الإمام الكاظم وذراريه

إسماعيل الحاج عبدالرحيم الخفّاف

الإمام الكاظم وذراريه

المؤلف:

إسماعيل الحاج عبدالرحيم الخفّاف


المحقق: الدكتور حميد مجيد هدّو
الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: العتبة الكاظميّة المقدّسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٤٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

رماني صرف الدّهر من فوق شاهقٍ

فصرت وكفت الرّأس في القوم مرؤوسا

وقد سحرتني من زماني صروفه

فجئتك أبطل ذلك السّحر يا موسى

الشيخ جواد قسام ١ (المتولد ١٣٢٣ هـ)

هو الشيخ جواد بن الشيخ قاسم بن حمود بن خليل الخفاجي الشهير بقسام شاعر واديب متتبع وخطيب مفوّه ولد في النجف الاشرف وفي الخامسة من عمره توفى والده فعني بتربيته اخوه الشيخ موسى ووجهه توجيهاً حسناً أولع بالادب وتطلع الى فن الخطابة منذ عهد الشباب في حديثه متعة كما في صوته شجىً ، وله في الامام الكاظم عليه‌السلام هذه المقطوعة ٢ :

فؤادي من نار الجوى يتوقد

ودمعي مما نالني ليس ينفد

ابيت على جمر الغضا فكأنما

حرام على عيني تنام وترقد

تمرّ على مرّ السنين لواعجي

وتفنى الليالي والأسى يتجدد

وما لوعتي الّا لآل محمّد

قسا الدهر فيهم حين غاب محمّد

ولهفي لآل الله اضحوا وشملهم

كأيدي سبا بين الطغاة مبدد

فبين قتيل بالطفوف معفر

ثوى عارياً فوق الثرى لا يوسّد

وبين سميم قد تفطر قلبه

وبين طريد في البلاد مشرّد

وبين سجين عاش رهن حبوسها

عن الاهل والأوطان ناءٍ مبعد

ألا قل لفهر ان موسى بن جعفر

غريب وفي قعر السجون مقيّد

لقد كان يرعاه الرشيد فخاله

على الارض ثوباً حين لله يسجد

____________

(١) وفي معجم رجال الفكر والادب / لمحمد هادي الأميني ٣ / ٩٩٩ يكتب سلسلة نسبه كالآتي : جواد بن الشيخ جاسم بن الشيخ حمودي ، المتولد ١٣٢٦ هـ.

(٢) شعراء الغري ج ٢ / ٤٥٩ ، اهل البيت عليهم‌السلام معالم على الطريق ص / ٧٨.

٣٨١
 &

تسأل عنه والربيع اجابه

اجل هو موسى لم يَزل يتعبد

الى ان قضى بالسم صبراً وماله

غداة قضى ناع عليه ومسعد

على الجسر من بغداد نعش ابن جعفر

يشهر فيه بالحديد مصفد

فيا جانب الكرخ الذي ضمّ جسمه

توارى لفهر فيك مجد وسؤدد

ثوى فيك باب للحوائج ما اتى

له قاصدا الّا له تم مقصد

الشيخ ابراهيم بن ناصر الهجري (المتولد ١٣٢٥ هـ)

هو الشيخ ابراهيم بن الشيخ ناصر بن عبد النبيّ بن يوسف بن ابراهيم آل الشيخ مبارك التويلي البحراني عالم فقيه بنية فاضل اديب كامل كريم. وله في رثاء الامام الكاظم عليه‌السلام ١ :

تغافلت عن شأني فشأنك يا عمرو

فحدّث فان أنسيت ذكّرك الدهُر

يكرّ على الليل النهار فينجلي

فما هو إلّا ان يعود به الكرُّ

كأنهما قرنان يوم تنازلا

فيدينهما كرّ ويقصيهما فرُّ

ارى الجوّ ان جاء النهار فينجلي

فما هو الّا ان يعود به الكرُّ

ارى الجوّ ان جاء النهار توردت

له وجنة او يقبل الليل تصفر

يخيفك هذا الليل ان جاء عابساً

فما هو ان جاء النهار فتعثر

ذهاب فجىء واحمرار وصفرة

وفيها هلاك العاملين ولم يدروا

وخاتلنا هذا الزمان فتارة

يجيء له غدر واخرى له عذر

الى ان بدا من شأنه غير شأنه

وحقق ما ينويه وانكشف الستر

____________

(١) موسوعة شعراء البحرين ج ١ / ١٥١.

