تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٨
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

حكى عن هشام ، والوليد بن يزيد.

روى عنه : ابنه مضرس بن منظور.

قرأت في كتاب أبي عبد الله الحسين بن عبد الرحيم بن الوليد الكلابي ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير ، نا معاوية بن صالح ، نا أحمد بن عبد الوهّاب ، عن محمّد بن عثمان بن نمير ، عن موسى بن زهير ، عن مضرس بن منظور (١) ، عن أبيه قال : أني : لفي عسكر هشام ابن عبد الملك يوم مات مسلمة وهشام جالس إذ طلع الوليد بن يزيد على الناس يجرّ مطرف خزّ حتى وقف على هشام ، فقال : يا أمير المؤمنين إن عقبي من بقي لحاق من مضى ، وقد أقعر بعد مسلمة الصيد لمن رمى ، واحيل؟؟؟ (٢) فوهى ، وعلى أثر من سلف يمضي من خلف ، فتزودوا فخير الزاد التقوى ، فوجم هشام ، فلم يحر جوابا.

٧٦٨٤ ـ منظور بن يزيد بن أفعي (٣) بن نبل

ابن خالد بن معاوية (٤) بن المتمني

من وجوه أصحاب عبد الملك (٥) بن مروان ، له ذكر.

ذكر أبو الحسين محمّد بن عبد الله الحافظ فيما نقلته من خط أبي محمّد بن صابر ، وذكر أنه وجده بخطه ، أخبرني أبو العباس محمود بن محمّد بن الفضل بن الصباح المازني الرافقي ـ بحمص ـ حدّثني أحمد بن الأسود الحنفي عن ابن أبي السري ، عن أبي المنذر هشام ، عن أبيه قال :

عاد عبد الملك بن مروان منظور بن زيد بن أفعي بن نبل بن خالد بن معاوية بن المتمني وكان له أكل عند بني أميّة وخرج من عنده فعاد حسّان بن مالك بن بحدل فقال :

فما لي في دمشق ولا قراها

مبيت إن عزمت ولا مقيل

وما لي بعد حسّان بن عمرو ولا

لي بعد منظور خليل

__________________

(١) في م و «ز» ، ود : مضرس بن منظور بن زيان بن سيار بن منظور.

(٢) كذا رسمها بالأصل ود ، و «ز» : «و؟؟؟؟؟؟» وتقرأ في م : «واحمل البعر».

(٣) كذا رسمها بالأصل و «ز» ، ود ، وفي م : أبعى.

(٤) بالأصل : معاوية بن نبل بن خالد بن المتمني.

(٥) في م : عبد الله.

٣٦١

[ذكر من اسمه](١) منقذ

٧٦٨٥ ـ منقذ بن مرشد بن علي بن المقلّد بن نصر بن منقذ بن محمّد

ابن منقذ بن نصر بن هاشم أبو المغيث الكناني الأمير

سمع الحديث الكثير ، وكتب ، وحصّل من كتب الحديث قطعة صالحة ، وله شعر له بأس به.

وقدم دمشق سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ، وسكن بها مدة.

وسمع من الفقيه أبي الفتح نصر الله بن محمّد صحيح البخاري وغيره ، وذكر لي أنه ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة بشيزر ، وأنشدني لنفسه هذين البيتين ، وذكر أنه كتب بهما إلى صديق له في صدر كتاب :

كتبت ولو أني قدرت جعلت ما جرى

فيه ما النفس لا مائع النفس

وأكتب ما يملي عليّ شوقي على

أبيض العينين لا أبيض الطرس (٢)

قال لنا أبو عبد الله محمّد بن المحسّن بن أحمد السّلمي ، وكتبه لي بخطّه بعد ذكره أخاه مؤيد الدولة أبا المظفّر أسامة بن مرشد وثنائه عليه ، ووصفه له وتقريظه إياه ؛ وأخوه الأمير بهاء الدولة نظيره في الفصاحة ، والفضل ، والصباحة ، والعقل ، والشجاعة ، والبذل ، فهما إذا برزا كأنهما صقران قد حطّا إلى وكر ، وكذلك جميع إخوتهما ؛ ومما قرأت من شعره بخطه ما كتب إلى أخي أبي الحسين هبة الله بن الحسن الفقيه ـ رحمه‌الله ـ :

أيا منقذي والحادثات تنوشني

ودافع همي إذ (٣) ترادف بعثه (٤)

لساني عن شكر أياديك مقحم

وأنت بأعلى من ثناء ابثه

تحملت عني كل خطب يوودني (٥)

وناهلتني عيشي وقد بان خبثه

فدى لك يا طوع الوداد صحيحه

على غيبه مستكره الودّ رثه

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) الطرس بالكسر : الصحيفة ، أو التي محيت ثم كتبت ج أطراس وطروس (القاموس المحيط).

(٣) الأصل وم : إذا ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٤) الأصل : نعته ، وبدون إعجام في م ، و «ز» ، والمثبت عن د.

(٥) كذا بالأصل وم ، و «ز» ، ود.

