تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده العبدي قال :

معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي ، له صحبة ، روى عنه أبو الجويرية الجرمي ، ووائل ابن كليب ، وكان قدم مصر سنة ثلاث وأربعين ، وصار إلى الإسكندرية ، له ولأبيه ولجدّه صحبة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الفضل المقدسي ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال :

معن بن يزيد السّلمي الكوفي ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه أبو الجويرية حطان بن خفاف في الزكاة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، قال : قال لنا أبو نعيم الحافظ :

معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي له صحبة ، حديثه عند ابي الجويرية الجرمي ، له ولأبيه وجدّه صحبة ، قدم مصر سنة ثلاث وأربعين.

وقال الليث عن يزيد بن أبي حبيب :

أن معن بن يزيد بن الأخنس هو وأبوه وجده شهدوا بدرا ، ولا أعلم رجلا هو وابنه وابن ابنه مسلمين شهدوا بدرا غيرهم (١).

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٢) :

أما زعب بكسر الزاي ، فهو يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة بن زغب بن مالك من بني بهثة بن سليم بن منصور ، روى هو وابنه معن عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ذكره الطبري ، قال : وذكره الدارقطني بالغين المعجمة وهو غلط ظاهر ، وهو زعب بعين مهملة مشهور ، وإلى اليوم منهم خلق بالحجاز زعبيون ، ولهم خفارة في طريق مكة.

كتب إليّ أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحطّاب (٣) ، أنا أبو الفضل محمّد بن

__________________

(١) أسد الغابة ٤ / ٤٦٣ ورواه المزي في تهذيب الكمال ١٨ / ٢٩٠ من طريق الليث ، وعقب بقوله : ولم يتابعه أحد على هذا القول ، والله أعلم.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ١٨٥.

(٣) تحرفت في م ود ، إلى : الخطاب ، بالخاء المعجمة.

٤٤١

أحمد بن عيسى السعدي ، أنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد العكبري قال : قرئ على عبد الله ابن محمّد البغوي ، نا ابن (١) هانئ ـ يعني ـ إبراهيم ، نا ابن بكير المصري ، نا ابن وهب ، عن الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب.

أن معن بن يزيد بن الأخنس من بني سليم ، هو وأبوه وجده تمام عدّة أصحاب بدر (٢) ، ولا أعلم رجلا وابنه وابن ابنه شهد بدرا مسلمين كلهم مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غيرهم ، لا أعلم ليزيد بن أبي حبيب متابعا على شهودهم بدرا ، والله أعلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي (٣) أبو عبد الرّحمن قال في تسمية من صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو وأبوه وجده ، فذكرهم وذكر فيهم : معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، أنا أبو الحسن الحمامي ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، أنا الحسن بن علي القطّان ، نا إسماعيل بن عيسى العطار ، حدّثني أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي ، قال : قالوا :

وقدم معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي في رجال من بني سليم نحوا من مائة ، فقال أبو بكر : لو كانوا (٤) هؤلاء أكثر مما هم أمضيناهم ، فقال له عمر : والله لو كانوا عشرة لرأيت أن تمدّ بهم إخوانهم ، وو الله إني لأرى أن نمدّهم بالرجل الواحد إذا كان ذا حزم وغناء قالوا : فقال حبيب بن مسلمة الفهري : وعندي نحو من عدّتهم ، رجال من أفناء (٥) القبائل ، ذو (٦) رغبة في الجهاد ، فأجمعنا وهؤلاء جميعا يا خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم ابعثنا مددا لإخواننا من المسلمين ، قالوا : فقال أبو بكر : فاخرج بهم جميعا ، فأنت أمير القوم حتى تقدم على إخوانك ، قال : فعسكر بهم ثم جمع إليه أصحابه ، ثم مضى بهم حتى قدم على يزيد بن أبي سفيان.

__________________

(١) تحرفت في م إلى : أبو.

(٢) قال أبو عمر ابن عبد البر : لا يعرف معن في البدريين ، ولا يصح. (الاستيعاب على هامش الإصابة ٣ / ٤٤٧).

(٣) تحرفت بالأصل إلى : ابن.

(٤) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م ود : «كان» وهو أشبه.

(٥) بالأصل : أبناء ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٦) كذا بالأصل ود ، وم ، و «ز» ، والوجه : ذوو.

٤٤٢

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر (١) ، نا ابن عائذ ، أخبرني إسماعيل بن عيّاش ، عن يحيى بن يزيد ، عن زيد بن أبي أنيسة عن عقبة بن رافع قال :

غزوت مع عمي الصائفة وعلينا معن بن يزيد الخفافي ، من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزل منزلا حتى أشفينا على أرض العدو ، فقام في الناس ، فحمد الله وأثنى عليه فقال : يا أيّها الناس ، إنا لا نريد أن نقسم الغنم والعلف ، وأشباه ذلك ، فخذوا منه ما أحببتم ، فقد أحللناكم منه.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح ، وأبو المظفّر ابن الأستاذ أبي القاسم ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر أبي عبد الرّحمن ، قالوا : أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، نا جدي ، نا بشر بن معاذ ، نا أبو عوانة ، عن أبي الجويرية عن معن بن يزيد قال : لا تحلّ غنيمة حتى تقسم على الناس حقة واحدة ، فإذا قسم حلّ لنا أن نعطيك.

