معجم قرى جبل عامل - ج ١

الشيخ سليمان ظاهر

معجم قرى جبل عامل - ج ١

المؤلف:

الشيخ سليمان ظاهر


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الإمام الصادق (ع) للبحوث في تراث علماء جبل عامل
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣١
الجزء ١ الجزء ٢

أرزون : Arzun

أرزون (بفتح الهمزة وسكون الراء المهملة وفتح الزاي المعجمة وسكون الواو ونون بعدها) (١).

وقد وردت في تقويم تركي (٢) مبدلة الهمزة قافا ، كما جاءت الزاي مقدمة على الراء المهملة في قاموس لبنان (٣) ، وكلاهما خطأ.

هي قرية صغيرة من أعمال قصبة صور ، على بعد اثني عشر ميلا [٢٥ كلم] منها إلى الشرق وإلى الجنوب بميلة إلى الشرق الجنوبي من شحور ، وعلى مقربة منها ، وخراجها متصل بخراجها ، تبلغ نفوس ساكنيها [٤٨] وجلهم سادة أشراف ينتسبون إلى (بني زهرة الحلبيين) وهذا لم يثبت.

يرى أنيس فريحة أن معنى أرزون السريانية من Arzu؟na : الأرزة الصغيرة ، واللاحقة «ون» للتصغير». وان «جذر» «أرز» يفيد القوة والشدة ، في العبريةAruz القوي ، الصلب ، ومنه الأرز لصلابة عوده ولشدة مقاومته.

وفي الآراميةArzah ، الأرض الجافة الصلبة القاسية ، وعليه يكون معنى الإسم : الأرض الجافة» (٤).

ترتفع ارزون عن سطح البحر ٣٥٠ م وكان عدد منازلها عام ١٩٧١ م ٣٨

__________________

(١) انظر خطط جبل عامل ص ٢٣٤.

(٢) تقويم الموازنة بين حكومتي إبراهيم باشا المصري وعبد الله باشا ١٨٣٠ ـ ١٨٤٠ م» من رسالة بقلم اسكندر المعلوف موجهة للشيخ سليمان ظاهر يطلب فيها منه تحقيق أسماء تلك القى وذكر شيء يهم عنها وحالتها الحاضرة وما خرب منها وما بقي عامرا والرسالة مؤرخة في ١٢ آب ١٩٢٩ م. وورد اسم القرزون بعد باريش والحميري ، وورد بعدها كفرينة. وقد صححها بالهامش الشيخ سليمان بالشكل الثاني : «القرزون المعروفة باسم إرزون).

(٣) قاموس لبنان ص ٣.

(٤) انيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٣ : عفيف بطرس مرهج ، اعرف لبنان ١ : ٣٤٢.

٤١

منزلا وعدد سكانها ٣٥٠ سنة (١) وعددهم عند العنداري عام ١٩٧١ (٢٥٥) (٢) وعند علي فاعور. (٣) ١٩٨١ م.

ويقدر عدد سكانها اليوم ١٩٨٦ ب ٥٠٠ نسمة.

وفيها مجلس اختياري. ومدرسة ابتدائية مختلطة ومصادر مياهها مشروع عام ونبعة الضيعة. اما انتاجها الزراعي فالحنطة على أنواعها ، والتبغ. مساحة أراضيها ١٠٤ هكتارات.

إرزي : Irzay

إرزي (بهمزة مكسورة وراء مهملة ساكنة فزاي مفتوحة بعدها ياء ساكنة) وقد أتبعت هاء في بعض التقاويم التركية (٤). وكذا ضبطت في ص ٧٦٢ من مقال اسماء قرى جبل عامل (٥). هي اليوم من عمل مدينة صيداء ، وقد كانت قبل التقسيم الإداري الإدي (٦) الجديد ، من أعمال ناحية عدلون ، التي كانت قاعدة الشومر في التنظيم الإداري لدولة لبنان الكبير عام ١٩٢٥.

سكانها ٢٥٠ (٧).

__________________

(١) اعرف لبنان ١ : ٣٤٢.

(٢) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صور رقم ١.

(٣) مجلة الباحث م ٤ ج ٢٠ ـ ٢١ (١٩٨٠ ـ ١٩٨٢) ص ٤٨.

(٤) تقويم في الموازنة بين حكومتي عبد الله باشا والي عكا الخزندار وإبراهيم باشا المصري. رسالة المعلوف.

انظر ارزون حاشية (١) وهي في اقليم الشومر رقمها المتسلسل (١٦). وضبطها السيد محسن الأمين إرزيه خطط جبل عامل ٢٣٤.

(٥) مجلة العرفان م ٨ ، ج ١٠ ، كشكول البحراني ١ : ٤٣٠.

(٦) نسبة لاميل بك إده أحد رؤساء الوزارة اللبنانية (سليمان ظاهر).

(٧) العرفان م ٨ ج ١٠ حاشية (٩). وذكر وديع حنا في قاموس لبنان ص ٣ أن عدد سكانها ١٣٢ شيعة.

٤٢

أصل الإسم : «من جذر سرياني ويفيد الضعف والهزال ، يقابله في العبرية رذي. الوزن إفعل وهو وزن سامي قديم ، وعليه يكون معنى الإسم «المكان الهزيل الفقير». وقد يكون تحريف raze الاسرار والطلاسم ، أي أن المكان سمي بهذا الإسم لوجود معبد هناك للاسرار الوثنية القديمة (؟) وأخيرا يحتمل أن يكون الإسم مشتقا من الأرز».

ذكرها بطرس البستاني في دائرة المعارف فقال : «أرزي : قرية في ناحية اقليم الشومر من قضاء مرجعيون التابع لواء بيروت تبعد ٦ ساعات عن صيدا وبيوتها ٣٣ بيتا» (١).

تقع إرزي بين الخرايب والزرارية ، ترتفع عن سطح البحر ٢٥٠ م وتبعد عن صيدا ٣٣ كلم مساحة أراضيها ٥٢١ هكتارا.

