معجم قرى جبل عامل - ج ١

الشيخ سليمان ظاهر

معجم قرى جبل عامل - ج ١

المؤلف:

الشيخ سليمان ظاهر


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الإمام الصادق (ع) للبحوث في تراث علماء جبل عامل
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣١
الجزء ١ الجزء ٢

١٧٧١ م. (٢٩ ت ١ ١٧٧١ م ٥ ربيع الأول ١١٨٥ ه‍).

٣ ـ موقعة الحارة الغازية وقعت كما ذكر معظم المؤرخين سنة ١١٨٦ ه‍ أي ١٧٧٢ م (١).

وعلى هذا يكون جلاء الشيعة عن جزين بعد سنة ١٧٧١ م وذكر الشيخ سليمان : أن جزين خلت من سكانها الشيعيين حوالي سنة ١٢٥٥ ه‍ / ١٨٣٩ م (٢) هذا وقد اسكن الدروز في جزين واقليم التفاح شركاء بالعمولة من الطوائف المسيحية (٣).

قدم العلم في جزين :

«العلم ونشره وإشادة معاهده ورائد الأمن واستتبابه ، وفي غفلة من الأيام واضطهاد الحكم كاد يكون أول بلد شيدت دعائمه في جبل عاملة مدرسة جزين ، وكانت لهذا البلد شهرته الواسعة ومكانته العلية في نفوس الشيعة في مختلف أقطارهم. وإليك شاهدا عليه :

إن بعض شيوخ علماء جبل عامل الشيخ جمال الدين ابن الحسام أبي الغيث العاملي كان حيا سنة ٦٦٩ ه‍ / ١٢٩٩ م كان فاضلا شاعرا من أصل أواخر المئة السابعة ، ذكره الذهبي في (مختصر تاريخ الإسلام) (٤) فيما حكى عنه في أثناء ترجمته لأبي القاسم بن الحسين ابن العود الأسدي الحلي الحلبي ، فقال عن أبي القاسم المذكور : أنه لما مات في جزين رثاه إبراهيم ابن الحسام أبي المغيث بأبيات أولها :

__________________

(١) أخبار الأعيان ٢ : ٣٣١ ـ ٣٣٢ ؛ تاريخ الأمير حيدر ٣ : ٨١١ ـ ٨١٢ ؛ جبل عامل في التاريخ ص ٢٢٧ ـ ٢٣٢ ؛ تاريخ جبل عامل ص ١٣٢ ـ ١٣٤.

(٢) جزين وتوابعها مجلة المعارف العددان ٧ ـ ٨ السنة الثانية ١٣٨٠ ه‍ / ١٩٦٠ م ص ٢٦ ، وانظر أعيان الشيعة ١ : ٢٥٤ وذكر أن آخر من خرج منها رجل من بني المقدم.

(٣) الحركات في لبنان ص ١٥٧.

(٤) الذهبي مختصر تاريخ الإسلام.

٢٠١

عرّج بجزّين يا مستبعد النجف

ففضل من حلها يا صاح غير خفي

وعن أبي ذر في (كنوز الذهب في تاريخ حلب) (١) عند كلامه على مدرسة ابن النقيب أنه قال : لما توفي أبو القاسم المذكور رثاه الجمال إبراهيم العاملي فقال :

عرّج بجزين يا مستبعد النجف

ففضل من حلها يا صاح غير خفي

نور ثوى في ثراها فاستنار به

وأصبح الترب منه معدن الشرف

فلا تلومن إن خفتم على كبدي

صبرا ولو أنها ذابت من اللهف

لمثل يومك كان الدمع مدخرا

بالله يا مقلتي سحي ولا تقفي

لا تحسبن جود دمعي بالبكاء سرفا

بل شح عيني محسوب من السرف

قال : وهي أكثر من هذه الأبيات.

ولما بلغت هذه الأبيات جمال الدين محمد بن يحيى بن مبارك الحمصي وهو من آكابر أهل مذهبهم ، قال ردا على ناظمها :

أرى تجاوز حد الكفر والسرف

من قاس مقبرة ابن العود بالنجف

وأكبر عالم نشأ في جزين وبذل قصارى اهتمامه في مدرستها الكبرى وحوّل إليها الرحلة حتى عن مدارس العراق من كثير من الأقطار الإمامية ، الإمام الشهيد أبو عبد الله محمد ابن جمال الدين مكي بن شمس الدين محمد العاملي الجزيني المستشهد ظلما وعدوانا بوشايات مثيرة للعصبيات المذهبية في ذلك العصر المظلم وبعيد حبسه بقلعة دمشق سنة في عهد دولة بيدمير وسلطنة برقوق ، قتل سنة ٧٨٦ ه‍ / ١٣٨٤ م قتلا بالسيف ثم بالرجم فالاحراق» (٢).

__________________

(١) أعيان الشيعة ٧ : ٢١١.

(٢) الشيخ سليمان ظاهر : جزين وتوابعها. مجلة المعارف العددان ٧ و ٨ السنة الثانية ١٣٨٠ ه‍ / ١٩٦٠ م ص ٢٦ ـ ٢٧.

٢٠٢

وجزين ، مركز قائمقامية ، بكل دوائرها ، وفيها مدرسة تكميلية رسمية ، ومدرسة ثانوية رسمية ، ومدرستان خاصتان : الأولى لراهبات القلبين الأقدسين والثانية مدرسة الرعية (تكميلية). وفيها نادي الشلال ونادي فتيان الشلال. وعدد من الفنادق.