٣٨٢
 &

وصرح فينا بالعداء وبالنّدا

أيا أيها الانسان موعدك القبر

عزيزك من دهر يخون بأهله

سواسية في ذلك العبد والحرّ

فيوم الاسى لا ينتهي بعشية

وليلته السوداء ليس لها فجر

ولو قلت لليل الطويل ألا انجلي

بصبح أتاك الصبح يقدمه الغدر

وهذا مناديه ينادي مسمعاً

أيا أيها الاحياء جاء الفنا فرّوا

ولم يدع حتى آل بيت محمّد

وهم علّة الإيجاد والسادة الغرّ

أسر لهم في كل شيء اساءةً

وشراً اذا ما كان اعوزه الجهرُ

فشتتهم في الارض شرقاً ومغرباً

وغاب لهم في كل دائرة بدرُ

خلت منهم مسكونة الارض واغتدوا

يضيق بهم قفر ويقذفه قفر

اذا استشعروا بالخوف وادثروا به

يغيّبهم شخص وينسي لهم ذكر

طعامهم البلوى وشربهم الأسى

وطيبهم الشكوى وحلوهم المرّ

والوانهم قد غيّر الموت حالها

فبالسّم مخضر وبالدم محمّر

يملهم السجّان من طول سجنهم

واقيادهم يبلى على مكثها الصخر

ولهفي على مولاي موسى بن جعفر

وقد مسّه من مسّ اعدائه الضرّ

فيوسف اهل البيت في طول سجنه

وايوب اهل البيت مثّله الصبر

وقيد ثقيل ابهضوه بحمله

وطامورة قصوى بعيد بها القصر

تعضّ على ساقيه حلقة قيده

واطرافه شعث وابوابه طمر

ودسّوا له سمّاً نقيعاً كانه

اذا مرّ بالاحشاء ملتهباً جمر

تقطع منه قلبه فكانه

جليد يلاقيه من الواقد الحرّ

نعى نفسه للناس قال بانني

أموت غداً اصفر حينا واحمرّ

٣٨٣
 &

واخرج من سجني قريباً وانكم

تروني فوافوني وميعادنا الجسر

فلهفي لملفوف بثوب عباءة

على الجسر في رجليه اقياده السمّر

اذا وهجته الشمس فاح عبيره

فيعبق منه من يمرّ به العطر

اراد به الاعداء تحقير قدره

فعاد له من ذلك الشأن والقدر

وليس لهون ان يُعطل جسمُهُ

ولكنه لله في امره سرُّ

الشيخ موسى محي الدّين (توفي ١٢٨١ هـ)

الشيخ موسى ابن الشيخ شريف بن محمّد بن يوسف بن جعفر بن عليّ بن حسن محيي الدّين بن عبد اللّطيف بن عليّ ابن أحمد ابن أبي جامع الحارثي الهمْدانيّ العامليّ النّجفيّ ، كان فاضلاً كاملاً أديباً شاعراً كاتباً ماهراً. من شعره في الإِمام الكاظم موسى بن جعفر عليهما‌السلام والإِمام الجواد عليه‌السلام. « أعيان الشّيعة ج ١٥ / ٧٧ » من الطبعة الجديدة.

يا كاظم الغيظ يا جدّ الجواد ومن

عمّت جميع بني الدّنيا مكارمُهُ

ومن غدا شرع خير المرسلين به

سامي الذُّرى وبه شيدت دعائمه

الحقّ لولاك ما بانت حقائقه

والشّرع لولاك ما قامت قوائمه

وفيك ينكشف الكرب العظيم إذا

جاشت علينا بلا جرم قشاعمه

إمام حقّ أبان الحقّ وانتشرت

أفعاله الغرّ مذ نيطت تمائمه

فعالم الدّين خير النّاس عالمه

وكاظم الغيظ خير النّاس كاظمه

مولى غدا من رسول الله عنصره

أكرم به عنصراً طابت جراثمه

به وآبائه زان الوجود وفي

أبنائه الغرّ قد شيدت معالمه

٣٨٤
 &

من أمّ مغناك يا أزكى الورى نسباً

للازم كيف لا تقضى لوازمه

فيا خليليّ والخلّ الخليل إذا

حبا الخليل بأسنى ما يلائمه

لا تحسبا كلّ شوق يدّعى عبثاً

فالشّوق إن هاج لا تخفى علائمه

ولا تلوما إذا ما رحت ذا كلف

والدّمع من مقلتي فاضت سواجمه

أنا المشوق المعنّى بازديار حمىً

موسى بن جعفر صبّ القلب هائمه

فعلّلا قلبي العاني الضّعيف به

فإِنَّ في ذكره تقوى عزائمه

السيّد موسى الطالقاني (١٢٣٠ هـ ـ ١٢٩٨ هـ)

هو ابو ياسين موسى بن السيّد جعفر بن السيّد عليّ بن السيّد حسين ابن السيّد حسن الشهير بـ (مير حكيم الطالقاني) ، ولد في النجف الاشرف سنة ١٢٣٠ هـ وهو من مشاهير الشعراء. وله في الأمام موسى بن جعفر عليه‌السلام منقولاً من ديوانه المطبوع في مطبعة الغري الحديثة في النجف سنة ١٣٧٦ هـ بتحقيق المرحوم العلامة السيد محمد حسن آل الطالقاني ١.

