تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٨
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قدّر ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور ، عليها أحيا وعليها أموت ، وعليها أبعث إن شاء الله.

ذكر من اسمه المنذر

٧٦٤٢ ـ المنذر بن الجارود [بن عمرو بن حنش ، ويقال : الجارود بن المعلّى ،

ويقال : ابن العلاء ، ويقال إن الجارود](١) لقب ، واسمه بشر (٢) بن عمرو

ابن حنش (٣) بن المعلّى ـ واسم المعلّى الحارث ـ بن زيد بن حارثة بن معاوية

ابن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى

ابن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ،

ويقال : اسم الجارود مطرّف ، وإنّما سمّي الجارود لقوله :

كما (٤) جرد الجارود بكر بن وائل وهو أبو الأشعث ،

ويقال : أبو غياث (٥) ، ويقال : أبو الحكم العبدي

ولد (٦) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولأبيه الجارود صحبة (٧) ، وقتل غازيا في خلافة عمر بأرض فارس ، وكان المنذر من وجوه أهل البصرة.

وفد على معاوية ، وكان من أصحاب علي عليه‌السلام ، وولي إصطخر من قبله.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا ، أنا أبو بكر محمّد بن علي الخيّاط المقرئ ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن د ، و «ز» ، وم.

(٢) بالأصل ود ، و «ز» ، وم : بسر ، والمثبت عن الإصابة وأسد الغابة.

(٣) في الإصابة : «حبيش» وفي ترجمة الجارود فيها : حنش بمهملة ونون مفتوحتين ثم معجمة.

(٤) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم : «كلما» والمثبت عن الإصابة ١ / ٢١٦ في ترجمة الجارود ، وصدره فيها : فد سناهم بالخيل من كل جانب.

(٥) رسمها بالأصل : «عساب» وفي م : «عباب» وفي «ز» : «؟؟؟ ب» وفي د : «عناب» والمثبت عن الإصابة ١ / ١١٦ وفيها : أبو غياث بمعجمة ومثلثة على الأصح وقيل بمهملة وموحدة. وفي أسد الغابة ١ / ٣١١ وقيل : أبا غياث وقيل : أبا عتاب ، وأخشى أن يكون أحدهما تصحيفا.

(٦) الأصل : وفد ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٧) راجع ترجمة الجارود بن المعلى في الإصابة ١ / ٢١٦ وأسد الغابة ١ / ٣١١.

٢٨١

علي بن محمّد بن أحمد بن الجهم الكاتب ، حدّثني أبي (١) أبو طالب علي بن محمّد ، حدّثني (٢) أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر السعيدي ، أخبرني جعفر بن أحمد بن معدان ، نا الحسن بن جهور ، حدّثني أبو مسعود القتات عن ابن دأب قال : كان لعبد الله بن جعفر بن معاوية ألف ألف في كل عام ، ومائة حاجة يختم معاوية على أصل الأديم ، يقول : اكتب يا ابن جعفر ما بدا لك ، فقضى عاما حوائجه وبقيت حاجة لأهل الحجاز ، وقدم أصبهبذ سجستان يطلب إلى معاوية أن يملّكه سجستان ، ويعطي من قضى حاجته ألف ألف درهم ، وعند معاوية يومئذ وفد العراق : الأحنف بن قيس ، والمنذر بن الجارود ، ومالك بن مسمع ، فذكر الحكاية ، وقد تقدمت في أخبار معاوية.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي ـ في كتابه ـ وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أبو بكر بن البرقي قال : قال ابن هشام : هو الجارود بن بشر بن المعلّى ، وقال أحمد بن محمّد ـ يعني : العدوي ـ عن ابن الكلبي : اسمه الجارود بن بشر بن عمرو بن حنش بن المعلّى ، واسم المعلّى الحارث ابن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن عوف بن بكر بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن نصر بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن نزار ، وكان الجارود يكنّى أبا عتاب (٣) قتل بعاقبة (٤) من ناحية فارس سنة إحدى وعشرين.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم ، أنا محمّد ابن علي بن يعقوب ، نا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا الأحوص بن المفضّل الغلابي ، نا أبي ، نا سليمان بن داود الطيالسي ، نا هشام بن أبي عبد الله ، عن قتادة ، عن أبي العالية الرياحي عن دقرة (٥) قالت : بينا أنا أطوف مع عائشة بالبيت إذ قالت لي : ناوليني ثوبا ، فناولتها ثوبا فيه تصليب فقالت لي : إنّا آل محمّد لا نلبس ثوبا فيه تصليب.

__________________

(١) سقطت من م.

(٢) من قوله : بن أحمد ... إلى هنا سقط من د.

(٣) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وم هنا ، وتقدم : أبا غياث.

(٤) بدون إعجام بالأصل ، وم ، و «ز» ، والمثبت عن د ، وفي المختصر : بعافية. والذي في الإصابة ١ / ٢١٧ في ترجمة الجارود : قتل بأرض فارس بعقبة الطين فصارت يقال لها عقبة الجارود. وانظر أسد الغابة ١ / ٣١٢.

(٥) بالأصل ود : دفره ، وبدون إعجام في م ، و «ز». والمثبت عن تبصير المنتبه ٢ / ٥٦١ وفيه : دقره أم عبد الرحمن بن أذينة عن عائشة ، وعنها ابن سيرين. وفي تقريب التهذيب ٢ / ٥٩٧ ذفرة بنت غالب الراسبية البصرية ، يقال لها صحبة.