عدد سكانها : كان عدد سكانها عام ١٩٧١ على تقدير مرهج ٤٥٠٠ (١) نسمة وعلى تقدير العنداري (٢) ٥١٠٠ نسمة. وقد قدر علي فاعور عدد سكانها عام ١٩٨١ ب (١٤١٩٠) (٣).

ويقدر عدد سكانها اليوم ب ١٧٠٠٠ نسمة.

مصادر مياهها نبع جزين ونبع الطاسة.

إنتاجها الزراعي : تفاح ، أجاص ، دراقن ، فريز ، عنب وخضار على أنواعها. وحبوب ، وفيها برك لتربية الأسماك.

الصناعات : أشهرها صناعة السكاكين ، وأدوات الزينة المزخرفة والملاعق والشوك والمقاطع وغيرها ، ولها شهرة واسعة. وقد دخلت هذه الصناعة جزين في أواخر القرن التاسع عشر حملها إليها عدد من نصارى حوران الذين حلّوا فيها.

وجزين اليوم لا تزال تحت نير الاحتلال الصهيوني وعملائه.

جل عجرم : [Jal؟Ajram]

جل عجرم (بجيم مفتوحة بعدها لام مشددة من الجزء الأول وعين مهملة فجيم ساكنة وراء مفتوحة بعدها ميم من الجزء الثاني.

__________________

(١) اعرف لبنان ٤ : ٥.

(٢) دليل المدن والقرى اللبنانية ، قضاء جزين رقمها المتسلسل (١١).

(٣) مجلة الباحث ص ٤٣.

٢٠٣

كانت إلى (١٨٣٠ و ١٨٤٠) في عهد عبد الله باشا والي عكا وإبراهيم باشا المصري الذي حكم سورية ولبنان في ذلك العهد محرثا عليه مرتب اميري (١) ، ويظن أنه اليوم البستان المعروف ببستان (النزهة) من بساتين صيداء.

أصل الاسم : الجل بلغة جبل عامل : القطعة المنبسطة من الأرض فوقها وتحتها منحدر (٢) وعجرم اسم شخص ، وهناك عائلة في جبل عامل تعرف باسم عجرم. وقد ذكر جل عجرم قاموس لبنان (٣).

جل مرنبة (٤) [Jal Marnaba]

بيوت قائمة في سفح الجبل الجنوبي من الليطاني قرب القاقعية (٥).

جمجيم : [Jamjim]

بفتح جيم أولها وميم ساكنة فجيم بعدها ساكنة ثم ياء مثناة وميم.

كانت عملا لعدلون ، وفي إلغاء ناحيتها أصبحت ملحقة بمركز صيداء وهي منها جنوبا على مسافة خمسة عشر ميلا [٣٠ كلم] وعلى ثلاثة أميال [٧ كلم] من (القاسمية) وقد أصحبت نفوسها ونفوس الخرايب والواسطة [٣٠٤].

«وهي على مقربة من الزريرية وهي من أملاك أبناء المرحوم ناصيف باشا تبلغ نفوسها زهاء ٢٠» (٦).

__________________

(١) في رسالة من عيسى اسكندر المعلوف يذكر فيها الموازنة في ذلك العهد ، وقد ورد ذكرها في مقاطعة جباع رقمها المتسلسل (٥٥).

(٢) كشكول البحراني ١ : ٤٢٩.

(٣) وديع حنا : قاموس لبنان ص ٧٥.

(٤) كشكول البحراني ١ : ٤٢٩.

(٥) انظر (الرفيد) و (مرنبة).

(٦) مجلة العرفان م ٨ ص ٧٦٢ في التعليق على جهيم. الواردة في كشكول البحراني ١ : ٤٣٠.

٢٠٤

أصل الإسم : الأرجح أنه من الأرامية بمعنى الملآنة من (الجم) الكثير. لكثرة مياهها.

موقعها : ترتفع عن سطح البحر ٦٠ م. قريبة من البحر قرب (مفرق) الزريرية وعلى الطريق المؤدي إليها ، تبعد عن الطريق الساحلي ٢ كلم. ذكرها قاموس لبنان باسم ججيم وقال تابعة مديرية عدلون (١).

فيها مدرسة رسمية.

عدد سكانها ٦٠ نسمة عام ١٩٧١ على تقدير العنداري (٢) ويبلغ عدد سكانها اليوم حوالي ١٥٠ نسمة.

جميجمة : [Jmayjmi]

جميجمة (بجيم أوله تلفظ ساكنة بعدها ميم مفتوحة بعدها ياء فجيم تلفظ ساكنة وميم بعدها مفتوحة فهاء.

قرية من أعمال تبنين وهي منها على مسافة ساعة [٣ كلم] شرقا ، قائمة على نشز من الأرض تبلغ نفوس سكانها (١٢٤) كلهم مسلمون شيعيون.

وأحصاها قاموس لبنان ب (٦٧) (٣).

أصل الإسم : ذكر أنيس فريحة أنه «من الآرامي gummamit الحفرة والجورة. وقد تكون من [السريانية] gemima؟ta ومعناها الملآنة الفياضة من (الجيم)» (٤).

وقال محسن الأمين أنها بلفظ تصغير الجمجمة (٥).

__________________

(١) قاموس لبنان ص ٢٤٣.

(٢) دليل المدن والقرى اللبنانية. قضاء صيدا رقمها المتسلسل (١٩).

(٣) وديع حنا : قاموس لبنان ص ٧٦.

(٤) معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٥٠.

(٥) خطط جبل عامل ص ٢٦٦.

٢٠٥

موقعها : شمال شرقي تبنين ، ترتفع ٧٠٠ م عن سطح البحر وتتبع قضاء بنت جبيل وتبعد عنها ١٦ كلم. مساحة أراضيها المستثمرة ١٢٧ هكتارا.

