مراقد أهل البيت في القاهرة

محمّد زكي إبراهيم

مراقد أهل البيت في القاهرة

المؤلف:

محمّد زكي إبراهيم


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مطبوعات ورسائل العشيرة المحمّدية
المطبعة: دار نوبار للطباعة
الطبعة: ٦
الصفحات: ٢٤٠

فالمدار إذن في العذاب والنعيم والسجن والانطلاق على الإذن الإلهي وليس على القوانين البشرية ، عدلا وفضلا ، لا وجوبا عليه.

قال ابن القيم : الأحاديث والأخبار تدل على أن الزائر متى جاء علم به المزور ، وسمع كلامه ، وأنس به ورد عليه ، قال : وهذا عام في حق الشهداء وغيرهم وأنه لا توقيت في ذلك». انتهى.

نقول : والوجه أن التوقيت خاص بفئة ، والانطلاق التام خاص بفئة أخرى ، فلا تعارض حينئذ ، ثم إن القبور هي أمكنة التلاقي عرفا من حيث أنها على الأغلب خزانة الهيكل البشري بعد الموت ، وهي كذلك مستقر الاعتبار ؛ فإذا هي درست أو لم يكن للميت قبر ، أو قام هناك مانع من الزيارة ، أمكن الاتصال بالروح في كل زمان ومكان.

وذلك أن مذهب مالك وجماعة من المحققين أن الأرواح (أي المطلقة) تسرح حيث شاءت ، أمّا غيرها فقد أثبت العلم الحديث وأيده العارفون بالله أن الأرواح جميعا تحس حركة الفكر في الإنسان إذا توجه لها بقلبه كما لو ناداها بلسانه سواء بسواء ، بلا قيد بالمكان ولا بالزمان ولا بالحركة ، وتلك من أخص مميزاته.

وهذا هو أبو العبّاس المرسي رضي‌الله‌عنه يقول : «لو غاب عني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المؤمنين».

وأولئك هم أئمتنا الصوفية ، لا يعتبرون الرجل عندهم في ديوان الرجال إلا إذا بلغ مرتبة الصلة بالنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كل أمر يهمه من شأن دينه أو دنياه.

٢٢١

وثبت يقينا أن أصحاب المقامات منهم قد استفتوا الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما اختلفوا فيه من مراتب الحديث ، وصحّحوا عليه ما اختلط عليهم من مبهمات الأحكام.

وهذا غير حكم المحترفين والكذابين وأدعياء التصوف ؛ فليس يفرق بين الحي والميت إلا المطرود المحجوب ، وإلا أحياء الأجسام أموات القلوب ، وقد تحرر من قبل أنه لا وجه لقصر هذا الحكم على الأنبياء والشهداء ، ولا على نوع بذاته من الأموات ، بل هو عام في كل من رضي‌الله‌عنه بما هو أهله.

١٥) وظيفة الجسم والروح :

أمّا نحو قوله تعالى : (فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ)(١) ، فقد تعين أن يكون مراده خصوص هذه الجثث والرمم والهياكل المحبوسة في القبور ، ولا علاقة له بعالم الروح وأسراره التي قدمنا بعضها لمن هم أهل للتسامي والترفع والرّوحانية.

وقد كررنا أن الأجساد بحقيقتها الجمادية لا تسمع ، مستقلة بذاتها عن أرواحها قط ، والمعنى أنّ هؤلاء الطغاة لا يهتدون من عمايتهم إلا بإذن الله

__________________

(١) سئل السيوطي رحمه‌الله ، عن هاتين الآيتين ، مع أحاديث إثبات سماع الموتى في القبور ، كيف الجمع بينهما؟ ؛ فأجاب نظما رحمه‌الله :

سماع موتى كلام الخلق معتقد

جاءت به عندنا الآثار في الكتب

وآية النفي معناها سماع هدى

لا يقبلون ولا يصغون للأدب

فالنفي جاء على معنى المجاز فخذ

واجمع به بين ذا مع هذه تصب

٢٢٢

كما لا تسمع جثث المقبورين كلام النّاس إلا إذا أشرقت عليها أنوار الأرواح ، وعلى هذا يقاس الحكم في كل آية على هذا المعنى.

