مختصر عجائب الدنيا

الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه

مختصر عجائب الدنيا

المؤلف:

الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه


المحقق: سيّد كسروي حسن
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦

فقال له : أما ملوك الأكاسرة عندك من خبرهم ما يغنيك عن السؤال عنه ، غير أني أخبرك عن عبد لكسرى أولم وليمة أوقف على رؤوس الناس للخدمة ألف وصيفة سن واحد في [يد](١) كل واحدة طشت وإبريق من ذهب مملوئين بماء الورد لغسل أيادي الناس ، ولا أصف غير هذا.

فقال الحجاج : والله إن الأكاسرة لم يتركوا لأحد بعدهم ذكر يذكر ولا شرف يوصف.

زواج أمير المؤمنين عبد الله المأمون من بنت وزيره الحسن بن سهل :

كان دخوله في شهر / رمضان المبارك سنة عشرة ومائتان وكان اسمها : خديجة.

وذلك منقوش في شرح المقامات ، وذلك أنه يوم العقد نثر أبوها على رؤوس الأمراء والقواد بنادق من عنبر ضمنها أوراقا فيها أسماء ضياع وأرباع ، وحمامات وبساتين إلى غير ذلك مما له قيمة فمن وقع له شيء ملكه فأعطاه عوضا عن ذلك خراج ملك الأهواز تلك السنة وأقطعه مدينة الصلح. وبها كان العرس لأنها تجاه بغداد.

وذكر المبرد في تاريخه : إن عدة الملاحين المعدين لتلك المهمة لنقل الجهاز في مراكب سبعون ألف كلهم أصحاب جوامك وجرايات في ديوان الخليفة.

ونثر على رأس المأمون حين جلس في مجلس العرس ألف جوهرة نفيسة ليس لها نظير ، وأوفد في مهمة ألف شمعة عنبر زنة كل شمعة قنطار بغدادي.

واتخذ خطب المهم ... (٢) من وضع الوليمة من ماله ... (٣) خدمة الأمير.

وفعل [في](٤) ذلك العرس ما لم يفعله أحد مثله قبله.

وخرج مع بوران جهاز لم يسمع أحد بمثله ولا يقدر أحد على وصفه.

وألقيت رؤوس الغنم وأمعاؤها خارج البلد ، فكانت كالجبل.

ثم طلب عرب البادية ، وأمرهم بحمل ذلك على جمالهم ، وأن يبعدوه عن تلك الأرض خوفا من ضرر نتنه ، وكانت مدة المهمة سبعة عشر يوما.

فلما دخل عليها وجد عندها جدتها (٥) أم أبيها ، وأخته حمدونة من أبيه الرشيد ،

__________________

(١) ما بين المعقوفين يتطلبه السياق.

(٢) بياض بالأصل قدره خمس كلمات.

(٣) بياض بالأصل قدره كلمة واحدة.

(٤) ما بين المعقوفين يتطلبه السياق.

(٥) في المخطوط : جدها ، وهو تحريف.

٢٠١

وزبيدة فلما جلس نثرت عليه جدتها ألف وثلاثمائة جوهرة نفيسة ، وكان قد فرش له حصير من ذهب الشريط والقش كله ذهب ، فلما سقط تناثر اللؤلؤ على تلك الحصير.

فذكر مقال أبو النواس فقال : / قاتله [الله](١) كأنه كان حاضرا هذا المجلس حيث قال :

كأن صغري وكبري من فواقعها

حصباء در على أرض من الذهب

ثم أمر الأمير بجمع ذلك ودفع لبوران ، ففعل ذلك.

وقال لها : سلي حوائجك.

فقالت لها جدتها : إن سيدك قد أذن لك في السؤال ، فسلي ما أحببت.

فقالت (٢) : أسأله الرضى عن عمه إبراهيم بن المهدي.

قال : قد فعلت. ثم ماذا؟

قالت : تأذن للست زبيدة في الحج.

قال : قد أذنت. ثم ماذا؟

قالت : دوام بقاء الأمير.

قال : فعند ذلك خلعت عليها الست زبيدة البدنة اللؤلؤية ، وكانت وصلت لها من خزائن بني أمية مع ما وصل حين (٣) نكبوا ، وكانت مما لا يعرف لها قيمة.

ومن العجب أنه لما خلا بها المأمون حاضت لوقتها. فقالت :

فارس ماض بحربته

طاعن بالرمح في الظلم

رام أن يرمي فريسته

فاستجارت من دم بدم

ففهم المراد ، وعاد من وقته لمرقده.

ومما وقع لأمير المؤمنين المعتصم :

مما ذكره العدولي في تاريخه : أنه كان جالسا مع ندمائه في مقام أنسه إذ أخذته سنة من النوم فرأى في منامه : كأنه في مدينة القسطنطينية وكأنه واقف في ملعب (٤) وقد أتوا بأسرى عرضوهم على الملك ، وفيهم امرأة شريفة كالبدر مضيئا ، فلما نظرها الملك

__________________

(١) ذكر لفظة الجلالة يقتضيه السياق.

(٢) في المخطوط : قال ، وهو تحريف.

(٣) في المخطوط : معامين وصل ، وفيه اختلاط وتقديم وتأخير ، فضبط العبارة على النحو المبين بالمتن.

(٤) تكرر اللفظ في المخطوط.

٢٠٢

ملكت (١) قلبه بمحاسنها.

فقال لترجمانه : قل لهذه (٢) الأسيرة إن دخلت (٣) في دين الملك يتزوجك ، ويجعلك حاكمة على كل جمل صليبا وشد زنار وإن أبيت قتلك شر قتلة.

فلما بلغها الترجمان مقال الملك ، غضبت وقالت : لا أرضاه خادما لبعلي ، أرضاه بعد الخروج من الإسلام بعلي.

فبلغ الملك مقالها ، فغضب فلطمها علج من علوجه على وجهها وعينها ، فصاحت : وامعتصماه.

فقال الملك : لا يجيئك المعتصم إلا / على البلق ، ثم أمر بها للسجن.

فعند ذلك استيقظ المعتصم من منامه مرعوبا مما رأى.

وأمر من ساعته بعرض الجيش وأن لا يتبعه إلا من له فرس أبلق ، وبرز من يومه ومعه ثمانين ألف فرس أبلق ، وتأخر من بقي من الجيش إلى أن حصلوا خيلا بلقا ولحقوه ، فلا زال يفتح ما في طريقه عنوة حتى وصل مدينة القسطنطينية ، فوجد أهلها متحصنون ، وقد جمع ملكها جيوشا لا يحصيهم إلا الله.

فنزل عليهم المعتصم وحاصرها ، وشدد الحصار إلى أن منّ الله عليه بفتحها.

فلما دخلوا جلس على سرير الملك واستعرض الأسرى قبل أن يستعرض حواصل الأموال ، فجاؤوه بما عندهم من الأسرى ، وإذا فيهم تلك الشريفة ، التي رآها في المنام وبقية آثار اللطمة في عينها فسألها عن خبرها ، فأعلمته بمقاله ، فخر لله ساجدا حيث حقق له ما رآه في نومه.

