مراقد أهل البيت في القاهرة

محمّد زكي إبراهيم

مراقد أهل البيت في القاهرة

المؤلف:

محمّد زكي إبراهيم


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مطبوعات ورسائل العشيرة المحمّدية
المطبعة: دار نوبار للطباعة
الطبعة: ٦
الصفحات: ٢٤٠

ابن زولاق : لم يكن بمصر فيمن نزل من الأشراف أكثر شفقة ورأفة وسعيا في حوائج النّاس منه.

٣ ـ أبو القاسم أحمد بن محمد بن إسماعيل بن طباطبا :

كان نقيب الطالبيين بمصر ، وكان من أكابر رؤسائها ، وله شعر مليح في الزهد وغيره ، ومن شعره :

لقد غرت الدنيا أناسا فأصبحوا

سكارى بلا عقل وما شربوا خمرا

وقد خدعتهم من زخارفها بما

غدوا منه في كرب وقد كابدوا ضرا

٤ ـ عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن طباطبا :

قال ابن خلكان : المصري المولد والدار والوفاة والملحة ، وهو المعروف ب (صاحب السيادة) ، كان صاحب رباع وضياع ، وله نعمة ظاهرة وعبيد وحاشية ، وكان مع هذا من الصالحين ، يقوم الليل ويصوم النّهار ، كثير الصدقة والضحايا.

٥ ـ أبو الحسن عليّ بن الحسن بن عليّ بن محمد بن أحمد بن عليّ ابن الحسن بن طباطبا :

يعرف ب (صاحب الحوريّة) ، وذلك إنه رأى في المنام حورية فسألها : لمن أنت؟ فقالت : لمن يعطي ثمني ، فقال : وما ثمنك؟ قالت : مائة ختمة ، فقرأها ، وفرغ منها ، فرآها في المنام فقال لها : قد فعلت ما

١٤١

أمرتني به ، فقالت له : يا شريف ، إنك ليلة غد عندنا ، فأصبح وجهز نفسه ، وأعلمهم بموته ، فمات من يومه رضي‌الله‌عنه.

٦ ـ أبو محمد الحسن بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن محمد بن أحمد ابن عليّ بن الحسن بن طباطبا :

هو : ولد (صاحب الحورية) ، وكان من الزّهاد العبّاد.

قال رضي‌الله‌عنه : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام ، وحدّثه ... توفي سنة ٣٥٢ ه‍ ، وقيل : ٣٥٤ ه‍ ، ومعه في قبره والدته ووالده المذكور آنفا.

٧ ـ أبو القاسم يحيى بن عليّ بن محمد بن جعفر بن عليّ بن الإمام الحسين بن الإمام عليّ :

وكان يحيى من كبار العلويين انتهت إليه الرئاسة في زمنه.

* ومن أولاد (طباطبا) بهذا المشهد غير من ذكرنا :

٨ ـ الحسن بن محمد بن أحمد بن القاسم الرّسي بن طباطبا :

وهو من أحفاد القاسم الرسّي بن طباطبا ، وهو أول من أتى مصر من أولاد طباطبا ، ولكنه مات ودفن بالرس (قرية من قرى المدينة).

٩ ـ عليّ بن الحسن بن طباطبا :

توفي رحمه‌الله في سنة ٣٤٨ ه‍.

١٠ ـ الحسن بن محمد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن طباطبا.

١٤٢

١١ ـ بغا الكبير أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن طباطبا.

١٢ ـ بغا الصغير أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن طباطبا.

١٣ ـ أخو عبد الله بن طباطبا ، صغير ، توفي قبل وفاة أخيه في جمادى الأولى سنة ٣٣٣ ه‍ ، وقبره تحت رجلي أخيه.

١٤ ـ الأزرق الكبير : الحسن بن عليّ بن أحمد بن عليّ بن الحسن ابن محمد بن طباطبا.

١٥ ـ ولده عليّ بن الحسن (الأزرق الكبير).

١٦ ـ وولده أبو محمد الحسن بن عليّ بن الحسن (الأزرق الكبير).

١٧ ـ الأزرق الصغير : محمد بن عبد الله بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن طباطبا.

١٨ ـ محمد بن محمد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن طباطبا.

١٩ ـ ولده الحسين بن محمد.