همُّ يضيق به الفضاء عزمة

عن مثلها تروي السيوف مضاءها

ولكم نهضت بثقل اعباء العلى

جذلاً وعلَّمت الأسود إباءها

واليوم في (بغداد) أصبح لاوياً

جيدي واتبع راغماً امراءها

لله نفس لا يضام نزيلها

حتى تُزلزل في الورى غبراءها

تأبى المذلة او تسيل على الضبا

صبراً فيكمد عزها اعداءها

وبرغم انف المجد في الزوراء قد

أمست يجاذبها الجوى احشاءها

____________

(١) ديوان السيد موسى الطالقاني ص ٢ تحقيق السيد محمد حسن آل الطالقاني ، النجف ١٣٧٦ هـ.

٣٨٥
 &

فلَوت الى (موسى بن جعفر) جيدها

وهو الظهير لها على من ساءها

واليوم اوقفها الرجاء ببقعة

حلّت ملائكة السماء فناءها

جار ابن قيصر يا ابن احمد فانثنت

تشكو اليه لو أجاب نداءها

هيهات ما كسرى وحقك جابر

كسراً اذا خيّبت انت رجاءها

وله مخاطباً الإِمام الكاظم موسى بن جعفر عليه‌السلام مقتبس من ديوانه ص ١٣.

أتيتك يا بن خير الرّسل طه

ونفسي تشتكي ممّا دهاها

تمنّت منك أن تقضي ديوني

وأرجو أن تبلّغها مناها

وقد خلّفت في بلدي عجوزاً

تعضُّ المقلتين على قذاها

وأطفالاً اُفارقهم برغمي

ولي كبد تحنّ إلى لقاها

(فقل للشّامتين بنا أفيقوا)

ستلقى النّفس من (موسى) مناها

وأرجع منه مسروراً لأهلي

بكفّ ينعش الرّاجي نداها

وله أيضاً من قصيدة ١ :

وبـ (بغداد) قد ثوى سيد الكونين

(موسى) أسير كف الذهول

كاظماً غيظه بريد رضا الله

فيلقى الردى بصبر جميل

عابد زاهد تقي نقي

غوث داعٍ وغيث عام محيل

قد أصاب (الرشيد) في قتله الغي

وقد ضلّ عن سواء السبيل

فلموسى يا نفس ذوبي ووجداً

يا سماء اقلعي ويا أرض زولي

____________

(١) ديوان موسى الطالقاني ص ٥٨.

٣٨٦
 &

وإلى جنبه ثوى من بنيه

خير شبل له وخير سليل

السيّد عليّ الهندي (المتولد ١٣٤٠ هـ)

هو السيّد عليّ بن السيّد رضا بن السيّد محمّد الرّضويّ الشّهير بالهنديّ ، شاعر ساخر وأديب مرهف الحسّ ، ولد في النّجف سنة ١٣٤٠ هـ ونشأ بها على أبيه ، فأخذ المقدّمات على عهد أبيه ، نظم الشّعر قبل الحلم ، فهو مكثر ، وفي كلّ المناسبات يقول الشّعر بدون تكلّف ، اخترنا من شعره ما يخصّ الإِمام الكاظم موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، « شعراء الغريّ ج ٦ / ٥١٧ ».

قفوا استأذنوا الثموا خشّعا

بباب الحوائج باب الدّعا

قفوا ها هنا كعبة الزّائرين

وطوبى لمن نحوه قد سعى

لموسى بن جعفر أمن المخوف

إذا مسّه الضّرّ أو أوجعا

وقفنا ببابك نرجوا النّجاة

فما أعظم الباب وما أوسعا

بلى فهي والله باب الإِله

بها الله ألطافه أودعا

تغيب الهموم بأعتابها

وللسّعد فيها ترى مطلعا

بها السيّد الشّامخ المرتجى

لمن أبصر الحقّ فاستشفعا

ربيع البلاد ومدرارها

إذا الذّنب صيّرها بلقعا

تمسّك به فهو مسك التّقى

وللعلم والحلم أتقى وعى

هنا روعة الدّين للنّاظرين

وسؤدد دنيا المعالي معا

ونور يضيء شغاف القلوب

ويهدي النّفوس شفى أجمعا

٣٨٧
 &

رضعنا محبّته في المهاد

وفي القبر نفرشها مضجعا

أحمد العوّى (المتولد ١٣٤١ هـ)

هو الحاج احمد بن عبد الله بن محمّد العوّى احد الأدباء الطامحين لفعل الخير قولاً وفعلاً نشأ محبّاً للعلمٍ والادب طموحاً لفعل الخيرات وله فيها مآثر محمودة كان تقيّاً ورعاً صالحاً.