ثم طلب الملك فجاء يرفل في أغلاله وقيوده ، فأوقفه (٤) مع أمرائه وبطارقته ، ثم ذكر له ما قاله للشريفة ، وعرض عليه الجيش فإذا ليس فيهم فرس غير أبلق ، فصلب الملك على وجهه وجعل يعتذر للأمير مما وقع منه.

ثم اشترى نفسه وبلده وأهلها بمال عظيم ، وقام له بما تكلف في مجيئه وعمل على نفسه وأهل مملكته جزية تحمل كل عام ، وبنى بها جامعا عظيما هو باق إلى يومنا هذا ، والمسلمون يسكنون حوله وبه حارة المسلمين ، ولا زالت إلى أن فتحها الله على يد السلطان ابن عثمان ، وهي كرسي ملكه الآن أدامها [الله] دار السلام إلى يوم القيامة.

__________________

(١) في المخطوط : ملك ، وهو تحريف.

(٢) في المخطوط : هذا ، وهو تحريف.

(٣) في المخطوط : دخلتني ، وهو تحريف.

(٤) في المخطوط : فأوقعه ، وهو تحريف.

٢٠٣

وسميت باسم بانيها ، فكان اسمه : قسطنطين وهو من أول ظهور دين النصرانية.

نبذة من هدايا الملوك لبعضها

ومما ذكر في مرآة الزمان ، وما هو منقول من الاكتفاء في تواريخ الخلفاء :

فمن ذلك : ما أهداه يعقوب بن الصفار صاحب الأمير المعتمد على الله / من جملة ما أهداه مسجد فضة برواقين يسع من المصلين خمسة عشر نفرا محلى جميعه بالذهب مرصع بمعادن نفيسة ، لا تعلم له قيمة.

وطائفة من المعادن ، ومائة من عود هندي يقبل الختم ، وعدة بازات أحدهم أبلق ، ومائة مهر في غاية الحسن ، وتحف يطول شرحها.

هدية ملكة إفرنجة للأمير المكتفي بالله :

في سنة ثلاث وتسعين ومائتين أرسلت هدية لم يرسل مثلها أحد قبلها منها : خمسون سيفا لا يعلم لهم قيمة جفائرها ذهب وحمائلها مرصعة بنفائس المعدن. وخمسين رمح أسنتها ذهب. وخمسين فرسا من جياد الخيل سروجها ذهب مرصعين منها عشرة بلور خاص مرصعة بنفيس المعدن. وخمسين مملوك صقلي في سن واحد في غاية الجمال بأقبية الديباج الملون ، وخمسون جارية ، لم تقع العين على حسن واحدة منهن (١) ، بأقبية الديباج في آذنهن (٢) أقراط (٣) الذهب المرصع. وعشر كلاب لا تقف الأسود لها لعظيم سطوتها ، وست بازات ، وسبع صقور (٤) ، وخيمة حرير لها ثلاثة وعشرون بابا منسوجة من صفوف يخرج من صدف بحر عندهم يتلون كما يتلون الشفق ألوانا غريبة كلما (٥) علت الشمس وهب الريح يحير الناظر إليها في تلونها ، وثلاثة أطيار تشم السّم ، فإذا شموه صاحوا وخبطوا بأجنحتهم ، تجعلها الملوك (٦) على أسمطتهم ، وعدة خرز الواحدة منها تجذب النصل من داخل الجسد من غير ألم.

وكتاب من بعض ألفاظه : أن الأمير بينه وبين صاحب القسطنطينية صداقة ومحبة ، وذلك لعين الأمير أنه ملك عظيم ، فأرسلت هذه الهدية لأعرف الأمير أن ملكي أكبر من ملكه ، وسلطاني أعظم من سلطانه ، وجندي أكثر من جنده ، ومملكتي أربعة وعشرون

__________________

(١) في المخطوط : منهم ، وهو تحريف.

(٢) في المخطوط : أذانهم ، وهو تحريف.

(٣) في متن المخطوط : أقراض ، والتصويب من هامشه.

(٤) في المخطوط : سقور ، وهو تحريف.

(٥) في المخطوط : كما ، وهو تحريف.

(٦) في المخطوط : الملك ، وهو تحريف.

٢٠٤

مملكة / لكل مملكة منها لسانا لا يشبه الآخرين فأحببت بما أهديته استعطاف الأمير وصداقته.

هدية شجرة الدّر ... (١) لخطايا أمير المؤمنين المتوكل على الله :

وذلك في يوم المهرجان أهدت الناس للأمير على قدر منازلهم ووظائفهم ، وأهدت الحظايا على قدر مراتبهم.

فأهدت شجرة الدر عشرين غزالا تربية عليها أجلة الحرير المنسوجة بالذهب ، وقرون الغزلان ملبسة بالذهب المرصع عليها سروج لطاف صيني مذهب ، في وسط كل سرج خرج حرير لطيف من ركش لجامات من ذهب بعضها مملوء مسك (٢) والبعض عنبر خام ، والأخراج مغطاة بسلبه شباك اللؤلؤ ، يقود كل غزال وصيفة في غاية الجمال في أوساطهن (٣) مناطق الذهب المرصعة ، وفي يد كل واحدة قضيب من ذهب تتوكأ عليه في رأس القضيب جوهرة نفسية ، إلى غير ذلك.

فلما رأى الأمير ما أهدته (٤) سرّ سرورا عظيما ، وقال لحظاياه : من يهدني فليهدني هكذا.

فحسدوها حيث أنهم لم يقدروا على مثل ذلك وحظيت عنده أعظم مما كانت. فلا زالت الحظايا بها حتى سموها ، وماتت.

ومن ذخائر الملوك :

ما حكاه الأصمعي قال : دخل برمك بعد خالد بن يحيى البرمكي على ملك الهند ، فرفع محله ، وأكرمه. ثم لما مدّ السماط أمره بالأكل ، فأكل حتى اكتفى فرفع يده.

فقال له الملك : كل.

فقال : لا قدرة لي على الزيادة.

فقال الملك لبعض خدمه : ائتني بالقضيب.

فجاء به ، فأخذه منه ووضعه على بطنه ، فإذا الجوع قد لحقه حتى لكأن له أيام لم يطعم بزاد.

__________________

(١) موضع النقط كلمة غير ظاهرة بالمخطوط حيث كتبت بالحمرة التي لم تظهر جيدا في التصوير.

(٢) في المخطوط : مسك والعنبر والعبض عنبر خام. وكلمة العنبر زائدة على السياق فحذفتها. وكلمة العبض صححت بالهامش بخط الناسخ.

(٣) في المخطوط : أوساطهم ، وهو تحريف.

(٤) في المخطوط : أهديته ، وهو تحريف.

٢٠٥

ثم قال له : كل ، فأكل فوق الكفاية.

ثم لما رفع يده قال له : كل.

فقال : لا أقدر على تناول لقمة واحدة.

ففعل بالقضيب كفعله الأول فعاد الجوع كحاله / الأول ، هكذا ثلاث مرات.

فقال : ما هذا أيها الملك؟

[قال](١) : هو من تحف الملوك ، مرصود (٢) بطوالع الأفلاك.

