الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٦

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٦

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-188-2
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٣٩

نصدق بموتها؟ أم بحياتها؟! .. أم نكذب هذا وذاك؟!

ونقول :

إنه ليس لها أي دور مميز يفرض على الناس أن يهتموا بتدوينه ، وإنما يراد استخدام خصوصية كونها أما لعائشة وزوجا لأبي بكر لتسويق ما يريدون تسويقه من اختراعات وابتداعات ، تهدف إلى تبييض وجه هذا أو ذاك.

ولعل هذا الاحتمال الأخير هو الأولى بالقبول ، والأقرب إلى الاعتبار ، والمنسجم كل الانسجام مع ما عرفناه وألفناه من هؤلاء وعنهم ..

إسلام أبي هريرة :

ويقولون : إن أبا هريرة قد أسلم في سنة سبع ، وقدم على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في وقعة خيبر ، وسيأتي الحديث عن ذلك حين الحديث عن خيبر إن شاء الله تعالى ..

إسلام عمران بن حصين :

وذكروا : أن عمران بن حصين قد أسلم في سنة سبع أيضا (١).

وروي : أنه كان من المنحرفين عن علي «عليه‌السلام» أيضا (٢) ، وأن عليا «عليه‌السلام» سيّره إلى المدائن ، وذلك أنه كان يقول : إن مات علي ، فلا

__________________

(١) نزهة الناظر وتنبيه الخاطر ص ٢١ وأضواء على السنة المحمدية ص ١١٦ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٠٨.

(٢) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ٧٧.

٢٠١

أدري ما موته ، وإن قتل ، فعسى أني إن قتل رجوت له (١).

والظاهر : أنه قد رجع إلى أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، وصار من شيعته ، فإن الفضل بن شاذان قد عده في السابقين الذين رجعوا إلى علي «عليه‌السلام» (٢).

أو أنه كان مترددا ، فتارة يكون معه ، وتارة يكون عليه ، كما يدل عليه روايته لحديث تسليم أبي بكر وعمر على علي «عليه‌السلام» بإمرة المؤمنين (٣).

وحديث سعيه لإقناع عائشة بالرجوع عن حرب علي «عليه‌السلام» (٤).

وأما حديثه في تحليل المتعة (٥) فلا يدل على موالاته لعلي «عليه‌السلام» ، ولا على معاداته لمناوئيه.

__________________

(١) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ٧٧.

(٢) إختيار معرفة الرجال ص ٣٨.

(٣) إختيار معرفة الرجال ص ٩٤ والأمالي ص ١٩ واليقين ص ٢٨٥ و ٣١٦ ومدينة المعاجز ج ١ ص ٦٢ والبحار ج ٣٧ ص ٣١١ و ٣٢٣ و ٣٣٥ ومواقف الشيعة ج ٣ ص ١٠٠.

(٤) البحار ج ٣٢ ص ١٤٠ والكافئة ص ٢١ ومواقف الشيعة ج ٢ ص ٣٥.

(٥) راجع : مصادر حديثه هذا في كتابنا : زواج المتعة.

٢٠٢

الفصل الثاني :

سرايا وقضايا بين الحديبية وخيبر

٢٠٣
٢٠٤

سرية أبان بن سعيد إلى نجد :

وقالوا : إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أرسل في سنة سبع أبان بن سعيد بن العاص في سرية من المدينة نحو نجد ، فقدم أبان في أصحابه على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وهو في خيبر ، بعد ما افتتحها ، وإن حزم (جمع حزام) خيلهم الليف ، ولم يقسم لهم النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من غنائم خيبر ..

وكان أبان قد أسلم بين الحديبية وخيبر. وهو الذي أجار عثمان بن عفان حينما بعثه النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ليعلم أهل مكة بما جاء له (١).

وقد ادّعى أبو هريرة : أنه كان حاضرا ، حين قدوم هؤلاء أيضا ، فقال : «قلت : يا رسول الله ، لا تقسم لهم».

