مجموع بلدان اليمن وقبائلها - ج ١

محمّد بن أحمد الحجري اليماني

مجموع بلدان اليمن وقبائلها - ج ١

المؤلف:

محمّد بن أحمد الحجري اليماني


المحقق: إسماعيل بن علي الأكرع
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الحكمة اليمانية للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٠
الجزء ١ الجزء ٢

أحيا الله عزوجل من أهل الجوف فقتل أهل الجوف حتى أفناهم وأخلى الجوف فضربت به العرب المثل ، فقالوا : هو أخلى من جوف حمار وأكفر من حمار.

وقال نشوان : روثان اسم موضع بين الجوف ومأرب كان لحمير ثم سكنته مراد ثم سكنته بعدهم همدان قال بعضهم :

كأن لم يكن روثان في الدهر مسكنا

ومجتمعا من ذي الجراب ويمجد

ففرقهم ريب المنون وأصبحوا

قرى حضر موت ساكنين وسردد

ذو الجراب ويمجد بطنان من النشقيين من همدان تفانوا من أجل إشراف رجل منهم على دار آخر ثم تفرقوا فسكن بعض ذات الجراب حضر موت وسكن بعضهم سردد وبقيت يمجد بالجوف.

الجون : عزلة من ناحية كسمة وأعمال ريمة.

الجوة : قال في معجم البلدان : الجوة بالضم : قرية باليمن معروفة ينسب اليها أبو بكر عبد الملك بن محمد ابراهيم السكسكي الجوّي حدّث بها عن أبي محمد القاسم بن محمد بن عبد الله الجمحي روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي. انتهى كلام ياقوت ... قلت : في بلاد الحجرية وستأتي إن شاء الله.

(حرف الجيم مع الهاء وما إليهما)

الجهارية : بلد من مخلاف الكميم في ناحية الحدا وهي يكلا.

جهران : حقل واسع وناحية من أعمال أنس وقد مرّ.

آل جهم : من قبايل خولان العالية ثم من بني جبر ، وبنو الجهمي من مشايخ بلاد رداع.

قال نشوان : جيهم اسم موضع ، وجيهم : اسم ملك من ملوك حمير ، وهو جيهم بن حي بن خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. قال امرؤ القيس : ـ

فمن ياطي الأيام من بعد جيهم

فعلن به كما فعلن بجزفرا

الجهوز : من قبايل خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة في بلاد صعدة.

٢٠١

جهينة : من قبايل قضاعة ، منهم عقبة بن عامر بن عبس الجهني من جهينة بن زيد بن سود بن أسلم بن عمرو بن الحاف بن قضاعة صحابي توفي سنة ٥٨.

(حرف الجيم مع الياء وما إليهما)

جيدان : ملك من ملوك حمير وهو جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير الأكبر قاله نشوان.

جيشان : بلدة قرب قعطبة خرب أكثرها وهي من المدن المشهورة باليمن قديما وإليها ينسب مخلاف جيشان من قبل ولم يبق له ذكر في العصر الحاضر.

قال في معجم البلدان : جيشان بالفتح ثم السكون وشين معجمة وألف ونون مخلاف جيشان باليمن كان ينزلها جيشان بن غيدان بن حجر بن ذي رعين واسمه يريم بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وايل بن الغوث بن قطن بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير فسميت به : وهي مدينة وكورة ينسب اليها الخمر السود ، قال عبيد : عليهن جيشانية ذات أعسال.

أي خطوط ووشي. قال الكلبي : وبها تعمل الأقداح الجيشانية ينسب اليها اسماعيل بن محمد الجيشاني حدّث عن ابراهيم بن محمد قاضي الجند سمع منه جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري بجيشان ، وقالت ام صريع الكندية :

هوت أمهم ماذا بهم يوم صرّعوا

بجيشان من أسباب مجد تصرما

أبوا أن يفروا والقنا في صدورهم

وأن يرتقوا من خشية الموت سلما

ولو أنهم فروا لكانوا أعزّة

ولكن رأوا صبرا على الموت أكرما

انتهى كلام ياقوت.

ثم قال ياقوت أيضا : مخلاف جيشان ، وجيشان من مدن اليمن وقد مر نسب جيشان في موضعه ولم يزل بها علماء وفقهاء ومن شعرائهم ابن

٢٠٢

جبران وهو من شعراء الرافضة ، وصاحب الكلمة المحرّضة على المسلمين منها :

وليس حي من الأحياء نعلمه

من ذي يمان ولا بكر ولا مضر

إلا وهم شركاء في دمائهم

كما تشارك ايسار على جزر

وهذا يروى لدعبل ومن جيشان كان مخرج القرامطة باليمن ، ومن الجند ويعد منه حجر وبدر وبلد بني حبيش وجانب بلد العدويين من حب وسحلان والعود ووراخ. انتهى كلام ياقوت. وقال الهمداني في صفة الجزيرة : مخلاف جيشان ، جيشان من مدن اليمن ولم يزل بها علماء وفقهاء وتجار أبرار ويسكن مخلاف جيشان بطون من يريم ذي رعين بن سهل بن زيد الجمهور وفيها الصراريون والدعديون والرغامد وباديتها أنجاد ، ويعد من مخلاف جيشان حجر وبدر وصور وخضر وثريد وبلد بني حبيش وجانب بلد العدويين من حب وسحلان والعود ووراخ. انتهى كلام الهمداني.