* من دفن بمشهد (طباطبا) من إناثهم :

٢٠ ـ السيدة خديجة ابنة محمد بن إسماعيل بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا :

وكانت صالحة زاهدة عابدة ، زوجها عبد الله بن أحمد بن محمد بن

١٤٣

إسماعيل بن طباطبا (سبقت الترجمة له برقم ٤) ، وقبرها ترياق مجرب ، توفيت رضي‌الله‌عنها سنة ٣٢٠ ه‍.

٢١ ـ السيدة نفيسة ابنة عليّ بن الحسن بن إبراهيم.

٢٢ ـ السيدة آمنة ابنة الحسن الأزرق بن عليّ بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن طباطبا. وهي أخت عليّ بن الحسن الأزرق.

٢٣ ـ السيدة نفيسة ابنة عليّ بن الحسن الأزرق.

* من دفن بمشهد (طباطبا) من العلماء والصالحين :

٢٤ ـ العبد الصالح فرج :

بجانب قبر صاحب الحورية قبر العبد الصالح فرج ، وكان عبدا لهم ، توفي قبل وفاتهم ، وكان إذا اشتد عليهم الأمر في شيء قالوا : «اللهم ببركة فرج فرّج عنّا» فيفرج الله عنهم ببركته.

٢٥ ـ ابن زولاق العالم المؤرخ :

أبو محمد الحسن بن إبراهيم الليثي المصري المعروف ب (ابن زولاق) ، كان فاضلا في التاريخ ، وله فيه مصنف جيد ، وله كتاب في خطط مصر القديمة ، وكتاب (أخبار قضاة مصر) جعله دليلا على كتاب أبي عمر محمد بن يوسف الكندي في قضاة مصر. توفي ابن زولاق يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة ٣٨٧ ه‍.

٢٦ ـ القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد :

المعروف ب (ابن نصير) ، وقيل : (ابن نصر) ولي القضاء سنة ٣٤٦ ه‍ ،

١٤٤

وكان إماما زاهدا عابدا. توفي سنة ٣٦٩ ه‍ ، ودفن بهذه التربة المباركة ، ولمّا بلغ المعز لدين الله الفاطمي موته حزن وقال : رفع الزهد من بعده رحمه‌الله تعالى.

وبهذا المشهد جماعة أخر من العلماء والصالحين ، والله أعلم (١).

* مأساة مشهد ذرية وأحفاد (طباطبا):

بعد أن استعرضنا معا شيئا من تاريخ ذرية طباطبا ، نعرض هنا ما آلت إليه قبورهم في عصرنا هذا :

كتب الأستاذ الصحفي حسام عبد ربه في مقاله اليومي (آل البيت في مصر) بجريدة الأخبار رمضان ١٤١٦ ه‍ ، تحت عنوان (أولاد وأحفاد طباطبا غارقون في مياه الصرف الصحي!! ينسبون للحسن بن عليّ ، ويسميهم الأهالي : «السبعة الأطباء» ...) :

أضرحة أهل بيت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غارقة في مياه الصرف الصحي منذ (٨ سنوات) بالتمام والكمال ، دون أن يحرك أحد ساكنا ، ارتفاع المياه كما شاهدنا يبلغ أكثر من نصف متر ، والدخول للأضرحة شبه مستحيل ... والمياه تغرق أيضا بقايا مسجد قديم كان مقاما في نفس المكان ، ورغم كل هذا فإنّ زوّار أهل بيت الرسول صلّى الله عليه

__________________

(١) تمّ الاستعانة بالمراجع الآتية في تحقيق من دفن بمشهد طباطبا : «نور الأبصار» للشبلنجي ، و «مرشد الزوار» لموفق الدين ابن عثمان ، بتحقيق محمد فتحي أبو بكر ، و «الكواكب السيارة» لابن الزيات ، مع ملاحظة أنّنا رجحنا الصواب فيما اختلفت فيه تلك المراجع ، على أوهام ظاهرة في بعضها.

١٤٥

وآله وسلّم يأتون للمنطقة كثيرا ويقفون بعيدا وراء الأسوار الحديدية التي تحيط بالمكان ، ويقرأون الفاتحة والدموع تفر من أعينهم حزنا على مصير بقايا أهل البيت في مصر.

