تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٨
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

نا سفيان : موسى بن أبي كثير وهو أبو الصباح ، روى عنه مسعر ، وهشيم ، وهو مرجئ ، وكان أحد من وفد إلى عمر بن عبد العزيز مع ذر وغيره.

قال : ونا يعقوب (١) ، نا أبو نعيم ، نا سفيان ، عن موسى بن أبي كثير ، ثقة ، كوفي مرجئ.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج ، أنا سهل بن بشر ، وأحمد بن محمّد بن سعيد ، قالا : أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى ، أنا منير بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم ، نا أحمد بن الهيثم قال : قال أبو نعيم في تسمية من ينسب إلى الإرجاء من أهل الكوفة : موسى بن أبي كثير ، أبو الصباح الهمداني.

قرأت بخط أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد ابن عبد الله بن خميرويه ، نا الحسين بن إدريس ، نا محمّد بن عبد الله بن عمّار قال : موسى ابن أبي كثير ، كان من رؤساء المرجئة (٢).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد ، نا محمّد بن عمرو بن موسى (٣) ، نا محمّد بن إسماعيل هو الصائغ ، نا الحسن بن علي ، نا أبو نعيم ، نا أبو عبد الله الشيباني ، قال : كنا جلوسا (٤) مع أبي جعفر فاختصم هو وموسى بن أبي كثير طويلا ، قال أبو جعفر : هل رأيت مؤمنا (٥) ضالّا؟ قال : فقال رجل من القوم : نعم ، أنت.

قال : ونا محمّد بن عمرو (٦) ، نا أحمد بن علي الأبار (٧) ، نا محمّد بن حميد ، قال : سمعت جريرا يقول : كان موسى بن أبي كثير أبو الصباح مرجئا.

٧٧٢٦ ـ موسى بن صهيب (٨)

روى عن : مكحول.

__________________

(١) المعرفة والتاريخ ٣ / ١٠٢.

(٢) تهذيب الكمال ١٨ / ٥٠٤.

(٣) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ١٦٧ رقم ١٧٣٩.

(٤) الأصل : جلوس ، والمثبت عن «ز» ، وم ، ود ، والضعفاء الكبير.

(٥) الأصل : «؟؟؟» وفوقها ضبة ، ومثلها في م ، ود ، و «ز» ، والمثبت عن الضعفاء الكبير.

(٦) الضعفاء الكبير للعقيلي ٤ / ١٦٧.

(٧) قوله : «الأبار» ليست في الضعفاء الكبير.

(٨) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٢٠٧.

٤٢١

روى عنه : الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ عن عبد العزيز بن أحمد ، عن أبي نصر عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر ـ ونقلته من خطه ـ أنا أبو عمر بن فضالة ، نا أحمد بن أنس ، نا الوليد بن عتبة ، نا الوليد بن مسلم ، حدّثني موسى بن صهيب أنه حضر الوليد بن بليد المرّي يسأل في إمرته على دمشق عن التكبير في صلاة العيد ، فحدّثه نفر فيهم فقهاء ما قال : فنظر إلى مكحول فقال : يا أبا عبد الله ، ألا تقول؟ فقال : قد كان من الاختلاف ما قالوا إن عمر بن عبد العزيز قد كفاكم من كان قبله ، كبّر سبعا في الأولى وخمسا في الآخرة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول : موسى بن صهيب.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ـ قراءة ـ عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة : موسى بن صهيب.

٧٧٢٧ ـ موسى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب

ابن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب

أبو عيسى ، ـ ويقال : أبو محمّد ـ القرشي التّيمي المدني (١)

سكن الكوفة ، روي أنه ولد في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو سمّاه.

وحدّث عن عثمان بن عفّان ، وعلي بن أبي طالب ، وأبيه طلحة ، والزّبير بن العوّام ، وأبي أيوب الأنصاري ، وعائشة ، وزيد بن خارجة ، وأبي ذرّ ، وحكيم بن حزام (٢).

روى عنه : ابن أخيه طلحة بن يحيى بن طلحة ، وأبو إسحاق السبيعي ، وسماك بن

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٤ وتهذيب التهذيب ٥ / ٥٦٧ ونسب قريش للمصعب ص ٢٨١ وطبقات ابن سعد ٥ / ١٦١ و٦ / ٢١١ والتاريخ الكبير ٧ / ٢٨٦ والجرح والتعديل ٨ / ١٤٧ وحلية الأولياء ٤ / ٣٧١ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٦٤ والعبر ١ / ١٢٦ وشذرات الذهب ١ / ١٢٥.

(٢) الأصل وم و «ز» : حرام ، والمثبت عن د.

٤٢٢

حرب ، وعثمان بن عبد الله بن موهب ، مولاه ، وابناه عمرو ومحمّد ابنا عثمان بن عبد الله ، وخالد بن سلمة ، وأبو مالك سعد (١) بن طارق الأشجعي ، والمسيّب بن رافع ، وإبراهيم بن مهاجر البجلي ، وعثمان بن حكيم ، وأبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي ، وخالد بن سلمة (٢).

ووفد على الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو (٣) بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو سهل (٤) بن سعدويه ، نا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا صلّى أحدكم فليجعل بين يديه مثل آخرة الرحل ثم يصلي ، ولا يبال (٥) من مرّ وراء ذلك» [١٢٥٠٢].