قلت وفي سيرة الامام الهادي يحيى بن الحسين الرسي المتوفى سنة ٢٩٨ أنه وصل الى منكث في مخلاف جيشان ، ومنكث في حقل يحصب قرب يريم وفيها جامع من عمارة الامام الهادي مشهور وبين منكث وجيشان مرحلتان.

وهذا دليل على سعة المخلاف المذكور. أما في العصر الحاضر فلم يبق لجيشان ذكر سوى القرية المذكورة وهي في أسفل عزلة الأعشور من العود (النادرة).

وفي نثر الدر المكنون ما لفظه : وقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفد جيشان ، عن نفيل بن سعد بن عمرو بن شعيب قال : قدم أبو وهب الجيشاني على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في نفر من قومه فسألوه عن أشربة تكون باليمن فسموا له البتع من العسل والمزر من الشعير ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هل تسكرون منها؟

قالوا نعم إن أكثرنا نسكر قال : فحرام قليل ما أسكر كثيرة. وسألوه عن الرجل يتخذ الشراب عمالة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كل مسكر حرام .. انتهى كلام الأهدل.

٢٠٣

وقد صارت البلدان المذكورة في مخلاف جيشان من ناحية النادرة وقعطبة وبلاد يريم ومنها بلد بني حبيش من أعمال رداع وهي المعروفة بالحبيشية منها ثريد وادي دمت.

بنو جيش : بلدة من همدان قرب سودة شظب في الشمال الغربي من صنعاء على مسافة نحو يومين فيها قرى ومزارع وحصن يسمى حصن سيد للمرانات من قبايل سفيان. وبنو جيش : من قبايل الشرف الأعلى في بلاد حجور.

هجرة الجيلاني : من مخلاف المنار في بلاد أنس.

بيت الجيوري : من فقهاء اليمن من ولد السلطان عبد الله الملقب الجيوري بن صلاح بن محمد بن إدريس بن محمد بن سليمان بن أسعد بن عبد الحميد بن علي بن المنتاب الأصغر بن عبد الحميد بن أدد بن عبد الحميد السباعي بن مسور بن عمر بن معد يكرب بن شرحبيل بن ينكف بن شمر ذي الجناح الأكبر بن العطاف بن المنتاب بن عمرو بن غلاق بن ذي أبين بن ذي يقدم بن الصوّار بن عبد شمس بن وايل بن الغوث بن حيران بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير الأكبر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

٢٠٤

٢٠٥
٢٠٦

حرف الحاء

(حرف الحاء مع الألف وما إليهما)

بنو حابس : من بيوت العلم في اليمن منهم القاضي العلّامة أحمد بن يحيى حابس ونسبهم الى بني الدوّاري أهل صعدة.

حاتم : قال نشوان بن سعيد : وحاتم بن عبد الله الطائي هو كريم العرب الذي يضرب به المثل فيقال : أكرم من حاتم طيء وبلغ من كرمه أن ضيفا أتاه فلم يجد لهم شيئا لأنه كان لا يليق شيئا من كرمه ، وكان دميم المنظر فقال له الضيف : يا خادم حاتم أخبر بنا حاتما فمضى عنهم ، ثم رجع إليهم ، فقال إن حاتما يقول لكم : إنه لم يجد شيئا غيري فابتاعوني فباعوه ولا علم لهم أنه حاتم فما زال يباع من بلد إلى بلد حتى بلغ أثافت وهي سوق من بلد همدان باليمن فاشتراه رجل من قوم يقال لهم : بنو كبار من السبيع فسأله ما الذي تحسن من الخدمة؟ فقال لا أحسن شيئا ، فقال هل تقف لي على حظيرة عنب تحميها قال : نعم ، فجعله حاميا له ، فلما كان يوم اجتماع الناس في السوق والحظيرة بقرب السوق فتح حاتم باب الحظيرة وصاح بالناس من شاء عنبا فليأكل وليأخذ ما أحب ، فدخل الناس فأخذوا ما شاؤوا وامتلأت الحظيرة بأهل السوق فأتى صاحب العنب فقال لحاتم : جعلت عنبي يا هذا العبد سوقا فسميت حظيرة سوق الى هذا اليوم.

فقال حاتم :

أتطمع منها بزبابها

وحاتم طي على بابها

فقال له : أنت حاتم؟ قال : نعم ، قال فما شأنك؟ قال بعت نفسي

٢٠٧

للضيف فاجتمعت همدان فرفدوا حاتما إبلا كثيرة ، وكذلك كل قبيلة يمر بها من القبايل حتى وصل جبل طي فيقال إنه رجع من اليمن بمال كثير ويقال : وهبه في طريقه ولم يأت أهله بشيء.

بنو الحارث : من قبايل اليمن وهم بنو الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك ، وهو مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان ، ومنهم بنو الحارث الأصغر بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث الأكبر بن كعب كما تقدم.

