الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١١

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ١١

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-183-1
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٣٥

لعلي وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، ومنهم من هو من أركان الحكم وأعوانه ، أو من المشاركين في الاعتداء على الزهراء «عليها السلام» حين قيامهم بعدة هجمات على بيتها صلوات الله وسلامه عليها.

إصابة سعد بن معاذ بسهم :

ويذكر المؤرخون : أنه كان للمشركين رماة يقدمونهم إذا غدوا متفرقين ، أو مجتمعين بين أيديهم وهم حبان بن العرقة ، وأبو أسامة الجشمي في آخرين.

فتناوشوا يوما بالنبل ساعة ، وهم جميعا في وجه واحد ، وجاه قبة رسول الله ، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» قائم بسلاحه على فرسه ، فرمى حبان بن العرقة سعد بن معاذ بسهم ، فأصاب أكحله.

وقال : خذها وأنا ابن العرقعة.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : عرق الله (١) وجهك بالنار ، (أو قال له سعد نفسه ذلك).

ويقال : بل رماه أبو أسامة الجشمي ، وقيل : خفاجة بن عاصم (٢).

__________________

(١) عرق وجهه : أي أغلاه بالماء الحار.

(٢) راجع النص المتقدم في : إمتاع الأسماع ج ١ ص ٢٣١ و ٢٣٢ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٤٦٨ و ٤٦٩ وراجع قسما مما تقدم في المصادر التالية : سبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٣٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢٠٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٠٨ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٨٢ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٤٠ وراجع ص ٢٤١ وشرح بهجة المحافل ج ١ ص ٢٦٨ والمواهب اللدنية ج ١ ص ١١٣ وجوامع السيرة النبوية ص ١٥١ وإعلام الورى (ط دار المعرفة) ص ١٠١ ومجمع البيان ج ٨ ـ ص ٣٤٤ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٢١ وبحار الأنوار ج ٢٠ ص ٢٠٦ و ٢٠٧ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٨ والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ٨ وأنساب الأشراف ج ١ ص ٣٤٧ والإكتفاء للكلاعي ج ٢ ص ١٧٠ و ١٧١ ودلائل النبوة ص ٤٣٦ والعبر وديوان المتبدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٣٠ وعيون الأثر ج ٢ ص ٦٣ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٢٣٨ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٤٠٤ و ٤٤١ و ٤٤٢.

٨١

وقال سعد : اللهم إن أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها ، فإنه لا قوم أحب إليّ أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك ، وأخرجوه وكذبوه. اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم ، فاجعلها لي شهادة ، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة ، وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية (١).

أضاف البعض هنا قوله : فلما قال سعد ما قال إنقطع الدم (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٣٧ وراجع : الكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٨٢ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٤٠ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٢٣٨ و ٢٣٩ والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ٨ وبحار الأنوار ج ٢٠ ص ٢٣١ و ٢٣٢ و ٢٠٧ ومجمع البيان ج ٨ ص ٣٤٤ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٨ ودلائل النبوة ص ٤٣٦ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٣٠ وعيون الأثر ج ٢ ص ٦٣ وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٤٠ والبدء والتاريخ ج ٤ ص ٢١٨ وبهجة المحافل وشرحه ج ١ ص ٢٦٧ و ٢٦٨ والمواهب اللدنية ج ١ ص ١١٣ وجوامع السيرة النبوية ص ١٥١ والإكتفاء للكلاعي ج ٢ ص ١٧٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢٠٧ و ٢٠٨ وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٨١ و ٢٨٢ وراجع مسند أحمد ج ٦ ص ١٤١ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٢١ وصحيح البخاري ج ٣ ص ٢٣.

(٢) الكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٨٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٠٨ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٢٨ وج ٣ ص ٤٤١.

٨٢

حديث عائشة حول سعد :

وتقول عائشة ـ كما روي ـ : إن ابن معاذ مر عليها ، وهي في الحصن ، حصن بني حارثة ، وكان من أحرز حصون المدينة ـ وذلك قبل أن يفرض علينا الحجاب (١) ـ وعليه درع مقلصة قد خرجت منها أذرعه كلها ، وفي يده حربة يرقد (يرقل) بها ، وهو يقول :

لبثت قليلا يشهد الهيجا حمل

ما أحسن الموت إذا حان الأجل

فقالت له أمه : الحق بني فقد ـ ولله ـ أخرت.