أنبأنا أبو علي الحدّاد وغيره ، قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة ، أنا سليمان بن أحمد ، نا أبو خليفة ، نا محمّد بن سلام الجمحي قال : ـ سمعت بكّار بن محمّد بن واسع قال : قال معاوية :

ما ولدت قرشية لقرشي خيرا لها في دينها من محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وما ولدت قرشية لقرشي خيرا لها في دنياها مني ، فقال معن بن يزيد السّلمي : ما ولدت قرشية لقرشي خيرا لها في دينها من محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا شرا لها في دنياها منك ، قال : ولم؟ قال : لأنك عوّدتهم عادة كأني بهم قد طلبوها من غيرك ، فكأني بهم صرعى في الطرق ، قال : ويحك ، والله إنّي لأكاتمها نفسي منذ كذا وكذا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا الحسن بن عبد العزيز الجذامي ، نا أبو مسهر ، نا سعيد ـ يعني ـ ابن عبد العزيز قال :

دخل معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي على معاوية.

__________________

(١) تحرفت في د ، وم إلى : بشر.

٤٤٣

عنه اللحاف ، فلمّا نظر إليه معن بكى ، فقال له معاوية : ما يبكيك؟ هذا الذي كنتم تلتمسون لي ـ يريد البقاء ـ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسين بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال (١) :

وشهد معن بن يزيد يوم المرج ـ مرج راهط ـ.

[ذكر من اسمه](٢) معيوف

٧٥٨٤ ـ معيوف بن يحيى الحجوري (٣) الهمداني

من أهل دمشق.

ولي غزو البحر ، وولي على جند دمشق في بعض الصوائف.

حكى عنه ابنه حميد بن معيوف.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ.

قال : سمعت ابن سميع (٤) يقول في الطبقة الثالثة : معيوف الحجوري ، من همدان ، جدّ بني (٥) معيوف ، دمشقي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني وغيره قالوا : أنا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر (٦) ، نا محمّد بن عائذ ، أخبرني عبد الأعلى بن مسهر قال :

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٦ / ٣٧.

(٢) زيادة منا.

(٣) الحجوري نسبة إلى : حجور بالفتح ، ورواه بعضهم بضم أوله ، راجع معجم البلدان.

(٤) بالأصل : «سمعت ابن عمير سميع» صوبنا الجملة عن د ، و «ز» ، وم.

(٥) بالأصل : حدثني.

(٦) تحرفت بالأصل ، وم ، و «ز» ، ود إلى : بشر.

٤٤٤

كان على الصائفة في سنة ثلاث وخمسين معيوف بن يحيى ، وفي سنة ثمان وخمسين ومائة معيوف بن يحيى المذكور.

أخبرنا أبو بكر غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن (١) السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٢) :

سنة ثلاث وخمسين [ومائة](٣) ولي الصائفة معيوف بن يحيى فلم يدرب.

وقال (٤) :

سنة ثمان وخمسين [ومائة] كان ـ يعني ـ : المنصور ـ وجّه معيوف بن يحيى إلى الروم ، فأدرب من درب الحدث ، وقفل من درب الراهب سالما.

وفيها ـ يعني ـ سنة ثمان وخمسين غزا معيوف بن يحيى ، فقتل وسبى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال :

وفيها ـ يعني ـ سنة ثلاث وخمسين ومائة غزا معيوف بن يحيى الحجوري الصائفة ، ولم يدرب.

أنبأنا أبو القاسم النسيب وغيره ، قالوا : أنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا علي بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الملك البسري ، نا أبو عبد الله بن عائذ قال : فذكر الوليد عن من أخبره.

أن المهدي أمير المؤمنين ولّى ابنه هارون الصائفة ، وكان فيها من أهل الشام وأهل خراسان ، وأهل الكوفة ، والبصرة ، ومتطوعة أهل الحجاز ، واليمن مائتان (٥) وثمانية آلاف ، فكان على أهل فلسطين محمّد بن زيادة اللخمي ، وعلى أهل الأردن عبد الملك بن الدهاث ، وعلى أهل دمشق معيوف بن يحيى الحجوري ، وعلى أهل حمص : عيسى بن عمر الكندي ، وذكر بعض الغزاة.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : الحسين.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٢٧ حوادث سنة ١٥٣.

(٣) زيادة منا للإيضاح.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٢٩.

(٥) الأصل و «ز» ، وم : «مائتا» والمثبت عن د.

٤٤٥

قال ابن عائذ : واستخلف موسى بن محمّد فغزا سنة تسع وستين ومائة معيوف بن يحيى.

