معجم قرى جبل عامل - ج ١

الشيخ سليمان ظاهر

معجم قرى جبل عامل - ج ١

المؤلف:

الشيخ سليمان ظاهر


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الإمام الصادق (ع) للبحوث في تراث علماء جبل عامل
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣١
الجزء ١ الجزء ٢

زمن استفحال تلك الحروب ، وفي عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي وهو وصف مشاهد ، قال :

«ورحلنا من تبنين (١) سحر يوم الإثنين وطريقنا كله على ضياع متصلة ، وعمائر منتظمة ، سكانها كلهم مسلمون ، وهم مع الافرنج على حالة ترفيه نعوذ بالله من الفتنة ، وذلك أنهم يؤدون لهم نصف الغلة عند أوان ضمها وجزية عن (٢) كل رأس دينار وخمسة قراريط ، ولا يعترضونهم في غير ذلك ، ولهم على ثمره (٣) الشجر ضريبة خفيفة يؤدونها أيضا ، ومساكنهم بأيديهم وجميع أحوالهم متروكة لهم ، وكل ما بأيدي الإفرنج من إطلاق ساحل (٤) الشام على هذه السبيل ، رساتيقها كلها للمسلمين وهي القرى والضياع».

واما المثال الثاني فإليك ما جاء في كتابة مؤرخين عامليين من أبناء القرن الثاني عشر ، قال أحدهما : وفي سنة ١٠٩٥ [و/ ١٦٨٤ م] كانت وقعة الحبيس بين بلاد بشارة وأهل القبلي (٥) بقيادة الشيخ علي بن الحاج أحمد ونهبت فيها بلاد بشارة وخربت ديارها. ورواها ثانيهما كما يلي : وسنة ١٠٩٥ صارت وقعة وادي الحبيس وضربت بلاد بشارة أجمع ونهبتها القبلية مع الشيخ علي بن الشيخ أحمد ، وكان حاكمها الحاج زين.

وسترى في تعليقنا على أسماء القرى العاملية أمثلة كثيرة من التخريب والتدمير اللذين كانا من العقوبات التي يرى فيها الغالب شفاء غيظه ، وأطفاء نائرة غضبه وتسكين ثائر حفيظته.

__________________

(١) حذف الشيخ عبارة «دمرها الله» من الأصل.

(٢) في الرحلة على.

(٣) في الرحلة ثمر.

(٤) في الرحلة بساحل.

(٥) نسبة إلى القبلة حيث التخم الجنوبي لجبل عامل ويراد منهم أهالي صفد وعكاء ونابلس وما إليها. (سليمان ظاهر)

٢١

وشتان بين الحروب المنظمة والثورات القائمة على أسس المطامع ومنازع الكره الموروث.

ولعلك تسترسل معي إلى تذكر سيئات للحروب العالمية الكبرى تنسينا سيئات تلك القرون التي لم تكن على شيء من ظواهر المدنية الخلابة التي يتبجح فيها أبناء الغرب ومعلمو الأمم ومرشدو الشعوب.

وخاتمة مطاف التخريب التي عاناها هذا القطر كانت في عام ١٢٥٠ ه‍ [١٨٣٥ م] ، وعسى أن لا يرى إلا العمران والتجديد وما ينسيه سيئات القديم والجديد.

وبعد فإن الذي حداني إلى كتابة هذه المقدمة ، ولعل في القراء ما يزعجه طول نفسها ويسأم من الإلمام بأحاديث مطوية ، والنشر لصحف منسبة ، أني وقفت في كشكول العلامة الشيخ يوسف البحراني ؛ من علماء الإمامية في القرن الثاني عشر ومن رجال التأليف والتصنيف فيه. (ولد سنة ١١٠٧ [١٦٩٦ م] وتوفي سنة ١١٨٦ [١٧٧٢]) على أسماء بلدان جبل عامل كتب بها إلى مؤلفه (عاملي) من رجال ذلك القرن ، فرأيت أن أخص بها العرفان ، لأنها المجلة الوحيدة التي تعنى بآثاره ، معلقا عليها ما يتسع له المقام ، وفي نشرها من العبرة ما ستراه ، فإن كثيرا منها مجهول الموقع والإسم. وإنما تعمر البلاد بالعدل وتخرب بالظلم ولله في عباده سنن لا تتبدل.

النبطية

سليمان ظاهر

كانون الثاني ١٩٢٣ م

العرفان م ٨ ج ٤. ص ٢٦٠ ـ ٢٦٤

٢٢

المقدمة الثانية

إن جبل عامل ، القطر المعروف الذي سبق تحديده الجغرافي غير ما مرة في مجلة العرفان وفي غيرها ، وما كان ذلك التحديد مراعى فيه الوحدة الإدارية والسياسية الغالبة ، كانت تعمل فيه بسطا وقبضا وأخذا وردا وجزرا ومدا ، بل كان يراعى فيه الأثر التاريخي في أكثر الأحايين ، وهو ما نكتب له.

أما السياسة فقد انتقصت كثيرا من أطرافه في كثير من الأزمان ، فكانت تلك الأطراف المنتقصة منه تحت ولايتها الغالبة ، ولكن التاريخ العاملي لم يعترف بذلك الانتقاص المغلوب عليه ، وما زال يدرجها في جريدة البلاد العاملية.