قال أبان : «وأنت بهذا يا وبر تحدر من رأس ضأن»؟!.

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٤١ وقال : كذا في حياة الحيوان. وراجع : سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٢٨ عن أبي داود في سننه ، وعن أبي نعيم في مستخرجه ، وعن تمام الرازي في فوائده ، والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٠٧ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٣٧٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٦ ص ١٣٣ وعن صحيح البخاري ج ٥ ص ٨٢ وشرح معاني الآثار ج ٣ ص ٢٤٤ والمعجم الأوسط ج ٣ ص ٣٠٧ ونصب الراية ج ٤ ص ٢٦٦ وأحكام القرآن ج ٣ ص ٧٤.

٢٠٥

فقال النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : يا أبان اجلس.

فلم يقسم لهم (١).

ملاحظة : قيل في معناه : أن الوبر حيوان صغير ، كالسنور ، وهي دابة وحشية ، تسمى غنم بني إسرائيل.

أراد أبان بقوله هذا : أن يظهر احتقاره لأبي هريرة ، وأنه ليس بالموضع الذي نفسه فيه.

ثم شبهه بتلك الدابة الوحشية ، ثم قال : إنه مجرد راع تحدر إليهم من رأس جبل اسمه «ضأن» ، يقع في أرض دوس.

هذا .. ولكن هناك رواية أخرى تذكر : أن أبا هريرة هو الذي طلب من النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن يسهم له في خيبر.

فقال بعض ولد سعيد بن العاص : لا تسهم له يا رسول الله.

فقلت : هذا قاتل ابن قوقل.

فقال أبان بن سعيد بن العاص : وا عجبا لوبر تدلى علينا. وفي رواية أنه قال : «واعجبا لك ، وبر تدأدأ (أي هجم علينا بغتة) من قدوم (أي من طرف) ضأن. ينعى عليّ قتل رجل أكرمه الله على يديّ ، ومنعه أن يهينني بيده الخ ..» (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٢٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٠٧.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٢٨ وفي هامشه عن البخاري (كتاب المغازي) ج ٧ ص ٥٢٩ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٩٣ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٣٧٧ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٣٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٩٣ وشيخ المضيرة ص ٤٥.

٢٠٦

ونقول :

إن لنا على ما تقدم ملاحظات ، هي التالية :

١ ـ إذا كان أبو هريرة حديث الإسلام ، فلماذا يبادر إلى هذا التدخل القوي فيما لا يعنيه ، ضد رجل قد أسلم حديثا ، وبادر إلى الجهاد في سبيل الله ، وعاد هو وأصحابه سالمين؟! فهل كانت هناك ترات وإحن قديمة بينه وبين أبان؟! أم أنه أراد أن يعلّم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أحكام الشريعة؟!! أم أن ذلك مجرد حشرية وفضول منه؟! ..

٢ ـ إذا كان أبان بن سعيد لم يشارك في غزوة خيبر ، فاستحق الحرمان من مغانمها ، فإن أبا هريرة أيضا لم يشارك في تلك الغزوة ، فلماذا يريد أن يأخذ لنفسه ، ثم يريد حرمان غيره من ذلك؟!

بل إن غيره كان أولى منه ؛ لأنه عائد من جهاد آخر ، واجه فيه الأخطار ، وأبو هريرة ومن معه كانوا في راحة وأمن وسلام ..

٣ ـ إن أبان قد أعلن أمام النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وسائر من حضر : أن أبا هريرة ليس أهلا لأن يشير بشيء ، لضعفه وقلة غنائه ، فهو مجرد دابة شاردة ، وهو لا يحسن إلا رعي الغنم في رأس جبل ضال ، أو ضأن.

ويفهم من أبي الحسن الفاسي :

أن ما قصده أبان بكلامه هو : أن أبا هريرة ملصق في قريش (أو في هذه الجماعة المقاتلة المؤمنة) ، كلصوق ما يعلق بوبر الشاة من شوك وغيره مما يتدلى عليها (١).

