معجم قرى جبل عامل - ج ١

الشيخ سليمان ظاهر

معجم قرى جبل عامل - ج ١

المؤلف:

الشيخ سليمان ظاهر


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الإمام الصادق (ع) للبحوث في تراث علماء جبل عامل
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣١
الجزء ١ الجزء ٢

الليطاني قبالة قلعة الشقيف. وهي شرقي النبطية وتبعد عنها [٢٥ كلم] وتبعد عن صيدا ٥٨ كلم وتشرف على سهل الخيام أو سهل مرجعيون. وتبعد ٨ كلم عن الحدود الفلسطينية شمالا. مساحة أراضيها ٦٥١ هكتارا.

شيء من تاريخها :

البلدة حديثة العهد ، من حيث تسميتها ، لكنها قديمة العهد إذ أن أقساما منها تقع في مواقع أثرية قديمة يعود تاريخ بعضها إلى ممالك العبرانيين ، كمملكة عيون (١).

وقد شهدت الجديدة نهضة عمرانية واقتصادية في مطلع القرن العشرين ، فانتشرت فيها بعض المصنوعات. كمعامل البلاط (السمنتو والموزاييك) ومصنع لصنع القرميد سنة (١٩١٠) وبعض محلات لصنع الأحذية ومصابغ ومناسج وصناعات أخرى كالنجارة وصناعة السروج والبيطرة والطرابيش والأثاث.

والجديدة اليوم قاعدة قضاء مرجعيون التابع لمحافظة جبل عامل (النبطية).

وفيها مجلس بلدي أنشئ عام ١٩٢٠ ومجلس اختياري.

وفيها مدارس رسمية. ثانوية مختلطة ، ومدرسة تكميلية للصبيان ، ومدرسة للبنات ، ومدارس خاصة ، الكلية الوطنية ، ومدرسة راهبات القلبين الأقدسين ، ومدرسة اسقفية كاثوليكية ، ومدرسة اسقفية ارثوذكسية ، ومدرسة انجيلية ..

وفيها مصرف ، وعدد من الأندية. كنادي الأسود والنادي الثقافي الرياضي.

وفيها مستشفى حكومي ، وثكنة عسكرية.

__________________

(١) انظر مرجعيون.

١٨١

وقد أصيبت الجديدة بنكبات أثناء الحرب الأهلية في لبنان منذ العام ١٩٧٥ م ووقعت تحت سيطرة اسرائيل منذ العام ١٩٧٦ ولا تزال.

عدد سكان الجديدة على تقدير مرهج عام ١٩٧١ (٦٠٠٠ نسمة) وعدد منازلها (١٢٠٠) (١) وعلى تقدير العنداري. ١١٠٠٠ نسمة ومنازلها ٢٠٠٠ (٢). وقد قدر علي فاعور سكانها عام ١٩٨١ م ١٩٠٥٠ نسمة (٣) ويقدرون اليوم ب ٢٣٠٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : حبوب ، خضار (بندورة وخيار وجزر وفجل وبصل). وفيها بعض مصانع الحدادة. ومصنع للمدافئ الحديدية.

مصادر مياهها : نبع شبعا وبئر ارتوازية وينابيع عين الصفصافة وعين الكبيرة.

٢ ـ الجديدة : (لم يذكرها الشيخ)

«قرية تابعة مديرية عدلون في محافظة صيدا (٤) وحدد الأمين موقعها بأنها «قرب الزرارية من ناحية الشقيف» (٥).

والصواب من ناحية الشومر. وهي اليوم خراب.

٣ ـ الجديدة : (لم يذكرها الشيخ)

قرية صغيرة قرب ميس ، خراب (٦).

ذكر ادوارد روبنصون أنه عند انتقاله من زوطر الغربية إلى وادي الحجير ، بدأ بالنزول إلى واد جانبي يجري بموازاة الليطاني تقريبا يسمى

__________________

(١) اعرف لبنان ٣ : ٤٧٩.

(٢) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء مرجعيون رقمها (٣٠).

(٣) مجلة الباحث ص ٤١.

(٤) وديع حنا : قاموس لبنان ص ٦٩.

(٥) خطط جبل عامل ص ٢٦٢.

(٦) خطط جبل عامل ص ٢٦٢.

١٨٢

وادي عين عبد العال ، ثم قال : «على المرتفع الواقع بين وادي العين والليطاني قرية الجديدة الصغيرة» (١).

وعلى هذا تكون قرية الجديدة التي ذكر الأمين بأنها قرب الزرارية من ناحية الشقيف ، قد وهم فيها ، فالجديدة التي تقع قرب الزرارية من إقليم الشومر ـ لا من ناحية الشقيف ـ هي قرية خراب تقع جنوبي الزرارية قرب مجرى الليطاني حيث تقوم بساتين ليمون تتبع الزرارية وتسمى بالجديدة ، أما التي في ناحية الشقيف فهي قرية أخرى تقع على تلة جنوبي شرقي قعقعية الجسر وشمالي جسر القعقعية وهي التي ذكرها روبنصون. وهي خراب أيضا.

وقول الأمين أن هناك قرية باسم الجديدة تقع قرب ميس يحتمل وجود قرية بهذا الإسم قرب ميس الجبل ، أو قرية قرب قلعة ميس وهي قرب الزرارية (شماليها الشرقي). وعليه فإذا كانت قرب قلعة ميس فهي التي حددنا موقعها جنوبي الزرارية وهي أيضا جنوبي غربي قلعة ميس.

وعلى هذا نستطيع القول أن هناك قريتان خراب باسم الجديدة.

الأولى : قرب القعقعية. وهي من ناحية الشقيف.