٢٨٢

ودقرة (١) هذه بنت؟؟؟ (٢) من عبد القيس ، وابناها عبد الله ، وعبد الرّحمن ابنا أذينة ، وكان عبد الرّحمن قاضيا لابن زياد ، وقضى للحجاج بالبصرة ، وأخوه عبد الرّحمن بن أذينة كان لمصعب بن الزّبير على فسا (٣) وداربجرد (٤) وهو الذي مشى في صلح بني تميم وربيعة والأزد أيام مسعود ، وقد كان المنذر بن الجارود ، واسم الجارود بشر بن عمرو بن حنش بن المعلّى ، وكان يكنى أبا عتاب ، خطب دقرة (٥) هذه فخاف أباها أن يزوّجه فلم يفعل.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا إسماعيل بن محمّد ، نا أحمد بن محمّد القاضي ، أنا أحمد بن محمّد بن أيوب ، عن إبراهيم بن سعد ، عن ابن إسحاق قال : قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الجارود بن عمرو بن حنش ، وكان نصرانيا (٦).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الحافظ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب قال في تسمية أمراء الجمل من أصحاب علي قال : وعلى عبد القيس من أهل البصرة : المنذر بن الجارود (٧).

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال : أقر يزيد ـ يعني ـ ابن معاوية سيّار (٨) بن سلمة بن المحبق الهذلي على السند ، ثم جمعها لعبيد (٩) الله بن زياد ، فأقرّ عبيد الله سيّار بن سلمة أيضا ثم عزله ، وولّى المنذر بن الجارود ، فمات المنذر ، فخرج الحكم بن المنذر من كرمان فغلب على قندابيل (١٠) فبعث ابن زياد سيّار بن سلمة.

قال : ونا خليفة قال (١١) : وفيها ـ يعني ـ سنة اثنتين وستين ولّى عبيد الله بن زياد المنذر

__________________

(١) راجع الحاشية السابقة.

(٢) كذا صورتها بالأصل ود ، و «ز» ، وم.

(٣) تقدم التعريف بها.

(٤) تقدم التعريف بها.

(٥) انظر ما مرّ بشأنها قريبا.

(٦) أسد الغابة ١ / ٣١١.

(٧) الإصابة ٣ / ٤٨٠.

(٨) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، وفي تاريخ خليفة ص ٢٠٩ و٢١٢ سنان.

(٩) تحرفت في د إلى : عبد الله.

(١٠) قندابيل بالفتح ثم السكون ، مدينة بالسند ، وهي قصبة لولاية يقال لها الندهة. (معجم البلدان).

(١١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٣٦.

٢٨٣

ابن الجارود فغلب على قندابيل (١) ومات المنذر بالثغر ، وخرج الحكم بن المنذر بن الجارود فغلب على قندابيل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن علي المقرئ ، نا الأصمعي قال : وفد الأحنف والمنذر بن الجارود على معاوية فتهيّأ المنذر في اللباس والخيل الجياد ، وخرج الأحنف على قعود (٢) وعليه بتّ (٣) فكلما مر المنذر قال الناس : هذا الأحنف بن قيس ، فقال المنذر : أراني إنّما تزينت لهذا الشيخ.

أنبأنا أبو نصر محمّد بن الحسن ، وأبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ، عن أبي (٤) عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين (٥) بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٦) قال : الجارود ، واسمه بشر بن عمرو بن حنش بن المعلّى ، وهو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار ، قال : وإنّما سمي الجارود لأن بلاد عبد القيس أسافت (٧) حتى بقيت للجارود شلية ، والشلية هي البقية ، فبادر بها إلى أخواله من بني هند من بني شيبان ، فأقام فيهم وإبله جربة ، فأعدت إبلهم ، فهلكت ، فقال الناس : جردهم بشر ، فسمّي الجارود.

وقال الشاعر :

جردناهم بالبيض من كلّ جانب

كما جرد الجارود بكر بن وائل

وأم الجارود رملة (٨) بنت رويم أخت يزيد بن رويم أبو حوشب بن يزيد الشيباني ، وكان الجارود شريفا في الجاهلية ، وكان نصرانيا ، فقدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الوفد فدعاه إلى

__________________

(١) في تاريخ خليفة : «ثغر قندابيل» مكان : «فغلب على قندابيل».

(٢) القعود : الفتي من الإبل ، إلى أن يصير في السادسة.

(٣) البتّ : كساء غليظ من صوف أو وبر.

(٤) تحرفت بالأصل وم إلى : «ابن» والمثبت عن د ، و «ز».

(٥) تحرفت بالأصل ود ، و «ز» ، وم إلى : الحسن.

(٦) راجع طبقات ابن سعد ٧ / ٨٦.

(٧) أسافت أي وقع فيها السّواف ؛ والسواف داء يأخذ الإبل فيهلكها (راجع اللسان). وفي الإصابة ١ / ٢١٦ أجدبت بدلا من أسافت.

(٨) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، والذي في طبقات ابن سعد ٧ / ٨٦ در مكة.

٢٨٤

الإسلام وعرض عليه ، فقال الجارود : إني قد كنت على دين ، وإنّي تارك ديني لدينك ، أفتضمن لي ديني؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا ضامن لك ، ان قد هداك الله إلى ما هو خير منه» [١٢٤٦٧] ، ثم أسلم الجارود ، فحسن إسلامه ، وكان غير مغموص عليه ، وكان الجارود قد أدرك الردة ، فلما رجع قومه مع المعرور بن المنذر بن النعمان قام الجارود فشهد شهادة الحق ، ودعا إلى الإسلام ، وكان له من الولد : المنذر ، وحبيب ، وعتّاب ، وأمّهم أمامة بنت النعمان بن الحصان (١) من جذيمة ، وكان ولده أشرافا ؛ كان المنذر بن الجارود سيّدا جوادا ، ولّاه علي بن أبي طالب إصطخر ، فلم يأته أحد إلّا وصله ، ثم ولّاه عبيد الله بن زياد ثغر الهند ، فمات هناك سنة إحدى وستين ، أو أول سنة اثنتين وستين ، وهو يومئذ ابن ستين سنة.

