الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٩

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٩

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-180-7
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٦٠

والأنصار. (وعند الواقدي : أنها حولت إلى مسجد الفضيخ).

فلما اختلط الظلام فقدوا أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ؛ فقال الناس : يا رسول الله ، لا نرى عليا.

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أراه (١) في بعض ما يصلح شأنكم.

فلم يلبث أن جاء برأس اليهودي الذي رمى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ـ وكان يقال له : عزورا ـ فطرحه بين يدي النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

فقال له النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : كيف صنعت؟

فقال : إني رأيت هذا الخبيث جريّا شجاعا ؛ فكمنت له ، وقلت : ما أجرأه أن يخرج إذا اختلط الليل ، يطلب منا غرة.

فأقبل مصلتا بسيفه ، في تسعة نفر من اليهود ؛ فشددت عليه ، وقتلته ، فأفلت أصحابه ، ولم يبرحوا قريبا ؛ فابعث معي نفرا فإني أرجو أن أظفر بهم.

فبعث رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» معه عشرة ، فيهم أبو دجانة سماك بن خرشة ، وسهل بن حنيف ؛ فأدركوهم قبل أن يلجوا الحصن ؛ فقتلوهم ، وجاؤوا برؤوسهم إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فأمر أن تطرح في بعض آبار بني خطمة.

وكان ذلك سبب فتح حصون بني النضير.

وفي ذلك يقول حسان بن ثابت :

لله أي كريهة أبليتها

ببني قريظة والنفوس تطلع

__________________

(١) في مغازي الواقدي والسيرة الحلبية : دعوه فإنه في بعض شأنكم.

١٢١

أردى رئيسهم وآب بتسعة

طورا يشلهم (١) وطورا يدفع

وحسب نص الواقدي ودحلان : أن القبة كانت من غرب (ضرب من الشجر) عليها مسوح ، أرسل بها إليه سعد بن عبادة فأمر بلالا ، فضربها في موضع المسجد الصغير الذي بفضاء بني خطمة وصلى بالناس في ذلك الفضاء ، فلما رماها ، «عزوك» ـ كما في الواقدي ـ بالسهم حولت إلى مسجد الفضيخ.

إلى أن تقول الرواية : فيئسوا من نصرهم ، فقالوا : نحن نخرج من بلادك الخ .. (٢).

ونحن نسجل هنا الأمور التالية :

١ ـ الحكمة .. والمعجزة :

إن تحويل النبي الأكرم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قبته إلى السفح ، حتى لا تنالها يد العدو ، يعطينا : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان يتحرك من موقع الحكمة والتدبير ، وفقا لأحكام العقل وجريا على مقتضيات الفطرة.

وأما المعجزة ، والتصرف الإلهي الغيبي ، فإنما كان في حالات خاصة ، حيث تمس الحاجة لذلك ، وتفرضه ضرورة حفظ الإسلام ، ورمزه الأول ، كما كان الحال بالنسبة لإخبار جبرئيل «عليه‌السلام» للنبي «صلى الله عليه

__________________

(١) يشلهم بالسيف : يضربهم ويطردهم.

(٢) راجع ما تقدم في المصادر التالية : الإرشاد للمفيد ص ٤٩ ـ ٥٠ والبحار ج ٢٠ ص ١٧٢ و ١٧٣ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٩٦ و ١٩٧ والمغازي للواقدي ج ١ ص ٣٧١ و ٣٧٢ وكشف الغمة للأربلي ج ١ ص ٢٠١ و ٢٥٥ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٦٥ والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٦٢.

١٢٢

وآله» بتآمر بني النضير على حياته «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، حينما ذهب إليهم يستمدهم في ديّة العامريين ، حسبما تقدم ..

وكما كان الحال بالنسبة إلى الإمداد بالملائكة في حرب بدر ، إلى غير ذلك من موارد فرضت التدخل الإلهي ، وحدوث المعجزة والكرامة ، من أجل حفظ الإسلام في منطلقاته الأساسية ، وفي رموزه الأولى والكبيرة.

ولعل تحول النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى السفح بعد وصول النبل إلى تلك الخيمة كان يهدف إلى تعليم المسلمين هذا الدرس بالذات بالإضافة إلى دروس أخرى تأتي.

٢ ـ الشعور بالمسؤولية :

إن تحرك أمير المؤمنين «عليه الصلاة والسلام» لمواجهة الخطر اليهودي إنما جاء من منطلق الإحساس بالمسؤولية ، ونتيجة للشعور بالواجب ، والثقة بالله سبحانه .. حتى ولو لم يصدر الأمر به من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، تفاديا لبعض السلبيات.

