الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٣

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١٣

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-185-5
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٩

٢ ـ فليح بن سليمان.

٣ ـ صالح بن كيسان.

٤ ـ معمر.

٥ ـ النعمان بن راشد.

ورواها في غير الصحاح ـ حسب إحصائية العسقلاني ـ ثمانية عشر رجلا .. وقد تقدمت أسماؤهم ، عند ذكرنا لمصادر رواية الزهري ، في الفصل الأول في الهوامش. فلا نعيد. ولسوف تأتي المناقشة في غالبهم إن شاء الله تعالى.

أما رواية عروة :

ففي أسانيدها عدد ممن لا يمكن قبول روايتهم ، وهم :

١ ـ عروة بن الزبير نفسه :

فقد عده الإسكافي من التابعين ، الذين كانوا يضعون أخبارا قبيحة في علي (١).

ويقولون أيضا : إنه كان يتألف الناس على روايته (٢).

وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، قال : كان عند الزهري حديثان عن عروة ، عن عائشة في علي «عليه‌السلام» ، فسألته عنهما يوما ، فقال : ما تصنع بهما وبحديثهما؟ إني لأتهمهما في بني هاشم (٣).

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ٦٣.

(٢) تهذيب التهذيب ج ٧ ص ١٨٢ وصفة الصفوة ج ٢ ص ٨٥ وسير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٤٢٥ و ٤٣١ وحلية الأولياء ج ٢ ص ١٧٦ وتهذيب الكمال ج ٢٠ ص ١٦ وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ٦١ وخلاصة تهذيب تهذيب الكمال ص ٢٦٥.

(٣) شرح النهج ج ٤ ص ٦٤ وقاموس الرجال ج ٦ ص ٢٩٩.

٦١

وقال يحيى بن عروة : كان عروة إذا ذكر عليا نال منه (١).

وكان عروة أيضا إذا ذكر عليا أخذه الزمع ، فيسبه ويضرب بإحدى يديه على الأخرى الخ .. (٢).

وقال لابن عمر : إنا نجلس إلى أئمتنا هؤلاء ، فيتكلمون بالكلام نعلم أن الحق غيره ، فنصدقهم ، ويقضون بالجور فنقويهم ، ونحسّنه لهم ، فكيف ترى في ذلك؟!

فقال له ابن عمر : يا ابن أخي ، كنا مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نعدّ هذا النفاق ؛ فلا أدري كيف هو عندكم (٣).

٢ ـ هشام بن عروة :

كان أبو الأسود يعجب من حديث هشام عن أبيه ، وربما مكث سنة لا يكلمه.

وقال ابن خراش : كان مالك لا يرضاه ، ونقم عليه حديثه لأهل العراق.

وقال العسقلاني : في كبره تغير حفظه ، فتغير حديث من سمع منه (٤).

وقد حاول أن يقبل يد المنصور ، فيمنعه إكراما له (٥).

__________________

(١) الغارات للثقفي ج ٢ ص ٥٧٦ وشرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ١٠٢.

(٢) قاموس الرجال ج ٦ ص ٣٠٠.

(٣) السنن الكبرى ج ٨ ص ١٦٥ وراجع ص ١٦٤ لكنه لم يصرح في هذه الصفحة باسم عروة ، ومثله في الترغيب والترهيب ج ٤ ص ٣٨٢ عن البخاري. وإحياء علوم الدين ج ٣ ص ١٥٩ وأشار في هامشه إلى الطبراني.

(٤) راجع : تهذيب التهذيب ج ١١ ص ٥٠ و ٥١ وفتح الباري (المقدمة) ص ٤٤٨.

وتهذيب الكمال ج ٣٠ ص ٢٣٩ و ٢٣٨.

(٥) تاريخ بغداد ج ١٤ ص ٣٩ وميزان الإعتدال ج ٤ ص ٣٠٢ وتهذيب الكمال ج ٣٠ ص ٢٤٠.

٦٢

وقال ابن حبيب : «.. وحدّ أبو بكر بن عمرو بن حزم الأنصاري ، وهو عامل عبد الملك على المدينة ، هشام بن عروة بن الزبير في فرية على رجل من بني أسد بن عبد العزى ..

وحد عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري ، وهو عامل المدينة للوليد بن عبد الملك هشام بن عروة بن الزبير في فرية افتراها على رجل من بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم (١).

٣ ـ أبو أسامة ، وهو حماد بن أسامة :

قال ابن سعد : كان يدلس ، ويبين تدليسه.