أما تاريخها فيقول محسن الأمين أنها حادثة في أواخر أيام امراء جبل عامل من آل علي الصغير (١).

وقال مرهج : أنها تأسست عام ١٧٦٦ م على يد عائلة «حمزة» (٢).

فيها مجلس اختياري. ومدرسة رسمية.

عدد سكانها على تقدير مرهج عام ١٩٧١ م ٦٥٠ نسمة (٣) وعلى تقدير العنداري نفس العام ٣٠٧ (٤) أما فاعور فقدر عدد سكانها عام ١٩٨١ م ب ٧٢٣ نسمة ويقدرون اليوم ب ٩٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي تبغ وحبوب. مصادر مياهها مشروع الليطاني ، ونبع عين الخانوق.

جناتا : [Jinna؟ta]

جناتا (بجيم أولها مكسورة ونون مشددة وألف بعدها تاء وألف). وقد سمعت من يلفظ تاءها ثاء وهو قريب من الأصل العبراني ، فإن جنثون معناه البستاني ، ومعنى جناثا أو جناتا بالثاء أو بالتاء البستان.

قرية صغيرة تابعة لمركز صور ، تبعد عنها شرقا مسافة ستة أميال [١٥ كلم]. وهي واقعة على هضبة مشرفة على سواحل صور وصيداء وعلى كثير

__________________

(١) المصدر نفسه ص ٢٦٦ ـ ٢١٧.

(٢) اعرف لبنان ٤ : ٤٥.

(٣) اعرف لبنان ٤ : ٤٥.

(٤) مجلة الباحث ص ٣٩.

دليل المدن والقرى اللبنانية. قضاء بنت جبيل (٧).

٢٠٦

من القرى الجنوبية الملحقة بصور ، وهي ملك العالم المعروف السيد أمين أحمد الحسيني واخوانه.

تبلغ نفوس سكانها (٥٧) وقد أحصاهم قاموس لبنان ب (٤٠٨) (١) وهذا الإحصاء مخالف للواقع ولم نعلم كيف اتصل بصاحب ذلك الكتاب.

أما إحصاء نفوسها بما ذكرت فهو مأخوذ عن آخر إحصاء سابق استخرج لي من سجل نفوس صور عام ١٩١٩. وكانت عام (١٨٣٠ و ١٨٤٠ م) من أعمال مقاطعة ساحل معركة (٢).

أصل الإسم : يقول فريحة أنه من السريانية «ganna؟ta : حدائق وجنائن وقد يكون من genna : الحمى والملجأ والمفزع ، وجميع هذه الألفاظ من جذر (حن) ويفيد الستر والتغطية» (٣).

موقعها : ترتفع عن سطح البحر ٢٥٠ م شمال شرقي معركة وجنوب شرقي دير قانون النهر. وتبعد عنها ٦ كلم. وهي من أعمال صور على مسافة ١٤ كلم منها تتبع طورا ، مساحة أراضيها ٢٥٢ هكتارا.

فيها مجلس اختياري ومدرسة رسمية.

عدد سكانها على تقدير مرهج عام ١٩٧١ (٥٠٠ نسمة) (٤) وعلى تقدير العنداري ٢٧٠ نسمة (٥) ويقدر عدد سكانها اليوم ب ٨٠٠ نسمة.

مصادر مياهها رأس العين. وإنتاجها الزراعي حنطة وزيتون.

__________________

(١) وديع حنا : قاموس لبنان ص ٨٦. ولعل الخطأ هو خطأ مطبعي والعدد هو (٤٨).

(٢) رسالة المعلوف للشيخ سليمان عن موازنة في عهد عبد الله باشا وإبراهيم باشا المصري.

(٣) معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٥٠.

(٤) اعرف لبنان ٤ : ٥٠.

(٥) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صور رقمها المتسلسل (٢٣).

٢٠٧

جنجلايا : jnjla؟ya

لم يذكرها الشيخ ولم يذكرها الأمين.

أصل الإسم : قال أنيس فريحة أنه من السريانية «gen gelayya ومعناها حمى أو ملاذ ظاهر واضح. وقد يكون الجزء الأعلى مقطوع من gu؟n ومعناه لون ، فيكون المعنى لون زاه أو جلي» (١).

موقعها : ترتفع عن سطح البحر ٣٥٠ م تتبع قضاء صيدا وتبعد عنها ١٤ كلم ، شمال شرقي عقتنيت وجنوب شرقي قناريت على مرتفع تشرف على منطقة صيدا وتشاهد منها صور وقلعة الشقيف.

تاريخها : فيها مغاور وآثار دير قديم يسمى دير الجلجلة منه اشتق اسم البلد على الأرجح (٢).

وفيها نواوويس فخارية.

وهي مزرعة صغيرة أكثر سكانها يعملون في بيروت.

قدر مرهج سكانها عام ١٩٧١ ب ٤٠٠ نسمة وعدد منازلها (٦٥) (٣) أما العنداري فقدرهم نفس العام ٢٧٥ نسمة وعدد منازلها (١٤) (٤) وهو أقرب إلى الصواب وقدر علي فاعور عدد سكانها عام ١٩٨١ ب ٢٦٥ نسمة (٥). ويقدرون اليوم ب ٣٥٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : العنب والحبوب ، والزيتون. مصادر مياهها نبع الطاسة.

__________________

(١) معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٥٠.

(٢) اعرف لبنان ٤ : ٥٤.

(٣) المصدر نفسه ٤ : ٥٤.

(٤) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صيدا رقمها المتسلسل (٢٠).

(٥) الباحث ص ٣٦.

