معجم قرى جبل عامل - ج ١

الشيخ سليمان ظاهر

معجم قرى جبل عامل - ج ١

المؤلف:

الشيخ سليمان ظاهر


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الإمام الصادق (ع) للبحوث في تراث علماء جبل عامل
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣١
الجزء ١ الجزء ٢

قرية الدوير وعلى بعد [٦ كلم] منها وغربي أنصار وعلى ٢ كلم منها. مساحة أراضيها ٢٩٤ هكتارا. وفيها ثلاثة منازل يسكنها القائمون على زراعتها. وقد انتقلت ملكيتها إلى أكثر من واحد. وفيها اليوم بساتين حديثة للحمضيات.

وبين العامين ١٩٨٢ م و ١٩٨٥ م وأثناء الاحتلال الإسرائيلي كان معتقل أنصار في أرض دمول ، وكان فيها مطار بدائي أنشأته المنظمات الفلسطينية عام ١٩٧٧ م. واستعملته القوات الإسرائيلية المحتلة.

دوبيه : [Dubay]

دوبيه (بدال مهملة مضمومة وواو ساكنة فباء موحدة مفتوحة وياء مثناة [تحتية] ساكنة وهاء.

هي برج أو قلعة قائمة على الهضبة شرقي قرية شقرة ، على بعد ميل ونصف ميل [٢ كلم] منها ، يفصل بينهما واد متصل بوادي الأصطبل المذكور في رحلة ابن جبير (١) ، وفي قبالها مكان مرتفع يسمى الزناد ، وهو على ما يظن ربض لها وفيه بعض الآثار.

والظاهر أن بناء القلعة صليبي قائم على أنقاض بناء روماني ، بدليل ما يوجد حواليها من المدافن الكثيرة الشبيهة بالمدافن الرومانية (٢).

وان بناءها متأخر عن زمن رحلة ابن جبير (٣) ، وإلا لم يهمل ذكرها وقد

__________________

(١) رحلة ابن جبير ص ٢٨٣ «واجتزنا في طريقنا بين هونين وتبنين بواد ملتف الشجر وأكثر شجره الرند بعيد العمق كأنه الخندق السحيق المهوي تلتقي حافتاه ويتعلق بالسماء أعلاه يعرف بالاسطبل لو ولجته العساكر لغابت فيه» ..

(٢) قال الأمين : «الموجود عندها من المدافن واحد منقور في الصخر». خطط جبل عامل ص ٢٨٢.

(٣) سنة ٥٨٠ ه‍ / ١١٨٤ م.

٣٠١

كان مروره وهو ذاهب من هونين إلى تبنين على مقربة منها في مكان عال (١).

ويلوح لي أن بناتها من صليبيي الافرنسيين وأن دوبيه محرفة قليلا من دوبو أو دبوي من أسماء الأعلام الشخصية في اللغة الأفرنسية.

وفي هذه القلعة طبقتان : علوية ، ولا يزال بعض جدرانها قائما ، وسفلية لا تزال عامرة ، وفي داخلها وخارجها آبار وصهريج محفور بالصخر ، هو اليوم مستودع لمياه المطر.

ويحيط بها خندق على مثال خنادق القلاع بهذه البلاد وغيرها ، ويظهر أنها كانت عام ١٦٣٤ / ١٠٤٤ ه‍ (٢) عامرة حصينة بدليل التجاء الأمير يونس أخي الأمير فخر الدين المعني إليها في فراره بولديه الأميرين ملحم وحمدان من عساكر الكجك أحمد باشا الذي زحف بها لمحاربة أخيه الأمير فخر الدين (٣).

وقد أصابها ما أصاب غيرها من القلاع العاملية من التدمير والتعمير ، ففي سنة ١١٦٤ ه‍ / ١٧٥٠ م رممت مع ما رمم وجدد من القلاع والحصون في هذه الديار (٤) التي استقر الحكم الإقطاعي فيها لرجال العشائر الصغيريين

__________________

(١) علق الأمين على قول الشيخ سليمان بقوله : «ويجوز أن لا يكون ابن جبير نظر إليها لأن الوادي الذي مر فيه بعيد عنها وهو الظاهر» خطط جبل عامل ص ٢٨٢.

(٢) ذكر شبيب باشا الأسعد أن السلطان العثماني سليم الثاني أبقى اقطاع جبل عامل بيد آل الصغير الذين «أحدثوا بالبلاد الإنشاءات الجسيمة كالقلاع التي منها عدا قلعة تبنين [...] إقامة حصن هونين بعد أن كان تدمّر أساسه القديم بالكلية وأنشأوا قلعة دوبيه وقلعة مارون وقلعة شمع» العقد المنضد ص ١٩. ويبدو أن تعمير هذه القلاع كان قبل سنة ١٠٤٤ ه‍ / ١٦٣٤ م.

(٣) الشدياق : أخبار الأعيان في جبل لبنان ١ : ٢٩١.

(٤) الركيني : جبل عامل في قرنين. العرفان م ٢٧ ج ٧ ص ٥٢٥ وجعل ذلك سنة ١١٦٤.

وجبل عامل في قرن ، العرفان م ٥ ج ١ ص ٢٢. وانظر جبل عامل في التاريخ ص ٢٠١ ـ ٢٠٢ وتاريخ جبل عامل ص ١١٨.