__________________

(١) راجع : شيخ المضيرة ص ٤٦ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٣٧٧.

٢٠٧

٤ ـ إن مطالبة الدوسيين بالمشاركة في الغنيمة مع عدم مشاركتهم في الحرب ، فيه دناءة ظاهرة.

٥ ـ رغم أن أبان قد أعلن بما يفيد تحقير وازدراء أبي هريرة ، فإن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يدافع عن أبي هريرة ، ولا اعترض على أسلوب أبان في إهانته له. ولا طيّب خاطر أبي هريرة ولو بكلمة واحدة ، مع أنه جاءه لتوه ، ومع أنه بحكم الضيف بالنسبة إليه ..

بل هو قد اكتفى بالقول لأبان : يا أبان ، اجلس.

مع أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لا يمكن أن يسكت عن نصرة المظلوم ، فكيف إذا كان هذا المظلوم قد تعرض للظلم في حضرته «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

وقد ورد في دعاء الإمام السجاد «عليه‌السلام» : «وأعوذ بك من مظلوم ظلم في حضرتي فلم أنصره» (١).

٦ ـ إن إشراكهم في الغنائم لم يكن عن استحقاق منهم لها.

بل هو مجرد عمل أخلاقي ، بدليل : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد كلم أصحابه في أن يشركوهم في الغنيمة ، ففعلوا.

حكم الظهار :

وقالو : إن حكم الظهار نزل في سنة ست قبل خيبر ، وقيل : بعد

__________________

(١) راجع : الصحيفة السجادية الكاملة ص ١٨٩ وشرح الصحيفة السجادية للأبطحي ص ١٨٧ وميزان الحكمة ج ٢ ص ١٧٨٠ وج ٣ ص ١٨٥٩.

٢٠٨

خيبر (١).

وذلك : أن أوس بن الصامت غضب على زوجته خولة بنت ثعلبة ذات يوم ، وقال لها : «أنت علي كظهر أمي».

وكان ذلك أول ظهار في الإسلام ، وكان الظهار طلاقا في الجاهلية ..

ثم ندم على ما قال ، فأتت خولة إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وعائشة تغسل رأسه ، فقالت : يا رسول الله ، إن زوجي أوس بن الصامت تزوجني ، وأنا ذات مال وأهل ، فلما أكل مالي ، وذهب شبابي ، ونفضت بطني ، وتفرق أهلي ظاهر مني.

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : حرمت عليه.

فبكت ، وصاحت ، وقالت : أشكو إلى الله فقري ، وفاقتي ، ووجدي ، وصبية صغارا ، إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إلي جاعوا.

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : ما أراك إلا حرمت عليه.

فجعلت ترفع صوتها باكية ، وتقول : اللهم إني أشكو إليك.

فبينما هي على تلك الحالة إذ تغيّر وجه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» للوحي ، فنزل جبرئيل «عليه‌السلام» بقوله تعالى :

(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) الآيات.

فدعا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أوس بن الصامت ، فتلى عليه الآيات المذكورة ، وقال له : أعتق رقبة.

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٨.

٢٠٩

فقال : ما لي قدرة.

قال : فصم شهرين متتابعين.

قال : إني إذا لم آكل في اليوم مرتين كلّ بصري.

قال : فأطعم ستين مسكينا.

قال : لا أجد ، إلا أن تعينني منك بعون وصلة.

فأعانه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بخمسة عشر صاعا ، وكانوا يرون : أن عند أوس مثلها ، وذلك لستين مسكينا ، لكل مسكين نصف صاع (١).

وبعض النصوص تقول عن أوس : إنه «كان به لمم ، فإذا اشتد لممه ظاهر من امرأته» (٢).

