مختصر عجائب الدنيا

الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه

مختصر عجائب الدنيا

المؤلف:

الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه


المحقق: سيّد كسروي حسن
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦

بالأمور عارفا بما يلزمه من القيام بخدمة موكله ، فالتاجر قد اكتفى بما ضمنه له وكيله ، فاطمأن قلبه ، وجلس في مكانه مستقلا بعبادة ربه لا يتعاطى سببا اكتفى بوكيله وثقته به.

فهذه صفة من توكل على الله سبحانه حق الاتكال لعلمه أن الله ضمن له رزقا لا يدركه بالسعي ولا يفوته بالقعود عن طلبه.

وقد ذكر الله سبحانه في معنى ذلك آيات كثيرة ، وإنما ضعف اليقين أوقعنا فيما نحن فيه.

واعلم وفقك الله :

إن الآخرة لها مراتب / مختلفة كالمتوكلين والمجتهدين.

فالمجتهدين : يأتون بالعبادة بقوة وعزم ، لا يلتفتون إلى صارف يصرفهم عنها.

والمتوكلين : يقصدون الأمور على قوة وبصيرة وكمال يقين.

وطبقة دون ذلك وهم : القصار الهمم ، وهم يترددون في أمورهم ويتحيرون في أحوالهم كالحمار واقف على معلفه ينظر من يأتيه بعلفه ، فأنفسهم قاصرة عن طلب المعالي في طلب الآخرة ، فليسوا كأصحابهم طالبي الآخرة ولا كأصحاب الهمم في طلب الدنيا كالملوك لما طلبت أنفسهم الملك ، بذلوا أنفسهم وأموالهم وجمعهم الجنود.

وكالتجار حين بذلوا الأنفس والأموال في طلب الربح برّا وبحرا. فمن طلب معالي الآخرة اجتهد كأولئك الأولين وأسهر عينه (١) ، وأجاع بطنه ، وشمّر للعبادة ذيلا ، كما قال بعضهم : من طلب نفيسا خاطر بالنفيس.

والقسم الدون : الذين لا همة لهم كالسوقة في حوانيتهم مقيمين قد رضوا بقليل الربح لقصور الهمة عن مشقة السفر في طلب المعالي الدنيوية.

فمن جد وجد ، ومن خمدت همته كان على خطر ما لم يتداركه الله بعفو مغفرته.

واعلم وفقك الله :

أن الأعمال الصالحة ما أفسدها إلا العجب بها والرياء ، فإن الله سبحانه لا يقبل عملا فيه رياء ولا سمعة ونضرب (٢) لذلك مثلا في معناه :

رجلا أهدى الملك عنبا أو رطبا أو ما أشبه ذلك ، وكان القيمة عنه درهم أو دانق ، فلما أهداه للملك ووقع منه موقع القبول فرسم له عوضا عنها دنانير كثيرة وأكرمه حتى أغبطه كثير من الناس.

__________________

(١) في المخطوط : عنه ، وهو تحريف.

(٢) في المخطوط : نظرب ، وهو تحريف.

٤٠١

وإن لم تعجب الملك هديته ولا وقعت منه موقع القبول وردها عليه ، ورجعت قيمتها إلى الخسة كالدراهم أو الدانق ، وموجب ردها / كون صاحبها عرضها على غيره ولا قبل أن يقدمها له ، فكانت نفسه لخفاها خسيسة لعرضها على الناس.

وهكذا شأن العبادة التي يدخلها الرياء مردودة غير مقبولة.

فيا لله العجب من عابد يعرض عبادته على الناس ليحصل له شكر بغير عوض ، ويرد عليه عمله ، ويضرب (١) به وجهه كما قال تعالى : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) [الكهف : ١١٠]. فإياك والرياء في العبادة فإنه عمل بغير أجر ولا أجرة ، ومقت الله وغضبه زيادة على ذلك.

عن عطاء السلمي :

أنه قال : لو أن نارا أوقدت وقيل لي : إلق نفسك فيها ، فأصير لا شيء ولا تجمعني القيامة لمت من فرحي قبل وصولي إليها ، خوفا من العرض على الله سبحانه والوقوف بين يديه.

وقال أيضا :

إني لا أغبط نبيا مرسلا ، ولا ملكا مقربا ، ولا عبدا صالحا ليس أنهم يحضرون القيامة ويجاء بهم إليها ، إنما أغبط من لم يخلق ، كما قال عمر بن الخطاب : ليت أم عمر لم تلد عمرا.

ما قيل في الغيبة وشؤمها :

اعلم أن مثل الذي يغتاب الناس كمثل رجل نصب منجنيقا فهو يرمي به حسناته يمينا وشمالا.

