الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٥

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٥

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-171-8
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٢

وفي بدر كان الذي يصلى بنار الحرب ، ويعالج الطعن والضرب ، غير أبي بكر بالتأكيد ، فإنه احتمى برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، لأنه كان يرى : أن المكان الأكثر أمنا هو الموضع الذي فيه النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» .. الذي كان الناس يلوذون به إذا حمي الوطيس.

وفي يوم الخندق لم يجرؤ على الإتيان بأي حركة خوفا من عمرو بن عبد ود ، مع أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يقول : من لعمرو وأضمن له على الله الجنة ، فلم يجرؤ على مبارزة عمرو أحد سوى أمير المؤمنين «عليه‌السلام».

وفي غزوة بني قريظة أرسل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أبا بكر بالراية ، فعاد بها مهزوما أيضا ..

ألا يعتبر ذلك كله خذلانا منه لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟! فما معنى قوله لسهيل : أنحن نخذله؟!.

وأما خذلانه له بعد الحديبية ، خصوصا في خيبر ويوم حنين ، فحدث عنه ولا حرج.

سخاء أبي بكر :

بقي أن نشير : إلى أننا نشك في ما ذكرته الروايات من سخاء لافت لأبي بكر ، حيث ذكر عروة بن مسعود ـ فيما يزعمون ـ : أنه أعانه في دية بعشر فرائض .. وذلك لما يلي :

١ ـ إن أبا بكر قد ترك أباه وابنته حين الهجرة من دون نفقة ، حتى اضطرت ابنته إلى أن تضع كيسا فيه حصى لكي يتلمسه أبو قحافة ، ويظن

٢٨١

أنه أموال تركها أبو بكر لعياله (١).

٢ ـ إننا لم نعهد عن أبي بكر : أنه كان يملك فرائض ، يمكنه أن يتخلى عنها لغيره بلا مقابل ، بل كل ما ذكروه عنه هو : أنه كان عنده أربعة آلاف درهم ، حملها معه إلى المدينة ، وذكرنا : أن ذلك لا يصح ، فراجع ما ذكرناه في الجزء الرابع من هذا الكتاب.

٣ ـ إن عروة بن مسعود كان من عظماء المشركين ، بل قد زعموا : أنه أحد الرجلين اللذين عنتهما الآية الكريمة : (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (٢) .. والرجل الآخر هو الوليد بن المغيرة (٣).

__________________

(١) راجع : السيرة النبوية لابن هشام ج ٢ ص ١٣٣ وكنز العمال (ط الهند) ج ٢٢ ص ٢٠٩ و (ط دار الفكر) ج ١٦ ص ٦٨١ والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٧٩ والأذكياء لابن الجوزي ص ٢١٩ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ٥٩ عن أحمد ، ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق ، وقد صرح بالسماع ، وعن الطبري ، وحياة الصحابة ج ٢ ص ١٧٣ و ١٧٤ والغدير ج ٨ ص ٥٨ ومسند أحمد ج ٦ ص ٣٥ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٥ والمعجم الكبير ج ٢٤ ص ٨٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٩ ص ١٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ٢٣٦ وسبل الهدى والرشاد ج ٣ ص ٢٣٩.

(٢) الآية ٢١ من سورة الزخرف.

(٣) راجع : قاموس الرجال ج ٦ ص ٣٠١ وتحف العقول ص ٤٦٥ والإحتجاج ج ١ ص ٢٦ و ٢٧ و ٣١ وسعد السعود ص ٧٦ وعدة الداعي ص ١١٢ والبحار ج ٩ ص ١٤٩ و ٢٧٠ و ٢٧٣ وعن فتح الباري ج ٦ ص ٢٢٤ وتحفة الأحوذي ج ١٠ ص ٥٥ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ١١ ص ٦٤ وج ١٨ ص ٢٩٦ والتبيان ج ٩ ص ١٩٥ ومجمع البيان ج ٩ ص ٧٩ ونور الثقلين ج ٤ ص ٥٩٧ و ٥٩٨ ـ

٢٨٢

فهل كان هذا الرجل العظيم ، والسيد في قومه ، فقيرا إلى حدّ أنه كان لا يملك مقدار دية كان قد حملها ، مع أنهم يقولون : إن الفقير لا يسود في العرب ، إلا أن أبا طالب ساد فقيرا.