٧٥٨٥ ـ معيوف (١) بن يحيى بن معيوف

ولي إمرة دمشق في أيام المأمون ، وأظنه ابن ابن المذكور آنفا.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي في تسمية ولاة دمشق ، ثم معيوف بن يحيى الهمداني الدمشقي ، وكان قد وقع في أيامه غلاء بدمشق ، فقال فيه أهل دمشق الأشعار ، ومما قيل فيه :

ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة

حتى تربّع في الخضراء معيوف

قال الرّازي : حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن يحيى بن أحمد بن يزيد (٢) بن الحكم الحجوري الدمشقي ، حدّثني أبي عن شيوخه وأهل بيته قالوا :

كان أحمد بن يزيد بن الحكم له بأس وشجاعة ، وكان يسكن في قرية بالغوطة يقال لها أرزونا (٣) ، وكانت اليمن في سائر القرى تنحاش إليه ، وترئّسه عليها ، وله أخبار منها : أن الأمير الذي قدم الشام في حرب (٤) ابن بيهس سأل عنه .... (٥) بعث إليه إلى قريته بأرزونا ، فقدم عليه ، وأكرمه ، ثم عرض عليه أن يستخلفه على دمشق ، فامتنع من ذلك وقال : قد كبرت سنّي ، وما بي حاجة إلى هؤلاء ، فقال : هل هاهنا من اليمن من له عدة يصلح لما ندبناك له؟ قال : نعم ، معيوف بن يحيى ، فوجّه إليه ، وأحضره ، واستخلفه ، فكانت أيامه أيام بؤس وجدب وغلاء ، فقال فيه الشاعر :

ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة

حتى تربّع في الخضراء معيوف

قال : ثم كان حميد بن معيوف يخلف أباه معيوف ، وتوفي أحمد بن الحكم فكان ابنه يحيى بن الحكم ، ويكنى أبا شبيب كان له موالي ، وكان في الموضع الذي يسكنه نصراني يعرف بسلمون ، فطرق بعض مواليه منزله ، فوجد فيه سلمون النصراني مع أهله ، فشكاه إلى مولاه يحيى بن الحكم ، وذهب النصراني من فزعه فأسلم على يدي حميد بن معيوف وقال :

__________________

(١) ترجمته في أمراء دمشق ص ٨٦ وتحفة ذوي الألباب ١ / ٢٦٦ وتاريخ خليفة (الفهارس).

(٢) في معجم البلدان (أرزونا) زيد.

(٣) أرزونا : من قرى دمشق (معجم البلدان).

(٤) الأصل ود ، و «ز» ، وم : غب ، والمثبت عن تحفة ذوي الألباب.

(٥) كلمة غير واضحة لم أتبينها بالأصل وم ، و «ز» ، ود.

٤٤٦

والله لا قتلت بقتلته إلّا مولاه يحيى بن الحكم ، فجعل عليه الرّصد حتى طلع يحيى إلى مزرعة له يعرف بمنظور ، فكمن له حميد في جماعة من غلمانه حين انصرف يحيى من المزرعة ، وخرج عليه حميد في الكمين فقاتلوهم قتالا شديدا ، وقتل غلام من غلمانه أسود يقال له صندل ، فركب يحيى بن الحكم من ساعته إلى العراق ، وقصد عيسى بن موسى الهاشمي ، وتظلّم من بني معيوف ، وذكر أن هذا الغلام المقتول لم يكن غلامه ، وإنّما كان أخوه ، قال : فحمل من بني معيوف جماعة إلى العراق ، وتشتت أمرهم ، وكان لهم أرض في ناحية أرزونا فاستوهبها من أمير المؤمنين ، فوهبها له ، وجعلها مقابر ، وهي إلى وقتنا هذا تعرف بالصوافي بعد أن صلب فيها من كان (١) زرعها ، أو ضرب بالسوط ؛ في حديث طويل.

[ذكر من اسمه](٢) مغراء

٧٥٨٦ ـ مغراء بن أحمر بن سارية بن مالك النميري

رأس أهل قنّسرين ، وكان ديوانه بخراسان ، وكان وجيها عند نصر بن سيّار الليثي أميرها ، وأوفده على هشام بن عبد الملك.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد الكتّاني ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد ابن جرير الطبري قال (٣) :

ذكر أن نصرا ـ يعني : ابن سيّار ـ وجّه مغراء بن أحمر إلى العراق ، وافدا منصرفا من غزوته الثانية فرغانة فقال له يوسف بن عمر : يا ابن أحمر ، أيغلبكم ابن الأقطع ، يا معشر قيس على سلطانكم ، فقال : قد كان ذلك ، أصلح الله الأمير ، قال : فإذا قدمت على أمير المؤمنين فابقر بطنه ، فقدموا على هشام ، فسألهم عن أمر خراسان ، فتكلم مغراء ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم ذكر يوسف بن عمر بخير فقال : ويحك ، أخبرني عن خراسان ، قال : ليس لك جند يا أمير المؤمنين ، أعد ولا أحد منهم ، من سواذق (٤) في السماء وفراسته مثل الفيل ، وعدّه

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : بستان ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٢) زيادة منا.

(٣) الخبر رواه الطبري في تاريخه ٧ / ١٦٣ وما بعدها في حوادث سنة ١٢٣.