وقال وكيع : نهيت أبا أسامة أن يستعير الكتب. وكان دفن كتبه ..

وقال سفيان بن وكيع : كان أبو أسامة يتبع كتب الرواة ، فيأخذها وينسخها ، قال لي ابن نمير : أن المحسن لأبي أسامة يقول : إنه دفن كتبه ، ثم تتبع الأحاديث بعد من الناس.

قال سفيان بن وكيع : إني لأعجب كيف جاز حديث أبي أسامة ، كان أمره بينا ، وكان من أسرق الناس لحديث جيد ، وذكره الأزدي في الضعفاء (٢).

وعدّه المسترشد فيمن يحمل على علي «عليه‌السلام» (٣).

٤ ـ فليح بن سليمان :

ممن روى عن هشام بن عروة ، حسب رواية البخاري ، ووقع أيضا في

__________________

(١) المنمق ص ٥٠٢.

(٢) تهذيب التهذيب ج ٣ ص ٣ ومقدمة فتح الباري ص ٣٩٦ ، ٣٩٧.

(٣) قاموس الرجال ج ٣ ص ٣٩٢.

٦٣

رواية الزهري عند البخاري ومسلم معا ..

قال ابن معين ، وأبو حاتم ، ومظفر بن مدرك ، والنسائي ، وأبو داود وأبو أحمد ، علي بن المديني ـ كلهم قالوا ـ : ضعيف ..

وقال الطبري : ولّاه المنصور على الصدقات ، لأنه كان أشار عليهم بحبس بني حسن (١) ..

وقال ابن معين : ليس قوي ولا يحتج به ، وكذا قال أبو حاتم ، وكان يحيى بن معين يقشعر من أحاديث فليح بن سليمان (٢).

وقال أبو زرعة : واهي الحديث. وذكره العقيلي ، وابن عدي ، وابن الجوزي ، والذهبي في جملة الضعفاء (٣).

وهكذا الحال بالنسبة ل :

٥ ـ يونس بن بكير.

٦ ـ يحيى بن زكريا.

٧ ـ حماد بن سلمة.

٨ ـ أبي أويس ، عبد الله بن عبد الله الأصبحي.

وغيرهم.

رواية الزهري :

قلنا فيما سبق : إنها وردت في الصحيح عن خمس من الرواة عن

__________________

(١) تهذيب التهذيب ج ٨ ص ٣٠٤ وتهذيب الكمال ج ٢٣ ص ٣١٨ و ٣١٩.

(٢) راجع : سير أعلام النبلاء ج ٧ ص ٣٥٣ و ٣٥٤ وتهذيب الكمال ج ٢٣ ص ٣٢٠.

(٣) هامش كتاب تهذيب الكمال ج ٢٣ ص ٣٢٢.

٦٤

الزهري ، وفي غير الصحيح عن ثمانية عشر ، رووها عنه أيضا حسب إحصائية العسقلاني ..

ونحن نتكلم أولا على ما ورد في صحاح أهل السنة منها ، ثم نعطف الكلام للإشارة إلى حال بعض من رواها عن الزهري في غير الصحيح ..

غير أننا نبدأ حديثنا حول الذين روى الزهري عنهم ، حسبما ورد في صحاح أهل السنة ، فنقول :

الزهري ومن روى عنهم الزهري :

لقد رواها الزهري ، عن : عروة بن الزبير ، وعلقمة بن وقاص ، وسعيد بن المسيب ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة .. فأما :

١ ـ عروة بن الزبير :

فقد تقدم بعض ما يشير إلى حاله ، وأن الزهري ، وغيره ، قد اتهموه بوضع الأحاديث ، والكذب على بني هاشم ، وعلي .. وأما :

٢ ـ سعيد بن المسيب :

فنحن لا نثق بروايته أيضا ، لانحرافه عن علي «عليه‌السلام» .. وقد جبهه عمر بن علي بكلام شديد ، حيث جعله من المنافقين ، وفهم هو نفسه ذلك ، فقال له : يا ابن أخي ، جعلتني منافقا؟!

قال : ذلك ما أقول لك.

قال : ثم انصرف (١).

__________________

(١) الغارات للثقفي ج ٢ ص ٥٨٠ وشرح النهج ج ٤ ص ١٠١ والبحار (ط قديم) ج ١١ ص ٤١ وج ٨ ص ٧٣٠.

٦٥

وقال المفيد «رحمه‌الله» : وأما ابن المسيب فليس يدفع نصبه ، وما اشتهر عنه من الرغبة عن الصلاة على زين العابدين ..