أخرجه مسلم عن أبي بكر.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد ، نا محمّد بن إسحاق السرّاج ، نا إسحاق ، أنا جرير ، عن عبد الملك بن عمير ، عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال :

لما نزلت : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)(٦) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قريشا فجمعهم ، فعمّ وخصّ ، قال : «يا بني كعب بن لؤي ، أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد المطّلب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار ، إنّي لا أملك لك من الله شيئا ، إنّ لكم رحما سأبلّها ببلالها» [١٢٥٠٣].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ،

__________________

(١) رسمها بالأصل : «سعيد» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٢) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، ولعله مكرر ، فقد ورد قبل عدة أسماء.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : عمر ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٤) بالأصل : «أبو سعد بن سهل بن سعدويه» خطأ ، صوبنا الاسم عن د ، و «ز» ، وم. واسمه محمد بن إبراهيم بن محمد ابن سعدويه ، أبو سهل الأصبهاني ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧.

(٥) بالأصل ود ، و «ز» ، وم : يبالي ، خطأ.

(٦) سورة الشعراء ، الآية : ٢١٤.

٤٢٣

أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا الحميدي ، نا سفيان ، عن عبد الملك بن (١) مروان قال : دخل موسى بن طلحة على الوليد بن عبد الملك فقال له الوليد : ما دخلت عليّ قطّ إلّا هممت بقتلك لو لا أنّ أبي أخبرني أن مروان قتل طلحة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر ، وأبو الفضل.

ح وأخبرنا أبو العزّ الكيلي ، أنا أبو طاهر.

قالا : أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد ، نا خليفة قال (٢) :

موسى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب ، أمّه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس (٣) بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، يكنى أبا عيسى ، مات في آخر سنة ثلاث أو أول سنة أربع ومائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو طاهر ، أنا أبو محمّد بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : موسى بن طلحة بن عبد الله (٤) ، سمع من عثمان ، ثم ذكره في أهل الكوفة ، فقال : موسى بن طلحة بن عبيد الله ، سمع من [أبيه](٥) ومن عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون (٦) ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا الهيثم بن عدي.

وأخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي د ، و «ز» ، وم : بن أبي مروان.

(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٢٦١ رقم ١١٠٩ طبعة دار الفكر.

(٣) الأصل : عدي ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم ، وطبقات خليفة.

(٤) كذا بالأصل ، و «ز» ، وم هنا ، وفي د : عبيد الله.

(٥) مكانها بياض بالأصل ، واستدركت اللفظة عن د ، و «ز» ، وم.

(٦) الأصل : «جبير» وفي م : «حمير» وفي «ز» : جبير ، وفوقها ضبة ، إشارة إلى اضطرابها ، والتصويب عن د ، والسند معروف.

٤٢٤

ح وأخبرنا أبو الحسين بن [الفراء](١) ، أنا [أبي](٢) أبو يعلى ، قالا : أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي ، نا محمّد بن مخلد قال : قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال : موسى بن طلحة بن عبيد الله يكنى أبا عيسى.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو عبد الله الطوسي ، نا الزبير بن بكّار (٣) قال في تسمية ولد طلحة : موسى بن طلحة ، وأمه خولة بنت القعقاع بن معبد (٤) بن زرارة ، وأخوه لأمه محمّد بن أبي الجهم (٥) بن حذيفة العدوي ، وكان موسى من وجوه آل طلحة ، روي عنه الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال (٦) : وكان لطلحة من الولد موسى بن طلحة ، وأمّه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس (٧) بن زيد من بني تميم ، وكان يقال للقعقاع : تيار الفرات من سخائه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (٨) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال (٩) في الطبقة الثانية من أهل الكوفة : موسى بن طلحة بن عبيد الله التّيمي.

قال الهيثم بن عدي : أخبرني ابن عياش الهمداني قال : توفي سنة ثلاث ومائة ، وأبو بردة والشعبي في جمعة ، وقال أبو نعيم الفضل بن دكين : هلكوا سنة أربع ومائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (١٠).

__________________

(١) بياض بالأصل ، ومكانها في م : «أبي» واللفظة غير مقروءة في «ز» لسوء التصوير ، والمثبت بين معكوفتين عن د.

(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن د ، و «ز» ، وم.

(٣) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٨١.

(٤) قوله : «بن معبد» سقط من نسب قريش.

(٥) تحرفت في نسب قريش إلى : بن أبي حميم.

(٦) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٢١٤ في ترجمة طلحة بن عبيد الله.

(٧) تحرفت بالأصل إلى : عدي ، والتصويب عن د ، و «ز» ، وم ، وابن سعد.

(٨) تحرفت بالأصل ود ، و «ز» ، وم إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٩) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(١٠) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ١٦١ و١٦٣.

٤٢٥

في الطبقة الأولى من أهل المدينة : موسى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة ، وأمّه خولة بنت القعقاع ، قال : وتحول موسى بن طلحة إلى الكوفة ، ونزلها وهلك بها سنة ثلاث ومائة ، وصلّى عليه الصقر بن عبد الله المزني (١) ، وكان عاملا لعمر بن هبيرة على الكوفة ، وقال الفضل بن دكين : مات سنة أربع ومائة ، وقال محمّد ابن عمر (٢) : رأيت من قبلنا وأهل بيته يكنونه أبا عيسى ، وكان ثقة كثير الحديث ، وقد روى موسى بن طلحة عن عثمان ، وطلحة ، والزّبير ، وأبي ذرّ ، وكان ثقة ، له أحاديث.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين محمّد بن خسرو ، أنا محمّد بن علي بن الحسن ، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي يعقوب قال : وموسى ابن طلحة من وجوه بني طلحة ، وأمّه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس (٣) بن زيد ابن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، وكان يقال للقعقاع : تيار الفرات من سخائه ، وأخو موسى بن طلحة لأمّه : محمّد بن أبي جهم بن حذيفة العدوي ، وأبو جهم صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو الذي قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في خميصة لبسها فصلّى فيها : «شغلني النظر إلى علمها فاذهبوا إلى أبي جهم بن حذيفة ، وائتوني بانبجانيته» (٤) [١٢٥٠٤].