٣٠٢

والصعبيين والمناكرة ، وكانت في إقطاع آل الصغير ، وقد سقط منها بعد إكمال ترميمها الشيخ ظاهر النصار فمات (١)(٢).

وقد ذكر لي بعض أذكياء آل الأمين من أسرة (قشاقش) الأشراف أن طول هذه القلعة يبلغ ١٢٥ وعرضها ٨٠ مترا ، وأن طبقتيها العلوية والسفلية مؤلفتان من ٣٢ حجرة وغرفة ، وأنه كان لها طبقة ثالثة متهدمة ، وأن في الشمال منها وادي الإصطبل يفصله عنها وادي الحجل.

يملك مزدرعها التابع لخراج قرية شقرة بعض آل الأمين.

أصل الإسم : إضافة إلى رأي الشيخ سليمان ننقل رأي أنيس فريحة الذي رأى أن أصل الإسم سرياني «dabbabita ذبابة الخيل؟ أو debbeta الدبة؟» (٣).

فإن صح رأي فريحة يكون إسم القلعة قديما قدم آثارها الرومانية.

موقعها : ترتفع عن سطح البحر حوالي ٦٠٠ مترا ، وهي تتبع قضاء بنت جبيل وهي منها على ١٤ كلم تتبع قرية شقرة وهي منها على ٢ كلم شرقا. وهي من تبنين أيضا على ٧ كلم.

__________________

(١) الركيني : جبل عامل في قرنين. العرفان م ٢٧ ج ٧ ص ٥٢٥.

(٢) ذكر شبيب الأسعد أن مراد شقيق ناصيف النصار بنى قلعة دوبيه ولم تطل أيامه فخلفه ابنه قاسم المراد. العقد المنضد ص ٢١. ويبدو لنا أن هذا البناء كان بعد عام ١١٦٤ ه‍ / ١٧٥٠ م وأن مراد أكمل بناءها بعد سقوط أخيه ظاهر النصار وموته ، أو أنه كان مشتركا معه. وقد أهمل شبيب باشا الأسعد ذكر ظاهر النصار ، فهو لم يذكر من أبناء نصار الأحمد إلا ناصيف ومحمود ومراد ، غير أن الحاج محمد سهيل واضع نسب آل الصغير ذكر من أولاد نصار الأحمد ، ناصيف ومحمود ومراد وظاهر. العقد المنضد من ٢١ ، وعلي الزين ، البحث عن تاريخنا في لبنان ص ٢٦٧ و ٢٧٣.

(٣) أنيس فريحة ، معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٧١.

٣٠٣

الدورات : [il ـ Dawrat]

بلفظ جمع دورة مصدرا. دار خربة في الشعب بين شيخين والصالحاني (١).

الدوير]Il ـ Dwayr]

من عمل الشقيف على ثلاثة أميال [٧ كلم] من النبطية غربا تبلغ نفوسها ٨٠٠ وفيها من العلماء السيد مهدي إبراهيم (٢).

من قرى الشقيف الكبيرة ، يمر بها طريق أبي الأسود النبطية ـ جزين.

يقوم على هضبة منها إلى الشمال مزار يعرف ب (تميم) يبلغ عدد سكانها حسب آخر احصاء (٣) (٦٣٧) كلهم مسلمون شيعيون ، وقد أحصى قاموس لبنان نفوسها ونفوس الشرقية على بعد ميل [٢ كلم] منها إلى الشمال ب (٨٠٢) (٤) مع أن إحصاء كل من القريتين منفصل عن الأخرى.

أصل الإسم : بلفظ تصغير دار (بضم الباء وفتح الواو وياء ساكنة بعد راء).

ويرى فريحة أن أصل الإسم من السريانية «duyara المسكن والمثوى وقد يكون تصغيرduyra : حظيرة وحمى ، ومقام ، ثم دير بمعنى مقام الرهبان» (٥).

__________________

(١) خطط جبل عامل ص ٢٨٢.

(٢) العرفان م ٨ ج ٩ ص ٦٥٨ في تعليقه على ما جاء في كشكول البحراني ١ : ٤٢٩.

(٣) لم نقف على نتيجة الاحصاء العام الأخير لنأخذ منه احصاء سكان القرى العاملية ولعلنا نتوفق إلى ذلك. (سليمان ظاهر).

(٤) قاموس لبنان ص ١٠٧.

(٥) أنيس فريحة : معجم المدن والقرى اللبنانية ص ٧١.

٣٠٤

موقعها : ترتفع عن سطح البحر حوالي ٣٥٠ مترا. تتبع قضاء النبطية. مساحة أراضيها ٩٠٧ هكتارات.

شيء من تاريخها : تكثر في منطقة الدوير الآثار القديمة في محلة تعرف بالحصن ، وفيه آثار بناء متهدم. وقرب مزار (تميم) في منطقة تعرف بالجلالي آبار قديمة.

وبين العامين ١٩٨٢ م و ١٩٨٥ م قاومت الدوير الاحتلال الصهيوني ، وقام شبابها بأكثر من عملية هجومية على الدوريات الإسرائيلية. وسقط منها عدد من شهداء المقاومة. في الدوير مجلس بلدي أنشئ عام ١٩٦٢ م ومجلس اختياري. وفيها مدرستان رسميتان. ونادي ثقافي. وتشهد الدوير نهضة عمرانية واقتصادية بفضل شبابها العاملين. وفيها نهضة ثقافية مباركة (١).

