الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٤

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٤

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-186-6
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٦

عن وجهها ، وهي تهش على غنمها ، فلما أبصرها ، ونظر إلى جمالها أرادها على نفسها ، فرفضت .. فجرى بينهما صراع ونزاع ، فضربته بفهر شدخت به رأسه فمات.

فاشتكت هذيل إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فأهدر النبي دمه (١).

١٢ ـ لما أسلمت هند بنت عتبة في فتح مكة جاءت إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وكلمته ببعض القول ، «وكشفت عن نقابها فقالت : أنا هند بنت عتبة.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : مرحبا بك الخ ..» (٢).

وليس في الرواية : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد نظر إليها حين سفرت عن وجهها ، كما أنه ليس فيها ما يدل على رضاه بكشف وجهها ، خصوصا ، وأنه لا تزال في موقع العداء له ، ويريد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن يتألفها على هذا الدين ويقنعها بالدخول فيه.

١٣ ـ عن عائشة قالت : كان الركبان يمرون بنا ، ونحن مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» محرمات ، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها ، فإذا جاوزنا كشفناه (٣).

__________________

(١) أسد الغابة ج ٣ ص ٩٤ و ٩٥ والإصابة ج ٢ ص ٢٥٩.

(٢) كتاب التوابين لعبد الله بن قدامة ص ١٢٢ والطبقات الكبرى ج ٨ ص ٢٣٦ وتاريخ مدينة دمشق ج ٧ ص ١٧٩ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٥٥ والمغازي النبوية لموسى بن عقبة ص ٣٥٩.

(٣) منتهى المطلب ج ٣ ص ٧٩١ وتذكرة الفقهاء ج ٧ ص ٣٣٧ و ٣٣٨ وسنن أبي داود ج ١ ص ٤١٢ والشرح الكبير ج ٣ ص ٣٢٩ والمجموع للنووي ج ٧ ص ٢٥٠ وتلخيص الحبير ج ٧ ص ٤٥٢ والمغني لابن قدامة ج ٣ ص ٣٢٦ ـ

١٦١

١٤ ـ وفي حديث إسلام عكرمة ، وردت العبارة التالية : «ثم جلس رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فوقف بين يديه ، وزوجته متنقبة» (١).

١٥ ـ ويؤيد ما تقدم : أن أبا طالب حين جاء إلى خديجة وقف خلف الحجاب ، فسلمت عليه خديجة (٢).

١٦ ـ وقالت خديجة لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في حديث الزواج : «ادن مني فلا حجاب اليوم بيني وبينك ، ثم رفعت عنها الحجاب».

إلى أن قال : «عرضوا على خديجة وكانت جالسة خلف الحجاب» (٣).

١٧ ـ وفي رواية : استشهد شاب من الأنصار يقال له : خلاد يوم بني قريظة ، فجاءت أمه متنقبة ، فقيل لها : تتنقبين يا أم خلاد وقد رزئت بخلاد!

فقالت : لئن رزئت خلادا ، فلم أرزء حيائي ، فدعا له النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وقال : إن له أجرين لأن أهل الكتاب قتلوه (٤).

__________________

ومسند أحمد ج ٦ ص ٣٠ والسنن الكبرى ج ٥ ص ٤٨ ونصب الراية ج ٣ ص ١٨٩ ونيل الأوطار ج ٥ ص ٧٠.

(١) المغازي النبوية لموسى بن عقبة ص ٣٦٠.

(٢) البحار ج ١٦ ص ٦٨.

(٣) البحار ج ١٦ ص ٥٢.

(٤) مسكن الفؤاد للشهيد الثاني ص ٧١ ومنتخب كنز العمال ج ١ ص ٢١٢ مع اختلاف في ألفاظه. وراجع : السنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ١٧٥ ومسند أبي يعلى ج ٣ ص ١٦٥ وكنز العمال ج ٣ ص ٧٦١ والطبقات الكبرى ج ٣ ص ٥٣١ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤ ص ٣٢٨ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٢٠ وتهذيب الكمال ج ٢٤ ص ٥٦ والمغاريد عن رسول الله لأبي يعلى ص ١٠١.

١٦٢

١٨ ـ وروي أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال لفاطمة «عليها‌السلام» : أي شيء خير للمرأة؟

قالت : أن لا يراها رجل.