فقالت لها عائشة : والله لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هي عليه ، قالت : وخفت عليه حيث أصاب السهم منه.

فقالت أم سعد : يقضي الله ما هو قاض.

فقضى الله أن أصيب يومئذ (٢).

__________________

(١) هذا العبارة ذكرها الواقدي ، والديار بكري ، وابن سيد الناس ، وابن هشام ، وابن كثير ، والكلاعي ، وابن إسحاق والبيهقي فراجع الهامش التالي.

(٢) راجع فيما تقدم ـ وإن اختلفت في بعض الألفاظ ـ المصادر التالية : سبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٢٥ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٤٦٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢٠٧.

وراجع : تاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٦٥ و ٢٦٦ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٠٨ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٤٠ والروض الأنف ج ٢ ص ١٩٢ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٤٤٠ و ٤٤١ والإكتفاء للكلاعي ج ٢ ص ١٦٩ وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٨١ وعيون الأثر ج ٢ ص ٦٢ و ٦٣ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٨ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٢٣٧.

٨٣

ونقول :

إننا نرجح أن يكون أبو أسامة الجشمي هو الذي قتل ابن معاذ ، وذلك :

أولا : لأن بعض المصادر تذكر لأبي أسامة الجمشي أبياتا فيها أنه هو الذي رمى سعدا فأصابه ، فقد قال مخاطبا عكرمة ، ومشيرا إلى قتله سعدا :

أعكرم هلا لمتني إذ تقول لي

فداك بآطام المدينة خالد

ألست الذي ألزمت سعدا مريشة

لها بين أثناء المرافق عاند

قضى نحبه منها سعيدا فاعولت

عليه مع الشمط العذارى النواهد

الأبيات (١).

ثانيا : ذكرت الروايات : أن سعد بن أبي وقاص قد رمى يوم أحد حبان بن العرقة بسهم فوقع في ثغرة نحره (أو في نحره) فوقع على ظهره وبدت عورته ، فضحك «صلى الله عليه وآله» حتى بدت نواجذه.

فهل عاش حبان من جديد؟ أو لم يمت من سهم أصابه في نحره!! ـ وعاش ـ حتى رمى سعد بن معاذ في أكحله في الخندق؟ (٢).

إلا أن تكون قصة أحد : قد صنعها محبو سعد بن أبي وقاص لإثبات فضيلة له ، وذلك عن هؤلاء غير بعيد ، فقد رأيناهم يفعلون ذلك في كثير من المواضع ، ثم سرعان ما ينسيهم الله ذلك ، فتظهر الحقيقة على ألسنتهم من جديد ، ويكذبون أنفسهم من حيث لا يشعرون.

__________________

(١) البداية والنهاية ج ٤ ص ١٠٨.

(٢) إمتاع الأسماع ج ١ ص ١٣٣ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٢٧ و ٢٢٩ وسبل الهدى والرشاد (ط دار الكتب العلمية) ج ٤ ص ٢٠١.

٨٤

الاختلاف في من قتل سعد بن معاذ :

وأما الاختلاف في قاتل سعد بن معاذ ، فهو يعود ـ فيما يظهر لنا ـ إلى أن الذين كانوا يرمون باتجاه سعد والمسلمين كانوا أكثر من واحد ، فاختلطت السهام ، واستطاع كل منهم أن يدّعي لنفسه أنه تمكن من قتل سيد قبيلة الأوس في المدينة وهو ـ باعتقادهم ـ شرف عظيم أراد كل منهم أن يخص نفسه به ، مع أنه في الحقيقة غاية الخزي والعار ، لو كانوا يعلمون.

سعد في خيمة رفيدة :

وأمر «صلى الله عليه وآله» بنقل سعد حينما جرح إلى خيمة رفيدة التي كانت أقامتها في مسجد النبي «صلى الله عليه وآله» لمداواة الجرحى.

زاد القمي قوله : وكان يتعاهده بنفسه (١).