٢٠٨

جنسنايا : [Jinisnaya]

جنسنايا (بجيم أولها ونون بعدها مكسورتان وسين مهملة ساكنة فنون بعدها ألف وياء مثناة فألف).

قرية من قرى لبنان القديم ، وفي عهد تكبيره ألحقت بمركز صيداء ، وهي منها إلى الشرق على مسافة ستة أميال [٨ كلم] تبلغ نفوسها (١٢٩) وقد أغفل ذكرها (قاموس لبنان) (١). كانت عام (١٨٣٠ ـ ١٨٤٠) عملا من مقاطعة جبع (٢).

أصل الإسم : يرى أنيس فريحة أنه من السريانية «ginsana؟ya أي من الجنس أو العرق ذاته. ربما سمّي المكان بالآل وذوي القربى الذين زكوا وطنهم أو عشيرتهم وسكنوا في مكان مجاور فسموا «بالجنس أو العرق ذاته» أي أنهم ليسوا بغرباء. وقد تكون الكلمة مركبة من كلمتين gun : لون أوgen : حمى ملجأ وsenaya مبغض مكروه ، أو الشوك والعلّيق؟» (٣).

موقعها : ترتفع عن سطح البحر ٣١٠ م تتبع قضاء جزين وتبعد عنها ٢٤ كلم وتقع بين القرية وبيصور. مساحة أراضيها ١٧٥ هكتارا.

فيها مجلس اختياري.

كان عدد سكانها عام ١٩٠٦ على تقدير إبراهيم الأسود ٣٨ نسمة ، ٢ موارنة و ٣٦ روم كاثوليك (٤). وعدد سكانها عام ١٩٧١ على تقدير مرهج ٣٥٠ نسمة (٥) وعلى تقدير العنداري (٢٥٠ نسمة) (٦) وقدر سكانها علي فاعور

__________________

(١) وديع حنا قاموس لبنان. وقد ذكرها جسنايا وذكر أن سكانها ٩ موارنة و ٦٦ كاثوليك.

ص ٧٥.

(٢) رسالة المعلوف للشيخ سليمان ، موازنة عبد الله باشا. (رقمها ٤٩).

(٣) معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٥٠.

(٤) دليل لبنان ص ٦٠٧.

(٥) اعرف لبنان ٤ : ٥٦.

(٦) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء جزين (١٢).

٢٠٩

عام ١٩٨١ ب ٤٦٨ نسمة (١) ، ويقدر عدد سكانها اليوم ب ٥٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : زيتون ، اكي دنيا. مصادر مياهها نبع الطاسة.

جوار النخل : Jwar El Nakhl

قرية تابعة مركز صور على نصف ساعة [٦ كلم] منها شمالا تتصل أرضها بشاطئ البحر. يملكها الوجهاء آل عز الدين من صور وفرعون من بيروت.

كانت مما عوضته الدولة العثمانية على آل الصغير عن الذي ضبطه (الجزار) من أملاكهم (٢). تبلغ نفوسها (٧٢) وفي قاموس لبنان (٦٨) (٣).

وكانت في عهد عبد الله باشا والي عكا وإبراهيم باشا المصري (١٨٣٠ و ١٨٤٠) من مقاطعة ساحل معركة (٤).

أصل الإسم : جوار ككتاب وجوار. بمعنى الماء الكثير وما كان على حد ما وبحذائها. والنخل الشجر المعروف. والمعنى المحاذية للنخل. لوجود نخيل بقربها.

موقعها : ترتفع عن سطح البحر ٣٠ م تتبع قضاء صور ، وتبعد عنها ٦ كلم شمالا يبلغ عدد سكانها عام ١٩٧١ على تقدير العنداري (١٨٢ نسمة) (٥) ، وقدرهم فاعور عام ١٩٨١ م ب ٢٠٠ نسمة (٦). ويبلغ عددهم اليوم ٢٥٠ نسمة.

__________________

(١) مجلة الباحث ص ٤٣.

(٢) انظر العقد المنضد ص ٣٠ ؛ ومحمد جابر آل صفا تاريخ جبل عامل ص ١٤١ ـ ١٤٢ ؛ وجبل عامل في التاريخ ص ٢٨٧.

(٣) وديع حنا : قاموس لبنان ص ٧٧.

(٤) من رسالة المعلوف للشيخ سليمان. وفيها يذكر الموازنة بين حكومتي عبد الله باشا الخزندار وإبراهيم باشا المصري. رقمها (١٢).

(٥) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صور رقمها المتسلسل (٢٤).

(٦) مجلة الباحث ص ٤٨.

٢١٠

إنتاجها الزراعي : بساتين حمضيات ، موز خضار. مصادر مياهها رأس العين.

جون : [Ju؟n]

جون (بضم الجيم ثم واو ونون بعدها).

من ناحية إقليم الخروب من أعمال الشوف على مقربة من نهر الفراديس (الأولى) يبلغ سكانها ٥٠٠ ونيف ومعظمهم من المسيحيين الكاثوليك والموارنة والبروتستنت وبينهم من المسلمين الشيعيين زهاء ١٥٠ (١).

قد عدها الأنصاري على ما جاء في كشكول العلامة البحراني (٢) من أعمال جبل عامل مع أنها غير داخلة فيه بناء على ما ذكرناه من تحديده الجغرافي المعقول.

أصل الإسم : من السريانية gu؟n زاوية» (٣).

موقعها : ترتفع عن سطح البحر ٣٥٠. تقع شمالي شرقي صيدا ، تتبع قضاء الشوف تبعد عن بيت الدين مركز القضاء ٣٠ كلم. مساحة أراضيها المستثمرة ٢٣٥ هكتارا.