فضمها إليه ، وقال : ذرية بعضها من بعض (١).

وفي نص آخر : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» سأل أصحابه هذا

__________________

(١) هذا الحديث مروي عن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وعن الإمام الصادق «عليه‌السلام» ، وعن علي «عليه‌السلام» ، فراجع نصوصه هذه في : البحار ج ٤٣ ص ٨٤ و ٥٤ وج ١٠٠ ص ٢٣٩ وج ١٠١ ص ٣٦ ووسائل الشيعة ج ٢٠ ص ٢٣٢ و ٦٧ وإحقاق الحق ج ٩ ص ٢٠٢ و ٢٠٣ عن البزار وج ١٠ ص ٢٢٤ و ٢٢٦ عن مصادر كثيرة.

وراجع : مجمع الزوائد ج ٤ ص ٢٥٥ وج ٩ ص ٢٠٣ وكشف الأستار عن مسند البزار ج ٣ ص ٢٣٥ وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج ٣ ص ١٥٣ و ٥٤ عن كنز العمال ج ٨ ص ٣١٥. وراجع : الكبائر للذهبي ص ١٧٦ ودعائم الإسلام ج ٢ ص ١٢٤ و ٢١٥ و ٢١٤ وإسعاف الراغبين (مطبوع بهامش نور الأبصار) ص ١٧١ و ١٧٢ و ١٩١ وكشف الغمة ج ٢ ص ٩٢ ومكارم الأخلاق ص ٢٣٣ ومناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ١١٩ وعوالم العلوم ج ١١ ص ١٩٧ ومقتل الخوارزمي ج ١ ص ٦٢ وحلية الأولياء ج ٢ ص ٤١ ومناقب الإمام علي «عليه‌السلام» لابن المغازلي ص ٣٨١ ومناقب أمير المؤمنين علي «عليه‌السلام» للقاضي محمد بن سليمان الكوفي ج ٢ ص ٢١٠ و ٢١١ وضياء العالمين (مخطوط) ج ٢ قسم ٣ ص ١٤ عن المناقب. والدرة اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة ص ٣١. وثمة مصادر كثيرة أخرى ذكر شطرا منها في كتاب عوالم العلوم. وغيره من كتب الحديث والسيرة والتاريخ.

١٦٣

السؤال ، قال علي : فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا ..

ثم ذكر : أنه «عليه‌السلام» رجع وسأل فاطمة عن ذلك .. فأجابته بما تقدم ، فرجع إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فأخبره.

وفي تنبيه الغافلين عن أبي هريرة قال : خرجت ذات ليلة بعد ما صليت العشاء مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فإذا أنا بامرأة متنقبة ، قائمة على الطريق ، فقالت : يا أبا هريرة ، إني قد ارتكبت ذنبا عظيما ، فهل لي من توبة؟

فقلت : وما ذنبك؟

قالت : إني زنيت ، وقتلت ولدي من الزنى.

فقلت لها : هلكت وأهلكت والله ، ما لك من توبة ، فشهقت شهقة خرت مغشيا عليها ومضت.

فقلت في نفسي : أفتي ورسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بين أظهرنا!! فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وقلت : يا رسول الله ، إن امرأة استفتتني البارحة بكذا وكذا.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أنت والله هلكت وأهلكت أين كنت عن هذه الآية : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ، يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً ، إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (١).

__________________

(١) الآيات ٦٨ ـ ٧٠ من سورة الفرقان.

١٦٤

قال : فخرجت من عند رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وأنا أعدو في سكك المدينة وأقول من يدلني على امرأة استفتتني البارحة كذا وكذا الخ .. (١).

هل كان علي عليه‌السلام يجهل الجواب؟!

وقد يقال : إن الرواية الأخيرة تريد أن تنسب إلى علي «عليه‌السلام» أيضا أنه لم يكن يعرف الإجابة ، حتى استفادها من فاطمة الزهراء «عليها‌السلام»!! إن هذا الأمر لا يمكن تصوره في حق باب مدينة علم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ومن عنده علم الكتاب.

والجواب : أن النبي وعليا «صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما» كانا يريدان إظهار فضل فاطمة «عليها‌السلام» للناس ، وتعريفهم بعلمها ، وبطهر ضميرها ، وبطريقة تفكيرها.