قدر العنداري عدد سكانها عام ١٩٧١ ب ٢١٨٠ نسمة (٢) وقدرهم العنداري نفس العام ب ٥٠٠٠ نسمة (٣) أما علي فاعور فقدر عدد سكانها عام ١٩٨١ م ب ٤١٢٩ نسمة (٤). ويقدر عددهم اليوم بأكثر من ٧ آلاف نسمة.

إنتاجها الزراعي : التبغ والحبوب. مصادر مياهها : نبع الطاسة. وآبار محلية (جمع).

__________________

(١) من أبرز رجالها العلامة السيد مهدي ابن السيد حسن آل إبراهيم وانجاله واحفاده.

ومنها عدد من القضاة والمحامون ، كفريد مطر ، ورشيد حطيط ، وعبد الحسن زبيب وغيرهم.

(٢) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء النبطية رقمها (١٨).

(٣) اعرف لبنان ٥ : ٧٧.

(٤) مجلة الباحث ص ٤٦.

٣٠٥

ما بدئ من القرى العاملية بدير

تمهيد :

الدير عند اللغويين ـ في القاموس (١) والأساس (٢) ، وصحاح الجوهري (٣) والمخصص (٤) ـ هو خان النصارى جمعه أديار وصاحبه ديّار وديراني. وفي المصباح : «الدير للنصارى معروف والجمع (ديورة) مثل بعل وبعولة. وينسب إليه (ديرانيّ) على غير قياس كما قيل بحراني (٥)» (٦). وفي العرف بيت يتعبد فيه الرهبان ، ولا يكاد يكون في المصر الأعظم ، بل يكون في الصحارى ورؤس الجبال ، فإن كان في المصر كان كنيسة أو بيعة كما في الدائرة (٧).

وفي خطط المقريزي : «الدير عند النصارى يختص بالنساك المقيمين به والكنيسة مجتمع عامتهم للصلاة» (٨).

المعابد وعبادة الخالق تعالى

إن الشعور بعبادة الخالق فرع الاعتقاد بوجوب وجوده الكامن في الغرائز ، وفرع من التقرب إليه يأمن به الطائع عقابه ، ويرجو ثوابه ، ويستدفع به البلاء العظيم ، ويستنزل الخير الشامل ، وتسكن إليه نفسه الضعيفة عند

__________________

(١) الفيروزابادي : القاموس المحيط مادة دي ر.

(٢) الزمخشري : أساس البلاغة مادة دير.

(٣) الجوهري : الصحاح مادة دير.

(٤) ابن سيدة : المخصص ١ : ١١٦ وانظر خطط المقريزي ٢ : ٥٠١.

(٥) في أصل الشيخ نجراني والتصويب من الفيومي مادة دير.

(٦) الفيومي : المصباح المنير مادة دير.

(٧) بطرس البستاني : دائرة المعارف مادة دير.

(٨) المقريزي : الخطط ٢ : ٥٠١ (من طبعة بولاق) و ٣ : ٥٥٢ طبعة دار التحرير مصر ١٩٦٨ ١٢٧٠ ه

٣٠٦

عروض ما يزعزع إيمانها ، والاعتقاد بوجوب وجوده مما تدعو إليه العقول ، وتحتم به الآثار البينات ، المالئة الأرضين والسماوات ، وتقضي به وحدة الخلق ووحدة الاجناس وما لا يحصى من عجائب الخلق الإلهي.

كثرت بيوت العبادة إثر الاعتقاد بوجود خالق يهرع إليها المتعبدون فرادى ومجتمعين خاشعين لتلك العظمة المهيمنة على النفوس ، فالمعابد أوجدها الإنسان يوم ولى وجهه شطر عبادة الديان ، يتساوى بذلك همجيه ومدنيه ، جاهله وعالمه ، سواء في ذلك سكان الأكواخ والخيام ، ومترفوا الآجام والآكام ، وإن تفرقوا في تشخيص ذات المعبود ، وتكييف طرق عبادته واختلفوا في تكييفه اختلافهم في العلوم والفهوم ، فمنهم من كيفه بصورة الماديات فعبد بعبادته الشمس والقمر والحجر والمدر وما إلى ذلك ، فابتدعوا له صورا من تلك الآثار بنوا لها الهياكل وتفننوا بما بلغته أوهامهم وأحلامهم.

ومنهم من نظر إليه نظرا مجردا عن المادة فتعاصى عليه تحديده وإدراكه فنصبوا له التماثيل ليألهوا المجرد عن المادة بمظاهر المادة التي ألفوها وأحسوها فعبدوا غير المدرك بالحس وبالمحس ، ومنهم من جعله كثرة ونفى عنها الوحدة.

ومنهم من عبد إلها واحدا أحدا سرمدا غير محدود ولا مكيف بكيفية ولا مدرك بالابصار ولا بالبصائر.

ولكنهم اتفقوا جميعا على اتخاذ المعابد حسب ما ينطبق على عقيدتهم.

والمعابد كما اتخذت لأصحاب الديانات المنتحلة التي لا ترجع إلى وحي إلهي وتعليم نبوي اتخذت لمن استمدوا دينهم وعبادتهم من منابع الوحي والنبوة.

