عدّة الإنابة في أماكن الإجابة

السيّد عفيف الدين أبي السيادة عبدالله بن إبراهيم بن حسن بن محمّد أمين ميرغني الحسني المتّقي المكّي الطائفي الحنفي [ المحجوب ]

عدّة الإنابة في أماكن الإجابة

المؤلف:

السيّد عفيف الدين أبي السيادة عبدالله بن إبراهيم بن حسن بن محمّد أمين ميرغني الحسني المتّقي المكّي الطائفي الحنفي [ المحجوب ]


المحقق: د. عبدالله نذير أحمد مزّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: المكتبة المكيّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٨

وقال الحميدي : حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا الدفرة ، قال : ذكر ابن جريج عن عطاء : أنه سمع أبا هريرة ـ رضي‌الله‌عنه ـ يقول : «لو كنت امرءا من أهل مكة ما أتى علي سبت حتى آتي مسجد الخيف فأصلي فيه» (١).

[١٩٧] [الإنكار على المنكرات] :

قال العلامة ابن حجر المكي ـ رحمه‌الله تعالى ـ : في هذا إشعار بشرفها ، ولا يؤخذ منه ندب ذلك ؛ لتوقفه على صحته عن أبي هريرة ، وأنه لا يقال رأيا ، فمن أخذ ذلك عن الغفلة عما ذكرنا ، فهو جاهل ضال ، كيف وقد ترتبت على ذلك من المفاسد الواقعة في السبت المشهور بمنى ما يتعين على كل ذي قدرة السعي في إزالته ، وكف من يغتر العامة به عن الذهاب إليه ؛ معتلا بقصد الزيارة والبركة ، غافلا عما فيه من الإعانة على المعصية وإيقاع غيره في الضلال والهلكة. انتهى (٢).

فانظر يا أخي في هذا الكلام ما أقربه إلى الصواب وأحراه برأي ذي الألباب الذين كشف الله عن قلوبهم رين الحجاب ، لا سيما على مذهبنا ، يعرف ذلك من له اطلاع على الأحوال المكفرات ونحوها ، مع ذكر ما في حضور الوليمة المشابة بمعصية ، ومعاصي ذلك اليوم عامة في سائر منى ، يعرف ذلك من شاهده وعاينه. فنسأل الله العفو والسلامة!

[١٩٨] [مصلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المسجد] :

وأما تعيين مصلّى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم منه ، فعند المحراب الذي في القبّة الذي في وسط المسجد ، فإنه بني في موضع أحجار كانت هناك ،

__________________

(١) رواه الأزرقي ٢ / ١٧٥.

(٢) رواه الفاكهي في أخبار مكة ٤ / ٢٦٧ وقال محققه «إسناده حسن».

١٦١

وكان مصلاه صلى‌الله‌عليه‌وسلم عندها ، والقبّة هي المسجد الأصلي ، قيل : إنه محل الأنبياء ، ومصلى الأخيار ، وفيه قبر آدم عليه‌السلام ، وأمّا ما زاد على القبة فمن زيادة الملك الأشرف قايتباى.

وأخرج الأزرقي عن خالد بن مضرس ، أنه رأى أشياخا من الأنصار يتحرون مصلاه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمام المنارة قريبا منها ، وقال عن جده : الأحجار التي بين يدي المنارة هي موضع مصلىّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لم نزل نرى الناس وأهل العلم يصلون هنالك ، ويقال له مسجد العيشومة كانت فيه أبدا خضراء في الجدب والخصب بين حجرين من القبلة وتلك العيشومة قديمة لم تزل ثمّ. انتهى (١). ولا وجود [لها] الآن.

[١٩٩] [غار المرسلات] :

ومنها : غار المرسلات ، وهو قريب من مسجد الخيف ، معروف مشهور ، نزلت فيه سورة المرسلات ، وفي صحيح البخاري في باب ما يقتله المحرم من الدواب من رواية ابن مسعود رضي‌الله‌عنه أنه قال : (بينما نحن مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غار بمنى إذ نزلت (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه ، وإن فاه لرطب بها ، إذ وثبت علينا حية ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اقتلوها! فابتدرنا فذهبت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وقيت شركم ، كما وقيتم شرها (٢)). ومن عجيب ما اتفق أن صاحب القاموس دخله وجماعة فقراء في المرسلات ، فخرجت عليهم حية ، فابتدروا لقتلها ، فهربت.

__________________

(١) أخبار مكة للأزرقي ٢ / ١٧٥.

(٢) أخرجه البخاري (١٧٣٣).