والثانية : جنوبي الزرارية وقلعة ميس وكانت تابعة لمديرية عدلون وقبلا لناحية الشومر.

مع احتمال وجود قرية ثالثة بهذا الإسم تقع قرب ميس الجبل.

جرجوع : [Jarju؟؟]

بفتح الجيم أولها وسكون الراء وضم الجيم الثانية وواو بعدها عين معجمة.

من أعمال التفاح على خمسة أميال [١٢ كلم] من النبطية شمالا شرقيا وميل وبعض الميل [٤ كلم] من جبع جنوبا. سكانها مسلمون شيعيون

__________________

(١) ادوارد روبنصون : بحث توراتي [مصدر سابق] ١ : ١٥٦ ـ ١٥٧.

١٨٣

ومسيحيون ، وهم المعظم ، ويحمد من أمرهم اتفاقهم الذي لم تفصم حوادث الجنوب (١) عروته الوثقى.

[وهي] قائمة في منبسط ربوة من سفح جبل صافي تشرف على كثير من القرى وأمهاتها الساحلية ، وينكشف لها البحر من الغرب ، ويمر بها الطريق المعبد بين النبطية وجزين. وهي بموقعها الجيد ومناظرها الجميلة ، وقرب منبع الزهراني ونبع الطاسة منها صالحة لأن تكون من المصايف الجميلة فعساها أن لا تحرم نصيبها من العمران.

يفصل بينها وبين جبل سجد وادي الزهراني ويزيدها منظر ذينك الجبلين وما يلتف عليهما من الأشجار رواء وجمالا ولا يقل ارتفاعها عن ٦٠٠ متر عن سطح البحر (٢).

ألحقت في أوائل الاحتلال بناحية (جبع) فكانت عملا من أعمال التفاح ، وفي تشكيلات لبنان الكبير الإداري عام ١٩٢٥ م وفي تنظيمات المنهاج الإداري (الإدي) أتبعت لناحية النبطية ، وما زالت تابعة لها قضائيا بعد إلغاء تلك الناحية.

وفي هذه القرية أسرة (مقلد) التي تمتّ كما يقول بعض رجالها ببني (صدقة) أمراء الحلة الأسديين. ومن هذه الأسرة الأديب الغيور التاجر المعروف في (دوترويت) الشيخ كايد الحاج مقلد ، وهو واخوانه من اللامعين في المهجر ولهم أياد بيضاء في خدمة الأمة العربية ومناصرة الآداب والأدباء.

أصل الإسم : اعتقد أنيس فريحة أن معناه الأجرد أو الحليق أو

__________________

(١) إشارة إلى حوادث عام ١٩١٩ ـ ١٩٢٠. الخلاف بين الشيعة والمسيحيين الذين غذته فرنسا. وكان من نتيجته قيام عصابات طائفية بالإضافة إلى ثوار لاحقوا الفرنسيين وعملاءهم.

(٢) ارتفاعها هو ٨٤٠ م.

١٨٤

الأقرع ، جذر «جرع» يفيد الحلاقة والجرع أي الشرب ، والمنع والصد ، والنقصان» ورجح «أن المكان سمّي بالإجرد أو الأقرع» (١).

شيء من تاريخها : يوجد فيها مغاور في منطقة تدعى الشير ، وأقنية للماء تسمى باسم زبيدة (زنويا) ملكة تدمر جرت بواسطتها المياه إلى صيدا (٢) وفيها آثار قديمة تمر بالدير. روابيها محاطة بالنبي سجد فالنبي صافي والنبي أبو المركس (٣). قال عنها روبنصون عام ١٨٣٨ م «وهي كبيرة ومزدهرة» (٤).

تتبع قضاء النبطية. مساحة أراضيها ٥١٠ هكتارات.

فيها مجلس بلدي أنشئ عام ١٩٦١ ومجلس اختياري ، وفيها مدرسة رسمية ، ونادي ثقافي اجتماعي رياضي.

كان عدد سكانها عام ١٩٢٧ على إحصاء قاموس لبنان ٢١٥ نسمة ٤٧ موارنة و ٢٦٨ شيعة (٥) وقدر مرهج عدد سكانها عام ١٩٧١ ب ٤٠٠٠ نسمة ومنازلها ٣٥٠ (٦) وقدرهم العنداري نفس العام ٨٩٢ نسمة ومنازلها ١٨٠ (٧) أما علي فاعور فقدرهم عام ١٩٨١ ب (٣٠٠١) (٨) ويقدر عدد سكانها اليوم ب ٤٠٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : تفاح وزيتون وحبوب وخضار.

__________________

(١) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٤٨.

(٢) اعرف لبنان ٣ : ٤٩٧.

(٣) وديع حنا : قاموس لبنان ص ٧٢.

(٤) قاموس لبنان ص ٧٢.

(٥) قاموس لبنان ص ٧٢.

(٦) اعرف لبنان ٣ : ٤٩٦.

(٧) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء النبطية رقمها المتسلسل (٩).

(٨) مجلة الباحث ص ٤٦.

١٨٥

مصادر مياهها : نبع الطاسة. وعيون محلية : عين أم يونس ونبع اللآلئ.

جردين : [Jirdayn]

ذكرها الشيخ باسم مزرعة. انظر مزرعة.

وقال الأمين : «جردين : بجيم مكسورة وراء ساكنة ودال مهملة مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة ونون. قرية من قرى الشعب بين علما وطير بيخا كانت خرابا والآن يسكنها الأعراب» (١) وهي من القرى المحتلة ، التي سلخها الانتداب عن لبنان. ويبدو أن أصل الإسم عربي مثنى جرد أي المكان الذي لا نبات فيه.