__________________

(١) عيون الأثر ج ٢ ص ٧٢ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٢٥٠ وتهذيب سيرة ابن هشام ص ٢٠٠ والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ١٧ وشرح بهجة المحافل ج ١ ص ٢٧٢ عن البغوي والمواهب اللدنية ج ١ ص ١١٦ وجوامع السيرة النبوية ص ١٥٤ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٢١ ونهاية الأرب ج ١٧ ص ١٩١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢٣٣ وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٦٧ وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٨٧ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٣٨ وفتح الباري ج ٧ ص ٣١٧ وتفسير القمي ج ٢ ص ١٨٨ وبحار الأنوار ج ٢٠ ص ٢٣٢ والإستيعاب بهامش الإصابة ج ٤ ص ٣١١ والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج ٨ ص ٣٨٧ والتراتيب الإدارية ج ٢ ص ١١٣ وج ١ ص ٤٦٢ و ٤٥٣ و ٤٥٤ والإصابة ج ٤ ص ٣٠٢ و ٣٠٣ عن ابن إسحاق ، وعن البخاري في الأدب المفرد. وفي التاريخ بسند صحيح ، والمستغفري ، وأبي موسى.

٨٥

ونستفيد من ذلك : إمكانية أن تتولى المرأة مداواة الجرحى. وقد تحدثنا عن ذلك بشيء من التفصيل في كتابنا : الآداب الطبية في الإسلام ، فنحن نرجع القارئ الذي يريد التوسع إليه.

إصابة أبي بن كعب في أكحله :

وتذكر بعض الروايات عن جابر : أن أبي بن كعب ، رمي يوم الأحزاب على أكحله ، فكواه رسول الله «صلى الله عليه وآله».

وعنه أي عن جابر : بعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى أبي بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ، ثم كواه عليه (١).

ونحن نتساءل عن السبب الذي لم يقدم لأجله النبي «صلى الله عليه وآله» على معالجة سعد بن معاذ بهذه الطريقة حتى يشفى ، أم أنه عالجه ، لكن لم يفده العلاج لأن جراحته تختلف عن جراحة أبي؟!

هل فر عمر وطلحة في غزوة الخندق؟

والذي يثير فينا العجب هنا : أننا نجد عائشة تروي لنا ما يدل على فرار جماعة من الصحابة في حرب الخندق ، واختبائهم في حديقة هناك.

قال الطبري : «حدثنا سفيان بن وكيع قال : حدثنا محمد بن بشر ، قال حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثني أبي عن علقمة ، عن عائشة قالت :

خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس ، فو الله إني لأمشي إذ سمعت وئيد الأرض خلفي ـ يعني حس الأرض ـ فالتفت فإذا أنا بسعد ، فجلست إلى

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٩ عن مسلم. كذا في المشكاة.

٨٦

الأرض ، ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس ـ شهد بدرا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، حدثنا بذلك محمد بن عمرو ـ يحمل مجنه ، وعلى سعد درع من حديد ، قد خرجت أطرافه منها ، قالت : وكان من أعظم الناس وأطولهم.

قالت : فأنا أتخوف على أطراف سعد ، فمر بي ، يرتجز ويقول :

لبث قليلا يدرك الهيجا حمل

ما أحسن الموت إذا حان الأجل

قالت : فلما جاوزني قمت ، فاقتحمت حديقة فيها نفر من المسلمين ، فيهم عمر بن الخطاب ، وفيهم رجل عليه تسبغة له ـ قال محمد : والتسبغة : المغفر لا ترى إلا عيناه ـ فقال عمر : إنك لجرية ، ما جاء بك؟ ما يدريك؟ لعله يكون تحوّز ، (تحرف) أو بلاء.

فو الله ما زال يلومني حتى وددت أن الأرض تنشق لي فأدخل فيها ، فكشف الرجل التسبغة عن وجهه : فإذا هو طلحة.

فقال : إنك قد أكثرت ، أين الفرار ، وأين التحوّز (التحرف) إلا إلى الله عز وجل (١).

نقول :

إن طلحة يتضايق من جهر عمر بالفرار أمام عائشة ، ثم لما رأى أنه يكرر ذلك لها ، يستنكر أن يكون هذا فرارا ، ويعتبره فرارا إلى الله عز وجل.

ونلفت النظر هنا : إلى تجاهل جل المؤرخين لهذه الرواية ، رغم أنهم

__________________

(١) تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٤١ ودلائل النبوة لأبي نعيم ص ٤٣٥ و ٤٣٦ وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٦٦ وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٨٤ والطبقات الكبرى ج ٣ قسم ٢ ص ٣ وكنز العمال ج ١ ص ٢٨٠ عن ابن عساكر.

٨٧

يرون في الطبري المثل الأعلى لهم ، وهم ينقلون عنه ويعتمدون عليه ، ولعله هو بالإضافة إلى سيرة ابن هشام ، يأتي على رأس القائمة في أي مراجعة للسيرة ، أو تسجيل أي حدث ، أو موقف منها.