١٦٢

وروى ابن جبير : (أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم جلس بهذا الغار مستظلا فيه ، فمس رأسه الكريم الحجر فلان حتى أثر فيه تأثيرا بقدر دورة الرأس) ، فصار الناس يبادرون بوضع رؤوسهم في هذا الموضع تبركا واستجارة لرؤوسهم بموضع مسه الرأس الكريم ، أن لا تمسه النار برحمة الله تعالى (١).

[٢٠٠] [مسجد السّرر] :

ومنها مسجد السرر ، ويسمى بمسجد عبد الصمد بن علي لكونه بناه ، وهو بين محسر ومنى في شرقيها ، قال أبو سعيد الحسن ابن الحسين السكري : السّرر : على أربعة أميال من مكة عن يمين الجبل بطريق منى ، وكان عبد الصمد بن علي اتخذه مسجدا ؛ لأن به شجرة ، ذكر أنها سر تحتها سبعون نبيا ، ولا يعرف الآن إلا جهته ، والسّرر ـ بكسر السين وفتح الراء ـ ك «عنب» على ما في القاموس. وقال ابن حجر في شرح الإيضاح : والسرر : مثلث السين ، جمع سرة ـ وبعد الباقي بعد القطع (٢) ـ وهو محل شريف.

روى مالك والنسائي وغيرهما عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : (إذا كنت بين الأخشبين من منى ـ ونفخ بيده نحو المشرق ـ فإن هناك واديا يقال له : وادي السرر ، به سرحة سر تحتها سبعون نبيا (٣)) .. (٤)

__________________

(١) ولا أثر لهذا المسجد الآن ، إلا أنه كان «مشهورا بمنى خلف مسجد الخيف نحو الجبل ، كذلك يأثره الخلف عن السلف والله أعلم» كما ذكر المحب الطبري في القرى ص ٥٤٠.

وبفضل الله عزوجل اندثرت البدع التي وجدت بمنى في تلك الأيام كما ذكر المؤلف وغيره ـ في عهدهم ـ مع شدة النكير على مرتكبيها والدعوة لإزالتها.

(٢) قوله «سرّ تحتها» : أي قطعت سررهم ، والسرر : ما تقطعه القابلة من المولود ، والباقي بعد القطع يقال له السرّة ، والمقطوع السرر والسرّ أيضا بالضم ، والمراد : أنهم ولدوا تحت تلك السرحة ، والموضع التي هي فيه يسمى وادي السرر. القرى لقاصد أم القرى ٥٤٠.

(٣) موطأ مالك ١ / ٤٢٣ ؛ النسائي (٢٩٩٥) ؛ صحيح ابن حبان ١٤ / ١٣٧.

(٤) وحصل هنا إقحام لعبارة طويلة ما يساوي اثني عشر سطرا : حيث جاء بعد الحديث «وابن

١٦٣

(سبعون نبيا) أي قطعت سررهم ، يعني : أنهم ولدوا تحتها ، والسرحة : الشجرة العظيمة ، وهي غير موجودة الآن ، بل ولم يعرف موضعها.

[٢٠١] [مسجد النحر] :

ومنها مسجد النحر : وهو بين الجمرة الأولى والوسطى على يمين الذاهب إلى عرفة ، يقال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلىّ فيه الضحى ، ونحر هديه عنده ، كذا وجد في حجر مكتوب فيه.

[٢٠٢] [مسجد الكبش] :

ومنها مسجد الكبش : على يسار الصاعد إلى عرفة ، بسفح ثبير ، وهو مشهور سمي به ؛ لأنه ذبح فيه الكبش الذي فدى به إسماعيل وإسحاق عليهما‌السلام (١) على الخلاف.

__________________

أبي الموالي ثقة روى له البخاري في صحيحه فصح الحديث والحمد لله انتهى.

