الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٧

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٧

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-178-5
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٧٥

فنظن ـ لو كان لهذه القضية أصل ـ أن المقصود : هو العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري ، فإنه قد استشهد يوم أحد رحمه الله.

وبكاء الصحابة إنما كان على حمزة عم النبي رحمه الله أو على العباس بن نضلة. ولعله هو الذي كان جهوري الصوت ؛ فنادى كما يقولون : يا أصحاب سورة البقرة أين تفرون؟ إلى النار تهربون (١).

ويكون الراوي قد حرّف في الرواية اعتمادا على ما هو مرتكز في ذهنه ، أو لحاجة في نفسه قضاها!!. هذا بالإضافة إلى وجود الشك في وجود فرس لدى المسلمين من الأساس ، حسبما تقدم.

من مشاهد الحرب :

١ ـ لما كان يوم أحد قال مخيريق الحبر اليهودي : يا معشر يهود ، والله لقد علمتم أن نصر محمد عليكم لحق.

قالوا : إن اليوم يوم السبت.

قال : لا سبت.

فأخذ سيفه وعدته.

وقال : إن أصبت فمالي لمحمد ، يصنع فيه ما شاء ، ثم غدا إلى رسول الله ، فقاتل معه حتى قتل ، فيقال : إنه «صلى الله عليه وآله» قال : مخيريق خير يهود.

٢ ـ وأصر عمرو بن الجموح على الخروج إلى الحرب مع عرجه ، ودعا الله : أن يرزقه الشهادة ، ولا يرده خائبا إلى أهله. فاستشهد رحمه الله.

__________________

(١) البحار ج ٢٠ ص ١١٨.

٢٤١

٣ ـ وأصيبت عين قتادة بن النعمان ، حتى وقعت على وجنته ، فردها رسول الله «صلى الله عليه وآله» بيده ، فكانت أحسن عينيه ، وأحدّهما.

ويقال : إنه هو الذي طلب ذلك من النبي «صلى الله عليه وآله» ؛ لأنه رجل يحب النساء ، ويخاف أن تعافه امرأته إذا رأته كذلك.

وقد افتخر بذلك ابن لقتادة ، عند عمر بن عبد العزيز ، فقال عمر : بمثل هذا فليتوسل إلينا المتوسلون ، ثم قال :

تلك المكارم لا قعبان من لبن

شيبا بماء ، فعادا بعد أبوالا

ويقال : إن كلثوم بن الحصين رمي في نحره بسهم ؛ فبصق عليه «صلى الله عليه وآله» فبرئ.

وفي رواية أخرى : إن عين أبي ذر أصيبت يوم أحد ؛ فبصق فيها النبي «صلى الله عليه وآله» ؛ فكانت أصح عينيه (١).

٤ ـ وقتل الحارث بن سويد المجدر بن زياد غيلة في أحد ؛ لثأر جاهلي له عليه ، وكلاهما كان في جيش المسلمين ؛ فنزل الوحي على الرسول ، وأخبره حبيب بن يساف ؛ لأنه كان قد رآه قتله ، بخبره ؛ فقتله «صلى الله عليه وآله» به بعد رجوعه إلى المدينة ، ولم يستمع لطلبه بالعفو ، ووعده بالتكفير والدية ، كذا يقولون.

٥ ـ وقتل سعد بن الربيع. وكان آخر ما قاله في وصية مطولة منه للمسلمين : إنه لا عذر لكم عند رسول الله : أن يخلص إلى نبيكم ، وفيكم عين تطرف ، ثم مات.

__________________

(١) حياة الصحابة ج ٣ ص ٦١٧ ، ومجمع الزوائد ج ٨ ص ٢٩٨ عن أبي يعلى.

٢٤٢

ودخل عمر على أبي بكر ـ وعنده بنت لسعد هذا ـ وقد طرح لها ثوبا لتجلس عليه ، فسأل عمر عنها.

فقال أبو بكر : هذه ابنة من هو خير مني ومنك.

قال : ومن هو يا خليفة رسول الله؟

قال : رجل تبوأ مقعده من الجنة ، وبقيت أنا وأنت ، هذه ابنة سعد بن الربيع الخ .. (١).

