الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-173-4
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥١

وقد حاول الحلبي توجيه ذلك : بأن من الممكن أن يكون أبو لهب قد أعتقها أولا ، لكنه لم يذكر ذلك ، ولم يظهره ، ورفض بيعها لخديجة لكونها كانت معتوقة ، ثم عاد فأظهر ذلك (١).

ولكنه توجيه باطل : إذ من غير المعقول ولا المقبول ؛ أن لا يظهر للناس ، ولا يطلعوا على عتقه لجاريته طيلة ما يزيد على ثلاث وخمسين سنة ، ولماذا لم تخبر هي نفسها أحدا بذلك ، وما هو الداعي له ولها للكتمان ، ولا سيما قبل النبوة ، وما هو الداعي للإظهار بعد ذلك ، ولا سيما بعد الهجرة؟!.

ولماذا بقيت هذه الجارية التي أعتقها عنده طيلة هذه المدة المتمادية ، وهي خارجة عن ملكه؟

هذا كله ؛ عدا عن أنه لا حجية في المنامات ، ولا اعتبار بها.

وعدا عن أن الرواية مرسلة أيضا.

وأما بالنسبة لتخفيف العذاب عن أبي لهب ، فنقول : إن فرحه إذا كان استجابة لحاجة نفسية طبيعية ، ولم يكن لله سبحانه وتعالى ، فلماذا يثاب عليه ، ولماذا يخفف عنه العذاب لأجله ، والافعال الحسنة إنما يلقى الكفار جزاءها في الدنيا لا في الآخرة ، فإنه ليس لهم في الآخرة من خلاق ، ولا لهم فيها نصيب ، وقد قال تعالى : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً)(٢).

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ١ ص ٨٥.

(٢) الآية ٢٣ من سورة الفرقان.

١٦١

شرك أبي لهب :

إن المعلوم : أن أبا لهب قد بقي على شركه ، وكان من أعدى أعداء الله ، والإسلام ، ورسول الإسلام ، فلا يعقل أن يجعل الله له يدا على النبي «صلى الله عليه وآله» يستحق المكافأة عليها ، ولأجل ذلك لم يكن «صلى الله عليه وآله» يقبل هدية مشرك ، بل كان يردها (١).

وقد قال «صلى الله عليه وآله» : «اللهم لا تجعل لفاجر ، ولا لفاسق عندي نعمة» (٢) فكيف إذا كان هذا الفاسق والفاجر هو أبو لهب لعنه الله بالذات؟!.

هذا كله ، عدا عن أن نفس ثويبة لم يعلم لها إسلام ، حتى لقد قال أبو نعيم :

لا أعلم أحدا أثبت إسلامها غير ابن مندة ، مع أنها قد توفيت سنة سبع من الهجرة (٣).

__________________

(١) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ٤٨٤ وتلخيصه للذهبي بهامشه ، والمصنف لعبد الرزاق ج ١ ص ٤٤٦ و ٤٤٧ وفي الهامش عن مغازي ابن عقبة ، وعن الترمذي ج ٢ ص ٣٨٩ وعن أبي داود وأحمد ، وكنز العمال ج ٦ ص ٥٧ و ٥٩ وج ٣ ص ١٧٧ عن أبي داود ، والترمذي ، وصححه ، وأحمد ، والطيالسي ، والبيهقي وابن عساكر ، والطبراني وسعيد بن منصور.

(٢) راجع : أبو طالب مؤمن قريش للخنيزي.

(٣) راجع : سيرة مغلطاي ص ٨ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٢٢ والوفاء ج ١ ص ١٠٧ وذخائر العقبى ص ٢٥٩ والسيرة الحلبية ج ١ ص ٨٧ ، وفتح الباري ج ٩ ص ١٢٤ والإصابة ج ٤ ص ٢٥٧ وإرشاد الساري ج ٨ ص ٣١ وصفة الصفوة ج ١ ص ٦٢ وزاد المعاد ج ١ ص ١٩ وشرح الأشخر اليمني على بهجة المحافل ج ١ ص ٤١ وأسد الغابة ج ٥ ص ٤١٤ والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥ وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٤١٧.

١٦٢

وأي نعمة أعظم من إرضاعها له «صلى الله عليه وآله»؟!.

وبعض من تأخر قد نقل : أنها أسلمت (١). ولعله استند في ذلك إلى قول ابن مندة ، أو استفاد ذلك مما ينقل عن برّ النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» بها (٢).

وقال العسقلاني : «.. وفي باب من أرضع النبي «صلى الله عليه وآله» ما يدل على أنها لم تسلم» (٣).