شيء من تاريخها : قربها دير المخلص. ومكتبته من أغنى مكتبات لبنان. وقد ذكر جون عدد من الرحالة في أواخر القرن الثامن عشر حيث كانوا يقصدون قصر اللادي استر ستانهوب ...

فيها : مجلس بلدي أنشئ عام ١٩٣٧ ومجلس اختياري وفيها :

مدرسة رسمية ومدرسة خاصة ، ومدرسة خاصة للراهبات المخلصيات ونادي ثقافي.

__________________

(١) العرفان م ٨ ج ١٠ ص ٧٧٠.

(٢) المصدر نفسه. كشكول البحراني ١ : ٤٣٠.

(٣) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٥١.

٢١١

عدد سكانها عام ١٩٧١ قدره مرهج ب ٣٠٠٠ نسمة (١). وقدرهم العنداري ب ٣٢٠٠ نسمة (٢) ، وعدد سكانها اليوم أكثر من ٥٠٠٠ نسمة.

مصدر مياهها : نبع الصفا. انتاجها الزراعي زيتون وفواكه مختلفة.

الجوهرية : [Ejawharya]

لم يذكرها الشيخ. وهي مزرعة محدثة قرب قاقعية الجسر مقتطعة من أرضها تنسب لآل الجوهري من وجوه صيدا (٣).

جويّا : [Jwayya]

جويّا (بجيم أولها تلفظ ساكنة بعدها واو مفتوحة فياء مشددة بعدها ألف).

هي من كبريات قرى جبل عامل وتبلغ نفوس سكانها (١٨٩٦) وقد أحصاهم قاموس لبنان (٤) ب (١٤٣٠) كلهم مسلمون شيعيون. وكانت عام (١٨٣٠ ـ ١٨٤٠ م) من أعمال تبنين (٥) ، وهي اليوم تابعة مركز صور.

تبعد عنها مسافة تسعة أميال [١٦ كلم] بميلة للجنوب ، والطريق المباشر تعبيده من صور إلى بنت جبيل يخترقها ، ولعلها لا تحرم هذه الصلة في القريب المعجل وفيها سوق من أسواق عاملة المعروفة تقام يوم السبت من كل اسبوع.

وهي مقر الأسرة الخاتونية العلمية التي انتقلت إليها من قرية (عيناثا).

__________________

(١) اعرف لبنان ٤ : ٧٥.

(٢) دليل المدن والقرى اللبنانية. قضاء الشوف رقمها المتسلسل (٦٣).

(٣) انظر خطط جبل عامل ص ٢٦٧.

(٤) وديع حنا : قاموس لبنان ص ٧٩.

(٥) رسالة المعلوف (موازنة عبد الله باشا ، رقمها (٦١).

٢١٢

وفيها عدد غير قليل في (السينيغال ونيجيريا) وهم على حالة حسنة.

وقد ورد ذكرها في بعض المخطوطات عام (١١٠٩ ه‍ / ١٦٩٨ م) وذلك في عهد ولاية بشير الأول الشهابي ، وجاء في ذلك المخطوط ما محصله ب «أن الأمير بشير ذهب بقوة إلى بلاد بشارة وقبض على مشرف الأحمد من آل الصغير من المزرعة (مزرعة مشرف) المعروفة وقتل حسين العمر (كذا) وبنى عين الدروز قرب قرية جويا» (١).

هذا محصل ما جاء في ذلك المخطوط ، ولم يذكر مشرفا في هذا التاريخ من دون حوادث هاتيك الأيام وإنما ورد ذكر له في حوادث (١٧٠٠ م / ١١٠١ ه‍) فقد جاء في تاريخ الأعيان للشدياق : «وسنة ١٧٠٠ خرج الشيخ مشرف بن علي صغير المتوالي اليمني صاحب مقاطعة بلاد بشارة عن طاعة ارسلان باشا وقبض على بعض من غلمانه وقتلهم. فاستنهض الوزير المذكور الأمير بشير لقتاله وأطلق له ولاية صفد مع مقاطعات جبل عامل الثلاث وهي مقاطعة بلاد بشارة ومقاطعة اقليمي الشحار [الشومر] والتفاح ومقاطعة الشقيف. فجمع الأمير من رجاله القيسية ثمانية آلاف مقاتل وزحف بهم إلى قتال مشرف اليمني فالتقى به في قرية المزيرعة [المزرعة] من بلاد بشارة. واصطف الفريقان للقتال. ولم تضطرم نار الحرب بينهم إلا قليلا حتى انكسرت رجال مشرف وهلك منهم خلق كثير ، وقبض على مشرف وأخيه الحاج محمد ومدبرهما حسين المرجي (٢)

__________________

(١) جبل عامل في قرنين ، للشيخ علي مروة والمنسوبة في العرفان للشيخ علي سبيتي.

العرفان م ٥ ج ١ ص ٢١ وجبل عامل في التاريخ ص ١٨٨.

(٢) فأنت ترى أن حسين العمر الذي ورد ذكره في ذلك المخطوط هو تعريف عن الحاج حسين المرجي كما جاء في تاريخ الأعيان وغيره وهو الصحيح.

أما اسرة المرجي فالمعروف منها اليوم اسره (الحاج أسعد) وبعضها يقيم بقرية (زبدين) والآخر بقرية قاقعية الجسر وكلتا القريتين من عمل النبطية (اطلبهما).

سليمان ظاهر.

٢١٣

فأرسلهم الأمير إلى ارسلان باشا ، فقتل الوزير الحاج حسينا وسجن مشرفا وأخاه» (١).