الجرمق : [Il Jarmaq]

الجرمق (بجيم مفتوحة وراء ساكنة وميم مفتوحة بعدها قاف).

قرية قائمة في سفحة جبل تحيط بها الحراج جنوبا وشرقا وشمالا وينبسط أمامها غربا سهل فسيح خصيب ، ينبع من أسفل الجبل إلى الغرب عين ماء فياضة يسقى منها ومن ينبوعي شقحة والمأذنة ذلك السهل. وقد جدد فيها مالكها اسكندر بك الخوري بعض الغراس المثمرة ، وهو يشرف بنفسه على إدارة أمورها الزراعية ، وقد انتقلت إليه من مالكها الأول المرحوم نسيب بك جانبلاط.

ويدل اسمها على سكنى الجرامقة لها وهم من فروع قدماء الأراميين أو قدماء الأشوريين (٢). ويظهر من معجم البلدان لياقوت أن سهلها وسهول المأذنة من خراج قرية كفر رمان (اطلب كفر رمان) كانت تعرف بوادي الجرمق. قال : «وادي الجرمق من أعمال صيداء ، وهو كثير الأترج والليمون».

__________________

(١) خطط جبل عامل ص ٢٦٢.

(٢) عيسى اسكندر المعلوف : دواني القطوف ص ٢٠٤.

١٨٦

قال الحافظ أبو القاسم قتل في وادي الجرمق علي بن الحسين بن محمد بن جميع الغساني أخو أبي الحسن بعد سنة (٤٥٠) ه» (١).

وقد نسبت حادثة كفر رمان عام ١١٨٥ ه‍ / ١٧٣٤ م إليها لاستمرار القتال فيها بين جيش الامير يوسف الشهابي الكثيف وبين جموع الشيعيين.

كانت في العهد اللبناني (٢) عملا للريحان ، وفي عهدي تكبيره وجمهوريته منذ عام ١٩٢٥ إلى اليوم أتبعت بجزين.

يبلغ عدد سكانها حسب إحصاء (قاموس لبنان ٢٦٧ منهم ٢١٣ م ٣٥ س ١٥ ش ٣ ك) (٣).

وفي الإحصاء المستخرج لنا من سجلات نفوس المحافظة احصاها مع نفوس (طمرة) (اطلب طمره) ب (٣٩٣).

أصل الإسم :

رجح أنيس فريحة أنه غير سامي «في السريانية garmeqa الرحى والطاحون. من الفارسية ومعناها أصلا الطحين الناعم ، وقد يكون الإسم نسبة إلى الجرامقة شعب قطن جبل لبنان» (٤).

وقال إبراهيم الأسود أن الجرمق نسبة إلى الجرامقة وهو شعب آرامي (٥).

موقعها : شمال شرقي النبطية ترتفع عن سطح البحر (٤٠٠ م) تتبع قضاء

__________________

(١) ياقوت الحموي : معجم البلدان ٢ : ١٢٩.

(٢) في عهد المتصرفية.

(٣) وديع حنا : قاموس لبنان ص ٧٢. (م ـ موارنة ، س ـ سنة ، ش ـ شيعة. ك ـ كاثوليك.

(٤) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٤٨

(٥) دليل لبنان ، المطبعة العثمانية بعبدا لبنان ١٣٢٢ ه‍ / ١٨٠٦ م ص. ٤٢٠

١٨٧

جزين وتبعد عنها ٢٥ كلم. مساحة أراضيها ٤٥٠ هكتارا.

شيء من تاريخها : ذكرها ياقوت في معجمه (١) ، وذكرها شيخ الربوة فقال : «وأرض الجرمق وهي مدينة قديمة عادية كانت بها طائفة من العبرانيين ينسبون إليها يقال لهم الجرامقة» (٢).

وفي حديثه عن صفد قال : «صفد حصن بقبة جبل كنعان في أرض الجرمق» (٣).

وفي حديثه عن المعادن قال : «الرانجبار ومعدنه بأرض الجرمق من الشقيف» (٤).

وقد اختلف في أصل الجرامقة ، فمن قائل أنهم انباط الشام ومن قائل أنهم من علوج الجزيرة ، وقائل أنهم من أهل نينوى ومنهم من قال أنهم عبرانيون أو آراميون ، وقائل أنهم عرب (٥) لكننا نرجح نسبتهم إلى الأنباط بدليل اسم النبطية ، ووجود آثار في الصخر تشبه طريقة الأنباط.

والجرمق اليوم خراب وانتقل عدد من سكانها إلى بيوت حديثة في التلة الشمالية الغربية منها المسماة بالعرقوب.

ذكر مرهج أن سكانها عام ١٩٧١ م (٧٠٠ نسمة) وعدد منازلها (٢٠) (٦) أما العنداري فقدر سكانها نفس العام ب ١٤٢ نسمة وعدد منازلها ب (٢٠) (٧)

__________________

(١) معجم البلدان ٢ : ١٢٩.

(٢) شيخ الربوة ، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري الدمشقي. نخبة الدهر. ص ٢١١.

(٣) المصدر نفسه ص ٢١٠.

(٤) المصدر نفسه ص ٢٢٠.

(٥) انستاس ماري الكرملي : الجرامقة. مجلة لغة العرب م ٣ ، ج ٤ ، ـ ١٩١٣ ص ١٦٩ ـ ١٨٠.

(٦) اعرف لبنان ٣ : ٥٠٠.

(٧) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء جزين رقمها المتسلسل (١٠)

١٨٨

وقدر سكانها فاعور عام ١٩٨١ م ب ١١٣٦ نسمة (١) ويقدر عدد سكانها اليوم ب ١٣٠٠ نسمة ، أما عدد المقيمين فيها فلا يتجاوز ٣٠٠ نسمة.

