حدود العالم من المشرق إلى المغرب

مجهول

حدود العالم من المشرق إلى المغرب

المؤلف:

مجهول


المحقق: يوسف الهادي
المترجم: يوسف الهادي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار الثقافيّة للنشر
الطبعة: ٠
ISBN: 977-5875-19-6
الصفحات: ٢٥٦

ولا توجد أية جزيرة كبيرة ومعروفة وعامرة فى أرجاء العالم سوى ما ذكرنا. وقد صورنا جميع هذه البحار والخلجان والجزر كما هى وبالمكان الذي هى فيه (١). وبالله القوة.

__________________

منها الفرو" ؛ وفى الصيدنة (ص ٢٢٨) نقل قول ابن ماسه : " حوصلة : طير كبير كالحمل الكبير ، وهو نوعان أسود وأبيض وسمى بحوصلته التى يجمع فيها السمك وهى كيس تحت لحيه الأسفل".

(١) هذا الكلام يدل على وجود خارطة فى الكتاب رسمها المؤلف ولكنها لم تصل إلينا.

٤١

٥ ـ القول فى الجبال والمعادن التى فيها

الجبال على ضربين : أحدهما جبل أصلى يبدأ من ناحية ويتجه إلى ناحية أخرى ، ويكون ضيقا فى مكان ومتسعا فى آخر ، على خط مستقيم فى مكان ، ومعوجا فى مكان آخر. أما المكان الذي ينقطع فيه اتصاله فيسمى عمودا.

والآخر ، فروع الجبل المتشبعة من عموده التى تمتد حتى تصل مكانا تنقطع فيه ، وتسمى فروع الجبل ، وهى على شكل الشجرة ذات الأغصان الكثيرة ، حيث تكون أغصانها على مثال فروع الجبل.

وكل جبل يمتد عموده بين المدن ويجتاز القرى ، تكون فروعه كثيرة. وكل جبل يكون فى المفازات وعلى ساحل وشواطئ الأنهار ، تكون فروعه قليلة ، إلا أن أغلب أعمدة الجبال تتصل ببعضها.

أما أول جبل فى ناحية المشرق ، فهو ذلك الجبل الذي نسميه الطاعن فى البحر ، نصفه على اليابسة ونصفه فى البحر (١).

٢ ـ والآخر جبل سر نديب (٢) ، وطوله مائة فرسخ ، وهو عال حتى أن فيه مواضع لا يستطيع أحد أن يرقى إليها. ومن سرنديب حتى سفح الجبل يومان من السير فى الطريق. وفى هذا الجبل معدن الياقوت من جميع الألوان. وفى أنهاره الألماس الذي لا يوجد فى أى مكان سواه فى العالم. وأرض هذه الجبل من السنباذج.

وفى أجزاء البحر القريبة منه ، توجد اللآلئ الثمينة.

وفيه السنبل والقرنفل والقاقله وجوز البوّا (٣) وجميع الأفاوية.

__________________

(١) رجح مينورسكى (Hudud ,p. ٤٩١) أن يكون موقعه بين شانغ ـ تونغ وكوريا.

(٢) سماه حافظ أبرو (ص ١٩٦ ـ ١٩٧) بجبل الرهون وقال إنه الجبل الذي هبط عليه آدم لدى خروجه من الجنة. وأما الأحجار الكريمة بهذا الجبل أو اللآلئ التى فى البحر المجاور له فليراجع الجماهر فى الجواهر (ص ١١٧ ـ ١١٩) حيث تحدث بإسهاب عن الجزيرة وجبلها جبل الرهون ، وكذلك فى صفحات أخر منه (انظر : فهرست الأماكن والبلدان).

(٣) السنبل : فى شرح أسماء العقار (ص ٢٩): " هو سنبل الرومى وهو الناردين وهو عطارد". وفى الصيدنة (ص ٣٥٢): " أجوده سنبل العصافير الذي إذا فرك فى الكف فاح منه رائحة التفاح ، وهو حشيشة يؤتى بها ـ

٤٢

وفيه أشجار الجوز الهندى بوفرة ، وكذلك البقّم (١) والخيزران.

وفيه غزال المسك والحيوانات الكثيرة [٦ أ] والذئاب.

وعليه أثر قدم آدمية منغمسة فى الصخر ، يقال إنه أثر قدم آدم عليه‌السلام وفيه ناس عراة(٢).

وهذا الجبل فى الإقليم الأول.

