مختصر عجائب الدنيا

الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه

مختصر عجائب الدنيا

المؤلف:

الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه


المحقق: سيّد كسروي حسن
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦

في تجنب صحبة الأنذال

من يصحب النذل يحذر من عداوته

هل يجتني من أصول الحنظل العنبا

إن اللئيم وإن زادت مودته

إذا رأى منك يوما فرصة وثبا

فلا تؤاخي أخا حتى تجربه

من لم يجرب صديقا نفسه عتبا

 / في البشاشة عند الملتقى

لا تعبس إذا كنت في الملا

وخاطب الناس بالبشرى وكف وسن

وبش في وجه من تلقاه في عجل

إن العبوس لبعض الناس ملتمس

في الدال

ما دل المراد إن في بعضهم

 ............ (١)

فيا غواة الفسق موتوا فما

يرى له الفاسق شيء ... (١)

في تجنب عشرة الناس

الناس في العين شكل واحد وهمو

في النطق والفضل أنواع وأجناس

حتى تخالطهم أو تبغ صحبتهم

تلق الكثير إذا صاحبت أنجاس

في رقيع (٢) مستحدث نعمة

ورقيع يأبى السلام (٣) علينا

قلت دعه فليس أهل سلام

مستعير لحشمة هو فيها

لا تلمه فما عليه ملام

في مروحة

ومروحة تقول لمن حولها

كلام زانه در نظيم

أحرك للنسيم بلطف مسّ

وكان أبى يحركه النسيم

في تجنب الناس

تجنب الناس واحذر أن تعاشرهم

فإنما الناس أثواب على النار

كانوا قديما إذا عاشرتهم

إحسان صدق وبالإحسان قد نادوا

__________________

(١) موضع النقط شطر بيت ، والموضع الآخر كله فيهما قبح شديد رأيت إعفاء القارىء من قراءتهما ، احتراما وتقديرا وتنزيها له عن الخنا ، والله نسأل حسن الختام.

(٢) في المخطوط : رفيع ، بالفاء ، وهو تحريف.

(٣) في المخطوط : يا بالا لسلام ، وهو تحريف.

٣٦١

والآن من يقرب النيران يحرم

لهيبا ورياح القوم أعصار

في عدم قيام الباءة

 ............

 ............ (١)

 ............

/ ............ (١)

في الادعاء

الادعاء من الجهالة يا فتى

فاحذر تقول مقال ما لا تفعل

لا تدعي فضلا وفضلك شاهد

إن تدعيه فللفضيلة تجهل

في المرآة

لوجهك المشرق أنواره

تكسب مرآتك منه الجمال

كأنها الشمس بدا نورها

ووجهك المشرق بدر الكمال

فيما يكتب على المرآة

يا حسن الوجه توقى الخنا

لا تبدلن الزين بالشين

ويا قبيح الوجه كن محسنا

لا تجمعن بين قبحين

في قبيح الوجه رآه في مرآة

وكالح الوجه رأى وجهه

بقرص مرات لطيف ظريف

فأعبست في وجهه وجهها

وأبدت القول بلفظ عنيف

مرآتك المظلم أنوارها

لوجهك الكالح فهي الكثيف

فامضي إلى بيت الخلا سرعة

وقابل الوجه به يا كنيف

في الحب في الله

الحب في الله لا قطع لمدّيه

دنيا وأخرى بهذا قد جرى مثلا

من حب من أجل دنيا أوصال فتى

عند انقضاء الذي يهوى لذاك سلا

__________________

(١) كذا في موضع النقط هنا شعر قبيح رأيت من المفيد تركه لعدم إذاعة الفاحشة أو الفاحش من القول حتى لا يعتاد سماعه فينزلق على اللسان عن غير قصد فيجهل قائله أو يندم بعد انزلاق اللفظ منه ، والله أسأل أن يرزقنا وإياكم العمل بقوله سبحانه وتعالى : (قُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [الإسراء : ٥٣] وأن يحفظنا ما بقينا وذريتنا ويرزقنا وإياكم حسن الختام اللهم آمين ..

٣٦٢

ومما وقع :

كان رجل قبيح الوجه قبيح المنظر ، وكان متزوجا بامرأة جميلة المنظر حسنة الوجه ، فنظر يوما وجهه في المرآة ، وحمد الله ، فأخذت زوجته المرآة ونظرت وجهها وحمدت الله تعالى.

فقال : ينبغي أن تحمدي الله بما أعطاك من الجمال.

فقالت : صدقت ، غير أني أحمده على ذلك وغيره.

فقال : وما غيره؟

فقالت : أحمد الله لأني أنا وأنت في الجنة.

فقال : / ومن أين علمت ذلك؟

قالت : لأن الله أعطاك مثلي فشكرت ، وأعطاني مثلك فصبرت ، وقد وعد الله سبحانه الصابرين والشاكرين الجنة.

