معجم قرى جبل عامل - ج ٢

الشيخ سليمان ظاهر

معجم قرى جبل عامل - ج ٢

المؤلف:

الشيخ سليمان ظاهر


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الإمام الصادق (ع) للبحوث في تراث علماء جبل عامل
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٠٨
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

٣
٤

حرف الصاد

الصالحاني : [As ـ Salhani]

الصالحاني (بصاد مهملة وألف ثم لام تلفظ ساكنة وحاء مهملة وألف ونون مكسورة بعدها ياء).

كانت من أعمال ناحية (علما الشعب) ، وبعد إلغائها ألحقت بمركز صور ، وهي إلى شمالي راميه على بعد ميلين [٤ كلم] وعن صور على بعد أربع ساعات [١٦ كلم] يقوم فيها بيوت يقيم بها المزارعون من القرى المجاورة لها.

أصل الإسم : بلفظ النسبة إلى صالحان مثنى صالح وهي محلة بأصبهان (١). وكأنها منسوبة إلى رجل صالحاني. أو عاملي سكن صالحان فعرف بالصالحاني.

وكانت من أملاك الشيخ علي السبيتي ثم باعها (٢). وهي اليوم محرث واسع. لا سكان فيها تتبع رامية.

__________________

(١) معجم البلدان ٣ : ٣٨٩.

(٢) خطط جبل عامل ص ٣٠٢.

٥

الصالحية : [As ـ shalhiyi]

من قرى لبنان القديم ومن إقليم التفاح اللبناني ، وفي عهد الاحتلال جعلت قاعدة لناحية باسمها ثم ألغيت مع ما ألغي من نواحي لبنان عام ١٩٢٩ بتشكيلات (اده) فأتبعت لمركز صيدا ، وهي منها إلى الشمال على بعد أربعة أميال [٥ كلم] ، وهي على جانبي الطريق المعبد بين صيدا وجزين.

وجل سكانها البالغين (٤٧٠) من الروم الكاثوليك.

أصل الإسم : بلفظ النسبة إلى صالح (اسم علم).

موقعها : ترتفع ٢٠٠ مترا عن سطح البحر ، تتبع قضاء صيدا على مسافة ٥ كلم منها شمالا شرقيا وجنوبي شرقي عبرا على ٢ كلم منها ، وشرقي مجدليون. مساحة أراضيها ١٤٣ هكتارا.

شيء من تاريخها : كانت في بداية الانتداب ناحية يتبعها ٣٦ قرية ، كما كانت المركز الشتوي لمحكمة جزين.

فيها مجلس بلدي أنشئ عام ١٩٦٤ م. وفيها مدرسة رسمية ودار العناية (مهنية وميتم) ونادي ثقافي.

قدر عدد سكانها سنة ١٩٠٦ ب ١٤١ نسمة (١) وقدر عددهم سنة ١٩٢٧ ب ٣٠٠ نسمة (٢) وقدرهم العنداري سنة ١٩٧١ ب ٤٣٥ نسمة (٣) ، وقدرهم مرهج نفس العام ب ١٣٠٠ نسمة (٤) وقدرهم علي فاعور سنة ١٩٨١ م ب ١٩٣٩

__________________

(١) إبراهيم بك الأسود : دليل بنان ص ٦٠٥.

(٢) وديع حنا. قاموس لبنان ص ١٥٩.

(٣) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صيدا رقمها ٤١.

(٤) اعرف لبنان ٦ : ٣١١.

٦

نسمة (١) ، ويقدر عددهم اليوم بحوالي ٢٣٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : زيتون وعنب ، وفيها مزرعة للدواجن ، وأربعة مكابس لعصر الزيت.

مصادر مياهها مشروع نبع الطاسة.

صبّاح : sabbah

انظر (خرايب صبّاح).

صدّيق : [Siddiq]

صدّيق (بصاد مهملة مكسورة ودال مهملة مشددة مكسورة ومثناة تحتية ساكنة بعدها قاف).

هي اليوم خراب وكانت عامرة في القرن الثالث عشر الهجري (٢). وأرضها من خراج تبنين ، وهي منها إلى الشمال الشرقي على مسافة ميل [٢ كلم] وسميت باسم نبي له فيها مزار معروف ، وأرضها وقف عليه (٣).