انتاجها الزراعي : تبغ ، حمضيات ، خضار. ومصدر مياهها. عين الجرمق شفحة.

جرنايا : [ Jirnaya [: بجيم مكسورة أولها فراء ساكنة بعدها نون وألف وياء مثناة بعدها ألف.

هي من جبع على أربعة أميال [٢٠ كلم] شمالا ومن جزين على مثل هذه المسافة غربا ، وهي من أعمالها وكانت عام (١٨٣٠ و ١٨٤٠) عملا تابعا لمقاطعة جبع.

تبلغ نفوسها حسب احصاء (قاموس لبنان) (٢) (٣٠٧) منهم أربعة من الروم الكاثوليك والباقون من الموارنة ويبلغون حسب آخر إحصاء لنفوس محافظة صيدا (٤٢٨). وفي لبنان قرية بهذا الإسم تتبع دير القمر.

أصل الإسم : يرى أنيس فريحة أن أصل الإسم سرياني «من gurnaye؟: وهي جمع gurna : الجرن والهاون والمغطس يحفر في الصخر» (٣).

موقعها : ترتفع عن البحر ٤٦٠ وتتبع قضاء جزين وتبعد عنها ٢٩ كلم وتبعد عن صيدا ٢٠ كلم. مسافة أراضيها ١٢٥ هكتارا.

شيء من تاريخها : فيها آبار ومغاور ونواويس قديمة يعود تاريخها إلى العهد الفينيقي (٤).

__________________

(١) مجلة الباحث ص ٤٣.

(٢) وديع حنا : قاموس لبنان ص ٧٢.

(٣) أنيس فريحة : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٤٨.

(٤) اعرف لبنان ٣ : ٥٠٢.

١٨٩

وفيها مجلس بلدي أنشئ عام ١٩٦٣ ومجلس اختياري ، ومدرسة رسمية ، وناديان واحد رياضي والآخر ثقافي اجتماعي.

قدر مرهج عدد سكانها عام ١٩٧١ ب ١٥٠٠ نسمة وعدد منازلها ب (٢٠٠) (١) وقدرهم العنداري نفس العام ب ٦٧٩ نسمة ومنازلها ب ١٦٠ منزلا (٢) وقدر علي فاعور عدد سكانها عام ١٩٨١ ب ١٧٦٤ نسمة ، ويقدر عددهم اليوم ب ٢٠٠٠ نسمة.

إنتاجها الزراعي : حبوب ، كرمة ، زيتون.

مصادر مياهها : نبع الطاسة.

الجرين : [Iljrayn]

[أصلها الجرين ،] Il ـ jurayn : تلفظ بجيم ساكنة وراء مفتوحة بعدها ياء ونون.

ولعلها تصغير جرن فتكون جيمها مضمومة ، والجرن كما في معجم البلدان «الموضع الذي يجفف فيه التمر ، موضع بين سواج والنير باللعباء من أرض نجد» (٣). ولا يبعد أن يكون اسم هذه الدسكرة مأخوذا من هذا المعنى من حيث أنها كانت موضعا لتجفيف العنب.

هي دسكرة يقوم بها بعض بيوت يسكنها فلاحوها ، واقعة غربي الجديدة بسفح الهضبة على غلوة سهمين [٢ كلم] منها ومثل ذلك عن قرية القليعة.

وهي على مقربة من البويضة والجديدة ومن أعمالها ، يسكنها عدد قليل

__________________

(١) المصدر نفسه ٣ : ٥٠٢.

(٢) دليل المدن والقرى اللبنانية. قضاء جزين رقمها المتسلسل (١٣).

(٣) معجم البلدان ٢ : ١٣٢.

١٩٠

قائم على زراعتها وهي من أملاك آل راشد من جديدة مرجعيون (١).

الجزيرة : Iljazira

قرب المطرية وعين أبي عبد الله ، محرث كان يتبع ناحية عدلون وهو يتبع اليوم صيدا (٢).

جزّين : [Jizzin]

جزّين (بجيم مكسورة أولها وزاي معجمة مشددة بعدها ياء ونون).

هي في الجنوب من جبل لبنان تحدها شرقا مشغرة وشمالا قضاء الشوف وغربا إقليم جزين وجنوبا قرية كفرحونة. وذكرها باقليمها المنسوب إليها الشريف الإدريسي المتوفى سنة ١١٨٧ م فقال عن صيداء لها أربعة أقاليم وهي متصلة بجبل لبنان وإقليم يعرف بإقليم جزين وفيه مجرى وادي الحر وهو مشهور بالخصب وكثير الفواكه ، وإقليم السربة وهو إقليم جليل ، وإقليم كفر فيلا ، وإقليم الرامي وهو نهر يشق جبالها ويصب في البحر ، وجميع هذه الأقاليم تشتمل على نيف وستمائة ضيعة» (٣) ووصف شيخ الربوة جبل جزين فقال : «وجبل جزين كثير المياه والفواكه» (٤) وعده من جبال عاملة. وقال الشيخ يونس البحراني في لؤلؤة البحراني : «جزين بالجيم

__________________

(١) ورد ذكرها في كشكول البحراني عن الأنصاري المهاجر العاملي ١ ؛ ٤٢٩ وذكرها باسم جزين وصحح التسمية الشيخ سليمان في العرفان م ٨ ج ١٠ تموز ١٩٢٣ ص ٧٦٠ كما ذكرها وديع حنا في كتابه قاموس لبنان باسم مزرعة جرين ص ٢٤٢. وهي اليوم جزء من الجديدة.

(٢) والجزيرة تتبع ارزي وتبعد عنها ٢ كلم وتبعد عن صيدا ٣٣ كلم. وترتفع عن سطح البحر ٢٥٠ م.