٣٦٢

نسى لما يولي وما طال عهده

ملول لمن يهوى وما دام لبثه

وما أشتكى شوقي إليك تجلدا

على أنه بلبال قلبي وبثه

وقاسمني قلبي على الصبر عنكم

ولا عجب أن بان بعدك حنثه

وما زال يثنيه إليك حفاظه

وعذر صروف الدهر عندك بحثه (١)

وشاطرني فيه هواك فهمّه

وأفكاره عندي وعندك مكثه

وما ضعضعتني الحادثات وإنني

كعهدك وعزّ الخلق في الخطب وعثه

جرى على الأهوال والموت محجم

مريد القوى والدهر قد بان نكثه

كظوم على غيظ تضيق به الحشى

فلست وان إذ اصطباري أبثه

ولم أرث الصبر الجميل كلالة

ولكنه عن مرشد لي أرثه

عن الممتري أخلاف دهر

تشابهت أطايبه إلّا عليه وعثه

نداه ربيع ينعش الناس شيبه

إذا أخلف الوسمي جاد مثله

يضاعف ذا الحاسدين كماله

على أنه يشفي من الدّاء نفثه

ذكر من اسمه منهال

٧٦٧٦ ـ منهال بن [حبيب بن](٢) معمر بن حبيب أبو الحسن السّدوسي مولاهم

بصري الأصل ، مصري ، أقدمه أحمد بن طولون دمشق سنة تسع وستين ومائتين ، حين خلع أبا أحمد الموفق.

ذكر ذلك أبو عمر محمّد بن يوسف الكندي (٣).

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد ، أنا أبو عبد الله بن منده قال : قال لنا أبو سعيد : منهال بن حبيب بن معمر ، يكنى أبا الحسن ، توفي في المحرم سنة تسع وسبعين ومائتين ، أصلهم من البصرة.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن منده ، وحدّثني أبو بكر المؤدّب عنه ، أنا

__________________

(١) في د : وغدر صروف الدهر عنك تحثه.

(٢) الزيادة عن د ، و «ز» ، وم.

(٣) راجع ولاة مصر للكندي ص ٢٥٢.

٣٦٣

عمّي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : منهال بن حبيب بن معمر بن حبيب السّدوسي ، يكنى أبا الحسن ، بصري ، ولد سنة إحدى وتسعين ومائة ، توفي بمصر في المحرم سنة تسع وسبعين ومائتين.

٧٦٨٧ ـ منهال بن عمران بن حيان الكلابي الجعفري النيسابوري

أحد قوّاد بني العبّاس.

شهد حصار دمشق ، وولي نصيبين في أيام المهدي والهادي.

٧٦٨٨ ـ منهال بن عمرو أبو محمّد الأسديّ الكوفيّ (١)

مولى بني عمرو بن أسد بن خزيمة.

حدّث عن زرّ بن حبيش ، وسعيد بن جبير (٢) ، وعبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وقيس بن السّكن ، وعباد بن عبد الله.

روى عنه : منصور (٣) ، والأعمش ، وميسرة بن حبيب ، وأبو خالد يزيد بن عبد الرّحمن الدالاني ، والقاسم بن الوليد الهمداني ، والحجّاج بن أرطأة ، وشعبة بن الحجّاج ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وعبد ربّه بن سعيد أخو يحيى بن سعيد ، والصّبي بن الأشعث السلولي ، وعلي بن الحلم البناني ، وسوّار بن مصعب الهمداني.

وقدم دمشق.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا الحسن بن علي بن محمّد ، أنا محمّد بن العبّاس بن محمّد ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن (٤) المروزي ، أنا أبو معاوية الضرير ، نا الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان أبي عمر ، عن البرّاء بن عازب قال :

خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ، ولمّا يلحد

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٤١١ وتهذيب التهذيب ٥ / ٥٤٨ وميزان الاعتدال ٤ / ١٩٢ والتاريخ الكبير ٨ / ١٢ والجرح والتعديل ٨ / ٣٥٦ وسير أعلام النبلاء ٥ / ١٨٤.

(٢) تحرفت في م إلى : حبيس.

(٣) منصور بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة ، أبو عتاب الكوفي ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٣٩٩.

(٤) الأصل : الحسين ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

٣٦٤

له ، فجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجلسنا حوله كأنّ على رءوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت (١) به في الأرض ، فرفع رأسه فقال : «استعيذوا بالله من عذاب القبر» مرتين أو ثلاثا ، ثم قال : «إنّ العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة ، وانقطاع من الدنيا نزل إليه ملائكة بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من كفن الجنّة ، وحنوط من حنوط الجنّة ، فيجلسون معه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس المطمئنة. اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، فتخرج نفسه تسيل كما تسيل (٢) القطرة من في السقاء ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتى يأخذوها ، فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ، فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرّون بها على ملأ من الملائكة إلّا قالوا : ما هذه الروح الطيبة؟ فيقولون : فلان بن فلان ، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه في الدنيا ، حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا (٣) ، فيستفتحون له ، فيفتح له ، فيشيّعه من كلّ سماء مقربوها (٤) إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة ، فيقول الله عزوجل : اكتبوا كتاب عبدي في علّيّين ، وأعيدوه إلى الأرض ، فإنّي منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى ، قال : فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : ما دينك؟ فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول : هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيقولان له : وما علمك؟ فيقول : قرأت كتاب الله ، فآمنت به وصدقت ، فينادي منادي (٥) من السماء : أن صدق عبدي ، أفرشوه من الجنّة وألبسوه من الجنّة ، وافتحوا له بابا إلى الجنّة ، فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مدّ بصره ، ويأتيه رجل حسن الوجه ، طيّب الرائحة (٦) ، فيقول له : أبشر بالذي يسرّك ، فهذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير ، فيقول : أنا عملك الصالح ، فيقول : ربّ أقم الساعة ، ربّ أقم الساعة ـ ثلاثا ـ حتى أرجع إلى أهلي ومالي».