وعلى كل حال ؛ فإن كل ما تقدم ، وسواه ، يجعلنا نشك كثيرا في أن تكون ثويبة قد أرضعت رسول الله ، وحمزة ، وأبا سلمة ، بلبن ولدها مسروح ليكونوا جميعا أخوة من الرضاعة.

تنازع الظئر في رضاعه :

وروى مجاهد ، قال : قلت لابن عباس : وقد تنازعت الظئر في رضاع محمد؟!.

قال : أي والله ، وكل نساء الجن ..

إلى أن قال : فخص بذلك حليمة (٤).

وروى أبو الحسن البكري في كتابه الأنوار ، قال : حدثنا أشياخنا ، وأسلافنا الرواة : أنه كان من عادة أهل مكة ، إذا تم للمولود سبعة أيام ،

__________________

(١) راجع : إعلام الورى ص ٦ وكشف الغمة ج ١ ص ١٥ والبحار ج ١٥ ص ٣٣٧ وبهامشه عن : المناقب ج ١ ص ١١٩ عن كتاب العروس للطبري.

(٢) راجع : ذخائر العقبى ص ٢٥٩ وصفة الصفوة ج ١ ص ٦٢.

(٣) الإصابة ج ٤ ص ٢٥٧.

(٤) البحار ج ١٥ ص ٣٨٥.

١٦٣

التمسوا له مرضعة ترضعه ..

إلى أن قال : فتطاولت النساء لرضاعته وتربيته ..

ثم يذكر : أن الهاتف أخبر آمنة : بأن مرضعته في بني سعد ، واسمها حليمة ؛ فظلت تتوقع مجيئها ، حتى جاءت ؛ فأعطتها إياه (١).

وذلك واضح الدلالة على عدم صحة ما يقال : من أن النساء المرضعات قد زهدن فيه ليتمه ، وأن حليمة إنما قبلت به لأنها لم تجد سواه ، ولم تحب أن ترجع رفيقاتها برضيع ، وترجع هي خالية.

ومما يدل على عدم صحة ذلك أيضا : أن عبد المطلب قد قال لحليمة : «أنا جده ، أقوم مقام أبيه ، فإن أردت أن ترضعيه دفعته إليك ، وأعطيتك كفايتك» (٢).

وثمة رواية أخرى تدل على عدم صحة ذلك أيضا رواها المجلسي ، عن الواقدي ، فلتراجع (٣).

حديث شق الصدر :

وما دمنا في الحديث عن رضاعه «صلى الله عليه وآله» في بني سعد ، فإننا لا نرى مناصا من إعطاء رأينا في رواية وردت في هذه المناسبة ، وهي التالية :

أخرج مسلم بن الحجاج : «عن أنس بن مالك : أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أتاه جبرئيل ، وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه وصرعه ، فشق عن

__________________

(١) البحار ج ١٥ ص ٣٧١.

(٢) البحار ج ١٥ ص ٣٧٣.

(٣) البحار ج ١٥ ص ٣٤١ و ٣٤٢.

١٦٤

قلبه ، فاستخرج القلب ، واستخرج منه علقة ؛ فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب ، بماء زمزم ، ثم لأمه ، ثم أعاده في مكانه.

وجاء الغلمان يسعون إلى أمه ـ يعني ظئره ـ فقالوا : إن محمدا قد قتل ، فاستقبلوه ، وهو منتقع اللون.

قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره (١).

وكان ذلك هو سبب إرجاعه «صلى الله عليه وآله» إلى أمه» (٢).

وكتب الحديث والسيرة عند غير الإمامية لا تخلو عن هذه الرواية غالبا ، بل قد ذكروا أنه قد شقّ صدره «صلى الله عليه وآله» خمس مرات ، أربع منها ثابتة : مرة في الثالثة من عمره ، وأخرى في العاشرة ، وثالثة عند مبعثه ، ورابعة عند الإسراء ، والخامسة فيها خلاف.

توجيه غير وجيه :

ويقولون : إن تكرار شق صدره إنما هو زيادة في تشريفه «صلى الله عليه وآله» ، وقد نظم بعضهم ذلك شعرا فقال :

أيا طالبا نظم الفرائد في عقد

مواطن فيها شق صدر لذي رشد

لقد شق صدر للنبي محمد

مرارا لتشريف ، وذا غاية المجد

فأولى له التشريف فيها مؤثل

لتطهيره من مضغة في بني سعد

__________________

(١) صحيح مسلم ج ١ ص ١٠١ ـ ١٠٢ وفيه ثمة روايات أخرى عن شق صدره «صلى الله عليه وآله» فليراجع من أراد.