٣٠٧

والمعابد بجملتها مظهر عظيم من مظاهر خشوع البشر إلى الخالق وإشعار القلوب هيبة جلاله وإيناسها بمناجاته في مواقيت خاصة أو عامة وفي أوقات عروض مصائب الدنيا ونوائبها ، وهي خير مزك للنفوس وأعظم راد لها إلى حظيرة الذكر والفكر وأكبر كابح لها من نزوات غلوائها وهواجس خيلائها.

المعابد التي يذكر الله فيها مجردة عن كل ما يصرف النفوس عن التفكير بجلاله وجبروته وهي من أفضل ما يقرب إليه زلفى ويشعر القلوب بعظمته التي لا تتناهى.

وبعد فإن لكل أرباب عقيدة ونحلة وأتباع دين وملة بيوتا يأوون إليها في تعظيم ما يعتقدونه ، وإذا كانت تشاد الأندية وتعقد المحافل على اختلاف أغراضها وأهدافها ، فأحرى بأن يكون للعبادة وهي أظهر شعائر الأديان والصلة بين الخالق والمخلوق ، وأن تشاد لها المعابد ، من صوامع وبيع وجوامع وخلوات وزوايا وخوانق وروابط وأديار وقلايات (١).

الأديار بيوت الزهد والنسك

ظهرت الديانة المسيحية بظهور سيدنا المسيح عليه‌السلام ، وقد امتلأت الدنيا ظلما وجورا وصلفا وكبرياء ، وكادت عبادة الأصنام والأوهام تشمل الأرض وانصرفت الأنفس إلى المادة انصرافا كاد يقطع الصلاة بين الخالق والمخلوق وكادت شريعة موسى عليه‌السلام والعمل بتعاليمها ينسخان من البشر ما اقتضت الحكمة الإلهية حيال هذا الابتعاد عن أصول الشرائع السماوية والانغماس في حمأة المادة والانقطاع عن حياة الروح ابتعاث نبي يردهم

__________________

(١) القلايات : مفردها القلّاية (معربة عن اليونانية) وهي مسكن الأسقف ومعناها في اليونانية مخدع. Dozy : Supple؟ment aux Dictionnaires Arabe ٢ : ٩٠٤ وانظر معجم البلدان ٤ : ٣٨٦ «بناء كالدير».

٣٠٨

إلى الناموس الأعظم الذي يزكي النفوس ويشعرها جلال حياة الروح ، فكانت هذه الشريعة الجديدة بتعاليمها الأدبية شريعة روحية تكاد تتمحض لها حال ذلك الإفراط المادي ، والتفريط بكل ما يصعد بالنفس إلى الرفيق الأعلى ويعرج بها إلى ملكوتها الأسمى ويخلصها من ظلمة الظلم وظلمة الوهم وكثافة المادة وقد سئمت ذلك كله.

فكان من تعاليم هذه الشريعة ما يزهد بشهوات الأنفس ويبعثها على الميل إلى الزهد والنسك والبعد عن كل ما يقطع صلتها بعالمها ، فصبت نفوس من شغفوا بتلك التعاليم إلى حياة العزلة والعزوف عن كل ما يصرفها عن الإتصال بواجب الوجود ، فبعد أن كانت ترتاض بهذه الحياة الصوفية في الأوساط العالمية معتزلة عن الناس في معابدها مالت إلى العزلة عنها لتتمخض إلى الاعتزال عن كل وسط عالمي ، فانتقلت منها إلى الصحارى ورؤس الجبال ، وسرعان أن فشت الحياة الرهبانية وشيدت لها الأديار ، وهكذا إلى أن اتخذت الرهبنة نظاما خاصا وحياة خاصة.

وملأت الأديار الديار التي دانت بالنصرانية ، وكانت أسبقها إلى عمارتها بلاد الشام موطن المسيحية ، ومنها انتشرت بانتشارها في الاقطار التي دانت بها ومشت معها جنبا إلى جنب وانتقلت من الشرق إلى الغرب ، وعرفها العرب الذين دانوا بالنصرانية وأنشأ منها الكثير الغساسنة بالشام والمناذرة بالعراق حتى ألّف فيها علماء العرب كتب الديارات (١).

ولا غرو إذا كثرت الأديرة في جبل عامل ، وهو على قاب قوسين من مهد ظهور الديانة المسيحية ، وقد كان جزءا من القطر الثاني الذي انبسط فيه

__________________

(١) أحصى كوركيس عواد أحد عشر كتابا في الديارات (مقدمة الديارات ص ٣٦ ـ ٤٨) أشهرها كتاب الديارات للشابشتي الذي نشره كوركيس عواد في بغداد طبعة أولى ١٩٥١ وطبعة ثانية بغداد ١٩٦٦.

٣٠٩

الملك الروماني الذي حمى الدين المسيحي أحقابا ، وانضوى بعد فترة من الحكم الإسلامي تحت الحكم الصليبي ، في الغزوات الصليبية ، فكثرت فيه الأديرة التي لم يبق منها اليوم إلا أسماء لا عين ولا أثر للكثير من مسمياتها. اللهم إلا بعض أديرة أحدثت بحدوث الهجرة المسيحية إلى بعض النواحي العاملية ، ولا سيما إقليم جزين منها الذي غلب المسيحيون فيه على المسلمين في تدبره واستيطان أكثر قراه وضياعه.