أمّا الروح نفسها فإنّها استقلالا بذاتها وبمقتضى خلقها وتكوينها تسمع وترى وتحس وتدرك بطريقة ذاتية غير إرادية ، وهي كذلك تعمل ما شاء الله لا ما شاءت ، وليس يفقدها ذلك أنها نقلت من دار إلى دار ؛ بل هي هناك أقوى وأقدر ، وأنفذ وأمهر ، لانقطاعها عن العلائق المادية ، وتخففها من أثقال التكاليف والقبور والحجب البشرية ، وذلك في إشارة قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الدنيا سجن المؤمن» (١) ، وقوله تعالى عن الكفار : (يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) ، وكان يأسهم من إخوانهم باعتقادهم أن الموت عدم محض ، ونستغفر الله.

١٦) خاتمة :

أمّا بعد :

إنّ هذه الأدلة والآثار ، وإن اختلفت رتبها فإنه يشد بعضها بعضا ويعضده ، ويؤيده ويؤكده ، ويشرح مبهمه ويفصل إجماله ، وينصرف إليه حتّى لا توجد بعدئذ لمعترض أو منكر ثغرة ، يغالط النّاس في ذلك منها على الإطلاق ، وهي متفقة على صحة القدر المشترك بينها. وهو أن للموتى حياة برزخية جامعة ذات علم وعمل وسمو وتصرف وصلة لم

__________________

(١) رواه أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة ، والطبراني والحاكم عن سلمان الفارسي ، والبزار عن ابن عمر ، وغيرهم.

٢٢٣

تنقطع بشئون الدنيا على النظام الذي قضاه الله وقدره ، وعلى حد ما جاء في الأثر : «هذا قضاء الله يدفع قضاء الله ، وهذا قدر الله يعالج قدر الله» شأن الدعاء والقضاء والمرض والدواء ، ونستغفر الله ونتوب إليه.

* وصلي الله على سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم *

وكتبه ابتغاء رضوان الله ونفع المسلمين ، والتحقيق التاريخى الملزم

المفتقر إليه تعالى وحده

محمد زكي الدين بن إبراهيم الخليل بن عليّ الشّاذلي

رائد العشيرة المحمدية ، وشيخ الطريقة الشاذلية المحمدية

رحمه‌الله تعالى رحمة واسعة

٢٢٤

تعريف موجز بفضيلة الإمام الرائد

محمد زكي إبراهيم

صادر عن أمانة الدعوة

٢٢٥

تعريف موجز بفضيلة الإمام الرائد

محمد زكى إبراهيم رضى الله عنه

رائد العشيرة ، وشيخ الطريقة المحمدية ، وصاحب مجلة المسلم

ومؤسس «الصحوة الصوفية المعاصرة»

صادر عن أمانة الدعوة

ب (العشيرة والطريقة) المحمدية

بعد المراجعة والتكملة

(١)

هو : العالم ، الموسوعى ، الداعية ، القطب ، المجاهد ، الكاتب ، الخطيب ، الشاعر ، المحاضر ، المعتصم بالله «السيد محمد زكى إبراهيم» وكنيته : «أبو البركات» ، ولقبه : «زكى الدين» ، وقد ولد ببيت الأسرة ببولاق بمصر ، ووالده القطب الشريف الحسينى «السيد إبراهيم الخليل بن على الشاذلى» ، ووالدته الشريفة الحسنية «السيدة الزهراء فاطمة النبوية» بنت القطب الأكبر الشيخ «محمود أبو عليان الشاذلى» ، وله ولدان وبنت ، وكلهم متزوج وله أولاد وبنات.

وهو خريج الأزهر ويجيد عدة لغات ، وكان مفتشا للتعليم بوزارة التربية والتعليم ، ثم أستاذا بالدراسات العليا والمعهد العالى لتدريب الأئمة والوعاظ بالأوقاف ، ثم عميدا لمعهد «إعداد الدعاة» قبل أن تضمه إليها وزارة الأوقاف بعد أن أنشأته العشيرة ، وتخرج فيه كثير من أشرف الدعاة بأطراف العالم الإسلامى.

٢٢٦

وترجم ل «إقبال» عن الفارسية ، وللشاعر الألمانى «هاينى رش هاينى» ، ولغيره من شعراء أوربا وفارس ، وقد نشر أكثر ذلك بمجلة «أبولو» التى كان يشارك فى الإشراف عليها أمير الشعراء «أحمد شوقى» وفى غيرها من المجلات الأدبية الكبرى السابقة ، كمجلة «النهضة الفكرية» ومجلتى الفجر والإخوان وغير ذلك.