وذكر غيرهما أن المنذر بن الجارود قتل في ولاية الحجّاج على العراق ، ولا أراه محفوظا.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم ، أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة ـ في كتابه ـ أنا محمّد بن عمران بن موسى ـ إجازة ـ نا ابن دريد ، أنا السكن بن سعيد ، عن محمّد ابن عباد ، عن ابن الكلبي قال :

ولّى (٢) عبيد الله بن زياد المنذر بن الجارود أبا الأشعث العبدي ثغر السند ، فلما خرج شيعه عبيد الله وتعلق لواءه بشيء فاندق ، فقال عبيد الله : إنّا لله ، لا يرجع والله المنذر إليكم أبدا ، فمات بقصدار (٣) من أرض الهند ، ولم تكن المنصورة أحدثت إذ ذاك ، إنّما أحدثها الحكم بن عوانة الكلبي ، فقال لأصحابه الشاميين : ما اسمها؟ قالوا : تدمر ، فقال : دمّر الله عليكم ، بل اسمها المنصورة ، فسمّيت بذلك ، فقال خليد عينين (٤) يرثيه (٥) :

يا عين أدرّي دمعة فاسعديني (٦)

وابكي ابن بشر سيّد الوافدين

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل و «ز» ، وفي م : «الحصاب» وفي د : «الحصنات».

(٢) تحرفت بالأصل وم ، ود ، و «ز» إلى : ولد.

(٣) ويقال لها قزدار بالضم ثم السكون ، من نواحي الهند ، بينها وبين بست ثمانون فرسخا (معجم البلدان).

(٤) رسمها بالأصل : «عسد» وفوقها ضبة ، وفي «ز» وم : «عسو» وفي د : «؟؟؟» والصواب ما أثبت ، وهو من عبد القيس من ولد عبد الله بن دارم بن مالك ، وكان ينزل أرضا بالبحرين فتعرف بعينين فنسب إليها. (الشعر والشعراء ص ٢٨٢).

(٥) الأبيات في التعازي والمراثي للمبرد ص ٨٢ ـ ٨٣.

(٦) صدره في التعازي والمراثي : بحريّ قومي فاندبي منذرا ، وبحرية هي ابنة المنذر وكانت تحت عبيد الله بن زياد.

٢٨٥

وابكي أبا الأشعث لمّا ثوى

رهبا (١) ولم يرجع مع القافلين

جاور قصدار فأضحى بها

يسفي عليه الريح ترب (٢) الدّرين

في جدث ثاو (٣) بمهجورة

تأبى (٤) عن الأقرب والزائرين

وأصبح المجد بها ثاويا

بين صفا (٥) صمّ وصخر رزين

قد ذهب (٦) الجود وأودى النّدى

وانقطع العرف (٧) عن السائلين

لله قصدار وأكنافها

أي فتى دنيا أجنّت ودين

بحريّ قومي فاند [بي منذرا](٨)

بصالح الفعل الذي تعلمين

أراد بحرية بنت المنذر :

بعقرة البيت إذا ما شتا

وحملة النقل على الغارمين

والفاصل الخطة في قومه

يوما إذا تحمر سود العيون

أقول لما حملوا نعشه

ما يعلم النعش ولا الحاملون

ما حملوا من حسب نامت (٩)

ويابل جزل وجد ولين (١٠)

٧٦٤٣ ـ المنذر بن حرملة ، ويقال : حرملة بن المنذر بن زبيد

تقدم في حرف الحاء.

٧٦٤٤ ـ المنذر بن حسّان بن المنذر بن ضرار الضّبّي

من وجوه أهل الكوفة.

وفد على معاوية ، وقد تقدم ذكر وفوده في ترجمة غيلان بن حرشة.

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي د : «رهنا» وفي التعازي : بالهند لم يقفل.

(٢) في التعازي : «وأكنافها» بدلا من «فأضحى بها» و «مور» بدلا من «ترب» والدارين مكان بالبحرين يجلب إليه المسك من الهند.

(٣) في التعازي : عاف.

(٤) في التعازي : ناء عن الزوار والعائدين.

(٥) الأصل وم ود : «صماصم» والمثبت عن التعازي.

(٦) التعازي : مات بها الجود.

(٧) التعازي : الخير.

(٨) بياض بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، والمستدرك لتقويم الوزن عن التعازي.

(٩) كذا رسمها بدون إعجامها بالأصل ود ، و «ز» ، وم.

(١٠) الأبيات الأربعة السابقة ليست في التعازي والمراثي.

٢٨٦

٧٦٤٥ ـ المنذر بن خالد أبو سلمة

له ذكر ، رثاه أبو يعقوب إسحاق بن حسّان الخريمي (١) الدمشقي.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ـ فيما أجازه لي ـ أنا أبا عبيد الله محمّد بن عمران أنبأهم أخبرني الصولي قال : قال أبو يعقوب الخريمي يرثي المنذر بن خالد :

من سابق الدهر نجد (٢) كبا

وغصة (٣) الدهر تخد الشبا

للموت قد يعدو متنه الفتى

وكل راع هالك ما رعا

يظل يرقيهم ويرقونه

والموت لا ينفع منه الرّقى

فكن من الدهر على رقبة

واسع مع الدهر إلى ما سعا

ما أقرب الرائح ممن عدا

واسبه الباقي بمن قد ثوى

خلّ عن الدنيا ولذاتها

واسلك إلى الله سبيل الهدى

كأن من أمسى على ظهرها

قد جاوز الأموات تحت الثرى

يا من رأى في عيشه ما رأى

كأن ما قد يحذره قد أتى

أليس في الموت وما بعده

موعظة تنفع أهل النهي

أصبر على الدهر وروعاته

أي امرئ في الدهر لا يبتلى

ويلي على المنذر ويلا أتى

بها جس حل ضمير الحشا

وقائل يا لك من هالك

طلق محيّاه جليد القوى

وقائل إذ راح أصحابه

أيّ فتى أهدوا لدار البلى

كان شهابا ساطعا نوره

أطفأه الدهر وعرشا حوى

٧٦٤٦ ـ المنذر بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى

ابن قصي بن كلاب أبو عثمان القرشي الأسدي (٤)

وأمّه أسماء بنت أبي بكر.

__________________

(١) الأصل ود ، و «ز» ، وم : الحريمي ، والصواب «الخريمي» تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق ، طبعة دار الفكر ٨ / ١٩٨ رقم ٦٣٦.

(٢) كذا.

(٣) في م : وعصمة.