كانت جزين وما إليها عاملية ووقعت في أيدي ولاة الاقطاع من الجنبلاطيين ، ومشغرة وكرك نوح حتى بعلبك عاملية ، وكانت بتصرف الأمراء الحرافشة ، وهكذا الحال إلى أن دخلت جزين وما إليها في لبنان القديم ، ومشغرة وبعلبك وما إليهما في ولاية الشام ، وانتهى الأمر في جبل عامل من حيث وحدة الإدارة حتى آخر العهد العثماني بثلاث قائمقاميات صيدا وصور ومرجعيون ، منضمة إلى الأخيرة الحولة ، وبلغ إلى ذلك العهد مجموع قراه ودساكره ثلاثمائة وعشرين قرية ودسكرة ونيفا ونفوسه زهاء الثمانين ألفا ، وهكذا استقر على هذه الحال من حيث تحديده الإداري إلى أوائل الاحتلال ، وإلقاء الحرب العامة أوزارها ، ولكن بشيء من التغيير في

٢٣

شكل الإدارة ، وما مضى عليه عامان حتى قضت السياسة الغالبة في العام العشرين بعد الألف والمئة التاسعة أن يكون من الأجزاء التي كبر بها لبنان ، ولم يطل الزمان حتى قضى التحديد اللبناني الواقع تحت الانتداب الفرنسي والفلسطيني الواقع تحت الانتداب البريطاني أن يقتطع أجزاء من جنوبيه فتضم إلى فلسطين ، وهكذا شاءت القوة أن يصبح القسم الكبير منه لبنانيا تابعا لبنان الكبير عام العشرين لا بإرادة ساكنيه ، وجزء من جنوبيه فلسطينيا ، على غير رضى أهليه ، ولا نعلم ما تخبئه له الأقدار بعد أو السياسة على الأصح ، وهل يستقر له هذا الوضع ويخضع بهذه التجزئة غير المرغوب فيها ، أو يتبع ما سوف تستقر عليه السفينة السورية المضطربة في يم الأهواء السياسية فيكون له ما لها من شقاء وهناء.

وبعد فقد أبى علي الألم مما آلت إليه حال هذا القطر وغيره من الأقطار العربية المتألمة أن أسترسل في بحث لعله يراه بعض قارئي مقالي بعيدا عن موضوع البحث ، ولكن من ينصف هذا القطر الذي يراه يكاد يكون مجهولا لدى ولاة الأمور اللبنانيين ، منقوص الحظ من كل ما يتمتع به سواه ، بفضل الطائفية التي ينعم بها سواه من أبناء الطواف ـ لا يراني إلّا معذورا بهذا الفضول الذي لا يرى له صلة ببحث جغرافي وتاريخي في بادئ الرأي ، ويراه ألصق به. إذ استعرض ما مني به هذا القطر الشقي ، فأدع زيادة الخوض في هذا المبحث الذي له غير هذا المكان ، وأعود إلى موضوع المقال.

كنت كتبت في المجلد الثامن من مجلة (العرفان) المفيدة مقالا تحت عنوان (أسماء قرى جبل عامل في القرن الثاني عشر) موزعا على ثمانية أجزاء بلغت صفحاته أربعا وخمسين صفحة ، ولم أذكر فيه إلا أسماء القرى التي كتب بها (عاملي) إلى العلامة الشيخ يوسف البحراني ، من علماء القرن الثاني عشر الإمامية ، والتعليق عليها ، وقد ترك ذلك العاملي أسماء قرى كثيرة لا نرتاب بعمرانها في عهده ، وقد وعدنا العرفان بخاتمة ذلك المقال

٢٤

أن نفرد لذكرها وذكرى القرى المستحدثة مقالا في المجلد التاسع ، ولكن مماطلة الأيام إلى أمور أخرى أرغمنا عليها ، كان شرّها مستطيرا علينا حالت دون الوفاء بالوعد الذي لم يكن الخلف به من نيتنا ، ولما كان لذلك المقال الذي كتب من مدة سبع سنين ونيف صداه المستحسن في نفوس الكثيرين من قراء هذه المجلة الزاهرة ، وقد التمسنا غير واحد ممن لا تسعنا مخالفتهم وممن تروقهم هذه الأبحاث ، وبخاصة منشئ المجلة الأستاذ الغيور ، بكتابة المقال الموعود ليكون مع المقال السابق معجما لقرى جبل عامل ، بينما الطلب على أن نجرد من المقالين كتابا إن شاء الله ، نلم في مقدمته بما طرأ على جبل عامل من التغيير في الحدود والتبديل في مقاطعاته الثماني التي انتهت بفضل المنهاج الوزاري الإدّي الأخير (١) بإلغاء وبترك البلاد خلوا من ولاة يديرون أمرها ، اللهم إلا عرفاء من الجند الذين لم يخلقوا للإدارة.

وسننبه على ما وقع من التحريف في أسماء كثير من القرى في (قاموس لبنان) (٢) المطبوع أخيرا لجامعه الأديب الفاضل وديع حنا منشئ مجلة المعارف ، وسنتحرى ضبط الأسماء بالشكل ، وما إليه ونتوسع في التعليق على قدر الإمكان. والله نسأل أن يسددنا في هذا العمل الشاق الذي لم يسبق له مثال نحتذيه ، ولا نكاد نرجع فيه إلى مادة نستقي منها ما يروي غلة هذا البحث الجديد ، وإلى القراء المعذرة مما قد نقع به من الخطأ والخطل ، وان العصمة لله وحده.

سليمان ظاهر

حزيران ١٩٣٠

العرفان ، م ٢٠ ، ج ١ ، ص ٢٥ ـ ٢٦.

__________________

(١) المرسوم الإشتراعي رقم ٥ شباط ١٩٣٠.

(٢) وديع حنا : قاموس لبنان. مطبعة السلام بيروت. ط ١ ، ١٩٢٧ م.

٢٥

حرف الألف

آبل (بالمد وكسر الباء) [Abil]

«وقيل إن هذه اللفظة معناها روض أو مرج ، لاشتقاقها من أصل يدل على معنى رطوبة ، كرطوبة العشب. وقيل معناها مناحة أو كآبة. والصحيح أنها تأتي في العبرانية للمعنيين مع اتفاق المادة [...] وأما في السريانية فللمعنى الأخير» (١).