قال جدي : وقد اختلف في كنية موسى بن طلحة ، فبلغني عن الواقدي أنه قال : إن أهل بيت موسى كانوا يكنونه أبا عيسى.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي ـ إذنا ـ ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري (٥) قال : موسى بن طلحة بن عبيد الله أبو عيسى القرشي التّيمي.

قال أبو نعيم : مات سنة أربع ومائة ، سمع أباه ، روى عنه سماك ، وطلحة بن يحيى.

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمّد ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن ، أنا أبو العباس

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل وم و «ز» ، ود ، والمثبت عن ابن سعد.

(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ٢١٢.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : عدي ، والتصويب عن م ، و «ز» ، ود.

(٤) تقدم شرحها ، راجع ترجمة معاوية بن أبي سفيان ، وارجع إلى تاج العروس : «نبج» ، واللسان (نبج).

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٢٨٦.

٤٢٦

أحمد بن الحسين ، نا عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن ، نا محمّد بن إسماعيل قال : كنية موسى بن طلحة بن عبيد الله أبو عيسى القرشي التّيمي.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :

موسى بن طلحة بن عبيد الله أبو عيسى القرشي التّيمي ، روى عن عثمان ، وعلي ، وأبيه ، وعائشة ، روى عنه أبو إسحاق الهمداني ، وسماك بن حرب ، وطلحة بن يحيى ، وعثمان بن عبد الله بن موهب ، وعمرو بن عثمان ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو عيسى موسى بن طلحة بن عبيد الله ، سمع أباه ، وعائشة ، وأبا هريرة ، روى عنه عبد الملك بن عمير ، وسماك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عيسى موسى بن طلحة بن عبيد الله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال في تسمية أصحاب عمر ابن الخطّاب من أهل الكوفة : موسى بن طلحة.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا نصر بن إبراهيم ـ قراءة ـ أنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم ، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول : موسى بن طلحة بن عبيد الله أبو عيسى.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ـ قراءة ـ عن أبي طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال : أبو عيسى موسى بن طلحة.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٤٧ و١٤٨.

٤٢٧

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو عيسى موسى بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي القرشي التّيمي المديني (١) ، تحوّل إلى الكوفة ، فنزلها ، ومات بها ، وأمّه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس (٢) بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، أخو عيسى ، ويحيى ، ومحمّد ، وعمران ، وإسحاق ، وزكريا ، ويوسف ، وعبيد الله ، وأم إسحاق ، وعائشة ، ومريم (٣) ، سمع موسى بن طلحة أباه أبا محمّد طلحة بن عبيد الله التّيمي ، وعائشة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه أبو عمر عبد الملك ابن عمير القرشي ، وأبو المغيرة سماك بن حرب البكري ، حديثه في الكوفيين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال :

موسى بن طلحة بن عبيد الله أبو عيسى التّيمي القرشي ، تحوّل إلى الكوفة فسكنها ، أخو محمّد ، ويحيى ، ويعقوب ، وعمران ، وعيسى ، سمع أبا أيوب الأنصاري ، روى عنه عثمان بن عبد الله بن موهب ، وابنه عمرو بن عثمان في أول الزكاة ، وأول الأدب ، قال البخاري ومحمّد بن سعد : قال أبو نعيم : مات سنة أربع ومائة ، وقال الذهلي ، وفيما كتب إليّ أبو نعيم مثله ، وقال ابن سعد : قال الهيثم : مات سنة ثلاث ومائة ، وقال ابن نمير مثله.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي قال : وأمّا ما حدّثناه سليمان بن حرب ، عن الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير (٤) قال : قال رجل لموسى بن طلحة : يا أبا محمّد ، ما الذي ترهب أن تكون الفتنة؟ قال : أرهب الهرج.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ـ قراءة ـ عن أبي طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي ،

__________________

(١) في د ، وم ، «المدني» وفي «ز» : «المديني» كالأصل.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : عدي ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٣) راجع أسماء ولد طلحة بن عبيد الله في طبقات ابن سعد ٣ / ٢١٤.

(٤) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م ، ود ، و «ز».

٤٢٨

نا النّفيلي (١) ، نا هشيم ، أنا إبراهيم بن عبد الرّحمن أبو سهل مولى (٢) موسى بن طلحة ، قال : رأيت موسى بن طلحة قد شدّ (٣) أسنانه بذهب ، يخضب بالسواد.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، نا أبو عمر بن مهدي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي ، حدّثني عبد الله بن محمّد ، نا وكيع ، عن عمرو ابن عثمان قال : رأيت موسى بن طلحة يخضب با [الوشمة](٤).

قال : ونا جدي ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا عمر بن أبي زائدة قال : رأيت موسى بن طلحة يخضب بالسواد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور (٥) النهاوندي [أنا أبو العباس النهاوندي](٦) نا أبو القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل ، نا إسحاق ، نا العقدي ، نا إسحاق بن يحيى ، عن موسى قال : صحبت عثمان ثنتي عشرة سنة (٧).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا أبو بكر بن مردويه ، أنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، نا معاذ ، نا مسدّد ، نا أبو عوانة ، عن أبي حصين (٨) عن موسى.