والدليل على ما نقول : نفس سؤال النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لهم ، لأنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عارف بما يسأل ، ولا يريد أن يستزيد إلى علمه علما ، فهو إنما يسأل بهدف إظهار أمر ما لغيره ، وبدواع أخرى ..

وعلى هذا الأساس ، فإن عليا لم يكن مكلفا بالإجابة.

وأما قوله «عليه‌السلام» : فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا ، فالمقصود به هو : الحاضرون المسؤولون الحقيقيون. فهو كقوله «عليه‌السلام» : كنا إذا حمي الوطيس لذنا برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله». فإن عليا «عليه

__________________

(١) كتاب التوابين لعبد الله بن قدامة ص ١٠٥.

١٦٥

السلام» لم يكن يفر من وجه أعدائه ، ولكنه يتحدث عن الذين كانوا معه من سائر المسلمين ، ولكن لا يليق به أن يخصهم بالذكر ؛ لأن ذلك قد يؤذي مشاعر بعضهم .. فآثر أن يطلق الكلام من غير تقييد ، على طريقة إطلاق القول بأن أهل البلد الفلاني كرماء ، أو شجعان ، فإن ذلك لا يعني أن لا يكون فيهم بخيل ، أو جبان أصلا ، بل هو يدل على أن الغالب على أهل ذلك البلد هو الشجاعة والكرم.

وكلمة «كلنا» في قوله «عليه‌السلام» : «فعيينا كلنا» ، جيء بها لتأكيد الشمول لأشخاص الحاضرين معه ، المقصودين بالسؤال مع حفظ ماء الوجه لهم بالنحو الذي ألمحنا إليه ..

تغطية الوجه بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

ومن موارد تغطية المرأة وجهها بعد وفاة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نذكر الموارد التالية :

١ ـ حين خطبت الزهراء «عليها‌السلام» المهاجرين والأنصار بعد وفاته «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت بجلبابها ، وأقبلت في لمة من حفدتها ، ونساء قومها ، تطأ ذيولها ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» .. حتى دخلت على أبي بكر ، وهو في حشد من المهاجرين والأنصار ، وغيرهم ، فنيطت دونها ملاءة (يعني ستارا) ، فجلست ، ثم أنت أنة ، أجهش القوم لها بالبكاء الخ ..» (١).

__________________

(١) الإحتجاج ج ١ ص ٢٥٤ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ١٦ ص ٢١١ و ٢٥٠ وبلاغات النساء ص ٢٤ وأعلام النساء ج ٤ ص ١١٦ وكشف الغمة ج ٢

١٦٦

٢ ـ ويوم وصول السبايا إلى الشام ، يقول الراوي : «خطبت أم كلثوم بنت علي «عليه‌السلام» في ذلك اليوم ، من وراء كلّتها (١) ، رافعة صوتها بالبكاء» (٢).

٣ ـ وحينما حمل السبايا إلى الشام ، يقول الراوي : «فلما دخلنا دمشق ، أدخل النساء ، والسبايا بالنهار ، مكشفات الوجوه» (٣).

٤ ـ ويقول ابن طاووس عن السبايا : «وحمل نساؤه على أطلاس أقتاب ، بغير وطاء ، مكشفات الوجوه بين الأعداء» (٤).

٥ ـ وفي حديث قتل خالد لمالك بن نويرة في خلافة أبي بكر : يقول الراوي : «فنظر مالك إلى امرأته ، وهي تنظر الحرب ، وتستر وجهها

__________________

ص ١٠٦ وإحقاق الحق ج ١٠ ص ٢٩٩ والشافي للسيد المرتضى ج ٤ ص ٦٩ و ٧١ وضياء العالمين (مخطوط) ج ٢ ق ٣ ص ٦٩ والعوالم ج ١١ ص ٤٦٨ وشرح الأخبار ج ٣ ص ٣٤ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٧٧ وشرح نهج البلاغة لابن ميثم ج ٥ ص ١٠٥ والبحار (ط قديم) ص ١٠٦ ودلائل الإمامة ص ١١١.

(١) الكلة : الستار.

(٢) البحار ج ٤٥ ص ١١٢ عن اللهوف ص ٦٥ وشرح الأخبار للقاضي النعمان ج ٣ ص ١٩٨ والعوالم ، حياة الإمام الحسن «عليه‌السلام» ص ٣٨١ ولواعج الأشجان ص ٢٠٥ واللهوف في قتلى الطفوف ص ٩١.

