الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٤

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٤

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-186-6
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٦

١ ـ إنهم يذكرون : أنه قد دعا زوجته أم كلثوم بنت علي لتأكل معهم ، مع أن هناك من يعلن التشكيك بأصل زواج عمر بأم كلثوم ..

ولو أغمضنا النظر عن هذا الأمر ، فإننا نقول :

إن أم كلثوم كانت آنئذ صغيرة السن ، إلى حد : أن عمر قد اضطر للاعتذار من الناس على إقدامه على فرض إرادته بالزواج منها.

ونحيل القارئ إلى كتاب صدر لنا بعنوان : «ظلامة أم كلثوم» فإن فيه ما يفيد في توضيح كثير من الأمور حول أم كلثوم.

٢ ـ إن الجواب المنسوب لأم كلثوم لا يعقل صدوره منها ، لأكثر من سبب ، فهي :

أولا : تعرف شدة عمر وغلظته ، وأنه لا يحتمل إجابات من هذا القبيل.

ثانيا : إن هذه الإجابة لا تناسب أدب أم كلثوم ، مع أي كان من الناس ، فكيف إذا كان من تخاطبه هو زوجها؟! وكيف إذا كان زوجها خليفة ، لا بد لها من حفظ مكانته أمام الناس؟! فلا يصح أن تعيّره بالشح والبخل ، والتقتير عليها.

وثالثا : إن من يتربى في حجر علي «عليه‌السلام» ، وفي بيت النبوة والإمامة لا يكون همه الدنيا ، ولا يقيس نفسه بطلابها.

٣ ـ إنه لم يعهد من أحد من المسلمين أن يبادر إلى الجمع بين زوجته وبين الأجانب على موائد الطعام ، خصوصا بعد نزول الحجاب.

وخصوصا إذا كان يضع نفسه في موقع خلافة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله». وخصوصا مع ما ينسبونه إليه من الغيرة ، وشدة الحساسية من

١٤١

اختلاط النساء بالرجال الأجانب.

وأخيرا .. فإننا نظن : أن سبب حشر اسم أم كلثوم في هذه الواقعة ، هو :

التدليل على مصاهرة عمر لعلي من جهة ، ثم الإساءة إلى علي بنسبة أمور لا تليق إلى ابنته التي رباها بأدب الرسالة ورعاها ، ومن ثدي العلم والتقوى غذاها.

ج : موافقات عمر :

واللافت هنا : عد مسألة الحجاب من الموارد التي وافق فيها عمر ربه.

مع أن الروايات قد تحدثت عن أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نفسه لم يكن يفعل ما يطلبه منه عمر في هذا الشأن.

فكيف يصح أن يكون المخالف لربه هو النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، والموافق له هو رجل آخر ، أمضى حياته في الجاهلية ولم يستضئ بنور العلم ، ولم يلتزم في أكثر عمره بقيم ولا بأخلاق؟! فهل أدرك هذا الشخص ـ وهو عمر ـ ذلك بعقله ، ولم يدركه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟!

أم هل دفعته إليه غيرته ، ولم يكن لدى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من الغيرة ما يدفعه لذلك؟!

وإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لم يبادر الله إلى تشريعه قبل طلب عمر له؟!

إلا أن يدّعي هؤلاء : أن عمر كان أغير من الله عزوجل ، أو أنه كان قد أدرك ذلك وعرفه ، في زمن لم يكن الله ـ والعياذ بالله ـ قد عرف ذلك؟!

١٤٢

د : فمرّ عمر :

وعن الرواية التي تذكر مرور عمر على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وعائشة ، وهما يأكلان حيسا ،

نقول :

قد يقال : هل كان النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يجلس هو وزوجته على قارعة الطريق حتى مر عمر؟!

ويجاب عنه : بأن باب بيت عائشة كان إلى المسجد ، فربما كان النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد فتح الباب ، وجلس يأكل مع زوجته ، وكان عمر يمشي في المسجد ، فدعاه.

غير أننا نقول :

إن هذه الإجابة ، وإن كانت صحيحة بالنسبة للناس العاديين ، لكننا نستبعد أن يصدر ذلك من النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فإننا نجله عن أن يجلس ليأكل مع زوجته في مكان عام ، يراهما الرجال الأجانب ، والفقراء ، والمعوزون ..