وبعد فحسبنا من هذا الاستطراد الذي كاد يشذ بنا عن موضوع البحث ما نأمن معه ملام القراء الكرام ، وإن كانت له به صلة العبرة والتاريخ.

دير انطار

أنظر دير نطار.

دير تقلا : [Dayr Taqla]

محرث يقوم به بعض بيوت. كانت من أعمال ناحية (عدلون) وبعد إلغائها بتشكيلات (إده) ألحقت بمركز صيدا.

أصل الإسم : بالمثناة الفوقية المفتوحة والقاف الساكنة واللام والالف. (اسم علم) ويرى فريحة أنها من السريانية «dayra d mart Taqla : دير القديسة تقلا ومعنى اسم هذه القديسة : الثقيلة أي الرصينة والمحترمة والمعتبرة» (١).

موقعها : ترتفع ١٥٠ مترا عن سطح البحر تتبع قضاء صيدا وهي منها على مسافة ٢٧ كلم جنوبا وتتبع قرية انصارية.

وهي محرث تابع لأنصارية فيها بساتين ليمون وبعض البيوت للقائمين عليها.

__________________

(١) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٧٢.

٣١٠

ذكرها البحراني في كشكوله (١) وذكرها التقويم التركي من قرى مقاطعة الشقيف (٢) «مزرعة دير تقلا» ، كما ذكرها قاموس لبنان (٣).

دير حنةDayr H؟anna

لم يذكرها الشيخ سليمان ، وقال الأمين : «خربة قرب اسكندرونة» (٤).

دير الزهراني : [Dayr il ـ Zahrani]

نقوم على نشز من هضاب شاطئ الزهراني الجنوبية ، تبلغ نفوسها زهاء (٤٠٠) كلهم مسلمون شيعيون. وهي من أعمال النبطية على بعد سبع كيلومترات منها إلى الشمال وعلى ١٧ كلممن صيدا جنوبا.

كانت ملكا لأحد فروع أسرة (صعب) من أعقاب الشيخ علي الفارس من حكام مقاطعة الشقيف في أواخر القرن الثاني عشر الهجري ، وتعرف بأسرة (نصر الله) ، ومن رجالها المعروفين ببسالتهم وممن لهم سابقة مشكورة في حماية إخوانهم المسيحيين في حوادث الستين ، المرحوم الشيخ يوسف نصر الله ، وقد حفظ له هذه الحسنة ، ولرجالات الشيعة من آل الصغير وصعب والحر ، الطبيب شاكر الخوري في كتابه مجمع المسرات (٥).

أصل الإسم : بلفظ دير مضافا إلى الزهراني اسم النهر.

موقعها : ترتفع ٤٥٠ مترا عن سطح البحر تتبع قضاء النبطية وهي على بعد ٧ كلم منها إلى الشمال الغربي. وعلى ٢٥ كلم من صيدا جنوبا شرقيا. مساحة أراضيها ١٠٠٠ هكتار.

__________________

(١) كشكول البحراني ١ : ٤٢٩.

(٢) رسال المعلوف.

(٣) قاموس لبنان ص ١٠٧.

(٤) خطط جبل عامل ص ٢٨٣ وانظر اسكندرونة (صور).

(٥) مجمع المسرات ص ٣٦.

٣١١

شيء من تاريخها : في دير الزهراني آثار قديمة فشرقي البلدة بقايا قرية مندثرة وتعرف تلك المنطقة باسم لوبيا ، وفي محلة تعرف بالرمانة بقايا معاصر للعنب ونواويس ، وآثار أبنية متهدمة ، وفيها محلة أخرى تعرف باسم برج شالوتا ، وفيها بقايا برج قديم ، وعثر في وسط البلدة على بقايا لدير وبعض الأواني الخاصة بالقداس وقد هربها من عثر عليها إلى خارج البلاد حيث باعها.

وتشهد دير الزهراني نهضة عمرانية واقتصادية وثقافية لا بأس بها.

وفيها مجلس بلدي أنشئ عام ١٩٦٣ ومجلس اختياري ، ومدرسة رسمية.

قدر قاموس لبنان سكانها عام ١٩٢٧ ب ٢٥٨ نسمة (١) ، وقدرهم العنداري عام ١٩٧١ م ب ١١٩٣ نسمة (٢) ، وقدرهم مرهج نفس العام ب (٣٠٠٠ نسمة) (٣) أما فاعور فقدرهم عام ١٩٨١ م ب ٢٤٨٣ نسمة (٤) ، وعددهم اليوم حوالي ٣٠٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : تبغ ، زيتون ، حنطة عنب. مصادر مياهها نبع الطاسة. وعين محلية.

دير سريان Dayr siryan

سكانها يبلغون مائة وأربعين نفسا هي من الطيبة على مسافة ميل ونصف ميل [٣ كلم] من الشمال الغربي ، وهي من أعمال صور. يملك أكثرها ورثة شكري أبيلا.

أصل الإسم : بلفظ دير مضافا إلى سريان «(بسين مهملة مكسورة وراء

__________________

(١) قاموس لبنان ص ١٠٨.

(٢) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء النبطية رقمها (١٧).