أما عدد سكانها عام ١٩٧١ فهو ١٠٠٠ نسمة عند بطرس مرهج (٢) و ٦٦٤ نسمة عند عنداري (٣) وعدد منازلها ١٠٠ عند الأول و ١١٦ عند الثاني ، وقدر عددهم علي فاعور عام ١٩٨١ ب ١٣٣٦ (٤) ويقدر اليوم ب ١٥٠٠. وفي إرزي مجلس اختياري ومدرسة رسمية ابتدائية مختلطة.

ومصادر مياهها مشروع نبع الطاسة وآبار. انتاجها الزراعي تبغ حوالي ٤٥ طن. وحبوب على أنواعها ، وخضار.

إركي : Irkay

إركي (بكسر الهمزة وسكون الراء المهملة وفتح الكاف بعدها ياء

__________________

(١) بطرس البستاني : دائرة المعارف مطبعة المعارف بيروت ١٨٧٨ ٣ : ٦٣.

(٢) اعرف لبنان ١ : ٣٤٤.

(٣) يوسف عنداري : دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صيدا رقم ٢.

(٤) علي فاعور الإحصاءات السكانية وعوائق التنمية في جنوب لبنان. مجلة الباحث السنة الرابعة العددان الثاني والثالث ١٩٨١ ، ص ٣٥.

٤٣

ساكنة ، وجاء في بعض التقاويم (١) ، وفي مقال (اسماء قرى جبل عامل) (٢) هاء بعد الياء).

كانت من أعمال مقاطعة التفاح ، ومن أعمال مدينة صيدا ، إلى عام ١٩٢٥ م حيث ألحقت في تنظيم دولة لبنان الكبير الإداري بناحية النبطية ، وأقرها على ذلك التقسيم الإداري الإدي الجديد ، إلى اليوم (٣). وهي على بعد ستة أميال [١٢ كلم] من مدينة صيدا جنوبا بميلة إلى الشرق على الهضاب الشمالية من وادي الزهراني ، مسامتة جنوبا لقرية بفروة (٤).

أصل إسمها : قال أنيس فريحة أنه «اسم غامض. الوزن «إفعل» وقد ورد هذا الوزن (وكذلك إفعل وأفعول) في أسماء الأمكنة اللبنانية وعليه ، إذا كان غير عربي فهو من جذر «ركي» ولكن هذا الجذر لا يرد في السريانية أو الآرامية بل يرد في العربية : «ركا» ومنه ركيّة وجمعه ركيّ : البئر. وإذا كان الاسم سريانيا فإننا نقترح جذرerak : طال وامتد أو فّرrakk : لان ونعم وملس. وأخيرا نسأل : هل يمكن أن تكون arke؟: مكتبة ، وموضع للملفات والأدراج ، (من أصل إغريقي : archive) )».

وقد يكون الإسم عربيا ركيّة ، خففت العامة الراء فسكنتها على عادتها وزادت همزة في أولها ، وقد يكون جمع ركيّة ـ في قياس خاطئ على وزن أرحية. والعامة تلفظها «ركاي».

__________________

(١) رسالة المعلوف. مقاطعة جباع. رقمها المتسلسل ٣١. وفي خطط جبل عامل ص ٢٣٥ «اركيه».

(٢) العرفان م ٨ ص ٧٧٥ ذكرها كشكول البحراني ١ / ٤٣٠. وذكر أن سكانها ٢٠٠ ؛ وفي قاموس لبنان ص ٣ أن عدد سكانها ٦ موارنة و ١٧٩ شيعة.

(٣) ألحقت بقضاء صيدا عام ١٩٦٠ م.

(٤) في الأصل كفروة.

وضعها الشيخ في الأصل بعد ابريخا.

(٥) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٣ ؛ اعرف لبنان ١ : ٣٥١.

٤٤

وهي ترتفع عن سطح البحر ٣٥٠ م. تصلها طريق معبد ، صيدا ـ الغازية ـ المعمرية ـ خزيز ـ اركي. مساحة أراضيها ٣٦١ هكتارا.

كان عدد سكانها عام ١٩٧١ م ٧٥٠ نسمة كما في اعرف لبنان. أما يوسف عنداري فقال انهم ٥٤٧ (١).

وكان عدد منازلها ١٠٠ منزل. وقدرهم علي فاعور عام ١٩٨١ ب ١٠٠٩ (٢) اما تقديرهم اليوم فيقارب ١٣٠٠ نسمة.

وفيها مجلس اختياري ومدرسة ابتدائية رسمية مختلطة. مصادر مياهها مشروع نبع الطاسة ، وفيها جمعية خيرية لابناء البلدة. انتاجها الزراعي :

قمح وتبغ وزيتون. ومنهم المرحوم محمد علي مكي مؤلف كتاب لبنان من الفتح العربي إلى الفتح العثماني.

إرمث : Irmith

لم يذكرها الشيخ.

ذكرها الأمين في خطط جبل عامل فقال : «إرمث) بهمزة مكسورة وراء ساكنة وميم مكسورة وثاء مثلثة. خربة بنواحي شمع في الشعب».

قارن بإدمث التي ذكرها الأمين أيضا. ولم يذكرها الشيخ. (٣).

أرنون : Arnu؟n

أرنون (بفتح الهمزة وسكون الراء وضم النون وواو (٤) ساكنة بعدها نون) :

__________________

(١) دليل اسماء المدن والقرى اللبنانية. قضاء صيدا رقم ٢٩.

(٢) مجلة الباحث ص ٣٥.

(٣) خطط جبل عامل ص ٢٣٥.

(٤) في الأسل وراء ساكنة.