مع التذكير : بأن الأسئلة التي أوردناها في الفقرة السابقة آتية هنا أيضا.

على أن اجتماع النساء مع الرجال الأجانب على طعام واحد لم يكن مألوفا في عهد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» .. خصوصا في مجتمع يفرض على المرأة الخدر ، والصون ، والعفة ، ولا سيما بعد أن مضى على ظهور الإسلام ما يقرب من عشرين سنة.

١٤٣

ه : هلا لنفسك كان ذا التعليم؟

إن الروايات تشير : إلى حرص عمر على أن يبادر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى حجب نسائه.

والسؤال هو : هل كان عمر قد حجب نساءه أيضا ، وهل كان يطلب الحجاب لسائر نساء المؤمنين كما يطلبه لنساء النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟!

أم أن غيرته كانت على نساء النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» دون سواهن؟! خصوصا مع تعليله ذلك بأنه أطهر لقلوبهن ، وأنه يدخل عليهن البر والفاجر ، فإن هذا تعليل شامل لجميع النساء ، وهو يقتضي : أن يكون عمر حريصا على نساء كل الناس ، بما فيهم نساؤه هو ..

فإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا يدعو زوجته أم كلثوم لتأكل مع ذلك الرجل الغريب حسبما تقدم؟!

و : عمر .. وسودة :

وقد ذكرت بعض تلك الروايات : أن عمر قد تعرض لسودة بنت زمعة ، وأنها اشتكته إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

واللافت هنا هو : أن الرواية تذكر : أن الآية التي نزلت في هذه المناسبة هي قوله تعالى : (.. لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ ..) ، مع أنه لا مناسبة بين ما فعله عمر ، وبين هذه الآية ..

فلاحظ الرواية المتقدمة في فقرة : «تناقض أسباب فرض الحجاب» [رقم ٥].

فإن عمر لم يدخل إلى بيوت النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بغير إذن ، ولم

١٤٤

يسألهن متاعا ، بل هو قد رآها وهي خارجة لحاجتها ، فناداها : قد عرفناك يا سودة.

ز : الخطاب للناس لا للنساء :

قد ذكرنا : أن الآية التي يقال : إنها أمرت النساء بالحجاب ، هي قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ ..) الآية.

وليس فيها أي خطاب للنساء ، بل الخطاب فيها للمؤمنين ، وهي تتعرض لأمر لا تدل عليه رواية سودة ، ولا رواية زينب ، ولا رواية إصابة إصبع عمر لإصبع عائشة ، ولا غيرها ، ألا وهو دخول الناس بيوت النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من دون إذن.

بل إن قوله تعالى : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) وكذلك سائر الفقرات ، قد تكون مشيرة إلى أن الحجاب كان مفروضا ، ولكن الناس كانوا يتصرفون بصورة غير مؤدبة ، ولا مقبولة من الناحية الأخلاقية والإيمانية.

ح : سودة خرجت ليلا :

إن رواية سودة تصرح : بأن النساء كن يخرجن ليلا إلى المناصع ، لكن عمر قد لا حقهن في هذا الوقت بالذات ، وعرف سودة من طولها ، لا من سفورها.

بل إنها حتى لو سفرت عن وجهها بالليل ، فإن ذلك لا يضر ، إذ كفى بالليل حجابا وحاجبا.

١٤٥

فقول النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، بعد شكوى سودة ، ونزول الوحي عليه : إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن ، فيه رد صريح على عمر ، ورفض لتصرفه هذا ..

كما أن نزول الآية في هذه المناسبة ـ على تقدير القول بنزولها فيها ـ فيه إدانة لفعل عمر بالذات ، وردع له عن التعرض لنساء النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، والهجوم عليهن في أوقات خلوتهن بأنفسهن ، لقضاء حاجتهن.

ط : الأجانب لا يجالسون نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وأما الرواية الأخيرة : فقد ذكرت أمرا قبيحا ، لا يصح تصديقه ، أو احتماله في حق نساء رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله». فإن مرور النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بنساء من نسائه وعندهن رجال يتحدثون معناه : أن الرجال ـ أفرادا وجماعات ـ كانوا يجالسون نساء رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

ولو صح هذا : لكان يجب أن يكره النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ذلك من أول بعثته وأن ينزل الحجاب منذئذ. فإنه إذا كان اجتماع النساء بالرجال مألوفا ومسموحا به فقد كان النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» متزوجا قبل هذا التاريخ بعشرات السنين ومن البعيد أن لا يتفق اجتماع نسائه أو إحداهن بالرجال أو أن لا يعلم بذلك طيلة هذه السنين المتعاقبة ، فلماذا تأخرت كراهته لذلك كل هذه المدة الطويلة؟!

