الإمام الكاظم وذراريه

إسماعيل الحاج عبدالرحيم الخفّاف

الإمام الكاظم وذراريه

المؤلف:

إسماعيل الحاج عبدالرحيم الخفّاف


المحقق: الدكتور حميد مجيد هدّو
الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: العتبة الكاظميّة المقدّسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٤٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

ومن بعده عين العلى عمّها العمى

واُذن الهدى صمّت بفادحة الوقر

قياساً بني الحاجات قد سدّ بابها

ونور هداها ضمّه باطن القبر

وعزّ اخا الوفد الرواحل للقِرى

فما بعد موسى يرتجى الوفد للسفر

ومَنْ لليتامى والارامل كافل

فقد فقدت للكافل الكامل البرّ

فلهفي على باب الحوائج قد بقى

برغم العلا ملقى كما قيل بالجسر

السيد مهدي القزويني (١٢٢٢ هـ ـ ١٣٠٠ هـ)

هو السيد محمد مهدي بن السيد حسن بن السيد أحمد القزويني النجفي الحلّي من كبار الفقهاء واهل النسب كان كثير الحفظ طويل الباع كثير الاطلاع جيد الحافظة له في الكاظم ١ عليه‌السلام :

إلى موسى بن جعفر والجواد

حثثنا الرّكب من أقصى البلاد

وسالت من بنات النّعش فينا

من الشّمّ الشّناخب للوهاد

نجائب ترتمي صبحاً بوادي

وتمسي في مراتعها بوادي

هجان تلتوي فوق الروابي

كصلّ الرّمل نضنض بارتعاد

وحرق كلّما خبّت علاها

سرادق في الكثيب بلا عمادِ

وتخفى في السّراب ضحىً وتبدو

لدى الإِدلاج ليلاً باتّقاد

كأنّ مناسم الاخفاف منها

صيارف قد أعدّت لانتقاد

بأخفاف لها في الرمّل نقش

وفي صلد الحصى شرر الزنّاد

وتكتب في صحائف للصّحاري

سطوراً للهداية والرّشاد

____________

(١) اعيان الشيعة ج ١٠ / ١٤٥.

٢٨١
 &

كـأنّ حروف أسطرها نجوم

بجنح اللّيل للسّاري هوادي

فتهوي للقرى قبل التّداني

وتبرك للحبي قبل التّنادي

وتحمل كالجبال سراة قوم

بقصد مثل أوتاد المهاد

فما زالت ترى واللّيل داج

توقّد نار موسى والجواد

تجلّى نورها في الطّور ليلاً

فدكدكت الرّعان على الوهاد

فيا لك كعبة من كلّ فجّ

تحجّ ومقصداً من كلّ ناد

وعزّت أن تطاول بارتفاع

وقد فاقت على ذات العماد

قباب بالسّهى نيطت وضمّت

ضريحاً كالضّراح لدى العباد

في الله من علمين فاقا

علاً أربى على السّبع الشّداد

هما غيثا المؤمّل في نوالٍ

وغوثا المستجير من الأعادي

هما باب الرّجاء لمستقيلٍ

هما كهف النّجاة من العوادي

قصدت إليهما أطوي الفيافي

تهاوى بي من النّجب الهوادي

وألقيت العصا في باب مولى

بلغت ببابه أقصى مرادي

السيد صالح النجفي القزويني (١٢٥٧ هـ ـ ١٣٠٤ هـ) ١

هو السيد صابح بن السيد معز الدين المهدي بن السيد حسن الحسيني القزويني الحلّي النجفي المعروف بميرزا صالح القزويني كان اديباً شاعراً محاضراً في الادب له في رثاء الامام الكاظم ٢ عليه‌السلام :

اعطف على الكرخ من بغداد وابكِ بها

كنزاً لعلم رسول الله محزونا

____________

(١) ذكر عدد من مؤرخي حياته أن وفاته ١٣٠٣ أو ١٣٠٢ هـ ، والصواب ما اثبتناه / انظر البابليات ج ٢ ص ١٤٠ (المراجع).

(٢) المجالس السنية ج ٢ / ٣٩٤ وفي الطبعة القديمة الموسومة بـ الثالثة في النجف ج ٥ ص ٣١٥.