وفي بعض اشتقاقات هذه المادة في اللغة ما يستأنس منه بعض الاستئناس لمعنييها العبراني والسرياني ؛ فمن معاني الإبل (بكسرتين) ، كما في القاموس : «السحاب الذي يحمل ماء المطر» (٢) ، وفيه الإبل وغيرها ، «تأبل وتأبل أبلا وأبولا جزأت عن الماء بالرّطب كأبلت [كسمعت] وتأبّلت ، الواحد آبل جمعه أبّال» (٣) ، وفيه : «وأبل العشب أبولا طال فاستمكن منه الإبل» (٤) وفيه : «والأبل : الرّطب أو التيبس» ، «وضغث على

__________________

(١) بطرس البستاني : دائرة المعارف ، بيروت ١٨٧٦ ، ج ١ ، ص ٢٢.

(٢) الفيروزابادي : القاموس المحيط. المكتبة الحسينية مصر ١٣٤٤ ه‍ مادة آبل ، ج ٣ ، ص ٣٢٦.

(٣) ن. م.

(٤) ن. م.

٢٦

إبّالة [كإجّانة] [ويخفف] بلية على أخرى ، أو خصب على خصب ، كأنه ضد» (١) ، وفيه : «وتأبيل المعيّت تأبينه» (٢) وهو يفيد معنى النوح كما ترى.

ويقرب من ذلك ما في النهاية لابن الأثير : «وفي حديث وهب : «تأبّل آدم عليه‌السلام على حواء بعد مقتل ابنه كذا وكذا عاما ، أي توحش وترك غشيانها ، وهو أي توحشه لازم حزنه» (٣). ويقال : «أبلنا أي مطرنا وابلا» (٤) ، كما في النهاية أيضا ، في حديث الاستسقاء : فألف الله بين السحاب فأبلنا ؛ أي مطرنا وابلا ، وهو المطر الكثير والهمزة فيه بدل من الواو ، مثل أكد ووكد» (٥). ولعل الإبل وهو السحاب كما سبق نقله عن القاموس ، مما أبدلت فيه الهمزة من الواو. ولا يبعد أن تكون الأبلّة (وهي بضم الهمزة والباء وتشديد اللام) البلد المعروف قرب البصرة من جانبها البحري ، مأخوذ من الخصب ، من معاني هذه المادة. وفي مجاز الأساس : «وتأبّلت إذا اجترأت بالرّطب عن الماء» (٦).

وكل من له إلمام بعلم تقابل اللغات (الفيلولوجيا) ، والذي رجع فيها إلى أصول ثلاثة ، أو أمهات ثلاث : السامية والآرية والسنسكريتية ، وأرجع

__________________

(١) ن. م.

(٢) ن. م.

(٣) ابن الأثير (المبارك بن محمد) : النهاية في غريب الحديث ، تحق : عبد الجواد خلف المطبعة الخيرية القاهرة ١٩٠٤. مادة تأبل.

(٤) ابن الأثير) : النهاية في غريب الحديث مادة آبل.

(٥) ن. م.

(٦) الزمخشري ، جار الله : أساس البلاغة. تحقيق : عبد الرحيم محمود. دار المعرفة بيروت ١٩٧٩ م ، مادة أب ل.

قال أنيس فريحة : إن جذر أبل سامي مشترك يفيد :

أ ـ الكلأ والعشب والأب والماء والسحاب.

ب ـ الحزن والاكتتاب والعويل ، ومنها أبيل : الراهب ولا بس السواد.

ج ـ الإبل.

المرج والأرض الزراعية ، وقد ورد في العهد القديم خمسة أسماء أمكنة تبدأ ب (ابل).

٢٧

العربية والعبرانية والسريانية والحثية والفينيقية والهيروغليفية والحبشية إلى أم واحدة ، لم تزل حلقة اتصال هذه الفروع مفقودة ، وما برحت مطرح أنظار الباحثين ، لا يستبعد ، كما لا نستبعد رجوع مادة ابل إلى أصل واحد ، وهو يرى من تقاربها مادة ومعنى ما يستأنس له (١).

وآبل : علم على أمكنة كثيرة تستعمل مفردة في قريتين ؛ الأولى : قرية من أعمال حمص ، والثانية قرية من قرى نابلس ، ذكرهما صاحب القاموس (٢). وقال في الدائرة للبستاني (٣) : «وهي آبل محولة ، ولكن الهوريني قال في تعليقه على القاموس : «وهو غلط ، وصوابه : ببانياس بين دمشق والساحل» (٤). وتستعمل غير مفردة ، وقد عدّ منها مع القريتين اللتين ذكرتا في القاموس (٥) : آبل السوق ، وآبل الزيت. وفي الدائرة (٦) ، آبل بيت معكة الآتية ، وآبل شطيم : قرية واقعة في عربات موآب في منخفض وادي الأردن ، وآبل ليسانياس ، وزعم البعض أنها آبل بيت معكة ، ورجح في الدائرة أنها على نهر بردى وأنها غير آبل السوق وآبل مصرايم : اسم مكان غربي الأردن ، وآبل المياه وهي آبل بيت معكة.

واستعملت مفردة علما لثلاثة أشخاص ، كما جاء في الدائرة (٧) : آبل أو أبلّوس : جوهان آبل ، معلم من معلمي القوانين في مدرسة وتنبرغ العالية ، وابل طسمان أبل سائح ، وآبل : كارل فون آبل رجل سياسي (٨).

__________________

(١) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية. مكتبة لبنان ـ بيروت ط ٢ ، ١٩٨٥ م ص ١.

(٢) الفيروزابادي : القاموس المحيط ، مادة : ابل.