٤ ـ قد يقال : إن عروة وإن كان غنيا ، ورئيسا ، ولكن الغنى والرئاسة لا يجب أن يكونا بحيث يستطيع أن يتخلى عن مائة من الإبل في دية حملها ، فيحتاج في جمع قسم منها إلى الاستعانة بغيره ..

ونجيب : ليت شعري لو جاز أن يكون عظيم القريتين بهذه المثابة فلماذا لم يطلب المعونة من أقرانه ، فإن المناسب لسيد قومه ، وأحد عظيمي القريتين أن لا يستعين بأقل وأذل بيت في قريش ، حسبما ذكرته النصوص ، فراجع ما قاله أبو سفيان حينما بويع أبو بكر (١).

وما قاله أبو بكر لأبي قحافة ، حين رفع أبو بكر صوته على أبي سفيان (٢).

__________________

و ٢٢٢ وتفسير القرآن للصنعاني ج ٣ ص ١٩٦ وجامع البيان ج ٢٥ ص ٨٣ و ٨٤ و ٨٥ ومعاني القرآن ج ٦ ص ٣٥٠ وزاد المسير ج ٧ ص ٩٥ والجامع لأحكام القرآن ج ١٣ ص ٣٠٥ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ١٣٧ والدر المنثور ج ٣ ص ٣٠٠ وج ٦ ص ١٦ ولباب النقول ص ١١٥ وفتح القدير ج ٤ ص ٥٥٣ و ٥٥٥ وأسد الغابة ج ٣ ص ٤٠٦ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ١ ص ٦٠٣.

(١) المصنف للصنعاني ج ٥ ص ٤٥١ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ٧٨ والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٣٢٦ وتاريخ الأمم والملوك (ط ليدن) ج ٢ ص ٤٤ والنزاع والتخاصم ص ١٩ وكنز العمال (ط الهند) ج ٥ ص ٣٨٣ و ٣٨٥ عن ابن عساكر ، وعن أبي أحمد الدهقان في حديثه. وأنساب الأشراف ج ١ ص ٥٨٨.

(٢) النزاع والتخاصم ص ١٩ والغدير ج ٣ ص ٢٥٣.

٢٨٣

فإن ذلك كله ، صريح في : ذل ومهانة قبيلة تيم ، التي ينتسب إليها أبو بكر.

وكذلك الشعر الذي قاله عوف بن عطية في قبيلتي تيم وعدي (١).

وما ذكره معاوية في رسالته لزياد (٢).

لقد كان من الطبيعي أن يأنف من ذلك ، ويرفضه ويأباه حتى لو ألح عليه أبو بكر بقبوله ، وقدم له الالتماس تلو الالتماس ، والرجاء بعد الرجاء؟! ..

٥ ـ إن هذا العطاء الجزيل من أبي بكر ، وهو عشرة فرائض ، مقابل الواحدة ، والاثنتين ، والثلاث التي كان يعطيه إياها الآخرون ، يجعل أبا بكر في مصاف أجواد العرب مثل حاتم الطائي ، وزيد الخيل ، ولا بد أن يطير ذكره في البلاد ، ويسمع به ويتداول أخبار جوده الصغير والكبير من العباد ، ولكننا لم نر أي أثر لذلك فيما قرأناه من فصول التاريخ.

٦ ـ ويزيد الأمر وضوحا : أن الذي أحسن إليه أبو بكر هذا الإحسان العظيم الذي لا ينسى. لا يعرف أبا بكر ولا يميزه عن غيره ، بل يسأل عنه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فكيف لا يعرف العظماء أقرانهم؟!

وكيف نسي عروة هذا المتفضل عليه بهذه السرعة؟!

ألم يكن من المفترض : أن تصبح صورته محفورة في قلبه ، لا يمحوها منه مر الأيام والليالي ، وكر العصور والدهور؟! .. ولا سيما إذا كان فراقه له لم يطل أكثر من ست سنوات ، وذلك على كبر السن ، واكتمال الملامح وثباتها .. لا في أيام الطفولة أو الشباب ، ليكون التغيير في الملامح سببا في اشتباه الأمر عليه.

__________________

(١) طبقات الشعراء لابن سلام ص ٣٨.

(٢) كتاب سليم بن قيس (ط النجف) ص ١٤٠.

٢٨٤

ولنفرض : أن الملامح قد تغيّرت ، فهل تغيّر عليه صوته أيضا؟!