٤٥

قرية صغيرة من أعمال الشقيف على ميلين [٧ كلم] من النبطية شرقا جنوبيا ، وهي في سفح الهضبة القائمة عليها القلعة المسماة بإسمها على غلوة سهمين منها. نفوسها زهاء المائة ، أما حديث العسكري عليه‌السلام الذي يشير إليه [الأنصاري](١) فقد أورده الشيخ محمد الحر في مقدمة كتابه أمل الآمل (٢) ، فليرجع إليه من يحب الوقوف عليه.

أصل الإسم : ذكر الشيخ سليمان في قلعة الشقيف (٣) عدة روايات حول تسميتها بأرنون منها رواية ياقوت (٤) : أرنون اسم رجل رومي أو افرنجي. ورواية شاكر الخوري (٥) بأن معنى أرنون الجرذون ؛ ورواية لويس شيخو في تعليقه على تاريخ بيروت لصالح بن يحيى (٦) من أن ارنون تصحيف ارنلد] Arnauld [وهو صاحب صيدا وكانت القلعة تابعة لمنطقة حكمه وهو المسمى عند مؤرخي العرب بارناط وعند بعضهم ارنلط (٧). ونقل عن قاموس الكتاب المقدس (٨) ان أرنون (مصوب) أعظم نهر إلى شرق بحر

__________________

(١) كشكول البحراني ١ : ٤٢٩ وقال : «أرنون المذكورة في حديث العسكري : العرفان م ٨ ج ١٠ ، ص ٧٦١».

(٢) الحر العاملي : أمل الآمل. تحق أحمد الحسيني. مؤسسة الوفاء ـ بيروت ١٩٨٣ م ص ١٥ ـ ١٦ والحديث فيه مروي عن الصادق عليه‌السلام لا عن العسكري ، ونصه : «أنه سئل كيف يكون حال الناس في حال قيام القائم عليه‌السلام ، وفي حال غيبته ، ومن أولياؤه وشيعته من المصابين منهم المتمثلين أمر أئمتهم ، والمقتفين لآثارهم بأقوالهم؟ فقال عليه‌السلام : بلدة بالشام. قيل يا ابن رسول الله إن أعمال الشام متسعة؟ قال : بلدة بأعمال الشقيف أونون [ارنون] وبيوت وربوع تعرف بسواحل البحار وأوطئة الجبال ...».

(٣) ياقوت : معجم البلدان ٣ : ٣٥٦ (اما في المشترك وضعا ص ٢٧٥ فقال : أرنون اسم جبل اضيف الشقيف إليه».

(٤) ن. م.

(٥) شاكر الخوري : مجمع المسرات ص ٣٧.

(٦) صالح بن يحيى ، تاريخ بيروت ، نشر وتهذيب لويس شيخو المطبعة الكاثوليكية بيروت ١٨٩٨ ص ٤٠.

(٧) ن. م.

(٨) أبو الفداء : المختصر في أخبار البشر : ٣ : ٧٦.

٤٦

لوط ، وعن المطران الدبس (١) ان ارنون واد ونهر يصب في بحر الميت (بحيرة لوط) ويسمى الآن النهر الموجب أو المعجب ...» وعلق الشيخ على الروايات بقوله : «والكلمة على ما يظهر عبرانية أو سريانية وأكثر أسماء القرى العاملية عبراني ، ولا غرو فقد كان القسم الجبلي من جبل عامل في جملة اسباط اسرائيل. وقلعة شقيف ارنون وما يجاوره كان من سبط اشير على ما هو الراجح.

ولعل الإسرائيليين الذين استولوا على هذا الموقع اطلقوا على الوادي الواقع شرقيه والذي يجري فيه نهر الليطاني اسم أرنون لما رأوا فيه المشابهة بوادي ارنون من عبر الاردن.

وجاء في كتاب أمل الآمل ، ما يؤيد سبق اسم ارنون لاسم (ارنلد) الفرنجي في رواية يسندها إلى الإمام مولانا الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام ، ...» (٢).

أما أنيس فريحة فقال إن أرنون «تصغيرarna : تيس الجبل ، ونوع من الوعل. والواو والنون في آخره للتصغير على طريقة السريان. الجذر «آرن» يفيد الخفة والسرعة والنشاط (أرن في العربية الفصحى) وقد ورد في التوراة «أرنون» اسم واد ونهر ، وموقعه في موآب : شرقي الأردن» (٣).

أما ادوارد روبنصون فقال : «ارنون قرية صغيرة بائسة لا يعرف اسمها إلا المؤرخون العرب ، يستعملونه للدلالة على الحصن المجاور لها ، شقيف أرنون ، تمييزا له من حصون أخرى» (٤).

__________________

(١) قاموس الكتاب المقدس : أرنون.

(٢) المطران الدبس : تاريخ سورية ٢ : ١٧٠. سليمان ظاهر : قلعة الشقيف ص ١٢ ؛ وانظر حديث الصادق أعلاه.

(٣) أنيس فريحة : معجم اسماء المدن والقرى اللبنانية.

(٤) ادوارد روبنصون : بحث توراتي ، المصدر السابق ١ : ١٥٠.

٤٧

ترتفع ارنون عن سطح البحر ٥٥٠ م فقال أن عدد سكانها ٩٢٠ نسمة وعدد منازلها ١٥٠.

فيها مجلس بلدي ، ومجلس اختياري ومدرسة رسمية. وقد عانت وتعاني من الاعتداءات الإسرائيلية ، فقد هجر أهلها سنة ١٩٧٦ م ثم عادوا إليها سنة ١٩٨٢ ؛ ومنذ العام ١٩٨٥ م وبعد انكفاء المحتلين الصهاينة عن منطقة النبطية فقد بقيت القرية ضمن الاحتلال ، وتعاني من الحصار والتهجير والتدمير.

قدر العنداري عدد سكانها سنة ١٩٧١ ب ٩٢٠ نسمة (١) ، وقدرهم مرهج نفس العام ب ٨٠٠ نسمة (٢) وقدرهم علي فاعور سنة ١٩٨١ ب ١١٧٧ نسمة (٣) ، ويقدر عددهم اليوم بحوالي ١٤٠٠ نسمة ، انتاجها الزراعي : تبغ وحبوب.