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٢٥ و ٢٦ وراجع : نور الثقلين ج ٥ ص ٢٥٤ والدر المنثور ج ٦ ص ١٧٩ و ١٨٠ و ١٨١ و ١٨٢ و ١٨٣ عن ابن المنذر ، وأبي داود ، وأحمد ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي ، والحاكم ، وابن ماجة ، وابن أبي حاتم ، وسعيد ، بن منصور ، والنحاس. وراجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٩ والبحار ج ٢٢ ص ٥٨ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٧ ص ٣٩٢ وعن تفسير مجمع البيان ج ٩ ص ٤٠٩ وجامع البيان ج ٢٨ ص ٤ و ٥ وأحكام القرآن ج ٣ ص ٥٧٠ وأسباب نزول الآيات ص ٢٧٤ والجامع لأحكام القرآن ج ١٧ ص ٢٧١ وأسد الغابة ج ١ ص ١٤٦.

(٢) الدر المنثور ج ٦ ص ١٨٠ عن سعيد بن منصور ، وابن مردويه ، والبيهقي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، والحاكم ، وصححه ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٩ والآحاد والمثاني ج ٥ ص ٣٣٢ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٤١ والطبقات الكبرى ج ٣ ص ٥٤٧ وج ٨ ص ٣٧٩ وأسد الغابة ج ٥ ص ٤١٧.

٢١٠

ونقول :

إننا نعتقد : أن الرواية الأصح هي التالية :

روى القمي ، عن أبي جعفر «عليه‌السلام» : أنها حين أخبرت النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالأمر ، قالت : فانظر في أمري.

فقال لها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا أقضي فيه بينك وبين زوجك ، وأنا أكره أن أكون من المتكلفين.

فجعلت تبكي وتشتكي ما بها إلى الله عزوجل ، وإلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» .. إلى أن أنزل الله عزوجل قرآنا ..

إلى أن قالت الرواية : فبعث رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى المرأة فأتته ، فقال لها : جيئي بزوجك.

فأتت به ، فقال له : أقلت لامرأتك هذه : «أنت حرام كظهر أمي»؟.

فقال : قد قلت لها ذلك.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : قد أنزل الله تبارك وتعالى فيك وفي امرأتك قرآنا ، وقرأ : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ، الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) (١).

فضم إليك امرأتك ، فإنك قد قلت منكرا من القول وزورا ، وقد عفا الله عنك وغفر لك ، ولا تعد.

__________________

(١) الآيتان ١ و ٢ من سورة المجادلة.

٢١١

فانصرف الرجل ، وهو نادم على ما قال لامرأته ، وكره الله عزوجل ذلك للمؤمنين بعد.

وأنزل الله : (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ..) الآية (١).

ونقول :

إننا إذا لا حظنا هذه الرواية ، والرواية المتقدمة ، فسنجد ما يلي :

١ ـ إن هذه الرواية تقول : إن ذلك الرجل لم يكفّر بإطعام ستين مسكينا. بل عفا الله عنه .. ثم وضع ذلك على من جاء بعده ، وفعل ذلك ، ما دام أنه لم يتعظ بما جرى لذلك الرجل.

ولعل عفو الله عزوجل عن أوس بن الصامت إنما كان لأجل شدة حاجته ، وعدم قدرته على التكفير.

والظاهر : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أمره بإطعام ستين مسكينا ، فأخبره بأنها ليست عنده ، فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أنا أتصدق عنك ، فأعطاه تمرا لإطعام ستين مسكينا ، فقال : اذهب ، فتصدق بها.

فقال : والذي بعثك بالحق ، لا أعلم بين لابتيها (وهي جانبا المدينة) أحدا أحوج إليه مني ومن عيالي.

__________________

(١) راجع : نور الثقلين ج ٥ ص ٢٥٤ و ٢٥٥ والبرهان (تفسير) ج ٤ ص ٣٠١ و ٣٠٢ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٥٣ والتفسير الصافي ج ٥ ص ١٤٣ والوسائل (ط دار الإسلامية) ج ١٥ ص ٥٠٦ والبحار ج ٢٢ ص ٧٢ وعن ج ١٠١ ص ١٦٦ والكافي ج ٦ ص ١٥٢ وقريب منه في الدر المنثور ج ٦ ص ١٨٠ عن ابن مردويه عن ابن عباس.