٧ ـ لنفترض : أن أبا بكر كان يملك أموالا ، وأنه كان رئيسا ، و.. و.. فإن ذلك : لا يبرر تصديقنا بحديث معونته لعروة بن مسعود بعشر فرائض.

ونحن نرى : أنه لم يجرؤ على إنفاق درهمين لينال شرف مناجاة الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، حتى نزل العتاب الإلهي له ، ولغيره من الصحابة ؛ باستثناء علي أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، الذي كان هو الوحيد الذي عمل بآية النجوى .. قال تعالى :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) (١).

__________________

(١) الآيتان ١٢ و ١٣ من سورة المجادلة. وراجع : دلائل الصدق ج ٢ ص ١٢٠ والأوائل ج ١ ص ٢٩٧ وتلخيص الشافي ج ٣ ص ٢٣٥ و ٢٣٧ ومناقب أمير المؤمنين ج ١ ص ١٨٨ و ١٩١ والمسترشد ص ٣٥٦ والإحتجاج ج ١ ص ١٨١ والعمدة ص ١٨٦ والطرائف ص ٤٠ و ٤١ والبحار ج ٦٧ ص ٢٩ وج ٢٩ ص ١٥ وج ٣٥ ص ٣٧٩ والنص والإجتهاد ص ٣٧١ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٧٤ ونظم درر السمطين ص ٩٠ وكنز العمال ج ٢ ص ٥٢١ وتفسير أبي حمزة الثمالي ص ٣٢٩ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٥٧ وتفسير فرات الكوفي ص ٤٧٠ وخصائص الوحي المبين ص ١٦٥ ونور الثقلين ج ٥ ص ٢٦٥ وشواهد التنزيل ج ٢ ص ٣١٢ و ٣٢٥ وفتح القدير ج ٥ ص ١٩١ وإعلام الورى ج ١ ص ٣٧٠. وراجع فصل هجرة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حين الحديث عن ثروة أبي بكر.

٢٨٥
٢٨٦

الفصل السادس :

عثمان في مكة

٢٨٧
٢٨٨

خراش رسول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى مكة :

قال الصالحي الشامي : قال محمد بن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، وغيرهما : بعث رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى قريش خراش بن أمية على جمل لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يقال له : الثعلب ، ليبلغ عنه أشرافهم بما جاء له ، فعقر عكرمة بن أبي جهل الجمل ، وأرادوا قتله ، فمنعه الأحابيش ، فخلوا سبيله حتى أتى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ولم يكد ، فأخبر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بما لقي (١).

عثمان إلى مكة :

وروى البيهقي عن عروة قال : لما نزل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الحديبية فزعت قريش لنزوله إليهم ، فأحب أن يبعث إليهم رجلا من أصحابه ، فدعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى قريش ، فقال : يا رسول الله ، إني

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦ وشرح أصول الكافي ج ١٢ ص ٤٥٢ وجامع البيان ج ٢٦ ص ١١١ والثقات ج ١ ص ٢٩٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٨٩١ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١١٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣١٨.

٢٨٩

أخاف قريشا على نفسي ، وقد عرفت قريش عداوتي لها ، وليس بها من بني عديّ من يمنعني ، وإن أحببت يا رسول الله دخلت عليهم.

فلم يقل له رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» شيئا.

فقال عمر : يا رسول الله ، ولكني أدلك على رجل أعز بمكة مني ، وأكثر عشيرة وأمنع ، وإنه يبلغ لك ما أردت : عثمان بن عفان!!

فدعا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عثمان ، فقال : «اذهب إلى قريش وأخبرهم : أنّا لم نأت لقتال ، وإنما جئنا عمّارا ، وادعهم إلى الإسلام».

وأمره أن يأتي رجالا بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات ، فيدخل عليهم ، ويبشرهم بالفتح ، ويخبرهم : أن الله تعالى ـ وشيكا أن يظهر دينه بمكة حتى لا يستخفى فيها بالإيمان.

فانطلق عثمان إلى قريش ، فمر عليهم ببلدح ، فقالوا : أين تريد؟

فقال : بعثني رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إليكم لأدعوكم إلى الإسلام ، وإلى الله جل ثناؤه ، وتدخلون في الدين كافة ، فإن الله تعالى مظهر دينه ، ومعز نبيه.