مصادر مياهها : مشروع نبع الطاسة ، وبرك جمع.

الأسبغية :؟AsbaghI؟ya

خراب والظاهر أنها من أعمال التفاح (٤).

اسطبل : [Istabl[(عين المير)

لم يذكرها الشيخ سليمان أو الأمين.

__________________

(١) يوسف عنداري دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء النبطية رقم ١.

(٢) عفيف بطرس مرهج : اعرف لبنان ١ : ٣٥٣.

(٣) مجلة الباحث ص ٤٦.

(٤) ضبطها السيد محسن الأمين «بفتح الهمزة ، وسكون السين المهملة ، وفتح الموحدة ، وكسر الغين المعجمة ، وتشديد المثناة التحتية والهاء وقال : «قرية خراب في عمل التفاح ، ويمكن أن يكون أصلها الأصبغية نسبة إلى من اسمه الأصبغ ، فأبدل العامة الصاد بالسين على عادتهم» خطط جبل عامل ، ص ٢٣٥.

والظاهر أنها كانت عامرة في القرن الثاني عشر للهجرة ، فقد ذكرها البحراني في كشكوله برواية الأنصاري ١ : ٤٢٩.

٤٨

أصل الإسم : بلفظ اسطبل : حظيرة الخيل (معرب من اللاتينية stabulum) ).

موقعها : ترتفع ٣٨٠ مترا عن سطح البحر ، تتبع قضاء جزين على مسافة ١٩ كلم منها جنوبا غربيا. وجنوبي شرقي صيدا على ١١ كلم منها ، شرقي بيصور. وجنوبي شرقي لبعا على مسافة ٢ كلم منها.

قرية صغيرة استبدل اسمها بعين المير بمرسوم جمهوري. فيها مجلس اختياري ومدرسة رسمية.

قدر مرهج عدد سكانها سنة ١٩٧١ م ب ٩٠٠ نسمة (٢) وقدر علي فاعور نفوسها سنة ١٩٨١ م ب ٨٨٧ نسمة (٣) ويقدر عددهم اليوم بنحو الف نسمة.

انتاجها الزراعي : حبوب ، وخضار ، حمضيات ، مصادر مياهها : مشروع نبع الطاسة ، ومشروع الليطاني.

اسطبل : [Istabl]

لم يذكرها الشيخ سليمان.

اسم واد في جبل عامل بين حولا وشقرا. ذكره ابن جبير في رحلته وقد مرّ فيه قادما من دمشق بطريق بانياس في شهر جمادى الآخرة سنة ٥٨٠ ه‍ / ١١٨٤ م. بغيته إلى صور ، فقال : «واجتزنا في طريقنا بين هونين وتبنين بواد ملتف الشجر وأكثر شجره الرند (٤) ، بعيد العمق كأنه الخندق السحيق المهوي تلتقي حافتاه ويتعلق بالسماء أعلاه يعرف بالاسطبل ، وصربحته

__________________

(١) روفائيل نخلة : غرائب اللغة ص ٢٧٧. (المطبعة الكاثوليكية بيروت ١٩٦٠ م).

(٢) اعرف لبنان ، ٧ : ٤٥٩.

(٣) مجلة الباحث ص ٤٣.

(٤) الرند هو الغوردل بلهجة جبل عامل.

٤٩

العساكر لغابت فيه لا منجى ولا مجال لسالكه عن يد الطلب ، فيه المهبد وإليه المطلع فيه عقبتان كؤودان ، فعجبنا من أمر ذلك المكان فأجزناه ومشينا عنه يسيرا وانتهينا إلى حصن كبير من حصون الافرنج يعرف بتبنين» (١).

إسكندرونة (أ) : Iskandaru؟na

إسكندرونة (بكسر الهمزة وسكون السين وفتح الكاف وسكون النون وفتح الدال المهملة وضم الراء وسكون الواو وفتح النون بعدها هاء) (٢).

يطلق هذا الإسم [على دسكرتين](٣) في جبل عامل.

الأولى : واسمها القديم أوس ، وسماها اليونان بالاسم المعنونة به ، وفي الآثار المصرية ذكرت باسم أوس القديم. وقد ذكرت في بعض التقاويم التركية ، محذوفة الآخر (اسكندرون) (٤) ، ولكن الدائر على الألسنة والمضبوط في أكثر سجلات الحكومة بإثباته.

وكانت من أعمال ناحية الشعب في تنظيمات لبنان الكبير عام ١٩٢٥ م ، وبعد تقسيمات إده ، التي قضت على تلك الناحية ، كما قضت على عامة النواحي العاملية ـ ألحقت بصور. وهي على بعد ستة أميال [١٢ كلم] منها جنوبا ، وعلى ميل وبعض الميل [٨ كلم] عن الناقورة شمالا ، يخترقها الطريق المعبد بين صور وفلسطين. وهي بعض بيوت في لحف هضبة بقرب شاطئ البحر المتوسط ، يجري في الشرق منها النهر المنسوب إليها ، تسقى منه بعض البساتين ، وهي من أملاك فؤاد افندي سعد ، من وجهاء مدينة

__________________

(١) رحلة ابن جبير ص ٢٨٣.

(٢) خطط جبل عامل ص ٢٣٦.

(٣) في الأصل يطلق هذا الإسم على ثلاث دساكر. لكن الشيخ عاد في الجزء الرابع من العرفان ت ٢ ١٩٣٠ ص ٤١١ من المجلد العشرين فصحح السهو ، وتدارك الخطأ.

(٤) رسالة المعلوف للشيخ سليمان ظاهر.