نظم في الامام الكاظم عليه‌السلام شعراً كثيراً منه هذه القطعة ١ :

مصائب آل المصطفى تضعف القوى

وتذهل بها الأفكار حين تعدّدُ

مصائبهم شتى فمنهم معذّب

مدى العمر وسط السجن فهو مؤبد

ومنهم غريب ليس يعرف قبره

ومنهم أسير بالحديد مصفد

وان انس لا انسى الامام ابن جعفر

على الجسر مطروحاً به حفّ حَسد

قتيلاً سليباً والقيود برجله

فهل سمعت اُذناك ميتاً يقيدُ

وما ادرى ما حال الهواشم لو رأوا

لموسى طريحاً للتفرج يقصد

فما مات منهم ميتٌ حتف انفه

فاوزارهم في الناس ليس تُعدّد

الدكتور الشيخ احمد الوائلي (١٣٤٢ هـ ـ ١٤٢٥ هـ)

هو العلّامة الشيخ احمد بن الشيخ حسون بن سعيد بن حمود الليثي الشهير بالوائلي قدس‌سره خطيب شهير مجد ويعّد شيخ خطباء عصره واديب مرهف الحس وشاعر مبدع من الطراز الأول ولد في النجف الاشرف يوم الجمعة ١٧ ربيع الاول سنة ١٣٤٢ هـ وتوفي في وطنه بعد عودته إليه عقب سقوط النظام الجائر وهو يعاني من مرض عضال

____________

(١) شعراء القطيف ص / ١٠٢.

٣٨٨
 &

فتوفي ببغداد وشيعته الجماهير إلى مثواه الأخير في النجف الاشرف ، فهو شاعر رقيق الشعر والشعور مليح القول مشرق الديباجة يرضيك بسلوكه ويقظته ونقاء اسلوبه حصل على شهادة الدكتوراه ومارس الخطابة والتوجيه وارتقى المنبر الحسيني في العراق والدول العربية ودول اخرى فكان مفخرة العصر. وله مؤلفات عديده وديوان شعر اقتطفت ما يخص الامام موسى بن جعفر عليهما‌السلام من ديوانه تحت عنوان.

عند باب الحوائج

لقدسك يا باب الحوائج باب

جث حوله للطالبين رغاب

على جانبيه من رؤاك جلالة

وكل فناء للمُهاب مهاب

ومن حوله للظامئين موارد

تروّى وباب الاكرمين عباب

اذا ردّ في باب لغيرك مطلب

ففي باب موسى لا يردُّ طلاب

يرحّبُ ان ضاقت رحاب لغيره

فتوسع منه الرافدين رحاب

وان طاف فيه الذنب يغفر عنده

ويحمى سؤال حوله وعتاب

منابع ريا عند باب ابن جعفر

تفيض عطاءً للذين اُنابوا

لتهنك عقبى الصابرين ابا الرضا

وان طال حبسٌ واستطال عذاب

وعربد سوط في أكفٍ لئيمة

وجنّ به للظالمين عقاب

تمرس منك الضر في كل مفاصل

فما ناءَ عظم واهنٌ واهاب

صبور وعقبى الصبر عند ذوي النهى

جلال وعند الله منه ثواب

فكوخ به عشت استطال الى السما

وقصر به عاش الرشيد خراب

ومن خربة فيها أقمت تلألأت

تموّج في ازهى النضار قباب

ومظلم سجن عشت في جنباته

أينساك محراب به وكتاب

تحوّل صرحاً قد تكامل عنده

لأروع آيات الفنون نصاب

٣٨٩
 &

سبوح بمطلول الطيوب صباحه

كأن فناه للطيوب وطاب

ومتشح بالنور عند مسائه

كأن له كل الشموس ثياب

أبابَ ضريح ضم راهب هاشم

وغطى الجواد الغمر منه تراب

تغطيه من شيب ابن جعفر هيبة

ويزهيه من غصن الجواد شباب

شهيدين من سم أصيب به الهدى

وقلب رسول الله منه مصاب

ستبقى الثريا دون ارضك رقعة

يفدى لكل من حصاك شهاب

فانك بيت كرّم الله أهله

وخط ذهاب الرجس عنه كتاب

واخدمه الاملاك فهي ببابه

لها كل آنٍ جيئة وذهاب

ويا بيت آل الله آل محمّد

سقاك من الغيث الملث سحاب

تخذتك زاداً في المعاد وفي الدنا

غرامي لاوادي الغضا ورباب

إسماعيل الحاج عبد الرحيم الخفاف النجفي (المتولد ١٣٦٠ هـ)

هو ابو حيدر اسماعيل بن الحاج عبد الرحيم بن الحاج عبد الكريم ابن الحاج اسماعيل الخفاف ولد في مدينة النجف الاشرف رقيق الطبع ظاهر الاريحية ظريفاً عفيفاً حسن المعاشرة امتهن التعليم ثمّ عدل الى التجارة فهو شاعر مقل له مؤلفات عديدة : الامام الرضا والامام زين العابدين في شعر القدماء والمعاصرين ، واعلام روّاد التقريب بين المذاهب الاسلامية والمؤنس للغني والمفلس وللاعزب والمعرس ، والصديقة الكبرى فاطمة الزهراء ووصي النبي في الشعر العربي ١ له في الامام الكاظم عليه‌السلام :

____________

(١) معجم رجال الفكر والادب في النجف خلال الف عام ج ٢ / ٥٠٩ للدكتور الشيخ محمد هادي الأميني.