في ترك العنا في طلب المنى

لا تحرصن على قصد تؤمّله

إن كان عندك علم أيها البشر

قال الذي ترك المطامع خلفه

عين الحياة وفاتت الإسكندر

في الكتاب مع الشراب

إن الجبال ثقيلة في نفسها

لا يستطيع لثقلهن ذهاب

يزيد عن ثقل الجبال فتى إذا

وضع الشراب قرى لديه كتاب

في الصديق وقليل وجوده :

شيئان في الدنيا أقل من وجودهما :

مال حلال يصرف في وجوه الخير.

وأخ في الله تنفعك صحبته في الدنيا والآخرة.

فإن أشد الناس لك عداوة أقربهم منك مودة ، وليس يأتيك شر ولا أذى ممن ليس تعرفه ولا يعرفك ، وإنما يأتي الشر ممن تعرفه ويعرفك ، كما قال بعضهم في المعنى :

جزاك الله خيرا كل من ليس بيننا

ولا بينه ودا ولا متعرف

فما نالني ضيم ولا مسني أذا

من الناس إلا من فتى كنت أعرفه

عبرة

تمتع بالخضراء فالعيش أخضر

ولا تقرب الحمراء فالموت أحمر

٣٦٣

فجنات رب العرش هواء بخضرة

وأهل التقى فيهن تلبس أخضر

في الموت

أرى الموت لا يبقي وليد ووالد

بأنواع أسباب التوعد آخذ

فمن لم يمت (١) بالسيف مات بغيره

تنوعت الأسباب والموت واحد

مفاخرة الزيت (٢) والخمر

قام شراب الخمر في دنّه

مفاخرا للزيت بين الصّحاب

/ وقال : سيفي لم يزل مشهرا

يعلو من الفتيان فوق الرقاب

وأنت من ذل ومن خزية

تندس من خوف الورى في التراب

فقال له الزيت : أما تستحي

يا جاهلا لم يفتخر بالصواب

جندك ما زالوا بعربيدهم

وشرهم حتى يغاثوا سوء العذاب

ضربا وتعزيرا ومن بعد ذا

سحبا إلى السجن كسحب الكلاب

وإنني لو الصحب من رفقتي

العقل والنقل وحسن الخطاب

يأكل ما يحلوا وما يشتهي

من فاخر الأكل وما يستطاب

فأين ذا من ذا وأين الذي

يرى له الفضل فردّ الجواب

وانظر إلى الزيت (٣) ترى عاقلا

وأما الجنون المحض فهو الشراب

حكاية الوزير

غضب بعض الملوك على وزيره فنفاه من مملكته عاريا عدى (٤) ما لبس على جسده إلا عباءة. فلما خرج من أعمال الملك دخل ملكا غيره فمكث في البلد التي دخلها ثلاثة أيام لم يذق طعاما ولا غيره ، فأضر به الجوع. فخرج يسأل ، فلم تسمح نفسه بذلك.

فمر بمستوقد حمام على بابه زبالة مطبخ فشرع يأخذ مما ألقوه يمسحه في عباءته ويأكله.

فرآه الوقاد ، وكان رجل من أهل الفضل غير أن الفقر أحوجه للوقادة ، فلما رآه طلبه ، فلما دخل رأى عليه للنعمة آثار ، فسأله عن حاله.

فقال : غريب ، وفقير.

__________________

(١) في المخطوط : ايمت ، وهو تحريف.

(٢) في المخطوط : الزية ، وهو تحريف.

(٣) في المخطوط : الزية ، وهو تحريف.

(٤) في المخطوط : عاد ، وهو تحريف.

٣٦٤

فأجلسه وأتاه بما كان عنده من فاضل غداه. فأكله ، ثم حادثه ، فوجد عنده من الفضل ما لا مزيد عليه. ثم باحثه ، فقال له : يا أخي ، أنا وأنت فقراء ، وأجرتي في كل يوم درهمين فتصرف فيهما فهما يكفيان لنا من / القناعة ، ودم عندي ففعل.

وأما الملك فإنه لما نفاه اختل ملكه ، ولم يعرف أحد القيام في تدبير الملك مثله فندم عليه ، فأرسل خلفه عدة من مماليكه في طلبه.

فخرج يوما يشتري الغداء ، فوجد أحد مماليكه ، فنزل وقبل أقدامه ، وأعطاه مرسوم الملك فقرأه وركب لوقته وسار.

وفيما هو خارج البلد رأى رجلا ممن كان يعاشرهم ، فناداه وسلم عليه و [قال](١) له : سلم على صاحبي الوقاد ، وقل له (٢) : إلحق صاحبك للبلد الفلاني فهو وزير ملكه.

وسار فجاء الرجل ، وأخبر الوقاد ، فلم يطق بعده صبرا فسافر خلفه.

فلما دخل المدينة سأل عن دار الوزير فدلّ عليها.

فلما وقف بالباب إذا ملك عظيم ولا يصل أحد للوزير.