وفيه تأمل وبيّن وجهه ، والحاصل : أن الحديث فيه كلام كثير ، وقد ألف الحافظ بن حجر فيه جزءا ، وحاصل ما ذكره أنه مختلف فيه ، فضعفه جماعة وصححه آخرون ، قال : والصواب انه أحسن لشواهده ، وقال العلقمي في شرح الجامع الصغير : قال شيخنا ـ يعني الجلال السيوطي ـ : هذا الحديث مشهور على الألسنة كثيرا ، واختلف الحفاظ فيه ، فمنهم من صححه ، ومنهم من حسنه ، ومنهم من ضعفه ، والمعتمد الأول ، وجازف من قال حديث (الباذنجان لما أكل منه) فإن حديث الباذنجان موضوع كذب ، وروى ابن عباس ـ رضي‌الله‌عنهما ـ مرفوعا : (ماء زمزم لما شرب له ، فإن شربته تستشفي شفاك الله ، وإن شربته مستعيذا أعاذك الله ، وإن شربته لتقطع ظمأك قطعه الله ، وإن شربته لشبعك أشبعك الله ، وهي حزمة جبريل وسقيا إسماعيل). ومما بلغ من الصحة والحسن أنها شفاء سقم رواه». ويدل أن العبارة مقحمة من الناسخ ؛ لأن موضوعها في (فضل زمزم) وقد سبق ذكرها في موضعها ، فوجودها هنا إقحام لا محل لها ، ولذلك حذفت العبارة هنا ، واكتفيت بالتنبيه. والله أعلم.

(١) الأزرقي ٢ / ١٧٥.

١٦٤

ونقل الفاسي عن الفاكهي : ما يقتضي أن الكبش نحر بين الجمرتين ، ويؤيده ما أخرج الطبراني عن ابن عباس ـ رضي‌الله‌عنهما ـ : (أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحر في منحر الخليل عليه‌السلام الذي نحر فيه الكبش المفدى) ، ثم قال : وذلك في سفح الجبل المقابل له ، يعني لثبير ، فيكون ذلك عند مسجد النحر المتقدم ذكره. والله أعلم.

وفي البيضاوي : قيل كان كبشا من الجنة ، وقيل : كان وعلا أهبط إليه من ثبير.

[٢٠٣] [موضع محاولة ذبح سيدنا إسماعيل] :

وأما موضع سيدنا إسماعيل للذبح ، فقال البيضاوي : كان ذلك عند الصخرة ، محلّ بمنى ، أو في الموضع المشرف على مسجده ، أو المنحر الذي ينحر فيه اليوم.

[٢٠٤] [مسجد عائشة رضي‌الله‌عنها]

ومنها مسجد عائشة رضي‌الله‌عنها : وهو بسفح ثبير أيضا فوق مسجد الكبش ، وهو غار لطيف ، عليه بناء دائر ، ويسمى : معتكف عائشة ، وبيت أم المؤمنين.

[٢٠٥] [مغارة الفتح] :

ومنها مغارة الفتح : هي في سفح ثبير قريبا من معتكف عائشة ، أنشأها صاحب القاموس رحمه‌الله تعالى.

١٦٥

[٢٠٦] [جبل ثبير] :

ومنها : جبل ثبير ، ويسمى : ثبير الأثبرة ، وعرف بذلك ؛ لأنه أعلاها وأطولها ، قيل : إنما سمى ثبير باسم رجل من هذيل دفن فيه ، وهو على يسار الذاهب إلى عرفة ، وقيل على يمينه.

وقد تقدم ما يشير إلى إمكان الجمع بين القولين ، وقد ذكروا في اللغة أن ثبيرا اسم لسبعة أماكن بمكة وما في بلاد مزينة ، وهو جبل عظيم ، أحد شظايا جبل الطور ، الذي تجلى له الرب ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتعبد فيه قبل النبوة [أمام] ظهور الدعوة ؛ ولذا جاورت به أم المؤمنين عائشة رضي‌الله‌عنها أيام إقامتها بمكة ، كذا ذكره صاحب القاموس.

ومن فضله ما قاله القاضي عياض ، والسهيلي في الروض : (إن قريشا لما طلبوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان على ظهر ثبير ، فقال : اهبط عني يا رسول الله ، فإني أخاف أن تقتل وأنت على ظهري ، فيعذبني الله. فناداه حراء : إليّ يا رسول الله).

وذكر بعض العلماء : أن مما يستجاب فيه الدعاء بمنى مسجد الخيف ، وذكر النقاش : في ثبير الأثبرة ، وفي مسجد الكبش ، ومسجد النحر (١).

[٢٠٧] [مسجد البيعة] :

وذكر ابن الجوزي : مسجد البيعة ، وغار المرسلات ، ومغارة الفتح ؛ لأنها من ثبير.

ومما قرب منهما مسجد العقبة ، ويسمى مسجد البيعة ، وهو في شعب

__________________

(١) راجع ما سبق ذكره في فضل هذه المساجد.

١٦٦

على يسار الذاهب إلى منى قبل العقبة بيسير ، وهو معروف ، وهو الذي بايع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الأنصار فيه بحضرة عمه العباس ، ولعله إنما سمي بمسجد العقبة لقربه منها ، وإلا فليس على العقبة مسجد مأثور (١).