وإذا كان ذلك جائزا شرعا فلماذا كرهه الآن؟! وإن كان مرفوضا شرعا ، فلماذا تأخرت كراهته «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لما هو حرام قبل ذلك؟!

١٤٦

متى فرض الحجاب؟! ومتى تزوج صلى‌الله‌عليه‌وآله بزينب؟!

زعموا : أن الحجاب قد نزل فرضه على نساء النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في سنة خمس في ذي القعدة (١) ، مبتنى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بزينب بنت جحش (٢).

وقيل : كان ذلك في سنة ثلاث (٣).

وسببه : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أولم بمناسبة زواجه بزينب ، فطعم الناس ، وبقي رجال ثلاثة أو اثنان جلوسا يتحدثون ، فشق ذلك على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فنزلت آية الحجاب (٤).

__________________

(١) الدر المنثور ج ٥ ص ٢٤١ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٢٠ وفتح القدير ج ٤ ص ٢٩٩ وسائر المصادر التي تقدمت في فصل سابق ذكرت فيه قصة الزواج بزينب بنت جحش.

(٢) الدر المنثور ج ٥ ص ٢٠٤ عن ابن سعد عن أنس ، والمنتظم ج ٣ ص ٢٢٧ والأوائل للشيباني ص ٤٥ والأوائل لابن أبي عاصم ص ٣٨ و ٥٢ وفتح القدير ج ٤ ص ٢٩٩ وغير ذلك من مصادر تقدمت.

(٣) فتح القدير ج ٤ ص ٢٩٩ وغير ذلك من مصادر تقدمت.

(٤) راجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٥٠٢ والمنتظم ج ٣ ص ٢٢٧ وأنساب الأشراف ج ١ ص ٤٣٥ وفتح القدير ج ٤ ص ٢٩٩ ونور الثقلين ج ٤ ص ٢٩٨ و ٢٩٩ والسنن الكبرى ج ٧ ص ٥٧ وشرح المواهب للزرقاني ج ٤ ص ٤١٢ وغير ذلك من مصادر تقدمت.

١٤٧

وقالوا : إن ذلك كان بعد المريسيع (١).

ونقول :

إن ذلك غير مسلّم ، وذلك لما يلي :

١ ـ إن عبد الرزاق يذكر ما يدل على أن الزواج بزينب قد تأخر إلى ما بعد خيبر ، قال عبد الرزاق : «ثم نكح صفية بنت حيي ، وهي مما أفاء الله عليه يوم خيبر ، ثم نكح زينب بنت جحش» (٢).

فإن كان الحجاب قد فرض في مناسبة هذا الزواج ، فلا بد من القول بأن الحجاب ـ بناء على هذا ـ قد فرض بعد خيبر.

أو يقال : بأنه لا ربط بين فرض الحجاب وبين قضية زينب ، وأنه قد فرض قبلها.

٢ ـ ذكروا : أن السبب في حرب الفجار ـ التي كانت في الجاهلية ـ هو :

أن امرأة من بني عامر بن صعصعة قدمت مكة ، وكانت تلبس برقعا ، فأرادها فتيان على كشف وجهها ، فرفضت ، فحلوا لها طرف درعها ، فلما قامت بدت سوأتها ، فصرخت ، فاجتمع الناس الخ .. (٣).

وهذا يدل على التزام الناس بالحجاب إلى حد تغطية الوجه قبل الإسلام بعشرات السنين ، ولعل هذا الأمر من بقايا الحنيفية التي هي دين

__________________

(١) راجع : طبقات ابن سعد ج ٨ ص ١٥٧ و ٨١ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤١٤ وأنساب الأشراف ج ١ ص ٤٣٣ وسائر المصادر التي تقدمت حين الكلام حول تاريخ هذا الزواج.

(٢) المصنف ج ٧ ص ٤٩٠.