٦ ـ ويقولون أيضا : انقطع سيف عبد الله بن جحش ، فناوله «صلى الله عليه وآله» عرجونا فعاد سيفا ، ولم يزل أهله يتوارثونه ، ويسمى (العرجون) ، حتى بيع لبغا التركي بمائتي دينار.

ويذكر مثل هذا لعكاشة بن محصن في واقعة بدر.

ولكن قد ذكر البعض : أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» ولي تركة عبد الله بن جحش ، وأخذ منها سيفه العرجون ، فاشترى لأمه مالا بخيبر (٢).

ولكن ثمة قصة شبيهة بقصة العرجون بين النبي «صلى الله عليه وآله» وعلي «عليه السلام» (٣). فليتأمل فيما هو الحق من ذلك.

فإننا نكاد نطمئن إلى صحة هذه الأخيرة ، وذلك لما تعودناه من أعداء علي «عليه السلام» ، من إغارات على فضائله وكراماته.

٧ ـ ويقولون : إن هندا قد اعتلت صخرة مشرفة ، فصرخت :

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٤٦ ، وسيرة ابن هشام ج ٣ ص ١٠١.

(٢) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٢٤ ، والمغازي ج ١ ص ٢٩١ ، وشرح المعتزلي ج ١٥ ص ١٨.

(٣) البحار ج ٢ ص ٧٨.

٢٤٣

نحن جزيناكم بيوم بدر

والحرب بعد الحرب ذات سعر

ما كان لي عن عتبة من صبر

ولا أخي ، وعمه وبكر

شفيت نفسي ، وقضيت نذري

شفيت وحشيّ غليل صدري

فشكر وحشيّ على عمري

حتى ترم أعظمي في قبري

فأجابتها هند بنت أبان بن عباد بن المطلب بن عبد مناف :

خزيت في بدر ، وغير بدر

يا بنت وقاع عظيم الكفر

صبحك الله غداة الفجر

بالهاشميين الطوال الزهر

بكل قطاع حسام يفري

حمزة ليثي ، وعلي صقري

إذ رام شيب وأبوك غدري

فخضبا منه ضواحي النحر

ونذرك الشر فشر نذر

... الخ ... (١).

٨ ـ كما أن الجليس بن زيان ، سيد الأحابيش ، قد مر بأبي سفيان ، وهو يضرب بشدق حمزة بزج الرمح ، ويقول : ذق عقق (٢).

فقال الجليس : يا بني كنانة ، هذا سيد قريش ، يصنع بابن عمه ما ترون لحما!!

فقال : وويحك ، أكتمها عليّ ؛ فإنها كانت زلة (٣).

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٣٩ ، والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٩٧ ، والسيرة النبوية لدحلان (مطبوع بهامش السيرة الحلبية) ج ٢ ص ٥٠.

(٢) العقق : الولد العاق. والعقق : البعداء من الأعداء أو قاطعوا الأرحام.

(٣) الكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٦٠ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٤٤ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٣٩ عن ابن إسحاق ، وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ١٩٦ ، والبحار ج ٢٠ ص ٩٧ عن إعلام الورى.

٢٤٤

٩ ـ وقد تقدم تمثيل قريش بالشهداء من المسلمين أقبح تمثيل.

١٠ ـ ويقال : إن قزمان الذي كان «صلى الله عليه وآله» إذا ذكره يقول : إنه لمن أهل النار (١) ، قد حارب في أحد ، وقتل سبعة أو ثمانية من المشركين ، فجرح ، فبشره البعض ، فقال : بماذا أبشر؟ فوالله ما قاتلت إلا عن الأحساب.

ويقال : إنه لما اشتدت جراحته قتل نفسه (٢) ، ويقال : لم يفعل ذلك.

ويقال : إن النبي «صلى الله عليه وآله» حينئذ قال ما معناه : إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر (٣).

ملاحظات :

ونحن نسجل على ما تقدم باختصار شديد الإشارات التالية :

ألف : إن أموال مخيريق ، وهي سبعة حوائط (٤) ، قد أصبحت للنبي «صلى الله عليه وآله» بعد أن استشهد مخيريق ، بمقتضى وصيته نفسه. ولم يكن لليهود أن يأخذوا منها شيئا ؛ حيث إنه ليس للكافر أن يرث المسلم.