[٢٠٨] [خصائص منى] :

ومن خصائصها : أن حصى الجمار على كثرته وتزايده في كل عام ينمحق ويذهب ، ويرى على قدر واحد ، وقد ورد إنّ ما تقبّل رفع ، ولو لا ذاك لصار آكاما.

ومنها أن اللحوم تشرق في ثبير من أماكنها وهي محروسة بحفظ الله تعالى

__________________

(١) والمسجد معروف ومشهور على بعد أمتار من يسار العقبة ملاصق للجبل وبناؤه عثماني قديم ، جدد وظهر الآن بعد التوسعة لساحة الجمرات الحديثة أكثر.

١٦٧

من الطيور مع ما يشاهد من [الحدآن](١) ، مع انقضاضها لخطف ما تراه من شيء أحمر بيد إنسان أو رأسه ، وهي تحوم عليها ولا تستطيع أن تأخذ منها شيئا.

ومنها : أن الذباب لا يقع في أيامها على شيء من الطعام ولو عسلا ، بل ولا يحوم عليه مع كثرة العفونات الجالبة له ، وإذا مضت أيامها تهافتت على ذلك حتى لا يطيب طعام لطاعم.

ومنها : اتساعها للحجيج ، وعن أبي الدرداء رضي‌الله‌عنه قال : قلنا يا رسول الله! إنّ أمر منى لعجيب هي ضيّقة ، فإذا نزلها الناس اتسعت ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (منى كالرحم إذا حملت وسعها الله (٢)).

ومنها : أن البعوض كثيرة جدا بها طول السنة ، إلا في أيام الموسم ، فيقل جدا ، بل لا يوجد ، وإن وجد القليل فلا يؤذي ، كما قال العلامة بن ظهيرة وجرّبه.

والحاصل : أن منى محل شريف ، ومنزل لطيف ، وقد تغزل الشعراء والأخيار فيها وفي خيفها بأشعار : فمن ذلك ما قاله الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي رحمه‌الله :

بوادي منى نلنا المنا إذ تبسمت

ليال وأيام ملاح المباسم

سرور بعيد واجتماع أحبة

وقرب وقربان وعز مواسم

__________________

(١) في الأصل (الحدات) جمع الحدأة «طائر من الجوارح ينتقض على الجرذان والدواجن والأطعمة ونحوها» وجمع الحدأة : حدأ وحداء ، وحدآن» كما في المعجم الوسيط (حدأه).

(٢) «رواه الطبراني في الصغير والأوسط ، وفيه من لم أعرفه» كما قال الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٦٥.

١٦٨

ولبعضهم :

ما لقلبي ما يقر قراره

حتى تقضّى من منى أوطاره

ما ذاك إلا من تلهب شوقه

يسبيه من وادي منى تذكاره

يا حادي الأظعان إن جزت الحمى

سلّم على من بالمحصّب داره

واشرح لهم ما يلتقى مشتاقه

من فرط شوق أحرقته ناره

يصبو إلى ذكر الحطيم وزمزم

والركن والبيت المكرم جاره

ولآخر رحمه‌الله تعالى :

أيا حادي الأظعان جز بي على منى

وبرد لظى أحشاي بالجمرات

وقف بي على ذاك المقام فإن لي

به أربا أقضيه قبل وفاتي

ومر بي إلى البيت العتيق وخلني

لديه وما أبديه من زفراتي

ولمجنون بني قيس العامري :

ولم أر ليلى غير موقف ساعة

بخيف منى ترمي جمار المحصب

وتبدي الحصى منها إذا قذفت بها

من البرد أطراف البنان المخضب

فأصبحت من ليل الغداة كناظر

مع الصبح في أعقاب نجم مغرب

ومن ذلك قول ابن الجوزي :

سقى منى وليالي الخيف ما شربت

من المياه وحيّاها وحيّاك

الماء عندك مبذول لشاربه

ولا ترويك إلا دمعة الباكي

ثم انثنينا إذا ما هزنا طرب

على الرحال تعللنا بذكراك

١٦٩

وله أيضا رحمه‌الله تعالى :

فلما قضينا من منى كل حاجة

ومسّح بالأركان من هو ماسح

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا

وسالت بأعناق المطي الأباطح

بكينا على ما كان من زمن الهوى

ولم يعلم الغادي بمن هو رايح (١)

__________________

(١) انظر الأبيات : الجامع اللطيف لابن ظهيرة ، ص ٣١٤ ، ٣١٣.