(٣) بطرس البستاني : دائرة المعارف ، مادة ابل ، ١ : ٢٢.

(٤) نصر الهوريني : حاشية على القاموس المحيط ، في هامش القاموس ، مادة ابل.

(٥) القاموس المحيط. مادة أبل.

(٦) بطرس البستاني : دائرة المعارف ١ : ٢٢.

(٧) المصدر السابق ، ١ : ٢٤ ـ ٢٥.

(٨) ن. م.

٢٨

قال أنيس فريحة إن جذر «آبل» سامي مشترك يفيد : (أ) الكلأ والعشب والأب والماء والسحاب. (ب) الحزن والإكتئاب والعويل ، ومنها أبيل الراهب ولابس السواد. (ج) الإبل (د) المرج والأرض الزراعية. وقد ورد في العهد القديم خمسة أسماء امكنة تبدأ ب (آبل)». (١).

آبل السقي Abil ـ is ـ saqi

آبل السقي (بالمد وكسر الباء) وقد استعملها العامة بالتخفيف [إبل السقي] Abil ـ is ـ saqi وتسمى آبل الهواء لتسلط الهواء عليها من الجهات الأربع. وظن المرحوم المطران يوسف الدبس (٢) أنها آبل الماء أو مائيم ، إحدى البلاد التي استولى عليها بنهدد (ابن هدد) الملك الأرامي ، من بلاد يعشا الملك الإسرائيلي ، لما استنجده أسّا ملك يهوذا عليه ، حيث قال : وآبل مائيم أي آبل المياه ، وهي تسمى الآن آبل السقي ، وهي بين الخيم جنوبا وتل دبين شمالا» (٣). ولكن في الدائرة (٤) ، وفي تاريخ سورية للمؤرخ جرجي يني (٥) ، وقاموس الكتاب المقدس (٦) ما هو صريح بأنها آبل بيت معكة ، وهي آبل القمح الآتي ذكرها.

وآبل السقي من أرض سبط نفتالي ، وهي على مسافة ميلين ونصف الميل [٨ كلم] من الجديدة ـ قاعدة قضاء مرجعيون ـ شرقا ، وعلى مسافة

__________________

(١) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية. مكتبة لبنان ـ بيروت ط ٢ ١٩٨٥ م ص ١.

(٢) المطران يوسف الدبس : تاريخ سورية الجزء الأول من المجلد الثاني ص ٤٠٩ : وانظر عفيف بطرس مرهج : اعرف لبنان : (١٩٧١ ـ ١٩٧٢) ١ : ٣٠٥

(٣) تاريخ سورية الجزء الأول من المجلد الثاني ص ٤٠٩.

(٤) بطرس البستاني : دائرة المعارف ١ : ٢٣.

(٥) جرجي يني : تاريخ سورية. المطبعة الأدبية بيروت ، ص ٣٣٠.

(٦) قاموس الكتاب المقدس ، بيت معكة ، وانظر ادوارد روبنصون. ١ : ٢٢٨.

٢٩

ميل وبعض الميل [٥ كلم] من الخيم شرقا بميلة إلى الشمال. جميلة الموقع مبنية على أكمة مرتفعة [٧٦٠ م عن سطح البحر] متجهة إلى الغرب ، ترى منها بحيرة الحولة ـ دون البحر ـ والبحيرة إلى جهة الجنوب الشرقي منها ، وجبل الشيخ إلى الشرق ، ويجري إلى جهة الشرق منها النهر المعروف بالحاصباني ، وعلى مسافة بضع دقائق من الجنوب الغربي منها ، ينبوع ماء غزير زلال ، يسقي أرضين متسعة ، يدور عليه طاحونان. ويشتد فيها البرد في الشتاء لتسلطه عليها من الجهات الأربع ، وخصوصا الريح الشرقية التي تأتيها بزمهرير جبل الشيخ. (قيل ولذلك دعيت أيضا آبل الهواء).

«وفيها نحو ٢٠٠ بيت وعدد سكانها ١٠٠٠ نفس منهم ٧٠٠ روم و ٢٠٠ دروز و ١٠٠ بروتستانت. وبها كنيسة لطائفة الروم ، وكنيسة ومدرسة للبروتستانت ، وخلوة للدروز. ومحصولاتها : الحبوب والحرير والزيتون والعنب ، واهلها أصحاب جد ونشاط في الكد على معاشهم ، وعلى جانب من البساطة وإكرام الضيف ، وبينها وبين صيدا نحو ثماني ساعات (١) ، [٧٠ كلم].

هذا ما جاء عنهم في دائرة المعارف منذ اثنين وخمسين عاما (٢). وتبلغ نفوسها اليوم سبعمائة وأربع وثلاثون نفسا (٣). ولا تعجب من تناقص نفوسها إلى هذا العدد إذا علمت أن الهجرة هي العامل الوحيد لهذا التناقص المستمر فيها ، وفي غيرها من البلاد السورية ، حيث اتسعت فيها مذاهب الإنفاق وضاقت موارد الارتفاق ، ولا سيما هذه الأيام التي تعددت فيها

__________________

(١) بطرس البستاني : دائرة المعارف ١ : ٢٣. مع خلاف بسيط [وأما أهاليها فهم أصحاب ...].

(٢) المقالة نشرت عام ١٩٢٨ م ، أما دائرة المعارف فقد صدرت عام ١٨٧٦ م.

(٣) انظر وديع حنا ، قاموس لبنان مطبعة السلام بيروت ١٩٢٧ ص ١. حيث ذكر نفس التعداد ، وقال «منهم ٤١ موارنة ، ١ سنة ، و ٦ شيعة ، و ٣٨٩ روم و ١٣٨ دروز و ٣٢ كاثوليك و ١٢٩ بروتستانت».

