حدود العالم من المشرق إلى المغرب

مجهول

حدود العالم من المشرق إلى المغرب

المؤلف:

مجهول


المحقق: يوسف الهادي
المترجم: يوسف الهادي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار الثقافيّة للنشر
الطبعة: ٠
ISBN: 977-5875-19-6
الصفحات: ٢٥٦

٤ ـ فنصور (١) : مدينة كبيرة يؤمها التجار. يؤتى منها بالكافور الكثير. مرفأ على ساحل البحر. ملكها يدعى سطوها. وهي بلاد مستقلة. وفيها عشرة ملوك جميعهم تحت سطوها.

٥ ـ هدنجيره (٢) : مدينة طول سوقها فرسخ واحد. ملكها سطوها. جميلة وذات خيرات.

٦ ـ قمار : مدينة كبيرة (٣). وملوك قمار أعدل الملوك في الهند. والزنا مباح في جميع أرجاء الهند إلا في قمار فهو حرام. وهدايا ملوك قمار سن الفيل والعود القماري.

٧ ـ نمياس وهركند وأورشين وسمندر وأندراس : خمس مدن كبيرة على ساحل البحر تابعة لمملكة دهم. ولم ير أحد أكبر من دهم. ويقال إنه يخرج منها ثلاثمائة رجل للقتال. ولا يوجد العود الرطب ببلاد الهند إلا في مملكتي القامرون ودهم.

يزرع في هذه المدن القطن ، وهو جيد ووفير. ويطلع على أشجار تجنى الواحدة منها لسنوات.

وتجارة هذا البلد تكون في الشنك الذي ينفخ فيه كالبوق (٤). والأفيال في هذه البلاد كثيرة.

__________________

(١) " فنصور بنجور : ميناء معروف يقع على الساحل الغربى لجزيرة سومطرة. ويقول فراند إنه توجد بنجور أخرى وهى جزيرة على الساحل الشرقى لسومطرة" (Minorsky ,Hudud ,p. ٠٤٢ ـ ١٤٢). وفى الجغرافيا لابن سعيد (ص ١٠٨) وصف أكثر تحديدا لها : " فنصور التى ينسب إليها الكافور الفنصورى. وجبال الكافور ممتدة من المدينة إلى قرب آخر الجزيرة من غرب إلى شرق. وفى وسط الجزيرة على جبال الكافور ، قاعدتها مدينة الجاوة ، وبها صاحب الجزيرة وما جاورها من الجزر المنسوبة إليها".

(٢) نرجح أنها هدكيرة الواردة فى طبائع الحيوان (ص ٣٥) حيث قال المروزى إنها تابعة لملك دهم.

(٣) قمار كمبوديا. إن كون الزنا ممنوع فيها ورد لدى ابن رسته (ص ١٣٢) رواها عن أبى عبد الله محمد بن إسحاق الذي أقام فى كمبوديا لمدة سنتين ، وهو" إن عامة ملوك الهند يرون الزنا مباحا ما خلا ملك قمار فإنى دخلت مدينته وأقمت عنده بها سنتين ، فلم أر ملكا أغير ولا أشد فى الأشربة منه ، فإنه يعاقب على الزنا والشرب بالقتل". سيتردد صدى هذه العبارة فى المؤلفات الجغرافية التالية حيث نجدها لدى ابن خرداذبه (ص ٦٦ ـ ٦٧) وابن الفقيه (ص ٧١) وفى طبائع الحيوان (ص ٣٤) ، ولدى الإدريسى (١ / ٧٤) والحميرى (ص ٤٧١).

(٤) فى أخبار الصين والهند (ص ٣٢): " سرنديب .. وفى بحرها اللؤلؤ والشنك وهو هذا البوق الذي ينفخ فيه". وفسره محقق الكتاب الأستاذ إبراهيم خورى بقوله : " شنك : كلمة سانسكريتية تعنى صدفة. يقصد بها هنا صدفة بحرية كبيرة كانت تستعمل لصنع الخلاخل وأبواق الجيش والاحتفالات الدينية" (ص ١١٤).

٨١

٨ ـ طوسول : بلدة كبيرة متصلة بالصين وبينهما جبل. وأهلها سمر ولباسهم من القطن.

٩ ـ موسه : بلدة متصلة بالصين وبطوسول. وفيها قلاع وحصون منيعة. ويؤتى منها بالمسك الكثير.

١٠ ـ مانك : بلدة متصلة بالصين وبموسه (١).

وللبلدات الثلاث هذه حروب مع الصينيين يتفوق فيها الصينيون عليهم.

١١ ـ نوبين (٢) : حدّ بلاد دهم. وطعام وغلات سرنديب من هذه المدينة.

١٢ ـ أورشفين (٣) : مدينة ، وهي كالجزيرة التي في البحر ، هواؤها وبيء. ويسمى هذا البحر هناك بحر الأغباب. تحكمهم تلك المرأة التي تدعى رانيه. وفيها الفيلة العظيمة والياقوت الذي لا يوجد في الهند ولا في أى مكان آخر. يؤتى منها بالفلفل والرماح.

١٣ ـ ملى (٤) : أربع مدن على ساحل البحر تدعى جميعها ملى. ملكها بلهرا. يؤتى من هناك بالرماح والفلفل بكثرة.

__________________

(١) جمع المروزى هذه المدن الثلاث فقال (ص ٣٧): " ووراء هذه المملكة (دهم) ملك يقال له الطرسول ، وأهل مملكته كثير ومدائنه كثيرة ، وهم بيض ولهم شعور طويلة يسدلونها ، ولهم خيل كثيرة ودواب ومملكة واسعة. ووراءهم ملك يقال له الموسة ، ومدائنه مبنية بالحجارة وعندهم مسك كثير. ووراءه ملك يقال له المانك تتصل مملكته ببلاد الصين. ويقال إن هذه الملوك الثلاثة الطرسول والموسة ومانك يقاتلون الصين ولا يقاومونهم لأن ملك الصين أكثر جندا وأقوى سلطانا. وأوائل بلاد هذه الممالك وأواخرها متصلة ببلاد الصين". ويرى مينورسكى فى تعليقة على حدود العالم (٢٤٢.p) أن طوسول وموسه ومانك ينبغى أن تكون مجاورة لبلاد بورما (غربى يون ـ نان).

(٢) نقرأ لدى ابن خرداذبه (ص ٦٣): " بابتن : وهى بلاد أرزّ ومنها ميرة أهل سرنديب". ويرى مينورسكى (٢٤٣.p) فى تعليقه على حدود العالم أنه مهما كانت هذه الكلمة (نوبين) (بابين) (بابتن) فهى تقع بكل تأكيد فى جنوبى سواحل كارومندل.

(٣) ذكر المروزى فى طبائع الحيوان (ص ٣٧) هذه المدينة باسم أورفشين وقال إنها على ساحل البحر وإنها تابعة لمملكة دهم. وقال عن ملكتها رانية هذه إنها" مكّارة يعجز عن قتالها دهم مع كثرة جيشه وشدة شوكته. وكانت تحارب بنفسها وهى عظيمة الجثة لم ير أحد فى عظمها". وهى أورفسين الواردة فى الأعلاق النفيسة (ص ١٣٤) حيث قال ابن رسته إنها من بلاد الأغباب ثم ذكر فيلتها العظيمة ، وأن امرأة تحكم هذه البلاد (انظر عن فيلتها العظيمة ابن خرداذبه ، ٦٧). وقد ورد الاسم فى نزهة المشتاق (١ / ١٩٩) بشكل أوريسين (وفى مخطوطات أخرى منه : أورشين ، أورشين ، أوريشق) ، وقد كرر الحميرى (٦٧) نفس المعلومات عنها التى استقاها من الإدريسى. والأغباب جمع غبّ وقد فسر فى كتاب أخبار الصين والهند (ص ٨٥) ب : " الغب : الوادى العظيم إذا أفرط فى طوله وعرضه وكان مصبه البحر".

