الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٥

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٥

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-176-9
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٦٧

وعلمه رسول الله «صلى الله عليه وآله» بلالا وأمره به.

وبالنسبة لما جرى بالمدينة ؛ فلعل الأقرب هو الرواية التي تقول : إنه حين قدم المسلمون المدينة ، كانوا يجتمعون يتحينون الصلاة ، وليس ينادى بها ، وكلموه يوما في ذلك ، فقال بعضهم لبعض : اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى ، وقال بعضهم : بوقا مثل بوق اليهود ، فقال عمر «رض» : ألا تبعثوا رجالا ينادون بالصلاة.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «قم يا بلال فأذن» (١).

فهذه الرواية الأخيرة تفيد : أن المسلمين هم الذين اختلفوا فيما بينهم ، واقترحوا بعض الوسائل على بعضهم البعض ؛ فحسم «صلى الله عليه وآله» النزاع بأمره بلالا بالأذان ، فيظهر منه أن الأذان كان قد شرع قبل ذلك ، حين الإسراء مثلا ، ولكن هؤلاء المسلمين إما لم يطّلعوا على ذلك ، لأنهم أسلموا حديثا ، أو أنهم أو بعضهم قد عرفوا بالأمر لكن لم يعجبهم ذلك ، فأحبوا التغيير.

هذا .. وقد بحث الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين «رحمه الله» هذا الموضوع ؛ فليراجعه من أراد (٢).

حي على خير العمل في الأذان :

ومن الأمور التي وقع الخلاف فيها بين المسلمين ، بين مثبت وناف ، هو قول : «حي على خير العمل» في الأذان مرتين ، بعد قول : «حي على الفلاح».

__________________

(١) سنن الدار قطني ج ١ ص ٢٣٧.

(٢) النص والإجتهاد ص ١٩٧ ـ ٢٠٥.

١٦١

فذهبت طائفة تبعا لأئمتهم إلى أن هذه الفقرة «حي على خير العمل» لا يصح ذكرها في الأذان ، وهؤلاء هم جمهور أهل السنة والجماعة ، وعبر بعضهم بلفظ : يكره ، معللا ذلك بأنه لم يثبت ذلك عن النبي ، والزيادة في الأذان مكروهة (١).

وقال القاسم بن محمد بن علي نقلا عن توضيح المسائل لعماد الدين يحيى بن محمد بن حسن بن حميد المقري : «قد ذكر الروياني : أن للشافعي قولا مشهورا بالقول به.

وقد قال كثير من علماء المالكية وغيرهم من الحنفية والشافعية : أنه كان حي على خير العمل من ألفاظ الأذان.

قال الزركشي في كتابه المسمى بالبحر ما لفظه : ومنها ما الخلاف فيه موجود في المدينة كوجوده في غيرها ، وكان ابن عمر ، وهو عميد أهل المدينة ، يرى إفراد الأذان ، ويقول فيه : «حي على خير العمل» إلى أن قال المقري : «فصح ما رواه الروياني : أن للشافعي قولا مشهورا في إثبات حي على خير العمل» (٢).

وذهب أهل البيت وشيعتهم إلى أن هذه الفقرة جزء من الأذان والإقامة ، لا يصحان بدونها ، وهذا الحكم إجماعي عندهم (٣) ونسبه الشوكاني إلى «العترة» (٤) وقال : «نسبه المهدي في البحر إلى أحد قولي

__________________

(١) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٥ ، والبحر الرائق ج ١ ص ٢٧٥ عن شرح المهذب.

(٢) الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٧.

(٣) الانتصار للسيد المرتضى ص ٣٩.

(٤) نيل الأوطار ج ٢ ص ١٨.

١٦٢

الشافعي» (١).

قال الشوكاني : «وهو خلاف ما في كتب الشافعية» (٢).

ويستدل شيعة أهل البيت على أن كلمة : حي على خير العمل ثابتة في الأذان بالإجماع ، وبالروايات الكثيرة والمتواترة عن أهل بيت النبوة «عليهم السلام» في ذلك ، كرواية أبي الربيع ، وزرارة ، والفضيل بن يسار ، ومحمد بن مهران عن أبي جعفر «عليه السلام».

ورواية فقه الرضا عن الرضا «عليه السلام».

ورواية ابن سنان ، ومعلى بن خنيس ، وأبي بكر الحضرمي ، وكليب الأسدي عن أبي عبد الله «عليه السلام».