(٣) المنمق ص ١٦٣ والأغاني ج ١٩ ص ٧٤ والعقد الفريد ج ٣ ص ٣٦٨.

١٤٨

إبراهيم «عليه‌السلام».

٣ ـ زعموا أن عائشة حينما تخلفت عن الجيش في غزوة المريسيع ، وصادفها صفوان بن المعطل خمرت وجهها بجلبابها (١).

ومن الواضح : أن هذه القضية ـ كما يزعمون ـ قد كانت قبل قضية الحجاب ، لأن الحجاب قد كان بعد المريسيع. ولم نجد ما يدل على أن عائشة كانت تستر وجهها عن الناس قبل نزول الحجاب.

٤ ـ ويقولون : إن سبب غزوة بني قينقاع هو : أن امرأة من المسلمين قد جاءت إلى سوقهم ، فجلست عند صائغ لأجل حلي لها ، فأرادوها على كشف وجهها ، فأبت. فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت بدت سوأتها ، فضحكوا منها ، فصرخت ، فعدا مسلم على من فعل ذلك بها فقتله ، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه ، ثم كانت الحرب (٢).

وقد كان هذا في أوائل سني الهجرة ، كما هو معلوم.

٥ ـ بل إنهم يذكرون ـ في قصصهم عن بدء الوحي ـ : ما يدل على معرفة الناس بالحجاب ، وتعاملهم به قبل البعثة أيضا الأمر الذي يشير إلى أن ذلك فيهم من بقايا دين الحنيفية التي كان لها حضور في العرب ، ولا سيما في بني هاشم ، ومن يدور في فلكهم ، فقد ذكروا ـ وإن كنا قد ناقشنا ذلك في موضعه من هذا الكتاب ـ : أن خديجة قد عرفت : أن الذي يأتي للنبي

__________________

(١) راجع : المجلد الثاني عشر من هذا الكتاب وراجع : البحار ج ٢ ص ٥ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٢٠٣.

(٢) راجع : الكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٣٧ و ١٣٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣ و ٤ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٠٨.

١٤٩

«صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالوحي هو ملك ؛ بأن قد تحسرت ، فشالت خمارها ، ورسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في حجرها ، فذهب الملك ، فلما استترت أتاه (١). فراجع.

٦ ـ بل إن نفس حديث الزواج بزينب قد دل على : أن الحجاب كان مفروضا قبل ذلك ؛ لأن النصوص ذكرت : أن زينب قالت : «فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا ورسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد دخل عليّ بيتي ، وأنا مكشوفة الشعر ، فعلمت أنه أمر من السماء» (٢).

٧ ـ وفي حديث زواج الزهراء «عليها‌السلام» الذي كان في أوائل الهجرة ما يدل على وجوب الحجاب أيضا ، فقد ذكروا : أن أم سلمة أتت بفاطمة الزهراء «عليها‌السلام» إلى أبيها «صلى‌الله‌عليه‌وآله» «فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها ، حتى رآها علي «عليه‌السلام» ، ثم أخذ يدها ، فوضعها في يد علي الخ ..» (٣).

هذا .. وقد كان الحجاب مفروضا في الديانتين اليهودية والمسيحية ، وعند الأمم السالفة ، وعند عرب الجاهلية.

ونحن نذكر بعض الشواهد على ذلك فيما يلي :

__________________

(١) راجع : الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ج ٣ ص ١٠ و ١١.

(٢) تقدمت مصادر ذلك في فصل : زينب بنت جحش في حياة الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، في الفقرة التي بعنوان : الله المزوج ، وجبريل الشاهد ، فراجع.

(٣) الأمالي للطوسي ج ١ ص ٤١ والبحار ج ٤٣ ص ٩٦ ومسند فاطمة ص ٢٠٠ و ٢٠٥.

١٥٠

الحجاب في الكتب القديمة :

إن المراجع للكتابين اللذين يقال لهما : العهد القديم ، والعهد الجديد ، أي ما يسمى ب «التوراة» و «الإنجيل» ، يجد فيهما نصوصا تؤكد على الحجاب ، فلاحظ ما يلي :

١ ـ العهد القديم «التوراة» :

فمن النصوص الواردة فيما يسمى بالتوراة ، أو العهد القديم ، ما يلي :

ألف : «قالت للعبد : من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائي؟!

فقال العبد : هو سيدي.