٢٨٢
 &

موسى بن جعفر سرّ الله والعَلَم الـ

ـمبين في الدين مفروضاً ومسنونا

باب الحوائج عن الله والسبب المـ

ـوصول بالله غوث المستغيثينا

الكاظم الغيظ عمن كان مقترفاً

ذنباً ومن عمَّ بالحسنى المسيئينا

يا ابن النبيين كم اظهرت معجزة

في السجن ازعجت فيها الرجس هارونا

وكم بك الله عافى مبتلى ولَكَمْ

شافى مريضاً واغنى فيك مسكينا

لم يلهك السجن عن هدي وعن نسك

اذ لا تزال بذكر الله مفتونا

وكم اسرّوا بزاد اطعموك به

سُمّاً فاخبرتهم عما يُسرّونا

وللطبيب بسطت الكف تخبره

مّا تمكن منها السّمّ تمكينا

بكت على نعشك الاعداء قاطبة

ما حال نعش له الاعداء باكونا

راموا البراءة عند الناس من دمه

والله يشهد ما كانوا بريئينا

كم جرعتك بنو العباس من غصص

تذيب احشاءنا ذكراً وتُشجينا

قاسيت ما لم تقاسِ الانبياء

وقد لاقيت اضعاف ما كانوا يلاقونا

ابكيت جدك والزهراء امك والـ

اطهار آباءك الغرّ الميامينا

طالت لطول سجود منه ثفنته

فقرّحت جبهة منه وعرنينا

راى فراغته في السجن منيته

ونعمة شكر الباري بها حينا

يا ويل هارون لم تربح تجارته

بصفقة كان فيها الدهر مغبونا

ليس الرشيد رشيداً في سياسته

كلا ولا ابنه المأمون مأمونا

تالله ما كان من قربى ولا رحم

بين المصلين ليلاً والمغنينا

لهفي لموسى بهم طالب بليته

وقد اقام بهم خمساً وخمسينا

يزيدهم معجزات كل أونة

ونائلاً وله ظلماً يزيدونا

لم يحفظوا من رسول الله منزله

ولا لحسناه بالحسنى يكافونا

٢٨٣
 &

باعوا لعمري بدنيا الغير دينهم

جهلاً فما ربحوا دنيا ولا دينا

في كل يوم يقاسي منم حزنا

حتى قضى في سبيل الله محزونا

وله أيضاً : ١

خلها تطوي الفلا طياً يداها

لا تعقها فلقد طاب سراها

قصدها الزوراء تنحو تربة

طاب من مثوى الجواد بن شذاها

بأزيج المسك يزرى نشرها

وعلى شهب السما يسمو حصاها

فإذا لاحت لعينيك فقف

واخلع النعلين في وادي طواها

تر أنواراً لموسى لمعت

نار موسى قبسات من سناها

واذا كفّ الجواد انبجست

لك كان الغيث في فيض نداها

تفخر الزوراء في موسى على

طور سيناء وتسمو في علاها

قف بها وقفة عبد وأطل

وقفة العيس بها والثم ثراها

واذرِ دمع العين في ساحاتها

فلمن تدخر العين بكاها

وابكِ فيها كاظم الغيظ الذي

مات مسموماً بأيدي أشقياها

بأبي من طال ظلماً حبسه

وهو للأعداء لو شاء محاها

السيد حيدر الحلّي (١٢٤٠ هـ ـ ١٣٠٤ هـ)

هو ابو سليمان السيد حيدر بن سليمان بن داود بن سليمان الحسيني الحلّي كان شاعراً مجيداً من اشهر شعراء العراق اديباً ناثراً جيد الخط ، نظم فاكثر ولا سيما في رثاء الحسين عليه‌السلام ومدائح ومراثي اهل البيت عليهم‌السلام.

____________

(١) المجالس السنية / للسيد محسن الأمين العاملي قدس‌سره ج ٥ ص ٣١٦ الطبعة الثالثة / النجف الأشرف (د. ت).

٢٨٤
 &

وفي الطليعة اخبرني السيد حسن بن السيد هادي الكاظمي قال اخبرني السيد حيدر الحلّي قال رأيت في المنام فاطمة الزهراء عليها‌السلام فاتيت مسلماً عليها مقبلاً يدها فالتفتت اليّ قائلة :

أناعي قتلى الطف لا زلت ناعيا

تهيج على طول الليالي البواكيا

فجعلت ابكي وانتبهت وانا أردد هذا البيت فجعلت اتمشى وأنا ابكي وأردد التتميم ففتح الله علي ان قلت :

أعد ذكرهم في كربلا ان ذكرهم

طوى جزعاً طيّ السجّل فؤاديا ١

وله في الامام الكاظم عليه‌السلام ٢ :

حزت بالكاظمين شأنا كبيرا

فابق يا صحن آهلاً معمورا

فوق هذا البهاء تكسي بهاءاً

ولهذي الانوار تزداد نورا

انما انت جنة ضرب الله

عليها كجنة الخلد سورا

ان تكن فجّرت بهاتيك عين

وبها يشرب العباد نميرا

فلكم فيك من عيون ولكن

فجرت من حواسد تفجيرا

فاخرت ارضك السماء وقالت

ان يكن مفخر فمني استعيرا

اتباهين بالضراح وعندي

من غدا فيهما الضراح فخورا

بمصابيحي استضيء فمن شمسي

يبدو فيك الصباح سفورا

ولبيتي المعمور ربّاً معال

شرّفا بيت ربّك المعمورا

لك فخر المحارة انفلقت عن

درتين استقلتا الشمس نورا

وهما قبتان ليست لكلّ

منهما قبة السماء نظيرا

____________

(١) (أعيان الشيعة ج ٦ / ٢٦٦).