ح وأخبرنا أبو عبد الله ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر الفارسي ، نا محمّد ابن أحمد بن يعقوب ، نا جدي قالا : نا مسدد ، نا أبو عوانة ، عن أبي حصين ، عن موسى بن طلحة.

قال : صليت مع عثمان بن عفّان على جنائز رجال ونساء ، فجعل الرجال مما يليه ، وجعل النساء مما يلي القبلة ، وكبّر أربعا.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : الغيلي ، والتصويب عن د ، و «ز» ، وم.

(٢) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٣) تحرفت بالأصل وم ، إلى : سد. والمثبت عن د.

(٤) بياض بالأصل وم و «ز» ، والمثبت عن د.

(٥) تحرفت بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن د ، «ز» ، وم.

(٧) تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٦ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٦٦.

(٨) هو أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي.

٤٢٩

النحّاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا عيسى بن أبي حرب أبو يحيى الصفّار ، نا يحيى بن أبي بكير الكرماني ، نا نعيم بن ميسرة قال : قرأت (١) على عبد الله بن عيسى ، وكان لا يهمز في قراءته ، وأخبرني أنه قرأ على موسى بن طلحة ، وكان لا يهمز في قراءته.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٢) ، نا محمّد بن أحمد بن الحسن ، نا محمّد بن عثمان ، نا منجاب ، نا.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا المنجاب بن الحارث ، أنا.

أبو عثمان مولى آل عمرو بن حريث ، عن عبد الملك بن عمير قال : كان فصحاء الناس أربعة : موسى بن طلحة ، وقبيصة بن جابر (٣) ـ زاد ابن خيرون : الأسدي ، وقالا : ـ وعبد الله ابن هريم السلولي ، والحسن البصري (٤).

قال (٥) : ونا منجاب ، أنا أبو عامر الأسدي ، عن موسى بن عبد الملك بن عمير مثله ، إلّا أنه جعل مكان الحسن البصري يحيى بن يعمر (٦).

قال (٧) : ونا منجاب ، أنا صالح بن موسى ـ زاد ابن خيرون : الطلحي ـ عن عاصم بن أبي النجود قال : كان فصحاء الناس ثلاثة : موسى بن طلحة ، وقبيصة بن جابر ، ويحيى بن يعمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٨) ، نا سليمان بن حرب ، نا الأسود بن شيبان ، نا

__________________

(١) استدركت على هامش د ،.

(٢) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٤ / ٣٧١ وتهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٦.

(٣) هو قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة ، أبو العلاء الكوفي ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ٢١٠ طبعة دار الفكر.

(٤) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، وتهذيب الكمال ، والذي في الحلية مكانه : ويحيى بن يعمر.

(٥) القائل محمد بن عثمان بن أبي شيبة.

(٦) هو يحيى بن يعمر أبو سليمان العدواني البصري قاضي مرو. ترجمته في سير الأعلام ٤ / ٤٤١ وتهذيب الكمال ٢٠ / ٢٦٦ طبعة دار الفكر.

(٧) من هذا الطريق في حلية الأولياء ٤ / ٣٧١ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٦٦.

(٨) الخبر ليس في كتاب المعرفة والتاريخ المطبوع الذي بين يدي.

٤٣٠

خالد بن سمير (١) قال : لما قدم الكذّاب الكوفة هرب منه ناس من وجوه أهل الكوفة ، فقدموا البصرة ، وقدم فيهم موسى بن طلحة بن عبيد الله ، وكان في زمانه يرون أنه المهدي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٢) ، نا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن سهل ، نا أبو مسعود ، نا أبو داود ، نا الأسود بن شيبان ، عن خالد بن سمير قال : لما خرج المختار بالكوفة قدم علينا موسى بن طلحة ، وكانوا يرونه في زمانهم المهدي ، فغشيه الناس ، فإذا رجل طويل السكوت ، قليل الكلام ، طويل الحزن والكآبة.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد ، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن ، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، نا سليمان بن حرب ، نا الأسود بن شيبان (٣) ، نا خالد بن سمير قال :

لما ظهر الكذّاب بالكوفة ـ يعني ـ المختار بن أبي عبيد ، هرب منه ناس من وجوه أهل الكوفة ، فقدموا علينا البصرة ، وكان فيمن قدم موسى بن طلحة بن عبيد الله ، وكان في زمانه يرون أنه المهدي ، فغشيه الناس ، وغشيته فيمن يغشاه من الناس ، فغشينا رجلا طويل السكوت ، شديد الكآبة والحزن ، إلى أن رفع رأسه يوما فقال : والله لأن أعلم أنها فتنة لها انقضاء أحبّ إليّ من كذا وكذا ، وأعظم الخطر. قال : فقال له رجل : يا أبا محمّد ، وما الذي ترهب أن تكون أعظم من الفتنة؟ قال : الهرج ، قال له : وما الهرج؟ قال : الذي كان أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحدّثونا : القتل القتل ، حتى تقوم الساعة وهم على ذلك ، والله لوددت أنه لو كان أنّي على رأس جبل لا أسمع لكم صوتا ، ولا أرى (٤) لكم داعيا حتى يأتيني داعي الله ، قال : ثم سكت ساعة فقال : رحم الله أبا عبد الرّحمن أو قال : عبد الله بن عمر ، إمّا سمّاه ، وإمّا كنّاه ، والله إنّي أحسبه على العهد ، الذي عهد إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لم يبدّل (٥) ، ولم يغيّر ، والله ما استفزّته قريش ـ زاد غير سليمان في حديثه : في فتنتها الأولى قال : ـ فقلت في نفسي : إنّ هذا ليزري على أبيه في مقتله.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : «سمين» والتصويب عن م ، و «ز» ، ود.