فأخذت البرقع وتغطت» (١).

ب : «وقيل لها : هو ذا حموك صاعد إلى تمنة ليجزّ غنمه. فخلعت عنها ثياب ترمّلها ، وتغطت ببرقع ، وتلفّفت وجلست في مدخل عينايم ، التي على طريق تمنة ، لأنها رأت أن شيلة قد كبر الخ ..» (٢).

ج : إن تامار «قامت ومضت ، وخلعت عنها برقعها ، ولبست ثياب ترمّلها» (٣).

د : تقول المرأة : «أخبرني يا من تحبه نفسي ، أين ترعى عند الظهيرة؟ أين تربض؟ لماذا أنا أكون مقنعة عند قطعان أصحابك»؟ (٤).

__________________

(١) نعمة الحجاب في الإسلام ص ١٠ و ١١ وسفر التكوين الإصحاح ٢٤ رقم ٦٥.

(٢) نعمة الحجاب في الإسلام ص ١١ وسفر التكوين الإصحاح ٣٨ رقم ١٣ و ١٤.

(٣) سفر العدد ، الإصحاح ٣٨ عدد ١٩.

(٤) نعمة الحجاب ص ١١ والنشيد الخامس من أنا شيد سليمان.

١٥١

ه : وفيه أيضا : أن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن ، والمباهاة برنين خلاخيلهن ، بأن «ينزع السيد في اليوم عنهن زينة الخلاخيل والضفائر ، والأهلة ، والحلق ، والأساور ، والبراقع ، والعصائب» (١).

و : ويقول ويل ديورانت : لو أن امرأة نقضت القانون في المجتمع اليهودي بأن خرجت إلى الرجال دون أن تغطي رأسها ، أو أنها اشتكت إلى رجل ، ورفعت صوتها من دارها حتى سمعوا جيرانها ، كان لزوجها الحق في أن يطلقها دون أن يدفع مهرها (٢).

ز : وفي مقام تهديد المرأة إذا عصت ، قال في العهد القديم : «إكشفي نقابك ، شمري الذيل ، اكشفي الساق ، اعبري الأنهار ، تنكشف عورتك ، وترى معاريك» (٣).

٢ ـ العهد الجديد : «الإنجيل» :

ومما ورد في العهد الجديد قول بولس : إن النقاب شرف للمرأة ، «فإن كانت ترخي شعرها فهو مجدلها ، لأن الشعر بديل من البرقع» (٤).

ولعله يقصد : التستر بالشعر ، إذا لم تجد سواه.

قالوا : «وكانت المرأة عندهم تضع البرقع على وجهها حين تلقى

__________________

(١) أشعيا الإصحاح ٣.

(٢) قصة الحضارة ج ١٤ ص ٣٤.

(٣) سفر التكوين الإصحاح ٤٧ فقرة ٣.

(٤) رسالة كورنتوش الأولى ، ونعمة الحجاب في الإسلام ص ١١.

١٥٢

الغرباء ، وتخلعه حين تنزوي في الدار بلباس الحداد» (١).

الحجاب في الجاهلية :

من الألبسة المشهورة في الجاهلية : الخمار ، القناع ، البرقع ، اللثام. وكانت المرأة في الجاهلية تغطي رأسها بخمار وتقاتل (٢).

ونحن نكتفي هنا بإيراد نماذج من الشعر العربي الذي يحمل معه دلالات على موضع الحجاب في الجاهلية ، وهي التالية :

١ ـ قال النابغة الذبياني ، وكان قد دخل على النعمان بن المنذر ، وكانت معه زوجته ، فسقط نصيفها ، فسترت وجهها بيديها :

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه

فتناولته واتقتنا باليد

بمخضب رخص كأن بنانه

عنم يكاد من اللطافة يعقد

٢ ـ وقال عنترة بن شداد :

وكشفت برقعها فأشرق وجهها

حتى كان الليل صبحا مسفرا (٣)

٣ ـ وقال عنترة أيضا :

وحولك نسوة يدنين حزنا

ويهتكن البراقع واللفاعا

__________________

(١) المرأة والإسلام ص ١٣٤ ومكانة المرأة ص ١٠٨ والمرأة في القرآن الكريم للعقاد ص ١٠١.

(٢) مكانة المرأة ص ١١٣.