(٤) ترجمته في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٤٤ و٢٤٥ وجمهرة ابن حزم ص ١٢٣ وطبقات ابن سعد ٥ / ١٨٢ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٣٨١.

٢٨٧

وفد على معاوية ، وغزا القسطنطينية مع يزيد بن معاوية.

ووفد أيضا على يزيد بن معاوية قبل الحرّة.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار قال (١) :

فولد الزّبير بن العوّام : عبد الله ، وبه كان يكنى ، والمنذر ، وعروة ، وعاصما (٢) ، لا بقية له ، والمهاجر لا بقية له ، وذكر غيرهم ، ثم قال : وأمّهم أسماء ابنة أبي بكر الصّدّيق ذات النطاقين.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن ، عن الحسن بن علي ، أنا محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم.

ح قال : وقرئ على أبي أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل ، نا الحارث بن أبي أسامة ، قالا : نا محمّد بن سعد قال (٣) في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة : المنذر بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي ، وأمّه أسماء بنت أبي بكر الصّدّيق.

[قال :](٤) أنا عبد الملك بن عمرو ، أبو عامر العقدي عن أفلح ، عن القاسم في حديث رواه أن المنذر بن الزّبير كان يكنى أبا عثمان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ ننا عبد العزيز الكتاني ، نا محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، نا الوليد ، حدّثني عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود محمّد بن عبد الرّحمن القرشي ، عن يعقوب ، عن عبد الله بن زمعة ، عن أبيه أنه كان ممن غزا القسطنطينية في ثلاثين رجلا من قومه ، قال : فأرسل إلينا حكيم بن حزام فأتيناه وفينا المنذر بن الزّبير ، وعبد الله بن وهب ، وهو كثير المال ، فقال له : إني (٥) جعلت مالا في سبيل الله ، وإنّي أردت أن أبدأ بكم لقرابتكم

__________________

(١) رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص ٢٣٦.

(٢) بالأصل ود ، و «ز» ، وم : وعاصم ، والمثبت عن نسب قريش.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ١٨٢.

(٤) زيادة عن ابن سعد.

(٥) بالأصل : «إن» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

٢٨٨

وحرمتكم ، فقال له المنذر ـ وهو كثير المال ـ ما أنت بالرجل يرد عليه عطاؤه ، فقال : بارك الله فيك ، والله ما علمت أنك لأحسن بني أبيك وجها ، أعطني يدك ، فأعطاه يده ، فأخذها فقبّلها ووضعها على وجهه ، وقال : إنه كما قلت ، فدعا بثلاثين صرّة ، في كلّ صرّة ثلاثمائة ، فدفع إلى كلّ رجل صرّة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار (١) قال : وأمّا المنذر ابن الزّبير فحدّثني مصعب بن عثمان أن المنذر بن الزّبير غاضب عبد الله بن الزبير فخرج إلى الكوفة ، ثم قدم على معاوية قبل وفاته ، فأجازه بألف ألف درهم ، وأقطعه موضع داره (٢) بالبصرة بالكلّاء (٣) التي يعرف بالزّبير ، وأقطعه موضع ماله بالبصرة الذي يعرف بمنذران فمات معاوية وهو عنده قبل أن يقبض جائزته ، وأوصى معاوية أن يدخل المنذر في قبره ، فكان آخر من نزل في قبر معاوية ، فلمّا أراد يزيد بن معاوية أن يدفع إلى المنذر الجائزة التي أمر له بها معاوية قيل له : ما تصنع ، تعطي المنذر هذا المال ، وأنت توقّع خلاف أخيه لك ، فتعينه به عليك ، فقال : أكره أن أردّ شيئا فعله أبي ، فقيل له : تعطه ثم تستسلفه منه ، فإنه لا يردّك عنه ، فدفعه إليه ثم استسلفه إياه فأسلفه (٤).

قال مصعب بن عثمان : فكان ولد المنذر يقبضون ذلك المال بعد من ولد يزيد بن معاوية ، فأدركت صكّا في كتب محمّد بن المنذر بمائتي (٥) ألف درهم بقية ذلك المال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري ، نا الأصمعي ، نا أبو عاصم النبيل قال :

كانت دار المنذر بن الزّبير التي في الكلّاء وسوق الطير ، وداره التي تعرف بالهرامرة (٦)

__________________

(١) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٨١.

(٢) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٣) الكلّاء بالفتح ثم التشديد : اسم محلة مشهورة وسوق بالبصرة (معجم البلدان).

(٤) بالأصل ود ، و «ز» ، وم : فأسلفوه ، والمثبت عن المختصر.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : «بمائتين» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٦) كذا رسمها بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، وفي المختصر : بالهراوة.

٢٨٩

لسمرة بن جندب ، فقال المنذر لمعاوية : والله يا أمير المؤمنين لقد خان سمرة ، فقال سمرة : يا أمير المؤمنين ما لي بالبصرة قيمة كذا وكذا ، قال المنذر : فأنا آخذ ماله بالبصرة بمائة ألف درهم ، فقال سمرة : قد قبلت ، قال المنذر : اغد على مالك فاقبضه ، فأعطاه مائة ألف درهم ، وصارت الدور للمنذر بن الزّبير.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس ، حدّثني أبي ، عن هشام بن عروة.

أن المنذر بن الزّبير قدم من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب مروية (٢) وقوهيّة (٣) رقاق عتاق بعد ما كف بصرها ، قال : فلمستها بيدها ثم قالت : أف ، ردّوا عليه كسوته ، قال : فشقّ ذلك عليه ، وقال : يا أمّه إنه يشفّ قالت : إنّها إن لم تشفّ فإنها تصف ، قال : فاشترى لها ثيابا مرويّة وقوهيّة فقبلتها ، وقالت : مثل هذا فاكسني.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد ، نا أبو مصعب ، نا مالك ، عن عبد الرّحمن بن القاسم ، عن أبيه عن عائشة.

