كان مثل هرقل ، لا يرغب بانتشار الإيمان بنبوة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بين الأقوام الذين يحكمهم ، حرصا منه على ملكه ـ بزعمه ـ وعلى نفوذ كلمته في تلك الأقوام ، وعدم الرغبة في إفساح المجال لمشاركة أحد له في ذلك .. وما ذلك إلا لأنه يعلم أن الطاعة للدين ولأهله أقوى وأعمق من الطاعة لأهل الدنيا .. فإن الطاعة لأهل الدين تأتي طوعية ، وباندفاع ذاتي ، وبتحريك وجداني ، ورضا قلبي ، وأنس وسرور واغتباط روحي ..

أما طاعة الناس لملوكهم ، فإنما تكون طمعا في الدنيا ، ورهبة من سطوتهم بهم. وشتان ما بين هذه الطاعة وتلك.

ولهذا حرص المقوقس على إبعاد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ودعوته عن قومه برفق ، وأناة ، ولم يجازف بإعلان الخصومة والعناد ، لكي لا يكون هذا الاحتكاك من موجبات إثارة فضول الناس لمعرفة أقوال هذا النبي الكريم ، وتتبّع سيرته وأفعاله ، واستلهام مواقفه .. وذلك لأنه يعلم بأن ذلك سينتهي إلى قبولهم ـ ولو بصورة تدريجية ـ لهذا الدين ، شاء أم أبى ، ولسوف تهتز الأرض تحت قدمي كل معاند وجاحد ، مهما طغى وبغى ، وتكون النتيجة ـ من ثم ـ هي نفس النتيجة التي واجهها أهل مكة مع هذا النبي الكريم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

شبهات المقوقس ، لماذا؟! :

وقد ذكرت النصوص المتقدمة : أن أول سؤال طرحه المقوقس على

١٩

حاطب ابن أبي بلتعة قد تضمن شبهة ربما لا يلتفت أكثر الناس العاديين إلى حلّها ، وهي ليس فقط تكفي لإثارة الشك في نبوة صاحب هذه الدعوة التي تعرض عليهم لأول مرة ، وإنما هي تكفي لترجيح جانب النفي ، وصرف النظر عن أي تفكير فيها ..

وقد جاءت إجابة حاطب ابن أبي بلتعة على هذه الشبهة قوية وقاطعة ، ومعبرة عن مستواه الثقافي ، الذي فاجأ المقوقس ، الذي كان يعلم : أن حاطبا مجرد حامل كتاب ، وليس معروفا بالفضل والعلم بين أصحاب محمد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وإنما هو من الناس العاديين في ذلك المجتمع الناشئ ، الذي أسسه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

وهذه الإجابات من شأنها أن تعطي الانطباع الذي لم يكن المقوقس يرغب في أن يراه في قومه تجاه هذا الشخص ومن أرسله في هذا الوقت الحساس بالذات ..

ونحن لا نشك في أنه قد ندم على هذه الإثارة التي أراد لها أن تكون اختبارا لحاطب ، وتحصينا لرعيته عن التفكير في الدعوة المعروضة عليهم ، والتي يحمل لهم حاطب كتاب صاحبها ..

دور الدعاء في دعوة الأنبياء عليهم‌السلام :

والذي نريد لفت النظر إليه هنا هو : أن المقوقس حين سجل اعتراضه الآنف الذكر لم يكن يجهل بل كان يتجاهل : حقيقة دور الدعاء في حياة الأنبياء. أي أنه كان يعلم أن الدعاء لا توكل إليه مهما كهذه في حياتهم «عليهم‌السلام».

٢٠