٥٠

عكار [تتبع الناقورة] نفوسها [سنة ١٩٢٣] عشرة : ستة مسلمون سنيون ، وأربعة مسلمون شيعيون (١) [أما سكانها عام ١٩٧٢ فيبلغ حوالي ٦٠ نسمة ، ويقدر سكانها اليوم ١٩٨٦ م ب ١٠٠ نسمة].

أصل الاسم :

قال أنيس فريحة أن اسمهاAlexandros مركب من لفظين يونانيين Alexein ومعناه حمى وحفظ وحرس ، وAndros الرجل ، أي حامي الناس وحافظهم وحارسهم (٢).

أما قاموس لبنان فقال : «سميت هكذا باسم اسكندر سفيروس الذي مدت الطريق على عهده ، وعهد كركلا» (٣).

ورد اسمها في حملات صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين (٤) ، فقال ابن شداد : «حصن اسكندرونة بين صور وعكا» (٥) وقال ياقوش : «ووجدت في بعض تواريخ الشام أن اسكندرونة بين عكا وصور» (٦). وذكرها ابن جبير فقال : «واجتزنا في طريقنا على حصن كبير يعرف بالزاب وهي مطلة على قرى وعمائر متصلة وعلى قرية مسورة تعرف باسكندرونة» (٧).

إسكندرونة (ب) : Iskandaru؟na

الثانية : دسكرة ذكرت في دائرة المعارف للمرحوم البستاني ، وهي على

__________________

(١) وضعها الشيخ في الأصل بعد انصارية.

(٢) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٤.

(٣) قاموس لبنان : ص ٤.

(٤) الفتح القسي في الفتح القدسي ص ٨٥ ؛ النوادر السلطانية ص ٢٤٨.

(٥) ابن شداد : النوادر السلطانية ص ٢٤٨ ؛ النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة ص ١٨١.

(٦) معجم البلدان ١ : ١٨٢.

(٧) رحلة ابن جبير ص ٢٨٦.

٥١

بعد اثني عشر ميلا من صيدا جنوبا ، وعلى ميل غربا جنوبيا من قرية البابلية ، وكلاهما من أملاك آل الفضل من الأسرة الصعبية المقيمة بالنبطية. وهي اليوم من عمل صيداء ، وكانت من عمل عدلون قبل قضاء تقسيم إده الإداري على حكومتها ، ولم تذكر مستقلة في سجلات النفوس الأخيرة ، لأن القائمين على إدارتها الزراعية لم تسجل نفوسها فيها.

اطراء : (I) tra؟؟) A(

لم يذكرها الشيخ

وقال الأمين في خططه : «بألف وطاء مهملة وراء وألف بعدها همزة وفي رياض العلماء أطراء قرية من قرى جبل عامل وقد سئل الشهيد مسائل في قرية اطراء ، وأجاب عنها الشهيد ، وعندنا منها نسخة. «انتهى». ولا يوجد اليوم قرية بهذا الاسم في قرى جبل عامل ولعله كان وحرّف أو ما في الرياض محرف ولعل القرية المسماة اليوم القنطرة هي محرف اطرا فابدلت الألف قافا لظنهم أن أصلها قاف ، كما هو الشائع في جبل عامل ، من إبدال القاف همزة ، فظن أن هذا منه ، وليس وزيدت النون أيضا اشتباها والله أعلم» (١).

إقرط : Iqrit؟

إقرط (٢) (بكسر الهمزة من أوله وسكون القاف وكسر الراء وطاء بعدها هاء ساكنة).

__________________

(١) خطط جبل عامل ص ٢٣٦.

(٢) ضبطها السيد محسن الأمين (إقرث) بالثاء المثلثة الفوقية. خطط جبل عامل ص ٢٣٧. والعامة يلفظونها إقرت. وعربها اسد شيخاني من بحث توراتي عن فلسطين والأقاليم المجاورة «أكرت» وقال عنها روبنصون ، بأنها قرية مسيحية على تل قديم على حافة الوادي [القرن] نفسه».

ادوارد روبنصون : بحث توراتي. المصدر السابق ١ : ١٧٧.

٥٢

على بعد أميال من بنت جبيل جنوبا غربيا. كانت من عمل صور ، فمن عمل علما الشعب ، فمن أعمال فلسطين في العهد الاحتلالي. [بعد الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٩ م].

تبلغ نفوسها ١٨٤ وكلهم من الروم الكاثوليك الملكيين.

أم الأعماد : Imm ـ elAa؟ma؟d

بلد فينيقي قديم ، واسمه القديم (كيكنا) وسمي في أيام السلوقيين (اللاذقية) ، وفي هذه الأيام أم العامود ، وأم العواميد ، وأم الأعماد (١) ، كما هو معنون هنا ، وفي مقال (أسماء قرى جبل عامل) المنشور في المجلد الثامن من العرفان ص ٥٩٢) (٢).

هي اليوم خراب ، وكانت قائمة على ضفة نهر صغير يجري من حامول بين قرية شمع واسكندرونة ، ولا يزال قائما منها إلى اليوم عشرة أعمدة في مكان يعرف بقصر بلاط (٣) ، ارتفاع كل عمود ستة أمتار ، وفيها أثار كثيرة ، ومدافن ، وفي الشمال منها أشجار قديمة صخمة من شجر السنديان والبلوط ، يسمى شجر الزينات ، يقصدها السائحون (٤).

وهي واقعة في الشعب ، وكانت في سبط اشبر الإسرائيلي.

__________________

(١) قال السيد محسن الأمين : أم العمد ، وحدد موقعها بقوله «خربة قرب اسكندرونة» الخطط ص ٢٣٨.

(٢) عن كشكول البحراني. انظر كشكول البحراني ١ : ٤٢٩.

(٣) قال السيد محسن الأمين : «ويظهر أنه كان فوق هذه الأعمدة قصر» الخطط ص ٢٣٧.

(٤) ذكرها دوسولسي. فقال : في مذكرات يوم الجمعة في أول كانون الثاني سنة ١٨٦٤ م.