__________________

(١) تاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج ٢ ص ٥٣١ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٣٨ ، والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٩٣ ، والمغازي للواقدي ج ١ ص ٢٢٤ و ٢٦٣ ، والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٦٢ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٣٩.

(٢) تاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج ٢ ص ٥٣١ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٣٨ ، والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٩٤ ، والمغازي للواقدي ج ١ ص ٢٢٤ و ٢٦٤ ، والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٦٢ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٣٩.

(٣) المغازي للواقدي ج ١ ص ٢٢٤ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٣٩.

(٤) الحائط : البستان.

٢٤٥

وحيث لم يكن لمخيريق وارث ؛ فإن النبي «صلى الله عليه وآله» يكون وارثه.

ولسوف يأتي بعض الكلام عن مصير أمواله «صلى الله عليه وآله» عند الكلام عن فدك إن شاء الله تعالى.

ب : إن موقف مخيريق هذا في أحد يذكرني بموقف الحر الرياحي في كربلاء. فكل منهما قد اتخذ القرار الحاسم في أحرج اللحظات ، وأكثرها حساسية. فإن مخيريق قد استطاع أن يتخلى عن كل ما يحيط به من روابط تشده إلى الأرض ، وتهيمن عليه ، وتمنعه من اتخاذ القرار طيلة تلك المدة الطويلة ، وكذلك فعل الحر أيضا. وإن تحكيم العقل ، والتخلي عن كل تلك الروابط ، وإبعاد سائر تلك المؤثرات ، يحتاج إلى جهد نفسي كبير. وبهذا تعرف الرجال ، وما تحمله من فضائل نفسية ، وملكات إنسانية. لأن حالات كهذه تكون الأعصاب فيها عادة في أقصى حالات التوتر ، والمشاعر والعواطف في منتهى تأججها. وكل الروابط والمؤثرات الأرضية تكون واضعة كل ثقلها في تصوراته ، ونظراته المستقبلية.

ولهذا كان (مخيريق) خير يهود. ولعل الذي سهل على مخيريق اتخاذه قراره الحاسم ذاك ، هو قناعاته المترسخة في عمق وجدانه ، والتي تستمد عمقها هذا من الإخبارات الصريحة والقاطعة التي يجدها عنده في التوراة والإنجيل ، حتى إن اليهود كانوا يعرفون النبي «صلى الله عليه وآله» كما يعرفون أبناءهم.

ج : إن إصرار عمرو بن الجموح على الخروج إلى الحرب ، وإذن النبي «صلى الله عليه وآله» له ، إنما يعني أن عدم الخروج للجهاد رخصة للأعرج لا عزيمة. فإذا بلغ المسلم من النضج الروحي بحيث يعتبر عدم الشهادة له

٢٤٦

خيبة ، والشهادة فوزا ونجاحا ، ثم هو يندفع إليها بهذا الإصرار ، ويعتبرها غاية له ، وتتويجا لحياته ، فلماذا يحرم منها؟!

ويجب أن لا ننسى وصية سعد بن الربيع رضوان الله عليه «وهو شيخ الأنصار. وقد جعل بيوته للنبي «صلى الله عليه وآله» ولزوجاته ، وقد عرس علي بفاطمة الزهراء «عليهما السلام» في أحد بيوته» التي تعبر عن مدى وعيه وسمو روحه ، وهو لا يرى موته نهاية له ، إذا كان دين محمد «صلى الله عليه وآله» محفوظا ؛ فإنه يعتبر نفسه قد فاز بشهادته من جهة ، كما أنه يعتبر نصر محمد «صلى الله عليه وآله» ، ودين محمد بعد موته نصرا له حتى وهو في قبره أيضا ، لأنه يرى نفسه فانيا في هدفه ، وجزءا منه ؛ فإذا انتصر الهدف ، فهو أيضا يكون المنتصر.