ورواية أبي بصير عن أحدهما.

ورواية محمد بن أبي عمير عن أبي الحسن.

ورواية علي ، ومحمد بن الحنفية عن النبي «صلى الله عليه وآله».

ورواية عكرمة عن ابن عباس (٣).

ونحن إزاء هذا الاختلاف ؛ لا نجد مناصا من الأخذ بمذهب أهل البيت «عليهم السلام» وشيعتهم ، ولا نستند في ذلك فقط إلى الإجماع المذكور ، ولا إلى خصوص ما ورد عن أهل البيت الذين هم أحد الثقلين ،

__________________

(١) نيل الأوطار ج ٢ ص ١٨ و ١٩ ، والبحر الزخار ج ٢ ص ١٩١ وفيه : أخير بدل أحد ، وكذا في الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٧ و ٣٠٨.

(٢) نيل الأوطار ج ٢ ص ١٩.

(٣) راجع : الوسائل وجامع أحاديث الشيعة والبحار ، ومستدرك الوسائل أبواب الأذان.

١٦٣

والذين أذهب الله عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا.

وإنما إلى العديد من الأدلة والشواهد الأخرى التي نجدها عند غيرهم أيضا.

فقد روي ذلك ـ وبعضه بالأسانيد الصحيحة ـ عن كل من :

١ ـ عبدالله بن عمر.

٢ ـ الإمام علي بن الحسين ، زين العابدين «عليه السلام».

٣ ـ سهل بن حنيف.

٤ ـ بلال.

٥ ـ علي أمير المؤمنين «عليه السلام».

٦ ـ أبي محذورة.

٧ ـ ابن أبي محذورة.

٨ ـ زيد بن أرقم.

٩ ـ الباقر «عليه السلام».

١٠ ـ الصادق «عليه السلام».

١١ ـ الإمام الحسن بن علي «عليه السلام».

١٢ ـ الإمام الحسين «عليه السلام».

وغيرهم كثير.

فأما ما روي عن عبدالله بن عمر ، فقد رواه :

١ ـ مالك بن أنس ، عن نافع ، قال : كان ابن عمر أحيانا إذا قال : حي

١٦٤

على الفلاح ، قال على إثرها : حي على خير العمل (١).

٢ ـ عن الليث بن سعد ، عن نافع قال : كان ابن عمر لا يؤذن في سفره ، وكان يقول : حي على الفلاح ، وأحيانا يقول : حي على خير العمل (٢).

٣ ـ وعن الليث بن سعد عن نافع ، قال : كان ابن عمر ربما زاد في أذانه :

حي على خير العمل.

ورواه أنس بن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر (٣).

ورواه أيضا : عطاء ، عن ابن عمر (٤).

٤ ـ عن محمد بن سيرين عن ابن عمر : أنه كان يقول ذلك في أذانه (٥).

٥ ـ وكذلك رواه نسير بن ذعلوق ، عن ابن عمر ، وقال : في السفر (٦).

٦ ـ عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن نافع ، عن ابن عمر : أنه كان يقيم الصلاة في السفر ، يقولها مرتين أو ثلاثا ، يقول : حي على الصلاة ، حي على

__________________

(١) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٤ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٧ و ٣٠٨ و ٣١٢.

(٢) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٤ ، وراجع : نيل الأوطار ج ٢ ص ١٩.

(٣) راجع : سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٤ ، وراجع : دلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي للعرفي ص ٣٨ عن شرح التجريد. وقد رواه ابن أبي شيبة ونقله في الشفاء كما ورد في جواهر الأخبار والآثار المستخرجة من لجة البحر الزخار للصعدي ج ٢ ص ١٩٢ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٨.

(٤) الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٩ وراجع ص ٣١٠.

(٥) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٥ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٨ عنه.

(٦) المصدران السابقان.

١٦٥

الصلاة ، حي على خير العمل (١).

٧ ـ عبد الرزاق ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن رجل : أن ابن عمر كان إذا قال في الأذان : حي على الفلاح ، قال : حي على خير العمل ، ثم يقول : الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله (٢).

ورواه ابن أبي شيبة (٣) من طريق ابن عجلان ، وعبيد الله ، عن نافع ؛ عن ابن عمر.

٨ ـ عن زيد بن محمد ، عن نافع ؛ أن ابن عمر كان إذا أذن قال : حي على خير العمل (٤).