٣٠

ألوان المعايش ، وظهر التجدد في كل فرع من فروع الحياة.

وصل أهلها طريقها بالطريق المعبدة بين الجديدة وحاصبيا. ولم يصبها ما أصاب سواها من أذى حوادث الجنوب بعد الاحتلال [الفرنسي] واشهر أسرها المسيحية : أسرة «غبريل» ومنها المرحوم شاهين مكاريوس أحد أصحاب المقتطف والمقطم ، وأسرة (أبو سمرا) ، وأشهر أسرها الدرزية أسرة غبار.

رأى أنيس فريحة (١) أن معنى الإسم ، «المرج أو الأرض المسقية» ، وأضاف : «ويخيل إلينا أن لفظ السقي» إنما هو تفسير للفظ «إبل». وذكر احتمالا آخر وهو «أن يكون Abbil saqqe أي الناسك والراهب لابس المسوح.

وقد ذكر المهندس يوسف عنداري (٢) أن عدد منازلها عام ١٩٧٢ هو ١٧٨ منزلا وعدد سكانها المقيمين ١٠٥٨ نفسا. أما عفيف بطرس مرهج (٣) فذكر أن عدد منازلها ٢١٥ وعدد سكانها ٣٥٠٠ والمقيمون منهم في القرية ١٤٠٠. وقدر مساحتها بحوالي ٥٠ ألف دونم أما سكانها عام ١٩٨١ حسب تقديرات الدكتور علي فاعور فعددهم ٥٢٠٤ (٤) ويقدر عددهم اليوم ب ٥٨٠٠ نسمة ، ويقع إلى جانب ابل جبل يدعى جبل الحمى مساحته التقريبية أربعة آلاف دونم وقد حرج قسم منها ، وتبلغ المساحات المحرجة فيها حوالي مئة دونم.

وفيها مجلس بلدي ومجلس اختياري ومدرسة رسمية وناد رياضي.

ومستوصف مجاني.

__________________

(١) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ١.

(٢) يوسف عنداري ، دليل المدن والقرى اللبنانية ، مطبعة قلفاط ـ بيروت ١٩٧٣. قضاء مرجعيون رقم ١.

(٣) عفيف بطرس مرهج : اعرف لبنان (١٩٧١ ـ ١٩٧٢ م) ١ : ٣٠٥ ـ ٣١٤.

(٤) علي فاعور : الاحصاءات السكانية وعوائق التنمية في جنوب لبنان. مجلة الباحث السنة الرابعة ، العددان الثاني والثالث (٢ و ١) : ت ٢ ١٩٨١ م ـ شباط ١٩٨٢ م ص ٤١.

٣١

تنتج حوالي ٤٠٠ طن من الزيتون. وكميات من الحبوب والفاكهة والخضار. وفيها معصرة للزيت.

آبل القمح (بمد أوله وكسر ثانيه) Abil ـ l ـ qamh

قرية هي اليوم من أعمال فلسطين ، وكانت من أعمال مرجعيون حتى أوائل الاحتلال [الفرنسي] ، اقتطعها من جبل عامل الجنوبي مع ما اقتطع منه من القرى المتاخمة فلسطين اتفاق الانتدابين البريطاني والفرنسي.

وهي عن الجديدة ـ قاعدة مرجعيون ـ على مسافة بضعة أميال جنوبا ، وعلى ميل وبعض الميل عن المطلة المستعمرة اليهودية جنوبا ، وعلى مقربة منها طلحة والتخشيبة ، المستعمرتان اليهوديتان ، وفي الجنوب منها قرية الخالصة من أعمال الحولة الفلسطينية اليوم ، المرجعيونية أمس ، وهي على مرتفع من الأرض حسنة الموقع ، تشرف على الحولة وبحيرتها ، وعلى بانياس وتل القاضي (دان) ومرتفعات الجولان.

أسماؤها : ولها غير الإسم المعنونة به أسماء أخرى في بعضها اختلاف. وفي كتاب قاموس الكتاب المقدس بعنوان بيت معكة (١) : «وكانت تدعى أيضا آبل بيت معكة وآبل مائيم ، وآبل ، وأما الآن فتدعى آبل القمح ، وهي قرية صغيرة واقعة إلى الشمال الغربي من بحيرة الحولة» ويظن كثيرون بأن معكة كانت مملكة صغيرة في شمال فلسطين.

وفي دائرة المعارف للمرحوم البستاني تحت عنوان آبل القمح : «وقيل هي آبل بيت معكة» (٢) ، وفيها تحت عنوان ، آبل بيت معكة «بليدة كانت من مدن سبط نفتالي في شمالي فلسطين ، وقد ذكرت في العدد عشرين من الإصحاح ١٥ من سفر الملوك الأول ، مع دان وكزوت. ودعيت «أمّا في

__________________

(١) قاموس الكتاب المقدى : بيت معكة.

(٢) بطرس البستاني : دائرة المعارف ١ : ٢٤.

٣٢

إسرائيل» وفي العدد ١٩ من الإصحاح ٢٠ من سفر صموئيل الثاني. ودعيت في العدد ٤ من الإصحاح ١٦ من سفر الأيام الثاني «آبل المياه» وفي العدد ١٤ من الإصحاح ٢٠ من سفر صموئيل الثاني ذكرت بيت معكة معطوفة على آبل ، كأنها غيرها. وفي العدد ١٨ ذكرت آبل مفردة ، ومن إضافتها إلى بيت معكة يستدل على أنها كانت مجاورة أو تابعة لأرض معكة الواقعة على الجانب الشرقي من نهر اللدان.