موقع هذه المأساة لمن يهمه الأمر هو مكان يقع في شارع عين الصيرة ، محاط بأسوار عالية ، وعليه ، يافطة مكتوب عليها : (حوش طباطبا الأثري) ... وفي هذه البقعة مدفون أحفاد طباطبا الذين عاشوا في مصر ، وقدموا فيها النموذج الأمثل للأخلاق الإسلامية والميراث النبوي ، وكانت النهاية مع أحفاد التسعينيات الذين صبوا علي رؤوسهم مياه الصرف الصحي دون أن تهتز لهم شعرة ، أو يرتعش لهم قلب.

* بحيرة راكدة :

الموقع يحتوي في أحد جوانبه على ضريحين ، لكل واحد منهما قبة ، وكلاهما غارق في مياه الصرف ، والتشققات تكاد تلتهمهما ، واستمرار هذا الوضع كفيل بتهدم الأبنية تماما ، وعلى جانبهما مجموعة من الأعمدة لبقايا مسجد غارق في المياه ، وتوجد مساحات واسعة للغاية تحيط ببقايا المسجد والضريحين ، والمشهد بأكمله لا تبدو منه الأرض نهائيا ، باستثناء قطعة صغيرة عند المدخل ، يجلس داخلها حارس المكان.

الحارس يتبع المجلس الأعلى للآثار ، ويقول : لست المسئول عن المكان هنا ، والمسئول الأول عن الحوش هو المشرف على المكان واسمه ...

سألته : ما هي حكاية هذه المياه؟.

١٤٦

يجيب : هذه المياه تغمر المكان منذ أكثر من (٨ سنوات) ، وهي مياه الصرف الخاصة بمساكن حي عين الصيرة ، والمفروض أنّ مشروع الصرف الصحي لهذه المنطقة ينتهي إلى المنطقة الجبلية المحيطة بالمساكن ، ويبدو أن عيوبا أثرت على مواسير الصرف فتعطلت ، واتجهت المياه إلى الأراضي المنخفضة ومنها حوش «طباطبا» الأثري.

ثمّ يضيف الأستاذ حسام عبد ربه : وراء الحوش الأثري مشهد لا يسر عدوا ولا حبيبا : عشش صفيح ، وبقايا رماد فحم تغطي الأرض بأكملها ، وقبور متهدمة من تأثير هذه المياه. هذه المنطقة كانت منذ ثلاثين عاما تضم (عيونا لمياه جوفية) تشفي من آلام العظام والروماتيزم ، ولكن تلوث كل شيء الآن.

ثانيا : السادات الوفائية

بسفح المقطم بالقرب من ضريح ابن عطاء الله السكندري وضريح أبي السعود بن أبي العشائر (وهو غير أبي السعود الجارحي) شرقي مسجد الإمام الشافعي وسيدي عقبة (رضي الله عن الجميع) يوجد مسجد السادات الوفائية ، الذي يضم عددا كبيرا من أضرحة السّادة بني الوفا ، وقد أقيم المسجد مكان زاوية كانت تعرف باسم : (زاوية السّادت أهل الوفا) تنفيذا للفرمان الذي أصدره السلطان عبد الحميد سنة ١١٩١ ه‍.

وقد كان للسّادة الوفائية زوايا تابعة لهم ، وجاء في كتاب : (بيت السّادة الوفائية) ذكر زاويتين :

١٤٧

أولاهما : زاوية الرباط ، وكانت بناحية الخرنفش ، وكانت العادة قديما أن من يتولى مشيخة السجادة الوفائية يتوجه إلى هذه الزاوية ، ويخرج منها في موكب حافل.

وقد تولى مشيخة هذه السجادة من آل وفا اثنان وعشرون خليفة هم على الترتيب :

(١) سيدي عليّ وفا.

(٢) أخوه أحمد وفا.

(٣) السيد أبو الفتح.

(٤) السيد أبو السيادات.

(٥) السيد شمس الدين محمد أبو المراحم.

(٦) السيد محب الدين أبو الفضل.

(٧) السيد برهان الدين إبراهيم أبو المكارم.

(٨) السيد شمس الدين محمد أبو الفضل.

(٩) السيد برهان الدين أبو المكارم (وهو غير الخليفة السابع).

(١٠) السيد شمس الدين محمد أبو الوفا.

(١١) زين الدين عبد الفتاح أبو الإكرام.

(١٢) السيد شرف الدين أبو اللطف.

(١٣) السيد زين الدين عبد الوهاب أبو التخصيص.