__________________

(١) مجلة الباحث ص ٣٦.

(٢) كشكول البحراني ١ : ٤٢٩.

(٣) زاد السيد الأمين فقال إنها على رأس جبل «فيها قبر عليه قبة يعرف صاحبه بصديق وبه سميت القرية ، وفيها مسجد خراب ومحرابه باق وكانت مسكن السيد على الصائغ تلميذ الشهيد وشيخ ولده الشيخ حسن. ويقال إن الشهيد الثاني كان قد دعا الله تعالى أن يرزقه ولدا فيعلمه السيد علي الصائغ فاستجاب الله دعوته بتعليمه الشيخ حسن وفيها قبره مكتوب عليه إلى اليوم ما صورته : هذا قبر السيد الجليل العالم وحيد عصره وفاضل وقته فقيه أهل البيت عليهم‌السلام السيد علي المشهور بالصائغ الحسيني تغمده الله برحمته ، توفي ليلة الثلاثاء حادي عشر شهر رجب سنة ٩٨٠ ومكتوب تحت ذلك هذه الأبيات :

سل القبر هل يدري بحق حل عنده

وذكره فالذكرى لذي الجهل تنفع

وقل صرت للداعين يا قبر مشعرا

وفيك لأهل الشرع يا قبر مشرع

٧

صديقين : [siddiqin]

صديقين (بصاد مهملة مكسورة ودال مهملة مشددة مكسورة ومثناة تحتية ساكنة وقاف مكسورة أيضا ومثناة تحتية ساكنة بعدها نون.

من قرى الشعب كانت من عمل (علما) وبعد إلغاء هذه الناحية ألحقت بمركز صور ، وهي إلى الجنوب منها على بعد أربع ساعات تقريبا [١٤ كلم]. يبلغ عدد سكانها الشيعيين (٢٠٧).

أصل الإسم : جمع صدّيق. وهو الذي لا يكون إلا صادقا (١). واللفظ عربي سامي مشترك ويعني المستقيم والفاضل والعادل (٢).

موقعها : ترتفع ٣٧٠ مترا عن سطح البحر تتبع قضاء صور على مسافة ١٤ كلم منها جنوبا شرقيا ، وجنوبي شرقي قانا وعلى مسافة ٤ كلم منها. تتبعها منطقة عيا الأثرية. مساحة أراضيها المستثمرة ١٣٠ هكتارا.

شيء من تاريخها : في القرية وخراجها كما في معظم قرى محيط قانا آثار قديمة ، ومن آثارها قبور ونواويس وخرائب في منطقتي مصبح وعيّه. لا تزال تعاني من قصف مدفعي من قبل الصهاينة رغم انسحابهم منها في ١٠ نيسان ١٩٨٥ م.

__________________

وفيك امرؤ للعلم والحلم مجمع

على فضله بين البرية مجمع

وفيها قبر المحقق الشيخ علي بن عبد العال الميسي ، ولعل دفنه هناك بوصية منه أو أنه انتقل إليها من ميس ومحل قبره غير معروف لأنه دفن في جبل عامل ، مضيعة العلماء أحياء وأمواتا» خطط جبل عامل ص ٣٠٢ ـ ٣٠٣.

وذكر المقدسي (من أعلام القرن الرابع الهجري توفي بعد سنة ٣٧٥ ه‍ / ٩٨٦ م) جبل صدّيقا بين صور وقدس وبانياس وصيدا ثم قبر صديقا عند مسجد له موسم يوم النصف من شعبان يجتمع إليه خلق كثير من هذه المدن يحضره خليفة السلطان» أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ص ١٨٨. والظاهر أنه يقصد هذا المكان بالذات والمزار ذاته ، وأن الإسم كان معروفا بصديقا وهو اليوم صدّيق.

(١) لسان العرب ١٠ : ١٩٤.

(٢) أنيس فريحة ص ١٠٢.

٨

فيها مجلس اختياري ومدرسة رسمية ، وجمعية خيرية. وفيها حوزة علمية (للعلوم الدينية).