__________________

(١) الأصل : ينكث ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٢) بالأصل : «تسل» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٣) من هنا إلى قوله : السابعة سقط من م.

(٤) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٥) كذا «منادي» بإثبات الياء في الأصل وم ، و «ز» ، ود.

(٦) كذا بالأصل ، وفي م ، ود ، و «ز» : طيب الريح.

٣٦٥

قال : «وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع عن الدنيا وإقبال من الآخرة (١) نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ، ومعهم المسوح ، فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الخبيثة ، اخرجي إلى سخط من الله وغضب ، فتفرق في أعضائه كلها ، فتنتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول ، فتتقطع معها العروق والعصب ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده (٢) طرفة عين ، حتى يأخذوها ، فيجعلوها في تلك المسوح ، قال : ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرّون بها على ملأ من الملائكة إلّا قالوا : ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون : فلان بن فلان ، بأقبح أسمائه التي كان يسمّى بها في الدنيا ، حتى ينتهوا به (٣) إلى السماء الدنيا ، فيستفتحون لها ، فلا يفتح لها» ، ثم قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ)(٤) ، قال : «ثم يقول الله : اكتبوا كتابه في سجّين في الأرض السفلى ، فيطرح روحه طرحا» ، ثم قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ)(٥) ، قال : فتعاد روحه في جسده ثانية ، فيأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك؟ فيقول : هاه ، هاه ، لا أدري ، فيقولان له : ما دينك؟ فيقول : هاه ، هاه ، لا أدري ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول : هاه ، هاه ، لا أدري ، فينادي منادي (٦) من السماء : أن كذب عليّ عبدي ، فأفرشوه من النار ، وألبسوه من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، فيدخل عليه من حرّها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ، قال : ويأتيه رجل قبيح الثياب ، قبيح الوجه ، منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ، فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر؟ فيقول : أنا عملك السيئ ، فيقول : ربّ لا تقم الساعة ، رب لا تقم الساعة» [١٢٤٨٠].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن توبة ، قالا : أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله ، أنا عيسى بن علي بن عيسى بن داود.

ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن عمر.

__________________

(١) بالأصل : انقطاع عن الآخرة وإقبال من الدنيا ، صوبنا الجملة عن د ، و «ز» ، وم.

(٢) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٣) الأصل : بها ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٤) سورة الأعراف ، الآية : ٤٠.

(٥) سورة الحج ، الآية : ٣١.

(٦) كذا بإثبات الباء بالأصل ود ، و «ز» ، وم.

٣٦٦

ح وأخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد الله ، وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم ، وأبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا ، وأبو علي عبد الحميد بن إسماعيل ، وأبو القاسم منصور بن ثابت ، وأبو معصوم مسعود بن صاعد بن محمّد ، وأبو المظفّر عبد الوهّاب ابن عبد الملك بن محمّد ، وأبو محمّد خالد بن محمّد بن عبد الرّحمن المدني ، قالوا : أنا أبو عبد الله [محمد](١) بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمّد الفقيه ، قالا : أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي (٢) محمّد الأنصاري المعروف بابن أبي شريح ، قالا : أنا أبو القاسم عبد الله ابن محمّد بن عبد العزيز نا أبو الجهم العلاء بن موسى ، نا سوّار بن مصعب ، عن المنهال ـ يعني ـ ابن عمرو ، عن زاذان (٣) ، عن البراء بن عازب قال :

خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في جنازة [رجل](٤) من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ، ولمّا يلحد ، [و](٥) قعدنا كأن على رءوسنا الطير ، فنكس ينكت (٦) في الأرض ، ثم رفع رأسه محمّر الوجه وهو يقول : «اللهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر» ـ ثلاثا ـ ثم أنشأ يحدثنا (٧) قال : «إنّ المؤمن إذا كان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزلت إليه ملائكة ، وجوههم كالشمس ، معهم أكفان من ثياب الجنّة ـ زاد عيسى : وحنوط من حنوط الجنّة وقالا : ـ فقعدوا منه مدّ البصر ، حتى إذا خرج روحه تلقوه ، فصلّى عليه كلّ ملك في السماء وكلّ ملك في الأرض ، وفتح له كلّ باب من أبواب السماء ، ما منها من باب إلّا يجب أن يدخل به منه ، فيصعد به ملك ويقول : اللهمّ إن هذا فلان قد توفينا نفسه ، فيقول الله : أعيدوه ، فإنّا قد وعدناهم أن منها خلقناهم وفيها نعيدهم ، ومنها نخرجهم (٨) ، فإنه ليسمع خفق نعالهم وهم مدبرون ، ثم يقال له : يا هذا ، من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول : الله ربي ، وديني الإسلام ، ونبيّي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فينادي به ـ وقال عيسى : فيناديه ـ مناد من السماء أن صدق ، أو صدقت ، افرشوا له من فرش الجنّة ، وافتحوا له بابا إلى الجنّة ، وأروه مكانه من الجنّة ، [فيفرش له فرش من الجنة ، ويفتح له باب من الجنة ، ويرى مكانه من الجنة](٩) ثم يأتيه آت

__________________

(١) زيادة عن د ، وم ، و «ز».

(٢) سقطت من م.