أنها زوّجت حفصة ابنة عبد الرّحمن بن المنذر بن الزّبير ، وعبد الرّحمن غائب بالشام ، فلما قدم عبد الرّحمن قال : ومثلي يصنع به هذا ويفتأت عليه؟ فكلّمت عائشة المنذر بن الزّبير ، فقال المنذر : فإن ذلك بيد عبد الرّحمن ، فقال عبد الرّحمن : ما كنت أرد أمرا قضيتيه ، فقرت حفصة عند المنذر ، ولم يكن ذلك طلاقا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال : قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز ، نا أبو مسلم الكجي ، نا الأنصاري (٤) ، نا صالح بن رستم (٥) أبو عامر الخزّاز (٦) ، عن ابن أبي مليكة.

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٨ / ٢٥٢ في ترجمة أسماء بنت أبي بكر.

(٢) مروية : الثياب المنسوبة إلى مرو.

(٣) قوهية الثياب المنسوبة إلى قوهستان ، وهي ثياب بيض (راجع اللسان : قوه).

(٤) يعني محمد بن عبد الله الأنصاري ، راجع ترجمة صالح بن رستم في تهذيب الكمال.

(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٢٧ طبعة دار الفكر.

(٦) الأصل ود ، و «ز» ، وم : الخراز ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

٢٩٠

أن عائشة زوّجت بنت عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق المنذر بن الزّبير ، وعبد الرّحمن غائب ، فلمّا قدم بعثت إليه رسولها ، فحجبه ، ثم أتته فحجبها ، قال ابن أبي مليكة ، فأخبرتني عائشة (١) ، فقلت لها : فتريدين أن تلقينه (٢) ، قالت : وددت ، قال : قلت : إنه يأتي الآن فيطوف ، فإذا فرغ من طوافه أتى الحجر فصلّى فيه ، فكوني فيه ، حتى إذا أتى الحجر ليصلّي فيه فأخذت بثوبه قال : فقالت له : أي أخي ، قدمت (٣) ، فبعثت رسولي فحجبته ، وجئت إليك فحجبتني ، أرغبت عن ابن الزّبير؟ قال : إنّي لا أرغب عنه ، ولكنك قضيت عليّ بشيء لم تشاوريني فيه ، قالت : فما الذي تريد؟ قال : أريد أن يجعل أمرها بيدي ، قال : فبعثت إلى ابن الزّبير فأعلمته بذلك (٤) ، قال : قد جعلت أمرها بيده ، قال : فأخبرته بذلك ، قال : قد أجزت ما صنعته ، قال : فو الله ما أعدى ولا أجدى بشيء.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال (٥) : حفصة بنت عبد الرّحمن ابن أبي بكر الصّدّيق كانت عائشة زوّجتها المنذر بن الزّبير بن العوّام ، فولدت له عبد الرّحمن ، وإبراهيم ، وقريبة (٦) ، ثم خلف عليها بعد المنذر حسين بن علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر السّوسي ، أنا أبو الحسن الساجي ، نا الحسين بن الفهم ، نا ابن سعد ، أنا علي بن محمّد ـ يعني ـ المدائني عن سحيم ابن حفص الأنصاري ، عن عيسى بن أبي هارون المرّي قال :

تزوج الحسن بن علي حفصة ابنة عبد الرّحمن بن أبي بكر ، وكان المنذر بن الزّبير هويها ، فأبلغ الحسن عنها شيئا ، فطلّقها الحسن ، فخطبها المنذر ، فأبت أن تزوّجه ، وقالت : شهر بي ، فخطبها عاصم بن عمر بن الخطّاب ، فتزوّجها فرقّى إليه المنذر أيضا شيئا ، فطلّقها ، ثم خطبها المنذر ، فقيل له (٧) تزوّجيه فيعلم الناس أنه كان يعضهك (٨) ، فتزوجته ، فعلم الناس

__________________

(١) بالأصل ود ، و «ز» ، وم بعدها : قالت : فقلت.

(٢) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم : تلقينه ، بإثبات النون فيها ، والوجه بحذفها.

(٣) بالأصل : «أي أخي ، إني قدمت» والمثبت والضبط عن د ، و «ز» ، وم.

(٤) بالأصل وم و «ز» ذلك ، والمثبت عن د.

(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٨ / ٤٦٨ ـ ٤٦٩.

(٦) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، وفي «ز» : قرينة.

(٧) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم : فقيل له ، والأشبه حذف «له» أو أن تكتب : لها.

(٨) أعضه : جاء بالعضيهة ، والعضيهة : القالة القبيحة ، والإفك والنميمة والبهتان (راجع اللسان : عضه).

٢٩١

أنه كذب عليها ، فقال الحسن لعاصم بن عمر : انطلق بنا حتى نستأذن المنذر ، فندخل على حفصة فاستأذناه ، فشاور أخاه عبد الله بن الزّبير فقال : دعهما يدخلان عليها ، فدخلا ، فكانت إلى عاصم أكثر نظرا منها إلى الحسن ، وكانت إليه أبسط (١) في الحديث ، فقال الحسن [للمنذر](٢) خذ بيدها ، فأخذ بيدها ، وقام الحسن وعاصم فخرجا ، وكان الحسن يهواها ، وإنما طلّقها لما رقّى إليه المنذر ، فقال الحسن يوما لابن أبي عتيق ـ وهو عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر ، وحفصة عمّته ـ : هل لك في العقيق؟ قال : نعم ، فخرجا ، فمرّا على منزل حفصة ، فدخل إليها الحسن ، فتحدثا طويلا ، ثم خرج ، ثم قال أيضا بعد ذلك بأيام لابن أبي عتيق : هل لك في العقيق؟ قال : نعم ، فخرجا ، فمرّا بمنزل حفصة ، فدخل الحسن فتحدثا طويلا ، ثم خرج ، ثم قال الحسن مرة أخرى لابن أبي عتيق : هل لك في العقيق؟ فقال : يا بن أم ، ألا تقول هل لك في حفصة.