د : وإن ما فعله أبو سفيان بجثة حمزة رضوان الله عليه ، ثم طلبه من الجليس : أن يستر عليه هذه الزلة ليس بعجيب ، فإن تصرفات ومواقف أبي سفيان لم تكن تحكمها فضائل نفسية ، ولا قناعات عقلية وجدانية ، ولا تخضع لقوة إلهية غيبية ، ولكنها كانت تخضع للمفاهيم الجاهلية والقبلية ، والمصالح الشخصية بالدرجة الأولى ، ولذلك هو يعتبرها زلة إذ كان الجاهليون يقبحونها ويرفضونها ، ولكنه لا يرى مانعا منها بحسب ما لديه من خصائص نفسية ، ومصلحة شخصية.

كما أن عمل أبي سفيان هذا يكذب ما اعتذر به عن المثلة التي لحقت شهداء المسلمين ، حيث ادّعى أنه لم يرض ، ولم يغضب ، ولم يعلم بالتمثيل بالشهداء على أيدي المشركين!!.

ويكذبه أيضا : أن أبا عامر الفاسق طلب أن لا يمثل بولده حنظلة ،

٢٤٧

ويترك لأجله فكان له ذلك. وهذا يدل : على أن التمثيل بالشهداء قد كان معلوما لدى الملأ من قريش ، وكانوا راضين به.

ولعل أبا سفيان قد كذب هذه الكذبة ليتفادى التمثيل بأصحابه ، أو أنها كذبت عن لسانه من محبيه ، ومن يهمهم أمره.

ه : هذا وثمة نقاط أخرى فيما تقدم تحتاج إلى إلقاء الأضواء عليها ، كقضية قزمان ، فإننا نشك في أن يكون النبي «صلى الله عليه وآله» قد أخبر قبل موته أنه من أهل النار ، ولعله ـ لو صحت الرواية ـ لما علم أنه قتل نفسه ، قال : (هو من أهل النار) كما ورد في ذيل رواية الواقدي والمعتزلي (١) فذيل الرواية مقبول ، دون صدرها. وكقضية العرجون ، فإنها إن لم تكن مع علي «عليه السلام» ، فإننا نظن أنها قد جعلت في مقابل ذي الفقار لعلي «عليه السلام».

وحسبنا ما ذكرنا هنا ، فإن الكلام حول كل ما تقدم يطول.

الصبر في الجهاد :

لقد رأينا في واقعة أحد أن الله تعالى قد أنزل آيات في سورة آل عمران ترتبط بالصبر في هذا المقام. ونحن نختار منها الآيات التالية : قال تعالى :

(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)(٢).

وقال : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي

__________________

(١) راجع : المغازي ج ١ ص ٢٦٣ و ٢٦٤ ، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ١٤ ص ١٦١.

(٢) الآية ١٤٢ من سورة آل عمران.

٢٤٨

سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)(١).

ثم هناك آيات أخرى في سورة آل عمران تؤنب المؤمنين على عدم صبرهم في أحد ، وفيها إشارات لحقائق مهمة في حرب أحد لا مجال لبحثها الآن ، غير أننا نكتفي هنا بإشارة موجزة جدا للصبر في الجهاد ، فنقول :

الصبر في عرف الاستعمار ، وفي عرف الحكام الظالمين ، والجبابرة المتكبرين ، هو تحمل الذل ، والاستسلام لكل المخططات الهدامة التي تهدم حياة الإنسان ، ومستقبله ، وقيمه ، وأخلاقه ، ودينه ، تهدمها لتبني على أشلائها عروش الظلم والخيانة ، وملك الجبارين والمستكبرين. ولقد تسرب هذا المعنى للصبر إلى عقائد بعض المسلمين ، عن طريق العلماء المزيفين ، الذين جعلوا أنفسهم أداة للاستعمار ولأذنابه ، وآلة في يد أولئك الحكام الظالمين ، فحوروا دين الله على وفق أهداف أسيادهم ، وحسبما يخدم مصالحهم ، ويؤيد ويسدد سلطانهم.

ولكننا إذا رجعنا ـ خلوا عن هذه السوابق الذهنية ـ إلى المنبع الأصفى للإسلام والقرآن العظيم ، وإلى مواقف وتعاليم النبي الكريم ، وأهل بيته الأطيبين الأطهرين ، فإننا نجد : أن للصبر مفهوما يختلف تماما عن هذا المفهوم ، بل هو يناقضه ويباينه.