كما أننا لا نستبعد : أن تكون هذه هي القضية الصحيحة ، لا قضية عائشة مع أم سعد.

ثم إننا لا ننسى أن نسجل هنا تساؤلا يبقى حائرا ، وهو أنه كيف سوّغت عائشة لنفسها أن تخرج من الحصن الذي وضعها النبي «صلى الله عليه وآله» فيه ، مع خطورة الموقف وحساسيته المتناهية ، ومع عدم إذن النبي «صلى الله عليه وآله» لها بذلك ، إذ لو كانت مأذونة منه «صلى الله عليه وآله» لاحتجت به على عمر ، ولم تصبر على هذا التقريع المر الذي واجهها به ، حتى إنها لتود أن تنشق لها الأرض ، فتدخل فيها.

ولعل مما يؤيد فرار الكثيرين يوم الخندق : ما سيأتي في حديث حذيفة حينما أرسله النبي «صلى الله عليه وآله» لكشف خبر قريش ، حيث ذكر أنه لم يبق مع النبي سوى اثني عشر رجلا فقط (١).

والرواية الأخرى تقول : إن الناس تفرقوا ولم يبق من العسكر غير ثلاثة مئة (٢).

__________________

(١) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ٣١ وتلخيصه للذهبي بهامشه وصححاه ودلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٤٥٠ و ٤٥١ وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٤٩ و ٢٥٠.

(٢) سيأتي ذلك في الفصل الأخير من هذا الباب.

٨٨

من بطولات سعد بن أبي وقاص :

ويقولون : «كان يوم الخندق رجل من الكفار معه ترس ، وكان سعد راميا. وكان الرجل يقول كذا بالترس ، يغطي جبهته ، فنزع له سعد بسهم ، فلما رفع رأسه رماه سعد لم يخطئ هذه منه ، يعني جبهته ، فانقلب وأشال برجله ، فضحك النبي «صلى الله عليه وآله» حتى بدت نواجذه ، يعني من فعله بالرجل» (١).

ونقول :

إننا نشك في صحة ذلك :

ألف : إن الذين قتلوا من المشركين معروفون ، وستأتي أسماؤهم ، وأسماء الذين قتلوهم ، وهم :

١ ـ عمرو بن عبدود ، وقد قتله علي أمير المؤمنين «عليه السلام».

٢ ـ حسل بن عمرو بن عبدود ، قتله علي «عليه السلام» أيضا.

٣ ـ نوفل بن عبد الله ، قتله علي «عليه السلام» ، وقيل : بل قتله الزبير ، وسيأتي أنه غير صحيح.

٤ ـ منبه بن عثمان ، أو عثمان بن أمية بن منبه ، أصابه سهم غرب فمات منه بمكة ، وسيأتي ذلك مع مصادره في الفصل الأخير من هذا الباب.

فأين ذلك الرجل الذي قتله سعد بسهم؟!.

إلا أن يقال : إنه أصابه في جبهته ، وانقلب وأشال برجله ، لكنه لم يمت.

ب : إن هذه الرواية هي ـ تقريبا ـ نفس الحكاية التي تحكى لسعد مع

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٨ عن الترمذي في الشمائل.

٨٩

حبان بن العرقة في غزوة أحد.

إلا أنها ذكرت : أن هذا كان يتلاعب بترسه ، فرماه سعد في جبهته ، وقد أشرنا غير مرة إلى أننا نجد اهتماما خاصا بتسطير الفضائل لسعد لتعويضه عن فراره في المواطن ، ولرد الجميل له على مواقفه المؤيدة للسلطة التي اغتصبت مقام الخلافة بعد الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله».

وقد أشرنا إلى ذلك : في غزوة أحد حين الكلام عن بطولات سعد الموهومة ، فراجع.

بطولات وهمية للزبير :

روى البيهقي من طريق حماد بن زيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير ، قال : جعلت يوم الخندق مع النساء والصبيان في الأطم (يعني حصنا) ومعي عمر بن أبي سلمة ، فجعل يطأطئ لي ، فأصعد على ظهره ، فأنظر إليهم كيف يقتّلوا ، وأطأطئ له فيصعد فوق ظهري ، فينظر.

قال : فنظرت إلى أبي ، وهو يحمل مرة ها هنا ، ومرة ها هنا ، فما يرتفع له شيء إلا أتاه.