(٢) سيرة ابن هشام ج ١ ص ١٧٤ ـ ١٧٥ ، وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٠ ، وغير ذلك.

١٦٥

وثانية كانت له وهو يافع

وثالثة للمبعث الطيب الند

ورابعة عند العروج لربه

وذا باتفاق فاستمع يا أخا الرشد

وخامسة فيها خلاف تركتها

لفقدان تصحيح لها عند ذي النقد (١)

كما أننا في نفس الوقت الذي نرى فيه البعض يعتبر هذه الرواية من إرهاصات النبوة كما صرح به ناظم الأبيات السابقة وغيره (٢) ، ومثار إعجاب وتقدير.

فإننا نرى : أنها عند غير المسلمين ، إما مبعث تهكم وسخرية ، وإما دليل لإثبات بعض عقائدهم الباطلة ، والطعن في بعض عقائد المسلمين.

ونرى فريقا ثالثا : «يعتبر الرواية موضوعة ، من قبل من أراد أن يضع التفسير الحرفي لقوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ، وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ)(٣)» (٤).

واعتبرها صاحب مجمع البيان أيضا : «مما لا يصح ظاهره ، ولا يمكن تأويله إلا على التعسف البعيد ؛ لأنه كان طاهرا مطهرا من كل سوء وعيب ، وكيف يطهر القلب وما فيه من الاعتقاد بالماء»؟ (٥).

__________________

(١) راجع : أضواء على السنة المحمدية ص ١٨٧.

(٢) فقه السيرة للبوطي ص ٥٣ ، وراجع سيرة المصطفى للحسني ص ٤٦.

(٣) الآيتان ١ و ٢ من سورة الإنشراح.

(٤) راجع حياة محمد لمحمد حسنين هيكل ص ٧٣ والنبي محمد للخطيب ص ١٩٧.

(٥) الميزان ج ١٣ ص ٣٤ ، عن مجمع البيان.

١٦٦

ونجد آخر (١) يحاول أن يناقش في سند الرواية ، ونظره فقط إلى رواية ابن هشام ، عن بعض أهل العلم ، ولكنه لم يعلم أنها واردة في صحيح مسلم بأربعة طرق ، ولو أنه اطلع على ذلك لرأينا له موقفا متحمسا آخر؟ لأنها تكون حينئذ كالوحي المنزل ، على النبي المرسل.

ولعل خير من ناقش هذه الرواية نقاشا موضوعيا سليما هو العلامة الشيخ محمود أبو رية في كتابه القيّم : «أضواء على السنة المحمدية» ؛ فليراجعه من أراد ..

رأينا في الرواية :

ونحن هنا نشير إلى ما يلي :

١ ـ إن ابن هشام وغيره يذكرون : أن سبب إرجاع الرسول «صلى الله عليه وآله» إلى أمه ، هو أن نفرا من الحبشة نصارى ، رأوه مع مرضعته ، فسألوا عنه ، وقلبوه ، وقالوا لها : لنأخذن هذا الغلام ، فلنذهبن به إلى ملكنا وبلدنا إلخ (٢).

وبذلك تصير الرواية المتقدمة التي تذكر أن سبب إرجاعه إلى أمه هو قضية شق الصدر محل شك وشبهة.

٢ ـ كيف يكون شق صدره «صلى الله عليه وآله» هو سبب إرجاعه إلى أمه ؛ مع أنهم يذكرون :

أن هذه الحادثة قد وقعت له «صلى الله عليه وآله» وعمره ثلاث سنين ،

__________________

(١) النبي محمد لعبد الكريم الخطيب ص ١٩٦.

(٢) راجع : سيرة ابن هشام ج ١ ص ١٧٧ وتاريخ الطبري ج ١ ص ٥٧٥.

١٦٧

أو سنتان وأشهر ، مع أنه إنما أعيد إلى أمه بعد أن أتم الخمس سنين.

٣ ـ هل صحيح أن مصدر الشر هو غدة ، أو علقة في القلب ، يحتاج التخلص منها إلى عملية جراحية؟!.

وهل يعني ذلك أن باستطاعة كل أحد ـ فيما لو أجريت له عملية جراحية لاستئصال تلك الغدة ـ أن يصبح تقيا ورعا ، خيّرا؟!.

أم أن هذه الغدة أو العلقة قد اختص الله بها الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، وابتلاه بها دون غيره من بني الإنسان؟!. ولماذا دون غيره؟!.