وقال شخص للحسن : إن فلانا يغتابك ، فبعث إليه بطبق فيه رطب ، وقال : بلغني أنك أهديت لي حسناتك فأحببت أن أكافئك عليها.

ونظر بعض الصالحين رجلا يكثر كلامه في اللغو فقال له : أمسك لسانك ، إنما أنت كاتب مقالك في كتاب إلى ربك بخط شاهدي عدل وهم أحفظ عليك فيقرأ ما فيه على رؤوس الأشهاد يوم القيامة.

ما قيل في التوبة :

لعل قائل يقول : ما يمنعني من التوبة / إلا لعلمي من نفسي أني أعود إلى الذنب ، فلا فائدة فيها.

__________________

(١) في المخطوط : يظرب ، وهو تحريف.

٤٠٢

فهذا من غرور الشيطان ، ومن أين لك هذا العلم؟

فعسى أن تموت تائبا قبل أن تعود ، وأما الخوف من العود فعليك العزم والصدق في التوبة وعلى الله الإتمام ، فإن أتم ففضل ونعمة ، وإن لم يتم فقد غفر لك ما تقدم لوجود الصدق في التوبة ، فإن التوبة تمحي ما قبلها بالشرط في الندم والإقلاع والعزم بأن لا تعود ، وإن عدت بعد ذلك ، فإنما هو ذنب واحد ، ولا يمنعك خوف العود عدم التوبة كما أنت زاعم ، فإنك من التوبة بين شيئين إن وقعت في ذنب واحد بعد التوبة مما كان قبله وكنت مخلصا مت عن ذنب واحد ، وإن استحوذ عليك الشيطان كما قلت أولا ، فتموت والعياذ بالله عن ذنوب كثيرة ، فلا يمنعك الشيطان عن الإسراع بالتوبة عقيب المعصية.

وهذا منقول من منهاج العابدين لحجة الإسلام أبو حامد الغزالي رحمه‌الله تعالى.

[في البطن واللسان](١)

اعلم رحمك الله ، أن البطن محل الطعام والشراب ، واللسان ترجمانه ، فإن أوعيته حلالا محضا لا ينطق ترجمانه إلا بخير محض ، وإن أوعيته شبهة نطق ترجمانه بخير وشر لكن شره أكثر ، وإن أوعيته حراما محضا لا يخرج منه إلا شرا محضا ، كما لو وضعت في إناء عسلا لا يخرج منه إلا عسلا ، وإن وضعت خلا فلا يخرج إلّا خلا.

وقس على هذا وتوقى الحرام والشبهة ، فكل جسد نبت على الحرام لا تطهره إلا النار.

وحكى أبو القاسم ابن عساكر عن جبير بن مطعم :

قال : لما بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرجت إلى البصرة ، فلما كنت بالبصرة جاءني جماعة من النصارى فقالوا (٢) : أمن / مكة أنت؟

قلت : نعم.

فأدخلوني ديرا لهم ، وقالوا : انظر إلى هذه الصور ، أتعرف منها شيئا يشبه شيء من هذه الصور؟

فنظر إليهم ، ثم لما قلت : نعم ، هذه تشبه صورة نبينا محمد وهذه صورة صاحبه أبو بكر ، وإذا به آخذ بعقبه.

__________________

(١) العنوان من عمل المحقق غفر الله له آمين.

(٢) في المخطوط : قال ، وهو تحريف.

٤٠٣

فقالوا (١) : صدقت. نشهد أن صاحب الصورة رسول ربّ العالمين ، وهذا خليفته من بعده بغير حق (٢).

وقال في المعنى :

قد أنكروا بعثه إذا لم يكن أتى

من أصلهم نسبا من أجل ذا كفروا

والكل قد علموا حقا نبوته

في كتبهم ذكره تشهد به السور

وقال بعضهم :

اصحب من ترجو بره

وخادع من تخاف شره

وعاشر من تستفيد (٣) من عمله

أو ترجو بركة دعائه وفضله

ومما نقل عن الفضيل :

أنه قال لولده : يا بني ، اشتري دارا تكون بعيدة عن دور القراء والعلماء. فإنهم قوم إن ظهر مني زلة هتكوني ، وإن ظهرت عليّ نعمة حسدوني ، ولذلك تراهم ينكرون على الناس بما أوتوه من علم وقراءة كما جاء منشور بالجنة والبراءة من النار.