فلما أمسى جاءنا إلى الأطم ، قلت : يا أبه ، رأيتك اليوم وما تصنع.

قال : ورأيتني يا بني؟!.

قلت : نعم.

قال : أما إن رسول الله قد جمع لي أبويه.

٩٠

قال : فدا لك أبي وأمي (١).

ونقول :

قد قدمنا في فصل : غدر بني قريظة : أن عبد الله بن الزبير كان آنئذ طفلا صغيرا جدا ، ولم يكن بحيث يمكن أن يصدر منه ذلك فقد كان عمره أقل من سنتين على ما يظهر ، فراجع ما قدمناه.

هذا بالإضافة إلى أننا : لم نفهم معنى لما يدّعيه ابن الزبير من حملات لأبيه هنا ، وحملات هناك ، ونحن نعلم أن ذلك لم يحدث في الخندق ، بل الذي كان هو المراماة بالنبل والحصا في بعض الأحيان.

أما قضية المبازرة فإنما كانت بين علي «عليه السلام» وعمرو بن عبد ود ، كما سيأتي.

هذا بالإضافة إلى : أن هذا الحديث زبيري سندا ومتنا ، ولم نجد من روى لنا هذه المواقف البطولية للزبير في حرب الأحزاب.

قدامة بن مظعون في حرب الخندق :

عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : «بعثني خالي عثمان بن مظعون لآتيه بلحاف ، فأتيت النبي «صلى الله عليه وآله» ، فاستأذنته ـ وهو بالخندق ـ فأذن لي ، وقال لي : من لقيت منهم ، فقل لهم : إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يأمركم أن ترجعوا.

قال : فلقيت الناس ، فقلت لهم ...

__________________

(١) راجع : دلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٤٣٩ و ٤٤٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢٠٦ و ٢٠٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٠٧ وكنز العمال ج ١٠ ص ٢٨٦.

٩١

إلى أن قال ابن عمر : والله ما عطف عليّ منهم اثنان أو واحد» (١).

ونقول :

ألف : إن هذه الرواية موضع ريب ، لأن عثمان بن مظعون قد توفي قبل الخندق بزمان ، فإنه أول من مات بالمدينة من المهاجرين. وذلك بعد بدر في السنة الثانية من الهجرة الشريفة.

وقد احتمل البعض : أن يكون المقصود هو قدامة بن مظعون فراجع (٢).

ب : قد يقال : إن هذه الرواية تدل على أن طائفة من الناس قد فروا يوم الخندق ، وفقا لما تقدم من فرار جماعة فيهم عمر وطلحة ، وقد اختبأوا في حديقة هناك ، فاكتشفتهم عائشة.

وسيأتي أيضا : أن الناس قد تفرقوا عن النبي «صلى الله عليه وآله» حتى بقي في ثلاث مئة. بل في اثني عشر رجلا كما في رواية القمي ، والحاكم في المستدرك بسند صححه هو والذهبي.

لكن قد يجاب عن ذلك : بأن من الممكن أن تكون الرواية ناظرة إلى حالة المسلمين لما بلغهم فرار المشركين ، فإنهم تركوا النبي وقصدوا المدينة لا يلوون على شيء ، وسيأتي ذلك في آخر فصل : نهاية حرب الخندق.

إلا أن هذا الجواب لا يكفي : إذ لا معنى لطلب النبي من الناس الرجوع إلى مواقعهم ، بعد ذهاب الأحزاب.

ج : إن هذه الرواية تشير إلى أنه قد كان ثمة دقة في التنظيم ، وهيمنة قيادية ،

__________________

(١) عيون الأثر ج ٢ ص ٥٦ وفتح الباري ج ٧ ص ٣٠٩ بإسناد صحيح عن الطبراني.

(٢) عيون الأثر ج ٢ ص ٥٦.

٩٢

قد فرضت عدم تغيب أي عنصر مشارك في الحرب إلا بإذن من الرسول «صلى الله عليه وآله» مباشرة ، الأمر الذي يتيح للقيادة أن تبقى على اطلاع تام على حجم وفعالية القوة التي تعمل تحت قيادتها ، فتتمكن من التخطيط الدقيق والسليم وفي نطاق وحدود القدرات المتوفرة لديها ، والإستئذان هذا كان من الجميع حتى من المنافقين لأعذار مختلفة.