٢١٢

قال : فاذهب ، وكل ، وأطعم عيالك (١).

٢ ـ إن هذه الرواية تقول : إن الآيات قد نزلت في غياب المرأة ، لا في حضورها. كما زعمته الرواية الأولى.

٣ ـ إنها تقول ، وكذلك رواية ابن عباس (٢) : إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يعط المرأة جوابا ، والرواية الأولى تقول : إنه أجابها مباشرة بأنها قد حرمت على زوجها.

٤ ـ إن الرواية الأولى قد ذكرت : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال لها : ما أراك إلا حرمت عليه.

وفي بعض نصوصها : ما أمرنا بشيء من أمرك ، أراك إلا قد حرمت عليه (٣). فهل كان النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يفتي برأيه؟! ثم يظهر خطؤه!!. أم أنه يخبر عن حكم الله الثابت الذي أطلعه الله سبحانه وتعالى

__________________

(١) نور الثقلين ج ٥ ص ٢٥٧ عن الكافي ج ٦ ص ١٥٥ وتهذيب الأحكام ج ٨ ص ١٥ و ٣٢١ ومستدرك الوسائل ج ١٥ ص ٤٠٩ و ٤١١ والنوادر ص ٦٦ ودعائم الإسلام ج ٢ ص ٢٧٤ ومن لا يحضره الفقيه ج ٣ ص ٥٣٢ والإستبصار ج ٤ ص ٥٧ والوسائل ج ١٥ ص ٥٥١ وعلل الدار قطني ج ١٠ ص ٢٣٩.

(٢) راجع : الدر المنثور ج ٦ ص ١٨٠ و ١٨١ و ١٨٢ عن النحاس ، وابن مردويه ، والبيهقي ، وعبد بن حميد ، والطبراني.

(٣) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٩ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٧ ص ٣٨٥ وتفسير القرآن للصنعاني ج ٣ ص ٢٧٧ وجامع البيان ج ٢٨ ص ٧ وأحكام القرآن للجصاص ج ٣ ص ٥٥٨ وعن تفسير ابن كثير ج ٤ ص ٣٤٣ والدر المنثور ج ٦ ص ١٨٠ و ١٨٣ والطبقات الكبرى ج ٨ ص ٣٧٩ وتاريخ المدينة ج ٢ ص ٣٩٣.

٢١٣

عليه ، ثم نسخه الله؟!

فإن كان يفتي برأيه ، ويخطئ فيه ، فإنه لا يكون مأمونا على شرع الله سبحانه ، كما أن ذلك لا ينسجم مع حقيقة كونه لا ينطق عن الهوى ..

وإن كان قد أخبر عن حكم الله تعالى ، ثم نسخ الله حكمه ، فلما ذا نسب ذلك إلى رأي نفسه ، ويقول : ما أراك إلا حرمت عليه؟!

٥ ـ وأما الروايات التي صرحت : بأن أوسا كان به لمم ، فكان إذا اشتد به لممه ظاهر من امرأته فهي أيضا مردودة ، بأن الظهار في حال اللمم ليس له أثر ، ولا يوجب التحريم ، لأن اللمم نوع من الجنون (١) يوجب سقوط عبارة المظاهر عن التأثير.

ولأجل ذلك نقول :

إنه إذا صح أنه قد كان في أوس لمم ، فإنه إنما ظاهر في بعض صحواته ، كما صرحت به بعض الروايات فراجع (٢).

٦ ـ إنهم يزعمون : أن أوس بن الصامت كان أعمى ، مع أنهم يقولون : إنه قال لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «إذا لم آكل في اليوم مرتين (أو ثلاث) كلّ بصري» (٣) وهو يدل على أنه لم يكن أعمى ..

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٩.