أما ترى أنهم إذا أحدا لا يرى بعطائه إلا نقصا في مقدارهم فيكلموه متكلفين وينظروا إليه احتقارا ، حتى إذا سلم عليهم فقير نسبوه لقلة الأدب ، وإذا أراد تعظيمهم مدوا أيديهم إليه ليقبلوها ، وهذا أعظم باب في العجب والكبر ، وهاتين (٤) الخصلتين ذكرهما الإمام أبو حامد الغزالي في منهاج العابدين بأنهما في الناس عامة ، وفي القّراء والعلماء خاصة إلا من عصمه الله تعالى. فإن خالفت أحدهم في مسألة وكان الحق بيدك لا يرضى منك إلا بسفك دمك وإن حصل لك وظيفة ولو برغيف / حسدوك عليه ، فاحذرهم.

وإياك والحسد ، والعجب ، والتكبر ، والعجلة والأمل.

ولا تنسى قصة إبليس مع آدم صلوات الله عليه حين حسده وتكبر عليه وعجب.

فنعوذ بالله من ذنب يجر صاحبه إلى مقت الله ، وعذاب النار.

ولقد صدق من قال :

ما الدنيا وما إبليس؟

__________________

(١) في المخطوط : قال ، وهو تحريف.

(٢) كذا العبارة : بغير حق. والله أعلم ، وأحسب أن هذا الخبر من الأخبار الموضوعة لا من الضعيفة.

(٣) في المخطوط : تسفل ، وهو تحريف.

(٤) في المخطوط : هذا ، وهو تحريف.

٤٠٤

فما مضى من الدنيا فحلم ، وما بقي فأماني. وأما الشيطان : فأطيع فما نفع وعصى فما ضر. وأن طريق التقوى سلوكه هين ، إذا رابك شيء فاتركه ، والنفس تنقاد إلى الخير إذا عودتها ، كما قال صاحب البردة :

النفس كالطفل إن تهمله شبّ على

حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

وقال بعضهم :

مصائب الدنيا خمس : المرض في الغربة ، والفقر بعد الغنى ، والعمى بعد البصر ، والعجز عند الكبر ، والحاجة عند اللئام.

ما قيل في التقوى :

اعلم أن التقوى حفظ خمسة أعضاء :

العين : من النظر إلى ما لا يحل لك أن تنظر إليه.

والأذن : عن ما لا يحل لك سماعه كالغيبة والملاهي وما أشبه ذلك.

وحفظ اللسان : عن ما لا يحل لك الكلام فيه كالغيبة والنميمة وفضول الكلام.

وحفظ البطن : من إدخال الحرام فيه.

وحفظ الفرج : من الزنا واللواط.

مع لزوم المفروضات ، وآداء حقوق الله ، وحقوق عباده. فمن كانت فيه هذه الخصال كان من المتقين ، واعلم أنك لو أفنيت عمرك في العبادة أليس الشأن كله في القبول؟ كما قال الله تعالى : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة : ٢٧]. فارجع العبادة كلها إلى التقوى ، وبهذا أوصى الله الأولين والآخرين فقال تعالى جل جلاله : (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ) [النساء : ١٣١].

/ ومما قيل في الرضى بقضاء الله سبحانه :

فعليك بالرضى بما قضى الله لك أو عليك من خير وشر ، ونفع وضر ، فإنك إن لم ترض بقضائه فلا تزال مهموما كئيبا مشغول القلب بأن تقول : لم كان كذا ولم كان كذا؟ وليس ملأته من الهموم بما كان وبما ليس ما يكون من أمور الدنيا؟ فعند ذلك يحل بك سخط الله سبحانه حيث لم يرضك قضاؤه وحكمه ، فقد قال تعالى فيمن لم يرض بقضاء رسول الله وأقسم : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [النساء : ٦٥]. فهذا حال من لم يرض بقضاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكيف حال من لم يرض بقضاء الله سبحانه؟

ولقد روينا في الأخبار : أن نبيا من الأنبياء ناله مكروه فشكى ذلك إلى الله سبحانه

٤٠٥

وتعالى فأوحى الله إليه : أتشكوني ولست بأهل ذم ولا شكاية ، وهكذا بدوء شأنك في علم غيبي؟

فلما لا تستقضي بقضاء عليك أتريد أن أغير الدنيا لأجلك أو أبدل ما في اللوح المحفوظ بسببك ، فاقض ما تريد دون ما أريد أو يكون ما تحب دون ما أحب ، فبعزتي خلقت لا تلجلج هذا في صدرك مرة أخرى لأسلبنك ثواب النبوة ولأوردنك النار ولا أبالي (١) ، فإياك يا أخي أن تسخط لما قدره الله وقضاه لك ، واصبر حتى يحكم الله بالفرج.

ومما قيل في الحسد : اعلم أن الله سبحانه أمر بالاستعاذة من الحاسد كما أمر بالاستعاذة من الشيطان والساحر ، فإن الله أنزله منزلة الشيطان ، فقال الله تعال : (مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ / حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) [الفلق : ٤ ، ٥].