(٣) راجع : نعمة الحجاب في الإسلام ص ١٥ والمرأة المعاصرة لعبد الرسول الغفار ص ٤٤ و ٤٥.

١٥٣

٤ ـ وقال أيضا :

جفون العذارى من خلال البراقع

أحدّ من البيض الرقاق القواطع

٥ ـ وقال أيضا :

إن تغدفي دوني القناع فإنني

طب بأخذ الفارس المستلئم (١)

٦ ـ وقال الفند الزماني المتوفى سنة ٩٥ قبل الهجرة :

يوم لا تستر أنثى وجهها

ونفوس القوم تنزو في الحلوق

٧ ـ وقال الشنفرى ، المتوفى سنة ٥١٠ م ، يصف زوجته أميمة :

لقد أعجبتني لا سقوطا قناعها

إذا ما شأت أو لا بذات تلفت

٨ ـ وقال الحارث اليشكري ، المتوفى سنة ٥٠ قبل الهجرة :

فضعي قناعك إن ريب

الدهر قد أفنى معدا (٢)

٩ ـ ومن الأمثال المعروفة قولهم : «ذكرني فوك حماري أهلي».

وهو أن رجلا خرج يطلب حمارين ضلا له ، فرأى امرأة متنقبة ، فأعجبته حتى نسي الحمارين ، فلم يزل يطلب إليها حتى سفرت له ، فإذا هي فوهاء (أي واسعة الفم ، أو أن أسنانها الطويلة تخرج من بين شفتيها).

فحين رأى أسنانها ذكر حماريه ، فقال : ذكرني فوك حماري أهلي .. وأنشأ يقول :

__________________

(١) الصحاح في اللغة ج ٣ ص ١٢٧٣.

(٢) راجع هذه الطائفة من الأبيات في كتاب المرأة المعاصرة لعبد الرسول عبد الحسن الغفار ص ٤٤ و ٤٥.

١٥٤

ليت النقاب على النساء محرم

كي لا تغر قبيحة إنسانا (١)

ولنا أن نحتمل : أن يكون العرب قد أخذوا هذا الحجاب من دين الحنيفية ، ورأوا أن ذلك ثابت في الديانات الأخرى كاليهودية والنصرانية ، ووافق ذلك هوى نفوسهم ، وما لديهم من شعور بالغيرة على النساء ، فالتزموا به.

المجتمع الإيراني القديم :

وفي المجتمع الإيراني القديم ، كان يحرم على المرأة ذات البعل النظر إلى أبيها وإخوتها ، وكذلك يحرم عليهم النظر إليها.

وكان نساء الطبقات العليا لا يخرجن من بيوتهن إلا في هوادج مسجفة (٢).

وقالوا أيضا : «إن نساء الفرس كن يتحجبن قبل ظهور الإسلام» (٣).

المجتمع الهندي :

وفي المجتمع الهندي كان الحجاب وحدوده عسيرا بالنسبة إلى المرأة ، وإن كان التاريخ لم يبين لنا بداية نشوء الحجاب في ذلك المجتمع ، هل هو قبل الإسلام أم بعده (٤).

__________________

(١) مجمع الأمثال للميداني ج ٢ ص ٣ و ٤.

(٢) راجع : قصة الحضارة ج ٢ ص ٤٤٢.

(٣) المرأة في عالمي العرب والإسلام ص ١٦١.

(٤) قصة الحضارة ج ٢ ص ٢٠٣.

١٥٥

والمرأة المحترمة لا تستطيع أن تبدي نفسها لغير زوجها وأبنائها ، ولا يمكنها الإنتقال خارج دارها إلا مستورة بقناع سميك (١).

المملكة الرومانية :

وفي دائرة المعارف الكبرى : أن النساء في المملكة الرومانية «كن يغالين في الحجاب لدرجة أن الداية ـ القابلة ـ لا تخرج من دارها إلا مخمورة (٢) ، ووجهها ملثم باعتناء زائد ، وعليها رداء طويل يلامس الكعبين ، وفوق ذلك كله عباءة لا تسمح برؤية شكل قوامها» (٣).

قدماء اليونان :

قال الدكتور محمود سلام زناتي عن المرأة في التقاليد اليونانية القديمة : «إذا خرجت تلزمها التقاليد بوضع حجاب ثقيل ، يخفي معالم وجهها ، وأن يرافقها أحد أقاربها الذكور ، أو أحد الأرقاء».