(١٤) السيد جمال الدين يوسف أبو الإرشاد.

١٤٨

(١٥) السيد شرف الدين عبد الخالق أبو الخير.

(١٦) السيد شمس الدين محمد أبو الإشراف.

(١٧) السيد مجد الدين محمد أبو الهادي.

(١٨) السيد شهاب الدين محمد أحمد أبو الإمداد.

(١٩) السيد شمس الدين محمد أبو الأنوار.

(٢٠) السيد أحمد أبو الإقبال.

(٢١) السيد أحمد أبو النصر.

(٢٢) السيد أحمد عبد الخالق السّادات.

أمّا ثاني هذه الزوايا التابعة لهذا البيت الكريم ، فهي الزاوية الكبرى التي بسفح المقطم ، التي بها أضرحتهم ، أقيم مكانها المسجد الذي يحمل اسمهم الآن.

وقد وصف المسجد معماريا وتاريخيا الأستاذ عليّ مبارك في خططه ، والأستاذة سعاد ماهر في (مساجد مصر وأولياؤها الصالحون).

ونحن نذكر هنا أشهر من دفن بالأضرحة الملحقة بالمسجد :

١ ـ سيدي محمد وفا رأس الوفائية ووالدهم بمصر :

هو : أبو الأنوار محمد بن محمد الأوسط بن محمد نجم ، (ومحمد الأوسط ووالده محمد نجم مدفونان بالزاوية النجمية بالإسكندرية) ، وينتهي نسبه إلى الحسن المثنى بن الحسن السبط بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

١٤٩

ولد بمدينة الإسكندرية سنة ٧٠٢ ه‍ ، ونشأ تقيا ورعا محبا للعلم ، سلك طريق الأستاذ أبي الحسن الشاذلي على الإمام داود بن باخلّا ، واجتمع ب (ياقوت العرشي) ، وهو أول من عرف باسم (وفا) من هذه الأسرة المباركة ، وتجمع المراجع التاريخية على أنه سمّي وفا ، لأنّ النيل توقف ، فلم يزد إلى أوان الوفا ، فدعا السيد محمد ، ربه فوفا النيل ، فلقبوه ب (وفا).

وهو من أكابر العارفين ، وله مؤلفات أكثرها ما زال مخطوطا في المكتبة الأزهرية وفي دار الكتب المصرية.

ومن أهم كتبه : «نفائس العرفان من أنفاس الرحمن» ، وكتاب «مناهل الصفاء» ، وكتاب «الأزل» ، و «المقامات السنية المخصوص بها السّادة الصوفية» ، وله ديوان شعر عظيم.

توجّه محمد وفا إلى «إخميم» بصعيد مصر ، فتزوّج بها ، وأنشأ بها زاوية كبيرة ، ووفد عليه النّاس أفواجا ، ثمّ سار إلى مصر ، وأقام بالروضة عاكفا على العبادة ، مشتغلا بذكر الله ، وطار حديثه إلى الآفاق.

توفي رضي‌الله‌عنه بالقاهرة سنة ٧٦٥ ه‍ ؛ فهو رأس الوفائية ، وأول من دفن بهذا المكان (مسجد السّادة الوفائية) منهم.

٢ ـ السيد عليّ وفا :

هو العالم العارف سيدي عليّ وفا ، بن سيدي محمد وفا ، ولد بالقاهرة (سنة ٧٥٩ ه‍). ولما توفي الشيخ محمد وفا ترك ولده عليّ وأخاه أحمد ، وكانا صغيرين في كفالة وصيهما تلميذه الشيخ محمد

١٥٠

الزيلعي ، ولمّا بلغ السيد عليّ من العمر سبعة عشر عاما ، جلس مكان أبيه في زاويته ، ولبس منطقته ، فشاع ذكره في البلاد وكثر أتباعه ومريدوه ، وقد كان رضي‌الله‌عنه في غاية الظرف والجمال ، (لم ير في مصر أجمل منه وجها ولا ثيابا) ، وكان كثير الإقامة بمنزله بالروضة ، كثير التحجب ، هو وأخوه أحمد لا يخرجان إلا عند عمل الميعاد.

وله نظم شائع وموشحات رقيقة في أسرار أهل الطريقة.

ومن مؤلفاته : «الوصايا» ، و «الباعث على الخلاص في أحوال الخواص» ، و «الكوثر المترع من الأبحر الأربع» في الفقه ، و «المسامع الربانية» في التصوف ، و «مفاتيح الخزائن العلية».