١٧٠

[٢٠٩]

١٧ ـ [من أماكن الإجابة الركن اليماني]

يمان ، أي مما يستجاب فيه الدعاء عند الركن اليماني ، وأيضا ما بين الركنين ، وقيده النقاش بوقت الفجر ، والإطلاق هو الظاهر. والله أعلم.

وهو من الأماكن العظيمة ، وله فضل كبير قال في العهود المحمدية ، وروى الإمام أحمد بإسناد حسن والطبراني مرفوعا : (أن الركن اليماني يوم القيامة أعظم من أبي قبيس ، له لسان وشفتان) (١) ، زاد في رواية الطبراني : يشهد لمن استلمه بالحق ، هو يمين الله عزوجل التي يصافح بها خلقه (٢). وروى ابن عباس رضي‌الله‌عنهما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : (ما مررت بالركن اليماني إلا وعنده ملك ينادي آمين آمين ، فإذا مررتم به فقولوا : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (٣)).

وعن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما : «ملكان يؤمنان» (٤).

وعن أبي هريرة ـ رضي‌الله‌عنه ـ مرفوعا : (وكلّ بالركن اليماني سبعون ملكا ، من قال : اللهم إني أسالك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار. قالوا : آمين (٥)).

__________________

(١) انظر الأبيات : الجامع اللطيف لابن ظهيرة ، ص ٣١٤ ، ٣١٣.

(٢) الإمام أحمد في المسند ، ٢ / ١١ ؛ والحاكم في المستدرك ١ / ٤٥٧ ، وضعفه الذهبي في تلخيصه.

(٣) أخرجه الأزرقي ١ / ٣٣٨ ؛ الفاكهي ١ / ١٤٠.

(٤) الأزرقي ١ / ٣٥.

(٥) أخرجه ابن ماجه بإسناد ضعيف (٢٩٥٧).

١٧١

قال الشيخ ابن جماعة : ولا تعارض بين الأحاديث على تقدير الصحة (١) ، إذ يحتمل أن السبعين موكلون به ، لم يكلفوا التأمين ، وإنما يؤمّنون عند سماع الدعاء ، والملكان كلفا قول آمين.

وروى الحاكم أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما انتهيت إلى الركن اليماني قط إلا وجدت جبريل عنده. فقال : قل يا محمد! قلت : وما أقول؟ قال : اللهم إني أعوذ بك من الكفر ، والفاقة ، ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة. ثم قال

__________________

(١) وعلق محقق كتاب الهداية لابن جماعة (الدكتور نور الدين عتر) هنا بقوله : «وأشار المصنف رضي الله تعالى عنه بهذا إلى ضعف الأحاديث التي ذكرها بشأن دعاء الملك عند الركن اليماني ، وإن كانت تدل على فضل الدعاء عنده ، وذلك ثابت بأدلة أخرى صحيحة ، وتثبت هذه الأحاديث بجملتها فضل الدعاء عند الركن اليماني ، كما أن تأمين الملائكة على دعاء المؤمن عامة ثابت في الأحاديث المشهورة الصحة ، ولا يدعو الإنسان على نفسه إلا بخير ..» بهامش هداية السالك ١ / ٦٢.

١٧٢

جبريل : إن بينهما ألف ملك ، فإذا قال العبد هذا ، قالوا : آمين». قال العلامة ابن حجر : قوله (سبعون) كذلك رأيته ، فإن صح فهو على حذف ضمير الشأن ، أو على ألف. انتهى.

وعن عطاء قال : يا رسول الله إنك تكثر من استلام الركن اليماني؟! قال : (ما أتيت عنده قط إلا وجبريل قائم عنده يستغفر لمن يستلمه (١)).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : (عند الركن اليماني باب من أبواب الجنة ، والركن الأسود باب من أبواب الجنة).

وعن مجاهد : (ما من إنسان يضع يده على الركن اليماني ويدعو إلا استجيب له ، وإن بين الركن اليماني والركن الأسود سبعين ألف ملك لا يفارقونه هم هنالك منذ خلق الله البيت (٢)).

[٢١٠] [استلام الركن اليماني] :

تتمة : استلام الركن اليماني مستحب في كل شوط.

واستلامه : لمسه بكفيه ، أو بيمينه دون يساره ـ كما يفعله الجهلة والمتكبرة ، ـ من غير تقبيل ولا سجود عليه ، وقال محمد : هو سنة ، ويقبّله مثل الحجر الأسود.

قال في البحر : والدلائل تشهد له ، وعن محمد : يستلمه ويقبل يديه ولا يقبله ، ولا خلاف في أن تقبيله ليس بسنة ، وإن عجز عن استلامه لا يشير إليه إلا على رواية عن محمد (٣).