(٣) البحار ج ٤٥ ص ١٥٥ عن أمالي الصدوق المجلس ٣٣ رقم ٣ ص ٢٣٠ وروضة الواعظين ص ١٩١ والعوالم ، حياة الإمام الحسين «عليه‌السلام» ص ٣٩٥.

(٤) البحار ج ٤٥ ص ١٠٧ عن اللهوف ص ٨٤ والعوالم ، حياة الإمام الحسين «عليه‌السلام» ص ٣٦٧.

١٦٧

بذراعيها ، فقال : إن قتلني أحد ، فأنت» (١).

٦ ـ ومما قالته السيدة زينب في خطبتها أمام يزيد في الشام :

«أمن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك ، وسوقك بنات رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، يحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناقل ، ويبرزن لأهل المناهل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد الخ ..» (٢).

٧ ـ وحين جاء أبو بكر لاسترضاء فاطمة ، بعد أن ضربوها ، وأسقطوا جنينها ، وأخذوا فدكا منها و.. و.. «شدت قناعها ، وحولت وجهها إلى الحائط ، فدخلا» (٣).

٨ ـ ودخلت أم كلثوم بنت علي «عليه‌السلام» على حفصة ، وكانت تقيم مجلس غناء ، مضادة منها لعلي «عليه‌السلام» ، «ثم سفرت عن وجهها ،

__________________

(١) الصراط المستقيم ج ٢ ص ٢٨١ والأربعين لمحمد طاهر القمي الشيرازي ص ٥١١.

(٢) الإحتجاج ج ٢ ص ١٢٥ والبحار ج ٤٥ ص ١٥٨ و ١٣٤ وبلاغات النساء ص ٢١ واللهوف ص ١٢٧ ومثير الأحزان ص ١٠١ وأعلام النساء ج ٢ ص ٥٠٤ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ٢ ص ٦٤ والعوالم ، حياة الإمام الحسين ص ٤٠٤ و ٤٣٤ ولواعج الأشجان ص ٢٣٧ وغير ذلك.

(٣) البحار ج ٤٣ ص ١٩٨ و ١٩٩ وج ٢٨ ص ٣٠٣ عن كتاب سليم بن قيس ص ٢٤٩ والعوالم (حياة الزهراء «عليها‌السلام») ص ٢٢٢ واللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري ص ٨٧١ والأنوار العلوية ص ٣٠١.

١٦٨

فلما عرفتها حفصة خجلت ، واسترجعت» (١).

٩ ـ وفي حديث عن بنت كسرى يقول النص : «.. فأشار جماعة إلى شهر بانويه بنت كسرى ، فخيرت ، وخوطبت من وراء الحجاب ، والجمع حضور» (٢).

١٠ ـ وقال ابن التربج الدمشقي :

ببرقعها سترت حسنها

فلاح الجمال من البرقع (٣)

١١ ـ وكان توبة بن الحمير يحب ليلى ، وكان يلم بها كثيرا ، ففطن أهلها ، واستعدوا له ، فلاقته ليلى سافرة ، ففطن للأمر ، فجاء وسلم ، ولم يزد ، ورجع ، وقال قصيدة جاء فيها :

وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت

فقد رابني منها الغداة سفورها (٤)

وقد حدثت ليلى هذه الحجاج الثقفي ببعض حديثها مع توبة.

__________________

(١) البحار ج ٣٢ ص ٩٠ والجمل ص ١٤٩ ومناقب أهل البيت للشيراواني ص ٤٧٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ١٣ والدرجات الرفيعة ص ٣٩٠.

(٢) البحار ج ٤٦ ص ١٦ وج ١٠١ ص ١٩٩ وج ٣٠ ص ١٣٤ ودلائل الإمامة للطبري ص ١٩٥ والعدد القوية لعلي بن يوسف الحلي ص ٥٧ ومستدرك الوسائل ج ١٤ ص ٣١٦ والغارات ج ٢ ص ٨٢٥.

(٣) تاريخ مدينة دمشق ج ٦٨ ص ٢٢.

(٤) الأمالي للسيد المرتضى ج ١ ص ١٤٦ والتبيان للطوسي ج ١٠ ص ٢٧٨ وجامع البيان للطبري ج ٣٠ ص ٧٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٧٠ ص ٦٦ وتاج العروس ج ٥ ص ٢٧٣.