وهو أول من تولى مشيخة السجادة الوفائية ، ويقولون لشيخ السجادة : (الخليفة) ، وقد انفرد بيت السّادات الوفائية بمنح الكنى ، ابتداء من السيد محمد وفا.

توفي الشيخ عليّ وفا رحمه‌الله بمنزله في الروضة في يوم الثلاثاء ، الثاني من ذي الحجة (سنة ٨٠٧ ه‍) ، وجنازته ضمت خلقا كثيرا ، لم تر القاهرة مثلها. ودفن مع والده السيد محمد وفا.

وقد ترك من الأولاد الذكور : أبو العبّاس أحمد ، وأبو الطيب محمد ، وأبو الطاهر محمد ، وأبو القاسم محمد ، ومن الإناث : حسنة ، ورحمة ، وضحى.

١٥١

٣ ـ السيد أحمد وفا :

هو شقيق السيد عليّ وفا شهاب الدين أبو العبّاس أحمد وفا ، ولد بظاهر مصر (سنة ٧٥٦ ه‍) ، ونشأ على طريقة حسنة ، ملازما للخلوة.

توفي (سنة ٨١٤ ه‍) ، ودفن بالقرافة عند أبيه وأخيه.

٤ ـ السيد عبد الرحمن بن أحمد بن وفا :

هو : السيد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن وفا ، الشهير بالشهيد ، ولد قبل السبعين والسبعمائة ، ونشأ على طريقة أبيه وعمه (أحمد وفا وعليّ وفا) ، مات غريقا في النيل يوم عاشوراء ، قريبا من روضة مصر سنة ٨١٤ ه‍ ، وغرق معه الفقيه الجمال محمد بن أحمد بن محمد الزبيري قاضي المالكية ، ويعرف بابن التنيسي.

٥ ـ أبو الفتح محمد بن وفا :

هو : السيد أبو الفتح (فتح الدين) محمد بن أحمد بن محمد وفا ، ثالث خلفاء آل الوفا ، ولد بمصر تقريبا (سنة ٧٧٠ ه‍) ، وقال السخاوي : (سنة ٧٩٠ ه‍).

وكان يقول الشعر الحسن ، وتكلم على النّاس بعد عمّه عليّ وفا.

قال السخاوي : وقد حضرت مجلسه ، وسمعت كلامه ، وكان له رونق ، ولكلامه عشاق.

مات بالروضة في يوم الإثنين مستهل شعبان (سنة ٨٥٢ ه‍) ، ودفن بتربة جده ، وقد زاد على الستين ، وكانت جنازته مشهودة.

١٥٢

٦ ـ أبو السيادات يحيى :

ولد سنة ٧٩٨ ه‍ ، وله شعر ، وتكلم على النّاس ، ورزق القبول ، وهو الخليفة الرابع ، ومات سنة ٨٥٧ ه‍ ، ودفن معهم.

٧ ـ أبو المواهب محمد :

شمس الدين أبو المواهب محمد بن أبي الفضل محمد ، خلف عمه يحيى في المشيخة ، فهو الخليفة الخامس ، وكان يتكلم على النّاس ، ولم يكن يظن به ذلك.

مات سنة ٨٦٧ ه‍ في الروضة بين البحرين ، ودفن مع أجداده في زاوية أهل الوفا.

٨ ـ محب الدين أبو الفضل محمد :

محب الدين أبو الفضل محمد المجذوب ، كان شديد الذكاء ، خلف والده في التكلم والمشيخة (الخليفة السّادس) ، ودفن مع أجداده.

٩ ـ برهان الدين إبراهيم أبو المكارم :

الخليفة السابع برهان الدين أبو المكارم إبراهيم بن محب الدين محمد المجذوب ، ولد حدود ٨٧٠ ه‍ ، ونشأ في كنف أبيه ، واستقر في المشيخة بعد أبيه ، ومات في أوائل القرن العاشر.

١٠ ـ أبو الفضل محمد بن أبي المكارم :

خلف والده في المشيخة ، وله مفاخر ومآثر ، مات سنة نيف وأربعين وتسعمائة ، يوم الجمعة في المشهد حال جلوسه بعد صلاة الصبح ، ودفن مع أسلافه ، وصلّى عليه بمكة صلاة الغائب.