وقالوا عنها : «إنها كانت تحبس في البيت» (٤).

وقالوا أيضا : «ولقد كان في وسعها إذا تحجبت الحجاب اللائق بها ، وصحبها من يوثق به أن تزور أقاربها وأخصائها ، وأن تشترك في الإحتفالات الدينية ، ومنها مشاهدة التمثيل. أما فيما عدا هذا فقد كان

__________________

(١) قصة الحضارة ج ٣ ص ١٨١.

(٢) أي : لا بسة خمارها.

(٣) المرأة المعاصرة ص ٤١ وحقوق المرأة وشؤونها الاجتماعية ص ٦٦.

(٤) قصة الحضارة ج ٧ ص ١١٧.

١٥٦

ينتظر منها أن تقبع في منزلها ، وأن لا تسمح لأحد أن يراها من النافذة. وكانت تقضي معظم وقتها في جناح النساء ، القائم في مؤخرة الدار. ولم يكن يسمح لزائر من الرجال أن يدخل فيه ، كما لم يكن يسمح لها بالظهور إذا كان مع زوجها زائر» (١).

وقالت فتوى صادرة عن مشيخة الأزهر :

«إن حجاب النساء كان معروفا ومعمولا به قبل مجيء الإسلام بقرون كثيرة في جميع الأمم المعروفة بالمدينة.

وقد أخذه عنهم اليونانيون والرومانيون على أقصى ما يعرف عنه من التشديد قبل الإسلام بأكثر من ألف سنة. وكان الإسرائيليون جارين عليه أيضا على عادة معاصريهم الخ ..» (٢).

تغطية الوجه في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

بقي أن نشير : إلى أن تغطية الوجه كانت شائعة في زمن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وبعده.

ولهذا الأمر شواهد كثيرة ، نذكر مما كان من ذلك في حياة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ما يلي :

١ ـ قد تقدم : أن تغطية الوجه كان شائعا في الجاهلية.

__________________

(١) قصة الحضارة ج ٧ ص ١١٨.

(٢) المرأة في عالمي العرب والإسلام لعمر رضا كحالة ج ٢ ص ١٦٢ عن الرسالة بالقاهرة سنة ١٩٣٦ م العدد ١٦١ ص ١٢٧٩ ومجلة الأزهر المجلد السابع الجزء الخامس.

١٥٧

٢ ـ إن سبب حرب الفجار هو أن بعضهم أراد امرأة على كشف وجهها ، في قصة شبيهة لما جرى للمرأة التي كانت سببا لحرب قينقاع ، فراجع (١).

٣ ـ حديث المرأة التي أرادها بنو قينقاع على كشف وجهها ، فامتنعت ، ثم كانت غزوة بني قينقاع بسبب ذلك (٢).

٤ ـ زعموا : أن عائشة حينما تخلفت عن الجيش في غزوة المريسيع ، وصادفها صفوان بن المعطل خمرت وجهها بجلبابها منه (٣).

٥ ـ إنه حين زواج علي بالسيدة الزهراء «عليهما‌السلام» ، جاءت أم سلمة بالصديقة الطاهرة إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فكشف الرداء عن وجهها ، حتى رآها علي (٤).

٦ ـ استأذن أعمى على فاطمة «عليها‌السلام» ، فحجبته.

فقال لها النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : لم حجبته وهو لا يراك؟

فقالت : إن لم يكن يراني ، فأنا أراه ، وهو يشم الريح.

__________________

(١) راجع : المنمق ص ١٦٣ والأغاني ج ١٩ ص ٧٤ والعقد الفريد ج ٣ ص ٣٦٨.

(٢) راجع : الجزء الرابع عشر من هذا الكتاب.

(٣) راجع : الكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٣٧ و ١٣٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣ و ٤ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٠٨ والمغازي للواقدي ج ١ ص ١٧٦.

(٤) أمالي الطوسي ج ١ ص ٤١ والبحار ج ٤٣ ص ٤٦ ومسند فاطمة الزهراء «عليها‌السلام» ص ٢٠٠ ـ ٢٠٥.

١٥٨

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أشهد أنك بضعة مني (١).

٧ ـ واستأذن ابن أم مكتوم على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وعنده حفصة وعائشة ، فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «قوما ، فادخلا البيت».