حكى ذلك يحيى بن خالد البرمكي للرشيد.

ومما أهداه دهمى ملك الهند للأمير عبد الله المأمون :

أهدى (٣) هدية عظيمة وصحبها كتاب لفظه (٤) : من دهمى ملك الهند وعظيم أركان المشرق (٥) ، وصاحب بيت الذهب ، والإيوان الياقوت ، وفرش الدّر ، ومن قصره مبني بخشب العود الذي يختم عليه فيقبل الختم ، ويشم رائحة قصره من عشرة فراسخ ، وأمام مرقده ألف حجر من الزبرجد عليها ألف حجر من الياقوت تنوب عن الشمع ليلا ، ويركب في ألف موكب ، وله ألف راية لألف ملك من آبائه تحت كل راية ألف فارس تحت يد كل فارس ألف فارس في اصطبلاته خمسون ألف فيل منها خمسة آلاف بيض كالقراطيس ، ويمد سماطه في صحاف الذهب ، ومع هذا كله يستحيي من الله أن يراه خائنا في رعيته.

والهدية :

صحن من ياقوت فتحته شبر ، في غلظ الأصبع لم يعلم له قيمة (٦) ، مملوء در أصغرها (٧) مثقال. وفراش من جلد حية (٨) تبلع الفيل ، منقط نقط سود وبيض لا يخاف من يجلس عليه مرض السل. ومائة ألف مثقال عود هندي يختم عليه. وجارية طولها

__________________

(١) ما بين المعقوفين يتطلبه السياق.

(٢) في المخطوط : مرصعود ، وهو تحريف.

(٣) في المخطوط : اهد ، وهو تحريف.

(٤) في المخطوط : لفضه ، وهو تحريف.

(٥) في المخطوط : المشرك ، وهو تحريف.

(٦) في المخطوط : فتحة شير لم يعلم له قيمة فتحة شبر في غلظ الأصبع ، وترى ما بالعبارة من تحريف وارتباك ، فضبط العبارة على المعنى المراد.

(٧) في المخطوط : أصفرها ، وهو تحريف.

(٨) في المخطوط : حته ، وهو تحريف.

٢٠٦

سبعة أذرع تسحب شعرها بالأرض (١) ، في غاية الحسن والبياض مع تحف يطول شرحها. والكتاب بالأزورد مفتح بالذهب.

جواب أمير المؤمنين عبد الله المأمون لدهمى عن هديته :

من عبد الله ، وابن عم سيد المرسلين ، من وهب الله له ولذريته الشرف الأسنى ، والفخر الأعلى ، وجعلهم يهدون في الأرض ، وأقامهم خلفاؤه على أهل الأرض كافة ، وذكر ذلك في كتابه المنزل على نبيه المرسل. إلى ملك الهند ، وعظيم أركان المشرق : سلام على من اتبع الهدى.

وقد ورد كتابك فسرنا / ما أنعم الله عليك [ولو لا أن](٢) قبول الهدية من سنّة نبينا لما قبلنا لك شيئا مما أرسلت ، فإن خزائننا مملوؤة بالتحف مشحونة بالظرف مما أخذنا وأبانا من تحف ملوك الأرض ، وفخرنا به أخذنا له بالسيف عنوة فيما خزائننا من ذلك لا ذا ما يقدم علينا إلا دونه.

وأرسل هدية من جملتها : فرس من عقيق عليه فارس من عقيق.

ومائدة من جزع يماني مرصودة لا يخاف من أكل فيها مرض السل ، ولا السمومات القواتل فيها خطوط بيض وسود وحمر وخضر ، على أرض بيضاء في غاية العظم ، في وسطها (٣) صورة أسد وأمامه رجل قد برك على ركبتيه ، وفي يده قوس وكأنه (٤) أرسل من قوسه سهم للأسد من أكل فيها لا يخاف السموم القواتل.

والمائدة والصحن مما أخذ من خزائن بني أمية ، والكتاب مكتوب بقلم الطومار في غاية الحسن.

هدية يعفور ملك الصين لكسرى أنو شروان :

وصحبتها كتاب من لفظه : من يعفور ملك الصين ، وصاحب قصر الدّر والجواهر ، الذي يجري في قصره نهران يسقيان العود والكافور ، والذي في إصطبله ثلاثة آلاف فيل أبيض ، وما عداهم حصر لكثرتهم ، والذي تخدمه ألف بنت آباؤهم ملوك متوجة ، يخرج إلينا خراج ملكهم (٥) ، ويحمل تحته إذا سار إلى مكان قريب على أعناق الملوك وهو جالس عليه.

__________________

(١) في المخطوط : تسحب بشعرها الأرض.

(٢) في المخطوط : ما أنعم الله عليك لا قبول. وفي العبارة كما ترى سقط بعض كلمة وكلمة فأضفت ما سقط ليستقيم السياق.

(٣) في المخطوط : وسطه ، وهو تحريف.

(٤) في المخطوط : كان ، وهو تحريف.

(٥) في المخطوط : مالكهم ، وهو تحريف.

٢٠٧

والهدية :

فرش من درّ منضد عليها فارس من ياقوت أحمر لا يعلم لها قيمة ، وسيف قبضته من زمرّد ، والسيف محلى بالدّرّ والياقوت النفيس والجواهر الثمينة. وثوب صيني مصور [عليه](١) صورة الملك كأنه جالس في إيوانه ، وعليه حلته وتاجه وبدنته ، وعلى رأسه الخدم بأيديهم السلاح والصور منسوجة بالذهب ، وأرض الثوب لازوردي محفوظة في صفط من ذهب تحمله جارية / تفاخر البدر حسنا وأصناف غير ذلك مما يطول شرحها.

هدية من الترك والمصادرات :

فمن ذلك مصادرة ابن زيتون. من ذلك : جوهر مائتان وستون رطل مصري لؤلؤ كبار ، أربع أرادب فضة مكسورة ، ثلاثين قنطار مصري فضة عدد ألف ألف ، وأربعمائة ألف ذهب هزجة ستما ألف والهزجة كل دينار بعشرة بسط عمل الشريف ، ستمائة جوز بطائع اتبعت (٢) بأربعمائة ألف دينار.

قماش بدنة حنينات ثلاث آلاف حنين قماش مخيوط من أصناف متعددة. ستة آلاف قطعة سيف أسقاطها ذهب. ستة آلاف سيف تركيش ، ثلاثة آلاف تركاش لوبس ، آلة حرب شتى لا حصر لها أنطاع ركونها ذركش ، ثلاثة آلاف نطع نحاس كفت ، أربعين ألف قطعة جوار للخدمة ، خمسمائة جارية غير السراري والمخاصي ، طواشية ، مائة وعشر طواشية ، مراكب ستمائة مركب درامين كبار ، خمسين درمونة حميرة فره مع المكارية ، مائتين وعشرين حمار ، ثمانمائة غيط أقطاعات ، ورزق عدة سبعمائة أقطاع.

ورزقه معاصر سكر عدة ستة (٣) وعشرين معصرة فيهم حواصل كسر لم تضبط كثرته.