إن الصبر في مفهوم هؤلاء هو تحمل كل المشاق في سبيل الوصول إلى الأهداف النهائية النبيلة لهذا الإنسان ، وينسب لعيسى «عليه السلام» : قوله : إنكم لا تدركون ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون (٢).

__________________

(١) الآية ١٤٦ من سورة آل عمران.

(٢) البحار ج ٧٩ ص ١٣٧ ط بيروت.

٢٤٩

وعن علي «عليه السلام» : الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد (١).

وقد قال أمير المؤمنين «عليه السلام» : لا يعدم الصبور الظفر وإن طال الزمان (٢).

ونسب إليه أيضا قوله : الصبر سيف لا ينبو ، ومطية لا تكبو ، وضياء لا يخبو (٣).

وقال «عليه السلام» : لنا حق فإن أعطيناه ، وإلا ركبنا أعجاز الإبل وإن طال السرى (٤).

فالصبر في الإسلام هو الصبر على تحمل الأذى في محاربة الظلم ، والقضاء عليه (الذي هو أحد هذه الأهداف).

ولذلك نجدهم في مقام الثبات في الحرب المدمرة ، يقولون : (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)(٥).

ويقولون في مواجهة فرعون : (رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ)(٦).

وهذا هو الصبر الذي أراده الحسين «عليه السلام» حينما كانت السيوف والرماح تأكل أصحابه ، وأهل بيته ، وهو يقول لهم : صبرا على

__________________

(١) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٣ ص ١٦٨.

(٢) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٣ ص ١٩١.

(٣) نهج البلاغة (شرح عبده) ج ٣ ص ١٥٥.

(٤) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٣.

(٥) الآية ٢٥٠ من سورة البقرة.

(٦) الآية ١٢٦ من سورة الأعراف.

٢٥٠

الموت يا بني عمومتي (١).

نعم ، إن الصبر هو تحمل الآلام والمتاعب في سبيل الوصول إلى الهدف الأسمى كما قلنا ، تماما كما فعل نوح وغيره من الأنبياء «عليهم السلام» ، ولا سيما نبينا الأعظم «صلى الله عليه وآله».

والهدف الأسمى هو العبودية المطلقة لله تعالى ، ورفض كل عبودية لسواه. وهو أمر صعب ؛ لأنه لا ينسجم مع هوى النفس ، التي تنفر من العبودية ، وتميل إلى التحلل من كل القيود. ولذلك كان الصبر عن المعصية ، والصبر على الطاعة ، من عزم الأمور ، يحتاج إلى جهد ، وإلى تعب ومشقة ، وقدرة على التحمل.

بل إن كل حق لا بقاء له بدون الصبر ، وقد كان صبر الأنبياء والأوصياء من أهم أسباب بقاء الحق.

كما أن الصبر يدرب على التقوى ، ويرفع من مستوى قدرته على قيادة نفسه ، لأن الصبر لا يتحقق إلا بأن يقود هو نفسه ، لا أن تقوده نفسه ؛ وإذا استطاع أن يقود نفسه ، وإذا كانت هي أقوى وأعتى من يواجه ؛ فإن قدرته على أن يقوم بمهمة قيادة الآخرين ، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم ، وإلى هدى رب العالمين ، تكون أعظم وأشد ، وأكثر فعالية ؛ ولذا قال الصادق «عليه السلام» : الصبر صبران :

صبر على البلاء حسن جميل ، وأفضل منه الصبر على المحارم (٢).

__________________

(١) مقتل الحسين للمقرم ص ٣١٨ و ٣٢٢.

(٢) البحار (ط بيروت) ج ٦٨ ص ٩٥.

٢٥١

وقال أمير المؤمنين «عليه السلام» : من ساس نفسه بالصبر على جهل الناس صلح أن يكون سائسا (١).

ومن الأمور الجديرة بالتسجيل بالنسبة للصبر في الحرب ، قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(٢).