(٤) السواذق : الصقر.

٤٤٧

وعدد من قوم ليس لهم قائد ، قال : ويحك ، فما فعل الكناني؟ قال : لا يعرف ولده من الكبر ، فرد عليه مقالته ، وبعث إلى دار الضيافة ، فأتي بشبل (١) بن عبد الرّحمن المازني ، فقال له هشام : أخبرني عن نصر قال : ليس بالشيخ يخشى خرفه ، ولا الشاب يخشى سفهه ، المجرّب [المجرّب](٢) قد ولي عامة ثغور خراسان وحروبها قبل ولايته ، فكتب إلى يوسف بذلك ، فوضع يوسف الأرصاد ، فلما انتهوا إلى الموصل تركوا طريق البريد ، وتكأدوا حتى قدموا بيهق ـ وقد كتب إلى نصر بقول شبل (٣) ـ وكان إبراهيم بن بسام في الوفد ، فمكر به يوسف ، ونعى له نصرا ، وأخبره أنه قد ولّى الحكم بن الصّلت بن أبي عقيل خراسان ، فقسم له إبراهيم أمر خراسان كله حتى قدم عليه إبراهيم بن زياد رسول نصر ، فعرف أن يوسف قد مكر به ، فقال : أهلكني يوسف.

وقيل : إن نصرا أوفد مغراء وأوفد معه حملة بن نعيم الكلبي ، فلمّا قدموا على يوسف أطمع يوسف مغراء ، إن هو تنقصّ نصرا عند هشام أن يوليه السند ، فلمّا قدموا عليه ذكر مغراء بأس نصر ونجدته ، ورأيه ، أطنب في ذلك ، ثم قال : والله لو كان الله متّعنا منه ببقية ، فاستوى هشام جالسا ، ثم قال : ببقية ما ذا؟ قال : لا يعرف الرجل إلّا بجرمه ، ولا يفهم حتى يدنى (٤) منه وما يكاد يفهم من ضعف صوته من كبره ، فقام حملة الكلبي ، فقال : يا أمير المؤمنين ، كذب والله ، ما هو كما قال ، هو وهو ، فقال هشام : إنّ نصرا ليس كما وصفت ، وهذا من يوسف بن عمر .. حسد (٥) لنصر ، وقد كان يوسف كتب إلى هشام يذكر كبر نصر وضعفه ، ويذكر له سلم (٦) بن قتيبة ، فكتب إليه هشام : اله عن ذكر الكناني (٧) ، فلمّا قدم مغراء على يوسف قال : قد علمت بلاء نصر عندي ، وقد صنعت به ما قد علمت ، فليس لي في صحبته خير ، ولا لي بخراسان مقام ، فأمره بالمقام ، وكتب إلى نصر : إنّي قد حولت اسمه ، فأشخص إليّ من قبلك من أهله.

وقيل : إن يوسف لما أمر مغراء بعيب نصر ، قال : كيف أعيبه مع بلائه وآثاره الجميلة

__________________

(١) في تاريخ الطبري : شبيل.

(٢) زيادة عن الطبري للإيضاح.

(٣) الطبري : شبيل.

(٤) بالأصل : «بري» وإعجامها مضطرب في د ، و «ز» ، وم ، والمثبت عن الطبري.

(٥) بالأصل وبقية النسخ : حسدا ، والمثبت عن الطبري.

(٦) الأصل : سالم ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم ، والطبري.

(٧) بالأصل : «عن ذلك الرأي» وفي د ، وم : ذكر ال (ثم بياض) والمثبت عن الطبري.

٤٤٨

عندي وعند قومي ، فلم يزل به ، فقال : فيما أعيبه؟ أعيب تجربته أو طاعته؟ أو يمن نقيبته أو سياسته؟ قال : عبه بالكبر ، فلمّا دخل على هشام تكلم مغراء ، وذكر نصرا بأحسن ما يكون ، ثم قال في آخر كلامه : لو لا ، فاستوى هشام وقال : ما لو لا إذ الدهر غلبنا عليه ، قال : ما بلغ به ويحك الدهر ، قال : ما نعرف الرجل إلّا من قريب ، وما نعرفه إلّا بصوته ، وقد ضعف عن الغزو والركوب ، فشقّ ذلك على هشام ، فتكلم حملة بن نعيم ، فلمّا بلغ نصرا قول مغراء بعث هارون بن السياوش إلى الحكم بن نميلة ، وهو في السرّاجين يعرض الجند ، فأخذ برجله فسحبه عن طنفسته ، وكسر لواءه على رأسه وضربه ، بطنفسته وجهه ، وقال : كذلك يفعل الله بأصحاب الغدر.

وذكر علي بن محمد (١) عن الحارث بن أفلح بن مالك بن أسماء بن خارجة قال : لما ولى نصر خراسان أدنى معزاء بن أحمر (٢) بن سارية بن مالك النميري والحكم بن نميلة بن مالك والحجاج بن هارون بن مالك ، وكان مغراء بن أحمر النميري رأس أهل قنسرين ، فآثر نصر مغراء وسنّى منزلته ، وشفعه في حوائجه ، واستعمل ابن عمه الحكم بن نميلة على الجوزجان ، ثم عقد للحكم على أهل العالية ، وكان أبوه بالبصرة عليهم ، وكان بعده عكابة بن نميلة ، ثم أوفد نصر وفدا من أهل الشام وأهل خراسان ، وصيّر عليهم مغراء ، وكان في الوفد حملة بن نعيم الكلبي.