القتال بين المسلمين وبين بني قريظة :

قد ذكرت النصوص التاريخية عدة موارد يقال : إنها حصلت فيها مناوشات فردية بين المسلمين واليهود ، وذكرت أيضا حوادث محدودة في نطاق التدبير العسكري فيما بين الفريقين.

بالإضافة إلى : تحركات عامة في دائرة التفاهم لشن هجوم مشترك على المسلمين ، ونذكر هذه الأمور في ضمن النقاط التالية :

ألف : التفكير بمباغتة المدينة :

قال الديار بكري : «واستعان بنو قريظة من قريش ليبيتوا المدينة فعلم به النبي «صلى الله عليه وآله» ، فبعث سلمة بن الأسلم في ماءتي رجل ، وزيد بن حارثة في ثلاث مئة رجل حتى حرسوا حصون المدينة ومحلاتها» (١).

ويفصّل ذلك البعض ، فيقول : همت بنو قريظة أن يغيروا على بيضة المدينة ليلا ، فأرسلوا حيي بن أخطب إلى قريش أن يأتيهم منهم ألف رجل ، ومن غطفان ألف فيغيروا بهم.

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٤.

٩٣

فجاء الخبر بذلك رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فعظم البلاء ، وبعث سلمة بن أسلم في مئتي رجل ، وزيد بن حارثة في ثلاث مئة يحرسون المدينة ، ويظهرون التكبير ، ومعهم خيل المسلمين ، فإذا أصبحوا أمنوا.

فكان أبو بكر يقول : لقد خفنا على الذراري بالمدينة من بني قريظة أشد من خوفنا من قريش وغطفان. ولقد كنت أوفي على سلع ، فأنظر إلى بيوت المدينة ، فإذا رأيتهم هادين حمدت الله عز وجل ، فكان مما رد الله به بني قريظة عما أرادوا : أن المدينة كانت تحرس» (١).

ونقول :

إنه ربما يستفاد من قوله تعالى : (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) أن بني قريظة قد تحركوا لقتال المسلمين ، أو لمحاصرتهم ، أو عملوا على ذلك بطريقة أو بأخرى.

هذا ... ولم تذكر لنا الرواية سبب عدم استجابة قريش وغطفان لطلب بني قريظة ، ولا الطريقة التي علم بها رسول الله بإرسال بني قريظة تلك الرسالة إلى الأحزاب.

كما أننا لا نكاد نطمئن : إلى أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يبادر إلى حراسة المدينة إلا بعد أن علم بعزمهم على تبييتها. فإن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يكن ليغفل عن حراسة المدينة من أول يوم خرج فيه لحفر الخندق

__________________

(١) راجع المصادر التالية : المغازي للواقدي ج ٢ ص ٢٦٠ وامتاع الاسماع ج ١ ص ٢٢٨ والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ٤ و ٥ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣١٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٢٨.

٩٤

ومواجهة الأحزاب ، بل من أول ساعة.

أضف إلى ذلك كله : أن تخصيص خمس مئة مقاتل لحراسة المدينة ، أي ما ربما يزيد على نصف جيش المسلمين ، ثم الإكتفاء بالنصف أو بأقل من ذلك ـ حسبما تقدم عن عدة المسلمين ـ ليواجهوا جيش الأحزاب ـ إن هذا ـ قد يكون أمرا مبالغا فيه ، فلعله كان يرسل مئتين على التناوب ، فتارة يرسل سلمة ، وتارة يرسل زيدا ، وهكذا.

ب : قصة خوات بن جبير واليهودي :

وبعث «صلى الله عليه وآله» خوات بن جبير لينظر غرة لبني قريظة ، أو خللا من موضع ، فكمن لهم ، فنام ، فحمله رجل منهم وقد أخذه النوم ، فأفاق ، فعرف أن حامله طليعة لبني قريظة ، فأمكنه الله من الرجل وقتله ، ولحق بالنبي «صلى الله عليه وآله» وأخبره ، بعد أن كان «صلى الله عليه وآله» قد عرف بالقضية من جهة جبرئيل (١).

ونقول :

إننا لا ندري لماذا يفضل ذلك اليهودي حمل عدوه على ظهره؟! ولا يبادر إلى قتله ، والتخلص منه.

والذي نعلمه في حالات كهذه هو أن يكون نوم من ينام قلقا وغير مستقر ، حتى إن النائم ليتنبه لأدنى حركة أو لمسة له ، ونجد أن هذا اليهودي يحمل هذا النائم ويرفعه إلى كتفه ولا يشعر به.