فإننا نجد أنه في حين هو يأمرهم بالثبات في الحرب ، يأمرهم بأن يذكروا الله كثيرا ، وذلك من أجل أن يبقوا محتفظين بالهدف الأسمى الذي يفترض فيهم السعي إليه ، وأن يجعلوه نصب أعينهم ، ولا يصرفهم الدفاع عن نفوسهم عن ذكر الله تعالى.

وطبيعي : أن كثرة ذكر الله منهم سوف تذكرهم بأن الله بيده كل شيء ، وأنه هو الذي ينصرهم على عدوهم ، وهو مصدر عزتهم وسعادتهم ، فذكرهم لله سوف يقويهم على الثبات ، ويدعوهم إلى طاعته ، وطاعة رسوله ، وأن لا يتنازعوا ، وأن يصبروا ؛ فذكر الله هو مفتاح النصر في جميع المجالات ، ثم الوصول إلى الهدف الأقصى ، وهو إقامة دين الحق ، ونصر الله : (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ)(٣).

__________________

(١) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ٢٠ ص ٣١٨.

(٢) الآيتان ٤٥ و ٤٦ من سورة الأنفال.

(٣) الآية ٧ من سورة محمد.

٢٥٢

الفصل الرابع :

بعد ما هبت الرياح

٢٥٣
٢٥٤

ما جرى على حمزة والشهداء :

قد تقدم بعض الكلام في كيفية استشهاد حمزة بن عبد المطلب رضوان الله تعالى عليه. وأن أبا سفيان كان يضرب شدق حمزة بزج الرمح ، وهو ما ورثه عنه حفيده يزيد لعنه الله حيث صار ينكث ثنايا الحسين «عليه السلام» بقضيب وينشد :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

ثم طلب من رفيقه أن يستر عليه هذه الزلة. وعلقنا عليها بما سمح لنا به المجال.

بقي أن نشير هنا : إلى أمور وممارسات أخرى ظهرت بالنسبة إلى الشهداء وهي التالية :

١ ـ إن هندا زوجة أبي سفيان ، قد أتت مصرع حمزة ؛ فمثلت به ، وجدعت أنفه ، وقطعت أذنيه ومذاكيره ، ثم جعلت ذلك كالسوار في يديها ، وقلائد في عنقها ، واستمرت كذلك حتى قدمت مكة. وكذلك فعل النساء بسائر الشهداء الأبرار.

وزادت هي عليهم : أنها بقرت بطن حمزة ، واستخرجت كبده فلاكتها ،

٢٥٥

فلم تستطع أن تسيغها (١).

ويقال : إنها كانت قد نذرت ذلك (٢).

فيقال : إن النبي «صلى الله عليه وآله» لما بلغه إخراجها كبد حمزة قال : هل أكلت منه شيئا؟

قالوا : لا.

قال : إن الله قد حرم على النار أن تذوق من لحم حمزة شيئا أبدا (٣) ، أو : ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة إلى النار (٤).

وليتأمل بعد فيما يقال حول إسلامها ، وإيمانها ، ثم الحكم لها بالجنة ، كغيرها ممن هم على شاكلتها!!.

٢ ـ وأقبلت صفية لتنظر أخاها ، فالتقت بعلي «عليه السلام» ؛ فقال : ارجعي يا عمة ؛ فإن في الناس تكشفا ، فسألته عن الرسول «صلى الله عليه وآله» ، فقال : صالح.

قالت : ادللني عليه حتى أراه ؛ فأشار إليه إشارة خفية من المشركين ،

__________________

(١) راجع ما تقدم في : المغازي للواقدي ج ١ ص ٢٨٦ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٤٣ و ٢٤٤ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٣٩ ، والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٩٧ ، وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٠٤ ، والمواهب اللدنية ج ١ ص ٩٧.

(٢) السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٩٧ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٤٣.

(٣) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٤٤ ، وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤١٣ عن أحمد.

(٤) مسند الإمام أحمد ج ١ ص ٤٦٣ ، وتفسير القمي ج ١ ص ١١٧ ، ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١١٠ عن أحمد ، والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤١ ، والبحار ج ٢٠ ص ٥٥ عن القمي.