٣٩٠
 &

قصدتك يا باب الحوائج حاملاً

بكفي سفراً ارتجي الفوز والرضا

كذاك هدت جنح الجرادة نملة

سليمان كي تحظى بعفو كمن حظى

ولست براج غير ربي وعطفكم

فحبكم ينجي الموالين من لظى

وقد جمعتنا في المحبة نخبة

على الخير في يوم به اشرق الفضا

تباشرت الدنيا ولحن نشيدها

يردد بشراكم لقد وُلد الرضا

فيا رب قد واليت آل محمّد

نشأت على هذا بهم ادفع القضا

فهب لي وآبائي شفاعة جدهم

فما خاب من فيهم تمسك وارتضى

الدكتور الشيخ محمّد حسين الصغير (١٣٥٩ هـ)

الدكتور محمّد حسين ابن الشيخ عليّ بن حسين بن علي الخاقاني الصغير عالم فاضل واستاذ متبحر واكاديمي معروف وشاعر مبدع وكاتب رصين ومؤلف فاضل ، وله عدة مؤلفات في الدراسات القرانية والأدبية.

قال في الامام الكاظم عليه‌السلام :

بضريحه انخ الركابا

وافتح من البركات بابا

موسى بن جعفر من

اشاد بكل مكرمة قبابا

هو باب حطة للذنوب

فعنده ازدلفوا اقترابا

من عنده فصل الخطاب

فليس يبلغه خطابا

وبه حمى الله العراق

من المكاره أن يصابا

فبتلكم الاعتاب فالتمسوا

دعاءاً مستجابا

وبفضلها ادرئوا العقاب

وعندها اطّلبوا الثوابا

٣٩١
 &

فيها نجاة اللائذين

رجىً وقوىً وانتجابا

انزل بساحته المنى

واظفر بافضلها طلابا

واقم بحضرته الزكية

مستجيراً او منابا

هي بقعة قدسية

بالمجد عامرة جنابا

روح الجنان يفوح

من جنباتها أرجاً مذابا

وشذى الامامة بالكرامة

ينضح الطيب إنسيابا

سبحان ربك ما اعز

شموخة صقراً عقابا

يجتاح كل طريدة

وببز ناطحة سحابا

باب الحوائج ما اتاه

قاصداً احدٌ فخابا

الحاج بمانعليّ محقق خراساني

لم اعثر على ترجمته وقد وعدني الدكتور (محقق) ارسالها ولم يرسلها.

له في الامام الكاظم عليه‌السلام هذه القصيدة ١ :

عجباً لحلم الواحد القهار

وأناته في مهلة الأشرار

كيف القرار لارضه وسمائه

وبنو البتول مشردوا الكفار

لهفي لموسى الكاظم بن الصادق

شبل النبي خليفة الأبرار

أمر اللعين ابن اللعين باخذه

غصباً عليه بروضة المختار

جرّوه قسراً عن مدينة جده

حين الصلاة مناجياً (للباري)

يدعو بقلب مكمد يا جدنا

يا للفضيحة من يد الفجار

____________

(١) القصيدة ضعيفة جداً وفيها خلل في الوزن كما أن الاستخدام اللغوي غير وارد في كتب اللغة إلا إننا اثبتناها هنا على ذمة ناظمها الذي يرجو المثوبة والتقرب إلى الله تعالى بولائه لأهل البيت الأطهار عليهم‌السلام وبخاصة باب الحوائج عليه‌السلام. (المراجع).

٣٩٢
 &

يا جدنا ماذا جرى من اُمة

في اهلك الابرار والأخيار

فاقيم بين يدي رشيد كافر

(متحركاً) شفتاه بالاذكار

شتم الرشيد لكفره ولبغيه

سبحان ما (اجرى) على الجبار

اسفي لظلم حلّ عن بغي على

موسى الحليم وسيد الابرار

وتراه في قعر السجون معذباً

كاللؤلؤ المكنون قعر بحار

ايامه مثل الليالي (مظلم)