وكانت هذه البليدة عرضة لمطامع الغزاة من ملوك سورية وأشور ؛ فقد ورد في العدد ٢٠ من الإصحاح ١٥ من سفر الملوك الأول ما نصه : «فسمع بنهدد (ابن هدد) للملك آسا وأرسل رؤساء الجيوش التي له على مدن إسرائيل ، وخرب عيون ودان وآبل بيت معكة وكل كتروت مع أرض نفتالي». وفي العدد ٢٩ من الإصحاح ١٥ من سفر الملوك الثاني ما نصه : «في أيام فتح ملك اسرائيل جاء تغلت فلاسر ملك أشور وأخذ عيون وآبل بيت معكة ويا نوح وقادش وحاصور وجلعاد والجليل كل أرض نفتالي وسباهم إلى آشور». وكان استيلاء بنهدد ملك آرام عليها سنة ٩٤٠ تقريبا ق. م. واستيلاء تغلت ملك أشور عليها سنة ٧٤٠ ق. م. وفي آبل هذه أقام شبع بي بكري لما تمرد على داود النبي ، وحاصره فيها بواب ، وذاك سنة ١٠٢٢ (ق. م). ولعل آبل هذه هي المسماة بآبل القمح» (١).

وفي تاريخ المطران الدبس شيء مما ذكر في الدائرة إلا أنه ظن من تسميتها بآبل ماتيم أي آبل المياه أنها آبل السقي (٢) ـ وقد سبق الاستدراك عليه في البحث عن آبل السقي ، وأن آبل مائيم هي آبل القمح ـ.

وفي كتاب قاموس الكتاب المقدس جعل من أسمائها اسم آبل مرج

__________________

(١) بطرس البستاني ، دائرة المعارف ١ : ٢٢ ـ ٢٣.

(٢) المطران يوسف الدبس ، تاريخ سورية : الجزء الأول من المجلد الثاني ص ٤٠٩ وانظر ص ٣٣٠ ـ ٣٣٢.

٣٣

وقال هي آبل بيت معكة (١). وقال في موضع آخر بعنوان آبل بيت معكة : مرج بيت الظلم هي ابل او آبل القمح في مرجعيون وقد أغار عليها يوآب وبنهدد وتغلت فلاسر (٢).

وقال في موضع آخر بعنوان آبل المياه (مرج المياه) وهو اسم ثان لآبل بيت معكة ، وتعرف كل تلك المقاطعة بمرج عيون في أيامنا الحاضرة ، وقد عرفت مما سبق في تعداد المواضع المسماة بآبل زعم البعض أن ليسانياس من أسمائها (٣) وإذا كانت كثرة الاسماء تدل على شرف المسمى وكانت لها تلك المكانة التاريخية القديمة ، فلا بدع إذا تعددت أسماؤها.

وجاء في تاريخ سورية للمؤرخ جرجي يني ما ملخصه : إن آسّا ملك يهوذا استنجد بنهداد بن طبريمون بن حرنون ابن رزون ملك دمشق على بعشا ملك إسرائيل ، وصانعه بفضة وذهب ، فأنجده بجيش جرار ، فضرب عيون ودان وآبل بيت معكة وكل كزوت مع أرض نفتالي ، فكانت في ملك سبط نفتالي (٤).

وفي تاريخ سورية للدبس وقد ورد اسمها تارة مع العاطف آبل وبيت معكة ، وطورا دونه آبل بيت معكة ، فقال كاران أنه يظهر أن آبل وبيت معكة محلتان أو حيان في مدينة واحدة (٥).

إن هذا البلد الذي كان له ذلك الماضي الحافل بعبر التاريخ إن سلبته غير الأيام عمرانه الرائع ومجده الأثيل فتركته بليدة حقيرة ، فإنها لم تسلبه اسمه الذي هو عنوان صفحة من صحائف التاريخ السوري القديم ، فثبت

__________________

(١) قاموس الكتاب المقدس : آبل مرج.

(٢) المصدر السابق ، آبل بيت معكة.

(٣) قاموس الكتاب المقدس : آبل المياه (آبل مائيم).

(٤) جرجي يني ، تاريخ سورية.

(٥) المطران يوسف الدبس : تاريخ سورية الجزء الأول من المجلد الثاني ص ٢٣١ ـ ٢٣٢.

٣٤

قائما يحدث الآتين عن سالفه ، وينكر بلسان الحال جور القوة التي انتزعته على غير رضى منه من جبل عامل.

نفوسهم ومذاهبهم :

تبلغ نفوس سكانه حسب الاحصاء الأخير قبل إلحاقه بفلسطين ٢٨٤ منهم ١٤٤ روم كاثوليك و ٩٣ مسلمون شيعة و ٤٧ موارنة ، ومما يحد من أمر ساكنيه على اختلاف مذاهبهم. اعتصامهم بعروة الاتفاق الوثقى ، ولم ينلهم ما نال غيرهم من أذى حوادث الجنوب.

ذكر ياقوت آبل القمح فقال : «وآبل القمح : قرية من نواحي بانياس من أعمال دمشق بين دمشق والساحل» (١) وذكر قبلها آبل الزيت فقال : «آبل الزيت ؛ من مشارق الشام بالأردن».

وقد ورد ذكرها في الحديث الشريف ، و «أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جهز جيشا بعد حجة الوداع وقبل وفاته ، وأمّر عليهم أسامة بن زيد ، وأمره أن يوطئ خيله آبل الزيت» (٢).

كما ذكر القرماني آبل الزيت وآبل القمح فقال : «آبل الزيت من بلاد الشام بالأردن ، والثاني آبل القمح قرية من نواحي بانياس من أعمال دمشق ..» (٣).

ورأى السيد محسن الأمين : أن آبل الزيت هي آبل القمح حين قال : «ولا يبعد أن تكون آبل الزيت هي آبل القمح [...] لأنها مشرقة على الأردن ، ولا يعرف آبل بالأردن غيرها» (٤).