قيل له : ألا تصلي على هذا الرجل الصالح ، من أهل البيت الصالح؟

فقال : صلاة ركعتين أحب إلي من الصلاة على هذا الرجل الصالح ، من أهل البيت الصالح (١) ..

وروي عن مالك : أنه كان خارجيا (٢) .. وإذا كان عدوا لعلي «عليه‌السلام» فهو عدو الله عزوجل ، لما روي من قول النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : عدوك عدوي ، وعدوي عدو لله عزوجل ..

وبعد هذا ، فكيف يصح الاعتماد على روايته ، والوثوق بأقواله؟!

٣ ـ وأما عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، فإننا لم نجد تاريخ ولادته ..

ولكن قال علي بن المديني : إنه لم يصح له سماع من زيد بن ثابت. ولا رؤية (٣) ..

فإذا أضفنا إلى ذلك : أن من الأقوال في وفاة زيد هو سنة ٥٥ ه‍. فإننا لا نستطيع حينئذ أن نجزم برؤيته لعائشة ، وسماعه منها أيضا ، لأنها إنما توفيت في سنة سبع ، أو ثمان وخمسين ..

٤ ـ وأما الزهري نفسه ، فهو أيضا كان منحرفا عن علي «عليه‌السلام».

__________________

(١) قاموس الرجال ج ٤ ص ٣٧٨ و ٣٧٦ عن : عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري.

(٢) قاموس الرجال ج ٤ ص ٣٧٨.

(٣) تهذيب التهذيب ج ٧ ص ٢٤.

٦٦

قال محمد بن شيبة : شهدت مسجد المدينة ، فإذا الزهري ، وعروة بن الزبير قد جلسا ، فذكرا عليا ، فنالا منه ، فبلغ ذلك علي بن الحسين ، فجاء حتى وقف عليهما ، فقال ، أما أنت يا عروة ، فإن أبي حاكم أباك إلى الله. فحكم الله لأبي على أبيك .. وأما أنت يا زهري ، فلو كنت أنا وأنت بمكة لأريتك كنّ أبيك (١).

وعدّه الثقفي من فقهاء الكوفة ، الذين خرجوا عن طاعة علي ، وكانوا أهل عداوة له وبغض ، وخذلوا عنه (٢) ..

وكان الزهري يرى بني أمية في عداد المؤمنين ، وأن الخارج عليهم يعد من جملة البغاة (٣)

وتزلفه لهم ، وتعليمه لأولادهم ، وتوليه القضاء لهم معروف ومشهور (٤)

وعن عبيد الله بن عمر : كنت أرى الزهري يعطى الكتاب فلا يقرؤه ولا يقرأ عليه ، فيقال له : نروي ذلك عنك؟

فيقول : نعم (٥).

وعن سفيان الثوري قال : أتيت الزهري فتثاقل علي ، فقلت له : لو أنك أتيت أشياعنا فصنعوا بك مثل هذا.

__________________

(١) الغارات ج ٢ ص ٥٧٨ وشرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ١٠٢ والبحار (ط قديم) ج ١١ ص ٤١ و ٤٢ وج ٨ ص ٧٣٠.

(٢) الغارات للثقفي ج ٢ ص ٥٥٨ ـ ٥٦٠.

(٣) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣٧٦.

(٤) سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٣٣١ وراجع ص ٣٣٤.

(٥) المعرفة والتاريخ ج ١ ص ٦٣٥ وتهذيب الكمال ج ٢٦ ص ٤٣٩ و ٤٤٠.

٦٧

فقال : كما أنت ، ودخل فأخرج إليّ كتابا فقال : خذ هذا فاروه عني ، فما رويت عنه حرفا (١).

٥ ـ وأما علقمة .. فلا يمكن الاعتماد على روايته بمجردها ، لأننا لا نعرف ما الذي رواه عن الزهري بالتحديد .. وخاصة بعد أن كنا لا نثق بسماع الزهري من عروة ، ولا بسماع عبيد الله من عائشة ..

وبالأخص إذا لاحظنا : أن الروايات التي نقلت عن بعض هؤلاء تتناقض وتختلف مع بعضها البعض بشكل واضح وملموس.

الرواة عن الزهري :

وأما من روى حديث الإفك عن الزهري في الصحاح فهم :

١ ـ النعمان بن راشد مولى بني أمية :

علقه عن الزهري في البخاري ، في كتاب المغازي .. وقد ضعفه يحيى القطان جدا.