فقالتا : إنه أعمى.

فقال : إن لم يكن يراكما ، فإنكما تريانه (٢).

٨ ـ وعن أم سلمة : كنت عند رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وعنده ميمونة ، فأقبل ابن أم مكتوم ، وذلك بعد أن أمر بالحجاب.

فقال : احتجبا.

فقلنا : يا رسول الله ، أليس أعمى؟!

قال : أفعمياوان أنتما؟! ألستما تبصرانه؟! (٣).

__________________

(١) مسند فاطمة الزهراء «عليها‌السلام» ص ٣٣٧ ومناقب الإمام علي «عليه‌السلام» لابن المغازلي ص ٣٨٩ و ٣٨١ والبحار ج ٤٣ ص ٩١ و ٩٢ وج ١٠٠ ص ٢٥٠ وعن نوادر الراوندي ص ١٣ وفاطمة بهجة قلب المصطفى ص ٢٥٨ والعوالم ج ١١ ص ١٢٣ وإحقاق الحق ج ١٠ ص ٢٥٨ ومستدرك الوسائل ج ١٤ ص ٢٨٩ و ١٨٢ وفي هامشه عن الجعفريات ص ٩٥ ودعائم الإسلام ج ٢ ص ٢١٤.

(٢) الكافي ج ٥ ص ٥٣٤ ووسائل الشيعة ج ٢٠ ص ٢٣٢.

(٣) وسائل الشيعة ج ٢٠ ص ٢٣٢ عن مكارم الأخلاق ص ٢٣٣. وراجع : مسند أحمد ج ٦ ص ٢٩٦ والجامع الصحيح للترمذي ج ٥ ص ١٠٢ وج ٤ ص ١٩٢ وجوامع الجامع (ط سنة ١٤٢٠ ه‍) ج ٢ ص ٦١٦ وكنز الدقائق ج ١٠ ص ٤٢٤ ونور الثقلين ج ٤ ص ٢٩٧ والكبائر للذهبي ص ١٧٧ وغوالي اللآلي ج ٢ ص ١٣٤ والبحار ج ١٠١ ص ٣٧ وسنن أبي داود ج ٢ ص ٢٧٢ والسنن الكبرى للبيهقي

١٥٩

٩ ـ وفي رواية أخرى : أن فاطمة «عليها‌السلام» أرادت أن تأتي إلى أبيها ، فتبرقعت ببرقعها ، ووضعت خمارها على رأسها تريد النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

ولكن في بعض فقرات هذا الرواية إشكال ، وإنما أوردناها بناء على أنه لا مانع من الأخذ بمفاد سائر الفقرات ، فإن العلماء يأخذون بالفقرات السليمة ، خصوصا إذا وجدوا الشاهد والمؤيد لها.

وكانت تتضمن معنى مستقلا لا يتوقف على مضمون الفقرة المشكوك في سلامتها.

١٠ ـ دخل أبو بكر على الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حين توفي : «والنسوة حوله ، فخمرن وجوههن ، واستترن من أبي بكر» (٢).

١١ ـ رووا : أن حمل بن مالك مرّ بأثيلة بنت راشد ، وقد رفعت برقعها

__________________

ج ٧ ص ٩٢ وتحفة الأحوذي ج ٨ ص ٥١ وسنن النسائي ج ٥ ص ٣٩٣ وصحيح ابن حبان ج ١٢ ص ٣٩٠ والمعجم الكبير ج ٢٣ ص ٣٠٢ وكنز العمال ج ٥ ص ٣٢٨ والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج ١٢ ص ٢٢٨ وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ٣ ص ٢٩٤ والدر المنثور ج ٥ ص ٤٢ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ١٧٦ ـ ١٧٨ وتاريخ بغداد ج ٣ ص ٢٢٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٥٤ ص ٤٣٣ ـ ٤٣٦ وتهذيب الكمال ج ٢٦ ص ١٨٢ و ١٨٤ وج ٢٩ ص ٣١٣ وسير أعلام النبلاء ج ٩ ص ٤٥٥ والجمل للمفيد ص ٨٠.

(١) البحار ج ٣٩ ص ٢٠٧ وبشارة المصطفى ص ١٦٣ ومسند فاطمة «عليها‌السلام» للتويسر كاني ص ٢٦٣.

(٢) السيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤٨٢.

١٦٠