(٢)

وهو رائد العشيره المحمدية ، ومؤسسها ، ومؤسس مجلة المسلم «المجلة الصوفية الأولى فى العالم الإسلامى» ، ومؤسس معهد إعداد الدعاة «أول معهد شعبى صوفى من نوعه» ، ومؤسس الطريقة المحمدية الشاذلية ، ومجدد مسجد ومشهد المشايخ بقايتباى ، ومراقد مسجد أهل الله ببرقوق ، ومجدد ساحات أبى عليان بالصعيد ، ومؤسس المجمع المحمدى بمنشية ناصر والضويقة «الدويقة» ، والحرفيين ، والساحة المحمدية بحميثرة ، ثم كان عضوا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، واللجنة الدينية العليا بمحافظة القاهرة ، والمؤتمر العالمى للسيرة والسنة ، ومؤتمر التبليغ والدعوة العالمى ، وبعض المجامع العلمية بالبلاد العربية والإسلامية وله مكتبته النادرة ، العامرة بأمهات الكتب القيمة والنادرة ، القديمة والحديثة ، مطبوعة ومخطوطة ، وكان له الفضل فى تجديد مسجد (آل ملك) والحاقة بمسجد العدوى بساحة الإمام الحسين رضي‌الله‌عنه.

٢٢٧

(٣)

وقد أهداه الرئيس جمال عبد الناصر «وشاح الرواد الأوائل ونوط التكريم» وأهداه الرئيس السادات «نوط الامتياز الذهبى» من الطبقة الأولى ، وأهداه الرئيس حسنى مبارك «وسام العلوم والفنون» المخصص لكبار العلماء والأدباء ، ثم أهداه «نوط الامتياز الذهبى» من الطبقة الأولى أيضا ، وأهداه الرئيس اليمنى عبد الله السلال «وشاح اليمن والخنجر».

وأهدته محافظة القاهرة ، ووزارة الشئون الاجتماعية ، وبعض المؤسسات الكبرى ، عددا كثيرا من شهادات التقدير والأوسمة ، ذات القيمة المعنوية ، كما كان مؤسسا ل (مؤتمر الهيئات والجمعيات الدينية للعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية) ، باشتراك أخيه فى الله «شيخ الأزهر» الدكتور عبد الحليم محمود ، والأستاذ الشيخ حسنين مخلوف عميد الإفتاء ، وعضوية جمهرة رؤساء وعلماء وممثلى الجماعات الإسلامية الرسمية والشعبية بمصر ، الذى انعقد في الثمانينيات لثلاثة أيام ، وهو أول مؤتمر من نوعه تشترك فيه الهيئات الحكومية ، والجمعيات الإسلامية.

كما أسس (المؤتمر الصوفى العالمى) ، و (مؤتمر المرأة المسلمة) الذى عقد فى أوائل الخمسينيات واشتركت فيه الجماعات الإسلامية ، وكان له صداه فى العالم كله ، وكان من أقدم مؤسسى جمعية الإخوان المسلمين ، ثم تركها مع الدكتور المرحوم إبراهيم حسن وطائفة من خيرة الرجال.

٢٢٨

(٤)

كما كان أمينا ورائدا دينيا ل (جماعات الشبان المسلمين العالمية) ، و (المؤتمر القرآنى) برئاسة نائب رئيس الجمهورية السيد حسين الشافعى وعضوا باللجنة ، و (الهيئة العليا للدعوة بالأزهر) برئاسة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود ، وكان خبيرا باللجنتين التاريخيتين لإصلاح التصوف برئاسة السيد وزير الداخلية ، ثم برئاسة الشيخ الباقورى وزير الأوقاف وقتئذ «رحمه‌الله» ، وعلى مجهود هاتين اللجنتين صدرت اللائحة الصوفية الحالية ، وقد كان له عليها عدة مآخذ لو لا أنها كانت الخطوة الأولى فى سبيل إصلاح التصوف بمصر ، وتعتبر نواة لما بعدها.

كما كان عضوا إداريا عاملا فى أكثر من جماعة وهيئة ولجنة إسلامية ، واجتماعية ، وثقافية ، عامة وخاصة ، رسمية وشعبية ، بمصر والخارج ، منها : «جماعة أبولو» للشعراء بدعوة المرحوم أحمد شوقى أمير الشعراء.

كما اشتغل فترة بالصحافة والنشاط النقابى للمعلمين ، كل هذا رغم امتحانه الدائم بالأمراض الشديدة ، والمواجع المستمرة ، وبرغم ما ييذل بكل السخاء ، وبالغ الجود ، من ماله الخاص فى سبيل الدعوة والإسلام بلا من ولا أذى ولا إعلان ولا إشارة.