وقيل في هذا المعنى :

قلب الحسود قد التهب

لمن ملك الذهب

ولا يرضه في ماله

إلا أن يقال له ذهب (٢)

فإن الحاسد لا يرضى بقسمة الله لخلقه ، وقال تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء : ٥٤] الآية الشريفة بكمالها.

وقال بعضهم : لا تصرف همتك إلا لكتاب تنظر فيه ، أو حبيب تنظر إليه ، أو كريم تنظر عوائد فضله.

وقال بعضهم : إذا كانت الإساءة طبعا فلا يملك الإحسان لها دفعا.

وقال بعضهم : الذهب في منزلك له نور كالشمس يشرق عليك كما تشرق الشمس على العالم الإنساني فاحفظ جهدك فيه تبلغ قصدك ، وتقهر ضدك ، وتخدمك الأحرار في مقامك والأسفار.

__________________

(١) هذا خبر تفوم منه رائحة الوضع ، وسبق أن قلت أني لا أعلق على ما في الكتاب من أخبار غير أني أحببت أن ألفت نظر القارىء هنا في هذه العجالة.

(٢) سبق أن ذكر هذا الشعر.

٤٠٦

قال المأمون : أمور موكلة بأمور : عدوات الأيام لذوي الأدوات الكاملة واستيلاء الحرمان على الأستار في صنعه. ومعاداة الجهال لأهل الفضل والمعرفة ، فما يعرف فضلك من جهل قدرك ولا يعرف مقامك فالجاهل يعيبه لجهله والعالم يخفيه حسدا لفضله. فكيف الراحة في الدنيا لمن هو مقيم بين حاسد وجاهل؟ ذكره بطيب المقام بين أفاضل الفاضل بينهم فاضل. فهذا زمان حلّ فيه العزلة ، وكان الناس من غير مهلة ، وهيهات والله أن تسلم مما تخاف ولو كنت من وراء قاف.

وقال رعيفة بن الحزمي

معلق بالأنجمي

في رتبة لم يرها

إلا النسور الحومي

لو جاء والده يرد مطمطى

ماء الكحيلة بمروة

من خبزه ولو عمى

عبرة

نزهت نفسي عن نذل أجالسه

وعن تيس له في الفضل تقديم

النذل عن جليس النذل مشبهة

كذا الرئيس له أنف / وتشهيهم

فاتركها أبدا ما عشت مجتهدا

وارفع مقامك تعظيما وتكريم

فكسرة يبست مع خرقة سترت

وكوخ قش له في اليوم ترميم

ولا وقوفي على باب الرئيس ولا

أبغي له مع وقوف الذل تعظيم

وفي مصر

وما مصر إلا بلدة ذو عجائب

لها كل فصل فيه جيش مرتب

ففصل به الناموس تأتي جيوشهم

تفرّ وحوش الأرض منهم وتهرب

وفصل به الذباب عند جموعهم

كما في البحر أبداننا يضرب (١)

وفصل به البرغوت والقمل ففيه

يريقوا دمنا فهي على الفرش تسكب

وفصل به الأرياح والبرد يابس

ووحل وأمطار به البسط يذهب

فيذهب من العمر في وقعاتهم

ويقرب منا الموت والموت أقرب

وأعظم من هذا ومما ذكرته

ومما وصفناه من الكل أعجب

__________________

(١) في المخطوط : يظرب ، وهو تحريف.

٤٠٧

لحكامهم ظلم وجور وقد بغوا

فمن ذا لنا ملجأ ومن أين نذهب

فصبر جميل للحوادث منتهى

فكم مرّ صبر عاد شهدا وأطيب

غيره

لا تنكر جميلا لو كان مثقال ذرة

ولا تبل في قليب شربت سقاه مرة

غيره

أبعد عن الأهل كل بعد

ما لم تكن بينهم مجمّل

ولا تقولن لي أياد عليهم

قد سبقن أول

فالمرء في أهله حقير

إذا رأوا ثوبه مهلهل

غيره

إذا عاش الفتى ستين عاما

فنصف العمر تذهبه الليالي

ونصف النصف يذهب وهو طفل

فلا يدري اليمين من الشمال

وباقي العمر أوجاع وشغل

فضاع العمر في قيل وقال

من كلام الغزالي رحمه‌الله

أنست بوحدتي ولزمت بيتي

فطاب العيش / لي وهنا السرور

وهذبني الزمان فلا أبالي

هجرت فلا أزور ولا أزار

ولست بسائل ما عشت يوما

أسار الجيش أم ركب الأمير

ومما حكاه العباس بن عطاء في المحبة : قال : كان يحضر حلقتي شاب حسن الشباب ، حسن الثياب ، يخبىء يده في كمه ، فوقع في نفسي أن بيده أمر وأنها مقطوعة ، فخطر لي أن أسأله ، فاستحييت منه ، ثم غلبتني نفسي ، فانفردت معه ، فسألته ، فقلت : ما لي أراك تخبىء يدك ، فإن كان بك داء دعوت الله فأخرجها فرأيتها شلاء.