قدر قاموس لبنان عدد سكانها سنة ١٩٢٧ م ب ١٧٩ نسمة (١) ، وقدرهم العنداري سنة ١٩٧١ ب ١١٠٠ (٢) ، وقدرهم مرهج نفس العام ب ١٥٠٠ نسمة (٣) ، وقدرهم علي فاعور سنة ١٩٨١ ب ١٢٥٥ نسمة (٤) ويقدر عددهم اليوم بأكثر من ١٥٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : تبغ وزيتون وحبوب. مصادر مياهها مشروع الليطاني وعيون محلية (عين الجوزة).

صربا : sarba

أنظر سربا.

صربين (٥) : [Sribbin]

صربين (بصاد مهملة تلفظ ساكنة وراء مهملة مكسورة وموحدة تحتية مشددة مكسورة ومثناة تحتية ساكنة بعدها نون).

من قرى جبل عامل ، ومن أعمال تبنين ، وهي إلى الجنوب منها على بعد ثلاث ساعات [١٠ كلم]. يبلغ عدد سكانها الشيعيين (٨٠).

أصل الإسم : قد يكون الإسم من جذر : (صرب) نقى وصهر المعادن ، من السريانية وهو جمع ل serappie صاهر المعادن. وقد تكون من صربا

__________________

(١) قاموس لبنان ص ١٥٩.

(٢) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صور رقمها ٥٨.

(٣) اعرف لبنان ٦ : ٣٢١.

(٤) مجلة الباحث ص ٤٩.

(٥) ذكرها الشيخ قبل صديق وصديقين

٩

السريانية sarba : البرج. كما قد تكون من العبرية والآرامية سر ربين : أمير الأمراء ، مقدم الأمراء» (١) ذكرها الأمين اسربين واصربين (٢).

موقعها : ترتفع ٥٩٠ مترا عن سطح البحر. تتبع قضاء بنت جبيل على مسافة ٢٠ كلم منها شمالا غربيا. وجنوبي غربي تبنين. جنوبي شرقي قانا على مسافة ١٢ كلم منها.

مساحة اراضيها المستثمرة ٨٥ هكتارا.

فيها مجلس اختياري ومدرسة رسمية.

قدر قاموس لبنان عدد سكانها عام ١٩٢٧ ب ٧٥ نسمة وذكرها حربين بالحاء (٣). وقدر العنداري عدد سكانها سنة ١٩٧١ م ب ٢٨٢ نسمة (٤). وقدرهم مرهج نفس العام ب ٧٠٠ نسمة (٥) أما علي فاعور فقدرهم سنة ١٩٨١ م ب ٥٦٦ نسمة (٦) ويقدر عددهم اليوم بحوالي ٧٥٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : حبوب ، وتبغ. مصادر مياهها : مشروع الليطاني وعيون محلية : عين الحمرا وعين الوادي.

صردا : [Sarda]

صردا (بصاد مهملة مفتوحة ودال مهملة بعدها ألف).

إلى الجنوب من قرية الخيام على بعد ميلين [٦ كلم] يقوم بها بعض بيوت يسكنها زراعها. وهي من وقف كنيسة الروم الكاثوليك ، وبعضها ملك آل عبد الله.

__________________

(١) أنيس فريحة ص ١٠٣ وص ٨٨.

(٢) خطط جبل عامل ص ٢٣٥.

(٣) قاموس لبنان ص ١٥٩.

(٤) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء بنت جبيل رقمها (٢٠)

(٥) اعرف لبنان ٦ : ٣٢٧.

(٦) مجلة الباحث ص ٣٩.

١٠

أصل الإسم : تعرف باسم سردا (sarda) بسين مهملة مفتوحة وراء ساكنة ودال مفتوحة بعدها ألف أو هاء. وسردا في السريانية «Surda المنخل والغربال serda الخوف والوجل. وقد ورد اسم مكان في فلسطين siredha (سفر الملوك ١١ : ٢٦» (١).