__________________

(١) إمتاع الأسماع ج ١ ص ٢٢٨ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٤٦٠ و ٤٦١.

٩٥

ثم كيف عرف خوات بن جبير أن حامله طليعة لبني قريظة؟! هذا ما لم تصرح لنا الرواية به.

وإذا أغمضنا النظر عن ذلك : فإن اهتمام النبي «صلى الله عليه وآله» بالعمل الإستخباري في حروبه ظاهر للعيان.

ولكن طلب الغرة لبني قريظة والخلل من موضع ، إنما يتناسب مع التخليط لمهاجمتهم ، وذلك لم يكن متيسرا ، أو فقل : لم يكن مطروحا للتداول به والتخطيط له في غزوة الخندق.

فلعل رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان يمهد لغزوهم حين فراغه من الأحزاب ، فكان إرسال الطلائع تمهيدا لذلك.

ج : تحركات ، وتحرشات :

وخرج نباش (ولعل الصحيح : شاس) بن قيس في عشرة من اليهود يريد المدينة ، ففطن بهم نفر من أصحاب سلمة بن أسلم ، فرموهم حتى هزموهم (١).

ومر سلمة في من معه ، فأطاف بحصون يهود ، فخافوه ، وظنوا : أنه البيات.

ومن الواضح : أن هؤلاء اليهود لا يشكلون خطرا جديا على المسلمين ، إلا من حيث أنهم طليعة للعدو ، وتريد أن تحصل على معلومات تفيد في توجيه ضربة عسكرية للمسلمين ، أو من حيث أنهم يريدون الحصول على

__________________

(١) إمتاع الأسماع ج ١ ص ٢٢٩ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٤٦٢.

٩٦

مكاسب مادية ، لظنهم أن المسلمين في غفلة عن بعض المواقع التي يمكنهم التسلل إليها للحصول على ما يمكن الحصول عليه منها.

أو من حيث إحداث بلبلة في صفوف المسلمين ، حين يشعرون أن نساءهم في معرض خطر أكيد من قبل الأعداء.

ومن الملفت للنظر أيضا : هذا الرعب من قبل اليهود لمجرد رؤيتهم سلمة بن أسلم يطيف بحصونهم ، مع أنهم يظنون أنهم ما نعتهم حصونهم.

د : قتل مغامر :

روى الطبراني بسند رجاله ثقات عن رافع بن خديج ، قال : لم يكن حصن أحصن من حصن بني حارثة ، فجعل النبي «صلى الله عليه وآله» النساء والصبيان والذراري فيه.

وقال لهن : إن لم يكن أحد فالمعن بالسيف. فجاءهن رجل من بني (ثعلبة) حارثة بن سعد ، يقال له : نجدان ، أحد بني جحاش على فرس ، حتى كان في أصل الحصن ، ثم جعل يقول لهن : انزلن إلي خير لكن.

فحركن السيف ، فأبصره أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فابتدر الحصن قوم فيهم رجل من بني حارثة ، يقال له : ظفر بن رافع ، فقال : يا نجدان ابرز.

فبرز إليه ، فقتله ، وأخذ رأسه فذهب به إلى النبي «صلى الله عليه وآله» (١).

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٩ عن الوفاء عن الطبراني ووفاء الوفاء ج ١ ص ٣٠١ و ٣٠٢ عن الطبراني وكنز العمال ج ١٠ ص ٢٨٤.

٩٧

ولنا ملاحظة على هذا النص ، وعلى نص سابق شبيه به : وهو أنه «صلى الله عليه وآله» قد قال لهن : إن لم يكن أحد فالمعن بالسيف ، فهل هذا يعني : أن يلمعن بالسيف لإيهام الأعداء وجود أسلحة معهن؟!

الجواب : قد يكون لا ، لأن هذا لو صح لكان الأنسب أن يقول لهن ، فالمعن بالسيوف ، إلا أن يكون المقصود هو جنس السيف ، لا السيف الواحد.

والظاهر : أنه «صلى الله عليه وآله» يريد أن يلمعن بالسيف لو تعرضن لأي هجوم من الأعداء ليعرف المسلمون بالأمر ، لينجدوهن بالرجال.