وله مشاركته الكبرى فى تجديد المسجد الحالى لمولانا الإمام أبى الحسن الشاذلى بحميثرة ، وتطهير مولده السنوى تمهيدا لما هو أفضل إن شاء الله.

٢٢٩

(٥)

وقد شارك في الإعداد لحرب عام ١٩٧٣ م هو وتلاميذه ، وكبار أعضاء العشيرة والطريقة بأعمال التعبئة والتوعية والإعداد ، حتى كان يبيت الليالى ذوات العدد مع جنود الجبهة على البحر الأحمر مع أخيه فى الله زعيم السويس الشعبى الصوفى الشيخ حافظ سلامة ، وزميله فضيلة الشيخ محمد الغزالى ، وخاصة العلماء ، وكم تعرض ومن معه للأخطار الداهمة ، وواجه الأسر والقتل بين بورسعيد والإسماعيلية والسويس أمام الهجمات اليهودية ، وذلك وراثة عن جده الإمام الحسين بن الإمام علىّ ، فى حروب شمال إفريقيا وأواسط آسيا ، وعن شيخه أبى الحسن الشاذلى فى موقعة المنصورة أمام الصليبيين وغيره من الصوفية السابقين الجامعين بين واجب الدنيا والدين.

ولا بد أن نشير هنا إلى فرع العشيرة والطريقة بالسويس الذى قام بالبطولات الفدائية ، وبالمشاركة الإيجابية الدائمة فى الكفاح ضد اليهود منذ حرب ١٩٤٨ حتى جاء نصر الله تحت إشراف الأخ الشيخ المهدى عبد الوهاب عميد العشيرة بالسويس ومؤسس مسجد أهل الذكر بالأربعين.

ولشيخنا عشرات من مؤلفاته النادرة الكثيرة الدقيقة فى التصوف الإسلامى ، والدفاع العلمى عنه ، وبيان أصيله من دخيله ، ثم مؤلفاته فى بقية العلوم الإسلامية ، والآداب ، والشعر ، والاجتماع ، والمعارف العامة.

٢٣٠

وله نشاطه الدينى بالإذاعة والتليفزيون ، والجرائد والمجلات بمصر وغيرها ، وله خطبه ومحاضراته ، ودروسه ، وفتاويه ، المخطوطة والمسجلة على الكاسيت ، وغيره بالمساجد ، والنوادى ، والأحفال ، وغيرها ، «ولا تزال» ، خصوصا دروسه المشهودة بمسجد مشايخنا بقايتباى فى ليالى الخميس وبعد صلاة الجمعة ، والمواسم الإسلامية التى يحتفل بها المحمديون من خيرة الرجال وشريفات النساء.

وهو يكافح التطرف والتشدد ، بقدر ما يكافح التخريف والتحريف ، والتظاهر والرياء والضعف ، داعيا إلى الوسطية والسماحة ، والحب والسلام ، والعلم والعلاقة بالله ، والتقريب بين طوائف المسلمين على أساس الربانية القرآنية مكافحا الجمود والجحود ، والتخلف والتعصب ، والتطرف والإرهاب ، والتخريب والعمالة ومتخذا المبدأ الصوفى الشرعى طريقة للخدمة الإسلامية الجامعة.

(٦)

وله دعوته العلمية الثائرة القوية العملية إلى «الصحوة الصوفية الناهضة» ، وإلى تحرير التصوف وتطهيره وإدماجه فى الحياة الجادة ، على طريق الكتاب والسنة قولا وعملا ، ثم دعوته إلى «الجامعة الصوفية العالمية» كنواة للتجمع الإسلامى ، بداية من الاتحاد العام للجمعيات الإسلامية ، ودعوته إلى إنشاء «دائرة المعارف الصوفية التاريخية» ، و (بيت الصوفية الجامع) للمكتبة ، والمستشفى ، والفندق ، وقاعة الاحتفالات ، و (معهد الدراسات الصوفية) ، و (المركز العلمى

٢٣١

الصوفى) ، والمطبعة والمجلة ، والجريدة ، وكافة المنافع ، و «المؤتمر الصوفى العالمى السنوى» الذى عقد فى دورته الأولى فى الأربعينيات لثلاثة أيام ، بمصر «وقد تبنت الجماهيرية الليبية عقد دورته عام ١٩٩٦ م».