وذكر صاحب الاعتصام رواية ابن عون عن نافع ، وابن جريج عن نافع ، وعثمان بن مقسم عن نافع ، وعبد الله بن عمر عن نافع ، وجويرية بن أسماء عن نافع (٥) فراجع.

ونقل رواية ذلك عن ابن عمر الحلبي الشافعي وغيره أيضا ، فراجع (٦).

وقال ابن حزم : «ولقد كان يلزم يقول بمثل هذا عن الصاحب ؛ مثل

__________________

(١) مصنف عبد الرزاق ج ١ ص ٤٦٤.

(٢) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٦٥ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٩.

(٣) عن مصنف ابن أبي شيبة ج ١ ص ١٤٥ ، وهامش مصنف عبد الرزاق ج ١ ص ٤٦٠ عنه ، وراجع : الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٦.

(٤) الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٥.

(٥) الإعتصام ج ١ ص ٢٩٦ ـ ٢٩٩.

(٦) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٩٨ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣١١ و ٣١٢ عن ابن حزم في كتاب الإجماع.

١٦٦

هذا لا يقال بالرأي : أن يأخذ بقول ابن عمر هذا ؛ فهو عنه ثابت بأصح إسناد» (١).

وأما ما ورد عن علي بن الحسين «عليه السلام» :

٩ ـ فعن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن علي بن الحسين كان يقول في أذانه ، إذا قال : حي على الفلاح ، قال : حي على خير العمل ، ويقول : هو الأذان الأول (٢).

وليس يجوز أن يحمل قوله هو الأذان الأول إلا على أنه أذان رسول الله «صلى الله عليه وآله» (٣).

١٠ ـ ونقل ذلك عن علي بن الحسين ، الحلبي الشافعي ، وابن حزم الظاهري وغيرهما كما سيأتي.

وأما سهل بن حنيف فقد :

١١ ـ روى البيهقي : أن ذكر حي على خير العمل في الأذان قد روي عن أبي أمامة : سهل بن حنيف (٤).

١٢ ـ ونقل ابن الوزير ، عن المحب الطبري الشافعي في كتابه إحكام

__________________

(١) المحلى ج ٣ ص ١٦٠ و ١٦١.

(٢) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٥ ، ودلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي ص ٣٨ عن مصنف ابن أبي شيبة ؛ وجواهر الأخبار والآثار ج ٢ ص ١٩٢ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٩ و ٣٠٨ و ٣١٠ ، ونيل الأوطار ج ٢ ص ١٩ ، وراجع : كتاب العلوم ج ١ ص ٩٢.

(٣) دلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي ص ٣٨.

(٤) سنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٥.

١٦٧

الأحكام ، ما لفظه : «ذكر الحيعلة ، بحي على خير العمل ، عن صدقة بن يسار ، عن أبي أمامة سهل بن حنيف : أنه كان إذا أذن قال : حي على خير العمل. أخرجه سعيد بن منصور» (١).

وعن بلال أيضا :

١٣ ـ عن عبدالله بن محمد بن عمار ، عن عمار وعمر ابني حفص بن عمر ، عن آبائهم ، عن أجدادهم ، عن بلال : أنه كان ينادي بالصبح ، ويقول : حي على خير العمل ، فأمره النبي «صلى الله عليه وآله» أن يجعل مكانها : الصلاة خير من النوم ، وترك حي على خير العمل (٢).

أما ذيل الرواية فالظاهر أنه من زيادات الرواة ؛ لأن عبارة : «الصلاة خير من النوم» قد أضيفت إلى الأذان بعد زمان النبي «صلى الله عليه وآله» ، وبالذات من قبل عمر بن الخطاب ، كما صرحت به العديد من الروايات (٣).

__________________

(١) دلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي ص ٣٨. وراجع : الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٩ ، وراجع : ص ٣١١.

(٢) مجمع الزوائد ج ١ ص ٣٣٠ عن الطبراني في الكبير ، ومصنف عبد الرزاق ج ١ ص ٤٦٠ ، وسنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٥ ، وكنز العمال ج ٤ رقم ٥٥٠٤ ، ومنتخب الكنز هامش المسند ج ٣ ص ٢٧٦ عن أبي الشيخ في كتاب الأذان ، ودلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ٩٩.