__________________

(١) الأزرقي في أخبار مكة ، وقال المحقق «إسناده ضعيف» ١ / ٤٧٠.

(٢) الأزرقي ، وقال المحقق : اسناده حسن ، ١ / ٤٧٠.

(٣) واستلام الركن مسنون عند الإمام مالك ، والشافعي ، وأحمد ، ومحمد بن الحسن الشيباني

١٧٣

ويستحب أن يدعو عنده بدعاء آدم عليه‌السلام ، وبالوارد المتقدم وبما تقدم في أدعية الطواف.

وأما الركنان الآخران : فلا يستلم واحدا منهما عند جمهور أهل العلم.

__________________

من الحنفية رحمهم‌الله تعالى ، وذهب أبو حنيفة وأبو يوسف رحمهما‌الله تعالى إلى القول : بأنه مندوب. كما اتفقت المذاهب الأربعة على أنه لا يقبّله ، ولا يسجد عليه.

وذهب الحنفية : إلى أنه لا يقبل يديه أو يمينه بعد ما استلم الركن اليماني ، ولا يشير إليه عند العجز عن الاستلام باليدين.

وقال المالكية : إن لم يستطع لمس الركن بيده كبّر ومضى.

وعند الشافعية : لا يقبّل الركن اليماني ، ولكن يقبل ما استلم به الركن اليماني بعد الاستلام ويشير إليه عند العجز عن الوصول.

وقال الحنابلة : يشير عليه عند العجز. الحج والعمرة للعتر ص ٨٦ ؛ انظر منسك الكرماني ١ / ٣٩٩ ؛ هداية السالك ٢ / ٨٢٥.

والخلاصة : أنه يستلم الركن اليماني في آخر كل شوط ، ولا يقبله ؛ لأنه لم ينقل ، لما في الصحيحين عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما أنه قال : (كان صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يستلم إلا الحجر والركن اليماني).

١٧٤

[٢١١]

١٨ ـ [حالة رؤية البيت من مواطن الإجابة]

رؤية البيت الأغر ، أي : مما يستجاب الدعاء فيه ، المكان الذي أول ما يرى البيت منه ، وتقدم أنه من أحوال الإجابة ، ولا مانع أن يكون في كليهما ، والمراد أنه يستجاب في كل مكان يراه.

وهل هو مختص بالقادم من سفر أو بالمتلبس بالنسك؟ ، أم لكل راء عند قصده له ، أو رؤيته من غير قصد إليه؟ والله أعلم بغيبه.

وروى الطبراني عن أبي هريرة : (يستجاب دعاء المسلم عند رؤية الكعبة (١)) ، وهو وإن كان سنده ضعيفا فيعمل به في الفضائل.

وقد ذكر في المناقب : أن أبا حنيفة ـ رحمه‌الله تعالى ـ أوصى رجلا يريد السفر إلى مكة أن يدعو الله عند مشاهدة البيت باستجابة دعائه ، فإذا استجيبت هذه الدعوة صار مستجاب الدعوة.

[٢١٢] [ما ينبغي فعله عند رؤية الكعبة] :

ويسنّ التكبير والتهليل والصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند رؤية البيت للقادم بالنسك ، لحديث جابر رضي‌الله‌عنه (٢) : (أنه صلى الله عليه

__________________

(١) الطبراني في الكبير ٨ / ١٩٩ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ٣ / ٣٦٠.

(٢) لعله أراد بذلك : ما رواه ابن خزيمة (عن المهاجر قال : سئل جابر عن الرجل الذي يرى البيت يرفع يديه؟ فقال : ما كنت أرى أحدا يفعل هذا إلا اليهود ، وقد حججنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يكن يفعله). صحيح ابن خزيمة ٤ / ٢٠٩ ، وحسنه النووي في المجموع ٨ / ١٠ ، وقال الطحاوي في مختصر اختلاف العلماء : «فحديث جابر

١٧٥

وسلم كبر ثلاثا وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، سبحان الله والحمد لله ، ثم قال بلا رفع يد على المذاهب : اللهم زد بيتك هذا تعظيما وتشريفا وتكريما وبرا ومهابة ، ويقول : أعوذ برب البيت من الكفر والدّين والفقر ، ومن ضيق الصدر وعذاب القبر ، ويدعو بما بداله).

ومن أهم الأدعية : طلب [تيسير](١) الحساب ، وينبغي أن يقول ذلك عند أول كل رؤية والأعز الأنور.