[ذكر من اسمه](٣) مغلّس

٧٥٨٧ ـ مغلّس البغدادي (٤)

سمع بدمشق هشام بن خالد الأزرق.

روى عنه : عبدان بن أحمد الجواليقي الأهوازي.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنبأنا أبو سعد الماليني.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٧ / ١٩٥.

(٢) في الطبري : بن أحمد بن مالك بن سارية النميري.

(٣) زيادة منا.

(٤) ترجمته في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٦٤.

(٥) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٦٤.

٤٤٩

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ابن إبراهيم.

قالا : أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ (١) قال : سمعت عبدان يقول : نا مغلّس البغدادي ، شيخ ثقة ، سنة نيّف وثلاثين قبل أن ألقى هشام بن خالد بعشر سنين ، فلما لقيت هشام بن خالد نسيت أن أسأله ، نا هشام بن خالد ، نا خالد بن يزيد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» [١٢٣٨٧].

قال الخطيب (٢) :

مغلّس البغدادي حدّث عن هشام بن خالد الدمشقي ، روى عنه عبد الله بن أحمد بن موسى المعروف بعبدان الأهوازي.

[ذكر من اسمه](٣) مغيث

٧٥٨٨ ـ مغيث (٤) بن سميّ أبو أيّوب الأوزاعي (٥)

حدّث عن عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن الزّبير ، وأبي هريرة ، وعمير بن ربيعة ، وكعب الأحبار.

روى عنه : عطاء بن أبي رباح ، وزيد بن واقد ، ونهيك بن يريم (٦) الأوزاعي ، ومحمّد ابن يزيد بن الرحبي ، والحضرمي بن لاحق ، وأبو بكر عمرو بن سعيد الأوزاعي ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو

__________________

(١) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٣ / ١٥ في ترجمة خالد بن يزيد بن أسد البجلي القسري.

(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٦٤.

(٣) زيادة منا.

(٤) مغيث بضم أوله وكسر ثانيه وتحتانية ومثلثة ، كما في تقريب التهذيب.

(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٢٩٤ وتهذيب التهذيب ٥ / ٥٠٨ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٤ والجرح والتعديل ٨ / ٣٩١.

(٦) إعجام الحرفين الأولين مضطرب بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

٤٥٠

بكر الخرائطي ، نا العباس بن عبد الله الترقفي ، نا محمّد بن المبارك الصوري ، حدّثني يحيى ابن حمزة ، حدّثني زيد بن واقد ، عن مغيث بن سميّ الأوزاعي ، عن أبي هريرة قال :

يا رسول الله ، أيّ الناس أفضل؟ قال : «كلّ مخموم القلب ، صدوق اللسان» ، قالوا : صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب؟ قال : «التّقيّ النقيّ لا إثم فيه ولا بغي ، ولا غلّ ولا حسد» [١٢٣٨٨].

كذا حدّثناه وهو وهم وصوابه ما.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا علي بن الحسين بن صدقة الشرابي ، أنا أبو بكر ابن أبي الحديد.

وأخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة ، قالوا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا العباس بن عبد الله الترقفي ، نا محمّد بن المبارك الصوري ، نا يحيى بن حمزة ، حدّثني زيد بن واقد ، عن مغيث بن سميّ الأوزاعي ، عن عبد الله بن عمرو قال :

قيل : يا رسول الله ، أيّ الناس أفضل؟ قال : «كلّ مخموم القلب ، صدوق اللسان» ، فقالوا : صدوق اللسان قد عرفناه ، فما مخموم القلب؟ قال : «التقيّ النقيّ لا إثم فيه ولا بغي ، ولا غلّ ولا حسد» ، قالوا : فمن يليه يا رسول الله؟ قال : «الّذين شنئوا الدنيا وأحبّوا الآخرة» ، قالوا : ما نعرف هذا فينا إلّا رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمن يليه؟ قال : «مؤمن في خلق حسن» [١٢٣٨٩].

وكذا رواه صدقة بن خالد عن زيد.

[أخبرنا (١) أبو عبد الله محمد بن غانم الحداد ، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ابن منده ، أنا أبي انا سهل السري النجاري ، نا حامد بن سهل وخلف بن سليمان قالا : نا هشام بن عمار.

قال : وأنا أحمد بن عبد الله بن صفوان بدمشق ، نا إبراهيم بن عبد الرحمن ، نا هشام بن عمار نا صدقة بن خالد ، نا زيد بن واقد عن مغيث بن سمي الأوزاعي ، عن عبد الله بن عمرو قال :

قلنا يا رسول الله من خير الناس؟ قال : «ذو القلب المخموم. واللسان الصادق» قلنا : قد

__________________

(١) الحديث التالي سقط من الأصل واستدرك عن د ، و «ز» ، وم.