(٣) الأصل وم ود ، و «ز» : زادان ، بالدال المهملة.

(٤) سقطت من الأصل واستدركت عن د ، و «ز» ، وم.

(٥) زيدت عن د ، و «ز» ، وم.

(٦) بالأصل : بنكث ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٧) بالأصل : أنشأ يقول يحدثنا.

(٨) قوله : «ومنها نخرجهم» سقط من م ، ود.

(٩) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، وم ، ود.

٣٦٧

من ربّه فيقول : يا هذا ، أبشر برحمة من الله ورضوان وجنات لك فيها نعيم مقيم ، فيقول : من أنت؟ لك الخير لوجهك ، لوجه يأتي بخير (١) ، فيقول : أنا عملك الصالح ، أمّا والله ما علمتك إلّا سريعا في طاعة الله ، بطيئا عن معصية الله ، فجزاك الله خيرا ، فيقول : وإيّاك ، قال : فإنه لرافع يده ينادي : اللهم عجّل قيام الساعة ليرجع إلى أهله ، وما في الجنّة ـ وفي حديث عيسى : وما له في الجنّة ثم تلا : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)(٢) إلى آخر الآية ، وإن المنافق أو الفاجر إذا كان في قبل من الآخرة ، وانقطاع من الدنيا نزلت عليه (٣) ملائكة ، عليهم سرابيل من قطران ، وثياب من نار ، فأقعدوه قاعدا ، ثم انتشطوا نفسه كما يخرج السفود الكثير الشعث (٤) من الصوف المبتلّ ، حتى إنه ليخرج معه العصب والعروق ، فيلعنه كل ملك في السماء ، وكل ملك في الأرض ، ويغلق دونه كل باب في السماء ما منها من باب إلّا يكره أن يدخل به منه ، ثم تلا : (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ) عند الموت (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ) يوم القيامة (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ) إلى آخر الآية (٥) ، ثم يقول : اللهمّ إن هذا فلانا قد توفينا نفسه ، فيقول الله : أعيدوه فإنا قد وعدناهم أن منها خلقناهم وفيها نعيدهم ، فإنه ليسمع خفق نعالهم وهم مدبرون ، ثم يقال له : يا هذا ، من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول : لا أدري ، فيناديه مناد من السماء : أن لا دريت ، فأفرشوا له لوحين من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، وأروه مكانه من النار ، فيفرش له لوحين من النار ، ويرى مكانه من النار ، ثم يقيض له أصم أبكم أعمى ، فيضربه ضربة يتحول منه حممه ، ثم يعاد فيصيح صيحة حتى يسمع أهل السماء ، وأهل الأرض إلّا الثقلين ـ الجنّ والإنس ـ» فقلنا للبراء : أرأيت الذي يقيض له أصم أبكم ، أملك هو أم شيطان؟ قال : كنا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أشدّ توقيرا من أن نسأله أملك أم شيطان ، «ثم يأتيه آت من ربّه : أبشر بسخط من الله وعذاب ، فيقول : من أنت؟ لك الشر ووجهك وجه يخبر (٦) بالشر ، فيقول : أنا عملك السيئ ، أما والله ما علمتك إلّا بطيئا في طاعة الله ، سريعا في معصية الله ، فجزاك الله شرا ، فيقول : وإيّاك» ، ثم تلا هذه الآية : (وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ)(٧).

__________________

(١) زيد في «ز» ، ود ، وم : وقال عيسى : يجيء بالخير.

(٢) سورة إبراهيم ، الآية : ٢٧.

(٣) في م ود ، و «ز» : إليه.

(٤) استدركت على هامش م.

(٥) سورة الأعراف ، الآية : ٤٠.

(٦) استدركت على هامش م.

(٧) سورة إبراهيم ، الآية : ٢٧.

٣٦٨

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، [وأبو محمد هبة الله بن إسماعيل بن عمر](١) قالا : أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا شيبان ، نا الصعق ، نا علي بن الحكم البنّاني ، عن المنهال بن عمرو ، عن زرّ بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود قال : حدّث صفوان بن عسال المرادي ، قال : أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله ، إنّي جئت أطلب العلم ، قال : «مرحبا بطالب العلم ، إنّ طالب العلم لتحفّه الملائكة وتظله بأجنحتها ، ثم تركب بعضها بعضا حتى يبلغوا سماء الدنيا من حبّهم ما يطلبوا» (٢) ، قال : «فما جئت تطلب؟» قال : قال صفوان : يا رسول الله ، لا نزال نسافر بين مكة والمدينة ، فأفتنا عن (٣) المسح على الخفين ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ثلاثة أيام للمسافر ، ويوم وليلة للمقيم» [١٢٤٨١].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد قال (٤) : وهذا رواه عاصم عن زرّ عن صفوان ، ولم يذكر بين زرّ وصفوان عبد الله ابن مسعود.

ورواه عن عاصم الخلق ، وإنّما المنهال رواه عن زرّ عن ابن مسعود ، قال : حدّث صفوان ، وهذا غير محفوظ ، والحديث الأول يرويه عمرو بن الحارث ، عن عبد ربّه ، عن المنهال بذلك الإسناد ، والمنهال بن عمرو هو صاحب حديث الفتن ، الحديث الطويل ، رواه عن زاذان عن البراء.