(٢) ديوان السيد حيدر الحلي / تحقيق علي الخاقاني ج ١ ص ٣٥ ، النجف الأشرف ١٣٦٩ هـ / ١٩٥٠ م.

٢٨٥
 &

صاغ كليتهما بقدرته الصا

ئغ من نوره وقال : اُنيرا

حول كل منارتان من التبر

يجلي سناهما الديجورا

كبرت كل قبة بهما شأنا

فأبدت عليهما التكبيرا

فغدت ذات منظر لك تحكي

فيه عذراء تستخف الوقورا

كعروس بدت بقرطي نضار

فملت قلب مجتليها سرورا

بوركت من منائر قد اقيمت

عُمَداً تحمل العظيم الخطيرا

رفعت قبة الوجود ولولا

مُمسكاها لآذنت ان تمورا

يا لك الله ما اجلّك صحناً

وكفى بالجلال فيك خفيرا

حرمٌ آمن به أودع الله

تعالى حجابه المستورا

طبت إمّا ثراك مسكٌ وإما

عبق المسك من شذاه استعيرا

بل أراها كافورة حملتها

الريح خلديّة فطابت مسيرا

كلّما مرت الصبا عرّفتنا

انها جددت عليك المرورا

اين منها عطر الامامة لولا

انها قبّلت ثراك العطيرا

كيف تحبيري الثناء فقل لي

انت ماذا ؟ لاُحسن التحبيرا

صحن دار ام دارة نيّراها

بهما الكون قد غدا مستنيرا

ان أقل ارضك الاثير ثراها

ما اراني مدحتُ إلّا الاثيرا

انت طور النور الذي مذ تجلی

(لابن عمران) دك ذاك (الطورا)

انت بيت برفعه أذن الله

لفرهاد فاستهل سرورا

وغدا رافعاً قواعد بيت

طهّرَ الله اهله تطهيرا

٢٨٦
 &

وفيها يقول :

وعلى بلدة الجوادين عرّج

بالقوافي مهنّياً وبشيرا

قل لها لا برحت فردوس اُنس

فيك تلقى الناس الهنا والحبورا

ما نزلنا حماك الّا وجدنا

بلداً طيباً وربّاً غفورا

وامامان ينقذان من النار

لمن فيهما غدا مستجيرا

وعليماً غدا أباً لبني العلم

واكرم به ابياً غَيورا

واغرّاً اذيال تقواه للناس

نفضن الدنيا وكانت غرورا

كم بسطنا الخطوب أيدٍ ارتنا

اخذل الناس من اعدّ نصيرا

وطواها (محمد الحسن) ١ الفعل

فلا زال فضله مشهورا

فهو في الحق شيخ طائفة الحق

ومن قال غير ذا قال زورا

قد حماك (المهدي) عن ان تضامي

كم نشقنا بجوّه كافورا

طبت اهلاً وتربة وهواءاً

وكذاك المخشي المحذورا

ومن الامن مدّ فوقك ظلا

ومن الفخر قد كساك حبيرا

من يسامي علاه شيخاً كبيرا

وله دانت القروم صغيرا ٢

وقال أيضاً في مدح الإمامين الكاظمين عليهما‌السلام :

فَي القصد وتحقيق الرجاء

من سليلي آل طه الأصفياء

لا ارى يجبه بالرد امرؤ

قارعاً لله باباً للدعاء

فرجائي كيف يغدو

خائباً عند بابين لجبار السماء *

____________

* ديوان السيد حيدر الحلي ج ١ ص ٣١.

(١) ويقصد به الفقيه الحجة آية الله المرجع الكبير في زمانه الشيخ محمد حسن آل ياسين الكبير قدس‌سره المتوفى سنة ١٣٠٨ هـ.

(٢) بهذا القدر نكتفي من القصيدة لان الشاعر ساهم في مدح اشخاص ساهموا في التعمير والاشراف.

٢٨٧
 &

الشيخ سلمان آل نوح (١٢٦٥ هـ ـ ١٣٠٨ هـ)

خطيب الكاظمية الشيخ سلمان بن داود بن سلمان بن نوح ، ولادته في الحلة ثم هاجر مع عمه الشيخ حمادي بن سلمان بن نوح إلى الكاظمية عام ١٢٨٠ هـ ، وعاش ومات فيها ودفن في النجف الأشرف ومن أولاده الخطيب المشهور الشيخ كاظم آل نوح المتوفى ١٣٧٩ هـ / ١٩٥٩ م ، وكان الشيخ سلمان من الذين شاركوا في المسابقة الشعرية التي أقيمت في الكاظمية وهي قبة الكاظمين عليهما‌السلام.