(٣) راجع : موطأ مالك ج ١ ص ٩٣ ، وسنن الدارقطني ، ومصنف عبد الرزاق ج ١ رقم ١٨٢٧ و ١٨٢٩ و ١٨٣٢ ص ٤٧٤ و ٤٧٥ ، وكنز العمال ج ٤ رقم ٥٥٦٧ و ٥٥٦٨ ، ومنتخبه هامش المسند ج ٣ ص ٢٧٨ ، وفيه : أنه قال إنها بدعة ، والترمذي وأبي داود ، وغير ذلك.

١٦٨

١٤ ـ كان بلال يؤذن بالصبح ، فيقول : حي على خير العمل (١). يضاف إلى كل ذلك :

١٥ ـ قول القوشجي وغيره : إن عمر خطب الناس ، وقال : أيها الناس ، ثلاث كن على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، أنا أنهى عنهن ، وأحرمهن ، وأعاقب عليهن ، وهي : متعة النساء ، ومتعة الحج ، وحي على خير العمل (٢).

وقد اعتذر القوشجي متكلم الأشاعرة عن ذلك بقوله : «إن مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع» (٣).

وهذا اعتذار غير وجيه ، فإن النبي «صلى الله عليه وآله» لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، كما صرحت به الآيات.

ووجه العذر الحق عنه هو : أن الخليفة الثاني قد رأى ـ في نظره ـ : أن الناس إذا سمعوا : أن الصلاة هي خير العمل ، فإنهم سوف يتكلون على الصلاة ويتركون الجهاد ، كما سيصرح به الخليفة نفسه فيما يأتي.

__________________

(١) منتخب كنز العمال هامش المسند ج ٣ ص ٢٧٦ ، ودلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ٩٩ عن كنز العمال ج ٤ ص ٢٦٦.

(٢) شرح التجريد للقوشجي مبحث الإمامة ص ٤٨٤ ، وكنز العرفان ج ٢ ص ١٥٨ عن الطبري في المستنير ، والغدير ج ٦ ص ٢١٣ وقال : أخرجه الطبري في المستبين عن عمر ، وحكاه عن الطبري الشيخ علي البياضي في كتابه : الصراط المستقيم وجواهر الأخبار والآثار ج ٢ ص ١٩٢ عن التفتازاني في حاشيته على شرح العضد.

(٣) شرح التجريد للقوشجي ص ٤٨٤.

١٦٩

ومعنى ذلك هو : أن هذا كان منه نهيا مصلحيا وقتيا ، ولم يكن نهيا تشريعيا تحريميا ، حيث إنه كان يعلم : أنه ليس له حق التشريع.

١٦ ـ وقال الحلبي : «ونقل عن ابن عمر ، وعن علي بن الحسين «رض» : أنهما كانا يقولان في أذانيهما ، بعد حي على الفلاح : حي على خير العمل» (١).

١٧ ـ وقال علاء الدين الحنفي ، في كتاب التلويح في شرح الجامع الصحيح : «وأما حي على خير العمل ، فذكر ابن حزم : أنه صح عن ابن عمر ، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف (٢) : أنهم كانوا يقولون في أذانهم : حي على خير العمل» (٣).

وأضاف صاحب التلويح على هذا قوله : «وكان علي بن الحسين يفعله» (٤).

١٨ ـ وقال السيد المرتضى : «وقد روت العامة : أن ذلك مما كان يقال في بعض أيام النبي «صلى الله عليه وآله» ، وإنما ادعي : أن ذلك نسخ ورفع ، وعلى من ادعى النسخ الدلالة ، وما يجدها» (٥).

__________________

(١) السيرة الحلبية ط سنة ١٣٨٢ ، باب الأذان ج ٢ ص ٩٨.

(٢) كذا في الأصل والصحيح : أبو أمامة ، سهل بن حنيف.

(٣) المحلى ج ٣ ص ١٦٠ ، وراجع : دلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي للعرفي ص ٣٨ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣١١.

(٤) دلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي للعرفي ص ٣٨ والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣١١.

(٥) الانتصار ص ٣٩.

١٧٠

١٩ ـ وعن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن حماد ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي «صلى الله عليه وآله» في حديث المعراج ، قال : ثم قام جبرائيل فوضع سبابته اليمنى في أذنه ، فأذن مثنى مثنى يقول في آخرها : حي على خير العمل ، مثنى مثنى (١).

٢٠ ـ وكان ابن النباح يقول في أذانه : حي على خير العمل (٢).