١٥٣

١١ ـ البرهان أبو المكارم إبراهيم :

الخليفة التاسع برهان الدين أبو المكارم إبراهيم ، وهو حفيد الخليفة السابع على عادة أسلافه في تكرار الأسماء والألقاب والكنى ، ولد في حدود ٩٢٠ ه‍ ، وقام مقام أبيه مع فطنته ونباهته وعلو همته ، حج سنة ٩٤٩ ه‍ ، ومات سنة ٩٦٦ ه‍ ، وقيل ٩٦٨ ه‍ ، ودفن مع أجداده.

١٢ ـ أبو الفضل محمد :

الخليفة العاشر شمس الدين أبو الفضل محمد بن الخليفة التاسع ، خلف أبيه في المشيخة ، فكان على قدم عظيم ، ذو تواضع عميم ، وكان يحث عليه ، وتوفي سنة ١٠٠٨ ه‍ ، في حياة أخيه ، وهو والد أبي الإسعاد ، وأبي المكارم ، وأبي الإشراق.

١٣ ـ أبو المكارم عبد الفتاح :

أبو المكارم ، ويقال : أبو الإكرام ، عبد الفتاح بن أبي العطاء عبد الرزاق ، هو الخليفة الحادي عشر ، ولد في سنة ١٠٠٣ ه‍ ، وخلف عمه أبو الفضل محمد في المشيخة بإشارة منه. مات ليلة الجمعة الحادي عشر من ذي الحجة سنة ١٠٥٤ ه‍ بمصر القديمة ، ودفن بزاويتهم مع أجداده.

١٤ ـ أبو الإسعاد يوسف بن أبي عطا :

هو أبو الإسعاد يوسف بن أبي العطا عبد الرزاق بن أبي المكارم بن إبراهيم بن وفا ، أخو أبو المكارم ، ولد سنة ٩٩٣ ه‍ ، أو ٩٩٤ ه‍ ، وأنفق عمره في طاعة الله.

١٥٤

وكان كثير الحج يحج عاما ويقيم عاما ، وزار القدس والخليل ، وحج سنة ١٠٥٠ ه‍ ، وحج معه جمع كثير من الفضلاء ، واجتمع في مكة مع الشيخ تاج الدين العثماني رئيس الطائفة النقشبندية ، وأخذ كل منهما على الآخر ، وله مؤلفات منها «شرح رسالة الشيخ أبي بكر بن سالم المسماة بنور الحديقة» ، وله ديوان شعر جليل ، وغير ذلك من المؤلفات.

وكانت وفاته ليلة الأحد ، سلخ صفر (سنة ١٠٥١ ه‍) ، ودفن بتربة أجداده.

١٥ ـ أبو اللطف يحيى :

هو : السيد شرف الدين يحيى أبو اللطف بن أمين الدين أبي الإشراق ابن أبي العطاء ، الخليفة الثاني عشر من آل الوفا ، خلف عمه أبي الإكرام في المشيخة والتكلم ، وانقادت له الدولة ، وكان يخرج لزواره حاملا القهوة والفطور بيده ، وكان يتبرك به ، وكانت وفاته سنة ١٠٦٧ ه‍.

١٦ ـ أبو الحسن عليّ بن أبي الإسعاد يوسف :

أخو أبو التخصيص عبد الوهاب ، ولد سنة ألف وأربعين هجرية ، كان مكبا على القرآن والعلم والذكر ، حج مرارا ، وزار القدس ، توفي سنة ١٠٨٩ ه‍ بالمدينة المنورة ، ودفن بالبقيع بالقرب من الإمام مالك (فهو ليس مدفونا في زاوية أهل الوفا بمصر).

١٧ ـ أبو الفضل محمد بن أبي الإكرام :

هو : أبو الفضل محمد بن أبي الإكرام عبد الفتاح بن أبي العطا ، ولد

١٥٥

في بضع وأربعين وألف ، كان أبيضا وسيما ربعة ، ذا جود وإنعام وتواضع. توفي في (سنة ١٠٨٤ ه‍) ، ودفن بالزاوية ، ولم يعقب.

١٨ ـ أبو العطاء عبد الرازق بن أبي الإكرام :

أبو العطاء عبد الرازق بن أبي الإكرام شقيق أبي الفضل محمد السابق ، ولد في بضع وأربعين وألف ، وكان حسن الشمائل كثير الفضائل ، متواضعا كثير العبادة ، ومات سنة ١٠٩٥ ه‍ ، ودفن بالزاوية مع أجداده.