موقعها : ترتفع ٤٥٠ مترا عن سطح البحر ، تتبع قضاء مرجعيون على مسافة ١٠ كلم منها جنوبا شرقيا ، وجنوبي غربي الخيام على مسافة ٦ كلم منها. قريبة من الحدود اللبنانية الفلسطينية. وقد قضمت إسرائيل جزءا من أراضيها. مساحة أراضيها وأراضي العمرة ١١٢٥ هكتارا. وهي مزرعة فيها عدد من المنازل

قدر مرهج عدد سكانها عام ١٩٧١ م مع عمرة ب ٤٥ نسمة (٢) وقدر العنداري نفس العام عدد سكانها وحدها ب ٨٥ نسمة (٣) وقدرهم علي فاعور عام ١٩٨١ م ب ٥٩٠ نسمة (مع عمرة) (٤) ويقدر عدد سكان المزرعتين اليوم بحوالي ٧٥٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : حبوب وخضار. مصادر مياهها : نبع عين العليق (محلية).

الصرفند : [As ـ Sarafand]

الصرفند (بصاد وراء مهملتين مفتوحتين وفاء مفتوحة ونون ساكنة ثم دال مهملة.

__________________

(١) أنيس فريحة ص ٨٩.

(٢) اعرف لبنان ٦ : ٥١.

(٣) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء مرجعيون رقمها ١٥.

(٤) مجلة الباحث ص ٤٢.

١١

من قرى إقليم الشومر الكبيرة على ساحل البحر الرومي إلى الجنوب من صيدا على مسافة ١٥ كلم. وإلى الغرب منها في الساحل مزار (الخضر). وهي قائمة في سفوح الهضبة إلى الجنوب وفي أسفل هضبتها منبع جدول خيزران.

وهي من مدن فينيقية القديمة ، وفي تاريخ سوريا للعلامة الدبس «ويلي صيدا جنوبا سرنبا المعروفة الآن بصرفند ويظهر أنها كانت في الأعصر القديمة ذات غنى وأهمية كبرى (كذا) لكنها منذ القرن الثاني عشر خضعت لصور» (١). وكانت الحد الفاصل بين مملكتي صيداء وصور ، وكانتا تتنازعان السلطة عليها فكانت تتبع مرة صيدا وأخرى صور ، ويقال أن اسمها سربتا أو صرفت مأخوذ من الصرافة لأنها كانت موضع الصرف ، ومما يدل على مكانتها أن سنحاريب ملك أشور دوّن اسمها مع المدن الفينيقية التي افتتحها في أثره المسمى صحيفة تيلور.

أما مقام أبي ذر فيها فهو معروف وعليه قائم مسجد فخم ، والشائع أن أبا ذر (رضي‌الله‌عنه) لما نفي إلى الشام في عهد ثالث الخلفاء ووقع في قرى جبل عامل دخل الصرفند ولبى أهلها دعوته إلى التشيع فكانت بعد ميس التي دخلها أيضا من أقدم بلاد جبل عامل في التشيع. أما سكانها اليوم فإنهم من المسلمين الشيعيين (٢) يبلغ عددهم ٧٠٠ وكانت فيها مدرسة قبل الاحتلال وألغيت بعده. وهي من أعمال الشومر ويخرج تينها أطيب الثمرات.

وفي فلسطين قرية باسم (الصرفند).

إسمها : «عرفت في المصادر الكلاسيكية بSarepta وذكرت في

__________________

(١) تاريخ سوريا ١ : ٢٧٠ (فصل ٢ عدد ١٠٨).

(٢) وفي كشكول البحراني ١ : ٤٢٩ «أهلها نواصب».

١٢

النقوش الأشورية : ariptu ، والمصريةDa ـ ira ـ pu ـ ti ربما تحريف «صرفة» ومعناها مكان صهر المعادن وتنقيتها» (١).

موقعها : ترتفع ٧٠ مترا عن سطح البحر. تتبع قضاء صيدا على مسافة ٢٠ كلم منها جنوبا غربيا. مساحة أراضيها ٩٤٤ هكتارا.