وقال القاسم بن محمد : «ذكر في كتاب السنام ما لفظه : الصحيح أن الأذان شرع بحي على خير العمل ؛ لأنه اتفق على الأذان به يوم الخندق ؛ ولأنه دعاء إلى الصلاة ، وقد قال «صلى الله عليه وآله» : خير أعمالكم الصلاة ، وقد اتفق أيضا على أن ابن عمر والحسن والحسين «عليهما السلام» وبلالا ، وجماعة من الصحابة ، أذنوا به» حكاه في شرح الموطأ وغيره من كتبهم.

قال صاحب فتوح مكة وهو من مشايخ الصوفية : «أجمع أهل المذاهب على التعصب في ترك الأذان بحي على خير العمل ، إنتهى إلى قوله : وقد ذكر السيد العلامة عز الدين أبو إبراهيم ، محمد بن إبراهيم ما لفظه : «بحثت عن هذين الإسنادين في حي على خير العمل ، فوجدتهما صحيحين إلى ابن عمر ، وإلى زين العابدين» (٣).

وروى الإمام السروجي في شرح الهداية للحنفية ؛ أحاديث حي على

__________________

(١) سعد السعود ص ١٠٠ ، والبحار ج ٤ ص ١٠٧ ، وجامع أحاديث الشيعة ج ٢ ص ٢٢١.

(٢) راجع : الوسائل ، وجامع أحاديث الشيعة ، وقاموس الرجال.

(٣) الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣١٠ ، وراجع ص ٣١٢.

١٧١

خير العمل بطرق كثيرة (١).

٢١ ـ روي عن علي «عليه السلام» ، أنه قال : سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول : إعلموا : أن خير أعمالكم الصلاة ، وأمر بلالا أن يؤذن : حي على خير العمل ، حكاه في الشفاء (٢).

٢٢ ـ روى محمد بن منصور في كتابه الجامع ، بإسناده عن رجال مرضيين ، عن أبي محذورة ، أحد مؤذني رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، أنه قال : أمرني رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن أقول في الأذان : حي على خير العمل (٣).

٢٣ ـ روى عن محمد بن منصور : أن «أبا» القاسم «عليه السلام» أمره أن يؤذن ، ويذكر ذلك (يعني : حي على خير العمل) في أذانه قال : إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أمر به ، هكذا في الشفاء (٤).

٢٤ ـ عن أبي بكر أحمد بن محمد السري : أنه سمع موسى بن هارون ، عن الحماني ، عن أبي بكر بن عياش ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي محذورة ، قال : كنت غلاما ، فقال لي النبي «صلى الله عليه وآله» : اجعل في

__________________

(١) المصدر السابق ج ١ ص ٣١١.

(٢) جواهر الأخبار والآثار المستخرجة من لجة البحر الزخار ج ٢ ص ١٩١ ، والإمام الصادق «عليه السلام» والمذاهب الأربعة ج ٥ ص ٢٨٤ ، والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٩.

(٣) البحر الزخار ج ٢ ص ١٩٢ ، وجواهر الأخبار والآثار هامش نفس الصفحة ، وكتاب العلوم ج ١ ص ٩٢.

(٤) جواهر الأخبار والآثار ج ٢ ص ١٩١.

١٧٢

آخر أذانك : حي على خير العمل (١).

٢٥ ـ وفي الشفاء ، عن هذيل بن بلال المدائني ، قال : سمعت ابن أبي محذورة يقول : حي على الفلاح ، حي على خير العمل (٢).

٢٦ ـ عن زيد بن أرقم : أنه أذن في حي على خير العمل (٣).

٢٧ ـ وقال الشوكاني نقلا عن كتاب الأحكام : وقد صح لنا : أن حي على خير العمل كانت على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله» يؤذن بها ، ولم تطرح إلا في زمن عمر (٤).

٢٨ ـ وهكذا قال الحسن بن يحيى ، روى ذلك عنه في جامع آل محمد (٥).

وبه قال محمد : سألت أحمد بن عيسى ، قلت : تقول إذا أذنت : حي على خير العمل ، حي على خير العمل؟!

قال : نعم.

قلت : في الأذان والإقامة؟

قال : نعم ، ولكني أخفيها.

وبه قال : حدثني محمد بن جميل ، عن نصر بن مزاحم ، عن أبي الجارود ، وعن أبي جعفر : أنه كان يقول : حي على خير العمل ، في الأذان والإقامة.