(٢) الدر المنثور ج ٦ ص ١٨١ عن ابن سعد ، والطبقات الكبرى ج ٣ ص ٥٤٧ وج ٨ ص ٣٧٩.

(٣) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٩ والبحار ج ٢٢ ص ٥٨ وعن تفسير مجمع البيان ج ٩ ص ٤٠٩ وأسباب نزول الآيات ص ٢٧٤ وسنن الدار قطني ج ٣ ص ٢١٨ ومسند الشاميين ج ٤ ص ٨ والجامع لأحكام القرآن ج ١٧ ص ٢٧١ وعن الدر المنثور ج ٦ ص ١٨٠.

٢١٤

وقول العسقلاني : المراد : أن بصره يكلّ لو كان مبصرا ، لا يفيد في ترقيع الخروق التي في هذه الرواية ، فإنه خلاف الظاهر جدا (١).

تحريم الخمر :

وقالوا : إن الخمر قد حرمت في السنة السادسة من الهجرة. سنة الحديبية ، وبه جزم الدمياطي (٢).

وهناك أقوال أخرى ، تحدثنا عنها في الجزء السادس من هذا الكتاب في فصل : فاطمة وعلي ومناوئوهما .. فراجع ما ذكرناه في ذلك الفصل.

وهناك بعض الكلام عن تحريم الخمر وما يرتبط بذلك من أمور ، حاول الحاقدون والمناوئون لأهل البيت «عليهم‌السلام» أن يكيدوهم بها وانصب اهتمامهم على الكيد لعلي وحمزة صلوات الله وسلامه عليهما ..

ونحن نحيل القارئ الكريم إلى ما ذكرناه في ذلك الموضع أيضا.

أسطورة سحر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وزعموا : أنه في شهر محرم من السنة السابعة ، وقيل سنة ست : سحر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٣).

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٩.

(٢) راجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٢٦ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٩ وعن فتح الباري (المقدمة) ص ٦٥ وج ١٠ ص ٢٥ وعمدة القاري ج ١٠ ص ٨٢.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٣ ص ٤١٠ وج ١٢ ص ٦٨ وج ١٠ ص ٥٧ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٤٠ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٩٦ وعن فتح الباري ج ١٠ ص ١٩٢.

٢١٥

فعن عائشة ، قالت : سحر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حتى إنه يخيل إليه : أنه يفعل الشيء وما فعله ، حتى إذا كان ذات يوم عندي دعا الله ، ودعاه ، ثم قال : أشعرت يا عائشة : أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟!

قلت : وما ذاك يا رسول الله؟!

قال : جاءني رجلان ، فجلس أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجليّ ، ثم قال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل؟

قال : مطبوب.

قال : وما طبه؟

قال : لبيد بن الأعصم اليهودي ، من بني زريق.

قال : في ماذا؟

قال : في مشط ، ومشاطة ، وجف طلعة ذكر.

قال : فأين هو؟

قال : في بئر ذي أروان.

قال : فذهب النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في أناس من أصحابه إلى البئر ، فنظر إليها ، وعليها نخل ، ثم رجع إلى عائشة ، فقال : والله ، لكأن ماءها نقاعة الحناء ، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين.

قلت : يا رسول الله ، فأخرجته؟!

قال : لا ، أما أنا فقد عافاني الله وشافاني ، وخشيت أن أثور على الناس فيه شرا.

٢١٦

وأمر بها فدفنت (١).

أي : أنه أمر بالبئر فدفنت.

وفي نص آخر ، عن ابن عباس : أن الملكين أمرا بنزح الماء ورفع الصخرة ، واستخراج الركية التي فيها السحر ، وأن يحرقوها ، فبعث عمار في نفر ، فاستخرجوا الركية ، وأحرقوها. فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة ، وأنزلت عليه المعوذتان ، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة (٢).