انه بعد مروره بقانا واتخاذه طريق صور وقبل وصوله إلى قبر حيرام كان على يمينهم تلة تكثر فيها المعاصر القديمة ، وتسمى مدينة المعاصر ، واسمها هو الأم الأعمد ـ omm ـ el ـ Aa؟midel.

Y. F Caignart de Saulcy : Carnets de voyage en Orient. publie؟s par Fernande Bassan. Presses universitaires de France. Paris ٥٥٩١. Page ٥٧١ ـ ٦٧١

٥٣

أم توتة ، وأم التوت : Imm tu؟t ـ Imm tu؟ta

أم توتة ، وأم التوت (١) من عمل الشعب قبل تقسيمات إده الإدارية ، ومن عمل صور اليوم ، في الجنوب الشرقي منها على بضعة أميال من قريتي شمع ومجدل زون ، يسكنها بضعة نفوس من عرب الشعب المتحضرة.

أم الرّب Imm ir Rubl

أم الرّب (٢) (بضم الراء المهملة) دسكرة في الجنوب الشرقي من صور ، على بضعة أميال منها ، واقعة بين بيوت السيد والناقورة ، على نصف ساعة من الثانية (٣). كانت من عمل علما الشعب قبل تقسيمات إده الإدارية ، وهي اليوم من عمل صور ، يقطنها بضعة نفر من عرب الشعب المتحضرة.

أم الزينات : Imm ـ l ـ zina؟t

أم الزينات (أهملها الشيخ).

خربة شرقي مروحين فيها قبر ولي اسمه الشيخ زين (٤).

أم قدوح : Imm qdu؟h؟

أم قدوح (أهملها الشيخ).

__________________

(١) أصل اسمها : قال أنيس فريحة أنه من السريانية. مركب من إم وتوتةtu؟te؟ذات التوت. أي المكان الذي فيه التوت (١) معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية صفحة ٥ ، وترتفع أم التوت عن سطح البحر ٦٤٠ م وتبعد عن صور ٣٨ كلم شرقي شمع كان عدد سكانها عام ١٩٧١ حوالي ١٢٠ نسمة وعدد منازلها ٢٣ (دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صور رقم ٣) ويقدر عددهم اليوم ب ١٧٠ نسمة.

(٢) رجح انيس فريحة أن أصل الإسم ذات الرب ، أي البعل ، سريانية الأصل ، وضبطها بفتح الراء. (معجم اسماء المدن والقرى اللبنانية. ص ٥٠.

وقد تكون عربية الأصل أم الرّب ، وهو دبس كل ثمرة نظرا لصنع ضرب منه فيها.

(٣) وهي ترتفع ٢٠٠ م عن سطح البحر وتبعد عن صور ٣٨ كلم. وهي تتبع الناقورة ، تقع جنوبي شرقي الاسكندرونة وشمالي غربي حامول.

(٤) خطط جبل عامل ص ٢٣٧.

٥٤

وهي خربة في أرض إقرث (١) [إقرط].

أمّيه : Imma؟yah

أمّيه (بضم الهمزة وفتح الميم المشددة وسكون الياء بعدها هاء ساكنة) (٢).

وهي قرية خربة ، ومحرثها الواسع المتصل بقرية دبل في ملك أهلها ، وكانت ملكا للعلامتين الشيخ حسن وأخيه الشيخ علي السبيتي ، وقد أخبرني أحد الثقات أنهما باعاها لبعض أهل دبل بستين مجيدية ، وكانت أرضها متصلة بأرباض دبل التي لم يكن يملك أهلها أرضا ، وهي على بعد أميال [١٤ كلم] غربا شماليا عن بنت جبيل ، وعلى أميال [١٤ كلم] من تبنين جنوبا ، وكانت وما زالت تابعة لها (٣).

وهي أول مساكن (الأسرة الخاتونية) العلمية المعروفة ، ومنها انتقلت إلى قرية (عيناثا) العاملية ومن هذه إلى قرية جويا من أعمال صور.

__________________

(١) خطط جبل عامل ص ٢٣٨

(٢) ضبطها السيد الأمين في خطط جبل عامل ، ص ٢٣٨ «بكسر الهمزة».

وقال أنيس فريحة ان اسمها قد يكون [سريانيا] Omm mayya ذات المياه ، وفي الآراميةammah : المكان الأول ، ويطلقونه على العاصمة من جزر «أم» ويفيد الأولية والامامية ، ومنه الإمام وأمام. فقد يكون سمي بالمكان الأول أو المفضل والمقدّم. وهناك أيضا لفظamma [السرياني] وفي العبريةamma ، ومعناه ذراع ومقياس (من رأس الأصبع إلى المفصل) معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ، ص ٦١.

(٣) ترتفع ٥٨٠ مترا عن سطح البحر. وهي تابعة لدبل باعها أصحابها من آل السبيتي فاشتراها منهم أهل دبل بثمن بخس» السيد محسن الأمين : أعيان الشيعة ٨٠ / ٢٥٥. وقال في خطط جبل عامل ص ٢٣٨ «كانت من املاك الشيخ حسن السبيتي والشيخ أحمد عز الدين وباعها ورثتهما لأهل دبل بثمن بخس لا يتجاوز الستين مجيدية». وفي أمية أثار كثيرة منها خرائب قصر قديم ، وفي جواره يعثر على قطع فسيفساء.

٥٥

استطراد :

جاء في كتاب (جواهر الحكم ونفائس الكلم) المخطوط (١) لمؤلفه الأديب الكبير المرحوم الشيخ محمد بن الشيخ مهدي آل مغنية ، في سبب تلقيب هذه الأسرة بخاتون ما هذا موضع الحاجة منه : «وأصلهم من عيناثا ثم من أمّية ، وفيها تلقبوا بخاتون. وقبل كان لقبهم بيت البوريني ، ونقل الشيخ السبيتي (٢) في منضده (٣) ، أنه اطلع على خط أحد قدمائهم أنهم بيت (الزاهد) المسمى بيت الشامي (٤).