وهذا الإحساس والشعور لم نجده عند سائر الصحابة ، الذين كانوا حاضرين مع النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وشهدوا ما شهده علي «عليه‌السلام» ، وعاينوا ما عاينه.

٣ ـ الأسرار العسكرية :

إن سرية تحرك أمير المؤمنين «عليه الصلاة والسلام» ، وعدم إفصاح النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن طبيعة المهمة التي كان أمير المؤمنين بصدد تحقيقها ، حتى إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يشر إلى أن طابعها كان عسكريا أو

١٢٣

استطلاعيا ، أو تموينيا ، أو غير ذلك ..

إن هذه السرية مطلوبة في كل عمل عسكري ـ إلا ما كان ذا طبيعة خاصة ـ ليمكن تحقيق الأهداف المتوخاة من ذلك العمل على النحو الأفضل والأكمل.

وقد كان من الطبيعي أن يتسرب الخبر في ظروف كهذه إلى بني النضير ـ لو أفصح به النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ـ عن طريق المنافقين ، ولعل ذلك يؤدي إلى تفويت الكثير من الفرص ، وإلى أن تفقد العملية عناصر هامة من شأنها أن تساعد على إحراز نصر كبير فيها ، كأن يتمكن بنو النضير من نجدة سريتهم العاملة ، ولا أقل من تمكن المنافقين من مساعدة عناصر السرية اليهودية على الفرار والنجاة ، أو الاختفاء في الأمكنة المناسبة لذلك ..

٤ ـ دراسة شخصية العدو :

إن قول أمير المؤمنين «عليه‌السلام» : «إني رأيت هذا الخبيث جريّا شجاعا ؛ فكمنت له ، وقلت : ما أجرأه أن يخرج إذا اختلط الليل ، فيطلب منا غرة» يعطينا : أنه لا بد من دراسة حالات العدو ، وخصائصه النفسية ، فإن لذلك أثرا كبيرا في العمل العسكري ، وله دور هام في تعيين مستقبل الحرب ، وأسلوب حركتها ونتائجها.

٥ ـ إستباق مخططات العدو :

إن كلمة أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، الآنفة الذكر ، لتعطينا : أنه لا بد من أن تكون لدى الكوادر القيادية القدرة على التنبؤ بما يمكن أن يخطط له العدو ، وطرح الافتراضات والخيارات كافة التي يمكن أن يلجأ إليها ،

١٢٤

لمواجهتها من موقع الوعي والدراسة والتخطيط ، حتى لا تتحول إلى مفاجأة يتعامل معها من موقع العفوية والارتجال ، وردة الفعل ، والانفعال.

٦ ـ العمليات الوقائية :

وبعد .. فلم تكن مبادرة أمير المؤمنين لإفشال المخططات المحتملة للعدو إلا إيذانا بضرورة القيام بعمليات وقائية ، وضرب العدو في مواقعه ، وبصورة مفاجئة ، وقوية ، فإن ذلك من شأنه أن يلحق به هزيمة نفسية ، فضلا عن الهزيمة العسكرية الساحقة.

٧ ـ إرهاصات :

إن شعر حسان الآنف الذكر يدل على : أن عليا «عليه الصلاة والسلام» هو الذي آب بالتسعة ، وأنه قد قتل بعضهم ، وآب بالبعض الآخر أحياء.

ولعل دور العشرة الذين أرسلهم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» معه قد اقتصر على أمور ثانوية وهامشية في عملية أسر التسعة ، أو قتلهم ، وإن الدور المصيري والأهم إنما كان لأمير المؤمنين «عليه‌السلام».

ولأجل ذلك لا يصغى إلى ما ذكره الحلبي ، حينما ذكر إرسال العشرة مع علي «عليه‌السلام» لقتل التسعة فقتلوهم ، وطرحوهم في بعض الآبار ، حيث قال الحلبي : «.. وفي هذا رد على بعض الرافضة حيث ادّعى : أن عليا هو القاتل لأولئك العشرة» (١).

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٦٥.

١٢٥

٨ ـ الفتح على يد علي عليه‌السلام :

وكان من الطبيعي : أن يكون لهذه الضربة تأثير كبير على معنويات بني النضير ، وأن يضج الرعب في قلوبهم. فإن تصدي رجل واحد من المسلمين لعشرة منهم ، ثم قتل العشرة جميعا ، يؤذن بأن المسلمين قادرون على إبادتهم ، واستئصال شأفتهم بسهولة ويسر.