١٦٩

١٢ ـ وقال أبو النجم العجلي :

من كل عجزاء سقوط البرقع

بلهاء لم تحفظ ولم تضيع (١)

١٣ ـ وقال أبو حيّة النميري ، أو رؤبة بن العجاج ، وقد عاشا في عهد الأمويين :

فألقت قناعا دونه الشمس واتقت

بأحسن موصولين ، كف ، ومعصم (٢)

١٤ ـ ولذي الرمة المتوفى سنة ١١٧ ه‍ أشعار ترتبط بهذا الموضوع (٣) ، وهناك أشعار أخرى لم أتحقق من قائلها ، منها ما أنشده سيبويه :

بأعين منها مليحات النقب

شكل التجار ، وحلال المكتسب (٤)

وقال آخر :

جزى الله البراقع من ثياب

عن الفتيان شرا ما بقينا

يوارين الحسان فلا نراهم

ويزهين القباح فيزدهين (٥)

وقال الحارث بن الخزرج الخفاجي :

__________________

(١) أمالي المرتضى ج ١ ص ٢٣٢ منشورات مكتبة المرعشي وكتاب العين للفراهيدي ج ١ ص ٢١٥ وتاج العروس ج ٥ ص ٢٧٣.

(٢) أمالي المرتضى (منشورات مكتبة المرعشي ، قم) ج ٢ ص ١٠١ والتبيان ج ١ ص ٥٤ وتفسير مجمع البيان ج ١ ص ٨٠ والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج ١ ص ١٦١ وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ١ ص ٤٢.

(٣) راجع : تاريخ مدينة دمشق ج ٤٨ ص ١٦٧.

(٤) راجع : لسان العرب ج ١ ص ٧٦٢ وتاج العروس ج ١ ص ٤٩١.

(٥) لسان العرب ج ١٤ ص ٣٦١.

١٧٠

سفرت فقلت لها هج فتبرقعت

وذكرت حين تبرقعت هبارا (١)

لماذا الحجاب؟!

وبعد .. فإن من الواضح : أن الله سبحانه قد أراد لهذا الإنسان أن يعمر الكون ، وأن يوصله بكل ما فيه إلى كماله ، وقد رسم له من الأحكام والضوابط السلوكية ما يحفظ له مسيرته في هذا الاتجاه ، وينسجم مع طبيعة تكوينه ، ويمكّنه من الوصول إلى هدفه هذا .. ويكون به ضمان سلامته وسلامة كل من يحيط به ، أو يتعاطى معه ، ويكون له درجة من التأثر به ، أو التأثير فيه.

وقد كان لحياة الإنسان الأسرية أو المجتمعية حظ من هذه العناية الإلهية من حيث إسهامها في صناعة وصياغة مكونات شخصيته وخصائصه وحالاته ، التي لها تأثير عميق في نشوء قدراته ، وتبلور إرادته الفاعلة والمؤثرة في جهده المحفّز للقوى الكامنة ، والذي يسهم في تغيير المسار ، ليصبح في هذا الاتجاه أو ذاك.

وكما اقتضت الحكمة الإلهية أن تخضع العلاقة بين الرجل والمرأة في داخل الأسرة وفي خارجها لضوابط ومعايير إنسانية وأخلاقية ، والتزامات وأحكام شرعية لا يصح تجاوزها ؛ فإنها اقتضت أيضا أن يكون الطهر والعفاف ، والقيم والمبادئ هي الأساس لذلك كله.

وقد ارتكز ذلك كله إلى حقيقة اقتضاها التكوين في نطاق دائرة

__________________

(١) الصحاح في اللغة ج ١ ص ٣٤٩ و ٨٥٠ ولسان العرب ج ٥ ص ٢٤٩ وج ٢ ص ٣٨٧ وج ٤ ص ٤٨١ وتاج العروس ج ٣ ص ١١٤ و ٣٤٧ و ٦٠٩.

١٧١

التسبيب ، وهي أن مساحات الجمال ، ومناشئ وموجبات الإغراء ، التي تهيئ للانجذاب الغريزي لدى المرأة ، أوفر وأوسع مما هي عليه لدى الرجل ، لأن ذلك هو ما تفرضه ضرورة أن تقوم هذه المساحات بوظائفها في تحقيق الانجذاب الغريزي في نطاق ضابطة العفة والطهر ، والالتزام.