ورواه عن منهال جماعة ، وأحاديث المنهال ليست بالكثيرة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، نا أبو محمّد عبد الله بن الحسن ابن الفضيل الكلاعي ، وأبو عبد الله محمّد بن يعقوب الطائي الحمصيان ، قالا : أنا أبو عبد الله بن خالويه النحوي ، نا أبو الحسين بن مخزوم الحافظ ، حدّثني محمّد بن علي بن العباس الصيرفي ، نا أحمد بن محمّد بن سليمان القاضي ، عن عبد الله بن زاهر الرّازي ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو قال :

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن م ، و «ز» ، ود.

(٢) في م ، و «ز» ، ود : يطلب.

(٣) الأصل : «على» والمثبت عن م ، و «ز» ، ود.

(٤) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٣٣١.

٣٦٩

أنا والله رأيت رأس الحسين بن علي حين حمل وأنا بدمشق ، وبين يدي الرأس رجل يقرأ سورة الكهف ، حتى بلغ قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً)(١) ، قال : فأنطق الله الرأس بلسان ذرب ، فقال : أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى يقول في تسمية محدّثي أهل الكوفة : المنهال بن عمرو.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللّنباني (٢) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٣) قال في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة : المنهال بن عمرو ، مولى لبني عمرو بن أسد بن خزيمة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك ، وابن النرسي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٤) : منهال بن عمرو الأسديّ الكوفيّ ، سمع زرّ بن حبيش ، وسعيد بن جبير ، روى عنه منصور ، وشعبة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٥) :

منهال بن عمرو الأسديّ ، مولى لبني عمرو بن أسد بن خزيمة ، كوفي ، روى عن زرّ بن حبيش ، وسعيد بن جبير ، وعبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وعبّاد بن عبد الله ، وقيس بن السكن ، روى عنه منصور ، والأعمش ، وميسرة بن حبيب ، وعبد ربه بن سعيد ، وأبو خالد الدالاني ،

__________________

(١) سورة الكهف ، الآية : ٩.

(٢) تحرفت بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٣) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ١٢.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧.

٣٧٠

والقاسم بن الوليد الهمداني ، والحجّاج بن أرطأة ، وابن أبي ليلى ، والصّبي بن أشعث السلولي ، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو محمّد (١) ... ، المنهال بن عمرو.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال : المنهال بن عمرو الأسديّ ، مولى لبني عمرو ابن أسد بن خزيمة ، الكوفيّ ، سمع سعيد بن جبير ، روى عنه منصور بن المعتمر في الأنبياء قال المفضّل بن غسّان الغلابي : ذمّ يحيى بن معين المنهال بن عمرو (٢).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب قال : منهال بن عمرو الأسديّ الكوفيّ ، حدّث عن سعيد بن جبير ، وزرّ بن حبيش ، وعبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وقيس بن السكن ، وعبّاد بن عبد الله ، روى عنه منصور بن المعتمر ، والأعمش ، وميسرة بن حبيب ، وحجّاج بن أرطأة ، وأبو خالد الدالاني ، والقاسم بن الوليد الهمداني ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى وغيرهم.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن منده ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) : ذكره أبي عن إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين أنه قال.

ح وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أحمد بن عبد الملك ، أنا ابن السّقّاء ، نا الأصم ، نا عبّاس قال : سمعت يحيى يقول : المنهال بن عمرو ثقة.

قال (٤) : وسمعت (٥) يحيى يقول : قد روى شعبة عن المنهال بن عمرو ، وروى شعبة عن منصور عن المنهال (٦).

__________________

(١) بياض بمقدار لفظة بالأصل ، وم ، و «ز» ، والكلام متصل في د.

(٢) تهذيب الكمال ١٨ / ٤١٢ طبعة دار الفكر.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٣٥٧.

(٤) القائل : عباس بن محمد الدوري.

(٥) كتب فوقها في د ، و «ز» : ملحق.

(٦) كتب بعدها في د ، و «ز» : إلى.

٣٧١

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ، وابن عمّه أبو نصر (١) محمّد بن الحسن ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٢) : المنهال بن عمرو ، كوفي ، ثقة.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل وغيره في كتبهم ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : قلت للدارقطني : فالمنهال بن عمرو؟ فقال : صدوق (٣).

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ، أنا محمّد بن الحسين (٤) ، نا ابن أبي خيثمة (٥) ، نا سليمان بن أبي شيخ ، حدّثني محمّد بن عمر الحنفي ، عن إبراهيم بن عبيد الطنافسي أخي محمّد قال : وقف المغيرة صاحب إبراهيم على يزيد بن أبي زياد ، وكانا يصلّيان في مسجد واحد بالكوفة ، فقال : ألا تعجب من هذا الأحمق الأعمش إني نهيته أن يروي عن المنهال بن عمرو عن عباية ففارقني على أن لا يفعل ثم هو يروي عنهما ، نشدتك بالله ، هل كانت تجوز شهادة المنهال على در همين؟ قال : اللهمّ لا ، قال : فنشدتك بالله ، هل كانت تجوز شهادة عباية على در همين؟ قال : اللهمّ لا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (٦) ، نا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : أبو بشر أحبّ إليّ من المنهال بن عمرو ، قلت له : أحبّ إليك من المنهال؟ قال : نعم ، شديدا ، أبو بشر أوثق إلّا أن المنهال أسنّ (٧).

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

__________________

(١) الأصل : منصور ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٢) تاريخ الثقات للعجلي ص ٤٤٢ رقم ١٦٤٣.