وإذا كان يمكن اعتبار حرق الأشجار وقطعها تهديدا ، وممارسة لمستوى من الضغط ، قد يتم التراجع عنه ، حين يؤول الأمر إلى سفك الدماء ، وإزهاق الأرواح ، فإن هذا التراجع قد أصبح غير محتمل على الإطلاق ، بعد أن باشر المسلمون عملا عسكريا بهذا المستوى ، وبهذه الشدة والصلابة والتصميم.

ولقد باشر هذا الأمر رجل هو أقرب الناس إلى رسول الله ، وأعرفهم بنواياه وآرائه ، وأشدهم اتباعا له. رجل عرفوا بعض مواقفه المرعبة في بدر وربما في أحد .. وهو علي بن أبي طالب «عليه الصلاة والسلام».

إذا .. وبعد أن تخلى عنهم حلفاؤهم ، ولم يف لهم المنافقون بما وعدوهم به ، فإنهم لم يبق لهم إلا هذه الأحجار التي يختبئوون خلفها كالفئران. ولكن إلى أي حد يمكن لهذه الحجارة أن تدفع عنهم ، وكيف وأنى لهم برد هجوم الجيش الإسلامي عنها حين يصمم على تدميرها؟!

فقد جاءهم ما لم يكن بالحسبان ، (فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) (١) و «كان ذلك سبب فتح حصون بني النضير» كما تقدم في النص السابق.

__________________

(١) الآية ٢ من سورة الحشر.

١٢٦

ومن جهة أخرى : فإن الضربة الموفقة لا بد أن تقوي من معنويات الجيش الإسلامي. وقد حصنته من أن يصاب بالضعف والوهن لدى المواجهة الأولى مع عدو لا يرى سبيلا إليه ، ما دام بالحصون المنيعة ، بالإضافة إلى قدرات قتالية عالية لديه بنظر الكثيرين.

ومما ذكرناه : يتضح معنى العبارة المنقولة عن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هنا ، حينما سئل عن علي «عليه‌السلام» حيث يقول : «أراه في بعض ما يصلح شأنكم».

فإن هذه العملية كان لها أثر كبير في إصلاح شأن المسلمين ـ كل المسلمين ـ وإفساد أمر أعدائهم ، ودحرهم وكسر شوكتهم ، حيث أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا.

٩ ـ قتل قائد المجموعة :

ونلاحظ أيضا : أن الهدف العسكري الذي وضعه علي «عليه‌السلام» ، هو قتل قائد المجموعة بالذات.

وهذا العمل يعتبر نموذجيا ، وناجحا عسكريا مائة في المائة ، فإن حدوث فراغ على مستوى القيادة يزعزع كل الثوابت ، ويفقد المجموعة بأسرها كل فاعليتها وحيويتها ، وتتحول إلى ركام خاو ورماد خامد.

١٠ ـ الإشكال في شعر حسان :

ويلاحظ : أن شعر حسان قد ذكر : أن هذه القضية وقعت في بني قريظة ، لكن الرواية تنص على حدوث ذلك في بني النضير. وهذا تناقض ظاهر ، ولعل ملاءمة كلمة : «بني قريظة» لوزن الشعر ، أكثر من كلمة «بني

١٢٧

النضير» يؤيد : أن يكون الشعر صحيحا وغير محرّف ..

ولكن هذا المقدار لا يكفي للحكم على الرواية بالتلاعب والتصرف فيها.

وذلك لأن الرواية قد صرحت : بأنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في حصار بني النضير قد ضرب قبته في أقصى بني خطمة من البطحاء.

وهذا يعني : أن بني خطمة كانوا يسكنون في مجاورة بني النضير.

وإذا ، فمن المفيد : أن نحدد موقع بني خطمة ، وبني النضير ، وبني قريظة ؛ ليتضح من ثم أن حصول التلاعب في الشعر هو الأقرب والأنسب فنقول :

تحديد المواقع :

أما بالنسبة لبني قريظة ، فإنهم يقولون : إنهم نزلوا بالعالية على وادي مهزور (١) وذلك حيث يقع مسجد بني قريظة ، الذي هو شرقي مسجد الشمس (أعني مسجد الفضيخ) الذي يقع هو الآخر شرقي مسجد قباء (٢) في الحرة الشرقية ، المعروفة بحرة واقم ، وتسمى حرة بني قريظة أيضا ، لأنهم كانوا بطرفها القبلي (٣).