له في الإمام الكاظم ١ عليه‌السلام :

صاح مهلاً لا تكثرن ملامي

كثرة اللّوم قد اُهاجت غرامي

لا نخالن صبوتي لملاح

فاتكات اللحاظ فتك السهام

واعلمن أن نشوتي لا بخمر

عتقوها من عهد سام وحام

بل بصحن كساه ربّ البرايا

هيبة من بهاء سامي الدّعام

هو صحن بين القباب أحاطت

بالشفيعين يوم هول القيام

اي صحن به المصابيح أمست

نيرات تزري بشهب الظلام

اوقدوها جهراً بزيت وسرّاً

هي أنوارهم بدت للأنام

لا تخل زينة القباب بتبر

بل بنور سام عن الأوهام

هو نور الإله حين تجلى

(لابن عمران) حُرّ واهي القوام

فإذا ما حللت تأتي مقاماً

جنة الخلد دونه في المقام

هو باب به الحوائج تقضى

فيه برء الآلام والأسقام

قد أتته الوفود من كلّ فج

ليروا ما هناك من إنعام

____________

(١) البابليات ج ٢ ص ١٨٧ وقد نشرها أيضاً الباحث الدكتور جمال الدباغ في كراسه أصدرها عن الشاعر بمناسبة مرور ١٢٠ عاما على رحيله ، بغداد ١٤٢٨ هـ.

٢٨٨
 &

فهما للملا غياث حصن

إن أتى الدهر بالخطوب العظام

إن كفيهما سحابة جود

منهما تستمد سحب الغمام

كان بالطيبين بدء نظامي

وبهم قد جعلت حسن اختتامي

١٠٣١ هـ

الشيخ جعفر الشرقي (١٢٥٩ هـ ـ ١٣٠٩ هـ)

هو الشيخ جعفر بن الشيخ محمد حسن بن احمد بن موسى بن حسن بن راشد بن نعمة بن حسين الشهير بـ الشرقي أحد مفاخر عصره في العلم والأدب كان فاضلاً أديباً شاعراً ، دقيق النظر ، عالي الفكر ، وسيم الشكل خلّف من الكتب كتابين في علم الأصول وكتاباً في الفقه وديوان شعر. قال في الإمامين الجوادين عليهما‌السلام هذه القصيدة ١ :

الا ليت شعري ما تصوغ بنو كسرى

اسوراً لموسى ام سواراً على الشعرى

وكيف من الوادي المقدس سوّرت

على طور سيناه بآيته الكبرى

وما خلت لولا العين قد شهدت به

تشيد حول الفرقدين له قصرا

فكيف الى هام الثريا من الثرى

سرت فوق منها فسبحان من أسرى

وما كان يدريها بما ضمّ قطبه

ولكن لأمر ما تحيط به خبرا

درت بنجوم الافق اذ درن حوله

عرفن لموسى والجواد به قبرا

وكيف من الزوراء عند ضريحه

اهل علت الغبرا ام انحطّت الخضرا

وهيهات لا هذا ولا ذاك انها

لجنة عدن قد تجلت لنا جهرا

تراءت بها للناظرين هياكل

بها مثلاً قد تضرب الشمس والبدرا

____________

(١) شعراء الغري ج ٢ / ٦٢ ـ ٦٤.