فرأى الناس يكتبوا قصصا ، ويأخذوها البردادية ، فكتب قصة.

القصة

وقع بيمناك واذكر منزلا شعثا

كنا فيه (٣) قبل اليوم نجتمع

وقد قطعت قفارا لا أنيس بها

وسرت من وطني أرجو بك الطمع

فحين (٤) وصلت منعت الاجتماع وما

كافأتنا (٥) حين صار الملك متسع

وكان الوزير لما أجلسه الوقاد عنده كتب على إبريقه :

الذي كتبه الوزير

أهل موت يباع فاشتريه؟

فهذا العيش ما لا خير فيه

إذا أبصرت قبرا من بعيد

وددت لو أنني نزلت فيه

ثم أنه دفع القصة للبرداد مع جملة القصص. فطلب الوقاد فلم يجدوه.

فلما كان اليوم الثاني جاء الوقاد ، فقال له البرداد : طلبك الوزير ، فأين ذهبت؟

__________________

(١) في المخطوط : وقلة ، وهو تحريف.

(٢) في المخطوط : وفله ، وهو تحريف.

(٣) في المخطوط : كأنه ، وهو تحريف.

(٤) في المخطوط : فمن ، وهو تحريف.

(٥) في المخطوط : كافيتنا ، وهو تحريف.

٣٦٥

فقال : ضربوني.

فقال : اذكر بقصة أخرى ، فكتب :

إذا لم تجودوا والأمور بكم تقضى

وقد ملكت أيديكم البسط والقبض

فماذا يرجى منكم إن عزلتموا

وعضتكم الأيام عضى

ستسترجع الأيام ما اقترضتكموا

ومن عادة الأيام سترجع القرضى

ودفعها للرجل ، فدخل بها فإذا الوزير قد نام ، فلما استيقظ (١) رآها مع القصص ، فطلبه فلم يجده ، فحث في طلبه ، فلما (٢) كان في ثالث يوم قال له : إلى أين تذهب والوزير يطلبك؟

فقال : يضربوني.

فقال : لا أحد يضربه ، فإن الوزير يطلبه ، ثم قال : اذكر بقصة أخرى.

القصة

ألا قل للوزير (٣) بلا احتشام

مقال مذكّر ما قد نسيه

أتذكر يا وزير وأنت عندي

بلا مال ولا جاه وجيه

وقد لبثت خطك (٤) في أتوني

على الإبريق بالقلم البديهي

أهل موت يباع فتشتريه

فهذا العيش مما لا خير فيه

إذا أبصرت قبرا من بعيد

وددت لو أنني نزلت فيه

لقد رحم المهيمن كل خل

تفضل بالعطاء على أخيه

وأخذها ودخل بها. فلما قرأها الوزير خرج للقائه حافيا ، وأدخله داره ، ورفع محله ، وقاسمه نعمته ، وداما معا حتى فرق بينهما الموت ، فرحم الله من يعرف المعروف ويحفظه ، والحمد لله وحده.

مجون

مليحان كالبدر إن يوما تبادلا

غنيتهما مالا ثمّ منكر

 ............ (٥)

فلذات أبدان ومال موقر

__________________

(١) في المخطوط : استيقضن ، وهو تحريف.

(٢) في المخطوط : فما ، وهو تحريف.

(٣) في المخطوط : الوزير ، وهو تحريف.

(٤) في المخطوط : وقد لبثت حظك ، وهو تحريف.

(٥) شطر هذا البيت صريح القبح فحذفته كسابقه من الألفاظ الصريحة في القبح والقصائد الداعية إليه ، والله الموفق والهادي للصواب بإذنه.

٣٦٦

في الخير

وما الأكل إلا اللحم إن كنت آكلا

وإن كان غير اللحم فالجوع واجب

وإن كان ابذنجا وجبنا ومثله

فأكل منهم والمجاعة واحد

في فضل الكلاب / على كثير ممن لبس الثياب (١)

إن الكلاب لبعض العرب قد ألفوا

وهم بذلك بين الناس قد عرفوا

من يبغض العرب من قوم فالحقهم

جند الكلاب كما للبعض قد ألفوا

ومما رواه مكحول :

إنه قال : مسيرة ما بين أقصى الدنيا إلى أدناها خمسمائة سنة مائتان بحرا ، ومائتان ليس بهما ساكن ، وثمانون ليأجوج ومأجوج ، وعشرون فيه سائر الخلق والله أعلم.

في نقص الحظ (٢)

إذا كان حظ المرء ما زال ناقصا

فحاجاته دوما مدى الدهر لا تقضى

وإن كان محظوظا (٣) فحاجاته

التي يروم قضاها ... مضى (٤)

تحذير ونصح

لا تأمنن من أمليته غضبا

يوما وإن قلت إن الذنب يغتفر

فإن رأى فرصة تراه منتصبا

ساع إلى ثأره والليل معتكر

مجون

 ............