ثم جاءت التشريعات والتوجيهات ، وكذلك التربية على القيم والمبادئ والفضائل ، ورفض الرذائل ، لتساعد على إبقاء المساحات الجمالية ومواقع الجذب الغرائزي ضمن دائرة السيطرة ، لكي تتمكن من القيام بمهماتها في بناء الحياة بصورة صحيحة وسليمة ، وعلى أفضل وجه وأتمه ..

وكان لا بد أن تأتي هذه التشريعات في منتهى الدقة ، والشمولية ؛ لأنها تعنى بإبعاد كلا الجنسين ـ ما داما خارج دائرة الإباحة الشرعية ـ عن الأجواء الغرائزية ، حتى على مستوى الوهم والتخيل لأية علاقة غير سليمة ، وإزالة أية درجة من درجات الإثارة التي لا تخضع للالتزامات والضوابط المفروضة من ناحية الشارع المقدس.

من هنا نجد : أن فاطمة الزهراء «عليها‌السلام» لا ترضى بدخول الأعمى إلى مجلسها ، لأنها تراه ، ولأنه يشم الريح .. كما أن الشارع الحكيم قد كره للرجل أن يجلس في الموضع الذي تقوم عنه المرأة قبل أن يبرد ، وهذا بحد ذاته يكفي للتعريف بما يرمي إليه الشارع ، حين فرض على المرأة ستر مساحات الجمال والإغراء في جسدها عن نظر الرجل.

وقد جاء تغطية الوجه أيضا في هذا السياق.

١٧٢

الفصل الخامس :

استطرادات على هامش حديث الزواج

١٧٣
١٧٤

علاقات حميمة بين زينب وعائشة!!

ومن الأمور الجديرة بالتأمل هنا : هذا الود والمحبة بين عائشة وزينب بنت جحش ، رغم أن زواج النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بزينب كان في بداية الأمر قد ثقل على عائشة ، وقد أقلقها وأهمها هذا الأمر ، وأخذها منه ما قرب وما بعد ..

وقد اعترفت عائشة بامتياز زينب عليها في بيت الزوجية ، وأنها هي التي كانت تساميها من بين سائر نسائه «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

ولكن سرعان ما انقلبت الأمور ، وأصبحت زينب في موقع الحظوة لدى عائشة ، وصارت تمدحها بقولها : ما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينب ، وأتقى لله ، وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ، وأعظم أمانة وصدقة (١).

__________________

(١) أسد الغابة ج ٥ ص ٤٦٥ والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج ٤ ص ٣١٦ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢١٣ و ٢١٤ عن صحيح مسلم ، في فضائل الصحابة.

ومسند أحمد ج ٦ ص ١٥١ وحياة الرسول وفضائله ص ٢٠٨ وحلية الأولياء ج ٢ ص ٥٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢٨٣ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢٠٣ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٢١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٤٨ وشرح المواهب للزرقاني ج ٤ ص ٤١٤ وروح البيان ج ٧ ص ١٨١ وصحيح مسلم

١٧٥

وحين ماتت قالت عائشة : لقد ذهبت حميدة ، متعبدة ، مفزع اليتامى والأرامل (١).

ورغم أن المفروض : أن حديث الإفك الذي نسبته عائشة إلى نفسها ، طمعا في استلاب آيات الأفك من صاحبتها الحقيقية لتستأثر بها عائشة ، رغم أن هذا الحديث كان ـ حسب زعم عائشة ـ في غزوة المريسيع ، وكان زواج النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بزينب ـ حسب أقوال المؤرخين ـ بعد المريسيع ، فإن عائشة قد غفلت عن هذه النقطة بالذات ، ومنحت زينب بنت جحش أوسمة شرف ونبل من خلال ما زعمته من موقف لها في نفس حديث الإفك ، حيث زعمت : أن حمنة بنت جحش طفقت تحارب لأختها ، أما زينب نفسها ، فقد سألها النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن عائشة ، فعصمها الله بالورع ، فراجع : ما ذكرناه في الجزء الثالث عشر من هذا الكتاب ..

وثمة مدائح أخرى سطرتها عائشة لزينب بنت جحش .. يجدها المتتبع لكتب الحديث وغيرها ..