٤٥١

عرفنا اللسان الصادق ، فما ذا القلب المخموم؟ قال : «هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ، ولا حسد» قلنا : فمن على أثره؟ قال : «الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة» قلنا : ما نعرف هذا فينا إلّا رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمن على أثره؟ هو : «هو من في خلق حسن» قلنا أما هذا فإنه فينا. [١٢٣٩٠].

تابعه القاسم بن موسى عن زيد.

أخبرناه أبو علي الحدّاد ـ في كتابه ـ وحدّثنا أبو مسعود المعدّل عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا طالب بن قرّة الأذني ، نا محمّد بن عيسى الطّبّاع ، نا القاسم ابن موسى ، عن زيد بن واقد ، عن مغيث بن سميّ وكان قاضيا لعبد الله بن الزّبير ، عن عبد الله بن عمرو قال : قيل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيّ الناس أفضل؟ قال :

«مؤمن مخموم القلب ، صدوق اللسان» ، قيل له : وما المخموم القلب؟ قال : «التقي لله ، النقي لا إثم فيه ، ولا بغي ، ولا غلّ ولا حسد» ، قالوا : فمن يليه يا رسول الله؟ قال : «الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة» ، قالوا : ما نعرف هذا فينا إلّا رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالوا : فمن يليه؟ قال : «مؤمن في خلق حسن» [١٢٣٩١].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، أنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي قال : سمعت الأوزاعي يقول : حدّثنا نهيك بن يريم ، حدّثني مغيث بن سميّ قال :

صلّيت مع ابن الزّبير صلاة الفجر ، فصلى فغلّس (١) ، وكان يسفر بها ، فلمّا سلّم قلت لعبد الله بن عمر : ما هذه الصلاة ـ وهو إلى جانبي ـ؟ فقال : هذه صلاتنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، فلما قتل عمر أسفر بها عثمان.

حكى أبو عيسى الترمذي أن البخاري قال : حدّثت الأوزاعي عن نهيك بن مريم في المغلس بالفجر ، حديث حسن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٢) ، حدّثني عبد الرّحمن ـ يعني ـ ابن إبراهيم ، نا الوليد ، نا

__________________

(١) الغلس محركة ظلمة آخر الليل. وأغلسوا : دخلوا فيها ، وغلسوا ساروا ، ووردوا بغلس (القاموس).

(٢) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٣٨.

٤٥٢

الأوزاعي ، حدّثني نهيك بن يريم الأوزاعي ، لا بأس به ، عن مغيث بن سميّ الأوزاعي ، وهؤلاء رجال الشام ، ليس فيهم إلّا ثقة (١) ، قال :

صلى بنا عبد الله بن الزّبير الغداة ، فغلّس (٢) بها ، فالتفت إلى ابن عمر ، فقال (٣) : ما هذه الصّلاة؟ قال : هذه صلاتنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، فلما قتل عمر أسفر بها عثمان.

أخبرناه عاليا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيه ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا أحمد بن الفضل العسقلاني ، نا بشر ابن بكر ، نا الأوزاعي ، حدّثني نهيك بن يريم ، حدّثني مغيث بن سميّ.

أن ابن الزبير غلّس بصلاة الفجر ، فأنكرت ذلك ، فلمّا سلّم التفتّ إلى ابن عمر قلت : ما هذه الصلاة؟ ـ وهو إلى جانبي ـ قال : هذه صلاتنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، فلمّا قتل عمر أسفر بها عثمان.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر ابن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة قال :

ومغيث بن سميّ الأوزاعي الّذي يحدّث عن عبد الله بن عمرو بن العاصي ، يكنى أبا أيّوب ، حدّثني بذلك أبو محمّد التميمي ، عن أبي مسهر ، عن محمّد بن شعيب ، عن أبي بكر ابن سعيد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح المؤذن ، أنا أبو الحسن بن السقاء ، نا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : مغيث بن سميّ ، شامي (٤).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا محمّد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال (٥) : قال أبو زكريا : ومغيث ابن سميّ من الأوزاع ، شامي ، كان صاحب كتب كأبي الجلد ، ووهب بن منبّه.

__________________

(١) رسمها بالأصل : «؟؟؟» وغير واضحة في م ، و «ز» ، والمثبت عن د ، والمعرفة والتاريخ.

(٢) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم : «فغلس بها» وفي المعرفة والتاريخ : «يغلس».

(٣) في المعرفة والتاريخ : فقلت.

(٤) تهذيب الكمال ١٨ / ٢٩٥.

(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٨ / ٢٩٥.

٤٥٣

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل بن الحسن ومحمّد ابن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (١) : مغيث بن سميّ الأوزاعي ، أبو أيّوب ، كنّاه أبو مسهر.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) :

مغيث بن سميّ الأوزاعي أبو أيّوب ، روى عن عبد الله بن عمرو ، وابن عمر ، وابن الزبير ، وكعب ، روى عنه نهيك بن يريم ، وزيد بن واقد ، والحضرمي بن لاحق ، سمعت أبي يقول ذلك ، قال أبو محمّد : وروى عنه محمّد بن يزيد الرحبي.