فقلت : يا فتى ما أصابك؟

فقال : أنا فلان بن فلان ، خلف لي والدي ثلاثين ألف دينار ، فرأيت جارية فجئتها ، فاشتريتها بستة آلاف دينار ، فلما ملكتها ، قالت : لماذا اشتريتني وما في الأرض أبغض إليّ منك؟ وكل نظرة أنظرها إليك أعدها عذابا.

فبذلت لها كل ما أملكه ، فلا تزداد إلا بغضا فاعتزلت في بيت من داري ، منعت الشراب والطعام وضعفت إلى أن أشرفت على الموت وأنا أتردد إليها كل يوم مرات ،

٤٠٨

وأبذل لها الرغائب ، وهي لا تزداد إلا بغضا ، فدخلت إليها يوما وسألتها ما تشتهي؟

فقالت : حريرة.

فسررت بذلك ، وقلت : والله لا يطبخها غيري وأوقدت النار ونصبت القدر ، وبقيت أحرك ما في القدر بيدي والنار تعمل وهي تشكو ما تجد من الآلام ، وأنا أحرك ، فدخلت داية لي ربتني ، فقالت : يا سيدي ، أنت تحرك بيدك ، فرفعتها من القدر ، وليس لي بها علم ، وقد شلت وانسمطت على ما تراها ، وهلكت الجارية ليومها.

فقال أبو العباس : فصعقت صعقة وقلت : يا بني هذا من محبة مخلوق ، مالك هذا كله ، فكيف من يدعي محبة / الخالق.

روى مجاهد عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه : قال : أول دينار وجد في الأرض أخذه إبليس وقبّله ووضعه على عينه وقال : أنت قرة عيني ، وثمرة فؤادي لا أبالي بابن آدم إذا أحبك فهو عبدي حقا. وقد رواه عكرمة عن ابن عباس أيضا.

غيره

أيا مانعا عن نفسه سحت ماله

ومن هو منسوب إلى القبح والبخل

فلو كان جمع المال ينفع أهله

لما مات رب المال بل عاش بالبذل

وصرف عن قارون بأسا لعله

نجى من قضاء الله والخسف والذل

فكل ، وتصدق ، واكتسي كل حلة

وقم بفرض الله واسعى إلى الظل

تعيش بعز ما حييت بنعمة

وترفعك الأصحاب على الأعيار والبخل

غيره

أرعشني الدهر أي رعش

والدهر ذا قوة وبطش

قد أمشي ولست أعيا

واليوم أعيا ولست أمشي

ومما نقل من مرآة الزمان : ما ذكره ابن حوقل في صفة الديار : الخرز اسم إقليم وقصبته تسمى أتل ، وأتل أيضا اسم النهر الذي يجري إليها من أرض الروس ، وبلغار ، واسم ملكهم : اتل ، وقصره مبني بالجص والطوب ، ولا يسمح بالبناء بهما لأحد من أهل مملكته. وهو يهودي ، وحاشيته أربعة آلاف ، وفي بلاده مسلمون ، ويهود ، ونصارى ، ومجوس وعبدة الأوثان. وللملك سبعة حكام من هذه الأصناف يقضون بين الناس ، ولا يصل أحد للملك إلا في النهار.

٤٠٩

وذكر ابن حوقل حكاية طويلة في أحكامه ، فاختصرناها لطولها ، فمن حكمه : أن رجلا ذا مال ، وله ولد ، وله غلام يتجر له في بعض البلاد ، فمات الرجل فتنازع / الولد والغلام في مال الإرث ، فالولد يقول : مال أبي ، والغلام يقول : المال مالي ، وهو أبي ، ولست أنت ابنه ، وقاما يتحاكمان عند الوزراء سنة كاملة وأقام كل واحد منهما البينة.

ومن عادتهم إذا امتدت الحكومة إلى سنة ولم تنفصل على أيديهم رفعوها إلى الملك ، وتعاد عنده الدعوى.

فلما أعيدت بينهما تحير فيها ، لأن لكل واحد بينة ، فلم يجد ما يقتضي الترجيح بين البينتين ، فأفكر ساعة ، فقال للابن : أتعرف قبر أبيك؟

قال : كنت غائبا حال موته ، فلما قدمت قيل لي : هذا قبر أبيك.