وأخرى : تكفون ، ويكون الذي يلي هذا الأمر منه غيركم ، فإن ظفر برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فذلك ما أردتم ، وإن ظفر كنتم بالخيار بين أن تدخلوا فيما دخل فيه الناس ، أو تقاتلوا وأنتم وافرون جامّون. إن الحرب قد نهكتكم وأذهبت الأماثل منكم.

وأخرى : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يخبركم : أنه لم يأت لقتال

٢٩٠

أحد ، إنما جاء معتمرا ، معه الهدي ، عليه القلائد ، ينحره وينصرف (١).

فقالوا : قد سمعنا ما تقول ، ولا كان هذا أبدا ، ولا دخلها علينا عنوة ، فارجع إلى صاحبك ، فأخبره أنه لا يصل إلينا (٢).

ولقيه أبان بن سعيد (٣) ، فرحب به أبان وأجاره ، وقال : لا تقصر عن حاجتك ، ثم نزل عن فرس كان عليه ، فحمل عثمان على السرج ، وردف

__________________

(١) أخرجه ابن سعد ج ٢ ق ١ ص ٧٠ والبيهقي في الدلائل ج ٤ ص ١٣٣ وجامع البيان ج ٢٦ ص ١١١ وعين العبرة ص ٢٤ وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ٤ ص ٢٠٠ و ٢٠١ والثقات ج ١ ص ٢٩٩ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٩ ص ٧٨ وتاريخ الأمم والملوك للطبري ج ٢ ص ٢٧٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٩١ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٦١٨ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٧٨٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣١٨ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦ وتفسير الثعالبي ج ٥ ص ٢٥٤ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ١١٩ وكنز العمال ج ١٠ ص ٤٨٢.

(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٩ ص ٧٩ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٦١٩ ومكاتيب الرسول ج ٣ ص ٨٨.

(٣) أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي ..

قال البخاري ، وأبو حاتم الرازي ، وابن حبان : له صحبة وكان أبوه من أكابر قريش وله أولاد نجباء أسلم منهم قديما خالد وعمرو ، فقال فيهما أبان الأبيات المشهورة التي أولها :

ألا ليت ميتا بالظريبة شاهد

لما يفتري في الدين عمرو وخالد

الإصابة ١ / ١٠.

٢٩١

وراءه ، وقال :

أقبل وأدبر لا تخف أحدا

بنو سعيد أعزة الحرم

فدخل به مكة ، فأتى عثمان أشراف قريش ـ رجلا رجلا ـ فجعلوا يردون عليه : إن محمدا لا يدخلها علينا أبدا ، ودخل على قوم مؤمنين من رجال ونساء مستضعفين بمكة فقال : إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يقول : قد أظلكم حتى لا يستخفى بمكة اليوم بالإيمان ، ففرحوا بذلك ، وقالوا : اقرأ على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» السلام (١).

ولما فرغ عثمان من رسالة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى قريش قالوا له : إن شئت أن تطوف بالبيت فطف.

فقال : ما كنت لأفعل حتى يطوف رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله». وأقام عثمان بمكة ثلاثا يدعو قريشا.

وقال المسلمون ـ وهم بالحديبية ، قبل أن يرجع عثمان ـ : خلص عثمان من بيننا إلى البيت فطاف به.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «ما أظنه طاف بالبيت ونحن محصورون».

وقالوا : وما يمنعه يا رسول الله وقد خلص إليه؟

قال : «ذلك ظني به ، ألّا يطوف بالكعبة حتى نطوف».

وعند ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن سلمة بن الأكوع ـ مرفوعا ـ : «لو مكث كذا وكذا سنة ما طاف حتى أطوف».

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٧ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦.

٢٩٢

فلما رجع عثمان إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال المسلمون له : اشتفيت من البيت يا أبا عبد الله؟!

فقال عثمان : بئس ما ظننتم بي! فو الذي نفسي بيده لو مكثت مقيما بها سنة ورسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مقيم بالحديبية ما طفت حتى يطوف رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ولقد دعتني قريش إلى أن أطوف بالبيت فأبيت.

فقالوا : كان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أعلمنا ، وأحسننا ظنا (١).

وكان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يأمر أصحابه بالحراسة بالليل ، فكانوا ثلاثة يتناوبون الحراسة : أوس بن خولي ـ بفتح الخاء المعجمة والواو ـ وعباد بن بشر ، ومحمد بن مسلمة.