ونجومه دمع كعين جاري

سهر الليالي بالعبادة كلها

ويبيت يحييها الى الأسحار

يا للكميل بالحديد مرضرضاً

اعضاؤه بالقيد والازجار

آه لظلم السندي بن شاهك

ماذا احلّ بخير آل نزار

فبتسع تمر سمّه في داره

احشاؤه قد اوُقدت بالنار

فبدت جنازته واشرق نوره

عن سجنه كالشمس عند نهار

كالعرش حمّل فوق اربع حامل

نور الإله يراه ذو الابصار

نادى مناديهم نداء مذلة

عمن وريث شرافة ووقار

ليت الجبال تدكدت من رزئه

يا ليت ما الدنيا بدار قرار

يا سيد المحجوب عبدك راجياً

عفو الذنوب صغارها وكبار

ارجو بلطفك راحة في شدة

حين المنيّة انشبت أظفار

الشيخ حسين القطيفي ١

هو الشيخ حسين بن الشيخ عليّ بن الشيخ حسن آل الشيخ

____________

(١) لم نحصل على ولادة ووفاة الشاعر في المراجع المتوفرة تحت ايدينا كما أن القصيدة ضعيفة وفيها إقواء وخلل عروضي

٣٩٣
 &

سليمان البلادي البحراني القطيفي سكناً والنجف مولداً. وله في رثاء باب الحوائج موسى بن جعفر عليهما‌السلام ١ :

وما غرّت الدنيا بشأن أماجد

رأوا زخرف الدنيا قبيحاً من المكر

فلو أغرت الدنيا الغرور وأهلها

لعز ذوي العز المؤيد ذي الفخر

قد استعذبوا التعذيب فيها ليخلدوا

بدار نعيم عذبها صين عن مر

كمثل كظم الغيظ موسى بن جعفر

ابي الحسن المسموم مستودع السر

فكم انست منه السجون بمعبد

بانواره نمسي كما هاله البدر

تنوح له طوراً وطوراً تهزها

به نشوة الأذكار لا نشوة الخمر

وكم بكت الاكوار من حمله بها

فترخى عذ اليها بواكفة القطر

وما زال منها في السجون رهينة

يعالج فيها لاعج البؤس والضر

تقاذفه ايدي الطغاة عدواة

بسجن الى سجن ومصر الى مصر

وان حاول المثنون حصر كماله

وغر مزاياه تناهت عن الحصر

وان قيس في شأو المكارم شأنهم

ومقداره العالي فكالطور والذكر

وما برحت كف الضلال مثيرة

عليه قتام الظلم والمكر والغدر

كأن لم يكن نور النبوة كاشفاً

لهم منه ديجور الضلالة والكفر

ويزهق بالحق اليقين لباطل

تزخرفه اهل الضلالة بالسحر

فما كان من موسى الكليم فانما

بدا منه فيه مثل ما كان في الخضر

ابى نقصهم ذاتاً قبول كما له

كما جُعَلٌ يأبى شذى طيب العطر

ومن شأن اهل النقص حسد لكامل

وخفض لذي رفع وكسر لذي جبر

____________

واستخدام عبارات وكلمات في غير محلها إلا أن المؤلف قد اختارها فوضعناها على عهدة ناظمها جزاه الله خير الجزاء ونال بها أجر ما نظم عسى أن تكون في ميزان حسابه يوم لا ينفع مال ولا بنون (المراجع).

(١) رياض المدح والرثاء ص / ١٤٢.