وقال أحمد بن حنبل : مضطرب الحديث ، روي له أحاديث مناكير.

وقال العقيلي : ليس بالقوي ، يعرف فيه الضعف.

وقال النسائي : ضعيف كثير الغلط.

وقال البخاري ، وأبو حاتم : في حديثه وهم كثير.

وقال ابن أبي حاتم : أدخله البخاري في الضعفاء.

وقال أبو داود : ضعيف.

__________________

(١) تهذيب الكمال ج ٢٦ ص ٤٤٠.

٦٨

وقال ابن معين : ضعيف.

وقال مرة : ليس بشيء (١) ..

٢ ـ فليح بن سليمان :

وقد تقدم الحديث عنه في رواية عروة.

٣ ـ يونس بن يزيد الأيلي :

قال وكيع : كان سيئ الحفظ.

وقال أحمد : لم يكن يعرف الحديث ، وكان يشتبه عليه.

وقال : إن في حديثه عن الزهري منكرات.

وقال ابن سعد : حلو الحديث كثيره ، وليس بحجة ، وربما جاء بالشيء المنكر ..

وقال ابن يونس : كان من موالي بني أمية (٢). هو مولى معاوية بن أبي سفيان.

٤ ـ عبد الرزاق الصنعاني :

هو الراوي عن معمر ، عن الزهري.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ج ١٠ ص ٤٥٢ وتهذيب الكمال ج ٢٩ ص ٤٤٦ و ٤٤٧ و ٤٤٨ والجرح والتعديل ج ٨ رقم الترجمة ٢٠٦٠ والضعفاء الكبير للعقيلي والعلل ومعرفة الرجال ج ٢ ص ٢٥١ والتاريخ الكبير للبخاري ج ٨ الترجمة رقم ٢٢٤٨ والمحلى ج ٦ ص ١٢١.

(٢) تهذيب التهذيب ج ١١ ص ٤٥٠ ـ ٤٥٢ وراجع : مقدمة فتح الباري ص ٤٥٥ وتهذيب الكمال ج ٣٢ ص ٥٥٤ و ٥٥٥ و ٥٥٧ والجرح والتعديل ج ٩ الترجمة رقم ١٠٤٢.

٦٩

قال ابن شبويه : كان بعد ما عمي يلقن.

وقال أحمد : كذلك.

وقال أيضا : من سمع منه بعد ما ذهب بصره فهو ضعيف السماع.

وقال النسائي : فيه نظر لمن كتب عنه بآخرة ، كتب عنه أحاديث مناكير.

وقال ابن حبان : كان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه.

وقال العباس العنبري ـ حين قدم من صنعاء ـ : لقد تجشمت إلى عبد الرزاق ، وإنه لكذاب ، والواقدي أصدق منه ، وعن زياد قال : لم يخرج أحد من هؤلاء الكبار من ههنا إلا وهو مجمع ألا يحدث عنه (١) ..

وعن زيد بن المبارك قال : كان عبد الرزاق كذابا يسرق الحديث (٢).

وقال فيه سفيان بن عيينة : أخاف أن يكون من الذين أضل سعيهم في الحياة الدنيا (٣).

٥ ـ صالح بن كيسان :

والرواية عن صالح بن كيسان الذي كان معلما لأولاد الوليد بن عبد الملك (٤) نجد في سندها :

__________________

(١) تهذيب التهذيب ج ٦ ص ٣١٢ ـ ٣١٥ ومقدمة فتح الباري ص ٤١٨ وسير أعلام النبلاء ج ٩ ص ٥٧١ وما سبقها ولحقها ، وتهذيب الكمال ج ١٨ ص ٥٧ و ٥٨ وراجع : الضعفاء للعقيلي.

(٢) سير أعلام النبلاء ج ٩ ص ٥٧٤.

(٣) راجع كتاب : الضعفاء الكبير للعقيلي.

(٤) سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٤٥٤ وتهذيب الكمال ج ١٣ ص ٨١ وتهذيب تاريخ دمشق ج ٦ ص ٣٨٠.

٧٠

أ ـ عبد العزيز بن عبد الله الأويسي. وقد ضعفه أبو داود (١).

ب ـ إبراهيم بن سعد ، الذي ولي بيت المال ببغداد ، وقد ذكر عند يحيى بن سعيد ، فجعل كأنه يضعفه. وكان يجيز الغناء بالعود ، وقال صالح جزرة : كان صغيرا حين سمع من الزهري (٢).