__________________

(١) ياقوت : معجم البلدان ١ : ٥٠ ، المشترك وضعا والمفترق صعقا ص ٤ ـ ٥.

(٢) نفس المصدر.

(٣) القرماني : أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ ، طبعة مودرة عن طبقة الميرزا عباس التبريزي ١٢٨٢ ه‍ ص ٤٢٩.

(٤) السيد محسن الأمين : خطط جبل عامل. الدار العالمية بيروت ١٩٨٣ ص ٢٣٢.

٣٥

وقد وصف آبل القمح ادوارد روبنصون فقال : «تقع آبل على تل يسترعي الانتباه ببروزه إلى الجنوب تحت القمة. وهي على جانب دردارة الأمين وهو الجدول الذي يأتي في مرج عيون. سكان آبل مسيحيون ، من مكاننا نرى الهوة العميقة الضيقة التي يجري فيها الجدول كأنها صناعية. ينبع الجدول من المرج شرقي المطلة ، ثم ينعطف كثيرا إلى الغرب بين القريتين ، ويتابع نزوله غرب آبل التي تسمى أحيانا آبل القمح نظرا لجودة قمحها.

وآبل هذه لا يبعد أن تكون آبل القديمة أو آبل بيت معكة في هذا الإقليم كما نعرضها في الكتاب المقدس. والأرجح أنها سميت بيت معكة لوقوعها بقربها. هذا ما يميزها عنها. ومرة سميت آبل المياه. وقد ذكرت مرتين مع آماكن أخرى بترتيب من الشمال إلى الجنوب. فقد ذكرت مرة من عيون ودان وآبل وكل كتروت».

وثانيا : مع «عيون وآبل «يا نوح وقادش وحاصور وجلعاد». هذه الملاحظات تطابق موقع آبل. والمرجح أن هذا المكان هو موقع آبل الحقيقي المذكورة في الكتاب المقدس وليس آبل الهواء الواقعة كل حرف بين مرجعيون ووادي التيم لسببين. أحدهما أن الأولى تقع على تل مثل غيرها من المدن القديمة الحصينة ، والآخر لأن التسلسل الواردة فيه وعيون ودان وآبل» كما ذكر اعلاه يظهر طبيعيا. وهذا لا يصح على آبد الهواء الواقعة إلى الشمال الشرقي من عيون. (١).

والقرية سلخت عن لبنان عام ١٩٢٠ وضمت لفلسطين ، وقد دمرها الصهاينة واقاموا في ظاهرها الجنوبي الغربي عام ١٩٥٢ مستعمرتهم كفر يوقال Kefar Yuval.

__________________

(١) ادوارد روبنصون : «بحث توراتي عن فلسطين والاقاليم المجاورة» الذي عربه اسد شيخاني تحت عنوان يوميات في لبنان «منشورات وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة بيروت ١٩٤٩ ، ج ١ ، ص ٢٢٨.

٣٦

أبريخا : Qabrikha A؟brika

أبريخا (بهمزة مفتوحة وباء ساكنة فراء مهملة مكسورة بعدها ياء ساكنة فخاء [معجمة](١) ، وقد أبدلت الخاء [المعجمة](٢) بغين معجمة في قاموس لبنان (٣) وهو خطأ. والدائر على الألسنة والمعروف في سجلات الحكومة ، وفي التقاويم التركية ، أنها بقاف بدل الهمزة [قبريخا].

قرية من أعمال مرجعيون على بضعة أميال غربا جنوبيا من قاعدتها الجديدة ، وفي الشمال منها على بعد ميل ونصف ميل بميلة إلى الغرب منبع «الحجير» ، وفيها بعض آثار تدل على قدمها (٤) وهي قائمة على مرتفع من الأرض ، ولها حرج ملتف بالشجر. تبلغ نفوسها ١٩٤ (٥) ، وكلهم مسلمون شيعيون وفيها فرع من أسرة (الزين) المعروفة ، وفرع من أسرة (شمس الدين) العلمية. وكانت في سهم سبط نفتالي ، واسمها عبراني (٦).

أصل الإسم : ذكر أنيس فريحة أن أصل اسمها سرياني

qabra brikha : قبر مبارك ، مزار قدس. وقد يكون qubbta أوqba؟ba brI؟kha : قبة ومزار مبارك» (٧).

موقعها : ترتفع عن سطح البحر ٥٠٠ مترا ، وتبعد عن مرجعيون [الطريق المعبد] ٥٠ كلم. مساحة أراضيها ٦٠٠ هكتار.

وقد ورد ذكرها في تقويم باللغة التركية في الموازنة بين حكومتي عبد

__________________

(١) في الأصل المهملة.

(٢) ن. م.

(٣) قاموس لبنان ص ٣.

(٤) ذكر السيد محسن الأمين في خطط جبل عامل ص ٣٣٤ أن من آثارها «دير قديم لا تزال أعمدته الضخمة العالية قائمة وفيها آثار قديمة كثيرة».

(٥) ذكر في قاموس لبنان أن سكانها ١٨٦. وذكرها ابريغا بالغين المعجمة.

(٦) وضعها الشيخ في الأصل بعد ارزي.

(٧) أنيس فريحة : معجم اسماء المدن والقرى اللبنانية ص ١٣٥.

٣٧

الله باشا الخزندار وإبراهيم باشا المصري (١٨٣٠ ـ ١٨٤٠) ، «قبريخا» من مقاطعة جبل هونين رقم تسلسلها ١٦ (١).