 ............

 ............

 ............ (٥)

ولكن توفى من أحب وأنني

على موته ألبست ثوب حداد

ثياب سود حالكين سوادهم

وألبست ... (٥) فيه ثوب سواد

__________________

(١) هذا الفصل عنوان كتاب بنصه تأليف المرزباني ، وقد طبع عدة طبعات عندي إحداها وأعتزم تحقيقها إن شاء الله تعالى.

(٢) في المخطوط : الحضن ، وهو تحريف.

(٣) في المخطوط : محضوصا ، وهو تحريف.

(٤) شطر البيت الثاني غير مقروء في المخطوط.

(٥) موضع النقط أبيات بذيئة اللفظ وكلمات لا يصلح ذكرها فحذفتها من المطبوع والله أسأل أن يسترنا في الدنيا والآخرة.

٣٦٧

في الانفراد

تمر طيور الجو عني عشية

وكل له إلف حنون ونزل

وقد صرت فردا لا أنيس لوحدتي

وبابي دون الناس ما زال مقفل

في ذم الزمان

ولقد وقعت على الزمان بمعرك

منها ثلاث شدائد جمعن لي

أسف على ما مضى الزمان وفكره

فيما عسى يأتي مع المستقبل

/ ما أن وصلت إلى زمان آخر

إلا بكيت على الزمان الأول

استئذان

يا معدن الفضل ويا أهله

لا زلت من مجرى العلا تغترف

عبدك بالباب له ساعة

يدخل أو يصبر أو ينصرف

عبرة

ما تنقضي حسرة مني وحرقتها

إذا ذكرت شبابا ليس يرتجع

ولّى الشباب ، وولّى معه لذته

وجاء دهر بأيام لها جذع

ما كنت أوفي شبابي حسن عزبته

حتى انقضى فإذا له تبع

مما وقع لبعض البخلاء

كان بعض البخلاء إذا وقع في يده درهم أو دينار يقول له :

أهلا وسهلا بك من قادم

لم أزل مشتاقا إلى رؤيته

كثير الالتفات إلى حسن طلعته

ما أعظمك من قادم ، وأعزك من منادم ، حويت محاسنا لم يحوها سواك ، وتقضي حوائجا لم يقضها إلا إياك ، فأنت ديني وعقلي ، وفاكهتي ونقلي ، وأنت أبي وأمي ، وأنت لحمي ودمي ، بك أستخدم الأحرار وبك تزهر الأنوار ، وبك تعمر الديار ، وبك تأتي الثياب والأبكار ، وبك يعظم المقدار ، تونس من الوحشة ، وتشد من الرعشة ، وبك يسمع المقال ، وبك ينال كل منال ، من حفظك فأنت له حافظ ، ومن يغررك فأنت له باغض ، ومن خبأك فأنت له ذخرا ، ومن استنصر بك فأنت له نصرا.

ثم يطرحه في الكيس المخيوط ، ويقول : أنت محفوظ لا تزال فيه أبدا ، ولا يراك بعد هذا اليوم أحدا. ثم ينشد له :

/ بروحي محجوب عن العين شخصه

ومن ليس يخلو من لساني ولا قلبي

٣٦٨

ومن ذكره حظي من الناس كلهم

وكل منامي من قرب ومن بعدي

مكانك لا تبرح من الدهر دائما

وإن أنت لم تبرح فيا معظم الكربي

وفي معناه

قليل المال تحفظه فيبقى

ولا يبقى الكثير مع الفساد

فحفظ المال خير من فساد

وسير في البلاد بغير زاد

وصية إسحاق البخيل :

ومما وصى به إسحاق بن الكندي لولده : أن يا بني ، مالك ، وإياك أن تعطي الشعراء أو المغنّين شيئا ، وإياك والإسراف في الإنفاق ، فإن الإنسان إذا أنفق أسرف ، فإذا أسرف افتقر ، فإذا افتقر اعتل ، فإذا اعتل مرض ، فإذا مرض مات.

وكن يا بني معه كلاعب الشطرنج ، تأخذ متاعهم وتحفظ متاعك.

واعلم أن ما يخرج من يدك لا يعود إليك ، واعلم أن الدينار مصفر من مرض الحزن ، فمتى صرفته مات ، ودفن عند غيرك.

عبرة :

المتقدم في الحذق مستور في الرزق.

غيرة

وما بي سوى عين نظرت لحسنها

وذاك لجهلي بالعيون وغرتي

وقالوا به في الحب عين ونظرة

وقد صدقوا غير الحبيب ونظرتي

مدح في البخل نعوذ بالله منه

خير من البخل كل شيء

والبخل خير من السؤال

قطع يدي دون أن أراها

وقد علتها يد النوال

في ذم الزمان

صفى للذي قبلي موارد زهرهم

ولم يصف لي مذ جئت بعدهم دهر

فجاء إلى الدنيا وعصرهم أضحا

وجئت فعصري في تأخره عصر

عبرة

قم وباكر إلى الغدا

يا حكيما بما تشا

وتعشى بسرعة

فالعشا يورث الغشا

٣٦٩

معنى ذلك : أن العشا ما سيورث الغشي وهو ظلمة / في البصر.