٢٨٩
 &

مكورة والشمس قد كورت بها

كهيئتها الافلاك قد طبعت قسرا

من النور لا يدري بأمر وراءه

تجلى الذي قد كان يدري ولا يدرا

ولا عجب فالطور هذا بما حوى

وذا صعقا موسى بساحته خرا

وما دجلة الخضراء يميناً ويسرة

سوى يده البيضا جرت منناً حمرا

وتلك عصا موسى اقيمت بجنبه

وقد طليت اقصى جوانبها تبرا

فكيف بها فذّا تراءت تمايناً

اسحراً وحاشا انها تلقف السحرا

ام العرش يغشى الطور فوق قوائم

كما عدّها في الذكر فاستنطق الذكرا

وحسب ابن لاوي بابن جعفر في العلى

اذا ما حكاه ان ينال به فخرا

فان يك في هارون قد شد ازره

فقد شد موسى يا لجواد له ازرا

جواد يمير السحب جود يمينه

على ان فيض البحر راحته اليسرى

ضمين بعلم الغيب ما ذرّ شارق

ولا بارق الّا وكان به أدرى

تضل العقول العشر من دون كنهه

حيارى كأن الله أودعه سرّا

أجل هو سرّ الله والآية التي

بها نثبت الاسلام او نطرد الكفرا

امام يمدّ الشمس نوراً فان تغب

كسابسنا انواره الأنجم الزهرا

فحق اذا ازهرن فيصحن داره

ودرن على ما حول مرقده دورا

فموضوعة طوراً تشع بقبره

ومطبوعة حليا بوجه السما طورا

فمن صفة تدعى المصابيح عنده

وفوق السما تدعى الثريا او الشعرى

ومذ زين الافلاك احسن زينة

خضعن له لابل سجدن له شكرا

ومن يك موصولاً بأحمد في العلى

تهيب غير الذكر في نعته الذكرا

علا تفخر الأفلاك ان وصلت به

بأملاكهن البيض لا مضر الحمرا

٢٩٠
 &

من الركب ما بين العراقين يممّت

ركائبه من دجلة مربع الزورا

يخب بها الحادي سراعاً كأنما

الى الورد يوم الخمس تستعجل المسرى

فوارسها من فارسٍ كلّ أصيد

ترى بهجة في وجهه البشر والبشرا

تهلل حتى ما رأته غمامة

بضاحية إلّا استهلت له قطرا

أخو الصبح الا انه بصباحه

ترى الليل لم يخلق بها كي ترى الفجرا

سرايا بنو شر وان كان سريها

يسير بها طوراً ويبعثها طورا

تراءت لهم ناراً يظنون انها

ذبالة ما قد اوقدت فارس دهرا

وما انسوا الّا وقد انسوا الهدى

بسناء موسى قد تجلى لهم جهرا

ومدّ يديه بالوسائل سائلاً

لسائل دمع كاد يغمره غمرا

فجاء بها ملء القفار حمولة

من الاُدم الّا انها ملئت تبرا

ثقالاً تنوء العيس فيها كانها

اذا وضعت رجلاً تعايت عن الاخرى

ايادي لم تمنن جرت منه عن يد

غدا يستمير البحر من درّه الدرّا

اتت رسله تترى بهن وقبلها

من الفلك الاعلى أتت رسله تترى

ينادون بالهادي الامين اخي النهى

فهبّ هبوب الريح تستتبع القطرا

فشاد بها سوراً يسير به اسمه

الى فلك الافلاك لا فلك الشعرى

مدينة قدس قدّس الله سرها

وشرّفها حتى على عرشه قدرا

لها رتج يجري الى كل جانب

على كرة لما استقل الثرى مجرى

بها كل ايوان برفع بنائه

يبين على ايوان كسرى الورى كسرا

يميناً باعتاب الجوادين إنها

لصنع جنان فوق وسع الورى طرّا

فما هي من هاد وفرهاد إنما

قضوا فقضى الرحمان فيما قضوا امرا

٢٩١
 &

لقد حشرت فيها الملائك والملا

جميعاً ولمّا تدرك البعث والحشرا

احاطت بموسى والجواد فقل بمن

بهم غير علم الله لما يحط خبرا

ابوهم عليّ الطهر من بعد احمد

نبيّ الهدى والأُم فاطمة الزهرا

فدونكما بكر المعالي ابا الرضا

لنعتك قد زفت وترضى الرضا مهرا

اماطت جنا فكري وشقت فم الثّنا

وداست على انف العدى فبدت حسرا

تباهي الحسان الحور اذ هي دونها

عقود ثناء فيك قلّدت النحرا

وله أيضاً عندما زار الكاظمية وهو مريض متوسلاً بالكاظمين عليه‌السلام ١ :

لمّا وفدت على الجواد وجده

في حالة تشجي لها اعدائي

حيث السقام جوى بجسمي سابق

منه ودبّ الموت في اعضائي

فغرست في روض الثنا دوح الرجا

وجنيت حين غرست ورد شفائي

الشيخ جابر الكاظمي (١٢٢٢ هـ ـ ١٣١٢ هـ)

هو أبو طاهر جابر بن الشيخ عبد الحسين بن عبد الحميد المعروف بحميد بن الجواد بن احمد بن خضير ينتهي نسبه إلى ربيعة بن نزار المعروف بالشيخ الكاظمي ولد في الكاظمية ودفن في الصحن الشريف على يمين الداخل إلی الصحن الكاظمي في الحجرة الثالثة من باب المراد في كان نادرة الدهر في الشعر والحفظ وحسن الخط مع الورع وتقوى وتعفف له تخميس الهائية الازرية وديوان الشعر مطبوع ، له قصائد في الإمام الكاظم عليه‌السلام منها ٢ :

أنخ المطيّ بساحة المجد

واعقل فهذا منتهى القصد

____________

(١) شعراء الغري ٢ : ٥٩.

(٢) شعراء كاظميون ، الشيخ محمد حسن آل ياسين ج ١ ص ٢١٨ بغداد ١٤٠٠ هـ / ١٩٨٠ م ، والقصيدة نظمها بمناسبة الأنتهاء ، من عمارة سور المشهد الكاظمي سنة ١٣٠١ هـ.