ومع كل هذا لم يقبل مشيخة الطرق الصوفية ، ولا عضوية مجلسها الأعلى إيثارا لحريته فى دعوة الإصلاح الصوفى ، والمذهبى ، وغيره ، ووقوفا مع رأيه الخاص فى كل ذلك وقوة الحركة والتجديد على الأساس الشرعى ولروحى الصحيح ، ولكل هذا تتلمذ عليه كبار الصفوة من كبار رجال العلم والأدب والإدارة ، وطلاب الحقيقة والدار الآخرة.

(٧)

وكل ذلك كان بالتعاون الكامل ، مع شقيقه ونائبه وأمين سره ورفيق جهاده العارف بالله السيد محمد وهبى إبراهيم «رحمه‌الله تعالى رحمة واسعة» حامل نوط الامتياز الذهبى ، ومسئول إدارة العشيرة والطريقة بجميع الأنشطة ، والمؤسسات المحمدية بالمدن والأقاليم ، وبمشاركة العارف بالله السيد أبى التقى أحمد خليل رضي‌الله‌عنه وتقبل الله منهم جميعا ، ورحم الله أخانا السيد أبا التقى ، ورفع درجته عنده بما قدم لدعوة العشيرة والطريقة من جهد وعمل دائم حتى لقى الله رب العالمين ، ونستغفر الله ونتوب إليه.

(٨)

هذا ، وقد قطع شيخنا مدارج السلوك الصوفى على يد والده ، وأتمّ مسيرة «الأسماء السبعة» ، ثم «الثلاث عشرة» ، ثم «التسعة

٢٣٢

والتسعين» ، حتى انتهى إلى «الاسم المفرد والأعظم» ، ودخل الخلوة الصغرى والكبرى مرات ، ومارس العلوم الفلكية والروحية ، ونقّحها ، وأجرى الله على يديه الكرامات ، وتتلمذ عليه كبار القوم ، والسادة من الشباب ، والعلماء ، والأدباء ، وقد أسلم على يديه عدد من القساوسة ، والشمامسة ، وغيرهم ، وزارته الوفود «ولا تزال» والشخصيات الكبرى من أطراف الوطن الإسلامى طلبا للسلوك الصحيح والإجازة بمروياته فى الحديث الشريف عن أشياخه ؛ فهو علم الصوفية ، وعالم الحديث ، ومفتيهم ، وقطب وقته ، ومجدد عصره ، وحامى حمى التصوف الإسلامى الحق والنهضة الروحية الرفيعة فى نواحى الحياة لا محالة ، وقد لاقى فى سبيل دعوته ما لا يوصف من أنواع الأذى البالغ ماديا وأدبيا فى شخصه وعمله ووظيفته وخصوصياته وعمومياته ، وهو سعيد مستمر صامد حتى يلقى الله مجاهدا راضيا مرضيا إن شاء الله ، شأن آبائه وأجداده فى خدمة الدين والوطن.

وقد ألزمته الأمراض الاعتكاف عدة سنين ، ولكنه لم يفتر قط عن كافة أنشطة الدعوة بكل مشاقها ، وتضحياتها الكبرى ، وبكل ما بقى له من جهد وطاقة فى الله مع مرضه الدائم الطويل منذ سنين ، وكما عانى من أعداد الصوفية بما لم يخطر على بال ، كذلك عانى من أدعياء التصوف ، الرسميين الذين حكموا بفصله من الصوفية لأول مرة فى التاريخ ، حتى رفع الأمر إلى مجلس الدولة ؛ فحكم له لأول مرة فى التاريخ الصوفى الرسمى أشرف حكم وأصدقه ، بالإضافة إلى ما ينظره القضاء العادى فيما بينه وبين المتمسلفة سواء منهم الحمقى والمأجورين ، حتى تدخل فيه فضيلة

٢٣٣

الإمام شيخ الأزهر الشريف ، فضيلة الشيخ جاد الحق ، ورئيس لجنة الفتوى فضيلة الشيخ عطية صقر ، وطائفة من المسئولين وبعض كبار الرجال (وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً) ، وكذلك حكم له بفضل الله.

وقد تلقى شيخنا الطريقة الناصرية الشاذلية عن والده ، وتأكيدا لنسب الطريقة تلقى شيخنا الطريقة الناصرية الشاذلية الشريفة عن الزعيم المغربى الكبير السيد اليمنى الناصرى وأخيه السيد المكى الناصرى ، أيام إقامتهما بمصر فى بداية الثورة المغربية ، كما تلقّاها عن السيد الأمير عبد الكريم الخطابى مدة إقامته بمصر أيضا «رحم الله الجميع» ، ولا تزال الصلة قائمة والحمد لله مع السيد محمد المختار الناصرى سفير المغرب بالمؤتمر الإسلامى والسيد محمد الفاتح الناصرى مندوب المغرب بالجامعة العربية ، رضي الله عن الجميع. (وهنا ننصح بمراجعة أنساب الطريقة برسالة (البداية) ، ففيها بحمد الله الكفاية).