ج ـ الحسن بن علي الحلواني ، قال أبو سلمة بن شبيب عنه : يرمى في الحش ، من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر.

وقال الإمام أحمد : ما أعرفه بطلب الحديث ، ولا رأيته يطلبه ، ولم يحمده ، ثم قال : يبلغني عنه أشياء أكرهها.

وقال مرة : أهل الثغر عنه غير راضين ، أو ما هذا معناه (٣).

هؤلاء هم الذين وردت روايتهم عن الزهري في الصحاح ، وقد رأينا أنهم والزهري ، ومن يروي عنه الزهري جميعا لم يسلموا من الطعن والتجريح ، من قبل العلماء والرجاليين ..

وقد بقي عدد ممن رواها عن الزهري ، في غير الصحاح ، تقدمت أسماؤهم عن فتح الباري ، عند ذكر مصادر رواية الزهري.

ونحن نكتفي بالإشارة إلى حال طائفة منهم على سبيل المثال .. فنقول :

__________________

(١) تهذيب التهذيب ج ٦ ص ٣٤٦ ومقدمة الفتح ص ٤١٩.

(٢) تهذيب التهذيب ج ١ ص ١٢٣ ومقدمة الفتح ص ٤٨٥ وسير أعلام النبلاء ج ٨ ص ٣٠٦ ـ ٣٠٨ وراجع : تهذيب الكمال ج ٢ ص ٩٢ وميزان الإعتدال ج ١ ص ٣٣ و ٣٤ والكامل لابن عدي.

(٣) تهذيب التهذيب ج ٢ ص ٣٠٣ وتهذيب الكمال ج ٦ ص ٢٦٢ و ٢٦٣ وراجع تاريخ بغداد ج ٧ ص ٣٦٥.

٧١

١ ـ يعقوب بن عطاء :

قال أحمد : منكر الحديث.

وقال ابن معين ، وأبو زرعة ، والنسائي : ضعيف.

وقال أحمد : ضعيف.

وقال أبو حاتم : ليس بالمتين. إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه (١).

٢ ـ عبد الرحمن بن إسحاق :

فإن كان هو الذي يقال له : عباد بن إسحاق ..

فقد قال القطان : سألت عنه بالمدينة ، فلم أرهم يحمدونه ، ومثل ذلك نقل عن إسماعيل بن إبراهيم ، وعلي بن المديني.

وقال العجلي : ليس بالقوي.

وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ، ولا يحتج به.

وقال الحاكم : لا يحتجان «يعني مسلم والبخاري» به ، ولا واحد منهما.

وقال السعدي : غير محمود في الحديث.

وقال الدارقطني : ضعيف ، يرمى بالقدر ، إلى غير ذلك (٢).

وإن كان هو الواسطي ، فقد قال البخاري : فيه نظر.

وكان أحمد يضعفه ، ويقول : ليس بشيء منكر الحديث.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ج ١١ ص ٣٩٣ وتهذيب الكمال ج ٣٢ ص ٣٥٤ و ٣٥٥ والجرح والتعديل ج ٩ ص ٢١١ وميزان الإعتدال (ط سنة ١٤١٦ ه‍) ج ٧ ص ٢٧٩ و ٢٨٠ والضعفاء الكبير ج ٤ ص ٤٤٦.

(٢) تهذيب التهذيب ج ٦ ص ١٣٧ ـ ١٣٩ وراجع : الجرح والتعديل ج ٥ ص ٥٢١ و ٥٢٢ و ٥٢٤.

٧٢

وقال ابن معين : ضعيف ليس بشيء.

وقال ابن سعد ، والعجلي ، والعقيلي ، وأبو حاتم ، ويعقوب بن سفيان ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن حبان : ضعيف .. إلى غير ذلك (١).

٣ ـ سفيان بن عيينة :

قد اختلط في أواخر عمره.

وقد ورد بسند قوي : أنه هو نفسه قد اعترف أنه يزيد وينقص في الحديث ، وعلل ذلك بأنه قد كبر وسمن.

وقال سليمان بن حرب : إنه أخطأ في عامة حديثه عن أيوب .. وكان من أعداء أهل البيت «عليهم‌السلام» ، وكان يدلس كما عن جامع ابن الأثير (٢).

٤ ـ يحيى بن سعيد الأنصاري :

يحيى بن سعيد الأنصاري قاضي المدينة والذي أقدمه المنصور وولاه القضاء بالهاشمية أو بغداد. متهم بالتدليس ، اتهمه بذلك الدمياطي ويحيى بن سعيد القطان (٣).