٢٩٢
 &

وأرح قلوصك ان تجشمه

هضبات رضوى او ربى نجد

فلقد هديت ورُبَّ ذي شططٍ

بعد الضّلال هُدي الى رشد

فالى م انت الى اللوى شغفا

تلوي عنان القود بالوخد

نشر المهامه لم تزل أبداً

تطوي بايدي الضمّر الجرد

اوما ترى نوراً سناه بدا

من طور موسى للهدى يهدي

فالجأ ولُذ بالكاظمين تفز

بندى سوى جدواه لا يجدي

من أَمَّ موسى والجواد يجد

امنين من ضرّ ومن جهد

باب الإله اتى ورحمته

من قد اتى موسى الى رفد

افهل سواه لقصد مكرمة

يرجى فأصله أخر قصد

لتزجَّ عيسك نحو نائله

هيهات رمت اذن صفا صلد

فانزلْ به يا سعد انّ به

دار النعيم ومنزل السعد

جار تعالى شأن ساكنها

عن ان يحيط بمدحه حمدي

دار على اوج السماء سمت

وعلت عن الأوهام بالبُعد

فاعقد هنالك ان حللت بها

احرام ذي وله وذي وجدِ

واسعَ وطف طوعاً بحضرتها

لتنال منها منتهى القصد

هي حضرة القدس التي ضمنت

سرّ الإله وجهر ما يُبدي

هي كعبة الآمال روض هدى

هي بيت اهل البيت والمجد

آل النبي وهل كجدّهُم

بين البريّة جاء من جد

وفرهاد شيد روضة فزهت

بالنُّور لا بالنور والورد

مذ زال اقصى الكره ارختها

« للناس ابدي جنة الخلد »

١٠٣١ هـ

٢٩٣
 &

وله بمناسبة إنهاء تعمير حرم الكاظمين عليهما‌السلام سنة ١٢٠١ هـ ١ :

أي سور على السماوات دارا

ولكفّ الخضيب عاد سوارا

قد بدى للبروج أيّ نطاق

شهب الحق عنه لا تتوارى

بنطاق لما انتطقن الدراري

منه فيه اجوجها قد أنارا

اي سور أحاط بالعرش وسعاً

وعلى جملة الوجودات دارا

عانق العرش في يديه عناق الـ

ـصبّ صبّا يمناه لاقت يسارا

هو عقد في جيد غانية المـ

ـجد بنظم فاق الدّراري نثارا

وعلى مركز الندى منه خطّ

فوق عرش الهدى غدا مستدارا

فاق اعلى السبع الشداد وجاز الـ

ـقعر منه السّبع الطباق قرارا

شاده بالنضار فرهاد حتى

حاز منه حسن البناء القصارى

في صعيد بسمو على التبر ترباً

راق منا نصيرهُ الانظارا

كم شفى الشمّ منه سقم سقيم

وبمرأه نور الابصارا

ان رأته الموتى بطيّ لحود

تلق نشراً نصيب فيه انتشارا

واعاد الارواح طرّا اليها

منه روحٌ وخلّد الاعمارا

قد بنى سوراً لكعبة مجد

وكم على العرش أسدلت استارا

كعبة الاملاك امست مطافاً

ولمن في الوجود اضحت مزارا

جنة من غصون دوح هداها

قطفت راحة النعيم ثمارا

شاد هذا الفرهاد فيها قصوراً

عُدنَ عنها قصور ذاك قصارا

ولديها مهندساً قد غدا الروح

وميكال قد غدا معمارا

ان هذا العقل المصّور فيما

جاء فيه الروح المجرد حارا

____________

(١) ديوان جابر الكاظمي ص ٢٢٢ ، تحقيق الشيخ محمد حسن آل يس قدس‌سره بغداد ١٣٤٨ هـ / ١٩٦٤ م.