قطعة خام خمسة وأربعين موبة كاملة. وظهر له ذخائر مودعة في ستة وثلاثين موضع جملة الخزائن الشريفة لم يعلم ما هي. وذلك خارجا عن ما أخذه الأمير صرغتمش أمير سلاح. وشيخون أمير كبير فإنهما كانا متوليين أمر المصادرة. وأما من فيلة ، وجمال ، وبغال ، وجواميس فليس حصر.

مصادرة ... سلار (٤) :

وذلك ما نقله عماد الدين البزلاوي : أخذ منه يوم مسك :

__________________

(١) ما بين المعقوفين يتطلبه السياق.

(٢) في المخطوط : أيبعت ، وهو تحريف.

(٣) في المخطوط : ستة ، وهو تحريف.

(٤) موضع النقط وما فوقه الإشارة كلمة لم يظهر منها سوى ما كتبت من حروف.

٢٠٨

نهار الأحد :

سنة تسع وسبعمائة ، ياقوت أحمر ، وبهمرمان رطلين مصري / بلحش ، رطل ونصف زمرد ريحاني ودبالي. تسعة عشر رطلا صناديق ضمنهم فصوص ومعادن حملوا للخزائن الشريفة من غير تحرير عن الهدية. ثلاثة آلاف فص لؤلؤ مدحرج من المثقال إلى المثقالين ، خمسة عشر حبة ومائتان وخمسين ذهب ، عين خمسمائة ألف دينار.

يوم الاثنين :

من حاصل ثاني فصوص ومعادن : خمسة أرطال ذهب ، عين ثلاثمائة ألف دينار ، دراهم فضة ألف ألف درهم ، مصاغ ذهب ، وعقود ذهب ، وطاسات ، وطشوت وأباريق ذهب ، أحد عشر قنطار ذهب ، سبائك أربع قناطير.

يوم الثلاثاء :

من حاصل ذهب ثالث ذهب : عين مائتان ألف دينار دراهم ، ثمانمائة ألف درهم ، سناحق فضة ، وأواني فضة ثماني قناطير.

يوم الأربعاء :

ذهب ألف ألف ومائتان ألف دينار ، ثلاثة آلاف درهم ، أقبية ستمائة قباء خاص تفاصيل طرد وحش وعمل الدار ، ستة وثلاثين موبة خلع ملونة ، ستمائة خلعة خركاه ظاهرها مخمل وباطنها أطلس لازوردي ، لجامات ذهب وألباب زركش ووجد له مودوع في الشوبك ، مائتان ألف دينار وستمائة ألف درهم.

ولما قبض على بهادر خازنداه أحضر ستمائة كيس حمله للخزائن الشريفة لم يعلم مقدار ما فيها. وبسط وعمل الشريف. ألفين وخمسمائة جوز ، ووجد في شونة غلال ثمانمائة ألف أردب ، وأما خيل ، وجمال ، وبغال ، وأبقار (١) وجواميس فلا حصر لعددها.

ثم لما انتهت مصادرته ، أمر السلطان بسجنه ، وأن لا يصرف له زاد ولا ماء ، فمات معذبا بالجوع والعطش وكان متحصل كراء ماله من أملاك في كل يوم مائة وثلاثين دينارا. وهاتين المصادرتين وردتا في تاريخ العدولي والله أعلم.

نبذة من خبر / بناء بيت المقدس على عهد داود وسليمان صلوات الله عليهما :

روينا في السرمدي عن الأزدي مما رواه عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم قال :

__________________

(١) في المخطوط : ابغار ، وهو تحريف.

٢٠٩

إن الله بعث ملائكة فقال : ابنوا لي بيتا في الأرض بمثال البيت المعمور وقدره ، وأمر الله تعالى من في الأرض من خلق أن يطوفوا به كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور.

قال : وكان هذا بناء قبل آدم.

وقال ابن عباس : هو أول بيت بناه آدم في الأرض.

فعلى هذا القول فإن آدم مجدد بناء الملائكة بين بناء البيت ، وبناء المسجد الأقصى أربعون سنة.

وذكر أن إسحاق أمر ولده يعقوب أن لا ينكح امرأة من الكنعانيين ، وأمره أن ينكح من بنات خاله. فلما توجه لذلك ، فأدركه الليل فنام في الطريق متوسدا حجرا ، فرأى فيما يرى النائم : أن سلما منصوبا إلى باب السماء ورأى الملائكة تعرج فيه وتنزل منه ، فأوحى الله إليه : أني أنا الله لا إله إلا أنا ، وقد ورثتك هذه الأرض المقدسة وذريتك من بعدك ، ثم أنا معك أحفظك حتى أردك إليّ هذا المكان ، فاجعله بيتا تعبدني فيه ، فهو البيت المقدس.

ذكر بناء داود عليه‌السلام لبيت المقدس بعد ذلك :

روى ابن إسحاق : أن الله عزوجل أوحى إلى داود عليه‌السلام ، لما كثر طغيان بني إسرائيل : أني أقسمت بعزتي لأبتلينكم بالقحط سنتين أو أسلط عليكم العدو شهرين أو الطاعون ثلاثة أيام. وخيرهم بين إحدى الثلاث.

فقالوا : أنت نبينا وأنت انظر لنا.

فقال : أما الجوع فإنه بلاء فاضح لا يصبر عليه أحد.

والعدو : فلا يبقي أحدا منكم.

والموت : بيد الله سبحانه ، فاختاروا الطاعون.

فأمرهم أن يتجهزوا (١) لذلك ويلبسوا أكفانهم ويخرجوا نساءهم وأولادهم ، وهم على الصخرة من خلفهم / وعلى الصعيد الذي بنى عليه بيت المقدس.

فنادى داود : يا ربّ! إنك أمرتنا بالصدقة ، وأنت تحب المتصدقين ، فتصدق علينا.

وأمرتنا أن لا نرد السائل إذا وقف بأبوابنا وأنك (٢) لا تحب من يرد السائل فقد جئناك سائلين فلا تردنا.

__________________

(١) في متن المخطوط : يتخمروا. والتصويب من هامش المخطوط وهو بنحو خط الناسخ.

(٢) في المخطوط : ان ، وهو تحريف.

٢١٠

ثم خروا وسجدوا من فجر الصبح.

فسلّط الله عليهم الطاعون إلى أن زالت الشمس ، ثم رفعه عنهم. وأوحى الله إلى داود : أن ارفعوا رؤوسكم فقد شفعتك فيهم.

فرفعوا رؤوسهم وقد مات منهم مائة ألف ، وسبعون ألف ، وهم سجود.

فنظروا إلى الملائكة يمشون بينهم بأيديهم الخناجر. ثم عمد داود فارتقى الصخرة رافعا يديه محدث لله شاكرا. ثم جمع بني إسرائيل بعد ذلك فقال : إن الله سبحانه وتعالى رحمكم وعفى عنكم ، فأحدثوا لله شكرا.

فقالوا : أؤمرنا بما شئت.

فقال : إني لا آمر بأبلغ في شكركم من أن تبنوا مسجدا على هذا الصعيد الذي رحمكم الله عليه تعبدوا الله فيه وتحمدوه وتقدسوه أنتم ومن بعدكم.