أما بنو النضير ، فقد نزلوا بالعالية أيضا على وادي مذينب ، وهو شعبة

__________________

(١) وفاء الوفاء ج ١ ص ١٦١ وج ٣ ص ١٠٧٦ وراجع : معجم البلدان ج ١ ص ٣٤٦ وج ٥ ص ٢٣٤.

(٢) راجع : وفاء الوفاء ج ٣ ص ٨٢٣ و ٨٢١ وراجع : مرآة الحرمين ج ١ ص ٤١٩.

(٣) راجع : وفاء الوفاء ج ٤ ص ١١٨٨.

١٢٨

من سيل بطحان (١).

وقد نقل ابن عساكر والحموي عن الواقدي : أن منازلهم كانت بناحية الغرس وما والاها مقبرة بني حنظلة (٢) أو خطمة (٣).

قال السمهودي : «الظاهر : أنهم كانوا بالنواعم ، وتمتد منازلهم وأموالهم إلى ناحية الغرس ، وإلى ناحية الصافية ، وما معها من صدقات النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله». وبعض منازلهم كانت بجفاف ، لأن فاضجة (أطم لبني النضير ، معجم البلدان ج ٤ ص ٢٣١) به ، ورأيت بالحرة في شرقي النواعم آثار حصون وقرية بقرب مذينب ، يظهر أنها من جملة منازلهم» (٤).

وأما منازل بني خطمة ، فإن المطري يقول : إنها قرب مسجد الشمس بالعوالي (٥).

لكن السمهودي قد رد على ذلك بقوله : «والأظهر عندنا : أنهم بقرب الماجشونية ، لقول ابن شبة في سيل بطحان : إنه يصب في جفاف ، ويمر فيه ، حتى يفضي إلى فضاء بني خطمة ، والأغرس ، وقوله في مذينب : إنه يلتقي هو وسيل بني قريظة بالمشارف ، فضاء بني خطمة.

__________________

(١) راجع : وفاء الوفاء ج ١ ص ١٦١ وج ٣ ص ١٠٧٦ وراجع : معجم البلدان ج ١ ص ٤٤٦ وج ٥ ص ٢٩٠ و ٢٣٤.

(٢) وفاء الوفاء ج ٣ ص ١٠٧٥ و ١٠٧٦ وج ١ ص ١٦١ ومعجم البلدان ج ٤ ص ١٩٣.

(٣) التنبيه والأشراف ص ٢١٣.

(٤) وفاء الوفاء ج ١ ص ١٦٣.

(٥) وفاء الوفاء ج ١ ص ١٩٨ وج ٣ ص ٨٧٣.

١٢٩

وسيأتي : أن ذلك عند تنور النورة ، الذي في شامي الماجشونية ، وقد رأيت آثار القرية والآطام هناك» (١).

إذا عرفت هذا فإننا نقول :

إن الرواية هي الصحيحة ، وإن شعر حسان هو الذي تعرض للتلاعب العفوي أو المتعمد ؛ وذلك لأن الرواية قد صرحت ـ كما صرح غيرها ـ : بأن فضاء بني خطمة ملاصق للمواقع المحاصرة ، لأن السهام كانت قد نالت القبة التي ضربها النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في أقصى بني خطمة.

وقد كان بنو خطمة قرب بني النضير لا قرب بني قريظة .. وكان الفاصل بين قريظة والنضير شاسعا جدا. فقد كان بنو قريظة جنوبي المدينة شرقي مسجد قباء ، ومسجد الشمس ، في الطرف القبلي للحرة الشرقية.

أما بنو النضير ، فقد كانوا شرقي المدينة المتمايل إلى جهة الشام شمالا ..

ونحن في مقام التدليل على هذين الأمرين : أعني بعد قريظة عن النضير ، وقرب بني خطمة من هؤلاء لا أولئك نقسم الكلام إلى قسمين ؛ فنقول :

١ ـ بنو النضير شرقي المدينة :

أما بالنسبة لكون بني النضير شرقي المدينة ؛ فيدل على ذلك :

أولا : قال ابن كثير : «كانت منازل بني النضير ظاهر المدينة على أميال منها ، شرقيها» (٢).

__________________

(١) وفاء الوفاء ج ٣ ص ٨٧٣ وراجع ص ١٠٧٥ و ١٠٧٧.

(٢) تفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٣١.

١٣٠

ثانيا : إن الصافية ، وبرقة ، والدلال والميثب متجاورات بأعلى الصورين ، من خلف قصر مروان بن الحكم (١).