وكان محمد بن مسلمة على حرس رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ليلة من الليالي ، وعثمان بن عفان بمكة. وقد كانت قريش بعثت ليلا خمسين رجلا ، وقيل : أربعين ، عليهم مكرز بن حفص ، وأمروهم أن يطوفوا بالنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» رجاء أن يصيبوا منهم أحدا ، أو يصيبوا منهم غرة.

فأخذهم محمد بن مسلمة ، فجاء بهم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وأفلت مكرز ، فخبّر أصحابه ، وظهر قول النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كما تقدم : أنه رجل غادر (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٧ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦ و ١٧ و ١٨ وكنز العمال ج ١٠ ص ٤٨٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٩ ص ٧٨ و ٨٠.

(٢) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٨ ومسند أحمد ج ٤ ص ٣٢٤ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٦٢٠ وفتح الباري ج ٥ ص ٢٥١.

٢٩٣

وكان رجال من المسلمين قد دخلوا مكة بإذن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وهم :

كرز بن جابر الفهري ، وعبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس ، وعبد الله بن حذافة السهمي ، وأبو الروم بن عمير العبدري ، وعياش بن أبي ربيعة ، وهشام بن العاص بن وائل ، وأبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس ، وعمير بن وهب الجمحي ، وحاطب بن أبي بلتعة ، وعبد الله بن أبي أمية. قد دخلوا مكة في أمان عثمان (١).

وقيل : سرا ، فعلم بهم فأخذوا.

وبلغ قريشا حبس أصحابهم الذين مسكهم محمد بن مسلمة ، فجاء جمع من قريش إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وأصحابه حتى تراموا بالنبل والحجارة ، وأسر المسلمون من المشركين ـ أيضا ـ اثني عشر فارسا ، وقتل من المسلمين ابن زنيم ـ وقد أطلع الثنية من الحديبية ـ فرماه المشركون فقتلوه (٢).

وبعثت قريش سهيل بن عمرو ، وحويطب بن عبد العزى ، ومكرز بن حفص ، فلما جاء سهيل ، ورآه النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال لأصحابه : سهل أمركم (٣).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٨.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٨ و ٥٥ وجامع البيان ج ٢٦ ص ١٢٢ والجامع لأحكام القرآن ج ١٦ ص ٢٨١ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٢٠٧ والدر المنثور ج ٦ ص ٧٦ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٧٨.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٨ و ٥٢ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٧٤

٢٩٤

فقال سهيل : يا محمد إن الذي كان من حبس أصحابك ، وما كان من قتال من قاتلك لم يكن من رأي ذوي رأينا ، بل كنا له كارهين حين بلغنا ، ولم نعلم به ، وكان من سفهائنا ، فابعث إلينا بأصحابنا الذين أسرت أول مرة ، والذين أسرت آخر مرة.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «إني غير مرسلهم حتى ترسلوا أصحابي».

فقالوا : أنصفتنا.

فبعث سهيل ومن معه إلى قريش بالشّييم ـ بشين معجمة مصغر ـ بن عبد مناف التيمي ، فبعثوا بمن كان عندهم : وهم عثمان ، والعشرة السابق ذكرهم.

وأرسل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أصحابهم الذين أسرهم.

__________________

والبحار ج ٢٠ ص ٣٣٣ وميزان الحكمة ج ٣ ص ٢٢٤٥ ومسند أحمد ج ٤ ص ٣٣٠ وصحيح البخاري ج ٣ ص ١٨١ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ٢٢٠ وفتح الباري ج ٥ ص ٢٥١ والمصنف للصنعاني ج ٥ ص ٣٣٧ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٨ ص ٥١٠ والأدب المفرد ص ١٩٦ وصحيح ابن حبان ج ١١ ص ٢٢٢ وعن كنز العمال ج ١٠ ص ٤٧٨ وإرواء الغليل ج ١ ص ٥٧ ومجمع البيان ج ٩ ص ١٩٧ وجامع البيان ج ٢٦ ص ١٢٥ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٢١٣ والدر المنثور ج ٦ ص ٧٧ والجرح والتعديل ج ٤ ص ٢٤٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٥٧ ص ٢٢٨ وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٩٤ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٧٦ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ١٩٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٣٣.