شيء من تاريخها : يظهر لنا أن موقع البلدة الحالي على التلة ، هو غير موقعها القديم ، والذي كان على شاطئ البحر. ونرجح أن انتقال السكان إليها كان بعد العام ١١٨٥ م / ٥٨١ ه‍ ، فقد ذكر «فوكاس Phocas نحو العام ١١٨٥ م وجود حصن على شاطئ البحر. وبعد قرن من الزمن يقول بروكادوس أن عدد البيوت في ذلك المكان لا يتجاوز الثمانية ، ولكن الخرائب الكثيرة تدل على شهرتها القديمة» (٢). وهذا يدل على انتقال السكان من المكان القديم على شاطئ البحر إلى موقعها الحالي بعد ما أصابها الخراب بفعل الحروب. أما مقام أبي ذر الغفاري (رضي‌الله‌عنه) فيها فليس بدليل على قدم البلدة ، لأن أكثر المقامات في جبل عامل قائمة على مرتفعات ، وقد يكون المقام لرجل صالح ، خاصة وأن قبر أبي ذر (رضي‌الله‌عنه) في الرّبذة (في الحجاز). وهذا لا ينفي إقامة الصحابي الجليل فيها (بموقعها القديم).

وقد ذكرت المصادر العربية البلدة باسم الصرفند (٣) ، وصرفندة (٤) والسّرفند (٥) ، وورد اسمها في العهد القديم باسم صرفاد (zarefhath) ) ،

__________________

(١) أنيس فريحة ص ١٠٣.

(٢) ادوارد روبنصون : بحث توراتي (يوميات في لبنان) ١ : ٥٣.

(٣) القاموس المحيط ١ : ٣٠٤ ؛ ابن الأثير : الكامل في التاريخ ١١ : ٢٤٥.

(٤) معجم البلدان ٣ : ٤٠٢ ؛ تاج العروس صرفند ؛ تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة محمد بن روامة الصرفندي : وانظر خطط جبل عامل ص ٣٠٣ ـ ٣٠٤.

(٥) ابن شداد : النوادر السلطانية ص ٢٤٨.

(٦) ادوارد روبنصون : ن. م ١ : ٥٣.

١٣

وفي الآثار الأشورية باسم Sariptu ) ، وفي العهد الجديد باسم (صرفة) (٢) وفي المصادر اللاتينية باسم Sarepta ). وذكرنا تسميتها بالمصرية (٤).

وقرية الصرفند الحالية زارها جون كارون قبل عام ١٨٣١ م وذكر موقعها الحالي وقال : «ومساكن القرية وسكانها أهل أنس وفلاحة ، وليس فيها ضرائب ، أو جدران شاخصة بلا سقف أو أبواب شائخة غطاها العشب أو الزهر البري» (٥). وذكر أن عمل السكان كان جمع القطن في السهل اسفلها ، وأن السكان يعملون بالأجرة» (٦). وتمنى أن يقيم في القرية كاهن «ليجمع أهلها المسيحيين السريان في قداس ، كل أحد» (٧)؟؟.

وزار القرية بعد كارون ادوارد روبنصون ومما قاله بعد أن ذكر خرائب الصرفند «ومقابل هذه البقعة على مسافة نحو نصف ساعة تقع صرفند ، وهي قرية كبيرة على المنحدر الجنوبي لتلة شبه منعزلة. وفي القرية قبران أو ثلاثة للأولياء» (٨) هذا في النصف الأول من القرن التاسع عشر. وقد ذكرها قبلهما كشكول البحراني في النصف الثاني في القرن الثامن عشر / القرن الثاني عشر للهجرة. ومما قاله : «الصرفند أهلها نواصب وبها مقام لأبي ذر» (٩)؟؟.

__________________

(١) أنيس فريحة ص ١٠٣.

(٢) انجيل لوقا ٤ : ٢٦.

(٣) جون كارون. سوريا والأرض المقدسة ... (رحلة في لبنان) تعريب رئيف خوري.

منشورات وزارة التربية بيروت ١٩٤٨ ص ٢٥٥ ؛ ادوارد روبنصون. ن. م. ١ : ٥٣ ؛ فريحة ص ١٠٣.

(٤) انظر (أصل الإسم).

(٥) جون كارون : ن. م. ص ٢٥٥.

(٦) المصدر السابق ص ٢٥٨.

(٧) المصدر السابق ص ٢٥٦.

(٨) أدوارد روبنصون. ن. م. ١ : ٥٢ ـ ٥٣.

(٩) كشكول البحراني ١ : ٤٢٩.

١٤

وسكانها اليوم جميعهم من الشيعيين.

وسنتحدث عن شيء من تاريخ الصرفند في المادة التالية (صرفة) ، لأنها برأينا المقصودة عند المؤرخين.