٢٩٤
 &

ان هذا أخ لهذا وكلُّ

ماله في الندى اخ فيبارى

ذاك قد سوّر الجنان وهذا

قد طلى القبتين فيها نضارا

فاعتدى النور منهما مثل نار

قد انارت في طور موسى جهارا

ليس يدري النقاد اهي نضارٌ

ام هي الشمس قد اضاءت نهارا

لا يداني الشقيق حمرة خد

من سناها يفوق خدّ العذارى

نور قدس اضاء في عرش مجدٍ

منه نور الله القديم انارا

قبس النور من سناه سناه

مثل نار قبست منها النارا

فانار الأماكن فيه ولولا

ضوؤه لاغتدى الوجود سرارا

من رآه راى الرشاد وفيه

ابصر الدين والهدى إبصارا

ولقطع الاعذار عن ذي ضلال

لهدىً شاهده الإله منارا

فلك دار فوق قطبي مَعِال

قد ادارا الوجود طرّاً فدارا

جاورته الاملاك دهراً طويلاً

فاصاب الاملاك منه اعتبارا

ورأته أسنى مطافٍ فطافت

في حماه حجّابه واعتمارا

قبة الافلاك إكليل تبرٍ

رصعته شهب العلى فأنارا

منه بثت شمس النهار نضاراً

فضة الشهب دونه مقدارا

فاغتنى كلّ مرملٍ فيه لمّا

نثرت منه للوجود نثارا

قد أماطت عن العيون حجاباً

وازالت عن القلوب غبارا

فرأينا فيها الجنان عياناً

وراينا نور الإله جهارا

قد ضفت فوق عالم القدس حتى

ألبسته من نورها أطمارا

يترجى نسر السما طيراناً

لعلاها لو يستطيع مطارا

٢٩٥
 &

وتبدت لنا كمثل عروس

قد أماطت عن المحيّا خمارا

من نوى ان يزورها لا يذوق

النار اوزارها محا الاوزارا

أتمس الناس امرءاً مس منها

عرش مجد وللمهيمن زارا

كعبة للفلاح شيدت فنادى

بالفلاح الهدى البدار البدارا

ان توارت شمس الضحى في حجاب

ضاء نور لوجهها لا يوارى

ولتشييدها أشارت ملوك

مذ لتشييدها المليكُ اشارا

قد حبت شمسها وبدر علاها

بالسناء الشموس والاقمارا

وبوقت كلّ اضاء سناه

فارانا ليل العراق نهارا

مذ اجارا اهل السماء واهل

الارض اضحى كل بكل مجارا

مرقد الفرقدين ذاك ومنه

مطلع النيرين جهراً انارا

كوكب الحق ضاء من ذا ومن ذا

موكب الجود في البسيطة سارا

هم بنو المصطفى الذي باریء النا

ـس اصطفاه واختاره مختارا

مبدأ الفيض خاتم الرسل ازكى

مرسل امنع الوجود ذمارا

هم بنو المرتضى الذي قد نضاه

الله من غمد باسه بتّارا

هو ذاك الليث الذي في المنايا

كف كافيه انشبت اظفارا

من له السبق في جميع المعالي

وله النصّ بالغدير أنارا

كم دعا للهدى عداه فضلوا

وأصروا واستكبروا استكبارا

برزت منه للوجود امور

اكبر العقل امرها اكبارا

رأت الباهرات منه أناس

فادعت ما ادّعت بعيسى النصارى

لا يهاب القضا بكل القضايا

هل ترى الموت يرهب الأقدارا ؟

٢٩٦
 &

إن مدحنا سواهم بامتداح

فإليهم إيابه والقصارى

أو إلى غيرهم سرى ركب حمد

فاليهم به تعود المهارى

فهو في تهج غيرهم ليس يسري

أينما ركبُ مجدهم سار سارا

فاز فيه من يقتني كلّ حمدٍ

في ولاهم ويبذل الدينارا

فاصرف المدح بعدهم لإمام

العصر واملأ بمدحه الامصارا

يا إمام الوجود هذي رفات

الدين امست تشكو اليك البوارا

فأعدها وجد على كل من سواها

بظهور ونوّر الأبصارا

وله أيضاً بهذه المناسبة :

مذّ هدمت أهل البلى ركنه

وقد وهى إذ هُدّ معمورهُ

أشار في تعميره ماجد

مُثاب فعل الخير مأجُوره

فريق جيش المَلِكِ المالك الأ

نام والأيام مأمورهُ

سلطاننا عبد المجيد الذي

أصمّ أسماع الردّى صورُهُ

إلى أن يقول :

عمّره بعد خراب وقد

سما على هام السما سوره

مذ تمّ تعميراً وقام البنا

أرخته « قد تمّ تعميره »

١٢٩٩ هـ

وقد أرخ بدء العمل بقصيدة جاء فيها :

طور موسى هذا وفيه تجلى

للعيون النور القديم عيانا

لم يزل للملا محط رجاءٍ

فيه تعطى الأمان والايمانا

قد تسامى بالنيرين مقاماً

دونه النيران فضلاً وشانا

٢٩٧
 &

وبفضل من الحسين حسين

شاد منها بجوده الاركانا

موثل المأثرات خون معال

لم نجد في العلى لها اخدانا

قل وبالواحد المهيمن أرخ

(قد أرانا الحسين خلداً عيانا)

١٢٨٤ هـ

وقد أرخ أيضاً انتهاء العمل في الروضة الكاظمية ١ :