وفي اليمن بلدان تسمى ببني الحارث ، منها بنو الحارث في نجران ، وبنو الحارث عزلة معروفة من بلاد يريم فيها نيف وعشرون قرية منها الضمادي والسر ومابة ومريم وثعلان والمصابيح ، ورباط جوهر ، والواطية وغير ذلك.

وآل حارث من قبايل بلاد رداع ثم من مخلاف الحبيشية منهم المشايخ بنو الحيدري. وآل بالحارث من قبايل بيحان وقد مرّ.

وناحية بني الحارث من نواحي صنعاء متصلة بصنعاء من جهة الشمال ، ويتصل بها من شماليها بلاد نهم وأرحب وهمدان.

ومن شرقيها ناحية بني حشيش ومن غربيها ناحية همدان وبلاد البستان.

وفي نثر الدر المكنون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث خالد بن الوليد الى بني الحارث واسلموا على يديه من غير قتال وكتب بذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكتب لخالد بن الوليد أن يقبل مع وفدهم وأقبل خالد بن الوليد رضي‌الله‌عنه مع وفدهم في أواخر سنة عشر فيهم قيس بن الحصين ذي الغصّة ويزيد بن عبد المدان ويزيد بن المحجّل وعبد الله بن قراد الريادي وشداد بن عبد الله القناني وعمرو بن عبد الله الضبابي فلما قدموا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورآهم قال : من هؤلاء القوم الذين كأنهم رجال الهند؟ قيل : يا رسول الله هؤلاء رجال بني الحارث بن كعب فلما وقفوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

٢٠٨

وسلم سلموا عليه ، وقالوا نشهد أنك رسول الله ، وأنه لا إله إلا الله.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله. وبعد أن قعدوا مدة يتعلمون فرايض الدين استأذنوه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الرجوع الى بلادهم فأذن لهم وأمّر عليهم قيس بن الحصين ورجعوا الى قومهم ، وبعث اليهم بعد رجوع وفدهم عمرو بن حزم يفقههم في الدين ، ويعلمهم السنّة ومعالم الإسلام ، ويأخذ منهم صدقاتهم ، وكتب له كتابا عهد إليه فيه عهده وأمره فيه بأمره وفيه بيان صدقات أموالهم وبيان الديات والجنايات والقصاص والحج وغير ذلك من الواجبات الدينية.

وبنو عبد المدان من أشراف اليمن قال الشاعر :

ولو أنّي بليت بهاشمي

خؤلته بنو عبد المدان

الى آخر ما حكاه الأهدل.

وقد ترجم الحافظ ابن حجر في الإصابة للحصين فقال : حصين بن يزيد بن شدّاد بن قناف بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب الحارثي ذو الغصّة وابنه قيس بن الحصين الى آخره ، وفي تذكرة الحفاظ للذهبي ترجمه قاضي القضاة سعد الدين أبو محمد مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد الحارثي العراقي المصري الحنبلي توفي سنة ٧١١ واجتمع زياد بن عبد الله الحارثي ـ خال السفاح ـ بابن هبيرة الفزاري فقال لزياد : ممّن الرجل؟ قال : من اليمن ، قال : أخبرني عنها ، قال : أما جبالها فكروم وورس وسهولها بر وشعير وذرة فتغير وجه ابن هبيرة ، وقال أليس أبو اليمن قرد؟ قال : إنما يكنّى القرد بولده ، وهو ابو قيس فيوجب ذلك أن يكون أبا قيس عيلان وكان ابن هبيرة قيسيا فاصفر وجهه ، وعرق جبينه من عظيم ما لقيه به ... انتهى. من معجم البلدان في مادة يمن.

فأما ناحية بني الحارث التي من نواحي صنعاء فمنها الروضة المشهورة والجراف وصرف وشعوب هؤلاء سدس بني الحارث.

السدس الثاني من بني الحارث قرية القابل أسفل وادي ضهر ومذبح والسنينة وذهبان وثقبان.

٢٠٩

السدس الثالث : الملكة وبنو زياد والعروق والمحجل وشبام والغراس.

والسدس الرابع : الحما وبيت الدم وبيت الحللي وبيت الذيب وبيت سنهوب وبيت هارون.

والسدس الخامس : بيت دغيش وبيت الأوزري وبيت الوشاح والغولة وبنو جرموز.

والسدس السادس : بيت حنظل وجدر وبنو حوات.

وفي هذه الناحية أرض الرحبة فيها قرى ممّا ذكر آنفا. قال في معجم البلدان رحبة : قرية من صنعاء اليمن على ستة أميال منها وهي أودية تنبت الطلح ، وفيها بساتين وقرى لها ذكر في حديث العنسي. قال ورحبة صنعاء سميت باسم صاحبها الرحبة بن الغوث بن سعد بن عوف بن حمير ، وقال الكلبي : رحبة بن زرعة بن سبأ الأصغر وجعلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للحاملة والعاملة ثم للشاء وقد روي أنه نهى عن عضد عضاهها وكان قدماء المسلمين يتوقون ذلك .. انتهى كلام ياقوت.

قلت وقد ذكر الهمداني معنى هذا كما ذكرناه سابقا في مخلاف ذي جرة وخولان.

وممن نسب إلى رحبة صنعاء حريز بن عثمان الرحبي ، ترجمه الذهبي في الميزان.