٥ ـ إسحاق بن راشد :

قال ابن معين : إنه ليس في رواية الزهري بذاك.

وقال ابن خزيمة : لا يحتج بحديثه .. واعترف هو : أنه لم يلق الزهري ، وإنما يحدث من كتاب له وجده ببيت المقدس.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ج ٦ ص ١٣٦ و ١٣٧ وراجع : تهذيب الكمال ج ١٦ ص ٥١٧ و ٥١٨ وسنن الدارقطني ج ٢ ص ١٢١ والجرح والتعديل ج ٥ ص ٢١٣.

(٢) تهذيب التهذيب ج ٤ ص ١٢٠ ـ ١٢١ وقاموس الرجال ج ٤ ص ٣٩٨ و ٣٩٩.

(٣) تهذيب التهذيب ج ١١ ص ٢٢٤.

٧٣

وقال الذهبي : إن في حديثه عن الزهري اضطرابا شديدا.

وقال النسائي : ليس بذاك القوي (١).

٦ ـ إسماعيل بن رافع :

إسماعيل بن رافع ـ الذي كان قاصا ـ.

قال عمر بن علي : منكر الحديث ، في حديثه ضعف.

وقال أحمد : ضعيف.

وقال في رواية عنه : منكر الحديث.

وقال ابن معين : ضعيف.

وفي رواية الدوري عنه أنه قال : ليس بشيء.

وقال أبو حاتم : منكر الحديث.

وقال الترمذي : ضعفه بعض أهل العلم.

وقال النسائي : متروك الحديث.

وقال مرة : ضعيف.

وقال مرة : ليس بشيء ، ومرة : ليس بثقة.

وقال ابن خراش والدارقطني ، وعلي بن الجنيد : متروك.

وقال ابن عدي : أحاديثه كلها مما فيه نظر ، إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء.

وقال العجلي : ضعيف الحديث.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ج ١ ص ٢٣٠ و ٢٣١ ومقدمة فتح الباري ص ٣٨٦ وراجع : تهذيب الكمال ج ٢ ص ٤٢١ و ٤٢٢ وتهذيب تاريخ دمشق ج ٢ ص ٤٣٩.

٧٤

وقال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوي عندهم.

وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب في الرواية عنه.

وقال البزار : ليس بثقة ، ولا حجة ، وضعفه أبو حاتم ، والعقيلي ، وأبو العرب والمقدمي ، ومحمد بن عبد الله بن عمار ، وابن الجارود ، وابن عبد البر ، وابن حزم ، والخطيب ، وأبو داود ، وغيرهم (١).

٧ ـ عطاء الخراساني :

ذكره البخاري : في الضعفاء.

وقال سعيد بن المسيب : كذب علي عطاء ، ما حدثته هكذا.

وقال ابن حبان : كان رديء الحفظ ، يخطئ ولا يعلم ، فبطل الاحتجاج به (٢).

وذكره ابن الجوزي في الضعفاء وقال ابن حجر : يهم ويخطئ ويدلس. ونسبه سعيد بن المسيب إلى الكذب (٣).

٨ ـ صالح بن أبي الأخضر :

قال ابن معين : ليس بالقوي.

وقال مرة : ضعيف.

وقال الجوزجاني : اتهم في أحاديثه ..

وقال أبو زرعة : ضعيف الحديث.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ج ١ ص ٢٩٥ و ٢٩٦ وراجع : تهذيب الكمال ج ٣ ص ٨٦ ـ ٨٩ والضعفاء الكبير ج ١ ص ٧٨ والمجروحون ج ١ ص ١٢٤.

(٢) تهذيب التهذيب ج ٧ ص ٢١٤ و ٢١٥ وراجع : التاريخ الكبير للبخاري الترجمة رقم ٢٧٨ والمجروحون ج ٢ ص ١٣٠ و ١٣١.

(٣) التاريخ الكبير ج ٦ الترجمة رقم ٣٠٢٧.

٧٥

وقال البخاري ، والنسائي : ضعيف.

وقال الترمذي : يضعف في الحديث ، ضعفه يحيى القطان وغيره.

وقال ابن عدي : في بعض حديثه ما ينكر ، وهو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم ، وذكره الفسوي في باب من يرغب في الرواية عنهم ، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم.

وقال الدارقطني : لا يعتبر به.

وقال المروزي : لم يرضه أحمد ، إلى آخر ما هنالك (١).

٩ ـ معاوية بن يحيى الصدفي :

الذي كان على بيت المال بالري من قبل المهدي العباسي.