(٤) هى مالابار المعروفة.

٨٢

١٤ ـ صمور ، سندان ، سوباره ، كنبايه (١) : تقع هذه المدن الأربع على ساحل البحر ، وفيها مسلمون وهندوس. وفيها مسجد لصلاة الجمعة وبيت للأصنام. وأهلها لهم شعور طويلة ، يلتف واحدهم بإزار [١٥ أ] في جميع الأوقات. هواؤها حار. ملكهم يعيّنه بلهرا. وبقربهن جبل ينبت فيه الخيزران وقصب الرماح والفلفل والجوز الهندي بوفرة. ومن كنبايه يؤتى بالنعال التي تؤخذ إلى أرجاء العالم.

١٥ ـ قامهل : مدينة وفيرة الخيرات وهي من مملكة بلهرا.

١٦ ـ بابي : مدينة وفيرة الخيرات ، ملكها مسلم. وعمر بن عبد العزيز الذي خرج واستولى على المنصورة ، من هذه المدينة (٢).

١٧ ـ قندهار : مدينة عظيمة ، وفيها أصنام من ذهب وفضة بكثرة. وهي مقر الزهاد والبراهمة. وهي ذات خيرات. ولها ناحية خاصة.

١٨ ـ حسيناكره : مكان كثير الخيرات ولها نواح كثيرة.

١٩ ـ بجونه : قرية عامرة على حافة المفازة.

٢٠ ـ كونسر : مدينة صغيرة ، فيها بيوت للأصنام.

٢١ ـ نونون : مدينة يقال إن فيها ما يزيد على ثلاثمائة ألف صنم. وفيها بيوت كثيرة للبغايا.

٢٢ ـ بكسان : قرية عامرة ، أهلها يحلقون رؤوسهم ولحاهم. وفيها أصنام كثيرة من الذهب والمعادن.

٢٣ ـ همانان : موضع زهاد الهند والبراهمة. ويقولون : إننا من قوم النبي إبراهيم صلوات الله عليه.

__________________

(١) فى مروج الذهب (١ / ١٦٩): " بحر لاروى وعليه بلاد صيمور وسوبارة وتابه وسندان وكنباية وغيرها من السند والهند". وكنباية قال عنها مايرهوف إنها تدعى بالهندية كامبهايا وهى ميناء فى شمال غربى الهند وتنسب إليها النعال الكنباتية التى ذكرها المقدسى (تعليقات على الصيدنة ، ٩). وصيمور تدعى جيمور أيضا. ففى الصيدنة (ص ٤٠٢) : نقل عمن أسماه الزنجانى قوله : " إذا شرّقت من سندان ثم تانه ثم جيمور ، تحاذى حدّ جيبوران ثم جندراور ومنه يرتفع الطباشير". ولدى الإدريسى (١ / ١٦٦): " ما مهل [يعنى قامهل التى ستلى برقم ١٥] وكنبايه وسوباره وسندان وسيمور".

(٢) توجد تفاصيل مهمة فى صورة الأرض لابن حوقل (ص ٣٢٣) عن عمر بن عبد العزيز الهبارى القرشى هذا.

٨٣

٢٤ ـ بلهاري : مدينة كبيرة وعامرة يؤمها تجار الهند وخراسان والعراق. وفيها يوجد المسك بوفرة.

٢٥ ـ ربيند : مدينة عامرة. فيها ثياب الساري.

إن جميع البلاد التي ذكرناها هي تحت حكم الملك بلهرا. وما يليها تحت سيطرة ملك القنوج.

٢٦ ـ نمه : مدينة صغيرة توجد فيها الجواهر بوفرة.

٢٧ ـ خالمين : مدينة صغيرة وعامرة. فيها ثياب المخمل والساري والعقاقير بوفرة.

٢٨ ـ برهاره : مدينة كبيرة ذات خيرات وفيرة.

٢٩ ـ قنّوج : مدينة كبيرة وهي مقر راي قنوج ، وهو ملك عظيم يطيعه أغلب ملوك الهند. وراي هذا لا يرى أحدا أعظم منه. ويقال إن له مائة وخمسين ألف فارس وثمانمائة فيل يقاتل عليها عند الحرب.

٣٠ ـ بلرى ، قلرى ، نرى ، رور (١) : أربعة من مدن السند ، لكن على الجانب الآخر من نهر مهران. كثيرة الخيرات وفيها منبر. وتأتيها سفن الهند. أما رور فحصينة وموضع تشيع فيه الرطوبة.

٣١ ـ بسمد (٢) : مدينة صغيرة من مدن الهند ، كثيرة الخيرات.

٣٢ ـ المولتان (٣) : مدينة كبيرة من مدن الهند ، وفيها صنم عظيم جدا ، يحج إليها الناس من جميع أرجاء الهند لزيارة هذا الصنم الذي يدعى صنم المولتان. وهى مكان عامر ،

__________________

(١) فى الأصل : زور. نجد لدى الإدريسى (١ / ١٧٠ ـ ١٧١) : الرور ، قالرى ، أترى.

(٢) من مدن السند (نزهة المشتاق ، ١ / ١٧٠) ، قال عنها ابن حوقل (ص ٣٢٢) إنها مدينة صغيرة.

(٣) المولتان وتدعى أيضا فرج بيت الذهب ، وقد علل ابن خرداذبه ذلك بقوله : " لأن محمد بن يوسف أخا الحجاج ابن يوسف أصاب فى بيت بها أربعين بهارا ذهبا والبهار ٣٣٣ منا. فسميت فرج بيت الذهب ، والفرج الثغر" (ص ٥٦). وفى لقاء بين الرحالة أبى دلف الخزرجى وابن النديم ، قدم الأول معلومات وافية عن صنم المولتان (الفهرست ، ٤١٠). وفى" الرسالة الأولى لأبى دلف" ، ٣٦٠ ـ ٣٦١ معلومات أخرى عن المدينة وصنمها. وعلينا البحث عن معلومات مبكرة عن المدينة وصنمها لدى ابن رسته (١٣٥ ـ ١٣٧). أما سلطانها القرشى فهو من أحفاد عمر بن عبد العزيز الهبارى القرشى الذي ذكره الإصطخرى (ص ١٧٦) وقال إنه جد المتغلبين على المنصورة. والمقصود بالمغربى هو الخليفة الفاطمى بمصر ، وفى أحسن التقاسيم (ص ٣٣٦): " أما بالملتان فيخطبون للفاطمى ولا يحلون ولا يعقدون إلا بأمره ، وأبدا رسلهم وهداياهم تذهب إلى مصر".

٨٤

وفيها قلعة قديمة حصينة ، وسلطانها قرشى من أولاد سام ، له معسكر خارج المدينة بنصف فرسخ. ويخطب فيها للمغربى.

٣٣ ـ جندرور (١) : مدينة صغيرة قرب المولتان.

٣٤ ـ جابر سري (٢) : قرية عامرة كثيرة الخيرات ، وبها التمر الهندي والخيار شنبر (٣) بكثرة.

٣٥ ـ بهرايج (٤) : مدينة كانت كبيرة ، وهي الآن خربة لم يبق منها إلا القليل.

٣٦ ـ لهور (٥) : مدينة ذات نواح كثيرة ، سلطانها خاضع لسلطة أمير المولتان. وفيها أسواق وبيوت للأصنام. وتكثر فيها أشجار حب الصنوبر (٦) واللوز والجوز الهندي. وهم جميعا يعبدون الأصنام [١٥ ب] وليس فيها أي مسلم.