وفي الروضة جامع حسن عمّره أحمد بن الإمام القاسم بن محمد المعروف بأبي طالب قال الشاعر :

لا تحسب الجامع في روضة

وإنما الروضة في الجامع

وتسمى روضة حاتم نسبة الى السلطان حاتم بن أحمد اليامي فهو أول من اختطها وكانت من قبل قرية صغيرة تعرف بالمنظر ، وهذا السلطان حاتم من ملوك القرن السادس وهو الذي مدحه القاضي الرشيد أبو الحسين أحمد بن القاضي الرشيد ابراهيم بن محمد بن الحسن بن الزبير الغسّاني الأسواني المتوفى في سنة ٥٦١ عند وصوله الى اليمن ، ومن شعره في مدح السلطان حاتم :

٢١٠

لئن أجدبت أرض الصعيد وأقحطوا

فلست أنال القحط في أرض قحطان

ومذ كفلت لي مأرب بمآربي

فلست على أسوان يوما بأسوان

وإن جهلت حقي زعانف خندف

فقد عرفت فضلي غطارف همدان

وفي الروضة درب السلاطين نسبة الى السلاطين آل حاتم اليامي وهذا الدرب هو ربع الروضة والربع الثاني بنو ليث والربع الثالث بير زيد والربع الرابع ربع ابن حسن.

وفي الروضة نحو عشرين مسجدا غير الجامع المذكور سابقا وفي الروضة أيضا قبور جملة من الفضلاء والعلماء منهم محمد بن الحسن بن الإمام القاسم بن محمد المتوفى سنة ١٠٧٩ والحريبي وزير الإمام المهدي صاحب المواهب والقاضي حسين بن محمد المغربي مصنّف البدر التمام (١) والقاضي أحمد بن محمد الشوكاني المتوفى سنة ١٢٨١ والحاج أحمد بن عوض الأسدي وأحمد بن علي الجربي والقاضي أحمد بن صالح أبي الرجال وأحمد بن الإمام المتوكل على الله إسماعيل جد بيت المتوكل أهل شهارة ، والقاضي محمد بن سعيد الهبل ، وكثير من قرابته والسيد عبد الكريم بن عبد الله أبو طالب المتوفى سنة ١٣١٠ والسيد عبد الله بن محمد الأمير المتوفى (٢).

وفي الروضة حدايق العنب الذي لا يفوقه غيره وإليه أشار بعض الأدباء في المفاخرة بين الروضة وبير العزب :

هوى البير من غربي أزال يلذّ لي

وكرم سواها في حلاوته فضل

نصحتك علما بالهوى والذي أرى

مخالفتي فاختر لنفسك ما يحلو

وأخبار الروضة كثيرة ، وشعوب : هو البلد الفاصل بين صنعاء والروضة فيه قرى ومزارع وبساتين. قال في معجم البلدان : شعوب بفتح أوله وآخره باء موحدة قصر شعوب قصر باليمن معروف بالإرتفاع وخبرني القاضي المفضل بن أبي الحجاج قال : وأخبرني كثير من أهل اليمن أن شعوب بساتين بظاهر صنعاء وهو الذي أراد زياد بن منقذ بقوله :

__________________

(١) شرح بلوغ المرام للحافظ ابن حجر.

(٢) توفي سنة ١٢٤٢.

٢١١

لا حبّذا أنت يا صنعاء من بلد

ولا شعوب هوث مني ولا نقم

انتهى كلام ياقوت.

وفي قرية القابل حصن يسمى ود مطل على القرية من شماليها وحصن شمان يطل على علمان وفي القرية جامع ومساجد كثيرة من أحسنها المسجد الذي عمّره إمام العصر يحيى بن محمد حميد الدين في الروض بالقرب من داره وجرّ إليه شغرة من غيل الوادي وفي القرية قبور كثير من العلماء منهم القاضي عبد الله بن محمد النجري مصنّف شرح الخمسماية آية في التفسير وشرح القلايد في علم الكلام وغيرها.

وقد حكي ذهبان في معجم البلدان قال : ذهبان بالتحريك موضع قريب من الراحة والراحة قرية بينها وبين حرض يوم وهي من نواحي زبيد باليمن ، وقد جاء في شعرهم مسكّنا. قال :

القايد الخيل من صنعاء مقربة

يقطعن للطعن أغوارا وأنجادا

يخالها ناظروها حين ما جزعت

ذهبان والعرة السوداء أطوادا

إنتهى كلام ياقوت.

قلت : ما أراد الشاعر غير ذهبان بني الحارث وقد قرنها بالعرّة السوداء وهي قرية من ناحية همدان قريبة من ذهبان على طريق الخارج من صنعاء نحو عمران وهي غير ذهبان المعروفة في جهة عسير على طريق الحاج من صعدة الى ساحل تهامة وهي طريق مسلوكة يجتازها أصحاب المطي لسهولتها.

وفي الغراس قبر المهدي أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم المتوفى سنة ١٠٩٢ وفيه مسجد من عمارة المهدي المذكور. ومن قرى بني الحارث : زجّان وبها أولاد محسن بن المهدي أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم.