٣ ـ ويخرج من طرف من هذا الجبل ، جبل متصل به ، يقع بين آخر الهند وأول حد الصين يدعى جبل مارنسا ، يتجه إلى ناحية الشمال حتى يصل إلى آخر الهند وأول التبت ، كما يتجه إلى ناحية الشمال أيضا بين الصين والتبت حتى يصل إلى آخر حد رانكَ رانكَ من التبت ، عندها ينعطف نحو المغرب ويتجه بين الصين وناحية نزوان من التبت ، ثم يتجه بين المغرب والشمال حتى آخر التبت ، عندها يمضى بين توسمت وبين

__________________

ـ من الهند وكشمير فى أرض التبت وهو جيد للكبد والمعدة قليل الحرارة منفح للحميات ، [قال] الخشكى : هو أحد الأهضام داخل فى طيب النساء الرطب وخاصة المكتومة. والعرب تضيفه إلى القرنفل إضافتهم العنبر إلى المسك ولا تكاد تذكره مفردا كما تذكر القرنفل مفردا".

أما القافلة ، ففى الصيدنة (ص ٤٧٧): " هى من أرض الذهب ، نوعان : كبار وصغار ، فالكبار منه مغلف على هيئة جوز الحرمل وبزره أسود على شكل الكزبرة ، وقيل إنه مدور ، وفى كل واحد ثلاثة بيوت وبزره ثلاثة بالتلاصق ، وطعمه طعم الكافور ، وهو عزيز ثمين يجلب من السفالة".

جوز بوّا ، فى الصيدنة (ص ١٩١): " من أطيب أفواه الطيب وأجمعها وأكثرها تصرفا فى معجونات الطيب وعطر النساء. وأجوده الرزين ، وهو يدخل فى طبخ البان ، ويؤتى به من السفالة". السفالة أو سفالة الزنج هى ما يعرف اليوم بموزمبيق ، وسفالة أحد مدنها.

(١) فى غياث اللغات : " خشب تستخرج منه عصارة حمراء ؛ وفى الصيدنة (ص ١٢٢): " معدنه جزيرة لامرى ، ومنه مع الخيزران يجلب. ورقه كورق السذاب وحمله كالخرنوب لكنه علقم لا يؤكل. ويغرسونه فلا يقطع إلا بحضور المشترى ، وقد جعل ما عنده من السلع قطعا هى أعواض الوزن وقال أهل السواحل : إن البقم لونان أحدهما يجلب من صنفير ويعرف بأسود الظهر وفيه حمرة ، والآخر يجلب من لامرى ويعرف بأبيض الظهر".

(٢) استنادا إلى الأوصاف المذكورة ينبغى أن يكون هذا الجبل هو جبل الرهون (أو الراهون) ففى أخبار الصين والهند (ص ٣١) : أن" قدم آدم فى صفا رأس هذا الجبل منغمسة فى الحجر ، فى رأس هذا الجبل قدما واحدة. ويقال إنه عليه‌السلام خطا خطوة أخرى فى البحر ، ويقال إن هذه القدم التى على رأس الجبل نحو من سبعين ذراعا" (انظر أيضا : جهان نامه ص ٤٢ حيث ذكر مقياس ٧٠ ذراعا لتلك القدم".

٤٣

حدود الصين حتى نهاية المفازة فى آخر الصين. ثم يستمر بالمرور بين مدن ما وراء النهر ومدن تركستان حتى حدود طراز وشلجى ، وهناك ينقطع هذا العمود.

٤ ـ أما هناك حيث آخر حد الهند وأول التبت ، فتنشعب منه شعبة تمتد مسافة خمسين فرسخا من المشرق إلى الصين. وهناك حيث آخر التبت تنشعب مرة أخرى شعب كثيرة منه نحو المشرق ونحو المغرب وتتفرق فيها. وتنشعب منه شعب كثيرة فى حدود ما وراء النهر ، وينشعب من كل واحد من تلك الشعب ، شعب كثيرة أخرى ، ثم تتفرق فى جميع نواحى ما وراء النهر. ويوجد فى هذه الشعب الكثير من الفضة والذهب والرصاص والحديد والعقاقير.

٥ ـ وفى نواحى الصين ثمانية عشر جبلا بين صغير وكبير منفصلة عن بعضها ، وفى كل جانب عدد منها فى كل ناحية ، وتوجد معادن الذهب فى أربعة عشر جبلا منها.

٦ ـ والآخر يقع فى آخر حد الأتراك التغزغزية فى الموضع المتصل بالصين ، طوله أربعون فرسخا ويدعى جبل طفقان (١).

٧ ـ وقرب طفقان فى ناحية التغزغز ، يخرج جبل يتجه نحو المغرب فى وسط التغزغز ويغما والقبائل المختلفة حتى يتصل بجبل مانسا قرب نهر خولندغون ، ويدعى جبل إغراج أرت ولهذا الجبل أسماء عديدة ، إذ يسمى كل جزء منه باسم الناحية أو المدينة القريبة منه.