٣٩٤
 &

وجد باطفاء نور من عم نوره

اذا ظهرت منه يد النهي والأمر

فمن اجل ذا هارون اطفأ نوره

بسود الدواهي منه في السر والجهر

فاغرى به الكلب العقور ابن شاهك

عريق البغايا في الفجور وفي الغدر

فهاجت به هوجا ضلالة سعيه

لمهوى بعيد القعر مضطرم السعر

ولم يكفه السجن المثير عنا الضنا

بجثمان طهر قد تجسم من طهر

فقطع افلاذ الفؤاد عداوة

بسم نقيع شاب مستعذب التمر

فوا عجباً والدين لا زال معجبا

لفادحة هدت قوى قلل الصبر

ايحسن من يسقى سويقاً وسكراً

من الرمل يذكي السم فيه لظى الجمر

ومن كان يحيي علمه ودعاؤه

ونائله يؤذي بسم به يسري

الى ان قضى نحباً به الحق قد مضى

بنحب على امر الاحابين والكر

قضى وهو عقل للعقول فحق ان

عليه عقول العشر تلطم بالعشر

قضى وهو نفس للنفوس نفيسه

فاضحت له الاكوان منتشر للشعر

قضى وهو فلك للنجاة تلاطمت

عليه بحار الجور في قاصف الظهر

قضى وهو شمس بالكسوف تجللت

فما البدر بدراً لا ولا الفجر بالفجر

قضى وهو مسموم فاي موحد

ترى بحياة الورى سمة البشر

قضى وهو مقهور على غصب حقه

فكيف ترى العليا باسمة الثغر

قضى من حوى غر المفاخر فانثنت

مآثره الغرّا تنوح على الاثر

قضى فقضى من بعده العلم والتقى

وحق الشجا بالحق والحجج الزهر

ومدت على الارض البسيط مطارف

بدمع مديد بحره غير ذي جذر

وقامت على كل من كان فيها قيامة

تذكّر اهوال القيامة في الحشر

٣٩٥
 &

ومن بعده عين العلى عمها العمى

واذن الهدى صمت بفادحة الوقر

فيأساً بني الحاجات قد سدّ بابها

ونور هداها ضمه باطن القبر

وعز اخا الوفد الرواحل كافل

فقد فقدت للكافل الكامل البر

فلهفي على باب الحوائج قد بقى

برغم العلى ملقىً كما قيل بالجسر

عبد الغفار الأخرس (١٢٢٥ هـ ـ ١٢٩٠ هـ) ١

هو عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب المشهور بـ الاخرس ، ولد في الموصل ونشأ في بغداد وتوفي في البصرة وفي سنة ١٢٥٥ هـ اهدى السلطان محمود الثاني الى المشهد الكاظمي (الستر النبوي) وهو من السندس المطرز فاسدل على الضريح في ليلة القدر من شهر رمضان من السنة المذكورة وشارك الشعراء بقصائد عامرة في تمجيد هذه المناسبة ومنهم المترجم : ٢

يا امام الهدى ويا صفوة الله ويا

من هدى هداه العبادا

يا ابن بنت الرسول يا ابن عليّ

حيّ هذا النادي وهذا المنادى

قد اتينا بثوب جدك نسعى

واتيناك سيّدي وفّادا

فاتيناك راجلين احتراماً

واحتشاماً وهيبة وانقيادا

نتهادى به اليك جميعاً

وبه كانت المطايا تهادى

راميات سهم النوى عن قِسّيٍ

قاطعات دكادكا ووهادا

طالبات (موسى بن جعفر) فيه

وكذا القدوة « الامام الجوادا »

____________

(١) ويذكر بعض مؤرخي حياته أن سنة ولادته ١٢٢٠ هـ الموافق ١٨٠٥ م (المراجع)

(٢) الطراز الأنفس في شعر الأخرس ص ٧٩ ـ ٨١ / اسطنبول ١٣٠٤ هـ.

٣٩٦
 &

من نبي قد شرّف العرش لمّا

ان ترّقى بالله سبعاً شدادا

شرف في ثياب قبر نبي

عطرت في ورودها بغدادا

ومزايا الفخار اورثتموها

شرف الجد يورث الاولادا

انتم علة الوجود وفيكم

قد عرفنا التكوين والايجادا

ما ركنتم الى نفائس دنياً

ولقد كنتُم بها أفرادا

وانقلبتم منها وانتم اُناس

ما اتخذتم إلّا رضا الله زادا

ولقد قمتم الليالي قياماً

واكتحلتم من القيام السُهادا

ان يكونوا كما اذاعوا فمن ذا

مهّد الارض سطوة والبلادا

ومحا الشرك بالمواضي غزاة

وسطا سطوة الاسود جهادا

حيث ان الإله يرضى بهذا

بل بهذا من القديم ارادا

فجزيتم عن اجركم بنعيم

يتوالى الارواح والاجسادا

وابتغيتم رضا الإله

ولا زلتم بعزّ بصاحب الآبادا

انتم يا بني الرسول أُناس

قد صعدتم بالفخر سبعاً شدادا

آل بيت النبي والسادة الطهر

رجال لم يبرحوا امجادا

فُضلوا بالفضائل الخلق طرّاً

مثلما تفضل الظبا الأغمادا

ليس يحصى عليهم المدح مني

ولو ان البحار صارت مدادا

انتم الذخر يوم حشر ونشر

ومعاذاً اذا رأينا المعادا

كاظم الغيظ سالم الصدر عاف

ما حوى قط صدره الأحقادا

قد وقفنا لدى علاك

والقينا الى بابك الرفيع القيادا

مع ان الذنوب قد اوثقتنا

نرتجي الوعد نختشي الابعادا

٣٩٧
 &

ومددنا اليك أيدي

محتاج يرجّي بفضلك الامدادا

وبكينا من الخشوع بدمع

هو طوراً مثْنى وطوراً فرادى

قد وفدنا آل النبي عليكم

زوّدونا من رفدكم إرفادا

بسواد الذنوب جئنا لنمحو

ببياض الغفران هذا السوادا

وطلبنا عفو المهيمن عنا

واغضنا الاعداء والإلحادا

موطن تنزل الملائك فيه

ومقام يُسرُّ فيه الفؤادا

ايها الطاهر الزكي اغثنا

وانلنا الاسعاف والاسعادا

وعليّ اتاك يا ابن عليّ

كي ينال المنى بكم والمرادا

مستزيداً من فضلكم حيث كنتم

منهلاً ما اسنزيد الّا وزادا

فعليك السلام يا خيرة الخلق

سلام يبقى ويابى النفادا

الشيخ حسين البيضائي ١ (١٣٦٦ هـ ـ ١٣٩٥ هـ)

له في رثاء الامام موسى بن جعفر عليهما‌السلام مقتبس من كراس اسمه « ذكرى وفاة الكاظم عليه‌السلام » ص ٨ ـ ١٠ أصدره لفيف من الفضلاء مطبعة الغري سنه ١٣٨٦ هـ.