(٣) سير أعلام النبلاء ٥ / ١٨٤ وتهذيب الكمال ١٨ / ٤١٢ (طبعة دار الفكر).

(٤) الأصل : «الحسن» تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٨ / ٤١٢ طبعة دار الفكر.

(٦) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٢٣٦ رقم ١٨٣٠ ومن طريق عبد الله بن أحمد في تهذيب الكمال ١٨ / ٤١٢.

(٧) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، وتهذيب الكمال : «أسن» وفي الضعفاء الكبير : أمتن.

٣٧٢

قالا : أنا ابن أبي حاتم (١) ، أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ـ فيما كتب إليّ ـ قال : سمعت أبي يقول : ترك شعبة المنهال بن عمرو [على عمد](٢) قال ابن أبي حاتم لأنه سمع من داره صوت قراءة بالتطرب (٣).

أخبرنا (٤) أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي ، أنا أبو نعيم الأزهري ، أنا أبو عوانة الإسفرائيني ، نا محمّد بن سليمان البصري ، نا إبراهيم (٥) بن حميد ، عن جرير ، عن مغيرة قال : كان المنهال بن عمرو حسن الصوت ، وكان له لحن ، يقال له : وزن سبعة (٦).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد (٧) ، نا ابن حمّاد ، حدّثني صالح ـ يعني ابن أحمد ـ نا علي ـ يعني ابن المديني ـ قال : سمعت يحيى ـ هو القطّان ـ يقول : أتى شعبة المنهال بن عمرو فسمع صوتا ، فتركه ـ يعني ـ الغناء.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين (٨) بن محمّد بن خسرو ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا محمّد بن عمر بن بكير قال : قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان ، أنا الهيثم بن خلف ، نا محمود بن غيلان ، نا وهب بن جرير قال : قال شعبة : أتيت منزل المنهال بن عمرو ، فسمعت منه صوت الطنبور ، فرجعت ، فهلا سألته عسى أن لا يعلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا علي بن الحسن الربعي ، ورشأ ابن نظيف ، قالا : أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد ، أنا محمّد بن محمّد بن داود ، أنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد ، نا زيد بن أخرم ، نا وهب بن جرير ، نا شعبة قال : أتيت باب المنهال بن عمرو فسمعت من داره شيئا ، فانصرفت ـ يعني ـ غناء.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٣٥٧.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، ود ، و «ز» ، وم ، واستدرك للإيضاح عن الجرح والتعديل.

(٣) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، وفي الجرح والتعديل : بالتطريب.

(٤) كتب فوقها في د ، و «ز» : ملحق.

(٥) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وم ؛ ومن طريق : «محمد بن حميد الرازي» رواه المزي في تهذيب الكمال ١٨ / ٤١٢ ولعله صحف من محمد إلى إبراهيم.

(٦) كتب بعدها في د ، و «ز» : إلى.

(٧) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٣٣٠.

(٨) تحرفت بالأصل إلى : الحسن ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

٣٧٣

وقال ابن حميد الرازي : إن كان صدوقا نا جرير عن مغيرة قال : كان للمنهال بن عمرو صوت وزن سبعة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر السامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف ابن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (١) ، نا عبد الله بن أحمد ، قال : سمعت أبي يقول : ترك شعبة المنهال بن عمرو على عمد.

أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا محمّد بن علي بن يعقوب ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال : ذمّ يحيى المنهال بن عمرو.

أخبرنا أبو البركات ، أنا ثابت ، أنا محمّد ، أنا أبو بكر ، أنا الأحوص ، نا أبي قال : وسمعت يحيى بن معين ، وذكر حديث الأعمش عن المنهال بن عمرو ، وكان يحيى بن معين يضع من شأن المنهال بن عمرو (٢) ، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد ، نا القاسم بن عيسى قال : سمعت إبراهيم بن يعقوب يقول : المنهال بن عمرو ، سيئ المذهب ، وقد جرى حديثه (٣).

ذكر من اسمه منيب

٧٦٨٩ ـ منيب بن أيّوب

أظنّه الأوزاعي الذي سأل الأوزاعي.

حدّث عن راشد بن داود.

روى عنه الوليد بن مزيد.

قاله ابن منده فيما حكاه عنه أبو الفضل المقدسي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا

__________________

(١) رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٢٣٦.

(٢) تهذيب الكمال ١٨ / ٤١٢ طبعة دار الفكر.

(٣) تهذيب الكمال ١٨ / ٤١٣.

٣٧٤

خيثمة بن سليمان ، نا العباس بن الوليد ، أخبرني أبي ، أخبرني منيب بن أيّوب قال : أقبل غلام لعمر بن عبد العزيز بحزمة من حطب يحملها وهو يرجز (١) تحتها ، فطرحها وقال : كل إنسان في راحة غيري وغيرك ، فقال له عمر : ما قلت؟ قال : قلت : كلّ إنسان في راحة غيري وغيرك ، قال عمر : والله لأريحنّك ، اذهب فأنت لله عزوجل ، دعني أنا وهمّي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ـ إجازة ـ نا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة : منيب بن أيّوب.

٧٦٩٠ ـ منيب بن مدرك بن منيب الأزدي الغامديّ (٢)

روى عن : أبيه عن جدّه.

روى عنه : أبو خليد عتبة بن حمّاد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا تمّام بن محمّد ، وعبد الرّحمن بن عثمان ، ومحمّد بن عبد الرّحمن القطّان ، ومحمّد بن أحمد بن الجندي ، وعلي بن الحسين بن أبي العقب.

ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبي أبو العباس ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، قالوا : أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب ، نا أبو زرعة ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا أبو خليد عتبة بن حمّاد ، عن منيب بن مدرك بن منيب الغامديّ عن أبيه عن جدّه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يقول : «يا أيّها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» [١٢٤٨٢].

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحدّاد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (٣) ، نا جعفر بن محمّد الفريابي ، نا سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي ، نا عتبة بن

__________________

(١) كذا بالأصل : «يرتجز» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم. وقوله : يرجز ، من الرجز ، والرجز محركة داء يصيب الإبل في أعجازها وهو أن تضطرب رجل البعير أو فخذاه إذا أراد القيام أو ثار ساعة ثم ينبسط ، وقد رجز رجزا (تاج العروس : رجز).

(٢) ترجمته في التاريخ الكبير ٨ / ١٤ والجرح والتعديل ٨ / ٣٩٣.

(٣) رواه الطبراني في المعجم الكبير ٢٠ / ٣٤٢ رقم ٨٠٥.

٣٧٥

حمّاد ، حدّثني منيب بن مدرك بن منيب الأزدي (١) ، عن أبيه عن جدّه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الجاهلية وهو يقول للناس : «قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» ، فمنهم من تفل في وجهه ، ومنهم من حثى (٢) عليه التراب ، ومنهم من سبّه ، حتى انتصف النهار ، وأقبلت جارية بعسّ من ماء ، فغسل وجهه (٣) وقال : «يا بنية لا تخشي على أبيك غلبة (٤) ولا ذلا» فقلت : من هذه؟ فقالوا : هذه زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهي جارية وصيفة (٥) [١٢٤٨٣].

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي (٦) ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٧) : منيب بن مدرك ابن منيب الأزدي ، عن أبيه ، عن جدّه روى عنه أبو خليد الحكمي [الشامي](٨).

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن منده ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٩) : منيب بن مدرك [بن منيب](١٠) الأزدي الشامي ، روى عن أبيه ، روى عنه أبو خليد عتبة بن حمّاد القارئ ، سمعت أبي يقول ذلك.

٧٦٩١ ـ منيب بن مدرك الأزدي الغامديّ (١١)

له صحبة ، وهو جد المذكور آنفا.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عنه : ابنه مدرك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ،

__________________

(١) في المعجم الكبير : منيب بن مدرك بن منيب الأزدي.

(٢) المعجم الكبير : حثا.

(٣) المعجم الكبير : فغسل وجهه أو يديه.

(٤) المعجم الكبير : عيلة.

(٥) المعجم الكبير : وضيئة.

(٦) تحرفت في م إلى : القرشي.

(٧) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ١٤.

(٨) زيادة عن التاريخ الكبير.

(٩) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٣٩٣.

(١٠) زيادة لازمة للإيضاح عن الجرح والتعديل.

(١١) ترجمته في الإصابة ٣ / ٤٦٥ وأسد الغابة ٤ / ٥٠٠ وكناه أبا مدرك والاستيعاب ٤ / ١٤٨٦ والجرح والتعديل ٨ / ٣٩٢ والتاريخ الكبير ٨ / ١٤ وكنوه بأبي أيوب.

٣٧٦

أنا عبد الله بن عبد الرّحمن بن حمّاد أبو العباس العسكري ـ ببغداد ـ نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي ، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن ، نا أبو خليد عتبة بن حمّاد ، نا منيب ابن مدرك بن منيب ، عن أبيه عن جدّه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الجاهلية يقول للناس : «قولوا لا إله إلّا الله» ، فمنهم من تفل في وجهه ، ومنهم من حثا عليه [١٢٤٨٤].

قال ابن منده : منيب أبو مدرك ، رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى حديثه منيب بن مدرك بن منيب عن أبيه عن جده.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر فيما نقله من خط أبي الحسين الرّازي قال : منيب الأزدي الذي رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الجاهلية يقول للناس : «قولوا لا إله إلّا الله تفلحوا» ، داره عند رحبة حمام خالد ، تعرف اليوم بدار منيب [١٢٤٨٥].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (١) : منيب الأزدي ، له صحبة.

قال أبو أيوب : نا أبو خليد عتبة بن حمّاد الحكمي القارئ ، فذكر نحو الحديث.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٢) قال : منيب الأزدي أبو أيوب الشامي ، له صحبة ، روى عنه ابنه مدرك بن منيب ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم البجلي ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : ومنيب وفي نسخة أخرى غير مسموعة دمشقي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن علي بن عبيد الله ، والمبارك بن عبد الجبّار ، قالا : أنا أبو الفرج الحسين بن علي ، نا محمّد بن إبراهيم بن السّري ، نا عبد الملك بن بدر (٣)

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ١٤.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٣٩٢.

(٣) الأصل : يزيد ، والمثبت عن م ، و «ز» ، ود.

٣٧٧

ابن الهيثم ، نا أحمد بن هارون الحافظ قال في الطبقة الأولى من الأسماء المنفردة : منيب ، روى عنه ابنه عبد الله بالشام.

[قال ابن عساكر :](١) وقد سمي غيره منيب.

٧٦٩٢ ـ منيب الأوزاعيّ

سأل أبا عمرو الأوزاعيّ.