__________________

(١) فى الأصل : جندروز. والصواب ما أثبتناه. وهى" جندراور" و" جندراورد" (الصيدنة ، ٤٠٢ ، ٤٦٦). ووردت لدى الإصطخرى (ص ١٧٢ ، ١٧٥) جندراور فقط. وفى المسالك والممالك للبكرى (١ / ٢٥٤) : الجندرود. وفى أحسن التقاسيم (ص ٣٥٩) جندرور. ولذا فإن ما ورد لدى الإدريسى (١ / ١٦٦ ، ١٦٩ ، ١٧٧ ، ١٨٠) : الجندور ، يمكن أن يكون تصحيفا.

(٢) نرجح أنها منجابرى التى قال الإدريسى (١ / ١٧٠) إنها من مدن السند (انظر أيضا الصفحات ١٦٦ ، ١٧٢). وهى لدى الإصطخرى (ص ١٧٥) : منحاترى ، وهو تصحيف. وفى صورة الأرض لابن حوقل (٢ / ٣٢٣) منجابرى أيضا. وهى كذلك فى أحسن التقاسيم (ص ٣٥٩).

(٣) قال الجاحظ فى البيان والتبيين (١ / ٢٠): " أهل الكوفة يسمّون القثّاء خيارا". وفى برهان قاطع (خيار جنبر): " دواء معرف يقال له بالعربية القثاء الهندى ، وهو مسهل". وفى الصيدنة (ص ٢٤٠) نسب البيرونى لابن ماسه وابن ماسويه قولهما : " هو نوعان أحدهما يجلب من كابل والآخر يكون بناحية البصرة". وفى المنجد (خير): " خيار شنبر : نبات من فصيلة القرنيات له ثمر كالخرنوب ، يكثر فى الجزيرة العربية ومصر ، يستعمل فى الطب كملين ، يزرع أيضا للتزيين". وفى الأبنية (ص ١٣٢ ـ ١٣٣) تحدث بإسهاب عن استخداماته الطبية ومنها كونه مسهلا.

(٤) نرجح أنها بهرج التى ذكرها الإصطخرى ضمن مدن السند (ص ١٧٢) ، وكذلك المقدسى البشارى (ص ٣٥٩). وفى تحقيق ما للهند (ص ١٦٤): " لارديش وقصبتها بهروج ، ورهنجور ، وهما على الساحل عن شرق تانه" (انظرا أيضا : ١٦٨).

(٥) هى لاهور الحالية. وتكتب لوهاور (الصيدنة ، ٦١٢). وفى تحقيق ما للهند (ص ١٦٥): " لوهاور على شرق نهر إيراوه". ومع ذلك فقد كانت تسمى لاهور أيضا على عهد البيرونى (زين الأخبار ، ٤٣٣).

(٦) فى الصيدنة (ص ٣٩٧): " حب الصنوبر الكبار : .. وبالفارسية جلغوزة". فى أصل حدود العالم : " جلغوزة". وفى برهان قاطع" جلغوزة ويقال له بالعربية حب الصنوبر الكبار : يزيد فى قوة الباه ويذيب حصى المثانة".

٨٥

٣٧ ـ راميان (١) : مدينة قائمة على تل عظيم ، فيها قليل من المسلمين ويسمون سالهاري. أما البقية فهم جميعا يعبدون الأصنام. وتأتيها سفن الهند والرقيق الهندي بكثرة. وسلطانها يعينه أمير المولتان. وفي مدخل المدينة بيت للأصنام فيه صنم من المعدن المطعم بالذهب ، وأهلها يعظمونه ، وله ثلاثون امرأة يتجمعن كل يوم حول هذا الصنم يقرعن الطبل والدفوف وهن يرقصن.

٣٨ ـ جالهندر (٢) : مدينة على قمة جبل ، باردة الهواء. وبها القماش المخمل والثياب المنقوشة وغير المنقوشة بوفرة. وبين راميان وجالهندر مسيرة خمسة أيام. وفيها بأسرها أشجار الهليلج والبليلج والأملج (٣) والعقاقير التي تؤخذ إلى جميع أرجاء العالم. وهي من حدود راي قنوج.

٣٩ ـ سلابور (٤) : مدينة كبيرة ذات أسواق وسلع ويؤمها التجار. وملكها تابع لراي قنوج. ودراهمهم التي يتعاملون بها مختلفة مثل باراده وناخوار شباني وكيموان وكوره ، ولكل واحد منها وزن يختلف عن وزن الآخر. وفيها بيوت كثيرة للأصنام. وعلماؤها البراهمة. وفيها السكر والفانيذ والعسل والجوز الهندي ، والبقر والأغنام والبعران بكثرة مفرطة.

__________________

(١) فى طبائع الحيوان (ص ٣٩): " وفى أراضى لوهوور مدينة يقال لها راميان" ثم قدم معلومات قيمة إضافة إلى ما هو موجود هنا ، وقال إن الثلاثين امرأة هن بغايا فى معبد هذا الصنم.

(٢) فى تحقيق ما للهند (ص ١٦٤) : جالندهر ، وقال إن قصبتها هى دهماله. وذكرها المروزى فى طبائع الحيوان (ص ٣٩) وأكد أنها من حدود الراى الكبير وأشار إلى بيت للبغايا فيها تابع لصنم فى نفس المدينة. قلت : الراى هو الملك بلغة الهند ذكر ذلك العتبى فى تاريخه (٢ / ٢٦٦).

(٣) ثلاثة نباتات طبية : الهليلج ذكره البيرونى فى الصيدنة (ص ٨٢٨) وذكر أنواعه ، البليلج (الصيدنة ، ١٣٠) ، الأملج (الصيدنة ، ٧٣).

(٤) يذكر شرف الزمان المروزى (ص ٤٠) هذه المدينة ويشير إلى تبعيتها لملك الراى وبعض معلوماته تتفق تماما مع حدود العالم. ويحتمل أن تكون هى سندابور التى زارها ابن بطوطة سنة ٧٤٤ ه‍ (رحلة ابن بطوطة ، ٥٧٧ ٥٧٨) ، وإن اسمها قد حرف بأيدى النساخ.

٨٦

٤٠ ـ بريهون (١) : مدينة كالرباط. تقام فيها كل سنة أربعة أسواق ضخمة. وهي قريبة من قنوج وحدود الراي. وفيها ثلاثمائة بيت للأصنام. وبها ماء يقال إن من اغتسل به لا تصيبه أية آفة. وإذا مات واحد من عظمائهم ، قتل معه كل من كان في خدمته. وملك هذه المدينة يجلس على سرير يحمل على الأكتاف إلى المكان الذي يريد ، إلا أن يموت. وبين هذه المدينة والتبت مسيرة خمسة أيام في طريق وعر جدا.

٤١ ـ هيتال (٢) : بلد قرب قنوج وبينهما جبل عظيم. وهو بلد صغير إلا أن فيه رجال حرب أبطالا. وملكها من ملوك الأطراف ، وبينه وبين راي قنوج عداوة.

٤٢ ـ طيثال (٣) : بلد متصل بهيتال ، وبينهما جبل وعر بحيث لا يمكن لأحد أن يجتازه وهو يضع متاعه على ظهره. وهو قليل الخيرات.

٤٣ ـ بيتال : بلد متصل بطيثال ، يؤمه جميع تجار العالم ، وفيه المسك بكثرة.

٤٤ ـ طافي (٤) : بلد ذو مدن كثيرة وخيرات وفيرة. أهله سمر وبيض.

٤٥ ـ سلوقين (٥) : بلد كبير ذو منتوجات وفيرة ، وأهله يسمون ملكهم نجاية ، وهي امرأة من قبيلة بلهرا. وفيه الصندل الأحمر بوفرة.

٤٦ ـ الجرز (٦) : بلد سمي باسم ملكه. وهو بلد يشيع فيه العدل والقسط. ويقال إنه يخرج مع ملكه مائة ألف رجل ، وهو الأشجع من بين الملوك الثلاثة المذكورين. ويرتفع من هذا [١٦ أ] البلد العود والصندل.