(٣) نزهة المشتاق في اختراق الآفاق (وصف فلسطين والشام) نشر جوانيس جيلد ميستر بون ١٨٨٥ ص ١٤ ـ ١٥ ـ ٣٧٠.

(٤) نخبة الدهر في عجائب البر والبحر ص ٢١١.

١٩١

المسكورة ثم الراء المشددة ثم الياء المثناة من تحت ثم النون إحدى قرى جبل عامل» (١).

قيل أنها كانت عاصمة مملكة أفيق المحدودة بتخوم صيدون ونهر الليطاني ومملكتي حاصور ورحوب ، وقيل إن عاصمة تلك المملكة كانت قريبة منها ، وقيل غير ذلك (٢).

أما اسمها جزين فإما محرف عن جزأين لأن مياه نبعها الذي ينبع من اعلاها يجتازها فيقسمها جزأين (٣) ، فيكون عربيا ، وإما سرياني ومعناها الكؤوس (٤) ارتفاعها عن سطح البحر ٩٠٢ (٥) من الأمتار. وهي مبنية على كتف شلالها (المعروف بالشالوف) وهو يتكون من مياه نبعها ، فإنها بعد اجتيازها البلدة تصل إلى صخر متقطع عموديا كالجوار فوق الوادي ، وتنحدر إلى أسفله من علو ٧٠ مترا فتبرز بشكل يخلب الألباب حيث ترى كأنها العهن المنفوش ، بارزة المناظر بحلة قوس قزح وألوانه الرائعة ، وفي جانبي ذلك الوادي على مسافة طويلة ينتظم من البساتين والأشجار الباسقة عقد من الجمال يهيم به عشاق الجمال ، ويحيط بجزين من جهاتها الثلاث سور من الجبال مكللة قممها بأغراس الكرمة الطيبة ، وبالجملة فإن ما حواه هذا البلد من الجمال الطبيعي والصناعي جعله من البلدان اللبنانية التي تؤم للاسترواح والاصطياف.

كان في التقسيمات الإدارية القديمة من عمل صيداء ، وفي العهد

__________________

(١) الشيخ يوسف البحراني : لؤلؤة البحرين ص ١٤٣.

(٢) شاكر الخوري ؛ مجمع المسرات ص ٥٠ عن كتاب لامارتان اليسوعي «لبنان ج ١ ، ص ٤٥٩.

(٣) شاكر الخوري : مجمع المسرات ص ٥٥٩.

(٤) كذا ولعلها الكنوز كما ذكر إبراهيم الأسود في دليل لبنان ص ٤٢٠ وهو من مصادر الشيخ.

(٥) ٩٥٠ م في أغلب المصادر.

١٩٢

الإقطاعي قاعدة المقاطعة الثالثة عشرة من معاملة صيداء ، وهو من الشوف الحيثي (أو الحيطي لاتخاذ المعنيين الحيطان من أبنيته ، في مقابلة الشوف السويجاني تصغير السياج لاتخاذهم له حظائر لمواشيهم وخيامهم مدة) (١).

تعاقبت عليه أيدي الولاة في الدول الإسلامية والصليبية. وكان في جملة البلاد التي وليها التنوخيون والمعنيون والشهابيون والارسلانيون ، كما وليه مقدمو جزين الشيعيون حقبة من الدهر (والمقدمون ينتسبون إلى سعد الأنصاري شيخ الخزرج وليسوا من آل الصغير كما وهم البعض) (٢).

وفي سنة ١٦٩٣ م / ١١٠٥ ه‍ ولى السلطان سليمان الثاني بوساطة أرسلان باشا مقاطعات الأمير أحمد المعني السبع ، إلى الأمير موسى علم الدين وكان من جملتها إقليم جزين ، ولكن الأمير أحمد بمصانعته مصطفى باشا والي صيداء بهداياه الفاخرة استرجعه مع اقطاعاته وطرد الأمير موسى (٣).

وفي سنة ١١٢٣ ه‍ / ١٧١١ م أقطع الأمير حيدر الشهابي اقليم جزين الشيخ قبلان القاضي. وفي سنة ١١٢٨ ه‍ / ١٧١٥ م (وفي الأعيان ١٧١٢ م) (٤) توفي الشيخ قبلان بلا عقب فانتقل إلى صهره على ابنته الشيخ علي بن رباح جانبلاط ، ومن هذا العهد أصبح من اقطاعات الجنبلاطيين. وفي سنة ١١٩٧ ه‍ / ١٧٨٢ م تسلم الأمير يوسف الشهابي هذا الإقليم منهم مع جبل الريحان وجعل تصرفهم فيه عن يده (٥).

__________________

(١) عن مجلة الآثار للاستاذ المعلوف.

(٢) المؤرخ التركي جودة باشا. انظر العرفان م ٢٧ ص ٦٩٠.

(٣) طنوس الشدياق : أخبار الأعيان ١ : ١٢٧ ؛ وتاريخ الأمير حيدر : ١ : ٧٤٤ ـ ٧٤٥ وتاريخها عنده ١١٠٦ ه‍ / ١٦٩٤ م.

(٤) طنوس الشدياق : أخبار الأعيان في جبل لبنان ٢ : ٣١٦.

(٥) حيدر الشهابي : تاريخ الأمير حيدر ٢ : ٨٤٢.

١٩٣

وتحت جزين المغارة المعروفة التي هلك فيها الأمير قرقماز المعني ، كما قبض فيها أحمد باشا الكوچك على ولده الأمير فخر الدين المعني الذي كان مختبئا فيها عند أفول شمس عزه.