٤ ـ لماذا تكررت هذه العملية أربع ، أو خمس مرات ، في أوقات متباعدة؟ حتى بعد بعثته «صلى الله عليه وآله» بعدة سنين ، وحين الإسراء والمعراج بالذات؟!

فهل كانت تلك العلقة السوداء ، وحظ الشيطان تستأصل ، ثم تعود إلى النمو من جديد؟! وهل هي من نوع مرض السرطان الذي لا تنفع معه العمليات الجراحية ، والذي لا يلبث أن يختفي حتى يعود إلى الظهور بقوة أشد ، وأثر أبعد؟!.

ولماذا لم تعد هذه العلقة إلى الظهور بعد العملية الرابعة أو الخامسة ، بحيث يحتاج إلى السادسة ، فالتي بعدها؟!.

ولماذا يعذب الله نبيه هذا العذاب ، ويتعرض لهذه الآلام بلا ذنب جناه؟! ألم يكن بالإمكان أن يخلقه بدونها من أول الأمر؟!.

٥ ـ وهل إذا كان الله يريد أن لا يكون عبده شريرا يحتاج لإعمال قدرته إلى عمليات جراحية كهذه ، على مرأى من الناس ومسمع؟!.

١٦٨

وتعجبني هذه البراعة النادرة لجبرئيل في إجراء العمليات الجراحية لخصوص نبينا الأكرم «صلى الله عليه وآله».

وألا تعني هذه الرواية : أنه «صلى الله عليه وآله» كان مجبرا على عمل الخير ، وليس لإرادته فيه أي أثر أو فعالية ، أو دور؟! لأن حظ الشيطان قد أبعد عنه بشكل قطعي وقهري ، وبعملية جراحية ، كان أنس بن مالك يرى أثر المخيط في صدره الشريف!!.

٦ ـ لماذا اختص نبينا بعملية كهذه ولم تحصل لأي من الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام (١)؟

أم يعقل أن محمدا «صلى الله عليه وآله» ، أفضل الأنبياء وأكملهم ، كان فقط بحاجة إلى هذه العملية؟! الجراحية؟! وإذن ، فكيف يكون أفضل وأكمل منهم؟

أم أنه قد كان فيهم أيضا للشيطان حظ ونصيب لم يخرج منهم بعملية جراحية ؛ لأن الملائكة لم يكونوا قد تعلموا الجراحة بعد؟!.

٧ ـ وأخيرا ، أفلا ينافي ذلك ما ورد في الآيات القرآنية ، مما يدل على أن الشيطان لا سبيل له على عباد الله المخلصين : (قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ، إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)(٢).

وقال تعالى : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ)(٣).

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ١ ص ٣٦٨.

(٢) الآيات ٣٩ إلى ٤١ من سورة الحجر.

(٣) الآية ٦٥ من سورة الإسراء.

١٦٩

وقال : (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)(١).

ومن الواضح : أن الأنبياء هم خير عباد الله المخلصين ، والمؤمنين ، والمتوكلين. فكيف استمر سلطان الشيطان على الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» إلى حين الإسراء والمعراج؟!.

هذا كله ، عدا عن تناقض الروايات الشديد ، وقد أشار إليه الحسني باختصار ، فراجع (٢) وقارن.

المسيحيون وحديث شق الصدر :

وقد روي عن النبي «صلى الله عليه وآله» قوله : «ما من أحد من الناس إلا وقد أخطأ ، أو همّ بخطيئة ، ليس يحيى بن زكريا» (٣).

ويذكر أبو رية «رحمه الله» : أن حديث شق الصدر يأتي مؤيدا للحديث الآخر ، الذي ورد في البخاري ، ومسلم وفتح الباري وغيرها ، وهو ـ والنص للبخاري ـ : «كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم ، ذهب يطعن ، فطعن في الحجاب» (٤).

وفي رواية : «ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد ؛ فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها» (٥) .. ولهذا الحديث

__________________

(١) الآية ٩٩ من سورة النحل.

(٢) سيرة المصطفى ص ٤٦.

(٣) مسند أحمد : ج ١ ص ٣٠١ ، وراجع : المصنف ج ١١ ص ١٨٤.

(٤) البخاري ط سنة ١٣٠٩ ه‍ ج ٢ ص ١٤٣.

(٥) مسند أحمد ج ٢ ص ٢٧٤ ـ ٢٧٥.

١٧٠

ألفاظ أخرى لا مجال لذكرها.