وهذه المواضع المشار إليها هي من أموال مخيريق ، التي أوصى بها إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله». وكان هذا الرجل من بني النضير ، وكانت حوائطه سبعة ، وهي الأربعة المتقدمة بالإضافة إلى : حسنى ، والأعواف ، ومشربة أم إبراهيم.

وقيل : بل هو من يهود بني قينقاع ، كان نازلا ببني النضير ، وكانت أمواله فيهم ، وهي عامة صدقات رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٢).

وعليه .. فإذا كانت تلك المواضع الأربعة متجاورات بأعلى الصورين ، وكانت من أموال بني النضير ، فنقول : إنهم يقولون : إن الصورين يقعان في أدنى الغابة ، والغابة في عوالي المدينة من جهة الشام (٣).

وحسب نص آخر : أنها كانت على بريد من المدينة على طريق الشام (٤).

(والصوران أيضا موقع في البقيع (٥) ، والبقيع يقع داخل المدينة) ، وليس هذا الموضع قرب قصر مروان ، فلا يتوهم ذلك.

ثالثا : قد صرحوا : بأن مشربة أم إبراهيم ، وهي من أموال بني النضير ،

__________________

(١) راجع : تاريخ المدينة ج ١ ص ١٧٣ ووفاء الوفاء ج ٣ ص ٩٩٣.

(٢) راجع : فتح الباري ج ٦ ص ١٤٨ ومعجم البلدان ج ٥ ص ٢٩٠ و ٢٩١ وتاريخ المدينة ج ١ ص ١٧٥ ووفاء الوفاء ج ٣ ص ٩٨٩ و ٩٩٠ عنه وعن ابن زبالة.

(٣) راجع : وفاء الوفاء ج ٤ ص ١٢٧٥.

(٤) معجم البلدان ج ٤ ص ١٨٢.

(٥) معجم البلدان ج ٣ ص ٤٣٢.

١٣١

من مخيريق ، قد كانت في «القف» ، كما أن سائر أموال مخيريق قد كانت بقرب القف أيضا (١).

ومعلوم : أن القف يقع في شرقي المدينة ، لأن زهرة مما يليه ، كما سنرى (٢).

رابعا : قد صرحوا : بأن بني النضير كانوا يسكنون في قرية يقال لها : زهرة (٣).

وزهرة تقع في شرقي المدينة ، وبها تقع الصافية (٤) ، التي كانت من أموال مخيريق ، وصارت إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

كما أنهم قد ذكروا : أن زهرة هي الأرض السهلة بين الحرة والسافلة مما يلي القف (٥).

ولعل التعبير الأدق ، أن يقال : إن زهرة مما يلي طرف العالية ، وما نزل عنها ، فهو السافلة وأدنى العالية ميل من المسجد (٦).

خامسا : إن سهم عثمان الذي أعطاه إياه رسول الله «صلى الله عليه عليه

__________________

(١) راجع : وفاء الوفاء ج ٤ ص ١٢٢٩ و ١٢٣٠ وفي ج ٣ ص ٨٢٦ عن الإستيعاب.

(٢) راجع : وفاء الوفاء ج ٣ ص ٩٧٨.

(٣) راجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٠ والبحار ج ٢٠ ص ١٦٤ عن الكازروني وغيره ، وفي هامشه عن : المنتقى في مولود المصطفى ص ١٢٥. وراجع أيضا : بهجة المحافل ج ١ ص ٢١٤ ولباب التأويل ج ٤ ص ٢٤٤.

(٤) راجع : وفاء الوفاء ج ٣ ص ٩٩٣.

(٥) وفاء الوفاء ج ٤ ص ١٢٢٩.

(٦) وفاء الوفاء ج ٤ ص ١٢٣٠.

١٣٢

وآله» من بني النضير أيضا (١).

وغافر والبرزتان أيضا ، وهما من طعم أزواج النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من بني النضير (٢) ، وفي بئر أريس أيضا (٣).

ولعل كيدمة هي نفس الجزع الذي بقرب مشربة أم إبراهيم ، والمعروف بالحسينيات ، (وهو قرية في زهرة) ويعرف بلفظ (كيادم) بصيغة الجمع (٤).

ثم إن السمهودي بعد أن ذكر : أن المعروف اليوم هو بئر أريس غربي مسجد قباء ، وأنها ليهودي من بني محمم ،

قد رد ذلك : بأن ما تقدم من كون سهم عثمان وعبد الرحمن بن عوف من بني النضير موجودا فيها يدل على خلاف ذلك ؛ لأن بني النضير وبني محمم لم يكونوا بقباء ، لا سيما وأن ابن زبالة يذكر : أن مهزورا يشق في أموال عثمان ، يأتي على أريس ، وأسفل منه ، حتى يتبطن الصورين ، فصرفه عثمان مخافة على المسجد الذي في بئر أريس.