__________________

(١) ذكرها شرف الزمان المروزى (ص ٤٠) باسم : براهون ، وذكر معلومات مهمة جدا عنها وعن أصنامها حيث قال إن بها ٧٠٠ بيت للاصنام. والفانيذ : " ضرب من الحلواء" (لسان العرب : فنذ). وفى الصيدنة (ص ٤٥٥) تفاصيل عنه.

(٢) يرى مينورسكى (Hudud ,p. ٨٤٢) أنها تقع فى إحدى فروع جبال الهملايا.

(٣) هذا البلد والذي يليه قريب من بلاد قنوج كما هو واضح.

(٤) يمكن أن تكون الطافن الواردة فى مروج الذهب (١ / ١٠٠) وفى أخبار الصين والهند (ص ٤٢): " الطاقى" ، ونقل محقق الكتاب عن سوفاجيه قوله إنها كشمير (ص ١٦٦).

(٥) ترد هذه البلاد مع الطافن التى مر ذكرها آنفا ومع ما يليها بالشكل التالى فى الأعلاق النفيسة (ص ١٣٥): " ملك الطافن .. وبعده ملك يقال له نجابه وهو شريف فيهم ، وبلهرا يتزوج فيهم وهم السلوقيون .. ولهم الصندل الأحمر فى بلادهم وغياضهم. ويلى هؤلاء ملك يقال له الجرز"

(٦) فى الأصل : لحرز. والتصويب فى ضوء ما مر فى الهامش السابق وما هو لدى شرف الزمان المروزى (ص ٣٥) الذي ذكرها وقدم معلومات أهم بكثير مما هو موجود هنا.

٨٧

٤٧ ـ كرديز (١) : مدينة على الحد بين غزنين والهند ، وهي على رأس تل ، وفيها قلعة حصينة ذات ثلاثة أبراج. أهلها خوارج.

٤٨ ـ سول : قرية على جبل ، يسكنها الأفغان. وبينها وبين حسينان طريق يمر بين جبلين. وفي هذا الطريق ينبغي عبور اثنين وسبعين نهرا. وهو طريق خطر ومخيف.

٤٩ ـ حسينان (٢) : مدينة حارة الهواء ، تقع في الصحراء.

٥٠ ـ نينهار (٣) : بلد مسلم وله نساء كثيرات من مسلمات وأفغانيات وهنديات يزيد عددهن على ثلاثين. أما بقية الناس فعباد أصنام. وفيه ثلاثة أصنام كبار.

٥١ ـ هيوان (٤) : مدينة على قمة جبل. ويخرج من هذه المدينة ماء ينحدر إلى سفح الجبل ينتفع به في الزراعة.

٥٢ ـ جلوت وبلوت (٥) : مدينتان على يمين ويسار طريق بين جبلين ، يجري فيهما ماء بشكل دائم. فيهما بيوت للأصنام. وبهما قصب السكر والبقر والأغنام.

٥٣ ـ بيروزه (٦) : مدينة بحدود المولتان في الهند ، تأتي إليها جميع سفن الهند. وفيها بيوت للأصنام.

__________________

(١) مدينة قديمة فى أفغانستان ، وإن ما ذكر فى تاريخ سيستان (ص ٢٤) من أن حمزة الشارى قد بناها ، يفسره عبد الحى حبيبى (تاريخ أفغانستان ، ٧٠٤) بأنه قد جدد بناءها وبناء قلعتها. وقوله" أهلها خوارج" إشارة إلى كونهم من أتباع حمزة بن عبد الله (ابن آذرك) الشارى (توفى سنة ٢١٣ ه‍) الثائر فى سجستان على عهد هارون الرشيد. ويفسر حبيبى اسم المدينة مما فيه دلالة على قلعتها فيقول (نفس الصفحة): " كرديز أو كرديس : كر غر ، وتعنى الجبل+ ديس (دز) وتعنى القلعة الجبلية".

(٢) يحتمل أن تكون" سول" و" حسينان" مصحفتين عن" خابيرون" و" أساول" اللتين ذكرهما الإدريسى (١ / ١٨٥) ضمن بلاد الهند.

(٣) فى الأصل : بنيهار. والتصحيح من حدود العالم نفسه حيث ذكرها فى الفصل ٦ ، الفقرة ١٣.

(٤) نرجح أنها هى نفسها هيبان الواردة فى تاريخ البيهقى (ص ٧١٨) حيث يستشف من النص أنها قريبة من غزنة. ويذكر عبد الحى حبيبى فى تعليقه على زين الأخبار (ص ٤٣٨) احتمالا آخر هو أن هبيان الواقعة شمالى كابل فى بروان والتى يقال لها أيضا هو بيان.

(٥) لم نهتد لمكانيهما.

(٦) يقترح مينورسكى (٢٥٣.p) أن تكون هى بؤوره الواردة فى مروج الذهب (١ / ١٨٧). والحقيقة فإن النص يمكن أن يعين على هذا الاحتمال وهو : " ملك القنوج من ملوك الهند بؤورة. وهذا اسم كل ملك يلى القنوج. وهنا مدينة يقال لها بؤورة باسم ملوكهم ، وقد صارت اليوم فى حيز الإسلام. وهى من أعمال المولتان".

٨٨

٥٤ ـ لمغان (١) : مدينة على شاطئ نهر ، وهي مرفأ للهند يؤمها التجار. وفيها بيوت للأصنام.

٥٥ ـ دنبور (٢) : مدينة مقابل لمغان تقع على شاطئ نهر. يؤمها التجار من جميع أرجاء خراسان. وفيها بيوت للأصنام. ويقيم التجار المسلمون في هاتين المدينتين. والمدينتان عامرتان ذواتا خيرات.

٥٦ ـ ويهند (٣) : مدينة كبيرة ، ملكها جيبال ، يخضع لسلطة راي قنوج. وفيها مسلمون قليلون ، ترسو فيها أغلب سفن الهند محملة بالمسك والجواهر والثياب الثمينة.

٥٧ ـ قشمير (٤) : مدينة كبيرة ذات نعم وتجار كثيرين ، ملكها راي قنوج ، وفيها بيوت كثيرة للأصنام التي يقصدها الهنود للزيارة.

__________________

(١) قال البيرونى فى تحديد نهايات الأماكن (ص ٢٧٢): " وبينا نحن بين القندهار وكابل بالقرب من لمغان فى وهدة أحاط بها جبال لم تظهر منها الشمس إلا بارتفاع صالح من الأفق". وفى القانون المسعودى (٢ / ٥٧٤): " لنبكا وهو لمغان".

(٢) فى الأصل : دينور. وصححها مينورسكى : دنبور ، وهو الصواب. وقد عدها البيرونى (القانون المسعودى ، ٢ / ٥٧٤) من مدن الهند. وهى على الطريق المتجه إلى كابل (تحقيق ما للهند ، ١٦٥). وفى تعليقات حبيبى على زين الأخبار (ص ٤٤١) أنها تقع فى حدود جلال آباد الحالية ، وأنه عثر خلال عمليات التنقيب فى هذه المنطقة على آثار بوذية مهمة.

(٣) فى تحقيق ما للهند (ص ١٦٥): " ويهند قصبة القندهار" وفي الصيدنة (١٣٩): " جبل يسمى كاليدهار من حدود كشمير المتصلة بويهند".