أما وفاة مشرف هذا فقد ذكرت في ذلك المخطوط أنها كانت سنة (١١١٤ ه‍) (٢).

[وفي جويا] من الأسر العلمية المعروفة في جبل عامل آل خاتون نزحوا إليها في المائة الحادية عشرة من قرية عيناثا. وآل نور الدين ومنهم العالم الصالح المرحوم السيد مصطفى نور الدين المتوفى سنة ١٣٤٠ ه‍ / ١٩٢٢ م والعالمان الفاضلان الشيخ عبد الله شومان واخوه الشيخ مرتضى توفيا في الحرب العامة.

أصل الإسم : من السريانية gewayya الداخلي» (٣).

موقعها : ترتفع عن سطح البحر. تتبع قضاء صور. مساحة أراضيها ١٠٧٧ هكتارا (مع توابعها).

فيها : محكمة ، ومخفر درك ومكتب بريد ومركز هاتف ، ومركز انعاش اجتماعي. ومجلس بلدي أنشئ عام ١٩١٤ ، ومجلس اختياري. وفيها مدرسة رسمية للبنين وأخرى للبنات وثانوية رسمية. ونادي اجتماعي. وجمعيات خيرية.

قدر العنداري سكانها عام ١٩٧١ ب ٢٩١٨ نسمة (٤) أما مرهج فقدرهم

__________________

(١) أخبار الأعيان في جبل لبنان ٢ : ٣١٢.

(٢) جبل عامل في قرنين. للشيخ علي مروة. المصدر السابق ص ٢١.

وفيه : «وسنة ١١١٤ ه‍ توفي مشرف في قضاء صيدا».

وذكر النص في جبل عامل في التاريخ وفيه : «وفي سنة ١١١٣ وألقي القبض على علي منصور ومحمد بزيع. وجدوهم في انطاكية ـ وبقي مشرف في الحبس خمس سنين حتى توفي سنة ١١١٤ ه‍» ص ١٨٨.

(٣) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٥١.

(٤) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صور رقمها المتسلسل (٢٥).

٢١٤

نفس العام ب ٩٠٠٠ نسمة (١) وقدرهم علي فاعور عام ١٩٨١ ب (٩١٧٤) (٢) ويبلغ عدد سكانها اليوم أكثر من ١٢٠٠٠ نسمة.

شيء من تاريخها : إضافة إلى ما ذكرها الشيخ نورد ما ذكره الأمير حيدر في حوادث سنة ١١٤٤ ه‍ / ١٧٣١ وفيها إشارة إلى أن جويا كانت مقرا لبعض آل علي الصغير قال الشهابي : «استأجر الأمير ملحم الشهاب بلاد بشارة من يد وزير صيدا ، بموافقة سلمان الصعبي ، وقبض على الشيخ نصار ابن علي الصغير ، وباغت أخوته في قرية جويا فهربوا إلى بلاد القنيطرة ، وقتل ثلاثة عشر قتيلا من قبيلتهم. ونهبت الدروز تلك البلاد. ثم رجع أولاد الشيخ نصار وفكوا أخاهم واستأجروا بلادهم من الأمير ملحم» (٣).

وقد قاومت جويا الاحتلال الأسرائيلي عام ١٩٨٢ م ـ ١٩٨٥ م فقام شبابها بعدد من أعمال المقاومة. وأصابها من ويلات الاجتياح تدمير وتهجير.

مصادر مياهها مشروع الليطاني. إنتاجها الزراعي : حبوب وزيتون.

من جويا الشيخ علي خاتون الذي قتله الجزار وابنه الشيخ محمد علي خاتون كان من العلماء ويتطبب وكان فيها مدرسة دينية من عهد آل خاتون هي اليوم خراب. وفي مدارسها تعلم الشيخ إبراهيم الحاريصي شاعر ناصيف النصار ، وفيه يقول بعض شعراء عاملة :

فتى حاريص منشؤه ولكن

تلقى العلم عفوا في جويا

وكان له بها شيخ تقي

نقي حاز علما أحمديا (٤).

__________________

(١) اعرف لبنان ٤ : ١٠٢.

(٢) الباحث ص ٤٨.

(٣) تاريخ الأمير حيدر ٢ : ٧٦٨.

(٤) خطط جبل عامل ص ٢٦٧ ـ ٢٦٨.

٢١٥

الجيّة : [JI؟yi]

الجيّة (بكسر الجيم وفتح الياء المثناة المشددة بعدها هاء).

«الجية وبها مقام يونس عليه‌السلام ومحل يقال أنه خرج من بطن الحوت هناك لأنها بحد البحر» (١).

[وهي] من أعمال الخروب يتصل بها طريق العجلات بين صيدا وبيروت. يبلغ سكانها ٣٠٠ بينهم زهاء ٧٠ من المسلمين الشيعيين والباقون من المسيحيين المارونيين. أما قوله إن يونس خرج من بطن الحوت هناك فيرده أن يونس عليه‌السلام لما وقعت عليه المساهمة كان في سفينة من سفن دجلة ولما ألقي فيها التقمه الحوت وسار به إلى الابلة. وكان من شأنه ما أخبر الله تعالى به في كتابه العزيز.

وهي كجون غير داخلة في حدود جبل عامل الطبيعية.

أصل الإسم : من السريانية gayya «أو gI؟ta : المكان المبهج الرائق اللطيف ، من جذرge؟i لطف وحسن. وفي الآرامية ge؟؟eh الأنفة والكبر والغطرسة» (٢).

موقعها : تقع على شاطئ البحر تتبع قضاء الشوف وتبعد عن بيت الدين ٢٧ كلم وهي شمال صيدا. مساحة أراضيها ٨٧٠ هكتارا.