فقالوا : نفعل ذلك.

فاستأذن داود ربه فأذن له. فأقبل على بنائه ، وذلك لإحدى عشر سنة خلت من ملكه. وتوفي ولم يتم بناؤه ، فأوصى لسليمان ولده فبناه في ثمان سنين. ولما فرغ من بنائه أطعم بني إسرائيل فيه اثني عشر ألف ثور.

وقد روينا في النسائي بسند صحيح عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أن سليمان عبد الله لما بنى مسجد بيت المقدس سأل الله خلالا ثلاثا : سأل الله حكما يصادف حكمه ، فأوتيه. وسأل الله ملكا لا ينبغي لأحد بعده ، فأوتيه. وسأل الله أن لا يأتي أحد هذا المسجد لا ينهره إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه».

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما اثنتان فقد أعطيهما ، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة».

وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال : على شرط البخاري ، ومسلم.

وكان سليمان عليه‌السلام لما همّ في بنائه جمع حكماء الأرض ، والجن والعفاريت ـ أي عفاريته ـ وعظماء الشياطين فجعل منهم فريقا يبنون ، وفريقا يقطعون الصخور والعمد ، وفريقا يغوصون البحر فيخرجون منه الدّر والمرجان ، وفريقا لإصلاح الأعمدة الرخام. وذكر أن قدر الدرة الواحدة كانت كبيضة النعامة وكبيضة الدجاجة. وجعل تحت الأساس قلال من نحاس مختومة بخاتمه.

وبنى حتى ارتفع البناء وفرق الشياطين في أنواع العمل فدأبوا في عمله وجعل فريقا منهم يقطعون معادن الياقوت والزمرد وألوان الجواهر وجعل الشياطين صنما مرصوصا بين معادن الرخام إلى حائط المسجد ، فإذا قطعوا من المعادن أو الحجارة / أو الرخام تلقاه

٢١١

الأول ثم الذي بعده ، وهكذا من واحد إلى واحد حتى ينتهي إلى المسجد (١). وكان رخامه أبيضا شفافا [صا](٢) فيا من معدن يقال له : السامور ، وليس هو كالرخام الذي هو في أيدي الناس الآن.

والذي دلهم على معدنه عفريت من الشياطين كان في جزيرة من جزائر البحر فدل سليمان على معدنه ، فأرسل بطابع من حديد لصاحب تلك الجزيرة ، مطبوع عليه بخاتمه. وكان الخاتم يرسخ في الحديد والنحاس ، فيطبع للجن بالنحاس ، وللشياطين بالحديد ، وكان الخاتم قد نزل عليه من السماء حلقته بيضاء وطابعه كالبرق ، لا يستطيع أحد أن يملأ بصره منه.

وعمله سليمان عملا لا يوصفه واصف ، ولا يبلغ كنهه أحد ، وزينه بالذهب والفضة ، والجواهر النفيسة ، في سمائه وأرضه وجدرانه بوابة. وأركانه / مما لا يقدر أحد أن يصف ذلك. ولم يكن يومئذ على وجه الأرض موضع مال أعظم منه ولا أحسن من زخرفته ولا أعظم من ترتيبه.

فلما رفع سليمان [عليه‌السلام] يده من ترتيبه وبنائها وإحكامه ، جمع الناس وأخبرهم أنه [بنى](٣) لله مسجدا ، وأن الله أمره ببنائه وكل ما فيه فهو لله سبحانه وتعالى ، فمن انتقصه (٤) أو شيئا منه ، فقد خان الله تعالى. ثم جمع الناس جمعا لم ير قط مثله ، ووضع طعاما لم ير أكثر منه ، وجعل القربان في وجه المسجد ، وميز ثورين وأوقفهما قريبا من الصخرة ، ثم قام على الصخرة فدعا ، وقال : اللهم أنت وهبت لي هذا الملك منّا منك وطولا عليّ وعلى والديّ من قبلي ، وأنت ابتدأتني وإياهم بالنعم والكرامة ، وجعلته حكما بين عبادك ، وجعلته وارثا من بعده ، وخليفة في قومه وخصصتني بولايتك مسجدك هذا ، وأكرمتني قبل أن تخلقني ، فلك الحمد على ذلك.

اللهم وأسألك لمن دخل هذا المسجد خمس خصال : لا يدخل إليه مذنب لا يعمد إلا لطلب التوبة أن تقبل منه توبته وتغفر له ، ولا يدخله خائفا لا يعمد إلا لطلب الأمن أن تؤمنه من خوفه وتغفر له ذنبه ، ولا يدخله مقحط لا يعمده إلا لطلب الاستسقاء أن تسقي بلاده ، وأن لا تصرف بصرك عمن دخله حتى يخرج منه ، يا رب إن أجبت دعوتي

__________________

(١) في المخطوط : مسجد ، وهو تحريف.

(٢) في المخطوط : فيا ، بدون نصف الكلمة الأول وهو سقط أو سهو من الناسخ رحمنا الله وإياه بكرمه ، آمين.

(٣) ما بين المعقوفين يتطلبه السياق.

(٤) في المخطوط : أنقصه ، وهو تحريف.

٢١٢

وأعطيتني سؤلتي (١) فاجعل علامة ذلك أن تتقبل قرباني.

فتقبل الله سبحانه وتعالى قربانه : وذلك نقلته من كتاب المشرف ، أعني جميع ما أوردته فيه عن كعب عن أبي تركت منه ألفاظا لا على المقصود مما أنا قاصده.

وروى أبو العوام لما سئل : ما قال نبي الله / سليمان؟

قال : إن نبي الله سليمان لما فرغ من بنائه ذبح ثلاثة آلاف بقرة ، وسبعة آلاف شاة ثم قال : اللهم من أتاه من ذي ذنب فاغفر له ، أو من ذي ضر فاكشف ضره. فلا يأتيه أحد إلا أصابه من دعوة سليمان.

قال ابن إسحاق : ذكر كعب ووهب : أن داود عليه‌السلام أعد لبناء بيت المقدس ألف بدرة ورقاء.

وقال الكلبي : لما فرغ سليمان عليه‌السلام من بناء بيت المقدس أنبت الله له شجرتين عند باب الرحمة ، إحداهما تنبت الذهب والأخرى تنبت الفضة ، فكان ينزع في كل يوم من كل واحدة مائتي رطل ذهب وفضة.

قال : ففرش بلاط المسجد بلاطة ذهب ، وبلاطة فضة. وكان ارتفاع الصخرة زمن سليمان عليه‌السلام اثني عشر ذراعا ، وكان ذلك الذراع ذراع وشبر وقبضة.

وكان ارتفاع القبة التي على الصخرة اثني عشر ميلا وفوق القبة غزال من ذهب ، بين عينيه درّة حمراء تغزل نساء البلقى على ضوئها في الليل ، والبلقى من القدس فوق مرحلتين.

وكان أهل عمواس يستظلون بظل القبة إذا طلعت الشمس من المشرق ، وإذا مالت إلى الغرب استظل بها أهل بيت رامة وغيرهم من سكان الغور.