(٤) هى كشمير. فى تحقيق ما للهند (ص ١٦٥): " كشمير برية يحيط بها جبال عالية منيعة ، جنوبها وشرقها للهند ، وغربها لملوك أقربها بلور شاه ثم شكنان شاه ووخان شاه إلى حدود بذخشان ؛ وشمالها وبعض الشرق للترك من الختن والتبت". ثم قدم معلومات عن أخلاق أهلها. ويرد اسم هذه الولاية لدى ماركو بولو (ص ٧٦ من تعليقات مارسدن) باسم كزمور ، ويقول مارسدن : " كزمور أو شزمور : شريمور فى الترجمات اللاتينية وكسيمور فى الخلاصات الإيطالية ، وعن أصنامها نقل عن آيين أكبرى قوله : إن الهندوك يعدون كشمير بأجمعها أرضا مقدسة ، فيها ٤٥ مكانا مكرسا لمهاديو و ٦٤ لبشن و ٣ لبراهما و ٢٢ لدورجا (ربة الجبال) ، ويضيف مارسدن : " ومن ثم فليس بعيدا الاحتمال إطلاقا أن براهمة هذا القطر القصي والمقدس ربما كانوا هم الذين أمدوا جنوب الهند بكثير من أصنام آلهتهم تلك المصنوعة من الحجر والنحاس التى تمتلئ بها معابدهم ، ذلك لأن الأوثان المصنوعة محليا كان لها فيما نظن كرامة فى بلدنا أقلّ من تلك المستوردة من أماكن قاصية اشتهرت بالقداسة".

٨٩

١١ ـ القول فى بلاد التبت ومدنها

إلى الشرق منها قسم من الصين ، وجنوبيها الهند ، ومغربها بعض حدود ما وراء النهر وبعض حدود الخلخ ، وشماليها بعض الخلخ وبعض التغزغز.

وهي بلاد عامرة ، أهلها كثيرون ومحاصيلها قليلة. وهم جميعا عباد أصنام. بعضها حار وبعضها بارد. وجميع ما في الهند يؤتى به إلى التبت ثم ينقل من هناك إلى مدن المسلمين.

وفيها معادن الذهب ، وفيها المسك الكثير ، وفيها الثعلب الأسود والسنجاب والسمور والقاقم والختو (١).

__________________

(١) يضاف إلى هذه الثروات : السنبل أو سنبل الطيب وهو نبات يدخل فى صناعة العطور ، قال البيرونى : " وهو حشيشة يؤتى بها من الهند وكشمير فى أرض التبت" ، والكبريت الأحمر : ومعدنه وراء بلاد التبت فى واد يدعى وادى النمل" والختو : قرن الحيوان المعروف بالكركدن (الصيدنة ، ٣٥٢ ، ٥١٩). أما مسك هذه البلاد فيأتى من حيث الجودة بعد المسك الصينى الذي هو أجود الأنواع (الصيدنة ، ٥٧٨). ويرد كثير من مدن هذه البلاد لدى الكرديزى فى زين الأخبار. ولكى يظهر مينورسكي ما الذي يحدث من غموض للأسماء عند النقل ، فقد قارن بين تلك الأسماء كما هى فى حدود العالم وكما هي فى زين الأخبار (استفدنا من طبعة حبيبي فى ضبط أسماء هذه المدن مع الإشارة إلى أنها تقع فى الصفحات : ٥٦٤ ، ٥٧٦ ، ٧٧) :

حدود العالم

زين الأخبار

بالس (الفقرة ١٠)

بايش

كريان (الفقرة ١١)

كرمان

وجخيان (الفقرة ١٢)

ححمان (لدى مينورسكى : خجمان)

غزا (الفقرة ٢١)

غزا

بريخه (الفقرة ١٣)

بونجه

جنخكث (الفقرة ١٤)

خجكث

كونكرا (الفقرة ١٥)

كنديلو

راى كوتيه (الفقرة ١٦)

رايكويند

برنيه (الفقرة ١٧)

يره

ندروف (الفقرة ١٨)

تدروف

دستويه (الفقرة ١٩)

رستويه

مث (الفقرة ٢٠)

سيموبم ـ

٩٠

وهي قليلة الخيرات. وملك هذه البلاد يدعى خاقان التبت.

وإن من عجائب التبت أن من دخلها لم يزل ضاحكا مسرورا من غير سبب حتى يخرج منها(١).

١ ـ رانغ رنغ : (٢) بلد من التبت متصل بالهند والصين ، وليس فى التبت [١٦ ب] بلد أكثر فقرا منه. أهله يسكنون الخيام وثروتهم النعاج. ويأخذ خاقان التبت الجزية منهم بدل الخراج. وطول هذا البلد مسيرة شهر في عرض مسيرة شهر.

ويقال إن في جبالها معادن الذهب ويجدون فيه قطع الذهب كل قطعة منها بعدة رؤوس من النعاج. ومن أخذ من ذلك الذهب وحمله إلى بيته ، وقع في بيته الموت حتى يردّه إلى موضعه.

٢ ـ تبت بلور : بلد من التبت متصل بحدود بلور. أغلب سكانه تجار يقيمون في الخيام. ومساحته مسيرة خمسة عشر فرسخا طولا في عرض خمسة عشر فرسخا.

٣ ـ نزوان : بلد هو أغنى بلدان التبت ، ذو ثروات كثيرة. وفيه قبيلة تدعى ميول ، وملوك التبت من هذه القبيلة. وفيه قريتان ، إحداهما صغيرة تدعى نزوان ؛ والأخرى ميول. وهو قليل الخيرات لكن الثروة فيه كبيرة ، ففيه الذهب والصوف وكثير من الآلات.

٤ ـ برخمان : مدينة فيها تجار كثيرون.

٥ ـ لهاسا : مدينة ، فيها بيوت للأصنام ومسجد للمسلمين ، وبها قليل من المسلمين.

٦ ـ زوه : من حدود توسمت. قرية صغيرة.

__________________

ـ ولا بأس أن نذكر حدودها كما هى لدى الكاشغرى (١ / ٢٩٦): " تبت" جيل فى بلاد الترك يكون ظباء المسك فيقطع سرتها ، وهى نافجة المسك .. شرقيهم الصين وغربيهم قشمير وشماليهم أيغر وجنوبيهم بحر الهند" وقد ذكر هذه البلاد ماركو بولو (ص ١٩٧ ـ ١٩٨) وتحدث عن عاداتهم ، ومنها ما يتعلق بالعلاقات بين الجنسين.

(١) مرّ الحديث عن هذه الأسطورة فى مقدمة الكتاب.

(٢) فى طبائع الحيوان (ص ١٦): " ومن التبتية جنس يقال لهم رانك رنك وهم فقراء ضعفاء ولهم معادن الذهب والفضة" ثم ذكر نفس المعلومات المتعلقة بقطع الذهب. ونص عبارته : " القطع الكبار من الذهب مثل رؤوس الحملان والجداء". فعبارة" كل قطعة منها بعدة رؤوس من النعاج" يخشى أن تكون ترجمة رديئة إلى الفارسية من المصدر المشترك للمروزى فى كتابه طبائع الحيوان ولمؤلفنا المجهول فى حدود العالم. وقد نقل القزوينى (آثار البلاد ، ٥٩٠) خبر قطع الذهب هذا عن صاحب تحفة الغرائب الذي لا يعرف من يكون والذي أكثر القزوينى فى النقل عنه فى عجائب المخلوقات أيضا.

٩١

٧ ـ أجليل (١) : موضع فيه مراع ومروج وخيام بعض التبتيين. وحين يموت خاقان التبت ولا يوجد من أفراد تلك القبيلة أحد ، يختار واحد من أجايل هذه ليكون ملكا.

٨ ـ جرمنكان الصغيرة وجرمنكان الكبيرة : مدينتان على حافة المفازة. قليلتا الخيرات والمحاصيل. والناس هناك يمارسون الصيد.

٩ ـ توسمت : مدينة كان الصينيون يقيمون فيها قديما ، ويسكنها الآن التبتيون ، وفيها جنود لخاقان التبت.

١٠ ـ بالس ؛ ١١. كريان ؛ ١٢. وجخيان ؛ ١٣. بريخه ؛ ١٤. جنخكث ؛ ١٥. كونكرا ؛ ١٦. راي كوتيه ؛ ١٧. برنيه ؛ ١٨. ندروف ؛ ١٩. دستويه ؛

٢٠. مث : كانت هذه المدن من بلاد الصين قديما ، وفيها الآن التبتيون. وفي هذه المدن تغزغزيون كثيرون. وهي عامرة ذات خيرات وثروات. وبين كونكرا وكوتيه قلعة عظيمة على الجانب الأيمن ، على قمة جبل شاهق ، وهناك توجد خزائن خاقان التبت.