وقد استدل المسيحيون بهذا الحديث على أن البشر كلهم ـ حتى النبي ـ مجردون عن العصمة ، معرضون للخطايا إلا عيسى بن مريم ، فإنه مصون عن مس الشيطان ، مما يؤيد ارتفاع المسيح عن طبقة البشر ، وبالتالي يؤكد لاهوته الممجد (١).

وأضاف أبو رية إلى ذلك قوله : «ولئن قال المسلمون لإخوانهم المسيحيين :

ولم لا يغفر الله لآدم خطيئته بغير هذه الوسيلة القاسية ، التي أزهقت فيها روح طاهرة بريئة ، هي روح عيسى «عليه السلام» بغير ذنب؟!.

قيل لهم : ولم لم يخلق الله قلب رسوله الذي اصطفاه ، كما خلق قلوب إخوانه من الأنبياء والمرسلين ـ والله أعلم حيث يجعل رسالته ـ نقيا من العلقة السوداء وحظ الشيطان ، بغير هذه العملية الجراحية ، التي تمزق فيها قلبه وصدره مرارا عديدة! ..» (٢).

أصل الرواية جاهلي :

والحقيقة هي : أن هذه الرواية مأخوذة عن أهل الجاهلية ، فقد جاء في الأغاني أسطورة مفادها :

أن أمية بن أبي الصلت كان نائما ، فجاء طائران ، فوقع أحدهما على باب

__________________

(١) أضواء على السنة المحمدية ص ١٨٦ ، عن : المسيحية في الإسلام طبعة ثالثة ص ١٢٧ تأليف إبراهيم لوقا.

(٢) أضواء على السنة المحمدية ص ١٨٧.

١٧١

البيت ؛ ودخل الآخر فشق عن قلب أمية ثم رده الطائر ، فقال له الطائر الآخر : أوعى

قال : نعم.

قال : زكا؟

قال : أبى.

وعلى حسب رواية أخرى : أنه دخل على أخته ، فنام على سرير في ناحية البيت ، قال : فانشق جانب من السقف في البيت ، وإذا بطائرين قد وقع أحدهما على صدره ، ووقف الآخر مكانه ، فشق الواقع على صدره ، فأخرج قلبه ، فقال الطائر الواقف للطائر الذي على صدره : أوعى؟

قال : وعى.

قال : أقبل؟

قال : أبى.

قال : فردّ قلبه في موضعه إلخ ..

ثم تذكر الرواية تكرر الشق له أربع مرات (١).

وهكذا يتضح : أن هذه الرواية مفتعلة ومختلقة ، وأن سر اختلاقها ليس إلا تأييد بعض العقائد الفاسدة ، والطعن بصدق القرآن ، وعصمة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله».

ولنعد الآن إلى متابعة الحديث عن السيرة العطرة ؛ فنقول :

__________________

(١) راجع الأغاني ج ٣ ص ١٨٨ و ١٨٩ و ١٩٠.

١٧٢

فقد النبي صلّى الله عليه وآله لأبويه :

لقد شاءت الإرادة الإلهية : أن يفقد النبي «صلى الله عليه وآله» أباه وهو لا يزال جنينا ، أو طفلا صغيرا.

وربما يقال : إن الأصح هو الأول ؛ لأن يتمه هذا كان هو الموجب لتردد حليمة السعدية في قبوله رضيعا (١) ، ولكن قد تقدم بعض المناقشة في ذلك.

ثم فقد أمه بعد عودته من بني سعد ، وهو في الرابعة من عمره ، أو في السادسة ، أو أكثر حسب الروايات.

ولعل ما تقدم من إرجاع حليمة له إلى أمه ، وهو في الخامسة من عمره ، يؤيد أن أمه قد توفيت وهو في السادسة ، إلا أن يقال : إنه يمكن أن يكون المراد : أنه قد أرجع إلى أهله ، ولكنه احتمال بعيد عن مساق الكلام.

هذا .. وقد استأذن رسول الله «صلى الله عليه وآله» ربه في زيارة قبر أمه ، فأذن له.

فقد روى مسلم في صحيحه ، أنه «صلى الله عليه وآله» قال : «إستأذنت

__________________

(١) وبذلك يعلم : أن ما ورد في كشف الغمة ج ١ ص ١٦ من أنه عاش «صلى الله عليه وآله» مع أبيه سنتين وأربعة أشهر لا يمكن المساعدة عليه .. رغم أن الإربلي رحمه الله قد نص بعد ذلك بصفحات أي في ص ٢٢ على أن أباه قد توفي وأمه حبلى به «صلى الله عليه وآله» .. فراجع ..