(٣) اعرف لبنان ٥ : ١١١.

(٤) مجلة الباحث ص ٤٦.

٣١٢

ساكنة ومثناة تحتية وألف ونون) وكأن أصله دير السريان الفرقة المعروفة من النصارى» (١).

موقعها : ترتفع ٥٢٥ مترا عن سطح البحر ، تتبع قضاء مرجعيون وهي منها على ٢١ كلم جنوبا غربيا.

شيء من تاريخها : ذكرها البحراني في كشكوله (٢) ، وورد اسمها في الموازنة بين حكومتي عبد الله باشا الخزندار وإبراهيم باشا المصري (١٨٣٠ ـ ١٨٤٠ م) من قرى بلاد بشارة مقاطعة تبنين (٣).

فيها مجلس بلدي أنشئ عام ١٩٦٤ ويضم علمان والقصير والزقية [غربيها وشمالي غربيها] وفيها مجلس اختياري ، ومدرسة ابتدائية.

قدر وديع حنا عدد سكانها عام ١٩٢٧ ب ١٢٥ نسمة (٤) ، وقدر العنداري عدد سكانها عام ١٩٧١ ب ٥٢٨ نسمة (٥) وقدرهم مرهج نفس العام ب ١٠٠٠ نسمة (٦) وقدرهم علي فاعور عام ١٩٨١ م ب ٩٣٢ نسمة (٧). ويقدرون اليوم بأكثر من ١٢٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي تبغ وحبوب. مصادر مياهها مشروع الليطاني.

منها السيد هاشم عباس فاضل شاعر (٨) توفي في النصف الأول من القرن العشرين.

__________________

(١) خطط جبل عامل ص ٢٨٤.

(٢) كشكول البحراني ١ : ٤٢٩.

(٣) رسالة المعلوف.

(٤) قاموس لبنان ص ١٠٨.

(٥) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء مرجعيون رقمها ١٣.

(٦) اعرف لبنان ٥ : ١١٤.

(٧) مجلة الباحث ص ٤١

(٨) خطط جبل عامل ص ٢٨٤.

٣١٣

دير شديف : Dayr Shadif

لم يذكرها الشيخ سليمان ولا الأمين. ذكرها أنيس فريحة وأنها تابعة لقضاء صيدا ولا ندري موقعها بالتحديد.

وقال فريحة عن الإسم : «إذا كان الجزء الثاني سريانيا فيجب أن يكون تصحيف إماshawta؟fa المشاركة والمزاملة أوShtifa المقسوم والمشطور والمجزوء. في العبرية ، وكذلك في آرامية أورشليم ، جذر شدف ، ويقابله في العربية سدف ، يعني الاحتراق والاكتواء بالنار فيكون معناه الدير المحروق أو الذي لوحته النار وسوّدته (؟)» (١).

دير عامص : [Dayr A؟mis؟]

دير عامص ؛ بعين وصاد مهملتين.

من أعمال تبنين ، وهي من صور إلى الشرق الجنوبي على مسافة تسعة أميال [١٦ كلم] وتبلغ نفوسها (١٤٧) كلهم مسلمون شيعيون.

أصل الإسم : «بعين مهملة وألف وميم مكسورة وصاد مهملة» (٢) يرى فريحة أنها من السريانيةA؟mu؟sa؟» : الخفي ، المختبئ ، والغامض» (٣).

موقعها : ترتفع حوالي ٤٠٠ مترا عن سطح البحر ، تتبع قضاء صور وهي شرقي قانا وعلى مسافة ٥ كلم منها. مساحة أراضيها المستثمرة ٩٥ هكتارا.

شيء من تاريخها : إن منطقة قانا والقرى المجاورة لها غنية بالآثار القديمة ، ودير عامص إحدى القرى القريبة من قانا الغنية بآثار تدل على قدمها ففيها بقايا دير يعرف بدير عبدو وهو خرب ، وهناك أيضا مدافن

__________________

(١) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٧٣.

(٢) خطط جبل عامل ص ٢٨٤.

(٣) معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٧٣.

٣١٤

ونقوش محفورة في الصخور ، وغربي البلدة آثار كثيرة من حجارة ضخمة عليها نقوش وكتابات ، وبقايا أوان فخارية ، وآبار قديمة. وفيها قبالة خربة دير عبدو مغارة فيها أعمدة محفورة ، وتتدلى من سقفها بعض الرسوبات المائية وتعرف المغارة بمغارة عمشة (١).

ذكر القرية كشكول البحراني (٢) وورد ذكرها في الموازنة بين حكومتي عبد الله باشا الخزندار وإبراهيم باشا المصري (١٨٣٠ ـ ١٨٤٠) ، من قرى مقاطعة ساحل معركة (٣).

في دير عامص مجلس اختياري ومدرسة رسمية.

قدر قاموس لبنان عدد سكانها عام ١٩٢٧ ب (١٢٢) نسمة (٤) ، وقدر العنداري عدد سكانها عام ١٩٧١ م ب ٩٩٠ نسمة (٥) وقدرهم مرهج نفس العام ب ٨٠٠ نسمة (٦) ، وقدرهم علي فاعور عام ١٩٨١ ب ١٠٠٣ (٧) ويقدر عددهم اليوم بأكثر من ١٣٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : تبغ وزيتون وحبوب. مصادر مياهها : مشروع رأس العين. وعين محلية هي عين الطين.