أما التشيع في جزين وإقليمها فإنه قديم وحسبك دليلا على قدمه انتساب عبد الله بن أيوب العاملي الجزيني إليها ، وهو من رجال المائة الثانية للهجرة ومن المنقطعين إلى الإمام علي بن موسى الرضى عليه‌السلام ، وهو من الشعراء. وعده ابن شهر آشوب من شعراء أهل البيت (١). وكانت الرحلة للعلم العاملي. بل رحلة طلاب العلم من كل حدب وصوب ، وما زالت دار العلم إلى عهد الكاتب (٢) ، أما تقلص ظل الشيعة من هذا البلد فلا يمتد إلى أكثر من قرن ، وسببه مزاحمة مساكنيهم من غير أبناء ملتهم لهم على مساكنهم التي ابتدأت من عهد إمارة فخر الدين المعني وابن أخيه الأمير أحمد ، والحرب التي كانت سجالا بين العامليين والشوفيين ، وقضاء الجزار والأمير بشير على النفوذ الشيعي ، وبعد أن كان ذلك الإقليم معمورا بالشيعة أصبح عددهم في هذه الأيام لا يزيد على ألفي نسمة ، وأما جزين فقد أصبحت بلدا مسيحيا محضا منذ ثمانين عاما تقريبا (٣).

وأما الشهيد الأول فقد ذكرنا نبذة من ترجمته في التعليق على برج يالوش ، وأما ذريته فالشائع أنهم أسرة شمس الدين المعروفة في جبل عامل بالعلم ، وقد انتسب إلى هذا البلد من أقطاب العلم ما يضيق بعدّ أسمائهم صدر هذا التعليق.

__________________

(١) ابن شهر آشوب : معالم العلماء. طبع النجف ١٣٨٠ ه‍ ص ١٥٢. وابن شهر آشوب من أعلام الشيعة في القرن السادس للهجرة.

(٢) يوسف البحراني في الكشكول عن الأنصاري المهاجر العاملي ١ : ٤٣٠ حيث يقول : «جزين بلد الشهيد الأول وبها ذريته في هذا العصر وهم أهل صلاح وعلم» ووفاة الشيخ البحراني عام ١١٨٦ ه‍ / ١٧٧٢ م.

(٣) أي عام ١٨٣٩ م.

١٩٤

كانت قاعدة قضاء في العهد اللبناني القديم [المتصرفية] وفي العهد الجديد ألحقت بصيداء وما زالت ملحقة بها ، وأصابها ما أصاب غيرها من أهواء التقلبات الإدارية والقضائية وقد الغى المنهاج الإدي محكمة بدايتها ومديريتها وأعاضها عن محكمة البداية بمحكمة صلحية ثم أعيدت قضاء في عهد الوزارة (الأديبية) (١). [وهو قاعدة قضاء مسمى باسمها وألحق بصيداء قاعدة لواء الجنوب عند اعلان لبنان الكبير سنة ١٩٢٠] يبلغ سكانه اليوم (٢) ٣٥٠٠ نسمة أكثرهم من المارونيين ، وهم معروفون بحب الغريب وبدماثة الأخلاق ، وفيه المباني الجميلة ، وثلاثة فنادق الأول فندق الشالوف (الشلال) الثاني فندق مصر والثالث فندق رحيم ، وأربع كنائس منها ثلاث للموارنة وواحدة للروم الكاثوليك ، ودير لرهبان مار انطونيوس ، وثلاث مدارس للصبيان والبنات بإدارة الرهبنة اليسوعية وقلبي يسوع ومريم ، ومدرسة للصبيان بإدارة الأميركان ، ودار للحكومة. وكان فيها محكمة بدائية ولكنها ألغيت في عهد الاحتلال وحل محلها حاكم صلح ذو نفوذ قضائي واسع ، وفيها دائرة للجند (الجندرمة) [الدرك]. وفيها كنيسة مار يوسف ومدرستها ولهذه المدرسة املاك وهي وقف على أسرة رزق وقفها المرحوم المطران يوسف رزق والمرحوم المطران بولس كساب ، ومنه ويوسف صالح رزق من رجال العلم وسيرابيون رزق من رجال القانون والخوري ميخائيل رزق الذي كان وكيل مطران صور وصيداء ، والخوري بطرس مارون النائب الأسقفي ، وفرحات بك ناصيف الذي قضى مدة طويلة عضوا في مجلس إدارة لبنان ، وسليم بك ناصيف أول جزيني تولى منصب قائم المقام فيها ، وسليم بك المعوشي القانوني المعروف والمفتش العدلي وولي وظيفة قائم المقام في جزين ، ومن

__________________

(١) المقصود حكومة (أوغيست أديب في آذار ١٩٣٠ م).

(٢) العام ١٩٢٣ م.

١٩٥

الأطباء الطبيب حبيب بك ناصيف والطبيب جان أفندي بارتي ، والطبيب حليم افندي عازار الموظف في القطر المصري ، والصيدلي ساروفيم افندي بارتي ، والطبيب يوسف افندي شاكر عون ، والمهندس ميشال افندي شاكر ، ومنه فريق من المحامين منهم سليمان بك كنعان المعروف بمواقفه الوطنية وهو اليوم (١) في أوروبا يعمل لخير وطنه مع العاملين ، واسعد افندي عازار وشديد أفندي المعوشي ، ويوسف افندي حرفوش ، ورشيد افندي الخوري الذي كان قد عين عضوا في محكمة صيداء ، وسليمان افندي سرحال ، ومراد افندي أبي نادر حاكم صلح دير القمر اليوم والشاعر الأديب المعروف ، ومنه شاعر الشالوف الكاتب امين افندي رزق ، وسيادة المنسنيور يوحنا رزق ولي وقف ماريوسف وأول كاهن شرقي احرز رتبة اكليركية من قداسة البابا وهو خطيب مفوه وعالم محقق.