وصية مجون

من كان في حاجته مغرما

مستعجلا يبغي إليها الوصول

فلا يكن قاصده ملتح

فليس للحية يوما قبول

وليكن القاصد ذا وجنة

مشرقة والطرف فيه قبول

تقضي ولا تخشى لها عارضا

جرب فإن الحق فيما أقول

ومثله

من كان في حاجه مهما

وفي فضاها الرجال حاروا

يرسل من أجلها غزال

معه عريف خالي العذار

تقضى سريعا بغير مطل

ولا بطاء ولا اعتذار

إن لم تصدق جرب مقالي

فليس في الصدق قط عار

تحذير

إياك تصحب سوسا أو تخالطه

فالسوس نذل قبيح الفعل والأدب

إن مرّ في سمعه أثر به شبق

يخر عند سماع ... (١) للركب

في فضل المال

ليس فخر ولا حسب

غير مال وما اكتسب

لو ملك كل فضة

أو نصاب من الذهب

كان كلبا معظما

وارتقى أرفع الرتب

مثله

فقير من النقد إن طال وسما

مؤخر خلف الناس ليس مقدما

وإن يك كلبا نال مالا وثروة

فذلك بين الناس كلبا معظما

مثله

أرى الفقير حقيرا في مواطنه

وإن يكن من خيار الناس ذا حسبا (٢)

__________________

(١) موضع النقط كلمة لا أرى ذكرها في هذا الموضع وإن لم يكن لذكرها في غير هذا الموضع عيب.

(٢) في متن المخطوط : ذا جسد ، وهو تحريف والتصويب من هامش المخطوط بقلم الناسخ.

٣٧٠

والكلب إن نال مالا صار يخدمه

جمع الانام ويمشي رافع الذنبا

مثله

من يقل علمي وفهمي

وهو في الناس فقير

/ كان ملقى فوق كوم (١)

وهو على القوم حقير

في فضل المال

اجمع الناس جميعا

من بقي ومن هلك

من ملك نقدا يسيرا

أو كثيرا وانهمك

كانت القيمة عنه

من حطام ما ملك

في برطيل الحكام

من برطل الحاكم يحظى بما

يروم بالإنصاف تعجيله

وبقهر الأخصام سرعة

يا نعم قاضي المرء برطيله

مفاخرة مجون

وروض أتيناه لبسط نزوره

وصحبتنا حوراء وخمر وأمرد

فلما شربنا الراح والتم شملنا

إذا البدر والحوراء قاموا يغرد

فقالت له تلك المليحة : يا فتى

تفاخرني إني لحسنك أجحد

فإن لي الأعكان والحسن والبها

ونهدي له الرمان بالحسن يشهد

فأبدى لها ذاك الغزال مقالة

ألا فانظري واستعملي الصمت أحمد

 ............

 ............

 ............

 ............ (٢)

مفاضلة مجون

ومليح جاء عندي فرأى

طفلة تحاكي الظبي عينا وجيد

فتولى مغضبا ثم انثنى

بمقال ليس عنه بمجيد

__________________

(١) في المخطوط : كام ، وهو تحريف ، والشعر سبق ذكره بنصه في باب في أمر الفقر والغنى مع تحريف هناك أيضا في نفس الكلمة.

(٢) وتتمة القصيدة لا يصلح نشره مطلقا وأغفلته وذكرت منها ما يمكن قبوله على مضض مني ، والله أسأل العفو.

٣٧١

 ............

 ............

 ............

 ............ (١)

ومجون مثله

 ............

 ............

 ............

 ............

 ............

 ............ (٢)

ردا على من قال (٣)

 ............

 ............

 ............

 ............

 ............

 ............ (٤)

/ ............

 ............

مجون

 ............

 ............ (٥)

هجو

حمار فوقه يعلو حمار

تراه عليه في الأسواق راكب

عجبت فقيل ما هذا عجيب

أخوه عليه للاسطبل ذاهب

مثله

حمار راكب فوق بغل

يمر بسرعة للبغل سائق

سألنا بغلة فأجاب هذا

زمان تقلب فيه بوائق

ترى الأبناء عادتهم يعقوا

وهذا والدا للابن عائق

فيمن لا يحفظ الجميل

الكلب مع اسمه كلب فصحبته

خير من ابن زنا للسوء محتفلا

__________________

(١) كسابقه.

(٢) الكلام فيه كسابقه.

(٣) أي رد على من هجا فرج المرأة والرد أقبح من الهجو الأول.

(٤) القول فيه كقبل الذي قبله.

(٥) قصيدة هجو قبيح من ثمانية أبيات ألفاظها تتكلم عن العورات كلاما صريحا قبيحا فحذفتها.