وكان الفراغ من بنيان بيت المقدس لمضي أحد عشر سنة من ملك سليمان عليه‌السلام ، ولمضي خمسمائة وستة وأربعين سنة من وفاة موسى عليه‌السلام. وكان من هبوط آدم عليه‌السلام إلى بناء سليمان لبيت المقدس وبدؤه أربعة آلاف وأربعمائة سنة وسبعون سنة.

قال : وكان عدة من يعمل معه في بناء بيت المقدس ثلاثين ألف رجل ، وعشرين يتراوحون عليهم قطع الخشب في كل شهر عشرة آلاف / خشبة. وعدة الذين يعملون في الحجارة سبعون ألفا غير الجن ، والعفاريت (٢) والشياطين. وكان على العمل ثلاث مائة أمين.

__________________

(١) في المخطوط : سألتني ، وهو تحريف.

(٢) في المخطوط : العقاربة ، وهو تحريف.

٢١٣

فلما أتمه وزينه كما أحب وسقفه بالعود الفاخر ، صنع لأبوابه مائة ضبة من ذهب زنة كل واحدة عشرة أرطال. ووضع فيه تابوت موسى وهارون ، ورتب سليمان عليه‌السلام في المسجد الأقصى من قرّاء بني إسرائيل عشرة آلاف ، منهم خمسة آلاف لليل وخمسة آلاف يقرؤون نهارا حتى لا تأتي ساعة من ليل أو نهار إلا والله سبحانه وتعالى يعبد فيه.

ولم يزل المسجد الأقصى كذلك حتى خربه بخت نصر ، فإنه خرج إليه في ستمائة ألف راية ، ودخل بيت المقدس بجنوده ووطىء الشام ، وقتل بني إسرائيل حتى أفناهم كما ذكرناه في حاشية متقدمة عن هذه الحاشية مفصلا.

قال : وكان من بناء داود صلوات الله عليه إلى أن خربه بخت نصر [بعد](١) أربعمائة سنة وأربع وخمسون سنة ، ولم يزل خرابا حتى بناه ملك من ملوك الفرس يقال له : كوشك.

قال البغوي : بناه الكوشك بعد تسعين سنة من تخريب بخت نصر (٢).

ثم غلبت عليه ملوك غسان بتمليك الروم لهم ودخولهم في دين نصرانيتهم إلى أن جاء الله بالإسلام وفتح الشام على يد عمر بن الخطاب.

ولما ملكته الروم قالوا : نحن نبنيه أحسن من بنائه الأول. فبنوا على الصخرة قبة عظيمة على قدر طولها الأول في الارتفاع وزخرفوها بالذهب والفضة.

فلما فرغوا من البناء دخل ـ أي للمسجد الأقصى ـ سبعون ألفا من رهبانهم وشمامستهم ، في أيديهم مباخر الذهب والفضة ، وأشركوا بالله وهم تحت القبة ، فانقلبت عليهم فما خرج منها أحد.

قال : فلما رأى ملك الروم ذلك جمع بطارقته ، وشمامسته ، ورؤساء القوم وقال لهم : ما ترون فيما / وقع من تخريب بنائها؟

فقالوا : نرى أنا لم نرض إلهنا (٣) فلذلك لم يقبل ربنا.

قال : فأمر الملك ببنائه مرة ثانية وأضعفوا النفقة في مصاريف البناء ، ثم دخلوها سبعون ألفا مثل ما دخلوا أول مرة ، وفعلوا كفعلهم في أول مرة ، فلما أشركوا انقلبت عليهم. وفي كل مرة لم يكن الملك معهم ، فلما ماتوا تحتها وسقطت القبة عليهم ، جمع

__________________

(١) ما بين المعقوفين زيادة يتطلبها السياق.

(٢) في المخطوط : تحريب بيت بخت نصر ، ولفظ بيت زائد فحذفته.

(٣) كذا رسمت في المخطوط والله أعلم. [لم نرض إلهنا ...] بدلا من : لم نر من إلا هنا ... وبذلك يستقيم المعنى. ويتضح ذلك في سياق النص اللاحق.

٢١٤

الملك خواصه كعادته واستشارهم. فقالوا : لم نرض ربنا كما ينبغي فلهذا سقطت كعادتها (١) ، والرأي بنائها مرة أخرى.

فبنوها مرة ثالثة وزخرفوها أعظم مما تقدم وحفها جميعها بصلبان الذهب والفضة.

ثم دخلها قساوستهم ورهبانهم وشمامستهم بعد أن اغتسلوا وتطيبوا فلما دخلوها أشركوا كعادتهم ، وكما فعل من قبلهم ، فسقطت عليهم القبة مرة أخرى.

قال : فجمعهم ملكهم مرة رابعة واستشارهم فيما يصنع ، وكثر خوضهم في ذلك.

فبينما هم في ذلك إذ أقبل عليهم شيخ كبير السن ، وعليه برانس سود وعمامة سوداء ، قد انحنى ظهره ، يتوكأ على عصاه.

فقال لهم : يا معشر النصارى إليّ ، فإني أكبركم سنا وقد خرجت من متعبدي لأخبركم : أن هذا المكان لعن أصحابه ، والقدس قد تحول إلى هذا الموضع الذي بنى فيه القمامة ، وأنا أريكم الموضع ثم لم تروني بعد ذلك ، وأراهم مكان القمامة ، ثم غاب عن أعينهم.

وكان بينهم بعد أن أغواهم وأضلهم وزادهم طغيانا ، وأمرهم أن يفعلوا صخرة بيت ويبنوا بحجارتها الموضع الذي أمرهم ببنائه.

فبينما هو يكلمهم إذ اختفى عنهم فلم يروه ، فازدادوا كفرا وطغيانا ، وتكلموا فيه كلاما كثيرا وقالوا فيه قولا عظيما. فخربوا المسجد وحملوا ما كان فيه من آلات البناء وغيرها ، وبنوا (٢) القمامة والكنيسة التي / كانت بوادي النار.

وكان لعنه الله أوصاهم إذا فرغوا من تخريب الصخرة وبنوا قمامتهم أن يتخذوا المسجد الأقصى والصخرة مزبلة لزبالتهم ولقاذوراتهم (٣)

ففعلوا ذلك حتى كانت المرأة ترسل حيضها من القسطنطينية فيلقوه على الصخرة والمسجد. ودأبوا على ذلك حتى بعث الله تعالى محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأسرى به إليها ، وذكر له فضلها ، وفتحت على يد عمر بن الخطاب والصحابة صلحا. فلما قدم من المدينة المشرفة إلى القدس الشريف ورأوه أهل البلد بعد حصار شديد تقدم قبل حضوره. فلما حضر كتب له أهل البلد من عظمائها ورضى أهلها : هذا كتاب لعبد الله عمر ، من نصارى مدينة القدس ، إنكم لما قدمتم علينا سألناكم

__________________

(١) في المخطوط : كعادتهم ، وهو تحريف.

(٢) في المخطوط : فيه ، وهو تحريف.

(٣) في المخطوط : الغادوراتهم ، بالغين والدال المهملة وهو تحريف.