__________________

(١) ميزان الإعتدال للذهبي ج ١ ص ١٣٩ ، ولسان الميزان للعسقلاني ج ١ ص ٢٦٨.

(٢) المصدران السابقان ص ١٩٢ ، وجواهر الأخبار والبحر الزخار.

(٣) الإمام الصادق «عليه السلام» والمذاهب الأربعة ج ٥ ص ٢٨٣. وراجع : نيل الأوطار ج ٢ ص ١٩ عن المحب الطبري في أحكامه.

(٤) نيل الأوطار ج ٢ ص ١٩.

(٥) المصدر السابق.

١٧٣

وعن أبي الجارود ، عن حسان ، قال : أذنت ليحيى بن زيد بخراسان ، فأمرني أن أقول : حي على خير العمل ، حي على خير العمل (١).

٢٩ ـ روينا عن علي بن الحسين «عليه السلام» : أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان إذا سمع المؤذن قال كما يقول ، فإذا قال : حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على خير العمل ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله الخ .. (٢).

٣٠ ـ عن محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين «عليهما السلام» : أنه كان إذا قال : حي على الفلاح ، قال : حي على خير العمل (٣).

٣١ ـ قال الزركشي في البحر المحيط : ومنها ما الخلاف فيه موجود ، كوجوده في غيرها ، وكان ابن عمر ، وهو عميد أهل المدينة ، يرى إفراد الأذان والقول فيه : حي على خير العمل (٤).

٣٢ ـ وفي كتاب السنام ما لفظه : الصحيح أن الأذان شرع بحي على خير العمل (٥).

٣٣ ـ وروي عن علي «عليه السلام» ، أنه كان يقول : حي على خير العمل ، وبه أخذت الشيعة (٦).

__________________

(١) كتاب العلوم المعروف بأمالي أحمد بن عيسى ج ١ ص ٩٢.

(٢) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٥ ، والبحار ج ٨٤ ص ١٧٩ عنه.

(٣) جواهر الأخبار والآثار للصعدي ج ٢ ص ١٩٢.

(٤) الروض النضير ج ١ ص ٥٤٢. والإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٥٧.

(٥) نفس المصدر.

(٦) الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣٠٨.

١٧٤

٣٤ ـ وفي الروض النضير : وقد قال كثير من علماء المالكية ، وغيرهم من الحنفية والشافعية : أنه كان «حي على خير العمل» من ألفاظ الأذان (١).

إشكالات غير واردة :

١ ـ وأما دعوى : أن عدم ورود ذلك في الصحيحين وغيرهما من دواوين الحديث يدل على عدم اعتباره في الأذان ، وحتى لو صح ما روي من أنه الأذان الأول ، فهو منسوخ بأحاديث الأذان لعدم ذكره منها (٢) ، فلا تصح :

أولا : لأن الصحيحين لم يجمعا جميع الأحاديث التي تدل على الأحكام.

ثانيا : لو كان منسوخا لعلم بذلك ابن عمر ، وزين العابدين ، وزيد بن أرقم ، وغيرهم ، فلماذا استمروا على ذلك حتى بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟.

ثالثا : قد صرحت بعض الروايات التي ذكرناها في هذا البحث ، أن أول من ألغى هذه العبارة من الأذان هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب لمصلحة تخيل أنها تقتضي ذلك ، فبعد انتفاء تلك المصلحة ـ لو سلم صحة الاستناد إليها والاعتماد عليها ـ لا يبقى مبرر للاستمرار على ترك ما شرعه رسول الله «صلى الله عليه وآله» قبل ذلك.

ولعل التزام عدد من الصحابة والتابعين وغيرهم وأهل البيت

__________________

(١) الروض النضير ج ١ ص ٥٤٢.

(٢) راجع : نيل الأوطار ج ٢ ص ١٩.

١٧٥

وشيعتهم بهذه الفقرة ، يشير إلى أنهم لم يوافقوا عمر على ما ذهب إليه من الاجتهاد ولم يقبلوه منه.

٢ ـ وبعد هذا ، فلا يصح قول البعض : إن ذلك مكروه ؛ لأنه لم يثبت عن النبي (١).

فقد عرفت أنه قد وردت الروايات الصحيحة عمن ذكرنا ، أنهم كانوا يقولونها ، وأنه مذهب أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، الذين هم أحد الثقلين.