ومن الواضح : أن الموضع المعروف بقباء لا يمكن وصول شيء من مهزور إليه (٥).

سادسا : روي عن جعفر : أن سلمان كان لناس من بني النضير ؛ فكاتبوه

__________________

(١) راجع : وفاء والوفاء ج ٣ ص ٩٤٤ وستأتي بعض المصادر لكيدمة وكونها سهم ابن عوف من بني النضير في فصل : كي لا يكون دولة بين الأغنياء.

(٢) وفاء الوفاء ج ٣ ص ٩٩٢ عن ابن زبالة وراجع ص ٩٩٣.

(٣) راجع : وفاء الوفاء ج ٣ ص ٩٩٢ وج ٤ ص ١١٣٩.

(٤) راجع : وفاء الوفاء ج ٣ ص ٩٤٥ و ٩٤٦.

(٥) المصدر السابق.

١٣٣

على أن يغرس لهم نخلا ، ثم أفاءها الله على نبيه ، فهي الميثب صدقة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالمدينة (١).

وفي رواية أخرى : أن امرأة من بني النضير قد كاتبت سلمان على أن يحيي لها موضعا اسمه «الدلال» ، فأعلم النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بذلك ، فجاء ، فجلس على «فقير» ، ثم جعل يحمل إليه الودي ؛ فيضعها «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بيده ، فقال : «والذي تظاهر عندنا : أنها (أي الدلال) من أموال بني النضير ، ومما يدل على ذلك : أن مهزورا يسقيها ، ولم يزل يسمع أنه لا يسقي إلا أموال بني النضير» (٢).

قال السمهودي : «الذي يتحصل من مجموع ما تقدم : أن نخل سلمان الذي غرسه هو «الدلال» وقيل : برقة ، والميثب «وقيل : الميثب» (٣).

مناقشة للسمهودي لا تصح :

وقد ذكر السمهودي هنا : أن «الفقير» الذي جلس عليه النبي اسم الحديقة بالعالية ، قرب بني قريظة ، ثم أورد على ذلك : بأن «الفقير» ليس من صدقات النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وإنما هو من صدقات علي «عليه‌السلام» (٤).

ونقول : إننا نلاحظ هنا : أن التعبير الوارد هو : «جلس على فقير» ، فإذا كان هذا اللفظ اسما لحديقة ، لم يصح قوله : جلس عليه ، بل يقال : ذهب

__________________

(١) وفاء الوفاء ج ٣ ص ٩٩١.

(٢) تاريخ المدينة ج ١ ص ١٧٤.

(٣) وفاء الوفاء ج ٣ ص ٩٩١.

(٤) راجع : وفاء الوفاء ج ٣ ص ٩٩٢ وج ٤ ص ١٢٨٢ وتاريخ المدينة ج ١ ص ٢٢٢.

١٣٤

إليه ، وجلس فيه ، أو في بعض جوانبه ونواحيه.

والصحيح هو : أن «الفقير» هو الحفرة التي توضع فيها النخلة حين غرسها ، فالنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد جلس فوقها بانتظار أن يأتيه سلمان بالودي ليضعه فيها ؛ فصح أن يقال حينئذ : جلس على فقير ..

مناقشة أخرى وردها :

ولكن يبقى إيراد آخر ، وهو : أن رواية رواها أحمد والطبراني وغيرهما تفيد : أن الذي اشترى سلمان هو رجل من بني قريظة (١).

ويدل على ذلك أيضا : نفس كتاب المفاداة الذي صرح باسم ذلك الرجل ، وأنه قرظي (٢).

ونقول : إنه يمكن أن يكون ذلك القرظي زوجا لمالكة سلمان ، التي كانت نضيرية ، وكانت أموالها في منطقة قبيلتها ، وقد تولى زوجها كتب الكتاب عنها ، وذلك ليس بالأمر الغريب ، ولا البعيد عن المألوف.

٢ ـ قرب بني خطمة إلى بني النضير :

ألف : وأما بالنسبة للقسم الثاني ، أعني قرب بني خطمة من منازل بني النضير ، وبعدهم عن منازل بني قريظة ، فيدل على ذلك بالإضافة إلى صراحة نفس الرواية التي هي موضع البحث في ذلك :

أولا : قول المسعودي : «كانت منازل بني النضير ، بناحية الغرس ، وما

__________________

(١) الثقات ج ١ ص ٢٥٤ ووفاء الوفاء ج ٣ ص ٩٩١.