٣٧٢

الكلب يحفظ دوما كسرة يبست

وذاك يجحد إن أطعمته جملا

عبرة

لست بالداعي لخل أبدا

أن يزيد الدهر في مرتبته (١)

حذرا أن لا ينال خيره

قادم الدهر في معرفته

في العزلة عن الناس

إني اعتزلت عن الأيام بمنزلي

عمدا ولم أكن نحوهم يوما بمقترني

ما فيهم قط خل تصطفيه ولا

ترى الصديق لصافي الود مجتني

من أجل هذا تراني صرت منفردا

عن الأنام وهذا الفعل من أدبي

فإن تكن عزلتي حسنا فوافقني

وإن تكن عزلتي خبثا فاجتنبني

مثله

يا بئس ترى أناس في زمانك ذا

بالشهر منهم على أخوانهم وثبوا

إن يسمعوا الخير خفوه

وإن سمعوا / شرا أذاعوا

وإن لم يسمعوا كذبوا

فكن على وجل منهم وكن حذرا

فكيدا شراكهم للناس قد نصبوا

وليس ذا عجب من فعلهم أبدا

وإنما الخير من أفعالهم عجب

تحذير من مجالسة الثقيل

قال طبيب للحجاج : أيها الأمير ، احذر مجالسة الثقيل ، فإنّا نجد في كتب الفلاسفة : مجالسة الثقيل هي حمى الروح.

وقال جالينوس : لا تجالس ثقيلا ، فمجالسته عذاب الروح وضعف الجسد ، ووهن في النظر.

وقال بعضهم : رؤية الثقيل عذاب البصر.

وكان بعض الظرفاء إذا أقبل عليه ثقيل قال لجلسائه : جاءكم الجبل يمشي ، فإذا جلس قال : قد وقع عليكم لا قوة إلا بالله.

وقال بعضهم : إذا جالسك ثقيل فاعطه أذنا صمّاء وعينا عمياء ولسانا أخرس ، وأظهر الوعك ، ونم.

__________________

(١) في متن المخطوط : معرفته ، والتصويب من هامشه بخط الناسخ.

٣٧٣

في ثقيلين

ثقيلين جلسا على هامتي

جلوسهما مثل دق الوتد

ثقيلان لم يعرفا خفة

فهذا الصداع وهذا الرمد

ومما قيل في الثقيل :

الأرض لا تشتكي ثقل الجبال ولا ثقل البحار ولا ثقل السماوات ، لكنها تشتكي ثقل الثقيل إذا مشى بأرجائها خف الخطوات تقول : لو لا إله العرش ثبتني لحمله كنت خسفا بالبريات.

في الكبر

قوتي قلّت وما نظري

ينظر الشيء إذا الشيء قريب

وكذا الباه توفى قبل ذا

آه في طبي لقد حار الطبيب

ونذير الموت نحوي قد أتى

بعلامات كثير والمشيب

فتوفاني إلهي مسلما

واختم العمر بخير واستجيب

وارحم الله مبيتي في الثرى

أنسي في التعز أضحيت غريب

ليس لي من زائر لي [في] غربتي

حيث سهم الموت للروح مصيب

أنت لي كفوا كريما كافيا

خير كفو عنه حالي لا يغيب

في النهي عن المرد (١) الملاح والجلوس معهم

سألنا عن فعل اللواط أجبنا

معانيه للسداس ماض وراجع

يحرك ما فيه ويخرج بعضه

وفي شاربيه الشعر طالع

وها أنت في دكان أمرد جالس

فهل أنت بالمردان بالله طامع

الجواب عن سؤالهم

جلست بدكان بها أمرد له

من العمر سن البدر إذا كان طالع

فأرسل لي خل من الشعر رقعة

بها أنت في المردان بالله طامع

فكان جوابي أنت ظنك فاسد

وفهمك معكوس له أنت راجع

من نادم الغزلان تنسب لائط

إذا لم يكن للفعل بالقبح جامع

فمن كان يوما للحبيب مشاهدا

يدم هكذا في جنة الحسن راتع

__________________

(١) في المخطوط : المرر ، وهو تحريف.