١٩ ـ أبو التخصيص عبد الوهاب :

هو : السيد زين الدين عبد الوهاب أبو التخصيص بن أبي الإسعاد يوسف بن عبد الرازق بن إبراهيم بن وفا ، ولد في ذي القعدة ١٠٣٠ ه‍ ، وكان لوالده اعتناء به كثير ، حج معه ، وكان يدعو له تجاه الكعبة وتجاه القبر الشريف ، وكان إذا عقد درسا حضره أكابر العلماء في منزله ، وله ديوان شعر عظيم ، وخلف ابن عمه الشيخ أبا اللطف يحيى ، فكان الخليفة الثالث عشر من أهل وفا ، وكانت له كرامات ظاهرة ، وتوفي في الثامن من رجب (سنة ١٠٩٨ ه‍).

٢٠ ـ أبو الإرشاد يوسف :

هو : الشيخ يوسف بن عبد الوهاب أبي التخصيص بن يوسف بن عبد الرازق بن وفا ، خلف والده في المشيخة ، وهو الخليفة الرابع عشر من آل وفا ، وكان من أهل الكشف والزهد في الدنيا ، وكان كريما وذا حشمة زائدة ، وتوفي في الحادي والعشرين من المحرم سنة ١١١٣ ه‍ ، وكان رحمه‌الله تعالى أجل أولاد أبيه.

١٥٦

٢١ ـ أبو الخير عبد الخالق بن أبي التخصيص :

هو : السيد عبد الخالق أبو الخير بن عبد الوهاب أبي التخصيص بن يوسف بن عبد الرازق بن إبراهيم بن وفا ، خلف في المشيخة أخاه أبا الإرشاد ، عمّر طويلا حتّى ألحق الأحفاد بالأجداد ، ولقد تلقى عنه أكابر العلماء وأحبوه ، ولم يزل على سيرة حميدة حتّى لبى مولاه في ثاني عشر من ذي الحجة سنة ١١٦١ ه‍ ، ودفن عند آبائه في زاوية أهل الوفا.

٢٢ ـ أبو الإشراق محمد بن أبي الإرشاد :

هو : أبو الإشراق محمد بن أبي الإرشاد يوسف بن أبي التخصيص عبد الوهاب ، ولد في اليوم الذي توفي فيه أبوه ، ولما توفي عمه عبد الخالق أبو الخير في سنة ١١٦١ ه‍ خلفه في المشيخة والتكلم ، وهو الخليفة السّادس عشر ، توفي في سادس جمادى الأولى سنة ١١٧١ ه‍ ، وحمل إلى الزاوية فدفن عند عمه.

٢٣ ـ مجد الدين أبو الهادي :

هو : السيد مجد الدين أبو هادي محمد بن عبد الفتاح بن يوسف بن عبد الوهاب بن يوسف بن عبد الرازق بن وفا.

ولد تقريبا في حدود سنة ١١٥٢ ه‍ ، ومات والده وهو طفل ، وقد خلف والده أبا الإشراق في المشيخة والتكلم في السابع من جمادى الأولى سنة ١١٧١ ه‍ ، وتولى نقابة السّادة الأشراف ، وساس فيها أحسن سياسة ، ولم يزل على أمر جميل حتّى لبّى مولاه صبح الخميس في الخامس من ربيع الأول سنة ١١٧٦ ه‍ ، ودفن في الزاوية الوفائية مع أجداده.

١٥٧

٢٤ ـ شهاب الدين أحمد أبو الإمداد :

هو : شهاب الدين أحمد أبو الإمداد بن وفا ، خلف ابن عمه محمد أبا هادي في المشيخة والتكلم ، وولي نقابة السّادة الأشراف بمصر ، وتوفي في الثامن من محرم سنة ١١٨٢ ه‍ ، ودفن في الزاوية.

وهذا آخر من تيسر لنا ذكر ترجمته من (السّادة بني الوفا) ممن دفن بهذه الزاوية التي بالمقطم ، والتي أقيم مكانها مسجد يحمل اسمهم الآن ، ويضم أضرحتهم ، ويحيط بالمسجد من جهاته الأربع أروقة دفن بها السّادة أهل الوفا.