قال شمس الدين بن شمس الدين إن بيت الشامي الموجودين الآن منهم ، وهو البيت في العلم من البيوتات القديمة. وأما سبب تلقبهم بخاتون [فهو](٥) ان السلطان الغوري لما طاف البلاد نزل على مرج (دبل) المعروف بسهل حزور جنوب أميّة في فم الوادي المسمى بوادي العيون ، من بلاد بشارة القبلية ، [فسأل](٦) عن صاحب أمّية فقيل له [هو](٧) شيخ علم عنده [بعض تلامذة](٨) ، فطلب حضوره فامتنع [معتذرا](٩) بأنه درويش منقطع في

__________________

(١) المخطوط ص ٧٤٥.

(٢) هو الشيخ النحوي البياني الشاعر الناثر صاحب المؤلفات الكثيرة المرحوم الشيخ علي بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن يوسف السبيتي المتوفى سنة ١٣٠٣ وبقرية كفره بالشعب ، وأسرته من الأسر العلمية العاملية المعروفة (س).

(٣) هو كتابه المسمى بالجوهر المنضد في شرح قصيدة علي بك الأسعد (س).

(٤) في بنت جبيل اسرة تلقب بالشامي ، سمعت من بعض رجالها أنها من فروع تلك الأسرة التي ترجع اليها نسبة آل خاتون (س).

(٥) زادها الشيخ على الأصل.

(٦) في الأصل فسئل وهو خطأ املائي.

(٧) زادها الشيخ على الأصل.

(٨) في الأصل «تلاميذ».

(٩) في الأصل «الشيخ عن الحضور واعتذر له».

٥٦

كسر بيته [...](١) فعظم [حينئذ الشيخ](٢) في [عينه](٣) وسار حتى دخل [بنفسه في](٤) موضع تدريسه ، [وتأدب](٥) وأظهر له الخشوع وطلب منه [إتمام](٦) الدرس ، [ثم اعتذر](٧) الشيخ عن عدم [حضوره إليه بالمأثور](٨) : (إذا رأيت الملوك بباب العلماء ، فنعم العلماء ونعم الملوك. وإذا رأيت العلماء بباب الملوك ، فبئس العلماء وبئس الملوك) ، فنبل الشيخ عند [الملك](٩) [وزوجه بابنته](١٠) وكانت تسمى خاتون. [فكانت نسبة الأسرة الخاتونية إليها](١١)».

هذا ما نقله صاحب الكتاب عن الفاضل السبيتي في سبب تلقيب هذه الأسرة بخاتون ، إلا أنه عقبه بترجيحه وقوع ذلك الحادث مع الملك داود الملقب بالناصر لا مع السلطان الغوري (١٢) ، ولكن تشابه حادثا الملكين الأديبين الكبير داود والأفضل ، أوقعه في شبهة أن الأول هو ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ، مع أن الملك داود هو كما في مختصر ملك

__________________

(١) في الأصل : «وكان الملك صاحب معرفة ويقدمه أهل العلم وعنده بعض التأله [التنسك].

(٢) زيادة من الأصل.

(٣) في الأصل «في عين السلطان».

(٤) زيادة من الأصل.

(٥) في الأصل «فتأدب».

(٦) في الأصل : «تمام».

(٧) في الأصل : «فتعذر له».

(٨) في الأصل : «الحضور بالحديث».

(٩) في الأصل : «السلطان».

(١٠) في الأصل : «وأعطاه ابنته».

(١١) العبارة في الأصل : «وقيل كان لقبها الملوكي ممن أولدته نسب إليها».

(١٢) ص ٧٤٥ من المخطوطة.

٥٧

حماة ابي الفداء (١) وغيره ، الناصر ابن الملك المعظم عيسى ابن الملك العادل ابي بكر أيوب ، فهو إذن ابن أخي صلاح الدين لا ابنه ، وقد توفي في سنة ٦٥٦ ه‍ في قرية يقال لها البويضا بظاهر دمشق.

إنصار : Ans؟a؟r

إنصار [بكسر الهمزة وسكون النون بعدها صاد مهملة وألف وراء](٢).

كانت من أعمال مقاطعة الشقيف وما زالت إلى اليوم [سنة ١٩٣٠] تتبع قاعدتها النبطية. [وهي] على خمسة أميال [١٤ كلم] [غربي النبطية] وكانت قاعدة أعمال [اقليم] الشومر ، وإحدى مراكز الحكام من بني منكر. نكبت أيام الحكم الاقطاعي مرات :

الأولى : في إمارة الأمير ملحم المعني سنة ١٠٤٨ ه‍ / ١٦٣٨ م وسببها أن الأمير علي علم الدين ـ مزاحم الأمير ملحم على إمارة الشوف ، والذي كان واليا عليها من قبل وزير دمشق ـ أوجس في نفسه خيفة من السلطان مراد ، لما قدم بعساكره الجرارة إلى حلب قاصدا بغداد ، فالتجأ إلى متاولة بلاد بشارة ، فلما علم به الأمير ملحم ، جمع عسكرا ودهمه في قرية انصار (لا نصّار كما جاء في أخبار الأعيان (٣) ودواني القطوف) (٤) ، وقتل من جماعته خلقا كثيرا ، ففر الأمير علي إلى دمشق. هذه رواية الأمير حيدر (٥)

__________________

(١) المختصر في أخبار البشر ٣ : ١٩٥.

(٢) محسن الأمين : خطط جبل عامل ص ٢٣٨.

(٣) طنوس الشدياق : أخبار الأعيان في جبل لبنان ، تحق. فؤاد افرام البستاني. منشورات الجامعة اللبنانية بيروت ١٩٧٠ ١ : ١٢٥.