وقد قاومت الصرفند المحتل الصهيوني وواجهته بعنف أكثر من مرة أبرزها يوم ١٣ تشرين أول ١٩٨٣ و ٢٥ تشرين الثاني ١٩٨٣ م.

في القرية مجلس بلدي أنشئ سنة ١٩٦٣ ومجلس اختياري ومدرسة رسمية ومدرستان خاصتان.

قدر وديع حنا عدد سكانها الشيعة سنة ١٩٢٧ م ب ٤٥٦ نسمة (١) أما عدد سكانها المسجلين في سجل النفوس سنة ١٩٦٥ فكان ٢٦٤٨ نسمة (٢). وقدرهم العنداري سنة ١٩٧١ م ب ٣٩٠٣ (٣) ، وقدرهم مرهج نفس العام ب ٦٠٠٠ نسمة (٤) ، وقدرهم علي فاعور سنة ١٩٨١ م ب ٦٢٠٣ (٥) ويقدر عدد سكانها اليوم بأكثر من ٨٢٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : حمضيات واكي دنيا ، تين ، حبوب. وصيد أسماك. وفيها مصنع لإنتاج الزجاج الملون.

مصادر مياهها مشروع نبع الطاسة ، وآبار ارتوازية محلية ، ونبع خيزان.

صرفه : [Sarfa]

صرفه (بصاد مكسورة أو مفتوحة وراء ساكنة وفاء بعدها هاء).

__________________

(١) قاموس لبنان ص ١٦٠.

(٢) مجلة الباحث ص ٣٧.

(٣) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صيدا رقمها ٤٠.

(٤) اعرف لبنان ٦ : ٣٢٩.

(٥) مجلة الباحث ص ٣٧.

١٥

جاء عنها في قاموس الكتاب المقدس ما يلي :

صرفه. (بيت نمحيص) مدينة فينيقية على شاطئ البحر بقرب (صرفند) الحالية تبعد سبعة أميال من صيدا و ١٤ من صور والتجأ إيليا إليها فسكن فيها مع الأرملة مدة الجوع في أرض اسرائيل (الملوك أمل ١٧ ٨ ـ ٢٤) وذكرها عوبديا (عدد ٢٠) وذكرها المسيح (لوقا ٤ ٢٦) (١).

ولم يبق منها سوى خرابات تمتد نحو ميل على الشاطئ فيها بعض قطع أعمدة ، وفيها ولي يسمى (القدس) ربما هو مزار بناه الصليبيون في موضع ظنوه بيت الأرملة وليس في هذا المزار قبر لأن البعض يعتقدون أن إيليا حيّ وأنه يطوف العالم. وجرى التقليد بأن الرب ارتاح في هذا الموضع لما زار هذه النواحي.

أما قرية الصرفند الحالية فهي على جانب رأس صرفند على بعد ميل من الشاطئ ، وذكرها ياقوت في معجمه فقال :

«صرفندة : بالفتح ثم التحريك ، وفاء مفتوحة ، ونون ساكنة ، ودال مهملة ، وهاء : قرية من قرى صور من سواحل بحر الشام ؛ منها محمد بن رواحة بن محمد بن النعمان بن بشير» ومعن (٢) الأنصاري الصرفندي.

قال أبو القاسم : من أهل حصن صرفنده من أعمال صور ، سمع ابا مهر بدمشق وحدث في سنة ٢٦٦ ، و (٣) روى عنه إبراهيم بن اسحاق بن أبي الدرداء» (٤).

شيء من تاريخها : إضافة إلى ما ذكره الشيخ في مادة الصرفند ، وما

__________________

(١) قاموس الكتاب المقدس صرفة.

(٢) في الأصل أبو معن.

(٣) في الأصل محذوفة.

(٤) معجم البلدان ٣ : ٤٠٢.

١٦

نقله عن قاموس الكتاب المقدس نذكر بعضا من أخبارها. فقد حدد العهد القديم موقعها وأنها كانت لصيدون (١) وفي العهد الجديد أنها صرفة صيداء (٢).