وقد بقي قول حي على خير العمل شعار العلويين ، وأهل البيت وشيعتهم على مدى الأعصار ، حتى إن ابتداء ثورة الحسين بن علي صاحب فخ ، كان لأجل ذلك ، ولتلاحظ النصوص التالية :

حي على خير العمل موقف وشعار :

أ ـ صعد عبد الله بن الحسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبي «صلى الله عليه وآله» ، عند موضع الجنائز ، فقال للمؤذن :

«أذن بحي على خير العمل ، فلما نظر إلى السيف بيده أذن بها ، وسمع العمري (يعني والي المدينة من قبل المنصور) فأحس بالشر ، ودهش ، وصاح : أغلقوا البغلة ـ الباب ـ وأطعموني حبتي ـ ماء» (٢).

__________________

(١) البحر الرائق ج ١ ص ٢٧٥ عن شرح المهذب ، وسنن البيهقي ج ١ ص ٤٢٥.

(٢) مقاتل الطالبيين ص ٤٤٦.

١٧٦

ب ـ وذكر التنوخي : أن أبا الفرج أخبره : أنه سمعهم في زمانه يقولون في أذانهم بالقطيعة : حي على خير العمل (١).

ج ـ وقال ابن كثير في حوادث سنة ٤٤٣ عن الروافض : «وأذنوا بحي على خير العمل» (٢).

د ـ وقال الحلبي : «وذكر بعضهم : أن في دولة بني بويه كانت الرافضة تقول ، بعد الحيعلتين : حي على خير العمل ، فلما كانت السلجوقية ، منعوا المؤذنين من ذلك ، وأمروا أن يقولوا في أذان الصبح بدل ذلك : الصلاة خير من النوم ، مرتين ، وذلك في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة» (٣).

ه ـ وتحدث ابن فرحون : أنه كان ثمة مقصورة قد زيدت على الحجرة النبوية الشريفة ، عملت وقاية من الشمس إذا غربت قال : «وكانت بدعة وضلالة تصلي فيها الشيعة» ..

إلى أن قال : «ولقد كنت أسمع بعض من يقف على بابها ، ويؤذن بأعلى صوته : حي على خير العمل ، وكانت مواطن تدريسهم ، وخلوة علمائهم ، حتى قيض الله لها من سعى فيها ، فأصبحت ليلة منخلعة أبوابها الخ ..» (٤).

و ـ وقال ابن قاسم النويري الإسكندراني : «فحين وصل المعز إلى مصر ، أمر بأن يؤذن على جامع عمرو بن العاص ، وجامع ابن طولون بحي

__________________

(١) نشوار المحاضرات ج ٢ ص ١٣٣.

(٢) راجع : البداية والنهاية ج ١٢ ص ٦٣.

(٣) السيرة الحلبية ط سنة ١٣٨٢ باب الأذان ج ٢ ص ١٠٥ ، وراجع : البداية والنهاية ج ١٢ ص ٦٨ ، حوادث سنة ٤٤٨ ه‍.

(٤) وفاء الوفاء ج ٢ ص ٦١٢.

١٧٧

على خير العمل ؛ فاستدام ذلك في الأذان ، إلى حين انقضاء دولة العبيديين في سنة سبع وستين وخمسمائة ، فانقرض حينئذ ذكر حي على خير العمل بانقراض دولتهم. أبطل ذلك السلطان صلاح الدين يوسف بن نجم الدين أيوب» (١).

ز ـ وفي سنة ٣٥٠ ه‍ أعلن المؤذنون بحي على خير العمل بأمر جعفر بن فلاح نائب دمشق للمعز (٢) ، وفي نفس السنة أيضا قدم البساسيري إلى بغداد ، وزيد في الأذان حي على خير العمل (٣).

ح ـ وقال : «إن العبيديين الزاعمين أنهم فاطميون ، كانوا شيعة ، يقولون في أذانهم بعد الحيعلتين : حي على خير العمل ، يقولونها مرتين كما تقولها الزيدية في أذانهم بمكة والمدينة في غير أيام الحج ، وكذلك بصعدة أيضا وغيرها من أرض اليمن» (٤).