نفعنا الله ونفع الإسلام والتصوف بشيخنا وبعلومه ، وربانيته ، ووفقنا إلى الاقتداء به ، والثبات على طريقته ، وخدمة دعوته ، بفضله تعالى ونعمته ، ونستغفر الله ونتوب إليه ، والحمد لله رب العالمين.

صدر عن

(أمانة الدعوة بالعشيرة والطريقة المحمدية)

بمسجد المشايخ ، بقايتباى ، بالقاهرة

فى أوائل ذى الحجة ، عام ألف وأربعمائة وسبعة عشر من

الهجرة النبوية ، بعد المراجعة والتكملة الضرورية

٢٣٤

الفهرست

م

الموضوع

الصفحة

 ـ مقدمة الطبعة الأولى............................................................ ٥

ـ مقدمة الطبعات بعد الأولى....................................................... ٦

الباب الأول : مقدمة الطبعة الخامسة

وثبوت حديث الثقلين سندا ومتنا

مع ذكر بعض حقوق أهل البيت الأشرف........................................... ٩

١ ـ فى الرحاب الطاهرة : من هم أهل البيت....................................... ٢٥

٢ ـ من هم أهل العباءة والرداء.................................................... ٢٦

٣ ـ آية انما يريد الله............................................................. ٢٧

٤ ـ آية المودة فى القربى.......................................................... ٢٧

٥ ـ وجوب حب أهل البيت..................................................... ٢٨

٦ ـ تحريم بغض أهل البيت....................................................... ٢٩

الباب الثانى : أقطاب أهل البيت الأشراف

١ ـ تعريف بأبى الحسن الإمام على................................................ ٣١

٢ ـ تعريف بأم الحسنين فاطمة الزهراء............................................. ٣٣

٣ ـ تعريف بالإمام الحسن........................................................ ٣٥

٤ ـ تعريف بالإمام الحسين....................................................... ٣٦

الباب الثالث : رأس الإمام الحسين بمشهده بالقاهرة تحقيقا

١ ـ رأى المؤرخين وكتاب السيرة................................................... ٤١

٢ ـ شهادة الدكتور / الحسينى هاشم............................................... ٤٢

٣ ـ الرأى الرسمى لمصلحة الآثار................................................... ٤٣

٤ ـ دليلان آخران.............................................................. ٤٥

٥ ـ شهود عدول مع وجود الرأس الشريف بالقاهرة.................................. ٤٦

٦ ـ تحقيق علمى حاسم للدكتورة سعاد ماهر....................................... ٤٨

٧ ـ معالم ومعلومات............................................................. ٥٣

ـ الرأس والمشهد والقبة........................................................... ٥٣

ـ وصف القبة المباركة............................................................ ٥٤

٢٣٥

ـ القبة فى عصرها الحديث........................................................ ٥٥

ـ أضرحة القبة الشريفة........................................................... ٥٥

ـ البناء الحالى للمسجد........................................................... ٥٧

ـ قاعة المخلفات النبوية.......................................................... ٥٧

ـ واجهة المسجد وجهود العشيرة................................................... ٥٨

ـ وصف القبة الحسينية بعد التجديد............................................... ٦٠

الباب الرابع : أشهر الزينبات الشريفات

ـ زينب الكبرى................................................................. ٦٥

ـ ولادتها وزواجها وأولادها........................................................ ٦٥

ـ إذنها لزوجها بالزواج من أخرى................................................... ٦٦

ـ مشاركتها للأحداث الكبرى..................................................... ٦٧

ـ رحلتها من المدينة إلى مصر ووفاتها............................................... ٦٨

ـ السيدة زينب والشيخ بخيت المفتى................................................ ٦٩

ـ رفات جثمان السيدة زينب مدفون فى مرقدها المعروف تحقيقا........................ ٧٠

ـ نصوص أدلة الأستاذ حسن قاسم............................................... ٧١

ـ من أشعار السيدة زينب........................................................ ٧٧

ـ مشهدها الطاهر بالقاهرة....................................................... ٧٨

ـ تجديدات الحرم الزينبى.......................................................... ٧٨

ـ الشيخ العتريس................................................................ ٧٩

ـ الشيخ العيدروس.............................................................. ٨٠