وفي عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان (ر) نفي أبو ذر الغفاري إلى الشام وأقام فيها مدة (٣). وفي العصر الإسلامي حددت بأنها حصن بين صور وصيداء (٤). أما في العصر الصليبي فقد شيدوا فيها كنيسة صغيرة قرب المرفأ على البقعة المشهورة حيث سكن إيليا ، وأقام ابن الأرملة من الموت (٥). وقد جعل الصليبيون من الصرفند كرسي اسقف لاتيني تابعا لرئيس اساقفة صيدا (٦). وذكر فوكاس عام ١١٨٥ وجود حصن على شاطئ البحر (٧).

وورد ذكرها أيضا في حروب صلاح الدين الأيوبي وأنه استرجعها من الصليبيين سنة ٥٨٣ ه‍ / ١١٨٧ م (٨). ثم خربت بعد ذلك (٩) ، وقال

__________________

(١) سفر الملوك الأول ١٧ : ٩ «قم اذهب إلى صرفة التي لصيدون وأقم هناك».

(٢) لوقا ٤ : ٢٦ «ولم يرسل إيليا إلى واحدة منها إلا إلى امرأة ارملة إلى صرفة صيداء».

(٣) انظر العرفان م ٢ ص ٢٢٩ وأكثر من أرخ لجبل عامل ذكر الخبر.

(٤) معجم البلدان ٣ : ٤٠٤ «وكتب عنه [ابن رواحة] أبو الحسين الرازي بدمشق وقال ، كان من أهل صرفندة ، حصن بين صور وصيداء على الساحل».

(٥) أدوارد روبنصون ، بحث توراتي (يوميات في لبنان) ١ : ٥٣.

(٦) المصدر السابق. ١ : ٥٣.

(٧) المصدر السابق ١ : ٥٣.

(٨) ابن الأثير : الكامل في التاريخ ١١ : ٢٤٥ «إن صلاح الدين لما فرغ من تبنين رحل عنها إلى صيدا فاجتاز في طريقه بصرفند فأخذها صفوا عفوا بغير قتال وسار عنها إلى صيدا» ؛ والنوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية ص ٢٤٨ وفي المطبوع السوفند قريبا من صيدا وهي غلطة مطبعية وذكر السّرفند الفلسطينية قبلها ، وقدر ذكرها ابن شداد في الحصون والمدة التي افتتحها صلاح الدين ...

(٩) ادوارد روبنصون ١ : ٥٣ عن بروكاردوس. انظر الصرفند.

١٧

«انطونينوس مارتيرAntoninus Martyr في أواخر القرن السادس عشر أن صرفة مدينة مسيحية صغيرة (١). وقد اشتهرت الصرفند بخمورها التي ذكرت في الأشعار اللاتينية (٢).

وقد ذكر صرفة عدد من المؤرخين والرحالة نذكر منهم : يوسيقوس وبليني pliny ويوسيبوس وجيروم وبولا ، وانطونينس مارتير وفوكاس ، وبروكاردوس ، ووليم الصوري (٣) ودوسولسي (٤) وغيرهم.

صريفا : [Srifa]

بصاد مهملة تلفظ ساكنة ، وراء مهملة مكسورة ، ومثناة تحتية ساكنة ، وخاء بعدها ألف.

من أعمال تبنين إلى الشمال منها على بعد ستة أميال [١٥ كلم] ، على مقربة من شحور ، نفوسها قبل الحرب ٤٣٩ (٥) ، ويبلغ عدد سكانها الشيعيين (٦٢١) (٦). وقد انتقل القسم الأكبر منها إلى الاستاذ صاحب [العرفان](٧).

أصل الإسم : «إسم مفعول من sref : صهر المعادن وصفاها (مكان تنقية المعادن وصهرها).srifa : سبك الدراهم» (٨).

__________________

(١) المصدر السابق ١ : ٥٣.

(٢) المصدر السابق ١ : ٥٣ ؛ جون كارون : سوريا والأرض المقدسة ... (رحلة في لبنان) ص ٢٥٨.

(٣) ادوارد روبنصون ١ : ٥٣ ـ ٥٤.

(٤). F. Caigart de Saulcy : Carnets De Voyage en Orient p ٢٩ ووصفها سنة ١٩٥٠.

وذكر في الحاشية ص ١٧٢ العثور فيها على تمثال فينيقي سنة ١٨٥٧ والتمثال في اللوفر.

(٥) قبل ١٩١٤ م.