وفي الروضة طايفة من أولاد أحمد أبو طالب بن القاسم ثم من أولاد ابنيه محمد الجثام والقاسم ومن ولد ابنه علي بن أحمد نفر وهم بيت حلحلة وأكثر أولاد علي بن أحمد في بلاد صعدة ، وفي القرية بيت هاشم من

٢١٢

الأشراف وبيت المقدمي وهم ديالمة من ولد أبي الفتح الديلمي.

وفي الروضة أيضا بيت الطباطبي من الأشراف من ولد محمد بن ابراهيم طباطبا كما في مشجر أبي علامة.

وقرية جدر المذكورة من هذه الناحية هي التي قصدها السيد أحمد القارة بقوله :

لاحت الفرصة لأهل جدر

لعبوا فيها عدر وعدر

شمخوا فوق الصيد وخمر

وأيلة لا إله إلا الله

وادي الحار : مخلاف من بلاد ذمار سيأتي إن شاء الله.

حاز : قرية حميرية من ناحية همدان فيها آثار قديمة وحصن وهي في الشمال الغربي عن صنعاء على مرحلة وعدّها الهمداني في مخلاف أقيان كما تقدم.

بنو الحازمي : من أشراف تهامة في بلاد صبيا وهم من ولد يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب منهم علماء مشاهير كالحسن بن خالد الحازمي من أعيان القرن الثالث عشر وغيره.

الحازة : قال في معجم البلدان : حازّة بتشديد الزاي : حازة بني شهاب مخلاف باليمن ، وحازة بني موفق : بلد دون زبيد قرب حرض في أوايل أرض اليمن. انتهى كلام ياقوت.

قلت : أما حازة بني شهاب فقد ذكرت في ناحية البستان قبل هذا وتعرف اليوم بحازة صنعاء منها حدة وسنع وأرتل وبيت بوس وغير ذلك ، وكل أرض بين تهامة والجبال في اليمن تسمى حازة.

حاسك : قال ابن مخرمة في كتاب النسبة الى البلدان : حاسك بعد الألف سين مهملة قرية شرقي ظفار الحبوضى بينها وبين ظفار مسيرة ثماني مراحل قال القاضي مسعود أبو شكيل : بها قبر يزار قيل إنه قبر نبي من ولد نبي الله هود عليه‌السلام وفيها الصبر الشحري واللبان الشحري الذي لم يوجد مثله في الجهة. انتهى كلام ابن مخرمة.

حاشد : من بطون همدان ، وحاشد هو أخو بكيل السالف ذكره في حرف الباء ، وهما ابنا جشم بن حيران بن نوف بن بتع بن زيد بن عمرو بن همدان ، وفي

٢١٣

البطنين تنحصر قبايل همدان وقبر الجدين في خيوان كما حكاه الهمداني.

قال الهمداني في صفة الجزيرة وبلد همدان فيما بين صنعاء وصعدة شرقيها لبكيل وغربيها لحاشد ، ويوجد من بطون بكيل في بلاد حاشد ومن بطون حاشد في بلاد بكيل قال : وأما أول بلد حاشد فالجراف من الرحبة فذهبان فعشر فعلمان الى حدود حاز فالخشب وأكثر سكنه خليط من وادعة وغيرها من حاشد وبكيل أيضا وقد يقال إن أول حدود حاشد رحابة وإن ما وراءها الى صنعاء ماذني وكذلك هو وعليه كان القديم ثم البون ، وهو من أوسع قيعان نجد اليمن هو وحقل جهران والرحبة وحقل شرعة وحقل قتاب وقاع الجند وحقل صعدة. وأما البون فقراه : ريدة لللعويين ، ورؤوس من بكيل وبها بيت من شاور حديث وبيت من آل ذي الفثرب من ناعط وبيت شهير للمرانيين وبيت دانم لللعويين وحمدة للشاولي (١) وذي اللب ابني دعام (٢) أخوي ارحب ومرهبة وعثار لللعويين وساك (٣) وجوب لشاكر وبقايا من جوب بن شهاب وقوم من الأبنا.

الغيل لبني عليان من أرحب والجنات لخليط (٤) ، ظبر بني حاطب لبني حاطب من الخارف ، عقار للابنا ، قاعة خليط ، قهال (٥) خليط إلا أن أصل قهال حميري فهذه قرى البون ، والخشب قراه تكثر ، يناعة وذو بين وما بين حد ريدة الى ورور للصيد من ولد عمرو بن جشم بن حاشد.

أكانط : قرية كبيرة بها خليط من بكيل وحاشد.

مدر : خليط من يام وبكيل.

بيت الجالد : حاشدية بوسانية ، وفيها من ولد الجالد.

ومشرق ظاهر همدان أكثره حاشدي وسنام الظاهر بلد وادعة بن

__________________

(١) كان في الأصل الشاوري وفي النسخ المطبوعات من صفة جزيرة العرب الشاولي.

(٢) الدعام في النسخ المطبوعة من صفة جزيرة العرب.

(٣) ساك : قرية معروفة في خارف.

(٤) في النسخ المطبوعة من صفة جزيرة العرب الجنات خليطي كفاية مثل ذلك ناهرة مثل ذلك ، ظبرة لبني حاطب من الخارف.

(٥) في النسخ المطبوعة من صفة جزيرة العرب قوله : أرهق وقهال والورك خليطي.