دير عجلون : [Dayr؟Ajlu؟n]

دير عجلون : بعين مهملة مفتوحة وجيم ساكنة بعدها لام ساكنة ثم واو ونون.

__________________

(١) اعرف لبنان ٥ : ١١٩.

(٢) كشكول البحراني ١ : ٤٢٩.

(٣) رسالة المعلوف.

(٤) قاموس لبنان ص ١٠٨.

(٥) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صور رقمها ٣٨.

(٦) اعرف لبنان ٥ : ١١٩.

(٧) مجلة الباحث ص ٤٩.

٣١٥

نشز مرتفع في الهضبة الغربية من سهول الميذنة المعروفة ، وهي من خراج قرية كفر رمان ، من أملاك يوسف بك الزين. ضيق الرقعة يظهر من خراباته والأحجار الضخمة الموجودة هناك أنه كان يقوم عليه دير ويتناقل أسرة الفضل من (آل صعب) المعروفة أن هذا المكان هو أول مكان تدبره جدهم (صعب) منذ سكنوا جبل عامل ، ويرجعون بتاريخ ذلك إلى مدة لا تقل عن ستة قرون.

أصل الإسم : ورد في التوراة إسم عجلون في شرقي الأردن. وهو من جذر (عجل) سامي مشترك ويفيد عدة معان : (١) الاستدارة ومنه العجلة (دولاب) والدائرة. (٢) التدحرج. (٣) صغير العجل. وليس بمستبعد أن يكون «العجل» اسم إله صنم فينيقي (١).

ولا ندري إلى أيها يرجع أصل اسم هذه القرية الخراب.

دير قانون (رأس العين) : Dayr Qa؟nu؟n (ras il؟Ayn)

في جبل عامل قريتان بهذا الإسم : الأولى دير قانون رأس العين ، على ميلين [٨ كلم] من صور جنوبا شرقيا ، ونفوسها قبل الحرب (٤٣٤) والثانية دير قانون النهر [...](٢).

[ودير قانون رأس العين] : قرية من ضواحي صور إلى الجنوب الشرقي منها على مسافة ميلين [٨ كلم] ومن رأس العين إلى الشرق على مسافة ميل [٣ كلم] يبلغ عدد سكانها من المسلمين الشيعيين ٣٠٠ (٣). وهي تابعة لمركز صور.

__________________

(١) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ١١٣ (عجلتون).

(٢) العرفان م ٨ ج ٧ ص ٧٧٥.

(٣) سنة ١٩٣٠ م.

٣١٦

أصل الإسم : من السّريانية «qa؟nu؟na القانون والنظام. وقد اعتبر العرب الكلمة من أصل سرياني بمعنى المسطرة ، يقاس بها ، وأصل الكلمة من qanya القصبة يقاس بها ، ومنهم من يرى أن لفظة قانون canon اليونانية من أصل سامي : «القناة» و «قنيا» القصبة» (١).

وتعرف القرية بدير قانون من غير إضافة إلى رأس العين. فإذا أطلق الإسم عرف أنها دير قانون رأس العين. أما الآخرى فلا تذكر إلا مضافة إلى النهر.

موقعها : ترتفع ١٠٠ مترا عن سطح البحر وتتبع قضاء صور وهي منها على ٨ كلم جنوبا شرقيا. شرقي رأس العين وهي منها على ٢ كلم. وكانت في عهد عبد الله باشا الخزندار وإبراهيم باشا المصري من قرى مقاطعة ساحل قانا (٢) مساحة أراضيها ٨٤١ هكتارا.

شيء من تاريخها : عثر في منطقة دير قانون على آثار فخارية ونقوش على صخور ، وقد حفرت مديرية الآثار في منطقة منها تعرف بالهوة وهي منطقة شرقي البلدة وعلى ٥٠٠ مترا منها.

في دير قانون مجلس اختياري ومدرسة رسمية ، ونادي ثقافي رياضي اجتماعي.

قدر العنداري عدد سكانها عام ١٩٧١ ب ٢٠٠٠ نسمة (٣) وقدرهم مرهج نفس العام ب ٣٥٠٠ نسمة (٤) وقدرهم علي فاعور عام ١٩٨١ ب ٢٤٣٣ نسمة (٥) ويقدر عدد سكانها اليوم ب ٣٥٠٠ نسمة.

__________________

(١) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٧٤.

(٢) رسالة المعلوف.

(٣) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صور رقمها (٣٦).

(٤) اعرف لبنان ٥ : ١٢٩ ..

(٥) مجلة الباحث ص ٤٩.

٣١٧

إنتاجها الزراعي : حمضيات ، صبير ، زيتون خضار ، مصادر مياهها مشروع رأس العين.

دير قانون (النهر) : [Dayr Qa؟nun il ـ nahr]

من أعمال صور على بعد ستة أميال [١٢ كلم] منها شرقا ، تبلغ نفوسها ٣٠٢ (١) كلهم مسلمون شيعيون. ويكثر فيها غرس التين والزيتون وبعض أشجار الفاكهة كالرمان والسفرجل.

«ودير قانون النهر مقر فرع من أسرة (عز الدين) العلمية ، وفيها توفي في الحرب العامة ، المرحوم العالم الزاهد الشيخ كاظم عز الدين» (٢) ومن علمائها اليوم الشيخ موسى عز الدين.