غير أن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو :

لماذا هذا الحب من عائشة لزينب بنت جحش؟! خصوصا بعد ذلك الخوف والوجل منها لما كان يبلغها عن جمالها!! هل لأنها قد أدركها الخشوع

__________________

ج ٧ ص ١٣٦ وسنن النسائي ج ٧ ص ٦٦ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٧ ص ٢٩٩ ومسند ابن راهويه ج ٤ ص ٤٦ والمعجم الكبير ج ٩ ص ٨٨ وعيون الأثر ج ٢ ص ٣٨٧ والسمط الثمين ص ١٢٨.

(١) الإصابة ج ٤ ص ٣١٤ وأنساب الأشراف ج ١ ص ٤٣٥ والطبقات الكبرى ج ٨ ص ١١٠ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢٠٣.

١٧٦

وتجلببت بالتقوى ، وألحت عليها دواعي الإنصاف والاعتراف بالحق لأهل الحق؟!

أم أن ثمة سرا آخر؟!

إن الحقيقة هي : أن عائشة هذه المرأة الجريئة والطموح ، والتي استطاعت أن تشن حربا على أقدس وأعظم شخصية بعد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» .. والتي كانت مفتاحا لجرأة معاوية وغيره على الوصي ، وأخي النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وابن عمه ، حتى شنوا الحروب عليه ـ إن عائشة ـ قد وجدت في زينب بنت جحش بعض بغيتها ، فكانت النصير والمساعد لها على تمرير بعض مشاريعها في إثارة أجواء تخدم مصالحها المستقبلية والآنية على حد سواء!!

إن هذا الاحتمال الأخير هو الذي نرجحه ، ونميل إليه ؛ لأن تاريخ زينب في بيت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يشير إلى أنها لم تكن في إخلاصها وفي سلوكها بمستوى أم سلمة ، ولا هي مثل ميمونة بنت الحارث ، أو مارية ولم تكن تهتم كثيرا لالتزام جانب الهدوء والسكينة ، والبحث عما يرضي الله ورسوله ..

وقد كانت عائشة تبحث عن هذا النوع من الناس لمساعدتها في مشاريعها وفي الوصول إلى أهدافها ، وتحقيق طموحاتها.

ومما يؤكد على أن زينب قد كانت كذلك هو النصوص التالية :

روحيات زينب :

١ ـ روي عن الإمام الصادق «عليه‌السلام» : أن زينب قالت لرسول

١٧٧

الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : لا تعدل ، وأنت رسول الله؟!

وقالت حفصة : إن طلقنا وجدنا أكفاءنا من قومنا.

فاحتبس الوحي عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عشرين يوما. فأنف الله عزوجل لرسوله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فأنزل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ ..) إلى قوله (أَجْراً عَظِيماً).

قال : فاخترن الله ورسوله (١).

٢ ـ وروي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» : أن زينب بنت جحش قالت : يرى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إن خلى سبيلنا أن لا نجد زوجا

__________________

(١) البحار ج ٢٢ ص ٢١٣ و ٢٢٠ وج ٩٨ ص ١٦٥ والكافي ج ٦ ص ١٣٨ و ١٣٦ و ١٣٩ والبرهان ج ٣ ص ٣٠٧ ونور الثقلين ج ٤ ص ٢٦٥ و ٢٦٦ وكنز الدقائق ج ١٠ ص ٣٦٤ وتفسير الصافي ج ٤ ص ١٨٥ و ١٩٨ والتفسير الأصفى ج ٢ ص ٩٩٠ ومن لا يحضره الفقيه ج ٣ ص ٥١٧ والإستبصار ج ٣ ص ٣١٣ وتهذيب الأحكام ج ٨ ص ٨٨ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج ٢٢ ص ٩٣ ومستدرك الوسائل ج ١٥ ص ٣١٠ و ٣١١ وغوالي اللآلي ج ١ ص ٣٠٧ و ٣٧٧ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٧ ص ٥٣ والمصنف للصنعاني ج ٧ ص ٤٩٢ وكنز العمال ج ٢ ص ٤٨٢ والتبيان ج ٨ ص ٣٣٤ ومجمع البيان ج ٨ ص ١٧٦ وفقه القرآن للراوندي ج ٢ ص ١١٨ وجامع البيان ج ٢١ ص ١٩٠ وج ٢٢ ص ٣٣ وأحكام القرآن ج ٣ ص ٤٨٢ وزاد المسير ج ٦ ص ٢١٠ وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ٣ ص ٤٨٩ وتفسير الجلالين ص ٦٥٠ والدر المنثور ج ٥ ص ١٩٤ و ٢١٢ ولباب النقول ص ١٦١ وتفسير الثعالبي ج ٤ ص ٣٤٥ وفتح القدير ج ٤ ص ٢٩٦ والطبقات الكبرى ج ٨ ص ١٨٠ وأسد الغابة ج ١ ص ٣٣.