__________________

أولى .. فانتفى بذلك رفع اليدين عند رؤية البيت». ٢ / ١٣٢ ، والمسألة مختلف فيها بين الفقهاء بسبب ما ورد في ذلك من آثار ، انظر بالتفصيل القرى لقاصد أم القرى ص ٢٥٥ وما بعدها ، وروى البيهقي في السنن الكبرى جزءا من هذا الدعاء. ٥ / ٧٣.

(١) في الأصل (طلب الحساب) والسياق يدل على حذف كلمة ، ويدل عليه أيضا الدعاء عند رؤية البيت (..... أسألك أن ترحمني ، وتقيل عثرتي ، وتغفر ذنبي ، وتضع عني وزري برحمتك يا أرحم الراحمين) ، كما نقل الكرماني عن جماعة من التابعين. منسك الكرماني ، ١ / ٣٨٢.

١٧٦

[٢١٣]

١٩ ـ [إجابة الدعاء في الحجر]

وحجر ، أي : مما يستجاب فيه الدعاء بجميع الحجر ، لا خصوص تحت الميزاب فقط ، والحجر ـ بكسر الحاء ـ عرصة مرخمة عليها جدار على صورة نصف دائرة خارجة عند جدار البيت في جانب الشمال ، ذرعه من جدار الكعبة ، الذي فيه الميزاب إلى ما لا يقابله خمسة عشر ذراعا ، وما بين الفرجتين سبعة عشر وقيراطان (١) ، وأول من رخمه العباس في سنة أربعين ومائة لمّا حجّ ، في بعض ليلة ، ثم جدد بعد ذلك مرارا : وهو الحطيم عندنا ، وسمي حجرا ؛ لأنه حجر من البيت ، أي : منع من الدخول فيه ، وحطيما ؛ لأنه حطم من البيت ، أي : لأنه كسر منه ، أو لأن من دعا عليه فيه حطمه الله كما جاء في الحديث (٢) ، وهو من أفضل أماكن الإجابة ؛ لأنه كله أو بعضه من البيت.

__________________

(١) الحجر ـ الحطيم ـ حجر إسماعيل : هو بناء مستدير على شكل نصف دائري ، ارتفاعه ٣١ ، ١ م ، وعرض جداره من الأعلى ٥٢ ، ١ م ، ومن أسفل ٤٤ ، ١ م ، وهذا البناء مغلف بالرخام ، وأحد طرفيه محاذ للركن الشامي والآخر محاذ للركن الغربي. وسعة الفتحة التي بين طرفه الشرقي وآخر الشاذوران ٣٠ ، ٢ م وسعة الفتحة الأخرى التي بين طرفه الغربي ونهاية الشاذوران ٢ ، ٢ م والمسافة التي بين طرفي نصف الدائرة ثمانية أمتار. والأرض التي بين جدار الكعبة الشمالي وبين الحطيم (هي المعروفة بالحجر) وهي مفروشة بالرخام ، وفي أعلى الجدار الشمالي في منتصفه الميزاب الذي وضع لتصريف ماء المطر الذي ينزل على سطح الكعبة. انظر : مرآة الحرمين ١ / ٢٦٦ ؛ الجامع اللطيف ص ١٣٢.

(٢) روى الأزرقي : «قال ابن جريج : الحطيم ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر ، وسمي هذا الموضع حطيما لأن الناس كانوا يحطمون هنالك بالأيمان ، ويستجاب فيها الدعاء للمظلوم على الظالم ، فقلّ من حلف هنالك كاذبا إلا عجلت له العقوبة ، وكان ذلك يحجز الناس عن المظالم ، فلم يزل ذلك كذلك حتى جاء الإسلام ، فأخر الله تعالى ذلك لما أراد إلى يوم القيامة» ٢ / ٢٣ ـ ٢٤.

١٧٧

[٢١٤] [أحاديث إدخال الحطيم في الكعبة] :

وروي : أن عائشة رضي‌الله‌عنها نذرت لئن فتح الله على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [مكة لتصليّن في الكعبة] فأخذ بيدها وأدخلها الحطيم ، وقال : (صلّي هاهنا فإن الحطيم من البيت ، إلّا أن قومك قصرت بهم النفقه فأخرجوه من البيت ، ولو لا حدثان قومك بالجاهلية لنقضت بناء البيت ، وأظهرت قواعد الخليل وأدخلت الحطيم في البيت وألصقت العتبة بالأرض ، وجعلت له بابا شرقيا وبابا غربيا ، ولئن عشت إلى قابل لأفعلن ذلك (١)). فلم يعش ولم يتفرغ لذلك أحد من الخلفاء الراشدين ، حتى كان في زمن عبد الله بن الزبير ـ وكان سمع الحديث منها ـ ففعل ذلك وأظهر قواعد الخليل عليه‌السلام ، وبنى البيت على قواعد الخليل صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمحضر من الصحابة وأدخل الحطيم ، فلما قتل ، كره الحجّاج بناء الكعبة على ما فعله ابن الزبير فنقض بناءها ، وأعاده على ما كان عليه في الجاهلية.