حكى عنه الهيثم بن عمران.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم ، أنا نصر بن إبراهيم ، وعبد الله بن عبد الرزّاق.

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد ، أنا نصر بن إبراهيم ، قالا : أنا أبو الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنا أبو بكر بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا الهيثم بن عمران قال : سمعت الأوزاعيّ وسأله منيب الأوزاعيّ فقال : أكلّ ما أتانا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نقبله؟ قال : لا ، قال : فما نقبل منه؟ قال : ما صدّقه كتاب الله فهو منه ، فقال منيب : فإن كان الثقات حملوه عن غير الثقات ، كذا قال.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٢) ، حدّثني هشام ، نا الهيثم بن عمران ، قال : سمعت الأوزاعيّ وسأله منيب فقال : أكلّ ما (٣) جاءنا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نقبله؟ فقال : نقبل منه ما صدّقه كتاب الله فهو منه ، وما خالفه فليس منه ، قال له منيب : إنّ الثقات جاءوا به ، قال : فإن كان الثقات حملوه عن غير الثقات؟.

ذكر من اسمه منير

٧٦٩٣ ـ منير بن الزّبير أبو ذرّ الأزدي (٤)

روى عن مكحول ، وعبادة بن نسيّ.

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٢٧١.

(٣) بالأصل ود ، وم ، و «ز» هنا : «أكلما» والمثبت عن تاريخ أبي زرعة.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٤١٤ وتهذيب التهذيب ٥ / ٥٤٩ وميزان الاعتدال ٤ / ١٩٣ التاريخ الكبير ٨ / ٢٠ والكامل لابن عدي ٦ / ٤٦٩ والجرح والتعديل ٨ / ٤١٠.

٣٧٨

روى عنه : الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، قالا : أنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، نا أبو بكر بن خريم (١) ، نا هشام بن عمّار ، نا الوليد بن مسلم ، نا منير بن الزّبير قال : سمعت عبادة بن نسيّ الكندي يحدّث عن عبد الله بن سالم أنه قال : يا رسول الله ، نجدكم في كتاب الله : أمّة حمّادون ، مولد نبيّهم بمكة ، وهجرته بطيبة ، وجهادهم بالشام ، يأتزرون على أنصافهم ، ويطهّرون أطرافهم ، أصواتهم بالليل في المساجد كأصوات النحل في (٢) رها (٣) ، يأتون يوم القيامة غرّا محجّلين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٤) ، أنا عمر بن سنان ، نا العبّاس بن عثمان ، وعبّاس بن الوليد الخلّال ، قالا : نا الوليد بن مسلم ، نا منير بن الزّبير ، عن مكحول ، عن عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى أن يقام عن الطعام حتى يرفع (٥) [١٢٤٨٦].

قال ابن عدي : ولمنير غير هذا الحديث شيء يسير.

أخبرنا أبو طاهر إسماعيل بن محمّد بن أحمد الأديب ، وأبو بكر جامع بن علي بن أبي بكر النيسابوري ، وأبو محمّد بن طاوس ، قالوا : أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد.

ح وأخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، وسليمان بن إبراهيم ، قالوا : أنا عثمان بن أحمد البرجي ، نا محمّد بن عمر بن حفص ، نا إسحاق بن الفيض ، نا الوليد بن مسلم الدمشقي ، عن منير بن الزّبير أنه سمع مكحولا يقول : برّ الوالدين كفّارة الكبائر ، ولا يزال الرجل قادرا على البرّ ما دام في فضيلته من هو أكبر منه.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل وأبو الفضل الأصبهاني

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٢) بعدها بياض قليل في «ز» ، والكلام متصل في د ، وم.

(٣) الرهاء : الواسع من الأرض المستوي (راجع اللسان).

(٤) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٤٦٩.

(٥) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، وفي الكامل لابن عدي : يفرغ.

٣٧٩

قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (١) : منير بن الزّبير الأزدي يعدّ في أهل الشام (٢) ، سمع مكحولا ، روى عنه الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن حاتم قال (٣) : منير بن الزّبير الأزدي أبو ذرّ الشامي ، روى عن مكحول ، روى عنه الوليد بن مسلم ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ـ بقراءتي عليه ـ عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدار قطني قال :

منير بن الزّبير الأزدي يعدّ في أهل الشام ، سمع مكحولا ، روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٤) :

أما منير بضم الميم وكسر النون يليها ياء وآخره راء فهو : منير بن الزّبير الأزدي ، يعدّ في الشاميين ، سمع مكحولا ، روى عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد ، أنا أبو محمّد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (٥) : قلت : ـ يعني ـ لدحيم : فما تقول في منير بن الزّبير؟ [قال : تسأل](٦) عنه؟ وهو يروي عن مكحول : أتيت المقدام (٧).

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد (٨) ، نا يوسف بن الحجّاج ، نا أبو زرعة الدمشقي قال : قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم ، فذكره مثل ما تقدّم إلّا أنه قال : أتيت المقداد ، وهو الصواب.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٠.

(٢) في التاريخ الكبير : يعد في الشاميين.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٤١٠.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٢٢٥.

(٥) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٣٩٥ وعن أبي زرعة رواه المزي في تهذيب الكمال ١٨ / ٤١٤.

(٦) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ أبي زرعة ، ومكانه بالأصل : «روى» ومكانه بياض في «ز» ، ود ، وم.

(٧) في تهذيب الكمال : المقداد.

(٨) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٤٦٩.

٣٨٠