١٧٨

غيره. وقد كان اعتزل نساءه تسعا وعشرين ليلة.

فلما قالت زينب الذي قالت : بعث الله عزوجل جبرئيل إلى محمد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً ، وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) الآيتين كلتيهما.

فقلن : بل نختار الله ورسوله ، والدار الآخرة (١).

٣ ـ وعن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : إن زينب بنت جحش قالت لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : لا تعدل ، وأنت نبي؟!.

فقال لها : تربت يداك ، إذا لم أعدل فمن يعدل؟

قالت : دعوت الله يا رسول الله ، ليقطع يداي (يدي)؟

فقال : لا ، ولكن لتتربان.

فقالت : إنك إن طلقتنا وجدنا في قومنا أكفاءنا ، فاحتبس الوحي عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» .. ثم ذكر نزول آية التخيير لهن (٢).

__________________

(١) البحار ج ٢٢ ص ٢١٩ وراجع ص ٢١٢ عن الكافي ج ٦ ص ١٣٨ والبرهان في تفسير القرآن ج ٣ ص ٣٠٧ ونور الثقلين ج ٤ ص ٢٦٥ وكنز الدقائق ج ١٠ ص ٣٦٤ وتفسير الميزان ج ١٦ ص ٣١٥ وجامع البيان ج ٢١ ص ١٩٠ وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ٣ ص ٤٨٩.

(٢) البحار ج ٢٢ ص ٢١٣ و ٢٢٠ والكافي ج ٦ ص ١٣٩ وتفسير البرهان ج ٣ ص ٣٠٧ ونور الثقلين ج ٤ ص ٢٦٦ وكنز الدقائق ج ١٠ ص ٣٦٤ و ٤٦٥ وتفسير الصافي ج ٤ ص ١٨٥ والتفسير الأصفى ج ٢ ص ٩٩٠ ومن لا يحضره الفقيه ج ٣ ص ٥١٧.

١٧٩

٤ ـ قال ابن الأثير : «وهجرها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وغضب عليها لما قالت لصفية بنت حيي : تلك اليهودية. فهجرها ذا الحجة ، والمحرم ، وبعض صفر ، وعاد إلى ما كان عليه» (١).

٥ ـ وعن ميمونة بنت الحرث : كان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في رهط من المهاجرين يقسم ما أفاء الله عليه ، فبعثت إليه امرأة من نسائه ، وما منهم إلا ذا قرابة من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

فلما عم أزواجه عطيته ، قالت زينب بنت جحش : يا رسول الله ، ما من نسائك امرأة إلا وهي تنظر إلى أخيها ، أو أبيها ، أو ذي قرابتها عندك ، فاذكرني من أجل الذي زوجنيك.

فأحرق رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قولها ، وبلغ منه كل مبلغ. فانتهرها عمر.

فقالت : أعرض عني يا عمر ، فو الله ، لو كانت بنتك ما رضيت بهذا.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أعرض عنها يا عمر ، فإنها أواهة. فقال رجل : يا رسول الله ، ما الأواه؟

قال : الخاشع المتضرع (٢).

__________________

(١) أسد الغابة ج ٥ ص ٤٦٤ والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج ٤ ص ٣١٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ٣٨٧ ومسند أحمد ج ٦ ص ١٣١ و ٢٦١ وسنن أبي داود ج ٢ ص ٣٩١ وعون المعبود ج ١٢ ص ٢٣٠ والمعجم الكبير ج ٢٤ ص ٧١ والطبقات الكبرى ج ٨ ص ١٢٧ وميزان الإعتدال ج ٢ ص ٢٣٥ وعن الإصابة ج ٨ ص ٢١١.

(٢) حلية الأولياء ج ٢ ص ٥٣ و ٥٤.

١٨٠