آخر الجزء الثمانين بعد الأربعمائة من الأصل.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ـ بقراءتي عليه ـ عن أبي الفضل جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو أيّوب مغيث بن سميّ الأوزاعي.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام بن محمّد ، نا جعفر بن محمّد بن جعفر ، نا عبد الرّحمن بن عمرو قال.

في الطبقة الثانية : مغيث بن سميّ ، روى عن كعب ، يكنى أبا أيّوب.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا أحمد ـ قراءة.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٤.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٣٩١.

٤٥٤

قال : سمعت ابن سميع (١) يقول في الطبقة الثانية : ومغيث بن سميّ الأوزاعي ، دمشقي ، أدرك الزبير ، ووكيعا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم ، أنا أبو بكر ، نا أبو بشر قال : أبو أيّوب مغيث بن سميّ الأوزاعي.

أخبرنا محمّد بن شجاع ، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنا أبو أحمد العسكري قال :

فأمّا مغيث : بعد الميم غين منقوطة ، وتحت الياء نقطتان ، وفوق الثاء ثلاث نقط ، فمنهم : مغيث بن سميّ شامي أوزاعي ، يروي عن أبي الدّرداء ، وعبد الله بن عمرو روى عنه نهيك بن يريم ، وزيد بن واقد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال :

مغيث بن سميّ الأوزاعي أبو أيّوب ، كنّاه أبو مسهر ، سمع عبد الله بن عمر ، وكعبا (٢) ، روى عنه زيد بن واقد ، ونهيك بن سميّ (٣) ، وحضرمي بن لاحق ، قال بعضهم عن مغيث بن سميّ : أدركت ألفا من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال لنا أبو القاسم الواسطي : قال لنا أبو بكر الخطيب : وهم الدارقطني في قوله نهيك ابن سميّ ، وإنّما هو نهيك بن يريم.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي زكريا البخاري.

وحدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي ، نا نصر بن إبراهيم ، أنا أبو زكريا.

نا عبد الغني بن سعيد قال :

مغيث : بالغين معجمة ، والياء معجمة من تحتها بنقطتين ، والثاء معجمة بثلاث : مغيث ابن سميّ.

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٨ / ٢٩٤.

(٢) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، والذي في تهذيب الكمال : «وكعبا» وهو أشبه.

(٣) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وسينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.

٤٥٥

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (١) :

أمّا مغيث بغين معجمة ، وآخره ثاء معجمة بثلاث : مغيث بن سميّ أبو أيّوب الأوزاعي ، سمع عبد الله بن عمر ، وكعبا ، روى عنه زيد بن واقد ، ونهيك بن يريم ـ قاله الدارقطني : ابن سمي ، وهو وهم (٢) ـ وحضرمي بن لاحق ، وحكي أنه قال : أدركت ألفا من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال ابن ماكولا : قوله نهيك بن سميّ وهم ، وإنّما هو نهيك بن يريم (٣).

كذلك ذكره البخاري وكذلك رواه الوليد بن مسلم ، والبابلتّي عن الأوزاعي ، عن نهيك ابن يريم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال : مغيث بن سميّ الأوزاعي ، شامي ، ثقة.

أخبرنا أبو محمّد المزكي ، نا أبو محمّد الصوفي ، أنا أبو محمّد العدل ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم ، نا الوليد بن مسلم ، عن أبي بكر بن سعيد ، عن ابن سميّ الأوزاعي ـ وفي نسخة أخرى : مغيث ـ قال : لقيت زهاء ألف من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكنت أغزو مع المائة (٤).

قال (٥) : وأنا عبد الرّحمن بن إبراهيم ، نا الوليد بن مسلم ، عن ابن جابر قال : جاء مغيث بن سميّ الأوزاعي إلى مكحول فأوسع له.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، عن أبي القاسم علي بن محمّد بن يحيى السلمي ، أنا أبي ، أنا أحمد بن سليمان بن زبّان ، نا هشام بن عمّار ، نا صدقة بن خالد ، نا ابن جابر قال :

وأقبل مغيث بن سميّ إلى مكحول ، وأوسع له إلى جنبه ، فأبى وجلس مقابل القبلة ، وقال : هذا أشرف المجالس ، وأجلّ (٦) دعوة تحضر.

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٢١٣.

(٢) قوله : «قاله الدارقطني : ابن سمي ، وهو وهم» ليس في الاكمال.

(٣) من قوله : وقال إلى هنا ليس في الإكمال في باب مغيث.

(٤) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣١٩.

(٥) تاريخ أبي زرعة ١ / ٣١٩.

(٦) بالأصل ود ، و «ز» ، وم : ولعل ، والمثبت عن المختصر.