(٢) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٤ / ٣٧١ ـ ٣٧٢.

(٣) من طريقه روي الخبر في تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٦ طبعة دار الفكر ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٦٥ ـ ٣٦٦ وطبقات ابن سعد ٥ / ١٦٢ ـ ١٦٣.

(٤) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وم ، وفي ابن سعد : ألبي.

(٥) في ابن سعد : لم يفتن ولم يتغير.

٤٣١

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا الحسن بن علي بن عفّان ، نا محمّد بن الصلت (١) ، نا قطري ، عن موسى بن طلحة بن عبيد الله قال : كنت في سجن علي بن أبي طالب ، فلما كان ذات يوم نودي بالباب : أين موسى بن طلحة؟ فقلت : هو ذا أنا ، قال : أجب أمير المؤمنين ، قال : فاسترجع أهل السجن ، فخرجت فكنت بين يديه ، قال : يا موسى بن طلحة ، قال : قلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : استغفر الله وتب إليه ثلاث مرّات ، انطلق إلى العسكر. فما وجدت من سلاح أو ثوب أو دابّة أو شيء فاقبضه واتّق الله ، واجلس في بيتك.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٢) ، نا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، نا حاتم بن الليث ، نا محمّد بن عباد (٣) ، نا سفيان ، عن مسعر قال : قال عمر بن عبد العزيز لأبي بردة : هل بقي بالكوفة أحد في مثل سنك وشرفك؟ فكأنه لم يذكر أحدا ، فقيل له : بلى ، موسى بن طلحة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي (٤) ، نا ابن عليّة عن عطاء بن السائب قال : كتب الحجّاج : موسى بن طلحة أعلم بسنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من عبد الله ابن المغيرة.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي ، حدّثنيه عبيد بن يعيش ، نا يحيى بن آدم ، أنا عبد السّلام بن حرب ، عن عطاء بن السّائب قال : أراد موسى بن المغيرة أن يأخذ من حضر (٥) أرض موسى بن طلحة ، فقال له موسى : إنّه ليس في الحضر شيء ، ورواه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فكتبوا بذلك إلى الحجّاج ، فكتب الحجّاج : إنّ موسى بن طلحة أعلم من موسى بن المغيرة.

قال أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي قال أحمد بن حنبل : موسى بن

__________________

(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٦ ـ ٤٧٧.

(٢) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٤ / ٣٧٢.

(٣) في حلية الأولياء : عباده.

(٤) قوله : «نا أبي» مكرر بالأصل.

(٥) الحضر بالضم ، العدو ، وأحضر يحضر فهو محضر إذا عدا ويقال : حضر الفرس (النهاية لابن الأثير ١ / ٣٩٨).

٤٣٢

طلحة ليس به بأس (١) ، وأخوه ليس به بأس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله ، وأبو نصر ، قالا : نا الوليد ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٢) : وموسى بن طلحة بن عبيد الله (٣) تابعي ، ثقة ، وكان خيارا.

وأخبرنا أبو البركات ، أنا ابن الطّيّوري ، أنا العتيقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله ، أنا ثابت ، أنا الحسين ، قالا : أنا الوليد ، أنا علي ، أنا صالح ، حدّثني أبي قال : موسى بن طلحة بن عبيد الله كوفي ، ثقة ، رجل صالح ، روى عن يحيى (٤) ابن طلحة الشعبيّ ، وروى عن عيسى بن طلحة (٥) الزهريّ ، وكانا مدنيين (٦) ، وكان أخوهما موسى بن طلحة رجلا صالحا ، كان بالكوفة.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن منده ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٧) : سمعت أبي يقول : يقال إنه أفضل ولد طلحة بعد محمّد (٨) ، كان يسمى في زمانه المهدي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا علي بن الحسن الربعي ، ورشأ بن نظيف ، قالا : أنا محمّد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن محمّد ، نا عبد الرّحمن ابن يوسف بن سعيد قال : موسى بن طلحة بن عبيد الله من أجلّاء المسلمين ، رحمة الله عليه (٩).

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، أنا محمّد بن عبد الواحد ،

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٥ طبعة دار الفكر.

(٢) تاريخ الثقات للعجلي ص ٤٤٤ رقم ١٦٦٠.

(٣) الأصل : «عبيد» وتحرفت في تاريخ الثقات إلى : «عبد الله» والتصويب عن د ، و «ز» ، وم.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٢٧ وطبقات ابن سعد ٥ / ١٦٤.

(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٦٧ وطبقات ابن سعد ٥ / ١٦٤.

(٦) في م : مدينيين.

(٧) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٤٨.

(٨) قال الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٣٦٥ ومحمد أكبر ولد أبيه ، قتل معه يوم الجمل ، وكان عابدا نبيلا.

(٩) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٦ طبعة دار الفكر.

٤٣٣

أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، نا عبيد الله بن موسى ، نا عيسى بن عبد الرّحمن قال : رأيت على موسى بن طلحة برنس جزّ (١).