أخبرنا أبو الحسين ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ، قالوا : أنا أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير قال : وكتب يزيد بن معاوية للمنذر بن الزّبير ، إلى عبيد الله بن زياد بإنفاذ قطائعه ، فأنفذها له عبيد الله ، فأقطعه زيادة فيها ، وورد على يزيد بن معاوية خلاف عبد الله بن الزّبير له وإباؤه ببيعته ، فكتب إلي عبيد الله بن زياد : إن عبد الله بن الزّبير أبى البيعة ، وصار إلى الخلاف ، وقبلك أخوه المنذر ، فاستوثق منه ، وابعث به إليّ ، فورد كتابه بذلك على عبيد الله بن زياد ، فأخبر المنذر بما كتب إليه به يزيد ، وقال له : اختر مني إحدى خلّتين : إن شئت اشتملت عليك ، ثم كانت نفسي دون نفسك ، وإن شئت فاذهب حيث شئت ، وأنا أكتم الكتاب ثلاث ليال ، ثم أظهره وأطلبك ، فإن ظفرت بك بعثت بك إليه (٣) ، فاختار أن يكتم الكتاب عنه ثلاثا ، ففعل ، وخرج المنذر فأصبح بمكة صبح ثامنة من الليالي ، فقال بعض من يرجز معه (٤) :

فاستن قبل الصّبح ليلا مبكرا

حتى إذا الصّبح انجلى فأسفرا

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل وم و «ز» ، وإعجامها غير واضح في د ، وفي المختصر : أنشط.

(٢) اللفظة ممحوة بالأصل ، واستدركت عن د ، و «ز» ، وم.

(٣) كذا آل زياد بن أبيه يشكرون للمنذر بن الزبير ، أنه شهد على قول علي بن أبي طالب في زياد ، وأنه قال : سمعت أبا سفيان بن حرب يقول ، وقد ذكر خبرا ـ ليس بابن عبيد ، وأنا والله أبوه ما أقره في رحم أمه غيري. كما ورد في نسب قريش للمصعب ص ٢٤٤ و٢٤٥.

(٤) الرجزان الثالث والرابع في نسب قريش ص ٢٤٥.

٢٩٢

أصبحن صرعى بالكثيب حسّرا (١)

لو يتكلّمن شكون المنذرا

فسمع عبد الله بن الزّبير صوت المنذر على الصّفا ، وابن الزّبير في المسجد الحرام ، فقال : هذا أبو عثمان حاشته (٢) الحرب إليكم وقال :

جررت (٣) على راجي الهوادة منهم

وقد يلحق المولى العنود الجرائر

قال : ونا الزّبير قال : وحدّثني محمّد بن الضحاك الحزامي قال : كان المنذر بن الزّبير ، وعثمان بن عبد الله بن حكيم بن حرام يقاتلان أهل الشام بالنهار ويطعمانهم بالليل.

قال : ونا الزّبير قال : وحدّثني محمّد بن الضّحّاك قال : كان منذر بن الزّبير يقاتل مع أخيه عبد الله بن الزّبير جيش الحصين بن نمير في الحصار الأول ، ويرتجز ويقول (٤) :

يأبى الحواريّون إلّا وردا

من يقتل اليوم يزوّد حمدا

قال : وسمعت أنه قال :

يأبى بنو العوام إلّا وردا (٥)

قال : وجعل يقاتل يوم قتل ويقول :

لم يبق إلّا حسبي وديني

وصارمي تلتذّه يميني

وهو على أبي قبيس ، وابن الزّبير محتبي (٦) في المسجد الحرام ، ينظر إليه ؛ ويقول ابن الزّبير وهو لا يسمع رجز المنذر : هذا رجل يقاتل عن دينه وحسبه ، فقتل المنذر ، فما زاد عبد الله على أن قال : عطب أبو عثمان.

قال : ونا الزّبير ، قال : وحدّثني مصعب بن عثمان قال : قتل المنذر بن الزّبير وهو ابن أربعين سنة ، وبلغني أن رجلا من أهل الشام دعا المنذر إلى المبارزة ، وكان كلّ واحد منهما على بغلة ، فخرج إليه المنذر ، فضرب كلّ واحد منهما صاحبه ضربة خرّ صاحبه لها ميتا.

__________________

(١) روايته في نسب قريش : تركن بالرمل قياما حسّرا.

(٢) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم : جاشته الحرب ، والمثبت عن المختصر ، وفي نسب قريش : حاشته العرب.

(٣) بالأصل ود ، و «ز» ، وم : «وحردت على راج» وفي نسب قريش : «جنيت على باغي» والمثبت عن المختصر ، ونسبه بجواشيه محققه إلى سويد بن أبي كاهل.

(٤) الرجز في نسب قريش ص ٢٤٥.

(٥) روايته في نسب قريش : يأبى بنو العوام إلّا وردا.

(٦) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم : «محتبي» بإثبات الياء.

٢٩٣

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، أنا أبو عبد الله ، نا الزّبير ، أنشدني عبد الرّحمن بن يحيى الفروي لرجل من العرب أسماه فأنسيت اسمه في مقتل مصعب بن عبد الرّحمن ، والمنذر بن الزّبير وقتلا في حصار الحصين بن نمير :

إنّ الإمام ابن الزّبير فإن أبي (١)

فذروا الإمارة في بني الخطّاب

لستم لها أهلا ولستم مثله

في فضل سابقة وفصل خطاب

وغدا النعيّ بمصعب وبمنذر

وكهول صدق سادة وشباب

قتلوا غداة قعيقعان (٢) وحبّذا

قتلاهم قتل ومن أسلاب

أقسمت لو أنّي شهدت فراقهم

لاخترت صحبتهم على الأصحاب

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي (٣) علي ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد ، نا الزّبير قال : وحدّثني عبد الرّحمن ابن يحيى الفروي قال : قال رجل من العرب ، وأسماه لي فذهب عليّ اسمه ـ يرثي المنذر بن الزّبير ، ومصعب بن عبد الرّحمن بن عوف ، فذكر الأبيات الخمسة وزاد بيتا سادسا :

قتلوا حواريّ النبيّ وحرّقوا

بيتا بمكة طاهر الأبواب (٤)

وقالت بنت هبّار الأسود في قتل أخيها إسماعيل بن هبّار :

قل لأبي بكر السّاعي بذمّته

ومنذر مثل ليث الغابة الضاري

شدّا فدى لكما أمي وما ولدت

لا توصلنّي إلى المخزاة والعار

أبو بكر عبد الله بن الزّبير ، ومنذر بن الزّبير.