(٦) سنة ١٩٣٢.

(٧) في الأصل : صاحب هذه المجلة.

(٨) أنيس فريحة ص ١٠٣.

١٨

موقعها : ترتفع حوالي ٤٥٠ مترا عن سطح البحر ، تتبع قضاء صور على مسافة ٢٣ كلم منها شمالا شرقيا. وعلى مسافة ١٢ كلم شرقي دير قانون. مساحة أراضيها مع أراضي نيحا ٢٥٥ هكتارا.

شيء من تاريخها : كانت صريفا في حكومة عبد الله باشا الخزندار وإبراهيم باشا المصري (١٨٣٠ ـ ١٨٤٠) من أعمال تبنين (١). وقد ذكرها كشكول البحراني (٢).

وقد قاومت صريفا المحتلين الصهاينة منذ العام ١٩٨٢ وحتى انسحابه منها عام ١٩٨٥ وتعرضت أكثر من مرة لمداهمات ومحاولات دهم حتى بعد انسحابها كالذي حصل عام ١٩٨٦ في ١١ شباط وحتى ١٦ منه.

في صريفا مجلس بلدي أنشئ سنة ١٩٦٣ م ومجلس اختياري ومدرسة رسمية ومدرسة الريف (خاصة) ونادي ثقافي وجمعية خيرية. ومستوصف دائم لاتحاد غوث الأولاد وقدمت البناء الوحدة الفنلندية في القوات الدولية.

قدر العنداري عدد سكانها مع سكان طبر سمحات عام ١٩٧١ ب ٣٠٠٠ نسمة (٣) ، وقدر عدد سكانها وحدها مرهج نفس العام ب ٣٠٠٠ نسمة (٤) ، وقدرهم علي فاعور عام ١٩٨١ م ب ٣٣٠٢ مع سكان نيحا (٥) ويقدر عدد سكانها اليوم بحوالي ٥٥٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : تبغ وقمح وحبوب. مصادر مياهها مشروع رأس العين وعين محلية.

__________________

(١) رسالة المعلوف للشيخ سليمان.

(٢) كشكول البحراني ١ : ٤٢٩.

(٣) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صور رقمها ٥٩.

(٤) اعرف لبنان ٦ : ٣٣٢.

(٥) مجلة الباحث ص ٤٩.

١٩

صفاريه : [Sfarayi]

صفاريه (بصاد مهملة تلفظ ساكنة ، وفاء مفتوحة بعدها ألف ، ثم راء مهملة مفتوحة ، ومثناة تحتية ساكنة بعدها هاء).

كانت من أعمال لبنان القديم ، ومن إقليم التفاح اللبناني ، وما زالت من عمل جزين. وهي من قرية روم (اطلب روم) على مسافة ساعة ونصف ساعة [٤ كلم] إلى الجنوب تقريبا. يبلغ عدد سكانها (٣٣٩) جلهم من المسيحيين المارونيين.

أصل الإسم : قد يكون الإسم عربيا من «الصفرة» اللون المعروف. وقد يكون من السريانية نسبة إلى safaraye (الصباح) أو نسبة إلى العصافير sefre و sefraya تعني جدي الماعز (١).

موقعها : ترتفع ٥٠٠ مترا عن سطح البحر ، من أعمال قضاء جزين على مسافة ١٣ كلم منها غربا. شمالي شرقي لبعا وعلى مسافة ٧ كلم منها. مساحة أراضيها مع توابعها ٧٠٠ هكتارا.

فيها مجلس اختياري ، ومدرسة رسمية ونادي الروضة ثقافي رياضي.

قدر العنداري عدد سكانها سنة ١٩٧١ م ب ٨١٠ (٢) وقدرهم مرهج نفس العام ب ١٢٠٠ (٣) وقدرهم على فاعور سنة ١٩٨١ م ـ ١٤١١ (٤). ويقدر عددهم اليوم بأكثر من ١٦٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : عنب وزيتون وورود وحبوب. وفيها أحراج سنديان.

__________________

(١) أنيس فريحة ص ١٠٣.

(٢) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء جزين رقمها (٤١)

(٣) اعرف لبنان ٦ : ٣٤٢.

(٤) مجلة الباحث ص ٤٤.

٢٠