وفي سنة ١١٦٣ ه‍ و ١٧٥٠ م حدث في هذه القرية معركة بين عسكر الأمير ملحم الشهابي وبين سبعين رجلا من الشيعة وذلك بعد موقعة مرجعيون التي انتصر فيها الشيعيون على محاربيهم أمراء حاصبيا ، فقتل في موقعة دير قانون مراد النصار (٣).

أصل الإسم : انظر دير قانون رأس العين والقرية مضافا إليها لفظ النهر حتى لا يلتبس باسم الأولى ـ دير قانون ، والتي أضيف إليها رأس العين.

موقعها : ترتفع ٢٦٠ مترا على سطح البحر ، تتبع قضاء صور وهي شمالي شرقي صور وشرقي العباسية. مساحة أراضيها ٣٩٣ هكتارا.

ـ قاومت دير قانون النهر الاحتلال الصهيوني وشاركت في الإضرابات

__________________

(١) ذكر أن سكانها عام ١٩٢٣ هو ٤٠٤ ، مجلة العرفان م ٨ ج ٧ ص ٥٢٥ في التعليق على اسماء قرى جبل عامل الواردة في كشكول البحراني.

(٢) العرفان م ٨ ج ٧ ص ٥٢٥.

(٣) انظر القصيبة من هذا المعجم ، والعرفان م ٢٤ ج ٨ ص ٧٩٩. وانظر تعليق الشيخ علي الزين على هذه الحادثة في البحث عن تاريخنا في لبنان ص ٤٥٠ وما بعدها.

٣١٨

والاعتصامات احتجاجا على الاعتقالات. كالذي حدث في ٨ تشرين أول سنة ١٩٨٣ م. و ٢١ منه. وفي ٢١ شباط ١٩٨٥ حيث دخلتها القوات المحتلة بعد حصار دام ثلاثة أيام ، فحصل عراك بالأيدي ودمرت بيوت.

وقد ذكر ياقوت دير قانون وأنه من نواحي دمشق ، قال ابن منير يذكر متنزهات الغوطة :

فالماطرون فواريا فجارتها

فاكل فمغاني دير قانون (١).

في دير قانون مجلس اختياري ، ومدرسة رسمية ونادي ثقافي رياضي.

قدر العنداري عدد سكانها عام ١٩٧١ ب ٩٠٠ نسمة (٢) وقدرهم مرهج نفس العام ب ٢٠٠٠ نسمة (٣) وقدرهم علي فاعور ١٩٨١ ب ٢٣٦٠ نسمة (٤) ويقدر عددهم اليوم بأكثر من ٤٥٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : زيتون ، رمان ، أثمار متنوعة ، تبغ حبوب ، مصادر مياهها : مشروع رأس العين وعيون محلية (الفوار ، النبعة ، العين).

دير قبّة : [Dayr Qubha]

دير قبّة (بقاف مثناة مضمومة وباء موحدة مفتوحة مشددة بعدها هاء).

خربة بأرض قرية أنصار على ميل [٢ كلم] [منها] شمالا.

أصل الإسم : بلفظ قبّة. وهي البناء المستدير المقدس المجوف المعقود بالآجر ونحوه.

والظاهر أنها كانت عامرة في القرن الثاني عشر للهجرة السابع والثامن

__________________

(١) معجم البلدان ٢ : ٥٢٦

(٢) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صور رقمها ٣٧.

(٣) اعرف لبنان ٥ : ١٣٢.

(٤) مجلة الباحث ص ٤٩.

٣١٩

عشر الميلادي. وقد ذكرها كشكول البحراني (١) ولم يرد ذكرها في عهد حكومتي عبد الله باشا الخزندار وإبراهيم باشا المصري (١٨٣٠ ـ ١٨٤٠) والظاهر أنها كانت خراب في ذلك العصر.

دير قنيا أو (قنية) : [Dayr Qinya]

لم يذكرها الشيخ سليمان.

«بقاف مكسورة ونون ساكنة ومثناة تحتية وألف أو هاء» (٢) وقنية سريانية «qanya القصب. أوqanya اسم مفعول مؤنث من qna ملك وحاز (٣) ، فيكون الاسم دير القصب أو دير المملوكة ، المقناة ، ونرجح الأولى. ويحتمل أن يكون الأصل دير قني qenne؟ الاعشاش.

وهي قرية خراب قرب برعشيت.

دير قيس :

لم يذكرها الشيخ.

وهي قرية خربة تقع بين شوكين وجبشيت.

دير كيفا : [Dayr KI؟fa]

بكاف أوله مكسورة وياء ساكنة وفاء موحدة بعدها ألف.

من أعمال تبنين على أربعة إميال ونصف ميل [١١ كلم] منها غربا (٤). تبلغ نفوسها (٢٧٦) كلهم شيعيون وهي ملك للسيد عبد الحسين محمود

__________________

(١) كشكول البحراني ١ : ٤٣٠.

(٢) خطط جبل عامل ص ٢٨٤ ـ ٢٨٥.

(٣) أنيس فريحة معجم المدن والقرى اللبنانية ص ١٢٤ عين قني ، وعين قنيا.

(٤) الصواب شمالا.

٣٢٠