٢١٤

عمرو بن عامر بن ناشج بن دافع بن مالك بن حاشد ، وعصمان للخارف ، وخمر : وهو مولد أسعد تبع ويشيع لبكيل وإخوتها من الفايش بن شهاب بن ثور ، ونغاش وقصر الحميدي أقياني وشاوري وجبل سفيان في أقصى بلد وادعة لوادعة ورهم من بكيل ، أثافت للكباريين من السبيع ، وكورة حاشد العظمى خيوان وهي بين آل أبي معيد وآل ذي رضوان ويتبكلون وهم حلف لبكيل وأصلهم من حاشد. بوبان لآل أبي حجر ، والسنتان لعك وحاشد ، وحلملم وقارن بين حاشد وبقايا من حمير وهذا ظاهر بلد حاشد.

وأما أول بلد حاشد فأولها لاعة وهي داخلة نحو الجنوب في غربي صنعاء فجبلا لاعة الجنوبي منهما بينها وبين سردد ويعرف بجبل أكتاف وبجبل الأخرم (١) ففيه أوطان تيس ونضار والماعز وشاحذ والباقر وهذه قبايل نجادها (٢) حمير وهمدان في النسب وسادة الجبل البحريون من ولد ذي خليل بن (٣) حمير.

وقرية هذا الجبل المضرة وقارن (٤) بكيل مخالطان للاعة وسردد.

ولاعة لأعشب بن قدم وفي لاعة جبل جراني في أسفلها لعكّ ، وهو أول بلاد عكّ من هذا الصقع وجبال السراة لهمدان وحمير ، وأما جبال حمير من جنوبي هذه الزاوية فريشان جبل ملحان وجبل حفاش ابن عوف وجبل المضرب لعك وقيهمة لعك. وأما جبال حاشد في شمال هذه الزاوية فالشرف والوضرة والموعل وعولي ، وفيها بلد حجور والحافر (٥). حجة وموتك جبلان لحاشد ، ومنها حجور بينها وبين أخرف وهي بلاد واسعة ، ومنها حجور البطنة والبطنة : بلد ريف غربي بلد وادعة مما يصلى عذر وهنوم وظليمة وبلد عذر وهو مغرب شعب وشعب قبيلة من حاشد وهم أصحاب

__________________

(١) في النسخ المطبوعة من صفة جزيرة العرب الأحزم بالحاء المهملة والزاي.

(٢) في النسخ المطبوعة من صفة جزيرة العرب يحادها.

(٣) في النسخ المطبوعة من صفة جزيرة العرب (من) حمير بدلا من (ابن حمير).

(٤) في النسخ المطبوعة من صفة جزيرة العرب ووادي بكيل.

(٥) الحافر : هي المحافر كما أكد على ذلك القاضي محمد الأكوع في تعليقه على صفة جزيرة العرب.

٢١٥

السيف (١) ويسمى عذر هذا عذر شعب. ومن عذر هذه عذر مطرة وعذر شعب تحاد الربيعة من خولان. انتهى كلام الهمداني باختصار.

قلت : وبلاد حاشد واسعة كما بيّنه الهمداني آنفا ومنها حجور وحجّة والشرف ولاعة وموتك وغير ذلك وسنذكر كل محل وبلد في موضعه من هذا الكتاب.

والكلام هنا فيما هو معروف في العصر الحاضر ببلاد حاشد وهي تنقسم الى أربع بطون صريمي وخارفي وعصيمي وعذري ؛ وهذه البلاد شمالي صنعاء أدناها على مسافة مرحلة من صنعاء تتصل ببلاد حاشد من جنوبيها البون وعيال سريح من بكيل ومن الجنوب الشرقي بلاد أرحب ومن الجنوب الغربي جبل عيال يزيد وبلاد السودة وظليمة ومن شرقي حاشد بلاد سفيان بن أرحب ومرهبة ومن غربيها بلاد حجّة وحجور ومن شمالي بلاد حاشد بلاد صعدة والعمشيّة وبعض بكيل وفي وسط بلاد حاشد جبل الأهنوم كما بيناه سابقا وأصله حاشدي وهو اليوم خارج عن عدة حاشد ، ومثله بلاد وادعة فنسبها في حاشد وهي اليوم في عداد بكيل (٢) ، وتفصيل الأربع البطون التي يطلق عليها اليوم اسم حاشد هي : بنو صريم بن مالك بن حرب بن عبد ود بن حشيش بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد.

تنقسم بنو صريم الى تسعة أتساع ، عرف منها ثمانية والتاسع غير معروف ، وقد يقال أن التاسع عذر (٣) والله أعلم.

التسيع الأول تسيع الظاهر ، وهو يشمل مدينة خمر وفيها مركز (٤) ناحية بني صريم ومن قرى الظاهر يشيع والعقيلي والعذرات ودلوان وبيت كلاب وجميع قرى وادي خمر.

والتسيع الثاني تسيع غشم ، ومن قراه الفصيرة والعفري وغير ذلك وهو غربي خمر متصل بغربان.

والتسيع الثالث تسيع الجراف ، والسنتين وغيل مغدف ثلاث قرى

__________________

(١) في النسخ المطبوعة من صفة جزيرة العرب أصحاب السبق.

(٢) رجعت إلى حاشد في الآونة الأخيرة.