وليراجع تاريخ الخميس ص ٢٥٨ ج ١ وتاريخ الطبري ج ٢ ص ٣٣ ، وسيرة ابن هشام ج ١ ص ١٩٣.

١٧٣

ربي في زيارة أمي ، فأذن لي ، فزوروا القبور تذكّركم الموت» (١).

وهذا الحديث حجة دامغة على من يمنع من زيارة القبور ، وله مؤيدات كثيرة ؛ كزيارة فاطمة «عليها السلام» لقبر حمزة «عليه السلام» ، وغير ذلك.

وقد ألف العلامة المتتبع البحاثة الشيخ علي الأحمدي كتابا في التبرك بآثار الأنبياء والصالحين ، وتعرض فيه إلى هذا الموضوع ، وبحثه أيضا العلامة الأميني في الغدير ، والسبكي في كتابه : شفاء السقام في زيارة خير الأنام ، وغيرهم كثير.

كفيل النبي صلّى الله عليه وآله :

ولقد عاش «صلى الله عليه وآله» في كنف جده عبد المطلب ، الذي كان يرعاه خير رعاية ، ولا يأكل طعاما إلا إذا حضر ، وكان عارفا بنبوته حتى لقد روي : أنه قال عنه لمن أراد أن ينحيه عنه ، وهو طفل يدرج : دع ابني فإن الملك قد أتاه (٢). والرواية معتبرة على الظاهر.

أضف إلى ذلك : ما رووه من إخبار سيف بن ذي يزن لعبد المطلب بذلك ، عندما زاره في اليمن ، إلى غير ذلك من دلائل وإشارات ، رسخت هذا الاعتقاد في نفس عبد المطلب «رحمه الله» ، وجعلت له «صلى الله عليه

__________________

(١) كشف الغمة ج ١ ص ١٦ عن مسلم ، وصحيح مسلم ط سنة ١٣٣٤ ه‍ ج ٣ ص ٦٥ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٣٥ والحديث موجود في مصادر عديدة كما يظهر من مراجعة كتاب الجنائز في كتب الحديث ..

(٢) أصول الكافي ج ١ ص ٣٧٢ ط سنة ١٣٨٨ ه‍.

١٧٤

وآله» مكانة خاصة عنده (١).

وفي السنة الثامنة من عمره «صلى الله عليه وآله» توفي جده عبد المطلب ، بعد أن اختار له أبا طالب «رحمه الله» ليكفله ، ويقوم بشؤونه ، ويحرص على حياته ، رغم أن أبا طالب لم يكن أكبر ولد عبد المطلب سنا ، ولا أكثرهم مالا ؛ لأن الأسنّ فيهم كان هو الحارث ، والأكثر مالا هو العباس.

ولكن عذر العباس هو أنه كان حينئذ صغيرا أيضا ، لأنه كان أسنّ من النبي «صلى الله عليه وآله» بسنتين فقط ، كما يقولون (٢) وإن كنا قد قلنا : إنه كان يكبره بأكثر من ذلك.

كما أن أبا طالب قد كان شقيق عبد الله والد النبي «صلى الله عليه وآله» لأبيه وأمه ، فإن أمهما هي فاطمة المخزومية ، وطبيعي أن يكون لأجل ذلك أكثر حنانا وعطفا عليه وحبا له.

ثم إن أبا طالب الذي كان هو وزوجته أم أمير المؤمنين «عليه السلام» يحملان نور الولاية ، قد كانا يحملان من المكارم والفضائل النفسية والمعنوية ومن الطهارة ما يؤهلهما لأن يكونا كفيلين لرسول الله «صلى الله عليه وآله»

__________________

(١) راجع : البداية والنهاية : ج ٢ ص ٣٢٩ ـ ٣٣٠.

(٢) وإن كنا نعتقد أنه حتى ولو كان سنه إلى الحد الذي يتمكن فيه من كفالته «صلى الله عليه وآله» فإن عبد المطلب لا يعهد به إليه ؛ فإنه هو الذي احتفظ بالسقاية ، دون الرفادة ، بسبب حرصه على المال ، وضنه به ، وهو الذي كان يحاول أن يحصل على فضلة من المال من عمر بأسلوب عاطفي ، وبطريقة لا يتبعها إلا من يهتم بالمال وبجمعه بشكل ظاهر.

١٧٥

وأبوين لوصيه ، وللأئمة من ذريته ..