٢٥٦

ـ لعلهم كانوا لا يزالون قريبين من هناك ، ويخشى كرتهم فيما لو علموا : أن عليا بعيد (١) عن النبي «صلى الله عليه وآله» ـ فأقبلت إليه ، فأمر «صلى الله عليه وآله» الزبير بإرجاعها ، حتى لا ترى ما بأخيها.

فقالت للزبير : ولم؟

وقد بلغني : أنه قد مثل بأخي ، وذلك في الله قليل ، فما أرضانا بما كان من ذلك ، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله. فسمح لها النبي «صلى الله عليه وآله» برؤيته ، فنظرت إليه ، فصلت عليه ، واسترجعت ، واستغفرت له. كذا في الإكتفاء (٢).

ويقال : إن الأنصار هم الذين حالوا بينها وبين رسول الله «صلى الله

__________________

(١) وليقارن بين الإشارة الخفية من علي «عليه السلام» هنا ، وإخبار عمر لأبي سفيان صراحة بأن النبي «صلى الله عليه وآله» حي.

فإن عليا «عليه السلام» يهدف بلا شك إلى الحفاظ على حياة رسول الله «صلى الله عليه وآله».

ولا نريد أن نتهم غيره ممن يدل على النبي «صلى الله عليه وآله» بما يخالف هذا .. فإن الله هو العالم بالحقائق.

(٢) راجع ما تقدم في : مغازي الواقدي ج ١ ص ٢٨٩ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٤١ و ٤٤٢ ، وحياة الصحابة ج ١ ص ٥٧٠ و ٥٧١ ، ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٩٨ و ١٩٩ ، وليراجع تاريخ الطبري ج ٢ ص ٢٠٨ و ٢٠٧ ، والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ١٦١ و ١٦٢ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٤٧ و ٢٤٨ ، والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ١٠١ و ١٠٣ ، وحياة الصحابة ج ٢ ص ٦٥٠ و ٦٥١ ، ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١١٩ و ١٢٠ عن البزار والطبراني ، وكنز العمال ج ١٥ ص ٣٠٢.

٢٥٧

عليه وآله» (١).

٣ ـ وفي الصفوة : أنها جاءت بثوبين لتكفين حمزة ، فإذا إلى جنبه أنصاري قتيل ، قد مثل به ، فوجدوا غضاضة وحياء أن يكفنوا هذا ، ويتركوا ذاك ، فأقرعوا بين الثوبين ؛ فأصاب الأنصاري أكبر الثوبين ، فكفن حمزة بالآخر ، فلف على قدمي حمزة ليف وأذخر (٢).

٤ ـ وكان لحمزة يوم قتل تسع وخمسون سنة ، وصلى النبي «صلى الله عليه وآله» عليه ، وكبر سبع تكبيرات. ثم صاروا يأتون بالقتلى ، ويضعونهم إلى جانبه ، فيصلي عليه وعليهم حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة. كذا في الطيبي (٣).

ولكننا نشك فيما ذكر عن مقدار عمره بملاحظة ما تقدم في حديث إرادة عبد المطلب ذبح ولده عبد الله ، حين ولد له أولاده العشرة.

كما أننا نجد عليا «عليه السلام» يذكر : أنه «صلى الله عليه وآله» قد خص حمزة بسبعين تكبيرة (٤). فلعله كبر عليه سبعين ، ثم صلى عليه سبعين صلاة أخرى.

٥ ـ قال ابن إسحاق : ومر رسول الله «صلى الله عليه وآله» ـ حين رجع إلى المدينة ـ بدور من الأنصار ؛ فسمع بكاء النوائح على قتلاهم ، فذرفت

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ١٧ ، ومغازي الواقدي ج ١ ص ٢٩٠ ، ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١١٩ و ١٢٠.

(٢) راجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٤١ و ٤٤٢.

(٣) تاريخ الخميس ج ١ ص ٢٤٢.

(٤) نهج البلاغة بشرح عبده ج ٣ ص ٣٥.

٢٥٨

عينا رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثم قال : لكن حمزة لا بواكي له.