وفي سنة ١٩١٠ أصدر فيه المحامي سعيد رزق جريدة الاتفاق ، وفي سنة ١٩٢٢ استأنف إصدارها بالاشتراك مع الكاتب الشاعر محمد كامل شعيب العاملي في مدينة صيداء. (اقتبسنا هذه الجملة الوجيزة عن رجال جزين ومؤسساتها الدينية والعلمية من صديق أديب من ذلك البلد الطيب).

أصبح [هذا البلد] في عداد المصايف اللبنانية التي يرتادها المصطافون من مختلف الأقطار والأمصار.

أحصينا نفوسه [سنة ١٩٢٣ م] ب (٣٥٠٠) واحصاه صاحب قاموس لبنان [١٩٢٧ م] ب [٢٠٠١ م](٢) ونفوسه في الإحصاء الأخير المستخرج [سنة ١٩٣٠] المستخرج لنا من سجل محافظة صيدا تبلغ [٣٣٤٠] والتفاوت بين

__________________

(١) عام ١٩٢٣ : وسليمان كنعان كان عضوا في مجلس إدارة جبل لبنان في ١٩١٤.

(٢) وديع حنا : قاموس لبنان ص ٧٢.

١٩٦

هذا الإحصاء واحصاء قاموس لبنان كبير!! (١).

وهذه احدى نتائج ما في احصاء نفوس اللبنانيين من الخلل فلا تكاد تجد احصاء لبلد لبناني مطابقا للواقع.

وهي اليوم قاعدة اتصال في بيروت وصيدا ومشغرة من البقاع والطريق المباشر تعبيده من (ابي الأسود) قرب القاسمية فالنبطية وإليها.

أصل الإسم : بالإضافة إلى ما ذكره الشيخ نور وما ذكره فريحة : «جزين [سرياني] gazzin : خزائن ، مخازن. واحتمال آخر : جزاز والغنم. من «جزّ» ويفيد القص والقطع» (٢).

موقعها : ترتفع ٩٥٠ مترا عن سطح البحر على مسافة ٣٠ كلم من صيدا شرقا. مساحتها مع توابعها ٢١٢٠ هكتارا.

شيء من تاريخها : يقول أبو شقرا : «لما استوطنت عشائر الدروز في بلاد الشوف واستولت على مقاطعتها ، كانت عشائر المتاولة مستوطنة إقليم جزين ومستولية عليه مع ما يتبعه من ناحيتي جبل الريحان واقليم التفاح ، وكانت تلك الانحاء برمتها مأهولة بالمتاولة.

أما العشائر المتوالية فكان أهمها المقدمون الخزرجيون وكانت جزين قصبة لها يملكونها ويملكون ما يجاورها من القرى والضياع ، ثم المشايخ آل برو أصحاب كفرحونة وناحية جبل الريحان ، وهؤلاء كانوا ذوي وفر جزيل وثروة عظيمة ، ثم آل الجواد (من بني منكر) أصحاب جباع الحلاوة وما يتبعها من ناحية إقليم التفاح» (٣).

__________________

(١) نضيف إلى ما أورده الشيخ تقدير سكانها عام ١٩٠٦ على ما في دليل لبنان لابراهيم الأسود الذي أحصاهم ب (٩٠٠) ؛ واحصاء بطرس البستاني في دائرة المعارف ٦ : ٤٥٩ ب (١٤٥٢).

(٢) معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية. ص ٤٩.

(٣) الحركات في لبنان ص ١٥٠.

١٩٧

وقد وقعت جزين بيد المعنيين منذ عهد الأمير فخر الدين (١) وابن أخيه الأمير أحمد وفي سنة ١١٠٥ ه‍ / ١٦٩٣ م ولى السلطان سليمان الثاني بواسطة ارسلان باشا مقاطعات الأمير أحمد المعني السبع إلى الأمير موسى علم الدين ، وكان من جملتها إقليم جزين ، ولكن الأمير أحمد بمصانعته مصطفى باشا والي صيدا بهداياه الفاخرة استرجع اقليم جزين مع بقية اقطاعاته وطرد الأمير موسى ؛ وفي سنة ١١٢٣ ه‍ / ١٧١١ م أقطع الأمير حيدر الشهابي اقليم جزين الشيخ قبلان القاضي في سنة ١١٢٨ ه‍ / ١٧١٥ م توفي الشيخ قبلان بلا عقب فانتقل إلى صهره على ابنته الشيخ علي بن رباح جنبلاط ، ومن هذا العهد أصبح من اقطاعات الجنبلاطيين» (٢).

وذكر أبو شقرا سبب جلاء المتاولة عن جزين فقال : «ولما كان الأمير يوسف الشهبابي متوليا كرسي دير القمر كان كبير المقدمين في جزين هو المقدم علي المحمد الخزرجي (وهو علي الأول) وكان جبارا عاتيا ، وقد حدث بين بعض متاولة جزين وبعض دروز نيحا خصومات ومشاجرات ، لا بد من حدوثها بين الرعاع المتجاورين ، فجعل المتاولة يغزون الدروز ويشنون الغارة على مواشيهم وسوامهم ، فتحدث بسبب ذلك مناوشات بين ذوي السوام والمغيرين. ولما عظمت المشاحنات بين الجزينيين والنيحيين ، جعلت كل فئة منها تتربص برفيقتها شرا ، غير أن المتاولة كانوا يكيلون للدروز صاعا كلما كال الدروز لهم حفنة ، وذلك لأن طريق سوق الخان وحاصبيا مارة في وسط جزين وكفرحونة ، ولا غنى لأكثر الدروز عن المرور الدائم بهذه الطريق العامة ، فكان اشقياء المتاولة كلما استفردوا درزيا ضربوه وأهانوه ، وربما سلبوه ما معه من دراهم أو ما يسوقه من بغل ، وحمار وما اشبه» (٣).