٢٩٥

وقبل وصول عثمان ومن معه بلغ رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن عثمان ومن معه قد قتلوا ، فكان ذلك حين دعا إلى البيعة (١).

ولنا مع ما تقدم وقفات ، هي التالية :

على جمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

١ ـ إن أول ما نلاحظه في النص المتقدم : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد بعث خراش بن أمية رسولا لقريش ، على جمل له «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، اسمه ثعلب.

وكأن إعطاءه خصوص هذا الجمل يهدف إلى تسهيل الأمر على قريش بتقديم العلامة التي تجعلهم يتيقنون بكونه رسولا من قبله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من دون حاجة إلى التماس القرائن والدلالات على ذلك. إذ قد تطول المدة ، وتتراكم الشائعات ، وتثور الظنون حول هذا الوافد ، بأن يكون عينا ، ويريد أن يحمي نفسه بهذا الادعاء .. ويتعرض ـ من ثم ـ للمضايقة والأذى.

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦ ـ ٤٨ وراجع : البداية والنهاية ج ٤ ص ١٦٧ عن ابن إسحاق والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ٢٢١ وراجع : الطبقات الكبرى ج ١ ص ٤٦١ وحياة الصحابة ج ٢ ص ٣٩٧ و ٣٩٨ عن كنز العمال ج ١ ص ٨٤ و ٥٦ وج ٥ ص ٢٨٨ عن ابن أبي شيبة والروياني ، وابن عساكر ، وأبي يعلى ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٨ و ١٩ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٣٦٤ والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ٤٠ و ٤١ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٠٣ وعن عون المعبود ج ٧ ص ٢٨٩ وراجع : تاريخ مدينة دمشق ج ٣٩ ص ٧٧ والتنبيه والإشراف ص ٢٢١.

٢٩٦

٢ ـ إن إرسال النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» رسولا من قبله إلى قريش ، يخبرهم بما جاء له ، دليل قاطع على حقيقة نواياه ، وأن مجيئه إلى مكة ليس مبادرة قتالية ، لأن الهدف لو كان هو القتال ، لكان التستر على الأمر ، ومفاجأة قريش ، هو الأسلوب الأمثل ، والطريقة الفضلى للنجاح فيما يقصده.

٣ ـ إن ما فعله عكرمة بن أبي جهل ، قد جاء على خلاف ما تفرضه الأعراف والسنن حتى الجاهلية منها ، فإن قتل الرسل عار ، والعدوان عليهم رعونة غير مقبولة ..

فما معنى : أن يعقر جمل هذا الرسول ، وما هو المبرر لمحاولة قتله؟!.

ولأجل ذلك : لم يرتض الأحابيش هذه التصرفات ، بل بادروا إلى منع القتل عن ذلك الرسول ، ربما منعا للعار ، وربما حفاظا على أنفسهم ، حتى لا يتعاطف الناس مع محمد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

عمر بن الخطاب يرفض طلب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

مما لا شك فيه : أن حقد قريش على علي أمير المؤمنين «عليه‌السلام» كان هائلا وعظيما. وقد أمره أبو طالب ، وليس رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بأن ينام في فراش النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على مدى ثلاث سنوات ، حين حصرهم المشركون في شعب أبي طالب. من أجل أنه إذا فكرت قريش باغتياله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، كان هو الفداء له ، والضحية دونه.

ثم إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أمره : بأن ينام في فراشه ليلة

٢٩٧

الهجرة ، فبادر إلى ذلك طائعا مسرورا ، ولم يسأل عما سيصيبه من جراء ذلك ، بل قال له : أو تسلم يا رسول الله؟

فقال : نعم.

فخر ساجدا لله شكرا ، حسبما تقدم بيانه في هذا الكتاب.

مع أن الرجال المتعطشين لدمه حاضرون خلف الباب ، شاهرين سيوفهم بأيديهم ، وهم ينتظرون اللحظة الموعودة ، لينزلوا ضربتهم به ، ولا مجال لتحاشي ذلك.

وكانت هذه هي سيرة علي «عليه‌السلام» وطريقته طيلة حياته مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله». فقد كان متفانيا في الذب عنه ، وفي الطاعة له. وكان السامع المطيع الذي لا يسأل ، ولا يناقش ، ولا يقترح ، ولا يتردد ، بل يكون كالسكة المحماة دائما ..