٣٧٤

ولا تتبع قول العذول فإنه

حمار من شأن الحمير البراذع

مثله والجواب

لقد رأينا منك الجلوس لأمرد

وقد كنت تنهى عن هواهم وتنكر

أيجمل ما تنهى وتفعل ما به

نهيت وتأتي في أمورك منكر

الجواب

أهوى مشاهدة الملاح بعفة

وليس في حرام منهمو وطر

وإن بدا لي قبيح الوجه أتركه

موليا عنه لا لفظ ولا نظر

ومن لم يكن طبعه هذا فليس يرى

من عالم الناس بل من عالم البقر

ومثله والجواب عنه

زعمت أنك لا تلوط فقلنا

هذا المهفف قاعد ما يصنع

شهدت شمائله عليك بريبة

وعلى المحب شواهد لا تمنع

الجواب

أما اللواط فحق رأسك لم يكن

للعبد فيه بنية أو مطمع

/ لكنما نظر الملاح عبادة

من غير فعل للقبائح تجمع

مثله والجواب عنه

أرى طرفك الساهي بدر نحو أمرد

وتتبعه بالطرف في لفتاته

وقد تنهانا عن المرد دائما

وتكثر سبا فيه من كان يأته

فماذا الذي عشقت فقلنا

وماذا الذي أسباك من حركاته

الجواب

نظرت إليه نظرة فتحيرت

دقائق فكري في بديع صفاته

وأومأ إليه الوهم أني أحبه

فاترك ذاك الوهم في وجناته

وحبي له لم أبغ فيه سهامه

ولا ما زعمتموه سوى حب ذاته

في بخيل أرسل شعرا لمحبوبته

يا غزالا قد سباني

منه قد كالرديني

إن لي في الشعر نظم

خير من نقد وعيني

إن تجد لي بوصال

أحك في الثقلين ... (١)

__________________

(١) موضع النقط كلمة ساقطة من المخطوط.

٣٧٥

جواب المحبوب

قد حويت ثقلا وبخلا

يا قبيح الخصلتين

إن ترم بالشعر وصلا

من غزال كالرديني

فاصطبر عسى تراه

عند غمض المقلتين

لم يكن بها للشعر يوما

التقاء الشعرتين

ومثله والجواب

يا غزالا قد سباني

بقوام حين يخطر

حين أمتني سريعا

نعم الأجر وأشكر

ثم أمدحك بشعر

خير مما أنت تتجر

الجواب عنه

من يروم وصل غزال

بمحال جاء يذكر

يرسل الورق سريعا

قبل طبق الجفن يخطر

إن ترم وصلا بشعر

طول الروح وأصبح وأصبر

فيمن يحب النساء ويكره المرد

يا باغضا للمرد ما تستحي المرد

قد حازوا جميع الجمال

وتعشق النسوان مع حيضهم

فهل إلى المرد وخلّي المحال

فأرسل الجواب لمعنفه

من يعشق / المرد فإني امرء

إلى النساء نيلي (١) ذوات الجمال

ما في سويداء القلب إلا النسا

ما حيلتي ما في السويداء رجال

في ثقيل

إن الثقيل لجنس الروح حمى

كذاك للبصر المجلى غشاوات

والروح معنى لطيفا ليس يحمل

يكون ذا ثقل فيه كافات

والأرض تشكو الثقل منه حين ممشاه

كأنها حملت سبع سماوات

في نظر العيون

أتى بعد الصبي شيبي وظهري

بلى بعد اعتدال باعوجاج

__________________

(١) كلمة قبيحة استبدلتها بغيرها.

٣٧٦

كفى إن كان لي بصرا حديدا

فقد صارت عيوني من زجاج

سؤال مجنون

أيا طبيب العشق اوصف لنا

ما يبرىء العاشق من ضره

إن كان من يهواه لا يأته

وقد براه السقم من هجره

ماذا له عندك من حكمة

فاكتب لنا أصلح من أمره

الجواب عن السؤال

يا سائلي عن عاشق خانه

سلواه من يهواه من صبره

سلواته بالصبر متعذر

إذ ليس رد النفس من أمره

شفاؤه من حبه أن يرى

 ............

فيمن كان يحب مشاهدة الملاح من غير فعل

سألتك يا صديقي كيف تهوى

مشاهدة الملاح بلا جماع

وتخلو بالحبيب بغير فعله

سوى ضم وبوس واجتماع

فمنك الامتناع إذا اجتمعنا

أو المحبوب جاء بلا امتناع

فأجاب

يا سائلي عن حبيب القلب حين أتى

لمجلسي فهو مني غير مناع

 ...........

 ............ (١)

ولست أبغي من فاحشة

فافهم وكن لمقالي حافظا واع

فرد مقاله

يا سيد أرد قولا ليس يسمعه

سوى بليد الطبع الجهل جماع

من يأت محبوبه طوعا لمنزله

ولم يكن لمراد منه مناع

/ وكم ينله إذا ما جاءه عجلا

أرسله مع حمر وأسلمه للراع

مجون في عدم قيام الباءة

 ............

 ............ (٢)

__________________

(١) بيت رأيت تركه لقبحه.

(٢) قصيدة من أربعة أبيات رأيت تركها كذلك.

٣٧٧

مثله

يقولون إنك ما زلت عازبا

فماذا الذي تهوى عسانا نساعد

فقلت لهم قصدي لا يرى همة

وعود شبابي والمشيب يباعد

فقالوا بعيد ما تروم فدم على

فقد من تهوى وإن كان واجد

ومما كتب كسرى إلى بعض عماله

أرسل إليّ أشر الناس على أشر دابة ، معه أشر مأكول.