قال : وناجدي ، نا يحيى بن عبد الحميد ، نا طعمة بن عمرو الجعفري قال : رأيت موسى بن طلحة يتوضأ من المطهرة التي تكون للصبيان في الكتّاب.

قال : ونا جدي ، قال : وقد اختلف في وفاة موسى بن طلحة ، فبلغني عن الواقدي أنه قال : هلك في سنة ثلاث ومائة ، وصلّى عليه الصقر بن عبد الله المزني (٢) ، وكان عاملا لعمر ابن هبيرة على الكوفة ، وأن موسى بن طلحة كان انتقل إلى الكوفة وسكنها.

أخبرنا أبو بكر محمّد (٣) بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (٤) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٥) ، نا الهيثم ، أخبرني ابن عيّاش : أنه تحوّل إلى الكوفة وهلك بها سنة ثلاث ومائة ، وصلّى عليه الصقر بن عبد الله المزني (٦) ، وكان عاملا لعمر بن هبيرة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي ، أنا محمّد بن علي السيرافي ، أنا أحمد ابن إسحاق النهاوندي ، أنا أحمد بن عمران الأشناني ، نا موسى بن زكريا التستري ، نا خليفة ابن خيّاط (٧) ، قال : وحدّثني حاتم بن مسلم ، عن عثمان بن موهب قال : مات الشعبي وموسى بن طلحة بن عبيد الله (٨) ، وأبو بردة بن أبي موسى في جمعة آخر سنة ثلاث ومائة ، أو في أول سنة أربع ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا علي بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد ، أخبرني أبي ،

__________________

(١) حلية الأولياء ٤ / ٣٧١ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٦٦.

(٢) الأصل ود ، و «ز» ، وم : «المري» والتصويب عن تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٧ وجاء فيه : عبد الله بن الصقر المزني.

والمثبت يوافقم اجاء في طبقات ابن سعد ٥ / ١٦٣.

(٣) كتبت فوق الكلام بالأصل.

(٤) تحرفت بالأصل ود ، و «ز» ، وم إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٥) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٦) تحرفت بالأصل وم و «ز» ، ود إلى : المري.

(٧) رواه خليفة بن خيّاط ص ٣٣٠ (ت. العمري) ورواه المزي في تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٧ نقلا عن خليفة بن خيّاط.

(٨) تحرفت بالأصل ، وم ، ود ، و «ز» هنا إلى : عبد الله ، والتصويب عن تاريخ خليفة.

٤٣٤

حدّثني أبو عبيد قال : سنة ثلاث ومائة فيها مات موسى بن طلحة بالكوفة ، ويقال : مات سنة أربع (١).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٢).

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب.

ح وأخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج ، أنا أبو الفرج الإسفرايني ، وأبو نصر الطريثيثي قالا : أنا أبو الفضل السعدي ، أنا منير بن أحمد ، أنا جعفر بن أحمد ، أنا أحمد بن الهيثم قال : قال أبو نعيم.

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو خازم (٣) محمّد بن الحسين بن الفراء ، أنا يوسف بن عمر القوّاس ، نا محمّد بن مخلد ، نا عباس بن محمّد الدوري.

ح وأنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، وأبو القاسم غانم ابن محمّد.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد الحلواني ، أنا أبو علي الحدّاد ، قالوا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، قالا : نا أبو نعيم.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد بن عبد الملك ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنا أحمد ابن علي بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الصفّار ، أنا أبو إسماعيل محمّد ابن إسماعيل السلمي قال : سمعت أبا نعيم.

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا البخاري قال : قال أبو نعيم : ومات الشعبي عامر بن شراحيل ،

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٧ طبعة دار الفكر.

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٩٤.

(٣) تحرفت بالأصل وم إلى : «حازم» والتصويب عن د ، و «ز».

٤٣٥

وموسى بن طلحة ، وأبو بردة (١) سنة أربع ومائة.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي قال : وسمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول : مات موسى بن طلحة سنة أربع ومائة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا عثمان بن محمّد بن عبد الله ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله فيما بلغه قال : مات موسى بن طلحة سنة أربع ومائة (٢).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء محمّد بن علي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي.

ح قال : وأنا ابن خيرون ، أنا الحسن بن الحسين بن العبّاس ، نا جدي لأمي إسحاق بن محمّد ، أنا عبد الله بن إسحاق ، نا قعنب بن محرّر قال : ومات موسى بن طلحة بالكوفة ، والشعبي سنة أربع ومائة (٣).

٧٧٢٨ ـ موسى بن عامر بن عمارة بن خريم (٤) الناعم بن عمرو بن الحارث

ابن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرّة بن نشبة بن غيظ بن مرّة بن عوف

ابن سعد بن ذبيان بن بغيص بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان

أبو عامر بن أبي الهيذام (٥) المرّي الخريمي (٦)(٧)

روى عن الوليد بن مسلم ، وسفيان بن عيينة ـ وسمع منه لما حج في سنة خمس وتسعين ومائة ـ وصدقة بن عبد الله ، وعمر بن عبد الواحد ، وإبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية ، وعيسى بن خالد اليمامي ، وعبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب عبيد ،

__________________

(١) يعني أبا بردة بن أبي موسى الأشعري ، ترجمته في تهذيب التهذيب ١٢ / ٨ (مصورة النسخة الهندية).

(٢) تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٧ طبعة دار الفكر.

(٣) تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٧.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : خزيم. بالزاي ، وخريم بالتصغير.