وليت شعري لو أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان قد أمر عمر بن الخطاب بالمبيت في مكانه ليلة الهجرة ، فهل كان سيمتثل أمره؟! أم كان سيعتذر عن ذلك بأن قريشا سوف تقتله ، وليس هناك من يدفع عنه من بني عدي ، أو من غيرهم؟!.

وفي الحديبية لم يطلب منه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ما يصل إلى حد ما طلبه من أمير المؤمنين ليلة الهجرة ، من حيث درجة الخطورة على حياته .. بل طلب منه أن يكون رسولا ، يتمتع بحصانة الرسل ، الذين يعتبر الإعتداء عليهم عارا وعيبا عند العرب ، وعند سائر الأمم.

وكان قد أرسل غيره في هذه المهمة ، وعاد سالما ، ومنع المشركون أنفسهم سفهاءهم من الاعتداء عليه ، مستدلين بهذه الحجة نفسها وهي : أن

٢٩٨

الرسل لا تقتل!! ..

ولكن عمر بن الخطاب يرفض طلب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هذا ، ولا يقدم تعليلا يرتبط بالشأن العام ، أو بالقضية التي يريد النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن يعالجها ، فهو لم يقل مثلا : إن ذهابي قد لا يحقق المطلوب الذي ترمي إلى تحقيقه ..

بل هو قد اعتذر بأمر شخصي بحت. ليس له منشأ يقبله العقلاء الذين يعيشون أجواء التضحية في سبيل مبادئهم ، بل لا يقبله حتى عقلاء أهل الشرك ، والكفر أيضا ، لأنه إنما يستند إلى شعوره بالهلع والخوف ، مع أن هذا الخوف لا يبرر ذلك ، فإنه حتى لو كان له منشأ واقعي ، لم يكن ينبغي أن يدفعه إلى التمرد على إرادة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

بل كان المطلوب هو : أن يندفع لاكتساب هذا الشرف العظيم ، ولينال هذا الفوز ، الذي طالما حلم به الأولياء ، والأصفياء ، والأتقياء ..

ومع غض النظر عن ذلك كله ، نقول :

إنهم يدّعون : أن الإسلام قد عزّ بإسلام عمر ، وأنه قد كانت له بطولات عظيمة ، ومواجهات رائعة مع المشركين قبل الهجرة ، انتهت بانكسار شوكتهم. وعز الإسلام في مكة إلى حد أن مكّن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من أن يطوف بالبيت ، ويصلي الظهر معلنا (١).

فإذا كانت قريش قد خافت من عمر ، وهو في مكة ، وذلك قبل

__________________

(١) راجع ما ذكروه حول بطولات عمر في فصل : حتى الشعب ، وذلك حين الحديث عن إسلامه.

٢٩٩

الهجرة ، فكيف لا تخاف منه ، وقد أصبح خلفه جيوش جرارة ، فيها رجال شداد وسيوف حداد ، جربت حظها معها ، وعرفت مدى فاعليتها ، وله فيها أيضا قبيلة وعشيرة ، وعمر لم يزل هو عمر ، لم يتغير ولم يتبدل ، فليستعمل نفس صولاته السابقة ، حيث لم يكن له نصير يمكنه أن يفكر فيه ، أو أن يحامي عنه كما هو الحال الآن!!.

واللافت هنا : أننا نجده يشرح الأمر لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، حتى كأنه يرى أن تلك الأمور قد غابت عن ذهنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، أو أنه كان جاهلا بها من الأساس ..

والأدهى والأمر : أنه يقول لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : ولكني أدلك يا رسول الله على رجل أعز بمكة مني .. فهل كان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» جاهلا بوجود عثمان ، وبموقعه العشائري بين أهل مكة؟! فيحتاج إلى من يدله عليه ، وينبهه إلى مكانته بينهم ، وموقعه فيهم؟!

دلالات أخرى في كلمات عمر :

وثمة دلالات أخرى في كلمات عمر بن الخطاب ، التي حاول من خلالها أن يتملص ويتخلص من المهمة التي كلفه بها النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» .. فلاحظ ما يلي :

عداوة عمر لقريش :

تقدم أن عمر قال للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : قد عرفت قريش عداوتي لها.

ونقول :

إن عداوة قريش لعمر هي كعداوتها لأي فرد آخر من المسلمين ، بل قد

٣٠٠