وعلى كل حال ، فقد عهد عبد المطلب إلى أبي طالب «عليه السلام» بمهمة كفالته «صلى الله عليه وآله» ؛ لأنه كان بالإضافة إلى ما تقدم أنبل أخوته ، وأكرمهم ، وأعظمهم مكانة في قريش ، وأجلهم قدرا ، ولقد قام أبو طالب «عليه السلام» برعايته «صلى الله عليه وآله» خير قيام ، ولم يزل يكرمه ويحبه غاية الحب ، وينصره بيده ولسانه طول حياته ، كما سنشير إليه إن شاء الله تعالى في فصل خاص به رضوان الله تعالى عليه.

الرحلة الأولى إلى الشام ، وبحيرا :

ويقولون : إنه «صلى الله عليه وآله» قد سافر إلى الشام بصحبة عمه أبي طالب ، ورآه بحيرا راهب بصرى ، وأخبر عمه أنه نبي هذه الأمة ، وأصر عليه بأن يرجعه إلى مكة ، حتى لا يغتاله اليهود ، الذين يرون العلامات التي في كتبهم متحققة فيه ، فخرج به عمه أبو طالب حتى أقدمه مكة.

رواية مكذوبة :

ولكن جاء في رواية لأبي موسى الأشعري : أن بحيرا «لم يزل يناشده حتى رده ، وبعث معه أبو بكر بلالا ، وزوده الراهب من الكعك والزيت» (١).

__________________

(١) الثقات لابن حبان ج ١ ص ٤٤ ، والبداية والنهاية ج ٢ ص ٢٨٥ ، وتاريخ الطبري ج ٢ ص ٣٤ وط الاستقامة ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٢٥٨ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٢٠ ومستدرك الحاكم ، والبيهقي ، وابن عساكر ، والترمذي ، وقال : حسن غريب ، وفي سيرة دحلان ج ١ ص ٤٩ أنه رجع إلى مكة ، ومعه أبو بكر وبلال.

١٧٦

وفي رواية : أن سبعة كانوا قد عزموا على قتله «صلى الله عليه وآله» ، فمنعهم بحيرا ، وبايعوا الرسول ، وأقاموا معه.

ولكن ذلك لا يمكن أن يصح :

أولا : لأن عمر النبي «صلى الله عليه وآله» كان حينئذ اثني عشر سنة ، بل قيل : إن عمره كان حينئذ تسع سنين (١).

وأبو بكر كان أصغر من النبي «صلى الله عليه وآله» بأكثر من سنتين ، وبلال كان أصغر من أبي بكر بعدة سنين ، تتراوح ما بين خمس إلى عشر (٢) ، حسب اختلاف الأقوال.

فهل يمكن لأبي بكر ، وهو بهذه السن أن يسافر إلى الشام ، ثم يصدر الأوامر والنواهي في مهمات كهذه؟!.

وهل يمكن لبلال الذي كان طفلا ، لا يقدر على المشي ، أو لم يكن قد ولد بعد : أن يكون مع أبي بكر في ذلك السفر الطويل؟

ثم أن يتحمل مسؤولية إرجاع النبي «صلى الله عليه وآله» من بصرى إلى مكة؟ مع كون النبي «صلى الله عليه وآله» أكبر منه بسنوات عديدة؟!.

وثانيا : ما هو الربط بين أبي بكر وبلال حتى يأمره أبو بكر بهذا الأمر؟

__________________

(١) راجع : الطبري ج ٢ ص ٣٣ ، والبداية والنهاية ج ٢ ص ٢٨٦ والسيرة الحلبية ج ١ ص ١٢٠ ، وقال : إن صاحب كتاب الهدى قد رجح هذا القول ..

(٢) نعم قد ذكر ابن حبان ، والإصابة ج ١ ص ١٦٥ عن أبي نعيم : أن بلالا كان تربا لأبي بكر .. لكن الأشهر والأكثر : على أن أبا بكر كان يكبره بعدة سنين كما ذكرنا.

راجع : السيرة الحلبية ج ١ ص ١٢٠.

١٧٧

فإن أبا بكر لم يكن يملك بلالا ، وإنما كان يملكه أمية بن خلف ، وإنما اشتراه أبو بكر كما يقولون بعد ثلاثين عاما من حينئذ (١).

هذا إن لم نقل : إن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي اشترى بلالا ، وأعتقه ، ولم يملكه أبو بكر أصلا (٢).

وثالثا : إن راوي هذه الرواية ، وهو أبو موسى ، لم يكن قد ولد أصلا ، لأنه إنما ولد قبل البعثة بثمان أو بعشر سنين ، على ما يقولون ؛ كما أنه إنما قدم إلى المدينة في سنة سبع من الهجرة ، سنة خيبر ، وهذه القضية قد كانت قبل البعثة بحوالي ثلاثين عاما.