(٣) التاسع هو وادعة.

(٤) وتعد خمر هجر حاشد كلها.

٢١٦

كبار متفرقة ، وفي الجراف آثار عماير حميرية وأبنية عجيبة ذات أحجار ضخمة جدا. وفي غيل مغدف يسكن الأشراف بنو المغدفي من ولد الإمام القاسم بن علي العياني.

والتسيع الرابع تسيع أهل اب الحسين ، ومن قراهم الدّرب وربع الحشار وربع القشيبي وهجرة الفقهاء بني العلفي (١) والقصر والأثيلات والحجلة والموفر. ومن قبايلهم بنو الغزّي وهم من صميم حاشد عرفوا بهذا الاسم فلا يظن أنهم من الغز الذين وصلوا إلى اليمن في القرن السادس.

والتسيع الخامس تسيع بني غثيمة ، وفيما بين بلدهم وبلد وادعة حصن الهرابة الذي حاصره الصليحي أيام آل العياني وإليه أشار صاحب البسامة بقوله : وفي الهرابة أيام لفاضلنا إلخ .. والتسيع السادس تسيع بني مالك.

والتسيع السابع تسيع بني قيس وهو ربع دمّاج وفيه محل أثافت وقد مرّ وربع السّبيع رهط ابن إسحق عمر بن عبد الله بن علي بن أحمد بن محمد السبيعي من أفاضل التابعين توفي سنة ١٢٧.

وربع مسلت وربع الحلحل.

التسيع الثامن خيار ، وهو سدس (٢) ذو قعشان وسدس ذو شويط وسدس القطارين وسدس القبة وسدس الغربيين وسدس الحبلة وبها بركة حميرية عجيبة.

ثم خارف سميت باسم الخارف بن عمرو بن وهب بن عمير بن كعب الصايد بن شرحبيل بن شراحيل بن عمرو بن جشم بن حاشد تنقسم الخارف الى ثلاثة أقسام : الصيد والكلبيون وبنو جبر ، الأول الصيد بفتح الياء المثناة من تحت وهي خميس هرّاش وخميس حرمل وخميس أبو ذيبة وخميس القديمي وخميس القايفي وبلاد الصيد متصلة بالبون ، ومن قراها المشهورة كانط (٣) ، وناعط فيهما آثار حميرية. قال في معجم البلدان ناعط بكسر العين المهملة وطاء مهملة أيضا الناعط المسافر سفرا بعيدا ، والناعط السيء الأدب في أكله ومروته ، وناعط : حصن في رأس جبل بناحية اليمن قديم كان لبعض الأذوا ـ قرب عدن ـ هكذا حكى

__________________

(١) هي هجرة علفة وهي من الكلبيين من خارف.

(٢) هو سدس بني ناشر.

(٣) ويوجد في كانط آثار قديمة هامة.

٢١٧

ياقوت وهو خطأ فبين ناعط وعدن نحو اثنتي عشرة مرحلة.

ثم قال : قال وهب : قرأنا على حجر في قصر ناعط بني هذا القصر سنة كانت ميرتنا من مصر ، قال وهب : فإذا ذلك أكثر من ألف وستماية سنة ، وقد ذكره أمرؤ القيس فقال :

هو المنزل الألاف من جو ناعط

بني أسد حزنا من الأرض أوعرا

وقال الصولي في شرح قول أبي نواس يفتخر باليمن :

بل نحن أرباب ناعط ولنا

صنعاء والمسك في محاربها

قال نحن ملوك أهل مدن ولسنا كنزار أهل وبر وصفات للديار والرياح والصحارى ، وناعط قصر على جبلين لهمدان إذا أشرقت الشمس سار الراكب في ظله أربعة فراسخ وهذا من المحال لأن الراكب لا يسير أربعة فراسخ إلا والشمس قد صارت في وسط السماء فإن أريد أن الشمس إذا أشرقت يمتد ظله أربعة فراسخ كان أقرب الى الصحيح والله أعلم.

إنتهى كلام ياقوت.

وقال نشوان : ناعط جبل باليمن كانت ملوك حمير تسكنه ، ولهم فيه بناء عجيب. قال قس بن ساعدة :

وملوك ناعط قد سمعت بذكرهم

طرقوا بقاصمة الظهور رداح

وناعط : حي من همدان سكنوا الجبل بعد ذلك فسموا باسمه.

وقال في ذيل المعجم (١) أيضا : تنين (٢) بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة تحتية ثم نون جبل من جبال البون في بلد همدان ، وعلى رأسه قصر ناعط ، وهو أفضل قصور اليمن بعد غمدان ـ انتهى.

وفي بلاد الصيد هجرة للفقهاء بني الرضي.

البطن الثاني : من خارف الكلبيون ، وهم ثلث ضحيان والثلث الواسط وثلث بيت زود سمي باسم زود بن سيف بن السبيع بن صعب بن معاوية بن مالك بن جشم بن حاشد وبلاد الصيد وبلاد الكلبيين من أعمال ريدة وإن كانت ريدة نفسها غير داخلة في عداد حاشد.

البطن الثالث : من خارف بنو جبر من أعمال ذي بين وهم خميس

__________________

(١) منجم العمران.