هذا بناء قد سما هام السما

وطال أعلاها عُلاه عِظَما

بنيّرين من سنا نورهما

قد أشرق الدّهر وكان مظلما

هما الجوادان اللذان قد بدا

لدى الوجود كلّ جود منهما

من الآلي بهم برى الله الملا

والأرض قامت واستقامت بهما

ومنهم الدهر أضاءَ نورُهُ

وابتدأ الفضل بهم واختتما

قوم على جودهم الوجود قد

عاش وقام فيهُمُ وقوّما

شاد عليّ سُمكه ، إذ بذل

(الحسين) مالاً عند ذي العرش نما

وسعي ذا المهدي والهادي

مع (العباس) و (الصالح) طال مغنما ٢

ومذ سما والشجو ذاب قلبه

أرخته « عرش به العرش سمى

١٢٨٥ هـ

وقد زجّجت السقوف والجدران لطارمة (إيوان) باب المراد بالزجاج وقد أرخها بقطعتين شعريتين :

وإيوان صفا مرآه حتى

على الأفلاك فُضّلَ بالضياء

وفي مرآته التكوين طرّاً

تراءى للعيون بلا غطاء

____________

(١) ديوان جابر الكاظمي رحمه‌الله ، ص ٣٠٦.

(٢) المهدي والهادي هما الاستراباديان ، والعباس والصالح معماران مباشران للعمل.

٢٩٨
 &

فزخرفه وزيّنه كرامٌ

سموا بعلائهم قمم العلاء

وفيه سعى اخو كرم همام

(محمد الحسين) اخو المزايا

حوى شرف التكرّم والوفاء

سليل الأكرمين ذوي الإباء

لموسى والجواد السبط سبطي

رسول الله خير الأنبياء

هما نجما الهدى بحرا الأيادي

هما بدرا العلى شمسا السناء

صفا كضمير مشرعه فأضحى

يضاهي الشمس نوراً بالضياء

وأقصى الوجد زال فأرخوه

(أراه شبه مرآة السماء

١٢٨٤ هـ

وله من قصيدة : ١

طال ذا الإيوان كيواناً كما

من جنان الخلد فاق الغُرفا

وتعالى في المعالي رفعة

يا بني الطهر النبي المصطفى

زينته بنت سلطان به

حازت الهند نعيما وصفا

من كرام بهُم المجد سما

واغتنى الدهر بهم بعد العفا

قام في إتمامه الندّب

محمد الزاكي الحسين ذو الوفا

حسبه فضلاً ومجداً طال بل

حسبه ربّ البرايا وكفى

وانتفى أقصى العنا إذ أرخوا

« شابه العرش صفاءاً باصفّا »

١٢٨٤ هـ

وقال من جملة قصيدة يمدح به الإمام الكاظم ٢ عليه‌السلام :

لُييَلاتُ وصلٍ عمَّ نشراً عبيرها

وساعاتُ لهوٍ ننمّ بُشراً سرورها

____________

(١) ديوان جابر الكاظمي ص ٢٨٣.

(٢) ديوان جابر الكاظمي ص ٢٢٦ ، وشعراء بغداد / لعلي الخاقاني ٢ / ٢٤٥.

٢٩٩
 &

أعادلنا عهد التصابي نعيمُها

وردّ لنا شَرح الشّباب حبورها

ينمُ سناها بالصّباح كأنما

دجى اللّيل سرُّ كتّمته بدورها

كأن قد تراءت نار موسى فأشرقت

بها الارض طرّاً حيث شبّ سعيرها

صباحُ الهدى المبسوط موسى بن جعفر

وشمس الندى المنشور في الكون نورها

أجاد المعالي تحت ظل قبابه

فطال سموّاً كل طول قصيرها

به اطّأدت أركانه وبسبطه

وقامت مبانيه وشيدت قصورها

محمد الطهر الجواد الذي له

أياد على جيد النوال خطيرها

فهم مبدأ الفيض القديم وختمه

وأول ورّاث العلى وأخيرها

بهم لبس الدين المهابة وارتدى

سنا شمس عزّ لا يغيب سفورها

ليال أنالتنا السرور وقبلها

ليال تقضّت بالشرور شهورها

ليال أتتنا عاطلات من الأسى

وبالبشر جاءت حاليات نحورها

لقد كتمت من عهد آدم صفوها

فباح به من بعد كتم ضميرها

فيكشف أسرار القلوب سناؤها

ويهتك أستار الغيوب سفورها

إمام الورى سامي الذرى مثقل البرى

مناقب يطوي إلى فقيره نشورها

وفي سنة ١٢٨٤ هـ فتح باب جديد للمشهد الكاظمي مغلف بصفائح الفضة ولم تعرف موقعه على التحديد وقد أرخها الشيخ جابر الكاظمي بقصيدة في ديوانه ص ١٤٦ :

باب لبابيّ اله العرش قد فتحا

وفيه نهج الهدى والحق قد وضحا

لروضة من رياض الخلد حلّ بها

بحران كلّ على الأكوان قد طفحا

لعرش فضل به شمساً عُلا بهما

زال الدجى وتجلى الرشد واتضحا

باب لبابي علوم منهما عُلمت

معالم للندى منها الهدى نفحا

٣٠٠