٧٦٤٧ ـ المنذر بن سليمان بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر (٥).

__________________

(١) الأصل : «فقد روى» والمثبت : «فإن أبى» عن د ، و «ز» ، وم.

(٢) قعيقعان بالضم ثم الفتح ، بلفظ التصغير ، اسم جبل بمكة ، (راجع معجم البلدان ٤ / ٣٧٩).

(٣) تحرفت بالأصل إلى : أبو.

(٤) في المختصر : «طاهر الأثواب» وفي م ، ود ، و «ز» كالأصل.

(٥) جمهرة ابن حزم ص ٩٣.

٢٩٤

٧٦٤٨ ـ المنذر بن العبّاس بن نجيح القرشي الدمشقي (١)

روى عن زيد بن يحيى بن عبيد ، وأبي مسهر.

روى عنه : أبو حاتم الرازي ، وزكريا بن يحيى السجزي.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللّبناني (٢) ، نا ابن أبي الدنيا ، أنا أبو حاتم قال : سمعت المنذر بن العبّاس الدمشقي يتمثّل :

إن المنايا يطلع

ن على أناس آمنينا

فتذرهم شتى وقد

كانوا جميعا وافرينا

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال (٣) : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٤) :

منذر بن العبّاس القرشي الدمشقي ، روى عن زيد بن يحيى بن عبيد ، وأبي مسهر ، روى عنه أبي.

٧٦٤٩ ـ المنذر بن عبد الملك بن مروان بن الحكم (٥) ، أمّه أم ولد ، له ذكر

تقدم ذكره في ترجمة أخيه الحجّاج بن عبد الملك ، ولا يعرف لمنذر عقب (٦).

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ أنا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٧) قال : فولد عبد الملك بن مروان (٨) مسلمة ، والمنذر ، وعنبسة ، ومحمّدا ، وسعيد الخير ، والحجّاج لأمهات أولاد.

__________________

(١) ترجمته في الجرح والتعديل ٨ / ٢٤٤.

(٢) تحرفت بالأصل ، وم ، و «ز» ، ود ، إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٣) بالأصل وم ، ود ، و «ز» : «قالا» والمثبت : «ح قال» عن سند مماثل.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٤٤.

(٥) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٦٥ وجمهرة ابن حزم ص ٨٩ وطبقات ابن سعد ٥ / ٢٢٤.

(٦) قاله ابن حزم في جمهرة النسب ص ٨٩.

(٧) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٢٢٣ و٢٢٤.

(٨) بالأصل : مروان بن مسلمة ، خطأ. والتصويب عن م ، و «ز» ، ود ، وابن سعد.

٢٩٥

٧٦٥٠ ـ منذر بن عبيد المدني (١)

روى عن القاسم بن محمّد ، وعمر بن عبد العزيز [ووفد](٢) عليه ، وعبد الرّحمن بن حسان بن ثابت.

روى عنه : عمرو بن الحارث ، وابن لهيعة المصريان ، وأبو معشر السندي ، وعمر بن محمّد ، وعبد الملك بن محمّد بن أبي بكر بن حزم ، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، وأسامة بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، قال : وأنبأني أبو عبد الله الحافظ ـ إجازة ـ أنا أبو الوليد ، نا أبو بكر محمّد بن خلف وكيع ، نا إسماعيل بن مجمع ، نا محمّد بن عمر الواقدي ، نا أسامة بن زيد ، عن المنذر بن عبيد ، عن عبد الرّحمن بن حسّان ابن ثابت ، عن أمّه سيرين قالت :

حضرت موت إبراهيم بن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكسفت الشمس يومئذ ، فقال : أيها الناس ، هذا لموت إبراهيم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الشمس لا تنكسف لموت أحد ولا لحياته» [١٢٤٦٨].

ومات يوم الثلاثاء لعشر خلون من ربيع الأول سنة عشر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمد الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ـ إجازة ـ نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عمر بن محمّد ، عن المنذر بن عبيد قال : كنت أرى عمر بن عبد العزيز بدابق إذا أتمّ الصلاة جمّع بالناس ، وإذا صلّى ركعتين لم يجمّع إلّا أن يمر على مدينة يجمّع فيها.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٤) : منذر بن عبيد المدني ، سمع القاسم بن محمّد ، روى عنه عمرو بن الحارث.

__________________

(١) ترجمته في الجرح والتعديل ٨ / ٢٤٣ والتاريخ الكبير ٧ / ٣٥٧ وتهذيب الكمال ١٨ / ٣٧٩ وتهذيب التهذيب ٥ / ٥٣٧.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن د ، و «ز» ، وم.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٣٥٤ في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٥٧.

٢٩٦

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (١) قال :

منذر بن عبيد المديني ، روى عن القاسم بن محمّد ، روى عنه عمرو بن الحارث ، وابن لهيعة ، وأبو معشر نجيح ، يقول : سمعت أبي يقول ذلك.

٧٦٥١ ـ المنذر بن أبي عمرو ، ويقال : ابن عمرو ،

أبو الزبير كاتب الوليد بن يزيد بن عبد الملك (٢)

حكى عن هشام بن عبد الملك.

حكى عنه جويرية بن أسماء الضبعي.

٧٦٥٢ ـ المنذر بن معاوية ـ أبي شاكر ـ [بن](٣) هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي

ولد في حياة جدّه هشام بن عبد الملك ، له ذكر (٤).

٧٦٥٣ ـ المنذر بن المغيرة الدمشقي

حكي أنه كان من أولاد الملوك ، فقعد به الدهر ، فقصد البرامكة بالعراق فأحسنوا إليه وأقطعوه ضيعتين ، وحمل إلى الرشيد لما شعر به أنه توجع لمصاب البرامكة ، له ذكر.