__________________

(١) أخرجه البخاري (١٥٠٧) ؛ ومسلم (١٣٣٣).

١٧٨

[٢١٥] [سبب إخراج قريش الحطيم] :

كذا ذكره مشايخنا في كتبهم ، وسبب إخراج قريش له كما قيل : أنه لما قصرت نفقتهم كرهوا أن يدخلوا فيه شيئا من المال الخبيث ، ورأوا أن إخراج ذلك أهون من إدخال الخبيث فيه ، وكان ذلك قبل البعثة بخمس سنين (١).

وروي عنها أيضا قالت : كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيدي وأدخلني الحجر ، وقال : (صلي فيه إن أردت دخول البيت ، فإنما هو قطعة من البيت (٢)).

[٢١٦] [قدر الكعبة في الحطيم] :

وعنها أيضا : (سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الحجر هل هو من البيت؟ قال : نعم) ، وكان هذا يدل على أن جميعه من البيت. والصحيح : أن ستة أذرع منه من البيت أو ما يقارب السبعة ، كما جاء مصرحا في حديثها الآخر ، (لو لا قومك) إلى أن قال : (ولزدت فيه ستة أذرع من الحجر ، تركتها قريش لقصر النفقة).

وفي آخر عنها (فهلمي لأريك ما تركه قومك ، فأراها قريبا من سبعة أذرع (٣)) ؛ لأنه يحمل المطلق المتقدم على هذا المقيد ، وإطلاق اسم الكل على البعض جائز على سبيل المجاز ، كما أشار إليه المحب الطبري (٤).

وعن هذا قال ابن العربي : خلصنا الله به من ضيع سدنة الكعبة.

__________________

(١) انظر : الجامع اللطيف لابن ظهيرة ، ص ٨١ وما بعدها.

(٢) أخرجه أبو داود (٢٠٢٨) ؛ والترمذي (٨٧٦) وقال (حسن صحيح).

(٣) انظر بالتفصيل : مسلم ، باب النقص الكعبة وبنائها (١٣٣٣).

(٤) الجامع اللطيف ص ١٣٠.

١٧٩

[٢١٧] [فضل الحطيم] :

ومن فضله ما روى عن علي رضي‌الله‌عنه : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لأبي هريرة : (إن على باب الحجر ملكا يقول لمن دخله وصلى فيه ركعتين : مغفورا لك ، امض فاستأنف العمل ، وعلى بابه الآخر ملك منذ خلق الله الدنيا إلى يوم يرفع الله البيت ، يقول لمن صلّى فيه وخرج : مرحوما إن كنت من أمة محمد تقيّا (١)).

ومن فضائله أن فيه قبر إسماعيل وأمه هاجر عليهما‌السلام.

وفي البحر العميق لابن الضياء عن الفقيه إسماعيل الحضرمي أنه لما حج سأل المحب الطبري عن ثلاث مسائل : الحفرة الملاصقة للكعبة ، وعن البلاطة الخضراء التي في الحجر ، وعن القبرين اللذين يرجمان بأسفل مكة عند جبل البكاء؟ ، فأجاب : بأن الحفرة مصلى جبريل عليه‌السلام بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والبلاطة الخضراء قبر إسماعيل عليه‌السلام ، ويشبر من رأسها إلى ناحية الركن العراقي مما يلي باب بني سهم ستة أشبار ، فعند انتهائها يكون رأس إسماعيل عليه‌السلام ، وأما القبران المرجومان فهو : أن البيت الشريف أصبح يوما في دولة بني العباس ، وقد لطخه رجلان بالعذرة ، فقبض عليهما أمير مكة ، واستأذن الخليفة في أمرهما ، فأمر بصلبهما في هذا الموضع وصارا يرجمان إلى الآن (٢).

[٢١٨] [أحكام الحجر] :

تتمة : لا يجوز استقبال الحجر في الصلاة عوضا عن الكعبة ، وإن قلنا

__________________

(١) الجامع اللطيف لابن ظهير ص ١٣٠.

(٢) البحر العميق ، ١ / ١٩٨.

١٨٠