٤٥٦

الفهرس

٤٥٧
٤٥٨

الفهرس

ذكر من اسمه معالي

٧٤٩٠ ـ معالي بن هبة الله بن الحسين بن علي......................................... ٣

٧٤٩١ ـ معالي بن هبة الله بن المفرج.................................................. ٤

٧٤٩٢ ـ معالي بن يحيى بن خلف السلمي............................................. ٥

٧٤٩٣ ـ معالي الشيباني............................................................. ٦

٧٤٩٤ ـ معالي بن رفاعة السلامي.................................................... ٧

٧٤٩٥ ـ معالي مولى يزيد بن تميم السلمي............................................ ١٢

ذكر من اسمه معاوية

٧٤٩٦ ـ معاوية بن إسحاق بن عباد بن زياد بن أبيه ، المعروف بابن أبي سفيان........... ١٣

٧٤٩٧ ـ معاوية بن إسحاق........................................................ ١٣

٧٤٩٨ ـ معاوية بن أوس بن الأصبغ بن محمد بن محمد بن لهيعة......................... ١٤

٧٤٩٩ ـ معاوية بن الحارث......................................................... ١٤

٧٥٠٠ ـ معاوية بن حديج بن جفنة بن حارثة بن شمس بن معاوية....................... ١٥

٧٥٠١ ـ معاوية بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبو سفيان ـ صخر ـ..................... ٢٩

٧٥٠٢ ـ معاوية بن خندف بن معاوية أبو عبد الرحمن ، القرشي الأموي.................. ٣٠

٧٥٠٣ ـ معاوية بن الريان الأموي................................................... ٣٠

٧٥٠٤ ـ معاوية بن أبى سفيان بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي................................................................... ٣٣

٧٥٠٥ ـ معاوية بن سلمة بن سليمان أبو سلمة النصري الكوفي......................... ٣٣

٧٥٠٦ ـ معاوية بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي........... ٣٨

٧٥٠٧ ـ معاوية بن سلام بن أبي سلام الحبشي ، ويقال : الألهاني....................... ٣٨

٧٥٠٨ ـ معاوية بن صالح بن حدير أبو عمرو الحضرمي الحمصي قاضي الأندلس.......... ٤٤

٤٥٩

٧٥٠٩ ـ معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله معاوية بن عبيد الله بن يسار.................. ٥٣

٧٥١٠ ـ معاوية بن صخر أبي سفيان ـ بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الرحمن ، الأموي         ٥٥

٧٥١١ ـ معاوية بن طويع بن جشيب اليزني الداراني.................................. ٢٤١

٧٥١٢ ـ معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الهاشمي............................................................ ٢٤٣

٧٥١٣ ـ معاوية بن عبد الله بن يزيد بن معاوية...................................... ٢٤٩

٧٥١٤ ـ معاوية بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث بن صعب بن قحزم الخولاني المصري.. ٢٤٩

٧٥١٥ ـ معاوية بن عبيد الله بن يسار أبو عبيد الله الأشعري.......................... ٢٤٩

٧٥١٦ ـ معاوية بن عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان الأموي............... ٢٥٩

٧٥١٧ ـ معاوية بن عثمان بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي.................... ٢٥٩

٧٥١٨ ـ معاوية بن عمر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ابن حرب بن أمية الأموي..... ٢٥٩

٧٥١٩ ـ معاوية بن عقبة......................................................... ٢٥٩

٧٥٢٠ ـ معاوية بن عفيف المري.................................................. ٢٦٠

٧٥٢١ ـ معاوية بن عمرو بن عتبه بن أبي سفيان ـ صخر ـ بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي        ٢٦٠

٧٥٢٢ ـ معاوية بن فراس المزني.................................................... ٢٦١

٧٥٢٣ ـ معاوية بن قرمل المحاربي.................................................. ٢٦١

٧٥٢٤ ـ معاوية بن قره بن إياس بن هلال بن رئاب بن عبيد بن سواة بن سارية.......... ٢٦٢

٧٥٢٥ ـ معاوية بن محمد بن دينويه أبو عبد الرحمن الأذري........................... ٢٧٥

٧٥٢٦ ـ معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف......... ٢٧٦

٧٥٢٧ ـ معاوية بن مصاد بن زهير ويقال : ابن زياد ـ الكلبي.......................... ٢٧٧

٧٥٢٨ ـ معاوية بن معاوية بن أبي سفيان بن عبد الله ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي      ٢٧٨

٧٥٢٩ ـ معاوية بن معدي كرب................................................... ٢٧٨

٧٥٣٠ ـ معاوية بن الوليد بن سعيد بن هشام بن عبد الملك........................... ٢٧٩

٧٥٣١ ـ معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص............. ٢٧٩

٧٥٣٢ ـ معاوية بن يحيى أبو روح الصدفي الدمشقي.................................. ٢٨٣

٧٥٣٣ ـ معاوية بن يحيى أبو مطيع الدمشقي ، ثم الأطرابلسي......................... ٢٨٩

٧٥٣٤ ـ معاوية بن يحيى أبو عثمان الشامي......................................... ٢٩٤

٧٥٣٥ ـ معاوية بن يزيد بن حصين بن نمير السكوني................................. ٢٩٦

٧٥٣٦ ـ معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ـ صخر ـ بن حرب بن أمية بن عبد شمس

٤٦٠