(٢) راجع كتابنا : سلمان الفارسي في مواجهة التحدي ، الفصل الثاني.

١٣٥

والاها ومقبرة بني خطمة» (١).

ثانيا : تصريحهم بأن بئر غرس ، حيث منازل بني النضير ، إنما تقع في جهة بني خطمة (٢) ، فبنو خطمة إذا هم في منطقة زهرة منازل بني النضير ..

ثالثا : إن فضاء بني خطمة يقع شامي الماجشونية ـ كما ذكره السمهودي (٣) ـ والماجشونية تقع قرب تربة صعيب وبلحارث ، كما أن منازل بني النضير تقع بناحية الغرس ، وهي قرب تربة صعيب أيضا (٤).

وذلك يعني : أن بني خطمة كانوا قرب بني النضير ، لا قرب بني قريظة.

رابعا : إن ما يدل على بعد بني خطمة عن بني قريظة : أن البويرة التي وقع الحريق فيها قد كانت قرب تربة صعيب ودار بلحارث بن الخزرج ، وليست هي البويرة المعروفة في قبلة مسجد قباء.

ويدل على ذلك ما رواه ابن زبالة : من أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد وقف على السيرة التي على الطريق ، حذو البويرة ؛ فقال : إن خير نساء ورجال في هذه الدور ، وأشار إلى دار بني سالم ، ودار بلحبلى ، ودار بلحارث بن الخزرج.

وهذا الوصف لا يطابق الموضع الذي في قبلة مسجد قباء ؛ لبعده

__________________

(١) التنبيه والأشراف ص ٢١٣.

(٢) راجع : وفاء الوفاء ج ٣ ص ٩٧٨.

(٣) راجع : وفاء الوفاء ج ٣ ص ٨٧٣ وراجع ص ١٠٧٥ و ١٠٧٧.

(٤) راجع : وفاء الوفاء ج ١ ص ١٩٧ و ١٩٨ وج ٤ ص ١١٥٧ و ١٢٩٨.

١٣٦

جدا (١).

وقد أكد السمهودي : في غير موضع من كتابه على هذا الأمر ، ورد القول بأن البويرة هي في قبلة مسجد قباء ، فراجع (٢).

بل لقد ذكر البعض : أن البويرة موضع بين المدينة وتيماء (٣) ولكن العسقلاني قد زاد على ذلك قوله : «وهي من جهة قبلة مسجد قباء إلى الغرب» (٤).

ومعلوم : أن تيماء موضع بين المدينة والشام ، ومنازل بني قريظة إنما هي قبلي المدينة شرقي مسجد قباء أي في الجهة المقابلة لجهة الشام ، فكيف يتلاءم قول العسقلاني هذا مع قوله بأنها إلى جهة تيماء؟!

ومما يؤكد قول السمهودي المتقدم : أنهم يقولون في قصة إجلاء بني النضير : «فخرجوا على بلحارث بن الخزرج ، ثم على الجبلية ، ثم على الجسر ، حتى مروا بالمصلى ، ثم شقوا سوق المدينة ، والنساء في الهوادج» (٥).

وحين هم اليهود بالغدر برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ورجع إلى المدينة ، وتبعه أصحابه لقوا رجلا خارجا من المدينة ، فسألوه : هل لقيت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟

__________________

(١) وفاء الوفاء ج ٣ ص ١١٥٧.

(٢) المصدر السابق.

(٣) شرح بهجة المحافل ج ١ ص ٢١٤ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٥٦.

(٤) فتح الباري ج ٧ ص ٢٥٦.

(٥) المغازي للواقدي ج ١ ص ٣٧٤.

١٣٧

قال : لقيته بالجسر داخلا (١).

خامسا : ومما يدل على ذلك أيضا : أن وادي مهزور يأتي من شرقي الحرة ، ومن هكر ، وحرة صفة ، حتى يأتي على حلاة بني قريظة.

ثم يسلك منه شعيب ؛ فيأخذ على بني أمية بن زيد بين البيوت في واد يقال له مذينب ، ثم يلتقي وسيل بني قريظة بفضاء بني خطمة ، ثم يجتمع الواديان : مهزور ، ومذينب ، فيفترقان بالأموال (٢) ، ويدخلان في صدقات رسول الله كلها إلا مشربة أم إبراهيم ، ثم يفضي إلى الصورين على قصر مروان بن الحكم (٣).