وما ذكرناه هو خلاصة ما ذكره السيد محمد توفيق البكري في كتابه (بيت السّادة الوفائية) ، وعليّ مبارك في خططه ، وسعاد ماهر في (مساجد مصر) ، والسخاوي في (الضوء اللامع) ، والسخاوي الحنفي في (تحفة الأحباب) ، ومحمد فتحي أبو بكر في ذيل كتاب (مرشد الزوار إلى قبور الأبرار).

وقد قال الأخير : ولا يزال هذا المسجد قائما ، وتؤدى فيه الشعائر ، غير أن بعض التصدعات التي حدثت في سقفه نتيجة للزلزال الذي حدث في القاهرة (يعني الزلزال الكبير الذي حدث في مصر في الثاني عشر من أكتوبر سنة ١٩٩٢ م).

كما نالت منه (مسجد السّادة الوفائية) يد الزمن ، فتهدمت ما به من الخلاوي ... وإن بقيت أبوابها قائمة دليلا عليها ، ولا تزال المباني التي بجوار المسجد وداخل السور الخارجي قائمة حتّى الآن ، ويقيم بها المهتمون بشئون هذا المسجد ، هذا وتقوم مصلحة الآثار الآن بترميم هذه التصدعات وإصلاح ما أفسده الدهر بهذا المسجد.

١٥٨

الباب الثاني عشر

ذرية الإمام جعفر الصادق

شرفت مصر (القاهرة) بعدد كبير من ذرية الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم أجمعين.

والإمام جعفر الصادق هو : الإمام الرابع من الأئمة الاثنى عشر عند الشيعة الإمامية والجعفرية ، وكان يلقب ب (الفاضل) و (الطاهر) إلى جانب تلقيبه ب (الصادق) ، وجده لأمه هو : القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي‌الله‌عنهم.

تتلمذ الصادق على يد والده محمد الباقر (الذي لقب بالباقر لبقره العلم ومعرفته بخفاياه) ، وقد بلغ الصادق في العلم مبلغا كبيرا ، وتلميذه جابر بن حيان الكوفي الصوفي (العالم العربي المشهور) نقل عنه الكثير من علومه ومعارفه ، وللأستاذ الشيخ محمد أبي زهرة كتاب (الإمام جعفر الصادق) دراسة عن حياته وفقهه وعلومه.

توفي رحمه‌الله (عام ١٤٨ ه‍) ، ودفن في البقيع بالمدينة المنورة ، وقد ترك رحمه‌الله ذرية كثيرة طيبة صالحة ، منهم : (الإمام موسى الكاظم ، والسيدة عائشة دفينة مصر ، ومحمد المأمون ، والعباسي ، وعبد الله ، وعليّ ، وإسحاق المؤتمن زوج السيدة نفيسة الصغرى بنت الحسن الأنور ، وإسماعيل ، والقاسم).

١٥٩

ولبعض هؤلاء السّادة عقب طيب مبارك ، آوى إلى مصر الآمنة (ابتعادا عن اضطهاد العباسيين وغيرهم لآل البيت) ؛ فممن اشتهرت مزاراتهم من ذرية الإمام جعفر الصادق بالقاهرة :

١ ـ السيدة عائشة بنت جعفر الصادق :

وهي أشهر ذريته بمصر ، مسجدها ومشهدها مشهور يزار ، قريبا من (القلعة) في منطقة تسمى باسمها ، توفيت (سنة ١٤٥ ه‍) ، وقد سبق ترجمتها في هذا الكتاب.

٢ ـ الشريف المعصوم :

وبتربة السيدة عائشة رضي‌الله‌عنها كما يذكر السخاوي قبر الشريف : المعصوم بن محمد بن الحسن بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ، دخل مصر في أيام (الصالح طلائع بن رزيك) ، وكانت له منزلة عند الفاطميين ، حتّى إنهم كانوا يأتون لزيارته صباحا ومساء.

وكان يقول : إنّي أعجب من مذنب ، كيف تستقر قدماه على الأرض.

٣ ـ السيدة آمنة بنت موسى الكاظم :

حفيدة الإمام جعفر الصادق ، وقد سبق ذكرها.

٤ ـ القاسم الطيب :

هو السيد الشريف الإمام العالم : القاسم الطيب بن محمد المأمون (الملقب بالديباج) بن الإمام جعفر الصادق.

١٦٠