ثم قال للغلام المدعي البنوة : أتعرف قبر أبيك؟

قال : نعم.

فقال : عليّ برمته أو ما تجد منها. فأحضرت.

فقال : أفصدوا الغلام على هذه الرمة. ففصدوه ، فكان الدم يحيد عنها يمينا وشمالا ، ولا يعلق بها منه شيئا.

ثم قال : أفصدوا الابن عليها. ففصدوه ، فعلق الدم بالرمة ، وشربته جميعها. فسلم المال للابن ، وقتل الغلام ، ونكل بمن شهد له.

وقال أحمد بإسناده : عن أبي الدرداء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى ، فأخرج ذريته بيضاء كأنهم الدّر ، وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذريته سود كالحمم ، وأشهد عليهم السماوات والأرض وآدم». ورواه الحسن البصري عن أنس ، وفيه : «فأخرج من ظهره ذريته ، فقال : هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي ، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي».

فقيل : يا أبا سعيد ، لا أبالي بمن؟

قال : لا تنفعه طاعته ، ولا تضره معصيته هؤلاء.

وروى السدي : عن أشياخه قالوا : أخرج الله من ظهره من الجانب الأيمن ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ ، وقال : / ادخلوا الجنة برحمتي ، ومن صفحة ظهره اليسرى ذرية سوداء وقال : ادخلوا النار ولا أبالي ، فذلك قوله تعالى : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ) [الواقعة : ٢٧] الآية ، وأخذ عليهم فنطقوا وقالوا : أنت ربنا لا رب لنا غيرك ، فكتب لهم أرزاقهم ، ونوائبهم ، وأفراحهم ،

٤١٠

وما يكون منهم ، فلا تقوم الساعة حتى يولد كل من أخذ ميثاقه لا يزاد فيهم ولا ينقص.

وقال السدي : فنظر إليهم آدم فرآهم متفاوتين ، منهم الغني والفقير ، والحسن الصورة والقبيح ، فقال آدم : يا رب لم لا سويت بينهم؟ فقال : لو تركتهم على حالة واحدة لم تعلم المراتب ، فقال : يا رب هلا خلقتهم صحاحا؟ فقال : لو خلقتهم صحاحا لما عرفوا قدر الصحة ، ولو خلقتهم كلهم مؤمنين لما عرفوا قدر الإيمان ، فقال : يا رب ، وأي أرض تسعهم؟ فقال : إني قسمتهم أربعة أقسام : قسم في الأصلاب ، وقسم في الأرحام ، وقسم على وجه الأرض ، وقسم في باطنها. فقال : يا رب ، فكيف يهنأ لهم عيش بعدما يعاين بعضهم دفن بعض؟ فقال : اركب فيهم الغفلة حتى لو دفن واحد منهم عدة من أقاربه لا يتأثر إلا في تلك الساعة.

وقال مقاتل أيضا في المبتدأ : خلق الله النساء فجعل الجميلات الحسان في أسفل تل ، والذميمات في أعلاه ، ثم قال للرجال : خذوهن ، فظن الأقوياء من الرجال أن اللواتي في أعلى التل الجميلات الحسان ، فبادروا إليهن ، فأخذوا الذميمات ووقع في قسم الضعفاء الفقراء الجميلات. قال : ولهذا قلما قوي (١) تكون زوجته جميلة حسناء ، وذلك في الغالب.

__________________

(١) في المخطوط : فقير ، وهو تحريف. وأنا لا أقر هذا القول ولكن على حسب سياق الخبر.

٤١١

لجامعه

عفى الله عنه

ثمانين عام حين دخلت لعشرها

بقيت كالطفل في عقل وفي صغر

لكنما الطفل تبغي الطول قامته

وقامتي كل يوم مرّ في قصر

يا لهف نفسي على عمري قضى ومضى

وطول حزني على ما قلّ من نظري

والظهر منحدب والجسم مرتعش

أهكذا حال من يفضي إلى الكبر

فاختم إلهي بخير أنت ذو منن

بسحب جودك بالأفضال منهمر

من للفقير سوى مولاه يقصده

إذا دعاه بجنح الليل في السحر

وليكن هذا آخر الكتاب ، والله الموفق للصواب

لا ربّ غيره.