ونص آخر يقول : إن دار بني أمية بن زيد شرقي دار الحارث بن الخزرج ، أي أنهم كانوا قرب النواعم ، ويمر سيل مذينب بين بيوتهم ثم يسقي الأموال.

ويشهد لذلك : أن ابن إسحاق ذكر في مقتل كعب بن الأشرف ـ وكان من بني النضير ـ أن محمد بن مسلمة ومن معه بعد أن قتلوه سلكوا حسب قول ابن مسلمة على بني أمية بن زيد ، ثم على بني قريظة ثم على بعاث إلى آخره (٤).

فقد اتضح من هذا النص : أن فضاء بني خطمة متصل بالأموال والصدقات (التي هي في زهرة ، ومن أموال بني النضير) وأن قريظة

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ١ ص ٣٦٦.

(٢) هي أموال مخيريق التي أوصى بها إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ويعبرون عنها بالصدقات لما سيأتي في فصل : كي لا يكون دولة بين الأغنياء.

(٣) راجع وفاء الوفاء ج ٣ ص ١٠٧٧.

(٤) راجع : وفاء الوفاء ج ٣ ص ٨٧٤ وج ٤ ص ١١٥٠.

١٣٨

منفصلة عن فضاء بني خطمة ببني أمية بن زيد.

خلاصة أخيرة :

وأخيرا : فإن المتحصل مما تقدم هو : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد نصب قبته في أقصى بني خطمة ، وكانت نبال المحاصرين تناله ، فانتقل إلى السفح ، وهناك صلى بأصحابه.

وأن بني النضير كانوا أقرب إلى بني خطمة من بني قريظة ..

وكان بنو قريظة قبلي المدينة شرقي مسجد قباء. أما بنو النضير فكانوا شرقي المدينة إلى جهة الشام وشتان ما بينهما .. وكل ذلك يؤيد أن يكون الشعر هو المحرف ، والرواية هي الصحيحة ..

مناقشة مع الواقدي :

ويبقى أن نشير هنا : إلى أن ما ذكره الواقدي ، ودحلان ، من أن المسلمين قد جعلوا القبة أولا عند مسجد بني خطمة ، فلما رماها (عزوك) ـ كما في الواقدي وغيره ـ اليهودي بالسهم ، حولت إلى مسجد الفضيخ :

إن هذا لا يصح ، وذلك :

أولا : لأن مسجد الفضيخ يقع شرقي مسجد قباء ، على شفير الوادي ، على نشز من الأرض (١).

وقد عرفنا : أن منازل بني النضير بعيدة عن هذا الموضع جدا ، كما أن فضاء بني خطمة كان بعيدا أيضا.

__________________

(١) وفاء الوفاء ج ٣ ص ٨٢١ ومرآة الحرمين ج ١ ص ٤١٨.

١٣٩

إلا أن يقال : إن كون مسجد الفضيخ في قباء موضع شك ، ولا يصح ، وإنما هو في بني خطمة ، وسيأتي ما يدل على هذا حين الكلام عن تحريم الخمر.

ثانيا : إن النصوص تصرح : بأنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد ضرب قبته في أقصى بني خطمة ، على مرمى سهم من بني النضير ..

ويبعد أن يختط بنو خطمة مسجدهم في أقصى ديارهم ، إلى جانب بني النضير.

قطع النخل ، أو حرقه :

وتذكر الروايات : أن النبي الأكرم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أمر المسلمين بقطع نخل بني النضير ، والتحريق فيه ، وكان ذلك في موضع يقال له : البويرة ؛ فناداه اليهود : أن يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد ، وتعيب من صنعه ، فما بال قطع النخل وتحريقها ، فأنزل الله : (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) (١).

__________________

(١) الآية ٥ من سورة الحشر.

وأمر الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بحرق وقطع النخيل موجود في المصادر التالية : جامع البيان ج ٢٨ ص ٢٣ وأسباب النزول للواحدي ص ٢٣٧ و ٢٣٨ ومسند الحميدي ج ٢ ص ٣٠١ ومسند أبي عوانة ج ٤ ص ٩٧ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ٥٨ وفتوح البلدان قسم ١ ص ١٩ و ٢٠ والجامع الصحيح ج ٤ ص ١٢٢ وج ٥ ص ٤٠٨ ومسند أحمد ج ٢ ص ٨ و ٥٢ و ٨٠ و ٨٦ و ١٢٣ و ١٤٠ ومسند الطيالسي ص ٢٥١ والمبسوط للسرخسي ج ١٠ ص ٣١ و ٣٢ وسنن الدارمي

١٤٠