(٤) عيسى اسكندر المعلوف : دواني القطوف ص ٢٠٥. «المعلوف لم يذكر هذه الحادثة.

وأشار الشيخ إلى الخطأ في كتابة اسم القرية.

(٥) الأمير حيدر الشهابي : الغرر الحسان. ١ : ٧٢٤

٥٨

ويقرب منها ما رواه الشدياق (١) وصاحب الدواني (٢) ، والمطران الدبس (٣).

وأما رواية مؤرخيها العامليين ، فإنها لم تتخط ما يلي : «وفي سنة ١٥٤٨ صارت وقعة أنصار مع ملحم ، فنهبها نهبة عظيمة وقتل فيها خلقا كثيرا ، وأقام فيها نحو أربعة أيام».

الثانية : في إمارة الأمير حيدر الشهابي. رواها مؤرخ عاملي فقال : «وفي سنة ١١٤٤ أحرق الأمير حيدر بلاد الشقيف وأنصار». ورواها عاملي آخر فقال : «وفي سنة ١١٤٣ ه‍ (١٧٣٠ م) ركب الأمير حيدر على بلاد الشقيف واقليم الشومر وأحرقها». ولم يذكر الأمير حيدر والشدياق والمؤرخان الدبس والمعلوف هذه النكبة في أخبار الأمير حيدر ، ولكن جاء في تاريخ الأمير حيدر في حوادث السنة التي أرخ بها العاملي الأول هذه النكبة ، خبر نكبة الأمير ملحم بن حيدر بلاد بشارة فقال : «وفي سنة ١١٤٤ ه‍ / ١٧٣١ م استأجر الأمير ملحم الشهابي بلاد بشارة من يد وزير صيدا ، بموافقة الشيخ سلمان الصعبي ، وقبض على الشيخ نصار ابن علي الصغير. وباغت اخوته في قرية جويا ، فهربوا إلى بلاد القنيطرة ، وقتل ثلاثة عشر قتيلا من قبيلتهم ، ونهبت الدروز تلك البلاد ، ثم رجع أولاد الشيخ نصار ، وفكوا أخاهم ، واستأجروا بلادهم من الأمير ملحم» (٤).

وأما الشدياق فقد أرخ الحادثة في سنة ١٧٣٢ م قال : «وفيها بلغ

__________________

(١) طنوس الشدياق : أخبار الأعيان في جبل لبنان ، تحق. فؤاد فرام البستاني. منشورات الجامعة اللبنانية بيروت ١٩٧٠ ١ : ١٢٥.

(٢) عيسى اسكندر المعلوف : دواني القطوف ص ٢٠٥. «المعلوف لم يذكر هذه الحادثة.

وإشارة الشيخ إلى الخطأ في كتابة اسم القرية.

(٣) المطران يوسف الدبس : تاريخ سورية. المطبعة العمومية بيروت ١٩٠٣. الجزء الرابع من المجلد السابع ص ١٩٢.

(٤) الغرر الحسان ، ٣٢ : ٧٦٨.

٥٩

الأمير أن بني علي الصغير أصحاب بلاد بشارة أظهروا الشماتة بموت والده ، فخضبوا ذيول خيولهم بالحناء سرورا ، فكتب إلى أسعد باشا وإلى صيدا يلتمس منه ولاية بلاد بشارة فولاه ، فنهض إليها فمال إليه سلمان (١) الصعبي صاحب مقاطعة الشقيف ، فأمنه وأبقاه كما كان ، ثم دهم بني علي الصغير للقتال ، فالتقى بهم في أرض قرية يارون ، من تلك الديار ، فظفر بهم وكسرهم ، وأهلك منهم خلقا ، وقبض عل مقدمهم نصار ، ففرّ إخوته إلى قرية جويا ، من تلك الديار ، فسار خلفهم ، فانهزموا إلى القنيطرة ، [فظفر](٢) بجماعة من غلمانهم فأهلكهم ، ونهب تلك الديار ، ثم قفل راجعا إلى لبنان ومعه نصار الصغيري معتقلا ، ثم بعد أيام حضر اخوته ـ (لا أولاده كما في تاريخ الأمير حيدر) ـ واستماحوا منه إطلاق أخيهم وقدموا له مالا فداء عنه ، فأخذه وأطلق لهم أخاهم ، وأعادهم إلى بلادهم ولاة من قبله» (٣).

وبعد فإن رواية العامليين ـ وإن اختلفت في تحديد تاريخ النكبة الثانية لقرية انصار ، فقد اتفقت على تعيين الناكب ووقوعها (٤) ، وأنها غير ما ذكره الأمير حيدر والشدياق من ذلك الحادث ، الذي اختلفت روايتهما في تحديد وقته.

الثالثة : في إمارة الأمير ملحم الشهابي سنة ١١٥٦ و/ ١٧٤٣ م ـ (وفي دواني القطوف (٥) سنة ١٧٣٤ م ، وهو مخالف لمؤرخيها العامليين ، والأمير

__________________

(١) في المطبوع سمعان وهو خطأ.

(٢) ساقطة في طبعة الشيخ.

(٣) طنوس الشدياق : أخبار الأعيان ٢ : ٣١٧.

(٤) إضافة إلى الروايتين اللتين ذكرهما الشيخ هناك رواية للشيخ علي سبيتي وتاريخها يختلف عن تاريخ كل من الروايتين فقد قال : «وسنة ١١٤٧ صارت وقعة انصار مع الأمير ملحم بن الأمير حيدر وأسر من الشيعة ألف وأربعمائة ومات في الكنيف في بيروت ، وفكت الأسرى ، وكانت الوقعة بفتوى الشيخ نوح ، حكم تاريخها في الحامدية». العرفان م ٥ ج ١ ، ت ١٩١٣ ص ٢١.

(٥) عيسى اسكندر المعلوف : دواني القطوف ص ٢٠٤ ـ ٢٠٥.

٦٠