فأمر سعد بن معاذ ، ويقال : وأسيد بن حضير نساء بني عبد الأشهل : أن يذهبن ويبكين حمزة أولا ، ثم يبكين قتلاهن. فلما سمع «صلى الله عليه وآله» بكاءهن ، وهن على باب مسجده أمرهن بالرجوع ، ونهى «صلى الله عليه وآله» حينئذ عن النوح ، فبكرت إليه نساء الأنصار ، وقلن : بلغنا يا رسول الله ، أنك نهيت عن النوح ، وإنما هو شيء نندب به موتانا ، ونجد بعض الراحة ؛ فأذن لنا فيه.

فقال : إن فعلتن فلا تلطمن ، ولا تخمشن ، ولا تحلقن شعرا ، ولا تشققن جيبا (١).

قالت أم سعد بن معاذ : فما بكت منا امرأة قط إلا بدأت بحمزة إلى يومنا هذا.

ولعل نهيه «صلى الله عليه وآله» لهن عن شق الجيوب وخمش الوجوه ، هو لأجل أن لا يوجب ذلك شماتة أعدائهم بهم.

٦ ـ ولما أراد معاوية أن يجري عينه التي بأحد ، كتب إلى عامله بالمدينة

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٥٤ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٤٤ عن المنتقى ، وليراجع كامل ابن الاثير ج ٢ ص ١٦٧ ، وتاريخ الطبري ج ٢ ص ٢١٠ ، وليراجع : العقد الفريد ، والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٨ ، ومسند أحمد ج ٢ ص ٤٠ و ٨٤ و ٩٢ ، والإستيعاب ترجمة حمزة. ومسند أبي يعلى ج ٦ ص ٢٧٢ و ٢٩٣ و ٢٩٤ ، وفي هامشه عن المصادر التالية : مجمع الزوائد ج ٦ ص ١٢٠ ، وعن الطبقات الكبرى ج ٣ قسم ١ ص ١٠ ، وعن سنن ابن ماجة ج ٣ ص ٩٥ في السيرة وفي الجنائز الحديث رقم ١٥٩١ ، ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٩٥ ، وعن سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٩٥ و ٩٩.

٢٥٩

بذلك ، فكتبوا إليه : إنا لا نستطيع أن نخرجها إلا على قبور الشهداء.

فكتب : انبشوهم.

قال جابر : فلقد رأيتهم يحملون على أعناق الرجال ، كأنهم قوم نيام. وأصابت المسحاة طرف رجل حمزة ، فانبعثت دما.

قال أبو سعيد : لا ينكر بعد هذا منكر أبدا (١).

٧ ـ ومر أبو سفيان بعد إسلامه بأحد ، فقيل له : أي يوم لك ههنا.

فقال : والآن لو وجدت رجالا (٢).

٨ ـ مر أبو سفيان في أيام عثمان بقبر حمزة ، وضربه برجله ، وقال : يا أبا عمارة ، إن الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمس في يد غلماننا اليوم يتلاعبون به (٣).

__________________

(١) راجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٤٣ عن الصفوة والمنتقى ، والمصنف ج ٣ ص ٥٤٧ وج ٥ ص ٢٧٧ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٥٠ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٢٦٤ ، ومغازي الواقدي ج ١ ص ٢٦٧ و ٢٦٨ ، وطبقات ابن سعد ج ٣ ص ٥ قسم ١ وقسم ٢ ص ٧٨ ، وليراجع حياة الصحابة ج ٣ ص ٦٥٩ ـ ٦٦١ ، والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٣ ، ودلائل أبي نعيم ص ٤٩٩ ، وكنز العمال ج ١٠ ص ٢٧٠ وج ٨ ص ٢٧٠ ، وعن ابن سعد وراجع : فتح الباري ج ٣ ص ١٤٢ ، ووفاء الوفاء ج ٣ المجلد الثاني ص ٩٣٨ عن أحمد بسند صحيح ، والدارمي كما في الأوجز ج ٤ ص ١٠٨ ، ودلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٢٩١.

(٢) ربيع الأبرار ج ١ ص ٥٥٩.

(٣) قاموس الرجال ج ١٠ ص ٨٩ وج ٥ ص ١١٦ ، والغدير ج ١٠ ص ٨٣ كلاهما عن شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ٥١ ط قديم.

٢٦٠