ط ـ وقال ابن كثير ، وهو يتحدث عن شروط الشيعة على والي حلب لإعانتهم إياه على صلاح الدين :

«إن الروافض شرطوا عليه إعادة حي على خير العمل في الأذان ، وأن ينادى في جميع الجوامع والأسواق ، ويستخلص لهم الجامع وحدهم ،

__________________

(١) الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام ج ٤ ص ٢٤ وراجع : تاريخ الإسلام للذهبي حوادث سنة ٣٨١ ه‍. ص ٣٢ ، وتاريخ الخلفاء ص ٤٠٢.

(٢) تاريخ الإسلام حوادث سنة ٣٥٠ ص ٤٨ ، والبداية والنهاية ج ١١ ص ٢٧٠ وراجع : تاريخ ابن الوردي ج ١ ص ٤٠٨ ومآثر الإنافة ج ١ ص ٣٠٧.

(٣) تاريخ الخلفاء ص ٤١٨.

(٤) الإلمام ج ٤ ص ٣٢ ، وليراجع ص ٤٠ و ٤١ منه.

١٧٨

وينادى بأسامي الأئمة الاثني عشر سلام الله عليهم ، ويكبر على الجنائز خمس تكبيرات ، وأن يفوض أمر العقود والأنكحة إلى الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني ، مقتدى شيعة حلب ، فقبل الوالي ذلك كله» (١).

سبب حذف هذه العبارة :

وأما لما ذا حذفت هذه العبارة من الأذان؟! فقد صرح الخليفة الثاني نفسه بسر ذلك ، فقد قال ابن شاذان ، مخاطبا أهل السنة والجماعة :

٣٥ ـ «ورويتم عن أبي يوسف القاضي ، رواه محمد بن الحسن ، وأصحابه ، وعن أبي حنيفة ، قالوا : كان الأذان على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وعلى عهد أبي بكر ، وصدرا من خلافة عمر ينادى فيه : حي على خير العمل.

فقال عمر بن الخطاب : إني أخاف أن يتكل الناس على الصلاة ، إذا قيل : حي على خير العمل ، ويدعوا الجهاد ، فأمر أن يطرح من الأذان : حي على خير العمل» (٢).

وروي مثل ذلك عن :

٣٦ ـ أبي عبد الله الصادق.

٣٧ ـ وأبي جعفر الباقر.

__________________

(١) الكنى والألقاب ج ٢ ص ١٨٩ والبداية والنهاية ج ١٢ ص ٢٨٩.

(٢) الإيضاح لابن شاذان ص ٢٠١ و ٢٠٢ ، وراجع : الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٢٩٦ و ٢٩٩ و ٣٠٤ و ٣٠٥ و ٣٠٦ و ٣٠٧ ، وكتاب العلوم ج ١ ص ٩٢.

١٧٩

٣٨ ـ وابن عباس (١).

كلمة حول هذا الرأي :

ونحن وإن كنا نرى : أن أمر الجهاد في زمن الرسول «صلى الله عليه وآله» كان أعظم وأشد ، والناس إليه أحوج منهم على عهد عمر ، ولم يحذف النبي «صلى الله عليه وآله» هذه العبارة من الأذان مما يعني : أننا نستطيع أن نجزم بأن اجتهاد الخليفة الثاني لم يكن على درجة مقبولة من القوة والكفاية ، حيث لم تلحظ فيه جميع جوانب وخلفيات هذه القضية بالشكل الكافي والمقبول.

إلا أن تعليل عمر الآنف الذكر ، يدل على أن ترك هذه الفقرة من الأذان إنما كان لأسباب وقتية وآنية اقتضت ذلك بنظره ، وربما لم يكن يفكر في استبعاد هذه الفقرة من الأذان إلى الا بد ، وإنما فقط إلى فترة محدودة ، رآها تتطلب هذا الإجراء.

وإذا كان ذلك هو ما حدث بالفعل ، فإننا لا نستطيع أن نفهم المبرر

__________________

(١) راجع : دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٢ ، والبحار ج ٨٤ ص ١٥٦ و ١٣٠ ، وعلل الشرايع ج ٢ ص ٥٦ ، والبحر الزخار ، وجواهر الأخبار والآثار بهامشه كلاهما ج ٢ ص ١٩٢ ، ودلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي لمحمد سعيد العرفي ص ٣٨ عن سعد الدين التفتازاني في حاشيته على شرح العضد ، على مختصر الأصول لابن الحاجب ، وعن : الروض النضير ج ٢ ص ٤٢ ، ونقله في الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣١٠ عن التفتازاني في حاشيته على شرح العضد أيضا.

١٨٠