وكان الفراغ من نسخه يوم الاثنين من شهر جمادى الآخر من شهور سنة تسعين بعد

الألف من الهجرة النبوية المصطفوية صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

والله أعلم تمت

وقال محققه سيد بن كسروي بن حسن عفى الله عنه : وقع الفراغ من تحقيقه عصر السبت

التاسع من شهر رجب المحرم من عام إحدى وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة

النبوية ، على صاحبها الصلاة والسلام والله أسأل حسن الختام

اللهم آمين

٤١٢

فهرس المحتويات

الإهداء......................................................................... ٣

مقدمة المحقق..................................................................... ٥

رأيي في الكتاب وما استخلصته من قراءته........................................... ٨

ترجمة المؤلف................................................................... ١١

منهج التحقيق.................................................................. ١٢

وصف المخطوط................................................................ ١٣

خطبة الكتاب.................................................................. ١٩

ذكر بحر المحيط وما فيه من العجائب.............................................. ٢٠

ذكر البحر الأخضر وما فيه من العجائب والجزائر................................... ٢٦

ذكر الأهرام وما فيها من العجائب................................................ ٣٤

من عجائب الغرائب............................................................ ٣٨

ذكر الروحانيين................................................................. ٤٠

الجزء الثاني من عجائب الدنيا

ذكر خلق آدم عليه‌السلام وحواء وذريتهما............................................... ٤٣

قصة نوح عليه‌السلام مع الملك وبناء السفينة............................................ ٤٨

خبر إبراهيم عليه‌السلام مع النمروذ.................................................... ٥٢

حديث البلبلة.................................................................. ٥٣

خبر اليمامة.................................................................... ٥٥

خبر شق وسطيح بعجائب التأويل................................................ ٥٦

مما حكي من عجائب مصر وكهنتها............................................... ٦٠

من غرائب وعجائب هرمس الأشموني.............................................. ٦١

عجائب البلدان وغرائبها......................................................... ٦٣

عجائب مملكة الأندلس......................................................... ٦٨

عجائب المخلوقات يأجوج ومأجوج............................................... ٦٩

من عجائب المخلوقات عناق ووالدها عوج الجبّار................................... ٦٩

قصة إبراهيم وسارة عليهما‌السلام مع الملك طوطيس صاحب مصر.......................... ٧٠

قصة يوسف عليه‌السلام مع الملك..................................................... ٨٦

مناقيوس الملك.................................................................. ٩١

الجزء الثالث

ذكر الملوك بعد الطوفان......................................................... ٩٥

أول ملوك مصر بني عرناب بعد الطوفان........................................... ٩٧

٤١٣

ذكر عجائب هذه الخزائن...................................................... ١٠٠

ذكر ملوك مصر بعد الطوفان................................................... ١١٣

حديث موسى عليه‌السلام مع فرعون................................................. ١٣١

عدة سحرة فرعون وجمعهم يوم الزينة............................................. ١٣٢

موسى عليه‌السلام.................................................................. ١٣٢

إيمان السحرة بموسى عليه‌السلام..................................................... ١٣٤

ظهور آيات موسى عليه‌السلام....................................................... ١٣٤

صاحب كتاب طب النفوس.................................................... ١٣٧

نبذة من خبر إرم ذات العماد................................................... ١٣٩

صفة رومة المدائن وبنائها....................................................... ١٤١

جزيرة الواق والوقواق........................................................... ١٤٣

دير الخنافس ذكره سبط ابن الجوزي............................................. ١٤٤

ذكر نبذة من قصة سليمان عليه‌السلام............................................... ١٥٨

مدينة يقال لها يطراس.......................................................... ١٦٩

مدينة عظيمة تسمى بالسبع بلدان.............................................. ١٧٠

خبر ناووس كسرى............................................................ ١٧٤

مملكة المهراج.................................................................. ١٧٥

ذكر عجائب الأعين.......................................................... ١٧٧

بغداد دار السلام............................................................. ١٨١

بناء مدينة الإسكندرية وما وقع للإسكندر في بنائها................................ ١٨٤

من العجائب أيضا الدرة اليتيمة................................................. ١٨٦

عجائب كانت بأرض بابل..................................................... ١٨٨

خبر دلولة العجوز التي ملكت الأمصار بعد فرعون وما فعلته لما ملكت............... ١٩١

ذكر فتح الأندلس وما وجد فيها................................................ ١٩٥

ملوك العجم.................................................................. ١٩٦

نبذة من هدايا الملوك لبعضها................................................... ٢٠٤

ذكر العجائب التي كانت ببيت المقدس قديما في الزمن الأول........................ ٢٢١

نبذة من خبر بخت نصّر....................................................... ٢٢٦

مملكة الهند والسند وأحوالهم..................................................... ٢٣٦

مغاص اللؤلؤ وكيفية استخراجه.................................................. ٢٣٦

تركة هارون الرشيد............................................................ ٢٣٨

ما وقع بميا فارغبن............................................................. ٢٤٤

نبذة عن قوم كانوا متهومين في الأكل............................................ ٢٤٦