قال يحيى بن معين : هالك ، ليس بشيء.

وقال الجوزجاني : ذاهب الحديث.

وقال أبو زرعة : ليس بقوي ، أحاديثه كأنها منكرة ..

وقال أبو حاتم : ضعيف في حديثه إنكار.

وقال أبو داود ، والنسائي ، وأبو علي النيسابوري : ضعيف.

وقال النسائي أيضا : ليس بثقة.

وقال في موضع آخر : ليس بشيء.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ج ٤ ص ٣٨٠ و ٣٨١ وراجع : سير أعلام النبلاء ج ٧ ص ٣٠٤.

وتهذيب الكمال ج ١٣ ص ١٣ ـ ١٥ والجرح والتعديل ج ٤ الترجمة رقم ١٧٢٧ وأحوال الرجال الترجمة رقم ١٨٢ والجامع الصحيح للترمذي ج ٥ ص ٣٢٠ والضعفاء والمتروكون للنسائي الترجمة رقم ٣٠٢ والمجروحون ج ١ ص ٣٦٨ و ٣٦٩ وراجع تقريب التهذيب.

٧٦

وقال ابن عدي : عامة رواياته فيها نظر.

وقال الحاكم أبو أحمد : يروي عنه الهقل بن زياد ، عن الزهري أحاديث منكرة ، شبيهة بالموضوعة.

وقال الساجي : ضعيف الحديث جدا ، وكان اشترى كتابا للزهري من السوق ، فروى عن الزهري ..

وقال أحمد بن حنبل : تركناه (١). إلى آخر ما هنالك ..

١٠ ـ ابن أبي عتيق :

قال ابن حبيب : «.. وحد مروان أيضا : ابن أبي عتيق. واسمه : عبد الله ، بن محمد ، بن عبد الرحمن ، بن أبي بكر ، في الخمر ، فلقيه أبو قتادة بن ربعي الأنصاري ، بعد ما ضرب ، فقال : يا ابن أخي ، ما صنع بك في خليلة ضربوك؟

فقال : كلا والله يا عمرو ، إنها لصهباء من داروم ، أو بابلية ، أو من بلاس ، بلد بها الخمور ، فقال أبو قتادة : فلا أراهم إذن ظلموك ..» (٢).

وقد قالت فيه امرأته ، وهي أعرف الناس به :

أذهبت مالك غير متّرك

في كل مومسة وفي الخمر (٣)

كل ما تقدم كان استطرادا في مناقشة سند بعض ما روي عن الزهري

__________________

(١) تهذيب التهذيب ج ١٠ ص ٢١٩ و ٢٢٠ وراجع : تهذيب الكمال ج ٢٨ ص ٢٢٢ و ٢٢٣ والضعفاء الكبير للعقيلي ج ٤ ص ٨٣ والتاريخ الكبير ج ٤ قسم ١ ص ٣٣٦ والجرح والتعديل ج ٨ ص ٣٨٤ وميزان الإعتدال (ط سنة ١٤١٦ ه‍) ج ٦ ص ٤٦١.

(٢) المنمق (ط الهند) ص ٤٩٩ و ٥٠٠.

(٣) تهذيب الكمال ج ١٦ ص ٦٧.

٧٧

في غير الصحاح الستة .. والباقون من الرواة عنه : إما مجهول ، وإما لا يمكن الاعتماد على روايته. إما لضعفه في نفسه ، وإما لضعف من يروي عنه ..

فالراوون عن الزهري إذن ترد بضاعتهم إليهم ، ولسنا على ذلك من النادمين ..

ومن رواة حديث الإفك عن عائشة ، من غير طريق الزهري :

١ ـ الأسود بن يزيد :

وقد كان يقع في علي «عليه‌السلام» عند بعض أمهات المؤمنين. ومات على ذلك.

وقالت امرأة مسروق بن الأجدع : إنه كان يفرط في سب علي «عليه‌السلام» ، وبقي على ذلك حتى مضى لشانه.

وعده الثقفي من فقهاء الكوفة الخارجين عن طاعة علي «عليه‌السلام» ، ومن أهل العداوة والبغض له (١).

٢ ـ مقسم مولى ابن عباس :

ممن روى ذلك عن عائشة في غير الصحاح ـ باختصار ـ قال ابن حزم :

ليس بالقوي.

وقال الساجي : تكلم بعض الناس في روايته.

وقال ابن سعد : كان كثير الحديث ضعيفا.