ـ مشايخ مسجد السيدة......................................................... ٨٠

الزينبات العلويات الثلاث

ـ زينب الكبرى أيضا............................................................ ٨٢

ـ زينب الوسطى................................................................ ٨٢

ـ زينب الصغرى................................................................ ٨٣

ـ زينبات أخريات مباركات........................................................ ٨٣

ـ ألقاب وكنى................................................................... ٨٦

ـ دولة الأرواح.................................................................. ٨٧

٢٣٦

١ ـ الباب الخامس : النفيستان المباركتان

ـ السيدة نفيسة الصغرى......................................................... ٨٩

ـ ولادتها وزواجها وأولادها........................................................ ٩٠

ـ نزولها إلى مصر ومنازلها فيها..................................................... ٩١

ـ بعض مآثرها.................................................................. ٩٢

ـ نفيسة والشافعى............................................................... ٩٢

ـ وفاتها ودفنها.................................................................. ٩٣

ـ بعض أحبائها................................................................. ٩٣

ـ تاريخ مشهدها................................................................ ٩٤

ـ أبوها وإخوتها وأبناؤها.......................................................... ٩٥

٢ ـ من شعر السيدة نفيسة...................................................... ٩٦

السيدة نفيسة الكبرى........................................................... ٩٧

١ ـ الباب السادس : السكينات الكريمات

ـ سكينة الكبرى بنت الإمام الحسين............................................... ٩٩

ـ سبب دخولها مصر............................................................ ٩٩

ـ من دخل مصر بعد سكينة.................................................... ١٠١

ـ دعاوى أهل الباطل.......................................................... ١٠١

٢ ـ من فى الضريح ومن حوله................................................... ١٠٢

ـ سكينة الصغرى وسمياتها....................................................... ١٠٣

ـ أسباب اللبس فى الأسماء...................................................... ١٠٤

الباب السابع : مشاهد الرقيات

ـ مشهد رقية بنت على الرضا بالقاهرة............................................ ١٠٥

ـ ضيوف بقيع مصر (مشهد رقية)............................................... ١٠٦

ـ قبر رقية أخت الحسين ورقية بنت الرسول وأرض البقيع............................ ١٠٧

الباب الثامن : الفاطمات الطاهرات........................................... ١٠٩

١ ـ السيدة فاطمة بنت مولانا الحسين........................................... ١٠٩

ـ كنيتها وزواجها وابناؤها........................................................ ١٠٩

ـ روايتها للحديث............................................................. ١١١

ـ وفاتها وقبرها................................................................. ١١١

٢٣٧

٢ ـ استدراك حول الفاطمات................................................... ١١٢

٣ ـ فاطمات القاهرة........................................................... ١١٣

الباب التاسع : الآمنتان والقارئتان وعائشة

١ ـ الآمنتان.................................................................. ١١٥

٢ ـ القارئتان.................................................................. ١١٦

٣ ـ الرءوس الثلاثة المباركة...................................................... ١١٦

٤ ـ رأس محمد بن أبى بكر..................................................... ١١٩

٥ ـ مرقد السيدة عائشة بنت جعفر بالقاهرة...................................... ١١٩

الباب العاشر : جمع من الأشراف

١ ـ السيد حسن الأنور........................................................ ١٢١

ـ الزيود الثلاثة................................................................ ١٢٢

ـ السيد محمد الأنور........................................................... ١٢٢

٢ ـ الشريفان : يحيى الشبيه ويحيى المتوج.......................................... ١٢٣

٣ ـ الشريفان الصوفيان : محمود أبو عليان وإبراهيم الخليل.......................... ١٢٤

٤ ـ شارع الأكابر............................................................. ١٢٥

٥ ـ الشريف معاذ بن داود الحسينى.............................................. ١٢٧

٦ ـ الشريف سعد الله بن الكامل................................................ ١٢٨

٧ ـ الشريفتان : أم كلثوم وصفية................................................ ١٢٩

٨ ـ السلطان الحسين أبو العلاء................................................. ١٣٠

٩ ـ محمد بن الحسين (ساعى البحر)............................................ ١٣٢

١٠ ـ بدر الدين الحسينى....................................................... ١٣٣

١١ ـ محمد بن هاشم.......................................................... ١٣٣

١٢ ـ الأشراف : بنى تميم والجعفرى.............................................. ١٣٤

١٣ ـ أشراف منسيون......................................................... ١٣٥

١٤ ـ مخزن رفات الأولياء بالقاهرة............................................... ١٣٦