٢١٥

الأمان لأنفسنا ، وذرارينا (١) ، وأموالنا ، وأهل بلدنا ، وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث على مدينتا ولا فيما حولها ديرا ولا كنسية ولا قلاية ولا صومعة راهب ، ولا نجدد ما خرب منها ، ولا نمنع المسلمين كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين ليلا أو نهارا ، ونوسع أبوابنا للمار ، وابن السبيل ، ونضيف من ينزلها من المسلمين ثلاثة أيام ، ولا نأوي عدوا لكم ، ولا نكتم عساكركم نصيحة نعلمها ، ولا نعلّم أولادنا القرآن ، ولا نظهر شركا ، ولا ندعو إليه أحدا ، ولا نمنع أقاربنا الدخول في الإسلام إذا اختاروه ، ونوقر المسلمين ، ونعظمهم ، ونقوم لهم من مجالسنا إذا أرادوا الجلوس ، ولا نتشبه بهم في شيء من لباسهم من قلنسوة وعمامة وفرق شعر ، ولا نتكلم بكلامهم ، و [لا](٢) نتكنى بكناهم ، ولا نركب السروج ، ولا نتقلد السيوف ، ولا نتخذ شيئا من السلاح / ولا نحمله معنا ، ولا ننقش على خواتمنا بالعربية ، ولا نبيح الخمر ، ونجز مقادم رؤوسنا ، ولا نظهر حسابنا ولا كتبنا في شيء من طرق المسلمين ، ولا في أسواقهم ، ولا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيفا لا يسمعه المسلمون ، ولا نرفع أصواتنا إذا مات ميتنا ، ولا نرفع نارا ولا نطلع على المسلمين في منازلهم.

قال : فلما أتيت هذه الشروط إلى عمر بن الخطاب ، قال : قد قبلناها.

قال المصنف : وهذا ما رويناه عن البيهقي وغيره وله طرق جيدة تركناها (٣) خوف الإطالة ، وقد اعتمد أئمة الإسلام هذه الشروط وعملوا بها وكذلك الخلفاء الراشدين ثم من بعدهم.

وروى أبو عبيد القاسم بن سلام عن ابن مهدي عن عبد الله بن عمر عن نافع عن أسلم : أن عمر أمر في أهل الذمة أن يجزوا نواصيهم ، وأن يركبوا على الأكف ، ويركبوا عرضا ولا يركبوا كما يركب المسلمون ، وأن يطوقوا المناطق وهي الزنانير.

وعن شداد بن أوس أنه قال : حضرت مع عمر بن الخطاب حين دخل مسجد بيت المقدس من باب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم حبوا هو ومن معه ، ثم نظر يمينا وشمالا ثم كبّر ، ثم قال : هذا والله ، وهذا والذي نفسي بيده مسجد داود عليه‌السلام الذي أخبرنا رسول الله أنه أسري به إليه.

وكان دخوله إليه حبوا مما فيه من ردم التراب ، فإنه كان مشحونا بالقاذورات والتراب.

__________________

(١) في المخطوط : دارينا ، وهو تحريف.

(٢) ما بين المعقوفين سقط من المخطوط ويتطلبه السياق.

(٣) في المخطوط : تركناه ، وهو تحريف.

٢١٦

قال الوليد : أخبرني ابن شداد عن أبيه عن جده : أن عمر لما فرغ من كتاب الصلح بينه وبين أهل بيت المقدس قال لبطريقها : دلني على مسجد داود.

فقال : نعم.

قال : فخرج عمر متقلدا سيفه في أربعة آلاف من أصحابه الذين قدموا معه متقلدين سيوفهم والبطريق بين يدي عمر في أصحابه ونحن من خلف عمر حتى وصل بنا البطريق إلى الكنيسة التي يقال / لها : القمامة ، فقال : هذا مسجد داود.

قال : فنظر عمر ، وتأمل ، وقال : كذبت ، ولقد وصفه لي رسول الله بصفة ما هي هذه.

قال : فمضى به إلى الكنيسة التي يقال لها : صهيون.

فقال : هذا مسجد داود.

فقال : كذبت.

قال : فانطلق به إلى مسجد بيت المقدس حتى انتهى به إلى باب يقال له : باب محمد ، وقد انحدرنا (١) في المسجد من مزبلة على درج الباب إلى الرواق الذي فيه الباب فكاد يلتصق بسقفه مما هو مشحون فيه من التراب والزبالة.

فقال عمر : لا نقدر أن ندخله إلا حبوا.

قال عمر : ولو حبونا. فحبى (٢) عمر ، وحبونا خلفه حتى أفضينا إلى صخرة بيت المقدس. واستوقفنا فيه قياما ، فنظر عمر ، وتأمل مليا ، ثم قال كما تقدم : والذي نفسي بيده هو الذي وصفه لنا رسول الله.

وكان معه كعب ، فقال له عمر : يا أبا إسحاق (٣) أتعرف موضع الصخرة؟

فقال : أذرع بين الحائط الذي يلي وادي جهنم كذا (٤) وكذا ذراعا ، ثم احفر فإنك تجدها.

وكانت يومئذ مزبلة ، فحفروا فظهرت لهم.

فقال عمر لكعب : أين ترى نجعل المسجد؟ أو قال : القبلة؟

__________________

(١) في المخطوط : الحذرنا ، وهو تحريف.

(٢) في المخطوط : مخبا ، وهو تحريف.

(٣) في المخطوط : أبانا سحق ، وهو تحريف.

(٤) في المخطوط : كهذا ، وهو تحريف.

٢١٧

فقال : اجعله خلف الصخرة ، فتجتمع القبلتان ، قبلة موسى وقبلة محمد [صلى الله عليهما وسلم].

فقال : ضاهيت اليهود يا أبا إسحاق ، خير المساجد متقدمه.

فبناها في مقدم المسجد ، وجعل المسلمون يكنسون ما فيه.

ووجد عمر على الصخرة زبلا كثيرا مما طرحته الروم غيظا لبني إسرائيل ، فبسط عمر رداءه ، وجعل يجمع فيه من ذلك الزبل ويرميه خارج المسجد ، والمسلمون يكنسون معه.

فقال سعيد بن عبد العزيز : جاء كتاب رسول الله إلى قيصر وهو ببيت المقدس وعلى الصخرة مزبلة قد حاذت محراب داود مما ألقته النصارى عليها مضادة لليهود حتى أن المرأة / لترسل بخرق دمها من رومية فتلقى عليها.

فقال قيصر لما قرأ كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنكم يا معشر النصارى إن تقتلوا هذه المزبلة بما أنهيتكم من حرمة هذا المسجد كما فعلت بنوا إسرائيل.

فأمر بكشفها ، واستعمل في ذلك أنباط الفلسطينين ، ثم أن بيت المقدس لم يزل بأيدي المسلمين من لدن فتوح عمر إلى سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ، قام عليه الإفرنج نيفا وأربعون يوما فملكوه ضحى نهار الجمعة من السنة ، وقتل فيه من المسلمين خلق كثير وفي مدة أسبوع ألفا.