وذكره البخاري في الضعفاء ، وقال في التاريخ الصغير : لا يعرف لمقسم

__________________

(١) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ٩٧ و ٩٨ والغارات للثقفي ج ٢ ص ٥٥٩.

٧٨

سماع من أم سلمة ، ولا ميمونة ، ولا عائشة (١).

٣ ـ أفلح مولى أبي أيوب :

وهو لم يحضر قضية الإفك ، لأنه من سبي أبي بكر من عين التمر ، فروايته مرسلة.

٤ ـ سفيان بن وكيع :

روى عنه ابن جرير قضية الإفك ، عن علقمة بن وقاص. وسفيان هذا لا يمكن الاعتماد عليه أصلا ..

فقد قال عنه البخاري : يتكلمون فيه لأشياء لقنوه.

وقال أبو زرعة حينما سئل عنه : لا يشتغل به وكان يتهم بالكذب.

وذهب إليه أبو حاتم وجماعة من مشايخ أهل الكوفة ، ونصحوه ، وأخبروه أن ورّاقه يدخل بين حديثه ما ليس منه .. ولكنه لم يفعل شيئا.

وقال النسائي : ليس بثقة. وفي موضع آخر : ليس بشيء.

إلى غير ذلك مما لا مجال لاستقصائه (٢).

٥ ـ محمد بن المثنى :

__________________

(١) تهذيب التهذيب ج ٢ ص ٣٨٢ و ٣٨٣ وراجع : التاريخ الصغير للبخاري ج ١ ص ٢٩٤ وطبقات ابن سعد ج ٧ ص ٤٧١ والمحلى ج ٢ ص ١٨٩ وج ٥ ص ٢١٩ وج ١٠ ص ٨٠ و ٨١ وج ١١ ص ٤٥ وميزان الإعتدال (ط سنة ١٤١٦ ه‍) ج ٦ ص ٥٠٨.

(٢) راجع : تهذيب التهذيب ج ٤ ص ١٢٤ وسير أعلام النبلاء ج ١٢ ص ١٥٢ وتهذيب الكمال ج ١١ ص ٢٠٢ و ٢٠٣ وميزان الإعتدال (ط سنة ١٤١٦ دار الكتب العلمية) ج ٣ ص ٢٤٩ و ٢٥٠ والجرح والتعديل ج ٤ ص ٢٣١ و ٢٣٢.

٧٩

روى عنه البخاري قضية دخول ابن عباس على عائشة عند موتها الخ ..

وقد قال فيه صالح بن محمد : صدوق اللهجة ، وكان في عقله شيء.

وقال النسائي : لا بأس به ، كان يغير في كتابه (١).

٦ ـ بندار :

في رواية الترمذي وأبي داود ، وابن ماجة ـ وهو محمد بن بشار ـ قال عبد الله بن محمد بن سيار : سمعت عمرو بن علي يحلف : أن بندارا يكذب فيما يروي عن يحيى. وكان يحيى بن معين ، لا يعبأ به ويستضعفه.

وكان القواريري لا يرضاه وقال : كان صاحب حمام ، وسئل ابن المديني عن حديث رواه بندار ، فقال : هذا كذب. وأنكره أشد الإنكار .. إلى غير ذلك (٢).

٧ ـ ابن أبي مليكة :

وأما رواية البخاري ، عن ابن أبي مليكة : أن ابن عباس دخل على عائشة حين موتها ومدحها بما تقدم ، فهي رواية لا يمكن الاعتماد عليها ، فإن ابن أبي مليكة كان مؤذنا لعبد الله بن الزبير وقاضيا له (٣).

__________________

(١) راجع : تهذيب التهذيب ج ٩ ص ٤٢٦ و ٤٢٧ وميزان الإعتدال (ط سنة ١٤١٦) ج ٦ ص ٣١٨ وسير أعلام النبلاء ج ١٢ ص ٢٤ وتهذيب الكمال ج ٢٦ ص ٣٦٣.

(٢) راجع : تهذيب التهذيب ج ٩ ص ٧١ و ٧٢ وسير أعلام النبلاء ج ١٢ ص ١٤٧ و ١٤٨ وتهذيب الكمال ج ٢٤ ص ٥٥ وراجع ص ٥١٦ وتاريخ بغداد ج ٢ ص ١٠٣ وفتح الباري (المقدمة) وميزان الإعتدال (ط سنة ١٤١٦ ه‍) ج ٦ ص ٧٩.

(٣) تهذيب الكمال ج ١٥ ص ٢٥٦.

٨٠