الباب الحادى عشر : أحفاد طباطبا والسادات الوفائية

١ ـ مشهد أولاد وأحفاد طباطبا................................................. ١٣٩

٢ ـ السادات الوفائية.......................................................... ١٤٧

٢٣٨

الباب الثانى عشر : ذرية الإمام جعفر الصادق

ـ السيدة عائشة............................................................... ١٦٠

ـ الشريف المعصوم............................................................. ١٦٠

ـ السيدة آمنة بنت موسى الكاظم............................................... ١٦٠

ـ القاسم الطيب............................................................... ١٦٠

ـ يحيى الشبيه بالنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم............................................ ١٦١

ـ عبد الله بن القاسم الطيب.................................................... ١٦١

ـ الحسن والمحسن.............................................................. ١٦٢

ـ كلثم العربية................................................................. ١٦٢

ـ محمد بن القاسم الطيب...................................................... ١٦٢

ـ على بن عبد الله بن القاسم................................................... ١٦٢

ـ فاطمة بنت على الرضا....................................................... ١٦٣

ـ الشريف هاشم بن الحسين.................................................... ١٦٣

ـ رجل من ذرية جعفر الصادق.................................................. ١٦٣

ـ زينب الكلثمية............................................................... ١٦٣

ـ مشهد ذرية جعفر الصادق.................................................... ١٦٣

الباب الثالث عشر : نقابة الأشراف والعمامة الخضراء

ـ نقابة الأشراف وتاريخها....................................................... ١٦٥

ـ العمامة الخضراء.............................................................. ١٦٧

ـ الشرف المزور والشرف الصحيح............................................... ١٦٨

كلمة ختامية

أحكام زيارة القبور (ملحق كتاب المراقد)

١ ـ حكم زيارة القبور.......................................................... ١٧٩

٢ ـ زيارة النساء للقبور......................................................... ١٧٩

٣ ـ معلومات عن الزيارة........................................................ ١٨٠

٤ ـ سماع الموتى فى القبور....................................................... ١٨١

٥ ـ الممنوع فى الزيارة........................................................... ١٨١

٦ ـ قول السلف فى التقبيل ونحوه................................................ ١٨٢

٧ ـ التبرك بالتمسح بقبور الصالحين.............................................. ١٨٣

٢٣٩

٨ ـ واجبات الزيارة............................................................ ١٨٣

٩ ـ الزيارة الشرعية للقبور....................................................... ١٨٤

١٠ ـ ما يقرأ عند الزيارة........................................................ ١٨٥

١١ ـ شد الرحال إلى قبور الصالحين............................................. ١٨٥

١٢ ـ حكم نقل الأحكام وشرك المؤمنين......................................... ١٨٦

١٣ ـ فتاوى السابقين من أئمة الفقه فى القباب والبناء على القبور................... ١٨٩

١٤ ـ خاتم المرسلين يصلى بقبور مرسلين.......................................... ١٩٢

كتاب (حياة الأورواح بعد الموت) للإمام الرائد

١ ـ مقدمة وتمهيد............................................................. ٢٠١

٢ ـ إجماع علماء المشرق والمغرب على حياة الأروح بالبرزخ.......................... ٢٠٢

٣ ـ حديث «إذا مات ابن آدم ...»............................................ ٢٠٤

٤ ـ الخلايا الخالدة وعجب الذنب............................................... ٢٠٥

٥ ـ مسألة احياء ليلة الأربعين................................................... ٢٠٦

٦ ـ من افترسه الوحش أو أكله السمك.......................................... ٢٠٧

٧ ـ الأجسام والأرواح والبرزخ................................................... ٢٠٩

٨ ـ نصوص الكتاب والسنة على حياة البرزخ وأسرار عالمه.......................... ٢١٠

٩ ـ اطلاق لفظ الروح ومعناه والإسراء........................................... ٢١١

١٠ ـ أدلة أخرى على حياة البرزخ............................................... ٢١٢

١١ ـ مزيد من الأحاديث...................................................... ٢١٤

١٢ ـ ومزيد أيضا من الأحاديث................................................ ٢١٦

١٣ ـ ومزيد ثالث من الأحاديث................................................ ٢١٨

١٤ ـ انطلاق الأرواح من عصر الخميس إلى السبت............................... ٢٢٠

١٥ ـ وظيفة الجسم والروح..................................................... ٢٢٢

١٦ ـ خاتمة.................................................................. ٢٢٣

ـ تعريف موجز بفضيلة الإمام الرائد.............................................. ٢٢٥

٢٤٠