شيء من تاريخها : كانت في القديم ملكا للشهابيين ، ولا يزال لهم فيها قصر تاريخي (مفرق برجا) ، وفيها كنيسة بنتها سعدى ابنة الأمير بشير الشهابي الكبير. وفيها مغارة مشهورة ، وفيها اليوم مولد كهربائي كبير يغذي جبل عامل وبيروت بالطاقة الكهربائية.

__________________

(١) كشكول البحراني ١ : ٤٣٠.

(٢) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٥١.

٢١٦

وفيها عدد من المدارس. رسمية وخاصة للمقاصد الخيرية الإسلامية ومدرسة لراهبات العائلة المقدسة المارونية وفيها نادي رياضي.

عدد سكانها أكثر من ٤٠٠٠ نسمة (١).

مصادر مياهها : الباروك. إنتاجها الزراعي خضار متنوعة.

[حرف الحاء]

الحارة : [Il H؟ara]

هي على ميل [٢ كلم] من صيداء شرقا. يبلغ سكانها زهاء المأتين.

وفيها حدثت الوقعة المعروفة بجبل عامل بوقعة الحارة سنة ١١٨٦ ه‍ / ١٧٧٢ م (٢) كما جاء في الأعيان (٣) وتاريخ الأمير حيدر (٤) أن الشيعة وحليفهم الشيخ ظاهر العمر عندما انتصروا على الأمير يوسف الشهابي في حرب كفر رمان ، أوجس درويش باشا والي صيداء في ذلك الحين خيفة ، ففر إلى دمشق ، وفر معه الشيخ علي جنبلاط ورجاله ، ولما علم الشيخ ظاهر فراره من صيدا سولت له نفسه الخروج والعصيان والاستيلاء على المدن والبلاد ، فأرسل رجلا من خواصه يلقب بالدنكزلي بجماعة من غلمانه إلى صيداء ، فاستولى عليها وصار نائبا من قبله فيها ، وتجاوز المتاولة حدود بلادهم وتعدوا على إقليم جزين وإقليم الخروب من أعمال الأمير يوسف ، فأرسل إليهم الشيخ كليبا النكدي إلى إقليم الخروب لصدهم عن المظالم. نزل قرية برجا. وفي بعض الأيام التقى جماعة منهم في قرية علمان على

__________________

(١) انظر العنداري قضاء الشوف رقمها المتسلسل (١٨) وذكر أن عدد سكانها عام ١٩٧١ (٢٢٠٠) وانظر مرهج ٤ : ١٠٥ ذكر سكانها انهم كانوا عام ١٩٧١ (٣٠٠٠ نسمة).

(٢) أرخ الشدياق الموقعة عام ١٧٧١ م أما الأمير حيدر فأرخها ب ٢٢ أيار ١٧٧١ ويوم الثلاثاء من رجب ١١٨٥ ه‍ ، ص ٨١٢.

(٣) طنوس الشدياق : تاريخ الأعيان ٢ : ٣٣١ ـ ٣٣٢.

(٤) حيدر الشهابي : تاريخ الأمير حيدر ص ٨١١ ـ ٨١٢.

٢١٧

مقربة من الباروك فغار عليهم وظفر بهم. واستحكمت العداوة بين الأمير ظاهر العمر واحلافه المتاولة واستمر الأمر بينهما على هذه الحال إلى أن صدر الأمر السلطاني إلى الأمير بقتاله وقتال احلافه المتاولة وطردهم من صيدا ، وانعم السلطان على الأمير بترك مال بلاده سنة ، وذلك بوسيلة عثمان باشا والي دمشق ، ولما توفي عثمان باشا في تلك الأثناء ركدت همة الأمير عن الاهتمام بحرب ظاهر ولكن عثمان باشا المصري الوكيل الذي قدم واليا على دمشق كتب إلى الأمير بأن يجمع عساكره وينهض لقتال ظاهر العمر وأحلافه ووجه إليه خليل باشا الدالي والي القدس وكان الجزار معه وأصحبه بوالي مدينة كركوت ومعهما ألف فارس ومدهما بالعلائف وآلات الحرب ، ولما وصل كتاب عثمان باشا إلى الأمير جمع رجاله وقام من دير القمر إلى عين السوق عند السمقانية ، فورد عليه خليل باشا ومن معه فنهض الأمير إلى صيداء بجحفل جرار نحو عشرين ألفا لرفع يد ظاهر العمر عنها ، فنزل خارج المدينة وأقام عليها الحصار نهارا وليلا ، وفي اليوم الثامن لما همّ الدنكزلي بالتسليم ظهر في البحر تجاه المدينة سفن مسكوبية حربية ارسلها ظاهر العمر من عكار معونة للدنكزلي لأنه كان محالفا للدولة المسكوبية ـ ولما اقتربت السفن أطلقت المدافع على العساكر فتحولت الجيوش إلى الحارة ، فكان في ذلك الفرج عن الدنكزلي ومن معه ، أما ظاهر العمر فقد أرسل كتابا إلى الأمير برجوعه في عسكره إلى جسر نهر صيداء ومن هناك يراسله الصلح وإلا فيحضر إليه بعسكره ومعه نزيله علي بك المصري بعسكر الغز ، وكانوا عشرة آلاف من غز وزيادنة ومتاولة ، فأبى الأمير الرجوع وكتب إليه جوابا خشنا ، فنهض بعساكره قاصدا قتاله ، ولما وصل إلى سهل الصباغ فوق صيداء من جهة جبل عامل ، استقبله الأمير بجيوشه وتقابل الجمعان وانقسمت جيوش ظاهر العمر قسمين قسم الرجالة صعد الجبل الذي ينفذ إلى الحارة فالتقاه رجال الأمير ، فزحف عليهم

٢١٨

فأزاحهم عن مواقفهم وقهرهم ، وقسم الفرسان نزل السهل تحت ذلك الجبل فالتقاه فرسان الأمير خليل باشا وفرسانه ، فكانت موقعة هائلة انجلت عن اندحار عساكر الأمير وعساكر خليل باشا الذي فر بمن معه إلى دمشق وهلك من عسكره نحو خمسمائة فارس ومن عسكر ظاهر العمر نحو ألف رجل ، وتوجهت السفن المسكوبية بإشارة ظاهر إلى بيروت ، وانتهت هذه الموقعة بظفره وظفر أحلافه.