٢١ ـ غزا : أول حد التبت من ناحية التغزغز ، قريبة من نهر كجا.

٢٢ ـ بنيا وكلبانك : مدينتان صغيرتان من التبت فيهما جيش ومقاتلون وأسلحة كثيرة.

٢٣ ـ كرسانغ : من التبت ، فيها بيوت للأصنام كبيرة ، يدعونها الفرخار الكبير.

__________________

(١) فى طبائع الحيوان حيث جرى التعريف بها (ص ١٦) : أجايل.

٩٢

١٢ ـ القول في بلاد التغزغز ومدنها

إلى الشرق منها بلاد الصين ، وإلى جنوبها قسم من التبت وقسم من الخلخ ، وإلى مغربها قسم من الخرخيز ، وإلى شمالها أيضا الخرخيز إذ تمتد على جميع حدودهم. وهي أكبر بلاد الترك ، وكانوا قديما أكثر الأقوام فيها ، كما كان ملوك جميع بلاد الترك قديما من التغزغز ، وسكانها مقاتلون مدججون بالسلاح الكثير. وهم يتنقلون خلال الصيف والشتاء من مكان إلى آخر بحثا عن الكلأ والهواء الأفضل (١).

__________________

(١) " التغزغز : وبلدهم أوسع بلاد الترك" (ابن خرداذبه ، ٣١). وقد نقل هذه المعلومة عنه ابن الفقيه مع حدود هذه البلاد وما يرتفع منها كما وردت لدى ابن خرداذبه (البلدان لابن الفقيه ، ٦٣٤). ويقول بار تولد فى دائرة المعارف الإسلامية (مادة : تغزغز): " يتفق ما ذكره العرب عن مواطن التغزغز والروايات الصينية وما ذكره المسلمون المتأخرون عن الأويغور ... ويلوح أن الاسم تغزغز ـ وهو اسم اسلاف الأويغور ، أى الشاتعو من الترك خاصة ـ قد أطلقه العرب على الأويغور ... وقد توافرت لنا إبان العهد المغولى أخبار أقرب إلى الواقع عن آسيا الوسطى وخاصة عن الأويغور ، ومن ثمّ لم يطلق منذ ذلك العهد اسم التغزغز قى كتب المسلمين الجغرافية علما على شعب". ويسميهم أندريه ميكيل (٢ (١) / ٢٦٦) أتراك الجبال ، ويعتمد على مينورسكى ليقول" تقيم فئة كبرى أولى أممها فى الجنوب الشرقى فى الأراضى العالية من جبال تيان شان وألطاى أشهرها جميعا أيوغور ، أصحاب النسب المنغولى نعنى التغزغز. وكانت أمة أيوغور بأجمعها تنزل فى حوض أورخون إلى جنوب بحيرة بايكال عندما زارها تميم بن بحر المطوّعى بين ١٤٣ و ١٨٤ ه‍ ، ثم انتقل قسم منها تدريجيا حوالى عام ٢٤٦ إلى شرق جبال تيان شان الذي تشير مصادر الجغرافيا العربية إلى نزول التغزغز فيه .. وينتشر التغزغز إجمالا من الأنحاء الجبلية المجاورة لبحيرة إيسيكول فى الشمال والشرق باتجاه الجنوب الشرقى الذي يرتادونه على الأقل فى غزواتهم حتى المدن التى تتوالى على طول الطريق الذاهبة من كاشغر إلى ختن. ويسمى جيرانهم الرئيسيون القرلق (الخرلخ) من الجهة الجنوبية الغربية ، والقرغيز (الخرخيز) والكيماك من الشمال". وعن رحلة تميم المطوعى الذي زار بلادهم وحدّث ابن الفقيه عنها ، انظر البلدان ، ٦٣٧. أما الكرديزى الذي تحدث بشكل واف عنهم فقد افتتح كلامه : " أما الغز فهم الذين يقال لملكهم خاقان التغزغز" (زين الأخبار ، ٥٦٧ ـ ٥٧٢). أما المعلومات المتأخرة عنهم إضافة إلى أسباب تعدد أسمائهم فقد ذكرها بإسهاب رشيد الدين الهمدانى (جامع التواريخ ، ١ / ١٠٥ ـ ١٠٨). وعن عددهم يقول الجاحظ وهو يتحدث عن شجاعتهم فى الحرب إنهم يتفوقون على الخرلخية وإن كان هؤلاء أضعافهم فى العدد (" كتاب الأوطان والبلدان" ، ٢ / ١٢٦ ـ ١٢٧). وفى ديوان لغات الترك" أيغر : اسم ولاية وهى خمس مدائن وأهلها أشد الكفرة وأرماهم ، وهى : سلمى ثم قوجو ثم جنبلق ثم ينكي بلق" (١ / ١٠١ ـ ١٠٣ ، علما أن هذا الكتاب كتب بين ٤٦٤ و ٤٦٦ ه‍) ؛ وفى طبائع الحيوان (ص ١٨) حيث فصل الأتراك : " ومن قبائلهم العظمة الغزّية وهم اثنا عشر (كذا) قبيلة يسمى بعضهم التغزغز وبعضهم أي غر وبعضهم أوج غر ، وملكهم يسمى تغز خاقان ..".

٩٣

ويكثر المسك في هذه البلاد [١٧ أ] وفيها الثعالب السود والحمر والمرقطة ، وفيها شعر السنجاب والسمور والقاقم والفنك ، وفيها السبج والختو والغزوغاو. وهي مكان قليل الخيرات ، وما ينتجونه هو ما ذكرناه إضافة إلى تربيتهم الأغنام والبقر والخيول.

وفيها مياه وفيرة لا حصر لها. وأهلها أغنى الأتراك.

والتاتار جنس من التغزغز أيضا.

١ ـ جينا نجكث : دار ملك التغزغز (١) وهي مدينة تقع وسط البلاد ، ومقر ملكهم ، متصلة بحدود الصين. صيفها حار جدا وشتاؤها شديد الاعتدال.

٢ ـ وقربها جبل يدعى طفقان ، ووراء هذا الجبل خمس قرى وهي : كوزارك وجملكث وبنجيكث وبارلغ وجامغر. ويقيم ملك التغزغز والخرخيز حتى بلاد الكيماك.

٣ ـ كمسيغيا : قرية بين جبلين.

٤ ـ ستكث : بلد صغير له ثلاث قرى.

٥ ـ أرك : مدينة صغيرة قرب نهر خولندغون. وفيها فواكه كثيرة سوى العنب ، ولها سبع قرى. ويقال إنه يخرج منها ومن نواحيها عشرون ألف رجل.

٦ ـ كرارخون : قرية بين الرمال ، قليلة الخيرات كثيرة السكان.

٧ ـ قرى بكتكين : خمس قرى للسغد ، يسكن فيها نصارى وزرادشتيون وصابئة. وهي باردة تحيط بها الجبال.

٨ ـ كومس أرت : قرية على قمة جبل ، سكانها صيادون.

٩ ـ خمود : مكان فيه مروج ومراع وخيام التغزغزية ، وهم أصحاب أغنام.

١٠ ـ جمليكث : قرية كبيرة يدعى عظيمهم بيغو ، يقيم فيها البيغويون ، ويغزوها الكيماكيون والخلخيون واليغمائيون دائما.

١١ ـ تبراغ أرت (٢) : جبل من تراب ، وهو محط رحال التجار.