فأرسل إليه بشر كسي راكب على خنزير ، ومعه جبن حالومه.

فقال كسرى : قد أصاب العامل فيما أرسل.

قال بعضهم

كل ما أحوجك الدهر إليه

أن تسأل شيئا فقد هنت عليه

فلا تطلب المعونة فيما سرك وضرك (١)

إلا لمعترف بقدرك

فما كل إنسان يطلب منه المعونة

ولا يسأل الرفد في المونة

في الصبر على الشدة

روّض النفس ودع عنك الضجر

فالحذر ثم الحذر ثم الحذر

إن تحملها هموما عظمت

كم أذاب الهم نار تستعر

فرق الهم بطب حسن

ثم خلصها بعقل معتبر

كم أذاب الهم روحا قبلها (٢)

وهموم القلب للروح دبر

كم هموما عظمت ثم انجلت

كانجلاء السحب نور القمر

وكّل الأمر إلى الله ولا

تجعل الهم قرينا للفكر

لا تفكر لا تدبر واصطبر

/ كل شيء بقضاء وقدر

في خساس الناس

قد ضمنا الدهر المريب بأهله

مع أناس ما بهم تستنفع

قوم إذا صفع النعال رقابهم

قال النعال بأي ذنب أصفع

__________________

(١) في المخطوط : وظرك ، وهو تحريف.

(٢) جاء قبل هذا الشطر شطر سبق ذكره وهو : إن تحملها هموما عظمت. فحذفته.

٣٧٨

ولبعضهم :

قيل : إن رجلا اشترى جزرا وقال لزوجته : اصطبخي منه واشوي منه وخلي منه شيئا نيئا.

فقالت : وهل للجزر منفعة؟

فقال : المطبوخ يحمي البطن ، والمشوي يقوي المعدة ، والنييء يقيم الأير ، ويبعد الماء وينشق الظهر.

فقالت : والله ما لي قدرة اليوم على الطعام ، تعال نأكله نيئا ونعمة.

ولبعضهم

يقولون نلقاك في البعر غاديا (١)

أما تشتهي النسوان قلت والمرد

وكيف أشتهي النسوان والأير راقد

كما الطفل في مهد وقد ألف المهد

فمن أجل ذا أصبحت في منزلي فرد

وليس بنيل الغيد ما يحصل القصد

فمن شاب مثلي مات حيا بحسرة

وعلى وصل من يهوى وقارنه الصد

ومن كان شبّا نال ما رام سرعة

ويأتيه من يهون وإن لم يكن وعد

ومثلي إذا ما شاب فله تحسر

ودمعه يجري ويتبعها نهد

سلام على الدنيا سلام مودع

على ما مضى من عيشي الزاهد الرغد

ومن عادة الدنيا سرور وحسرة

وما زال أيام السرور لها ضد

في العزلة

يا من رآنا قد انفردنا

لعشرة الناس تاركينا

فلا تلمنا هذا زمان

به أناس مجمعينا

عسى بخير تعش وتسلم

إن كنت بالله مستعينا

سؤال في عدم الزواج

 ............

 ............

 .............

 ...... / ...... (٢)

__________________

(١) في المخطوط : غازيا ، وهو تحريف.

(٢) قصيدة من سبعة أبيات رأيت تركها لقبحها.

٣٧٩

مجون عفا الله عن من قاله (١)

تشاجرت المليحة مع مليح

وقد جمعوا البسط فيه أنس

ففاخرها المليح بلين قد

وردف زانه باللين لمس

أجابته المليحة باعتدال

وقول صادق ما فيه لبس

تفاخرني .........

 ............

في الفقر وقلة حظ الفقير وقيمته

فصاحة حسان وخط ابن مقلة

وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم

إذا جمعوا في المرء والمرء مفلس

ونودي عليه لم يباع بدرهم

في الانفراد والعزلة

يا سائلي عن لزومي بيتي وعظم اجتهادي

لما تفردت فيه عن من يروم ودادي

ما ذاك فعل يجهل

ولا بغاء وعنادي

عاشرت الناس كثيرا

في غربتي وبلادي

لم ألق فيهم صديق

محافظ للودادي

يميحك حبا ودودا

وضده من يعادي

فعش فريدا وحيدا

فردا ليوم المعادي

عساك تبعث فردا

للعرض يوم التنادي

وقل إلهي أنلني

من الجنان مرادي

واجعل لي قصري بعيدا

عن الورى وعن العبادي

فلست أبغي اجتماعا

بالناس قصد الوداد

مجون ومناظرة

 ............

 ............

 ............

 ............

 ............

 ............

/ ............

 ............ (٢)

__________________

(١) إذا فلماذا ذكرها ولماذا أكثر من هذا اللون غفر الله لي وله ولسائر المسلمين آمين.

(٢) قصيدة من سبعة أبيات غاية في القبح فتركتها.

٣٨٠