__________________

(١) صحيح البخاري ج ٧ ص ٣٠ كتاب : بدء الخلق ، باب صفة إبليس وجنوده ، وكتاب : الطب ، باب : هل يستخرج السحر وباب : السحر ، وصحيح مسلم ج ٧ باب السحر ، وسبل الهدى والرشاد ج ١٠ ص ٥٦ وج ٣ ص ٤١١ ، وراجع :

تاريخ الخميس ج ٢ ص ٤١ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٥ ص ٤٣٥ وتفسير ابن كثير (ط دار الجيل) ج ٥ ص ٥٧٩ وأضواء على الصحيحين ص ٢٧٣ وعن مسند أحمد ج ٦ ص ٦٣ و ٩٦ وج ٣ ص ٤١١ ومسند أبي يعلى ج ٨ ص ٢٩١ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٩٦.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٣ ص ٤١١ وج ١٠ ص ٥٦ و ٥٧ عن البيهقي ، وراجع :

تاريخ الخميس ج ٢ ص ٤١ والدر المنثور ج ٦ ص ٤١٧ عن ابن مردويه ، وعن البيهقي في دلائل النبوة ، ومكارم الأخلاق ص ٤١٤ والبحار ج ١٨ ص ٧٠ و ٧١ وعن ج ٦٠ ص ١٣ و ١٥ و ٢٤ وعن ج ٨٩ ص ٣٦٥ وعن ج ٩٢ ص ١٢٦ و ١٣٠ وعن فتح الباري ج ١٠ ص ١٩١ و ١٩٦ وعن تفسير مجمع البيان ج ١٠ ص ٤٩٢ والتفسير الصافي ج ٥ ص ٣٩٦ والتفسير الأصفى ج ٢ ص ١٤٩٣ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٧١٨ و ٧١٩ ، وأسباب نزول الآيات ص ٣١٠ وزاد المسير ج ٨ ص ٣٣٣ والجامع لأحكام القرآن ج ٢٠ ص ٢٥٣ وج ٥ ص ٧١٨ وعن تفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٦١٥ وتفسير الجلالين ص ٨٢٦ و ٨٣٠ ـ

٢١٧

وعن عائشة : سحر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن.

قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان (١).

وعن أنس ، قال : سحر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فأتاه جبريل «عليه‌السلام» بخاتم ، فلبسه في يمينه ، وقال : لا تخف شيئا ما دام في يمينك (٢).

وعن زيد بن أرقم : سحر النبيّ «صلى‌الله‌عليه‌وآله» رجل من اليهود ، فاشتكى لذلك أياما ، فأتاه جبريل «عليه‌السلام» ، فقال : إن رجلا من اليهود سحرك ، وجعل لذلك عقدا.

فأرسل «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عليا «عليه‌السلام» فاستخرجها ، وجاء بها ، فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ، فقام رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كأنما نشط من عقال. فما ذكر ذلك لليهودي ، ولا رآه في وجهه (٣).

__________________

ـ ولباب النقول ص ٢٢٠ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٩٩ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ١ ص ٤٧١ وتأويل الآيات ج ٢ ص ٨٦٢.

(١) عن صحيح البخاري ج ٧ ص ٢٩ ، كتاب : الطب ، باب السحر ، وتفسير القرآن العظيم (ط دار الجيل) ج ٤ ص ٥٧٩ وأضواء على الصحيحين ص ٢٧٣ وعن فتح الباري ج ١٠ ص ١٩٩ والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج ٢ ص ١٨١ وسبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٦.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٧ ص ٣٢٣ عن ابن عدي ، ولسان الميزان ج ٢ ص ٣٨٧ والكامل ج ٣ ص ٩ وميزان الإعتدال ج ١ ص ٦٤٢.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٧ ص ٢١ عن أحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، والنسائي ، وأبي الشيخ ، والبيهقي ، والمصنف لابن أبي شيبة ج ٥ ص ٤٣٥ ومجمع الزوائد ـ

٢١٨

وعن زيد بن أرقم في نص آخر : أن رجلا من الأنصار سحر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وأن ملكين أتيا النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وأخبراه : أن فلانا عقد له عقدا ، وأنها في بئر فلان ، وأن الماء قد اصفرّ من شدة عقده (١).

وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، قال : إنما سحره بنات أعصم ، أخوات لبيد ، وكان لبيد هو الذي ذهب به ، فأدخله تحت راعوفة البئر.

ودس بنات أعصم إحداهن ، فدخلت على عائشة ، فسمعت عائشة تذكر ما انكر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من بصره ، ثم خرجت إلى أخواتها بذلك. فقالت إحداهن : إن يكن نبيا فسيخبّر ، وإن كان غير ذلك فسوف يدلهه هذا السحر ، فيذهب عقله ، فدله الله عليه (٢).

__________________

ـ ج ٦ ص ٢٨١ عن الطبراني ، والنسائي ، وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٥٧٩ (ط دار الجيل) عن أحمد ، والنسائي ، والمعجم الكبير ج ٥ ص ١٧٩ و ١٨٠ والمعرفة والتاريخ ج ٣ ص ٢٨٩ و ٢٩٠ وشمائل الرسول لابن كثير ص ٦٥ و ٦٦ وسنن النسائي ج ٧ ص ١٣ وفتح القدير ج ٥١ ص ٥١٩ عن عبد بن حميد ، والبحار ج ٣٨ ص ٣٠٣ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٣٩٥ والدر المنثور ج ٦ ص ٤١٧ والفايق في غريب الحديث ج ٢ ص ٢٩٥ والتبيان في آداب جملة القرآن للنووي ص ١٨٣.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٧ ص ٩ وج ١٠ ص ٥٦ عن ابن سعد ، والحاكم وصححه ، والبيهقي ، وأبي نعيم ، وعن البداية والنهاية ج ٦ ص ٤٤ وراجع : المستدرك للحاكم ج ٤ ص ٣٦٠ وعن المعجم الكبير ج ٥ ص ١٧٩ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ٢٨١.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٣ ص ٤١٠ وج ١٠ ص ٥٧ عن ابن سعد ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٤١ عن كنز العباد ، والطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٩٨.

٢١٩

وقد مرض «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من سحرهن له ، حتى إنه لم يقدر على قربان أهله ستة أشهر ، وذكر السنة ، والأربعين يوما ، في الوفاء (١).

وعن أنس : صنعت اليهود لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» شيئا ، فأصابه من ذلك وجع شديد ، فأتاه جبريل بالمعوذتين يعوذه بهما ، فخرج إلى أصحابه صحيحا (٢).

وذكرت بعض الروايات : أن اليهود جعلت لابن الأعصم ثلاثة دنانير (٣).

وذكروا : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أقام في السحر أربعين يوما (٤).

وقيل : ستة أشهر ، يرى أنه يأتي ولا يأتي (٥).

وقال الديار بكري : ويمكن الجمع ، بأن يكون ستة أشهر من ابتداء تغير

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٤١ عن كنز العباد ، وعن الوفاء ، والبخاري ، وعن عون المعبود ج ٤ ص ٢٣٧ وعن البداية والنهاية ج ٣ ص ٢٩٠ وسبل الهدى والرشاد ج ٣ ص ٤١٣ وعن مسند أحمد ج ٦ ص ٦٣ وعن تفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٦١٤ وسير أعلام النبلاء ج ٢١ ص ١٠١.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٠ ص ٥٧ عن أبي نعيم ، وتفسير الجلالين ص ٨٣٠ ولباب النقول ص ٢٢٠.

(٣) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٤١ وعن فتح الباري ج ١٠ ص ١٩٢ والطبقات ج ٢ ص ١٩٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٣ ص ٤١٠.

(٤) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٤١ عن الإسماعيلي.

(٥) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٤١ وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (ط دار الجيل) ج ٤ ص ٥٧٩ وعن مسند أحمد ج ٦ ص ٦٣ وعن صحيح البخاري ج ٧ ص ٨٨ وسير أعلام النبلاء ج ٢١ ص ١٠١.

٢٢٠