__________________

(١) فى القانون المسعودى (٢ / ٥٧٧): " حيابحكت [كذا] : وهو قوجو مستقر أيغر خان" ؛ فى البلدان لابن الفقيه (ص ٦٣٥) وصف لهذه المدينة وضخامتها" مدينة عظيمة كثيرة الأهل والأسواق ولها ثلاثة عشر بابا حديدا" ، ولم يسمها ؛ وقد ورد اسمها مرتين فى ديوان لغات الترك ، باسم" قوجو" مرة (١ / ١٠٣ ، ٣ / ١٨٠ حيث قال : قوجو : اسم بلاد أيغر) وباسم" قجو" وقال إنها" بلدة بأيغر ، وقد يسمى جميع البلاد بها هناك" (٣ / ١٦٥).

(٢) فى الأصل : تنزاغ أرت. وقد صححها مينورسكى.

٩٤

١٢ ـ مابنج جراباس : محط رحال القوافل ، فيه مياه وفيرة وكلأ.

١٣ ـ بلخمكان : موضع كان فيه التغزغزية قديما ، وهو الآن خرب.

١٤ ـ سدنك : موضع.

١٥ ـ بنجيك أرت (١) : موضع.

١٦ ـ إيركوز كوكث : محط رحال القوافل ، فيه مراع وعيون ماء.

١٧ ـ إغراج أرت (٢) : موضع ، لا يخلو إطلاقا من الثلج ، وفيه وحوش وجآذر ، وتكثر فيه قرونها.

__________________

(١) فى الأصل كلمة بنجيك بدون نقط.

(٢) يرى مينورسكى أن إغراج أرت تقع فى منطقة تيان شان. وهى سلسلة الجبال من إقليم سين كيانغ فى الصين حتى قرغيزيا.

٩٥

١٣ ـ القول فى بلاد يغما ومدنها

إلى الشرق منها بلاد التغزغز ، وإلى الجنوب منها نهر خولندغون الذي يصب في نهر كجا ، وإلى الغرب منها حدود بلاد الخلخ (١).

وهي بلاد لا يزرع فيها إلا القليل. تكثر فيها الأوبار. وفيها صيد كثير. ومنتوجاتها الخيول والأغنام. وسكانها أشداء أقوياء مقاتلون مدججون بالسلاح. وملكهم من أولاد ملك التغزغز. ولهم قبائل كثيرة. ويقال إن لديهم ألفا وسبعمائة قبيلة معروفة عندهم. ويسجد عوامهم وخواصهم لملوكهم :

والبلاقيون أيضا قوم من اليغمائيين اختلطوا بالتغزغزية.

وفيها قرى قليلة :

١ ـ كاشغر [١٧ ب] : من بلاد الصين ، لكنها تقع في الحد بين يغما والتبت والخرخيز والصين. وكان عظماء كاشغر قديما إما من الخلخ أو يغما. وإن جبل إغراج أرت يمر وسط بلاد يغما.

٢ ـ أرتوج : قرية عامرة من بلاد يغما ، غلبت عليها الأفاعي ففر أهلها منها (٢).

٣ ـ خيركلي : قرية كبيرة يسكنها الأرتوجيون. وفيها ثلاثة أصناف من الأتراك : يغمائية وخلخية وتغزغزية.

__________________

(١) " يغما بطن من التغزغز ينتشرون بين ضفتى نهر نارين ومشارق كاشغر الجنوبية" (جغرافية دار الإسلام البشرية ، ٢ (١) / ٢٧١ ؛ انظر أيضا : تركستان ، ٣٨٨ ؛ زين الأخبار ، ٥٥٤ ٥٥٥). وقد ورد اسم هذه القبيلة فى أصل مخطوطة حدود العالم : يغميا. أقام الكاشغرى فى ديارهم (ديوان لغات الترك ، ٢ / ٢٢٤ ، ٣ / ٢) وهو يقول عنهم : " يغما : جيل من الترك يقال لهم قرا يغما" (٣ / ٢٥). وقرنهم مرة أخرى مع قبيلتين أخريين من الأتراك عندما قال : " أهل وادى إيلا ، وهم اليغمائية وتخسى وجكل" (١ / ٣٤٢) ، وأشار إلى تكهنهم بأحجار المطر (٣ / ٢ ؛ عن هذه الأحجار انظر : البلدان لابن الفقيه ، ٦٣٩ ٦٤٣ ؛ الجماهر فى الجواهر ، ٣٥٧ ٣٦٠).

(٢) فى الأصل : برتوج. والتصحيح اعتمادا على ديوان لغات الترك (١ / ٨٧): " بكاشغر قريتان تسميان أرتج".

٩٦

١٤ ـ القول في بلاد الخرخيز

إلى الشرق منها الصين وبحر الأوقيانوس المشرقي ؛ وإلى جنوبها حدود التغزغز وبعض الخلخ ؛ وإلى مغربها حدود الكيماك من القسم غير العامر في الشمال (١).

وليس فيها عمارة. وهذا هو القسم غير العامر من الشمال الذي لا يستطيع الناس العيش فيه هناك لشدة البرد.

يرتفع منها المسك الكثير والأوبار الوفيرة وخشب الخدنك ، وخشب الخلنج ومقابض السكاكين المصنوعة من الختو.

ويدعى ملكهم خاقان الخرخيز. ولأهلها طباع الوحوش. وهم ذوو وجوه حادة الملامح قليلة الشعر. ظالمون قليلو الرحمة ، مقاتلون وأهل حرب لهم حروب وعداوات مع كافة الأقوام الذين يحيطون بهم. ومنتوجاتهم هي السفن الخرخيزية. وينتقلون من مكان إلى آخر بأغنامهم وأبقارهم وخيولهم بحثا عن الماء والكلأ والمروج. وهم يعظمون النار ويحرقون الميت ، أصحاب خيام وصيادون.

١ ـ فوري : اسم قبيلة من الخرخيز ، يقيم أفرادها إلى الشرق من بلاد الخرخيز ولا يختلطون بسائر الخرخيز. وهم عديمو الرحمة كالوحوش ، لغتهم لا يفهمها بقية الخرخيز (٢).

٢ ـ كمجكث : مدينة إلى الأسفل من فوري ، يقيم فيها خاقان الخرخيز.

__________________

(١) للمقارنة نذكر حدود بلاد الخرخيز كما ذكرها المروزى : " خرخيز : وهم أمة كثيرة ومساكنهم بين المشرق الصيفى وبين الشمال ، وكيماك فى شمالهم ، ويغما وخرلخ فى مغربهم ، وكجا وأرك بين المغرب الشتوى وبين الجنوب" (طبائع الحيوان ، ١٨). وفى زين الأخبار (ص ٥٥٥ ـ ٥٦٠) معلومات مهمة عنهم. وما لدى القزوينى عنهم (آثار البلاد ، ٥٨٣) يشبه بشكل مختصر ما هو موجود لدى أبى دلف (" الرسالة الأولى" ، ٣٥١). انظر أيضا عن الخرخيز وعن بأس نسائهم وبعض تقالديهم : نزهة المشتاق ، ١ / ٥١٩ ـ ٥٢٠.

(٢) فى زين الأخبار (ص ٥٥٨): " فورى : قبيلة كبيرة" عند ذكره لبلاد الخرخيز. وصفات التوحش فى هؤلاء نجدها فى البدء والتاريخ (٤ / ٩٦): " قالوا : وبنواحى خرخيز أمة وحشية لا يخالطون الناس ولا يفهمون عنهم ، لباسهم وأوانيهم من جلود الوحش ، يتناكحون على أربع كالوحوش والبهائم ، وإذا مات منهم ميت علقوه على الشجر حتى يبلى".

٩٧

٣ ـ كسيم : اسم قبيلة من الخرخيز مقيمون على سفح جبل فى الخيام ، وهم يمارسون الصيد ، ترتفع من هذه البلاد الأوبار والمسك والختو وما شابه ذلك.