__________________

(١) عن الشيخ علي السبيتي في أعيان الشيعة ١ : ٢٥٤.

(٢) الشيخ علي الزين : للبحث عن تاريخها في لبنان ص ٣٢٨.

(٣) الحركات في لبنان ص ١٥١.

١٩٨

ووصف جزين في ذلك العهد فقال : «وقد كانت جزين في ذلك العهد قصبة مهمة محشورة بالسكان ، وفيها جامع كبير ومنارة رفيعة ، وكان في جزين اثنا عشر شيخا من العلماء الأفاضل ، ولذا كنت ترى جزين محطا لرحال طليعة العلم ومنتجعي الأدب ، ولذلك جعلوا يشمخون بأنافهم على الدروز وتحدثهم أنفسهم ببسط كف السيادة عليهم ، فكثرت بين الطائفتين الحوادث والمنازعات التي آلت إلى استعار نار حرب كانت سببا في تقلص ظل المتاولة عن معظم أنحاء جزين الثلاث ، أي اقليمي جزين والتفاح ، وجبل الريحان» (١).

ثم تحدث عن الحرب بين المتاولة والدروز فقال : «وخلاصة القول أنه في سنة ١١٧١ ه‍ / ١٧٥٧ م أخذ المقدم علي يكتب الكتائب ويجيش الجيوش في جزين ، ثم وافاه الشيخ جهجاه برو والشيخ علي جواد بجيشين من متاولة جبل الريحان وأقليم التفاح ، وهكذا فعل الأمير يوسف شهاب والشيخان خطار يونس جنبلاط (صاحب الخريبة) وعبد السلام عماد (صاحب الباروك) فقد جيشوا من أهالي الشوف عسكرا عرمرما ثم زحف العسكران كل نحو الآخر فالتقيا تحت قلعة نيحا واقتتلا ساعة من الزمن دارت فيها الدائرة على الدروز ، فتقهقروا إلى نبع باتر فلما وصلوا إلى المحلة المذكورة إذ باثني عشر رجلا من بني أبي شقرا [...] فاخترطوا سيوفهم وهجموا صادمين عسكر المتاولة صدمة ارتجت لها جوانبه [...] وما لبث العسكر الدرزي أن لم شعثه وأعاد الكر والهجوم [...] فرجع المتاولة القهقرى وتبعتهم الدروز حتى أدخلوهم جزين وكانت الشمس قد دنت من الغروب ، فتمنعوا وراء جدران قصبتهم وجعلوا يدافعون عن حياضهم دفاعا شديدا جدا غير أن الدروز وقد رنحتهم خمرة الظفر لم يألوا جهدا من مضايقة

__________________

(١) المصدر نفسه ص ١٥١.

١٩٩

الحصار عليهم وتتابع الهجمات في معاقلهم ، التي رغما عن ثبات من وراءها من الحامية لم تكن لتثبت في وجوههم وقد كانت نساء المتاولة ثمة ينخين رجالهن ، ويشجعنهن على حلو الثبات ومر الحفاظ وعدم إخلاء الحمى. لكن لم تكن إلا ساعة من الزمن حتى أخلى المتاولة مواقعهم وتخلوا عن مواطنهم في ذلك الليل الحالك ، فأدى ببعضهم السرى إلى جباع الحلاوة وبالبعض الآخر إلى زحلتا وأبي سوار (بجوار القرية المذكورة) ودخلت الدروز جزين وأخذوها عنوة» (١) ثم ذكر عدد قتلى المتاولة وهم مئة ، وذكر بعدها أن جيوش المتاولة حاولوا استرجاع جزين في اليوم التالي وحدثت معركة قربها في جل الشوك (سهل واقع بين جباع الحلاوة وأم الرمان) وانهزم المتاولة وتقهقروا إلى جباع. ثم دخل الدروز جباع. ويتابع سرد حوادث المعارك بعد دخول جباع حتى يصل إلى موقعة كفررمان وهزيمة الدروز. ثم يذكر غارات الدروز على إقليم التفاح التي بعد معركة جزين بسنتين وطردهم المتاولة من القرى والمزارع. الذين تجمع منهم في حارة صيدا عسكرا عرمرما. وذكر معركة سهل الغازية بينهم (٢).

ملحوظات على ما ذكره :

١ ـ الأمير يوسف الشهابي تولى كرسي الإمارة في دير القمر سنة ١٧٧٠ (٣). أي بعد التاريخ الذي ذكره ب ثلاث عشرة سنة.

٢ ـ موقعة كفررمان أرّخها جميع المؤرخين (٤) سنة ١١٨٥ ه‍ أي

__________________

(١) المصدر نفسه ص ١٥١ ـ ١٥٣.

(٢) المصدر نفسه ص ١٥٣ ـ ١٥٥.

(٣) طنوس الشدياق : أخبار الأعيان في جبل لبنان ٢ : ٣٢٩ ، تاريخ الأمير حيدر ٣ : ٨٠٧.

(٤) أخبار الأعيان ٢ : ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ؛ تاريخ الأمير حيدر ٣ : ٨٠٩ جبل عامل في التاريخ ٢١٧ ـ ٢٢٧ : تاريخ جبل عامل ص ١٢٥ ـ ١٣٢ ، البحث في تاريخنا : ٥١٩ ـ ٥٤٦.

٢٠٠