(٥) الهيذام : بفتح الهاء وسكون التحتانية ثم معجمة ، كما في تقريب التهذيب الترجمة (رقم ٧٢٦١) ط دار الفكر.

(٦) تحرفت بالأصل وم إلى : الخزيمي ، بالزاي.

(٧) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٧ وتهذيب التهذيب ٥ / ٥٦٨ وميزان الاعتدال ٤ / ٢٠٩.

٤٣٦

وأبي ضمرة (١) أنس بن عياض ، وعراك بن خالد بن يزيد.

روى عنه : أبو داود في سننه ، وابنه أبو بكر بن أبي داود ، وأبو الحسن بن جوصا ، وأبو الدحداح ، والقاسم بن عيسى العصار (٢) ، ومحمّد بن صالح بن عبد الرّحمن بن أبي عصمة ، ومحمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملّاس ، وأبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الوليد بن الدرفس ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان ، ومحمّد بن الفيض الغسّاني ، وعبد الله بن الحسين بن محمّد بن جمعة ، وأبو الحارث أحمد بن سعيد ، وعبد الصّمد بن عبد الله بن عبد الصّمد ، وإسماعيل بن محمّد بن قيراط ، وعيسى بن أبي عيسى بن خذابنده ، وإبراهيم بن دحيم ، ومحمّد بن أحمد بن راشد الأصبهاني ، ومحمّد بن علي بن خلف الصيدلاني ، وأبو الجهم بن طلّاب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر ، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي ، نا أحمد بن عمير بن يوسف ، نا أبو عامر موسى بن عامر بن عمارة بن خزيمة (٣) ، حدّثني الوليد بن مسلم ، حدّثني سعيد بن عبد العزيز وغيره من شيوخ أهل دمشق عن ابن شهاب الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن أسامة بن زيد أخبره.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ركب يوما حمارا بإكاف ، عليه قطيفة فدكيّة (٤) ، ردفه أسامة بن زيد يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج ، وذلك قبل وقعة بدر ، فمرّ بمجلس فيه عبد الله بن أبيّ بن سلول قبل إسلامه ، وفي المجلس أخلاط من الناس والمشركين من اليهود وعبدة الأوثان ، فلمّا غشيهم غشيت المجلس عجاجة الدابة خمّر ابن أبيّ أنفه بردائه ، ثم قال : لا تغبّر علينا ، فسلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم وقف فدعاهم إلى الله ، وقرأ عليهم القرآن ، فقال ابن أبيّ : أيها المرء ، إنه ، لا أحسن مما تقول ، فلا تؤذنا في مجالسنا ، وارجع إلى رحلك ، يعني فمن جاءك فاقصص عليه ، فقال عبد الله بن رواحة بلى : يا رسول الله ، اغشنا في مجالسنا ، فإنّا نحب ذلك ، فاستبّ المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يقتتلون ، فخفّضهم (٥)

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : حمزة ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم ، وتهذيب الكمال.

(٢) مكانها بالأصل : «عن» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم ، وفي تهذيب الكمال : «العطار» بدلا من «العصار» راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ١٧٣ طبعة دار الفكر ، وفيها «العصار».

(٣) كذا بالأصل وم ، ود ، وتقرأ في «ز» : «خريمة» و «خريم» وقد تقدم «خريم» وهو الصواب.

(٤) نسبة إلى فدك ، بالتحريك ، وهي قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان ، كما في معجم البلدان.

(٥) يعني هون عليهم الأمر ، محاولا تسكينهم وتهدئتهم (راجع النهاية لابن الأثير : خفص).

٤٣٧

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى يسكنوا ، وسار حتى دخل على سعد ، فقال : «أي سعد ، ألم تسمع ما قال أبو الحباب» ، وأخبره بما كان ، فقال سعد : يا رسول الله اعف عنه واصفح ، فو الذي أنزل عليك الكتاب لقد جاءك الله بالحق الذي أنزله عليك ، وقد اصطلح أهل هذه البحيرة (١) على أن يتوّجوه (٢) ويعصّبوه بالعصابة ، فردّ الله ذلك بالحقّ الذي أنزله عليك [١٢٥٠٥].

[قال ابن عساكر :](٣) غريب من حديث سعيد عن الزهري ، لم يروه عنه إلّا الوليد.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو الدحداح ، نا أبو عامر ، نا سفيان بن عيينة قال : سمعت عمرو بن دينار يقول : سمعت سعيد ابن جبير يقول : سمعت عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول للمتلاعنين : «حسابكما على الله أحدكما كاذب لا سبيل لك عليها» قال الرجل : يا رسول الله مالي مالي ، قال : «لا مال لك ، إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها ، وإن كنت كذبت عليها فذاك آيس» [١٢٥٠٦].

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عامر موسى بن عامر الدمشقي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال : خريم الناعم من ولده : موسى بن عامر بن عمارة بن خريم الناعم ، دمشقي ، يروي عن الوليد بن مسلم وغيره ، وروي أن الحجاج قال لخريم الناعم : ما العيش؟ قال : الأمن ، إنّي رأيت الخائف لا ينتفع بعيش أبدا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٤) : أما خريم بخاء معجمة مضمومة ، ثم راء مفتوحة : موسى بن عامر بن عمارة بن خريم [الناعم](٥).

__________________

(١) البحيرة ، جاء في تاج العروس (بحر) طبعة دار الفكر : والبحرة اسم مدينة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كالبحيرة مصغرا ، والبحيرة كسفينة ثم ذكر حديث عبد الله بن أبي.