أما مؤرخوها العامليون فقد قال بعضهم (١) : وفي سنة ١١٨٦ صارت وقعة الحارة في أرض صيدا بين المتاولة والدروز (كذا) وكان ظاهر العمر مع المتاولة وكان مع الدروز الدالي خليل باشا والجزار باشا ، وكان النصر للمتاولة ، وعلى ما نقلوا أنه قتل من الدروز (كذا) ما ينيف على الألفين ، ومن المتاولة خمسة عشر رجلا. وقال آخر (٢) : وفي سنة ١١٨٦ ه‍ صارت الوقعة في صيدا بين المتاولة والدروز وقتل من الدروز ثلاثة آلاف ومن المتاولة خمسة عشر رجلا ، وكان مع الدروز الدالي والجزار. وقال ثالث (٣) : وفي سنة ١١٨٦ اجتمعت الدروز وكان معهم الدالي خليل والجزار باشا واجتمعت المتاولة ناصيف والمشايخ وظاهر العمر معهم ، وكانت الوقعة في حارة صيدا فقتل من الدروز ألف نفس ومن الصفوية والمتاولة نحو خمسة أنفس ـ ورابع (٤) ـ قال : وفي سنة ١١٨٦ يوم الأحد خامس ربيع الأول مر الشيخ ظاهر بعسكره على الحولة ونهب ماشيتها ومر على جسر الخردلة لملاقاة عسكر المتاولة إلى صيدا لمحاربة الأمير يوسف وجاءت المراكب إلى صيدا لملاقاتهم وذكروا أنهم حصروا بيروت. وفي

__________________

(١) لا ندري من هو.

(٢) جبل عامل في قرنين للشيخ علي مروة ، (منسوبة للشيخ علي سبيتي) العرفان م ٥ ج ١ ص ٢٢ : جبل عامل في التاريخ ص ٢٣٢.

(٣) لا ندري من هو.

(٤) الركيني : جبل عامل في قرن. العرفان م ٢٨ ج ١ ص ٥٥ ـ ٥٦.

٢١٩

التاسع منه انتشبت بينهم وبين الأمير يوسف الحرب وقتل من الدروز فوق ١٥٠٠ رجل ، وكان النصر للبشارية والشيخ ظاهر العمر والغز ، وغنموا اسلحة الدروز ومدافع من الدولة. وإنك لترى محصل ما كتبه العامليون يرمي إلى أن تلك الموقعة كان الدروز والشيعة هم سببيها ، كما يحصر القتلى في الدروز مع أن جيش الأمير يوسف كان مؤلفا منهم ومن غيرهم من اللبنانيين ، ومن عسكر الدولة وكذلك جيش المتاولة فإنه كان مؤلفا منهم ومن الزيادنة قبيل ظاهر العمر ومن الغز (١).

أصل الإسم : الحارة تعني في لسان أهل البلاد المحلة (٢). و «تطلق الحارة على حي من أحياء القرية ، وتطلق أيضا على البناء الواحد الفخم في القرية» (٣). ورجح فريحة أن اللفظة آرامية سريانية : h؟eya؟rta ومعناها الأصلي مقام الرعاة ، مخيم للرعاة ، ثم اطلقوها على الدير ومقام الرهبان» (٤).

__________________

(١) ولمن أراد التوسع في هذه الحوادث ليراجع : تاريخ جبل عامل ص ١٣٢ ـ ١٣٤ ؛ جبل عامل في التاريخ. ص ٢٢٧ ـ ٢٣٣ ؛ ميخائيل الصباغ : تاريخ ظاهر العمر نشر قسطنطين الباشا. مطبعة القديس بولس. حريصا ـ لبنان ١٩٣٠ ص ١١٢ ـ ١١٤ محمد رفعت رمضان ، تاريخ علي بك الكبير ص ١٨٧.

فولني سوريا ولبنان وفلسطين في القرن الثامن عشر كما وضعها أحد مشاهير الغربيين.

ترجمة حبيب السيوفي ، صيدا ـ مطبعة دير المخلص ١٩٤٨ ص ٧٨ ، الشيخ أحمد رضا : تعليق على قصيدة شناعة. مجلة العرفان م ٢٠ ص ٣٢١.

عباس أبو صالح : التاريخ السياسي للإمارة الشهابية في جبل لبنان ١٦٩٧ ـ ١٨٤٢ م ، بيروت ١٩٨٤ ص ١١٦ ـ ١١٨ ؛

حنانيا المنير : الدر المرصوف في تاريخ الشوف. مكتبة انطوان بيروت ١٩٥٥ ، ص ٣٦٧.

ذكرها البحراني في الكشكول باسم الحاوارة ١ : ٤٣٠.

(٢) خطط جبل عامل ص ٢٦٨.

(٣) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية. ص ٥٢.

(٤) المصدر نفسه.

٢٢٠