ومعنى ذلك : هو أن موضع النساء كان قريبا من جيش المسلمين ، وفي مقابلهم. كما أن هذه الطريقة لن تنفعهم إلا في وقت النهار ، وحيث تكون السماء صافية والشمس طالعة لا مطلقا. إذ في الليل وحيث لا شمس لا يلمع السيف.

صفية وحسان بن ثابت واليهودي :

روى الزبير بن العوام : أن صفية كانت في حصن فارع.

وفي نص آخر : «في حصن حسان بن ثابت» مع نساء النبي «صلى الله عليه وآله» ، وكان معهن حسان بن ثابت ، فرقى يهودي الحصن حتى أشرف عليهن ، فقالت صفية : يا حسان قم إليه حتى تقتله.

وفي نص آخر : أن اليهودي جعل يطوف بذلك الحصن ، فخافت صفية أن يدل على عورة الحصن.

قال : لا والله ، ما ذاك فيّ ، ولو كان فيّ لخرجت مع رسول الله «صلى الله عليه وآله».

٩٨

قالت صفية : فاربط السيف على ذراعي. ثم تقدمت إليه حتى قتلته ، وقطعت رأسه ، فقالت له : خذ الرأس وارم به على اليهود.

قال : وما ذاك فيّ.

فأخذت الرأس فرمت به على اليهود.

فقالت اليهود : قد علمنا : أنه لم يك يترك أهله خلوفا ، ليس معهم أحد.

ويذكر نص آخر : أنها طلبت منه أن يسلبه فرفض.

ونص آخر يذكر : أنها قتلته بواسطة عمود.

وفي غيره : قتلته بفهر. وتذكر رفض حسان لسلبه ، ولا تذكر حديث قطع رأسه (١).

وقد زاد أبو يعلى : «فأخبر بذلك رسول الله «صلى الله عليه وآله» فضرب

__________________

(١) راجع المصادر التالية : وفاء الوفاء ج ١ ص ٣٠٢ عن البزار. وسبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٢٤ و ٥٢٥ عن ابن إسحاق ، والواقدي ، وأبي يعلى ، والبزار بسند حسن عن الزبير ، بسند رجاله رجال الصحيح عن عروة مرسلا ، وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٤١ و ٢٤٢ وكنز العمال ج ١٠ ص ٢٨٦ وأسد الغابة ج ٢ ص ٦ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٩ عن الوفاء ، والهيثمي ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣١٧ ومسند أحمد والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٢٣٩ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٤٤٢ و ٤٤٣ وأمالي الشيخ الطوسي ص ٢٦٧ و ٢٦٨ وبحار الأنوار ج ٢٠ ص ٢٤٥ والإكتفاء للكلاعي ج ٢ ص ١٧١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢٠٨ و ٢٠٩ وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٤٠ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٨١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٠٩ وأنساب الأشراف ج ١ ص ٣٤٧ ووفاء الوفاء ج ١ ص ٣٠٣ وغرر الخصائص الواضحة ص ٣٥٨.

٩٩

لصفية بسهم ، كما يضرب للرجل» (١).

لكن نصا آخر يقول : إن غزال بن سموأل أقبل مع عشرة من اليهود نهارا فجعلوا يستترون ويرمون الحصن. «وقد حاربت قريظة ، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» في نحر العدو ، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إذا أتاهم آت» (٢).

ونقول :

يلفت نظرنا في هذه الرواية أمور عدة ، نذكر منها :

ألف : جبن حسان :

قال البلاذري والوقداي : «كان حسان رجلا جبانا» (٣).

وقال ابن الأثير : «كان حسان من أجبن الناس حتى إن النبي «صلى الله عليه وآله» جعله مع النساء في الآطام يوم الخندق» (٤).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٢٥.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٢٤ و ٥٢٥.

وراجع : المغازي للواقدي ج ٢ ص ٤٦٢ و ٤٦٣ وسيرة المصطفى ص ٥٠٥ و ٥٠٦ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٩ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٤٤٢ و ٤٤٣ والإكتفاء ج ٢ ص ١٧١.

(٣) أنساب الأشراف ج ١ ص ٣٤٧ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٤٦٢ و ٤٦٣ وفاء الوفاء ج ١ ص ٣٠٢ و ٣٠٣ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٩.

(٤) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٩ وراجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ١٥ وراجع : الروض الأنف ج ٣ ص ٢٨١ ووفاء الوفاء ج ١ ص ٣٠٢ وسبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٦٤ وأسد الغابة ج ٢ ص ٦.

١٠٠