وأخذوا من عند الصخرة من أواني الذهب والفضة ما لا يضبطه الحصر. وانزعج المسلمون في سائر بلاد الإسلام ، وكان متسلمه الآن الأفضل بن أمير الجيوش ، فلم يكن له طاقة بالإفرنج لكثرتهم ، فتسلموه منه واستولوا على بلاد كثيرة من السواحل في أيامه فملكوا القدس في سنة ثلاث وتسعين في شوال ونيسارية في سنة أربع وتسعين.

ووجد على رأس بعض التصاوير المصنوعة في المسجد الأقصى مكتوب عقيب ما استنقذه المسلمون منهم هذه الأبيات ، وهم :

ادم الكنائس إن تكن عتبت بكم

أيدي الحوادث أو تغير حال

فلطال ما سجدت لكن سمامس

شم الأنوف ضراغم أبطال

بعدا على هذا المصاب لأنه

يوم بيوم والحروب سجال

ثم لم تزل بأيدي الإفرنج إلى أيام عبد الملك بن مروان.

حديث بناء بيت المقدس وذكر بناء بيت المقدس على يد ابن عبد الملك بن مروان :

لما همّ ببنائه حمل إليه خراج مصر سبع سنين ، وأمرهم أن يصبوا (١) / المال فيه

__________________

(١) في المخطوط : ويصا ، وهو تحريف.

٢١٨

صبا ، ولا ينفقوا إنفاقا.

وقال سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان : أنه ابتدأ في عمارته سنة تسع وستين وفرغ منه في سنة اثنين وسبعين للهجرة.

وأمر أن تبنى لبيت المال قبة شرق الصخرة وشحنت بالمال ، ووكل على ذلك رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام (١).

وأخذوا في البناء حتى انتهوا من بناء المسجد والقبة ولم يبق لمتكلم فيه كلام من اتقان وزخرفة ، وكتبوا بذلك لأمير المؤمنين في دمشق : أن الله قد أتمّ ما أمر من البناء ولم يبق محتاجا إلى شيء ، وقد فضل من مال النفقة مائة ألف دينار ، فيصرفها الأمير (٢) في أحب الأشياء إليه.

فكتب إليهما : قد أمرت بها لكما جزاء لما قمتما على العمارة الحسنة.

فردوا له الجواب : نحن أولى أن نزيد من حلي نسائنا فضلا عن أموالنا ، فيصرفها الأمير

(٢) في أحب الأشياء إليه.

فكتب إليهما : تمسك وتضرع إلى القبة.

ففعلوا حتى ما كان يستطاع النظر إلى القبة ظاهرا وباطنا من الذهب ، والزخرفة ، التفصيص المموه. وجعلوا من فوق الدرابزين ستور من فاخر الديباج مرخاة بين العمد (٣). وفي كل اثنين وخميس (٤) يخلط المسك والعنبر والمارود الجوري ويخمر من الليل ، ثم يدخل الغلمان بالغداة الحمام فيغتسلون ويتطيبون ويخرجون منه ويأتوا الخزانة التي فيها الخلوق ، فيخلعون ما عليهم ثم يخرجون ثيابا فاخرة من الخزانة معدة لذلك ومناطق محلاة بالذهب يشدون بها أوساطهم. ثم يأتوا بالخلوق فيطمخوا به الصخرة المعظمة ، ولا يصعد أحد من الغلمان فوقها إلا بعد غسل أقدامهم. فإذا فرغوا من الخلوق أتوا بمجامر الذهب / والفضة والعود القماري والندى المطرى بالمسك والعنبر فترخى الستور حول الأعمدة كلها. ثم يطلقوا البخور بينهم وبين دية القبة من كثرته. ثم ترفع الستور ، فيخرج البخور إلى أن يشم من جميع الأسواق. ثم ينادي مناد : ألا إن الصخرة قد فتحت فمن أراد الصلاة فيها فليأت. فتهرع الناس إليها.

__________________

(١) في المخطوط : إسلام ، وهو تحريف.

(٢) في المخطوط : أمير ، وهو تحريف.

(٣) في المخطوط : العمل ، وهو تحريف.

(٤) في المخطوط : وخمسين ، وهو تحريف.

٢١٩

قال عبد الرحمن بن منصور بن ثابت : كان في السلسلة التي في وسط القبة على الصخرة درة يتيمة لا تعرف لها قيمة ، وقرنا كبش إبراهيم ، وتاج كسرى معلقان فيها في خلافة عبد الملك بن مروان. فلما صارت الخلافة لبني هاشم حولوها إلى الكعبة حرسها الله وحماها.

وروى الحافظ ابن عساكر بسنده إلى أبي المعالي ما ذكرناه ، ثم قال : وكانت القبة في ذلك الوقت من الخشب المثقب عددها ستة آلاف خشبة ، ومن الأبواب خمسون بابا ، ومن الأعمدة ستمائة عمود من رخام ، وفيه سبعة محاريب ، وفيه من السلاسل للقناديل أربعمائة سلسلة إلا خمسة عشر منها في المسجد مائتين وثلاثين سلسلة والباقية في قبة الصخرة. وذرع السلاسل أربعة آلاف ذراع ، ووزنها ثلاثة وأربعون ألف رطل بالشامي ، وفيه قناديل خمسة آلاف قنديل ، ويسرج فيه مع القناديل ألفا شمعة في ليالي الجمع ، وفي شهر رجب ، وفي نصف شعبان وليلتي العيد.

وفيه من القباب للمسجد خمسة عشر قبة سوى قبة الصخرة ، وعلى سطوح المسجد ملبس من شقات الرصاص عددها سبعة آلاف وسبعمائة شقة ، وزن كل شقة سبعون رطلا بالشامي غير الذي على قبة الصخرة.

ورتب له من الخدام ثلاثمائة خادم / اشترى لهم من خمس بيت المال جهاتا (١) تقوم بهم كلما مات أحد أخذ مكانه ولده وولد ولده أو من أهليهم يجري عليهم ذلك أبدا ما تناسلوا.

وفيه من الصهاريج الكبار للماء أربعة وعشرون صهريجا ، وأربع منابر صف واحد غربي المسجد ، وواحد على باب الأسباط.

قال : وكان له من الخدم اليهود عشرة رجال لكنس أوساخ الناس في المواسم ، والشتاء ، والصيف ، ولكنس المطاهر التي (٢) حول المسجد.

قال : وله من الخدم النصارى عشرة رجال لعمل الحصر ولكسي القنى التي

(١) يجري منها ماء الصهاريج ولغير ذلك. وجماعة لعمل القناديل ، والبزاقات وغير ذلك. وجماعة لعمل الفتائل للقناديل (٣) ولهم جوامك ولا تؤخذ منهم جزية.

وقال أحمد بن منصور بن ثابت : كانت (٤) أبواب المسجد والقبة ملبسات بصفائح

__________________

(١) كذا في المخطوط ، وهي واضحة جدا.

(٢) في المخطوط : الذي ، وهو تحريف.

(٣) في المخطوط : القنابل القناديل ، وهو تحريف.

(٤) في المخطوط : كان ، وهو تحريف.

٢٢٠