٧٦٥٤ ـ المنذر بن نافع أبو عبد الصّمد

مولى بني أمية ، وهو مولى أم عمرو (٥) بنت مروان.

حكى عن إدريس بن أبي إدريس الخولاني ، وخالد بن اللّجلاج ، وابن أبي نخيلة الزاهد.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٤٣.

(٢) سماه الجهشياري في الوزراء والكتاب ص ٦٨ عبد الأعلى بن أبي عمرو.

(٣) سقطت من الأصل ود ، و «ز» ، وم.

(٤) جمهرة ابن حزم ص ٩٤.

(٥) بالأصل ، وم ، و «ز» ، ود : أم عمر ، والمثبت عن نسب قريش ص ١٦٠.

٢٩٧

روى عنه : أبو مسهر ، ومحمّد بن شعيب ، والوليد بن مسهر.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن محمّد بن علي الفارسي قال : قرئ على أبي أحمد عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن الناصح بن شجاع ، حدّثكم أبو عبد الله الحسين بن سليمان النحوي البغدادي ، نا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي قال : وقال ابن المبارك : ونا الوليد بن مسلم ، عن المنذر بن نافع قال : سمعت خالد ابن اللجلاج يقول لغيلان : ويحك يا غيلان ، ألم أجدك في شبيبتك ترامي النساء في شهر رمضان بالتفاح ، ثم صرت حارثيا تحب امرأة وتزعم أنها أم المؤمنين؟ ثم تحوّلت في ذلك فصرت قدريا زنديقا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا علي بن محمّد بن طوق ، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنى (١) ، نا أحمد بن سليمان القاضي ، نا يزيد بن عبد الصّمد ، نا أبو مسهر ، نا المنذر بن نافع أبو عبد الصّمد قال : كنت أخرج مع إدريس بن أبي إدريس الخولاني (٢) ، فكنت أرى عليه تبّانا (٣) تحت الإزار.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الصّمد المنذر بن نافع.

أخبرنا أبو الفضل أيضا ـ قراءة عليه ـ عن أبي طاهر الخطيب ، أنا أبو القاسم بن الصوّاف ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر قال : أبو عبد الصّمد المنذر بن نافع.

أخبرنا أبو الفضل أيضا ـ قراءة عليه ـ عن أبي طاهر الخطيب ، أنا أبو القاسم القاسم بن الصّوّاف ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر قال : أبو عبد الصّمد المنذر بن نافع ، يروى عنه أبو مسهر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، نا

__________________

(١) رواه القاضي عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا ص ٨١ و٨٢.

(٢) زيد بعدها في تاريخ داريا : «يتوضأ» وقد استدركت بين معكوفتين ، وكتب محققه بالهامش : أنها زيادة من رواية ابن عساكر في تاريخه.

(٣) بالأصل ود ، و «ز» ، وم : «ثيابا» والمثبت عن تاريخ داريا.

٢٩٨

أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات : المنذر بن نافع مولى أم عمرو بنت مروان.

٧٦٥٥ ـ المنذر بن يعلى أبو يعلى الثوري الكوفي (١)

روى عن محمّد بن الحنفية ، والربيع بن خثيم (٢) ، وسعيد بن حبير (٣) ، وعاصم بن ضمرة ، والحسن بن محمّد بن الحنفية.

روى (٤) عنه : ابنه الربيع بن المنذر ، [و](٥) الأعمش ، وسعيد بن مسروق ، ومحمّد بن سوقة ، والحجّاج بن أرطأة ، وفطر بن خليفة ، وجامع بن أبي راشد ، وسالم بن أبي حفصة.

وقدم دمشق في صحبة محمّد بن الحنفية فيما وجدته بخط أبي الحسين الرازي بإسناد لا يحضرني الآن ، وكان قدومه على يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم.

ح وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن ، قالا : أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي ، أنا أبو العباس السراج ، نا قتيبة بن سعيد ، نا جرير.

ح قال : وأنا أبو العباس قال : ونا إسحاق ، أنا جرير ، عن الأعمش ، عن منذر الثوري أبي يعلى ، وهو منذر بن يعلى ، عن محمّد بن الحنفية عن علي قال : كنت رجلا مذّاء فكرهت أن أسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأمرت المقداد بن الأسود يسأله ، فقال : «فيه الوضوء».

ولم يذكر ابن نعيم حديث إسحاق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول في أهل الكوفة : منذر الثوري.

أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٣٨٣ وتهذيب التهذيب ٥ / ٥٣٩ والجرح والتعديل ٨ / ٢٤٢ والتاريخ الكبير ٧ / ٣٥٧.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : الخيثم.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : حبيب.

(٤) من قوله : والربيع ... إلى هنا سقط من م.

(٥) سقطت من الأصل.

٢٩٩

علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي وعمّي قالا : وأبو يعلى الثوري منذر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : منذر الثوري ، منذر بن يعلى ، ويكنى أبا يعلى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (١) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال (٢) : في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة : أبو يعلى منذر الثوري.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٣) قال : في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة : أبو يعلى منذر الثوري ، ثقة ، قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري (٤) قال : منذر بن يعلى أبو يعلى الثوري ، عن ربيع بن خثيم (٥) ، ومحمّد بن الحنفية ، روى عنه سعيد بن مسروق ، والأعمش ، نسبه (٦) وكيع.

أخبرنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ـ إذنا ـ قالا : أنا ابن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٧) :

منذر بن يعلى أبو يعلى الثوري ، روى عن ابن الحنفية ، وسعيد بن جبير ، والربيع بن

__________________

(١) تحرفت بالأصل ود ، و «ز» ، وم إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٢) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٦ / ١٨٦ وعن ابن سعد في الطبقات الكبرى ١٨ / ٣٨٤.

(٤) التاريخ الكبير ٧ / ٣٥٧.

(٥) بالأصل : خثين ، ثم شطبت ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم ، والبخاري.

(٦) بالأصل : نسب ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم ، والبخاري.

(٧) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٤٢.

٣٠٠