(٢) الصحيح ثنين بالثاء المثلثة.

٢١٨

الغزي (١) وخميس النفيش وخميس الغولة وخميس الشطبة وخميس ذي بين ، وفيها مركز الناحية لبني جبر ومن إليهم من مرهبة وشاطب من بلاد بكيل.

وفي ذي بين قبر الإمام المهدي أحمد بن الحسين المتوفى سنة ٦٥٦ عرف بأبي طير ، ومن بلدان بني جبر المشهورة ذروة.

قال في معجم البلدان : ذروة بلد باليمن من أرض الصيد ، قال الصليحي من قصيدة يصف خيله :

وطالعت ذروة منهن عادية

وإنصاعت الشيعة الشنعاء شرادا

إنتهى كلام ياقوت.

ثم ورور في رأس جبل ورور حصن ظفار داود نسب إلى داود بن الإمام عبد الله بن حمزة المتوفى سنة ٦١٤ وفيه قبر الإمام المذكور وهو عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم الرسي بن ابراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

وإنما رفعت نسبه لبيان الخطأ في كلام صاحب المعجم الآتي : قال في معجم البلدان : ورور بفتح الواو وسكون الراء : حصن عظيم باليمن من جبال صنعاء في بلاد همدان استولى عليه عبد الله بن حمزة الزيدي في أيام سيف الإسلام طغتكين بن أيوب ، وأجاب دعوته خلق كثير من أهل اليمن وتماسك في أيام سيف الإسلام فلما مات سيف الاسلام استفحل أمره وعظم شأنه وفتح حصونا منها الحقل وكوكبان وشهارة وإستحدث هو حصن بيت نعم ، وهو عبد الله بن حمزة بن سليمان زعم أنه من ولد أحمد بن الحسين بن القاسم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، ورواة الأنساب يقولون : إن أحمد بن الحسين لم يعقب. وكان ذا لسان وعارضة وله تصانيف في مذهب الزيدية تصدى لها أهل اليمن يردونها عليه وأجابهم عنها ، وله أشعار يتداولها

__________________

(١) الصواب أن يقال ـ كما سمعت من الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر خميس عيال يحيى وذي بين منها ، وخميس عيال حسن والشطبة منه ، وخميس عيال قاسم وشيخهم النفيش ، وخميس قاع الشمس ، وخميس الغولة.

٢١٩

أهل اليمن يصف بها علو همته متشبها بصاحب الزنج منها ما أنشدني القاضي المفضل أبو الحجاج يوسف ، قال أنشدني بعض أهل اليمن :

لا تحسبوا أن صنعاء جلّ مآربتي

ولا ذمار إذا شمت حسادي

واذكر إذا شئت تشجيني وتطربني

كر الجياد على أبواب بغداد

إلى آخر ما ذكره ياقوت. وقد بينت لكل تدريج نسب الإمام المنصور وخطأ ياقوت في نسبه ، وفي ذي بين طايفة من الفقهاء بني حنش وهم من بيوت العلم في اليمن ونسبهم في كندة على قول من قال : إن بني شهاب من كندة ، والظاهر أن بني شهاب من قضاعة كما قال نشوان من ولد السلطان أحمد بن حنش بن عبد الله بن سلامة بن سعد بن حفص بن شريان بن شهاب بن العاقل بن ربيعة بن وهب بن ظالم بن الحارث بن معاوية بن كندة كما في مشجر أبي علامة.

ثم الفقهاء آل أبي القاسم ولعلهم من عشيرة (١) القاضي عبد الله بن محمد النجري الآتي ذكره في حوث قريبا من بلاد حاشد.

ثم من بطون حاشد العصيمات بن عذر بن سعد بن دافع بن مالك ابن جشم بن حاشد. وهم جبري وفضلي وغنيي وقيص.

أما ذو جبرة فهم جوادي وسلّابي ، وتنقسم ذو جواد الى علو وسفل ، ومن العلو ذو غريب ، وهم ذو ناصر بن مسعود وذو علي بن مسعود وذو أحمد بن مسعود.

ومن ذو ناصر بن مسعود الحمران بنو الأحمر من رؤساء حاشد وذو علي وذو السندي ، ومن ذو علي بن مسعود ذو سيلة وذو وابل ومن ذو أحمد بن مسعود ذو قطيش وذو منيف وذو يحيى بن أحمد ومن فروع ذو قطيش ذو أبو شويعة وذو أبو علبة وذو عيد ومن فروع ذو يحيى بن أحمد ذو حمزة وذو عويد وذو مسلّم وذو مفلح ومساكنهم وادي صولان ؛ فهؤلاء ذو جواد الأعلوين.

وأما ذو جواد السفل الساكنون وادي صدّان فمنهم الحناتبة وذو أبو

__________________

(١) ليسوا من عشيرة النجري وإنما هم من ضعمد فقد قدم جدهم أبو القاسم بن يحيى أبي السهل إلى شهارة ومنها ظفار للتدريس بها وقد توفي هنالك وكتب على ضريحه هذا قبر الفقيه العلّامة الشامي التهامي الخيّر السمط أعظم الدين حليف القران مولده بضمد وتوفي بظفار وقبر بالطفة في رجب سنة ١٠٥٥.

٢٢٠