(٢) الأصل : يتوجونه ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم. ويتوجوه يعني يملكوه (تاج العروس : بحر).

(٣) زيادة منا.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٣ / ١٣٢ و١٣٣.

(٥) زيادة عن الاكمال.

٤٣٨

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي ، نا أبو زرعة ، حدّثني محمود بن سميع قال : قال أحمد بن أبي الحواري ونظر إلى أبي عامر المرّي فقال : كان أبو عامر أحد من يكرم الوليد بن مسلم.

ذكر أبو الفضل المقدسي أن أبا حاتم بن حبّان ذكره في الثقات (١) وقال : ربما يغرب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٢) : سمعت عبدان يقول : سمعت أبا داود السجستاني يقول : حديث ابن أبي الهيذام عن الوليد ، عن الأوزاعي يشبه حديث هقل ، وكان أبو داود لا يحدّث عنه.

قال ابن عدي (٣) : موسى بن عامر يعرف بابن أبي الهيذام ، دمشقي ، يكنى أبا عامر ، ولموسى هذا غير حديث مما يعزّ وجوده عن الوليد ، وعن غيره ، ويروي إفرادات ، وكان يروي عن الوليد ما كان يروي المتقدمون عن الوليد ، وكانوا يجعلونه من لم يلحق هشاما ودحيما عوضا منهما ، وكان عنده بعض أصناف الوليد (٤) ، وقد روى عنه أبو داود في سننه حديثا أو حديثين.

[قال ابن عساكر :](٥) وليس بعجب أن يروي أبو عامر عن الوليد ما رواه عنه المتقدمون.

فقد أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، نا محمّد بن سليمان ، قال : قال لنا أبو الحسن محمّد بن الفيض :

كان أبو الهيذام عامر بن عامر بن خريم المرّي قد ضبط دمشق أيام الفتن ، فوجّه إلى الوليد بن مسلم ليحدّث أبا عامر ابنه ، وكان الوليد يركب إليه فيحدّثه ، فكان عند أبي عامر من

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٨ طبعة دار الفكر.

(٢) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٣٥٠ ورواه المزي في تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٨ طبعة دار الفكر.

(٣) المصدر السابق.

(٤) إلى هنا تنتهي عبارة الكامل في ضعفاء الرجال.

(٥) زيادة منا ، والجملة التالية ، من تعقيب المصنف ، فهي ليست في الكامل لابن عدي ، وعبارة تهذيب الكمال ، تنتهي عند : حديثين.

٤٣٩

كتب الوليد ما لم يكن عند الشيخين بدمشق : هشام ودحيم ، فلمّا مات هشام ودحيم أقبل إليه أصحاب الحديث ، فقالوا له : يا أبا عامر ، حدّثنا فإن عندك شيئا لا نصيبه عند غيرك ، فجلس لهم أبو عامر في غرب (١) المسجد في العامود الرابع مما يلي الغرب في الاسطوان الشامي ، فجلس لهم على كرسي ، فامتلأ الرواق ، وأنا معهم ـ فحدّثهم أول يوم ، والثاني ، والثالث ، فلمّا كان في اليوم الرابع وأنا حاضر مجلسه ، فقام إليه رجل يكنى أبا المطيع ، خراساني من أصحاب الحديث ، يسكن (٢) في بيوت باب البريد التي فيها البزارين الساعة ، فقال له : يا أبا عامر ، إن الناس يحبون أن يسمعوا ما تقول في التفضيل؟ فقال : أبو بكر ، قال : ثم من؟ قال : ثم عمر (٣) ، قال : ثم من؟ قال : ثم عثمان ، قال له أبو المطيع : جزاك الله خيرا ، فهذه السنّة ، وعلى هذا مضى السلف ، فوضع أبو عامر سبابته في شدقه الأيسر وفقع تفقيعة عظيمة سمع صوتها ثم قال : أوه! ما لعلي بن أبي طالب؟ وحقّ رسول الله لعليّ بن أبي طالب خير من هؤلاء كلّهم ، فضحك الناس ، فقال لهم أبو المطيع : ما أراد الشيخ إلّا خيرا ، ما أراد الشيخ إلّا خيرا ، وأدخل أبو (٤) الحسن سبابته في شدقه الأيسر وفقع تفقيعة عظيمة ، وقال : هكذا فقع أبو عامر.

قال أبو الحسن : أدركت من شيوخنا من شيوخ دمشق ممن يربّع بعلي بن أبي طالب ، فذكر جماعة ثم قال : وأبو عامر موسى بن عامر وبقيتهم لم يكونوا يربّعون.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سمعت أبا الدحداح وأبا العباس بن ملّاس ، وأبا محمّد بن جمعة يقولون فيها ـ يعني ـ سنة خمس وخمسين ومائتين مات أبو عامر موسى بن عامر.

قرأت على أبي محمّد أيضا ، عن عبد الدائم بن الحسن ، عن عبد الوهّاب الكلابي ، أنا إبراهيم بن مروان ، قال : توفي أبو عامر بن خريم في ذي الحجّة من سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهكذا قال عمرو بن دحيم ، وقال : في النصف من ذي الحجّة (٥).

__________________

(١) الأصل وم ود : عرف ، والمثبت عن «ز».

(٢) الأصل : سكن ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٣) قوله : «قال : ثم من؟ قال : ثم عمر» مكرر بالأصل ، وم.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : أبا.

(٥) تهذيب الكمال ١٨ / ٤٧٨ طبعة دار الفكر ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٥٦٨.

٤٤٠