ليلاً وحق الذي في عهده اسرى

وكم رأى في السما من آية كبرى

ما زرتُ بغداد الّا هيجت حُرَقي

مصيبة الطهر موسى اذ قضى صبرا

وما نظرت الى قبر تضمنه

الّا همت مقلتي مذ انظر القبرا

____________

(١) هو الشيخ حسين بن صالح بن غالي البيضاني (١٩١٧ م ـ ١٩٧٥ م) وفي رواية ولادته ١٣٣٩ هـ والصواب ما ذكرناه أعلاه ، من شعراء كربلاء المقدسة ، لم يصدر له ديوان مطبوع واكثر شعره منشور في صحف ومجلات محلية (المراجع).

(٢) في نسخة أخرى : وافوا الجسرا.

٣٩٨
 &

وما زرت بغداد الّا زرت مرقده

وطفتُ من حوله استكشف الضرا

موسى بن جعفر لم يقصد له أحد

فيحاجة أبداً الّا انقضت فورا

لم انسَ موسى وهارون الرشيد غدا

يدبر الأمر في اعدامه سرّا

وجاء قبر رسول الله معتذراً

اليه في امره كم يقبل أمرا

وان هارون من موسى وقد خضعت

له الرقاب ولم تخلف له أمرا

لهفي عليه وما لاقاه من كدر

ما صادف الصخر الّا ذوّب الصخرا

افنى من العمر قسطاً لا يليق به

رهن السجون يقاسي البؤس والضرا

تداولته الأيادي من يدي أشر

الى لئيم من الالحاد لن يبرا

حتى رماه السندي وهو على

ما دام من قتله بالسم قد اُجرا

وعاد هارون ذاك اليوم مبتشراً

لما احاط بما قد ناله خبرا

ووجه حمّالين اربعة

لنعش موسى ولم يحفل به قدرا

ويمموا الجسر والسندي يقدمهم

حتى به يا لعمري حطّه الجسرا

هناك نادى عليه وهو يعرفه

حقاً ومن حقده قد اظهر النكرا

(هذا الذي كان اهل الرفض تزعمه

إمامهم مات) لم تدرك به وترا

لو لا سليمان لم يحضر جنازته

ما بين شيعته اذ هوّن الامرا

لكن ما كان من اقدامهم ابداً

على الرشيد وما ابقوا له ذكرا

هب السعادة في الدنيا بفائدة

هل كان تنفع شخصاً أهمل الاخرى

لو كان قدر لها ما ذمّها أحدٌ

فكيف في عيشها من كان مغترا

يا بن الذين بها عاشوا على وجل

حتى قضوا وهم ازكى الورى نجرا

وهم الى الخلق ابواب النجاة وما

منهم على الخلق الّا حجة كبرى

٣٩٩
 &

كأن في حبهم ما آية نزلت

ولا الابا في حبهم قد طبق الذكرا

واين آل ابي سفيان من حجج

الرحمان آل عليّ من بني الزهرا

واين منهم بنو العباس لو وزنوا

وهل يساوي السها افق السما قدرا

الله اكبر آل الله ما صنعوا

حتى الورى معهم تستعذب المرا

كم عفّر السيف منهم وجه ذي نسك

في الترب يحكي جمالاً نوره البدرا

فغودروا بين من بالسيف مصرعه

قتلاً وبالسم منهم من قضى صبرا

ولا يطيب لموتور لنا ابداً

عيش ومن خصمه لم يدرك الوترا

ولا تنام له عين وواتره

حيّ وذا قلبه لم يمله ذعرا

فكيف آل عليّ بعده هجعت

ورزؤه والمعالي يقصم الظهرا

وكيف آل مناف وهو سيدها

تغض من غضب لم تشهر البترا

قرّوا فما بالهم عن ثار سيدهم

موسى وما غيرهم عن ثاره قرّا

وكم لهم في بني صخر دماً ولهم

في غيرهم من بني العباس هم ادرى

وما لها غير من يأتي فيملؤها

قسطاً كما ملئت من قبل ذا جورا

عجل فدتك اناس ليس يعجبها

الا سوى المال جمعاً كيف ما درّا

ما كان فائدة الأوباش لو حضروا

او غيبوا في الثرى سيّان في المسرى

قد بدلوا الدين بالدنيا وقد عملوا

لغيرهم كسعاة تطلب الاجرا

فاتوا الرشاد ومالوا عن مسالكه

وآثروا يا لقومي الغي والكفرا

كذا نعيش وأيدي القوم عاملة

ونحن نلهم مما نالنا الصبرا

لو كان حقاً لنا عين ملاحظة

لضاقت الارض في اعدائنا وطرا

عيوننا ضدنا تسعى وما برحت

حذار من فتكنا اجفانها سهرى

٤٠٠