وقد زارها ادوارد روبنصون في ذلك القوت فقال : «وصلنا قبريخا الساعة التاسعة والدقيقة الخامسة والأربعين. وهي قرية بائسة على الجانب الجنوبي لوادي سلوقي [السلوقي] العميق ، تشرف من الشرق على منظر فسيح يمتد حتى السلسلة الواقعة غربي الحولة ، ومن الشمال يمتد النظر إلى بلاد الشقيف ، البحر منبسط أمامنا في الأفق وجبل الريحان وجرجوع يطلان من بعيد» (٢) ووصف آثارها فقال : «كانت الأطلال التي جئنا لفحصها في القرية نفسها ، وهي تشتمل على صفين من الأعمدة المصنوعة من الحجر الكلسي المبيض ، لهيكل قديم يمتد من الشرق إلى الغرب. في الصف الشمالي أربعة أعمدة قائمة في مكانها وعمودان مطروحان على الأرض ، وقطع من عمودين آخرين. في الصف الجنوبي ثلاثة أعمدة قائمة واثنان مرميان. على أحد الأعمدة القائمة تاج أيوني موشى بدقة تحت الثنيات الحلزونية» (٣) ، قال : «ولا أرتاب في وجود هيكل وثني في هذا المكان.

ولكن أكان الهيكل فينيقيا أو يونانيا أو رومانيا؟ هذا ما لم نعثر على أثر تاريخي يلقي نورا ولو ضئيلا عليه. (٤).

في قبريخا مجلس بلدي ، ومجلس اختياري ومدرسة رسمية. انتاجها الزراعي تبع وجبوب.

مصادر مياهها مشروع الليطاني وينابيع محلية.

__________________

(١) رسالة من المعلوف للشيخ سليمان ظاهر.

(٢) ادوارد روبنصون : بحث توراتي عن فلسطين والاقاليم المجاورة ، عربه أسد شيخاني باسم «يوميات في لبنان» ١ : ١٥٩ ـ ١٦٠.

(٣) المصدر نفسه ص ١٦٠.

(٤) المصدر نفسه ص ١٦١.

٣٨

قدر عدد سكانها عام ١٩٧١ ب ٧٥٩ نسمة (١).

وقدرهم علي فاعور عام ١٩٨١ م ب ١٩٣٧ (٢) ، ويقدر عددهم اليوم ١٩٨٦ ب ٢٥٠٠ نسمة وقد قاومت أبريخا الاحتلال الصهيوني وعانت ولا تزال من بربريته وانتفض الأهالي بوجهه عدة مرات أبرزها في ٢٦ تشرين الأول من العام ١٩٨٣ عندما رفضوا العملاء بالحجارة ومنعوهم من اعتقال أحد شبان القرية ، وفي ٢٤ شباط ١٩٨٥ عندما رفضوا بإصرار التعامل معهم ، فهجر قسم من سكانها.

أبو الأسودAbu؟il ـ aswad

لم يذكرها الشيخ وذكرها الأمين في خططه. وقال «أبو بلفظ الأب مقابل الأم الأسود بوزن الصفة من السواد والناس يلفظونه أبلسود. نهر بين صيدا وصور» (٣).

وفيه بعض البيوت وعدد من بساتين الحمضيات. ويبعد عن صيدا ٢٥ كلم ، وعدد سكانها ٢٠٠ نسمة وهي تتبع قضاء صيدا.

انتاجها الزراعي ، حمضيات وموز.

أبو شاش Abu shash

لم يذكرها الشيخ وذكرها الأمين في خططه فقال : «أبو بلفظ الأب مقابل الأم وشاش بشينين معجمتين بينهما ألف. قرية من قرى الشعب قرب طيربيخا» (٤).

__________________

(١) يوسف عنداري : دليل المدن والقرى اللبنانية. قضاء مرجعيون رقمها ٢٥ : علي فاعور جنوب لبنان ص ٢٨٠.

(٢) علي فاعور مجلة الباحث ص ٤٢.

(٣) خطط جبل عامل ص ٢٣٤.

(٤) خطط جبل عامل ص ٢٣٤.

٣٩

والصواب مزرعة قرب طير حرفا وهي منها في الشمال الغربي. تابعة لطير حرفا.

أبو قمحة :

لم يذكرها الشيخ. مزرعة صغيرة قرب سوق الخان شمالي مرجعيون ، سكانها يقارب عددهم الخمسين ويعملون في الزراعة.

الأجنحية : Agnahia

خراب على بعد ميلين من قرية كفرصير ، وفيها بعض الآثار وعين ماء ، ومسجد لا يزال أكثره عامرا. وتعرف اليوم عند أهل الناحية بالأجنحية.

وضعها الشيخ في الأصل بعد آبل القمح.

الأجنحية ضبطها السيد محسن الأمين «بهمزة مفتوحة وجيم ساكنة ونون مفتوحة وحاء مهملة مكسورة وياء مثناة تحتية شديدة وهاء» (١).

والظاهر أنها كانت عامرة في القرن الثاني عشر للهجرة فقد اثبتها العلامة البحراني في كشكوله برواية الأنصاري ـ نسبة إلى أنصار من قرى جبل عامل (٢) ..

إدمث : Idmith ).

لم يذكرها الشيخ سليمان.

وقال الأمين : «بهمزة مكسورة ، ودال مهملة ساكنة ، وميم مكسورة ، وثاء : قرية من قرى الشعب خربة بين علما وطيرين» (٤).

__________________

(١) السيد محسن الأمين : خطط جبل عامل. ص ٢٣٤.

(٢) سليمان ظاهر : أسماء قرى جبل عامل. مجلة العرفان ، م ٨ ، ج ١٠ ، ص ٧٥٩ ؛ البحراني الكشكول ، دار مكتبة الهلال ـ بيروت ط ١ ١٩٨٦ ، ١ : ٤٢٨.

(٣) وهي من القرى التي احتلتها إسرائيل وهي مستعمرة رداميث.

(٤) خطط جبل عامل ، ص ٢٣٤.

٤٠