ورابعا : سيأتي عن مغلطاي والدمياطي : أن أبا بكر لم يكن في ذلك السفر أصلا.

ولعل لأجل بعض ما تقدم أو كله حكم الترمذي على هذا الحديث بالغرابة ، وشك فيه ابن كثير أيضا. فراجع.

وبعد كل ما تقدم فقد حكم الذهبي على هذا الحديث بقوله : «أظنه موضوعا بعضه باطل» (٣).

__________________

(١) وقد أشار إلى ذلك الحافظ الدمياطي على ما في تاريخ الخميس ج ١ ص ٢٥٩ عن حياة الحيوان .. وكذا في سيرة مغلطاي ص ١١ وزاد قوله : «بايعوه على أي شيء».

(٢) سيأتي الحديث عنه في الجزء الثالث من هذا الكتاب ؛ الفصل الأول من الباب الثالث.

(٣) تاريخ الخميس ج ١ ص ٢٥٩ ، والسيرة الحلبية ج ١ ص ١٢٠.

١٧٨

سر الوضع والاختلاق :

وأما سر وضع تلك الرواية فهو إثبات : أن إيمان أبي بكر بنبوّة النبي «صلى الله عليه وآله» قد كان قبل البعثة ؛ ليسبق الناس كلهم ، حتى عليا عليه الصلاة والسلام وخديجة ، وحتى النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه في ذلك.

قال النووي : «كان أبو بكر أسبق الناس إسلاما ، أسلم وهو ابن عشرين سنة ، وقيل : خمس عشرة سنة» (١).

وقال الصفوري الشافعي : «وكان إسلامه قبل أن يولد علي بن أبي طالب» (٢).

وذكر الديار بكري رواية عن ابن عباس ، عن قضية بحيرا جاء في آخرها : فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق قبل ما نبّئ «صلى الله عليه وآله» (٣).

ولكن ، لماذا لم يعدوا بحيرا وبلالا والحارث وغيرهم ممن حضر ، من السابقين إلى الإسلام أيضا؟!. ومن الذي أخبرهم بوقوع الإسلام في قلب أبي بكر قبل هؤلاء؟! أو دونهم؟!.

بل من أين علموا : أن الإسلام والتصديق قد وقعا في قلب أبي بكر؟! هذا كله لو سلمنا بالقضية من أساسها.

__________________

(١) الغدير ج ٧ ص ٢٧٢ عنه.

(٢) نزهة المجالس ج ٢ ص ١٤٧.

(٣) تاريخ الخميس ج ١ ص ٢٦١.

١٧٩

إشارات خاطفة في قصة بحيرا :

وقد بقي في قصة بحيرا نقاط كثيرة ، جديرة بالمناقشة ، لا مجال لنا للحديث عنها هنا ، وبعضها قد يكون له كبير فائدة.

ومما تقدم يظهر مدى صحة قول بعض الروايات : إن أبا بكر ، أو الحارث عم النبي «صلى الله عليه وآله» قد ذهب إليه «صلى الله عليه وآله» فاحتضنه ، وجاء به ، وأجلسه مع القوم على مائدة طعام بحيرا ، ورجح ابن المحدث : أن الذي جاء به هو أبو بكر (١).

ولم يدر ابن المحدث أن أبا بكر لم يكن في ذلك السفر أصلا ، كما صرح به الدمياطي ومغلطاي (٢) ، ولو كان ؛ فإنه كان أصغر سنا من النبي «صلى الله عليه وآله» كما قلنا.

بقي أن نشير إلى أن بعض الروايات قد ذكرت : أن راويها قد شك في أن يكون سفره «صلى الله عليه وآله» إلى الشام كان بصحبة أبي طالب أو جده عبد المطلب (٣).

وبذلك تصبح الرواية الآنفة له مع أبي بكر وبلال أكثر إشكالا وتعقيدا ؛ لأن عبد المطلب قد توفي وعمر النبي «صلى الله عليه وآله» ثمان سنين كما تقدم.

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ١ ص ١١٩ ، والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٤٨.

(٢) سيرة مغلطاي ص ١١ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٥٩ عن الحافظ الدمياطي.

(٣) طبقات ابن سعد ج ١ ص ١٢٠ ط صادر ، وج ١ قسم ١ ص ٧٦ ط ليدن والبداية والنهاية ج ٢ ص ٢٨٦.

١٨٠