نبذة من خير زبيدة زوجة هارون الرشيد ومحاسن أوصافها............................ ٢٥١

٤١٤

هدية ملك الكند للملك الإسكندر............................................. ٢٥٧

بعض اللطائف............................................................... ٢٥٨

وصية حسنة................................................................. ٢٦٤

شكوى ووصية................................................................ ٢٧١

مما وقع من المبالغة في الكرم..................................................... ٢٧٧

مما وقع للحجاج من اعتماد الظلم............................................... ٢٧٩

ذكر شيء من خبر العنقاء..................................................... ٢٨٥

عدة أولاد عبد الملك بن مروان.................................................. ٢٨٦

حكاية عن الوليد والحجاج وأم البنين............................................ ٢٨٨

شفاعة أبي حنيفة رحمه‌الله في جاره............................................... ٢٩٠

ما وقع للمتوكل مع جاريته محبوبة................................................ ٢٩٥

ما وقع لعيسى مع بنت أبي العائشي المعتصم أخت جعفر المتوكل.................... ٢٩٥

قصد المأمون................................................................. ٢٩٩

مفاخرة بين بكر وثيب......................................................... ٣٠٠

مما وقع لأمير المؤمنين المعتمد على الله مع الأديب النحلي في كتابه المسمى بالذخيرة.... ٣٠١

مما وقع للأمير محمد الأمين..................................................... ٣٠٣

حكاية أمير المؤمنين المهدي..................................................... ٣١٦

بناء دار جعفر................................................................ ٣١٨

في الكرم..................................................................... ٣٢٠

في تفضيل السراري............................................................ ٣٢٨

نوادر........................................................................ ٣٢٩

ثقالة الثقلاء.................................................................. ٣٣١

من كلام أهل الفضل.......................................................... ٣٣٣

مذمة في النساء............................................................... ٣٣٤

من عجائب الحوادث.......................................................... ٣٣٥

مما قيل في الغضب............................................................ ٣٣٨

مما قيل في الحسد.............................................................. ٣٤٥

وصايا....................................................................... ٣٥١

من كلام الحكمة.............................................................. ٣٥٢

مما نقل من شرح الرسالة....................................................... ٣٥٤

مما قال بعض الحكماء......................................................... ٣٥٥

في أبناء مصر ولطفهم وأبناء الشام ومحاسنهم..................................... ٣٥٩

مما وقع لبعض البخلاء......................................................... ٣٦٨

وصية إسحاق البخيل......................................................... ٣٦٨

٤١٥

وصية مجون.................................................................. ٣٧٠

في فضل المال................................................................. ٣٧٠

فيمن لا يحفظ الجميل......................................................... ٣٧٢

تحذير من مجالسة الثقيل....................................................... ٣٧٣

في النهي عن المرد الملاح والجلوس معهم.......................................... ٣٧٤

في بخيل أرسل شعرا لمحبوبته..................................................... ٣٧٥

في الصبر على الشدة.......................................................... ٣٧٨

في خساس الناس.............................................................. ٣٧٨

في الفقر وقلة حظ الفقير وقيمته................................................ ٣٨٠

في الصحبة مع الناس.......................................................... ٣٨٢

ذكر أسماء قوم من السلف رزقوا السعادة في أشياء لم ينلها أحد بعدهم............... ٣٨٢

في معرفة الشهور القبطية وساعاتها............................................... ٣٨٧

من اتكل على حسن اختيار الله له لم يمن حاله غير ما هو فيها بجلب الرزق........... ٣٨٩

قوله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) : «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله»........................ ٣٩١

مما نقل عن أمير المؤمنين المعتصم بالله............................................ ٣٩٢

هجوة في قاضي............................................................... ٣٩٣

في البخل.................................................................... ٣٩٥

ما قيل في العزلة عن الناس..................................................... ٣٩٨

مما قيل في الظن بالله تعالى...................................................... ٣٩٩

مما نقل عن عمر بن عبد العزيز................................................. ٣٩٩

مما قيل في الغضب............................................................ ٤٠٠

مما قيل في التوكل على الله سبحانه وما معناه...................................... ٤٠٠

ما قيل في الغيبة وشؤمها....................................................... ٤٠٢

ما قيل في التوبة............................................................... ٤٠٢

ما قيل في البطن واللسان....................................................... ٤٠٣

ما قيل في الرضى بقضاء الله سبحانه............................................. ٤٠٥

ما قيل في الحسد.............................................................. ٤٠٦

مما حكاه العباس بن عطاء في المحبة.............................................. ٤٠٨

مما نقل من مرآة الزمان......................................................... ٤٠٩

لجامعه (عفى الله عنه)......................................................... ٤١٢

٤١٦