وتوجد قبيلة من الخرخيز لغتهم قريبة من لغة الخلخ ولباسهم كلباس الكيماكية.

ولا توجد أي قبيلة من الخرخيز سواء في القرى أم في المدن أم في الخيام إلا في المكان الذي يقيم فيه الخاقان.

٩٨

١٥ ـ القول في بلاد الخلّخ ومدنها

إلى الشرق منها بعض حدود التبت وحدود يغما وحدود التغزغز ، وإلى جنوبها بعض حدود يغما وبلاد ما وراء النهر ، وإلى غربها حدود الغوز ، وإلى شمالها حدود التخسي والجكل والتغزغز(١).

__________________

(١) يكتب اسم خلخ بأشكال مختلفة : الخرلخ ، الخرلخية ، القرلخ ، القرلق ، القرلغ ، القرلق ، ونجده لدى رشيد الدين (جامع التواريخ ، تاريخ المغول ، ١ / ٣٤) : القارلوق وذكر السبب فى تسمية هذا الرهط من الترك بهذا الاسم. يقول بارتولد فى مادة" الأتراك" من دائرة المعارف الإسلامية : " كان القرلق يعيشون شرقى الترك الغربيين وفى أرضهم بين الألتاى والمجرى الأعلى لنهر إيرتش. وهم شعب لا يشك فى أصله التركى. وقد انتقلت بلاد الترك الغربيين إلى حوزتهم عام ٧٦٦ م. وكان حاكمهم فى ذلك الوقت يلقب ـ مثل حاكم الأوغوز الذين عاشوا على نهر سيحون ـ بلقب تركى هو يبغو ، وقد ذكر فى النقوش الأورخونية أنه لقب أمير". وفى طبائع الحيوان (ص ١٩) : فى فصل الأتراك : " ومنهم الخرلخية وكانوا يسكنون جبل تونس (تورلس) وهو جبل الذهب. وكانوا عبيدا للتغزغز واستعصموا عليهم وخرجوا إلى بلاد التركية وغصبوها واستولوا عليهم وقهروا سلطانهم ، ومنها خرجوا إلى بلاد الإسلام. وهم تسع فرق : ثلاث جكلية وثلاث بعسكليه (؟) وواحدة بلاق وواحدة كوكركين وواحدة تخسى". وفى ديوان لغات الترك (١ / ٣٩٣): " قرلق : جيل من الترك أهل الوبر سوى الغزية. وهم التركمانية". توجد تفاصيل مهمة أخرى لدى أبي دلف (" الرسالة الأولى" ، ٣٥٢) عن عاداتهم ومنها إعارة نسائهم وبناتهم إلى من نزل من الأضياف (سينقل هذه الرواية فيما بعد عن أبى دلف ، القزوينى فى آثار البلاد ، ٥٨٤). فإذا صح هذا ، فنحن أمام حالة شبيهة تماما لما ذكره ماركو بولو عن مدينة كامول التى قال إنها تقع داخل الولاية الكبرى المسماة تانجوث الخاضعة للخان الأعظم (يقصد ملك الصين) حيث إن أهلها" يعطون زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم وغيرهن من أقاربهم من النساء أوامر إيجابية بإمتاع ضيوفهم بكل رغبة يرغبونها على حين يغادر الرجال بيوتهم وينسحبون إلى المدينة ، فيعيش الغريب فى الدار مع الإناث كأنما هن زوجاته ، ويرسل الرجال كل ما يلزم الدار من الضروريات .." (ص ٩٠ ـ ٩١). ونرجح أن تكون تانجوث التى زارها ماركو بولو هى مدينة تنكت التى ذكرها الكاشغرى باسم القوم الذين يقيمون فيها فقال : " تنكت : اسم جيل من الترك يسكنون قرب الصين" (٣ / ٢٦٨) ، وهم أمة تنكقوت الذين ذكرهم رشيد الدين الهمدانى (جامع التواريخ ، تاريخ المغول ، ١ / ١٠٢) وقال : تحدها من أحد أطرافها بلاد الصين. نضيف أخيرا أن ماركو بولو ذكر وجود هذه العادة الشائنة فى ولاية" كاين دو" من بلاد التبت ، وأن السبب فيها هو" أنهم يفعلون ذلك تكريما لأوثانهم" (ص ٢٠٠) وهو نفس السبب الذي يدعو أهل كامول لفعل ذلك.

٩٩

وهي بلاد عامرة ، وأكثر بلدان الترك امتلاء بالخيرات. وفيها مياه جارية. وهواؤها معتدل. ترتفع منها الأوبار والأصواف المختلفة. وأهلها ودودون حسنو السجايا يحبون الاختلاط بغيرهم.

وكان ملوك الخلخ يدعون قديما باسم جبغو ويبغو (١) أيضا.

وفيها مدن وقرى. وبعض سكانها صيادون والبعض الآخر مزارعون ، وبعضهم رعاة ، ومنتوجاتهم هي الأغنام والخيول والأصواف والأوبار. وهم شعب مقاتل ينتصر في المعارك.

١ ـ كولان : قرية صغيرة متصل ببلاد المسلمين فيها المزارع والبساتين (٢).

٢ ـ مركي : قرية يسكنها الخلّخية ويحلّ فيها التجار (٣).

وفي هاتين القريتين ثلاث قبائل خلخية هي [١٨ أ] : بيستان وخيم وبريش.

٣ ـ نوي كث : قرب جبل (٤).

٤ ـ أورون غارج : كانت مدينة وهي الآن خربة ومأوى اللصوص. وفيها قليل من خيام الخلخية.

٥ ـ غنكسير : قرية كبيرة وفيها قبائل كثيرة من الخلخية. وهي عامرة.

__________________

(١) كما نقلنا عن بارتولد فالكلمة" يبغو" وتعنى الأمير أو الحاكم. ونضيف إلى ذلك أن هذه الكلمة كتبت بأشكال أخرى فى المصادر العربية. فهو لدى ابن فضلان (ص ١٠١) " يبغو" أيضا ولدى الفقيه (ص ٦٤٩): " ملوك الترك جبغون" ، ولدى الكاشغرى (٣ / ٢٤) تعريف يدل على أن صاحبه ليس كبيرا فى مقامه كالملك مثلا ، فهو يقول : " يفغو : لقب من كان بعد الخاقان بدرجتين من السوقة" ، ذلك أن" من ملك الترك يسمى خاقان" (السيف المهند ، ٩٩). ومع ذلك نقرأ فى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١) أنه ملك الخلخ يقال له : براتيغ.

(٢) قال عنها ابن خرداذبه (ص ٢٨): " قرية غنّاء". وذكرها المقدسى (ص ٢٢٠) وقال إنها" محصّنة ولها قهندز. وكان الجامع فى القديم كنيسة. وقد بنى الأمير عميد الدولة فائق خارج الحصن رباطا". وقال لسترنج إنها على مرحلة واحدة غرب ميركى باتجاه طراز (بلدان الخلافة الشرقية ، ٥٣٠).

(٣) قال لسترنج (ص ٥٣٠): " ومن مدن بلاد الترك على نحو ١٠٠ ميل من شرق طراز ، مدينة بركى أو ميركي وهي مركه الحديثة". وصفها ابن خرداذبه بالعظيمة (ص ٢٩).

(٤) فى الأصل : نونكت. وهى نويكت الواردة فى زين الأخبار (ص ٥٦٥ ، ٥٩٥). وإن" نوركث" الواردة لدى ابن الفقيه بعد بركى (ص ٦٢٦) هى نفسها هذه المدينة وقد صحفت على أيدى النساخ. وهى نيوتكت الواردة فى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١) التى قال مؤلفه المجهول إن ملكها يدعى خامسكى. وهى نفسها نواكت التى قال عنها الإدريسى (١ / ٥١٥): " ومن برسخان العليا إلى نواكت فى ثغور أرض الخرلخية نحو عشر مراحل".

١٠٠