٨ ـ وجبل آخر يخرج من أول حد التغزغز قرب إيسى كول (٢) ، ويمتد حتى آخر التخس وأول حد الخلخ ، ثم ينعطف وتخرج منه شعبة متجهة إلى ناحية قوم من الخرخيز ويدعى جبل تولس. وفى هذا الجبل يوجد السمور والسنجاب وغزال المسك بكثرة ،

__________________

(١) قال مينورسكى : ربما كانت طفقان كتابة مغلوطة ل" طورفان" ، وإن هذه الجبال ينبغى أن تكون هى تيان شان الشرقية (Hudud ,p. ٥٩١). وطورفان بلدة فى التركستان الصينية بين غور لكجون وجبال تيان شيان (دائرة المعارف الإسلامية ، مادة : طورفان). قلت : يحتمل أيضا أن تكون تفغاج ، قال الكاشغرى" تفغاج هو اسم ماصين ، وهى بعد الصين بمسافة أربعة أشهر" (١ / ٣٧٨). وماصين هى المعروفة ب" مهاجين" أيضا. قال البيرونى : " مهاجين أى الصين العظمى" (تحقيق ما للهند ، ١٦٦).

(٢) عرّفنا بها فيما مضى.

٤٤

وهناك ينعطف ليتجه إلى ناحية الخرخيز حيث حيوان المسك والختو والسنجاب والسمور.

٩ ـ وآخر يخرج من ناحية كولى فى كنباية (١) بالهند ، ويتجه نحو المشرق حتى صمور (٢) ، ويتجه من هناك إلى ناحية الشمال بين مملكة دهم ومملكة راى بالهند حتى يصل حدود هيتال حيث ينشعب إلى شعبتين :

الأولى : شعبة تتجه نحو الشمال لتصل حدود طيتال ونيتال ، ثم تمر بين آخر حدود الهند وبين التبت. وتتجه من الشمال حتى بلور وسمرقنداق وشكنان ووخان. ويتجه من الجنوب إلى المفازة حتى يصل حدود جاشت بين المغرب والشمال ، ويمر بحدود [٦ ب] بتمان في ما وراء النهر ، ثم يصل إلى حدود سروشنة ، ولهذا الجبل من حدود شكنان ووخان وزاشت ، شعب كثيرة لا تحصى.

وبين وخان جاشت تظهر شعب كثيرة تتفرق فى داخل حدود ختّلان ، وهناك معادن الفضة والذهب.

ومن شعب ختلان تخرج شعبة تتصل بشعبة تأتى من حدود بتمان ، فتصبح الاثنتان واحدة تتفرع منها شعب كثيرة تصل إلى ناحية الصغانيان. فتتفرق فيها ، حتى يصل العمود الأصلى إلى بتمان ، فينشعب شعبتين تصبحان مرة أخرى واحدة حين تصلان إلى حدود سروشنه.

وتخرج شعبة من حدود بتمان ، تمر بين بحيرة بتمان وبين الصغانيان ، ويمضى على حدود سمرقند والسغد إلى حدود بخارى. ولكل من هذه الشعب ، شعب تقل وتكثر.

والثانية : شعبة تخرج من حدّ هيتال وسط الهند وتتجه إلى حدود قنوج لتمر وسط مملكة جابه الجافة ومملكة لحرز ، وهناك يدعى جبل قسك. ثم يمضى إلى الشمال من حدود قشمير وويهند ودنبور ولمغان ، فيمر على جنوب بلور وشكنان ووخان

__________________

(١) فى الأصل كنباته. وقد صوبها مينورسكى : كنبايه. ففى القانون المسعودى (٢ / ٥٥٢): " كنبايه على ساحل البحر الأخضر" ؛ وفى مروج الذهب : " بلاد صيمور وسوبارة وتابه وسندان وكنبايه وغيرها من السند والهند" (١ / ١٦٩) ؛ وقد وردت عدة مرات بهذا الشكل فى نزهة المشتاق (انظر مثلا ، ١ / ١٨١ حيث عرّف بها ؛ فى تحقيق ما للهند ، ١٦٨ : كنبايت).

(٢) هى صيمور (تقع فى كجرات الحالية).

٤٥

وبدخشان جميعا. ثم يمر على جنوب قرى ختلان حتى يصل إلى طخارستان بين طارقان وسكلكند وخلم وسمنكان ، ثم يمر على جنوب بلخ ، فيقع داخل حدود سان وجهاريك من الجوزجان. وعندها ينعطف نحو المغرب ، فيذهب بين المغرب والشمال إلى بلاد الغور. ثم يمر على جنوب أسفزار وهرى وبوشنج ونيسابور. عندها يتجه بين نيسابور وسبزوار نحو الشمال ، ثم يتجه مرة أخرى إلى المغرب ، فيمر على شمال سمنان والرى ، ثم يقع إلى ناحية الديلم حتى آخر حدود جيلان.

وحين ينعطف هذا الجبل من حدود بلخ فى حد مدر من طخارستان ، ينشعب فى تلك النواحى إلى عدة شعب صغيرة وكبيرة يعلم الله عددها. ومن كل شعبة تتفرع عدة شعب تتفرق فى حدود طخارستان وأندراب وبنجهير وجاربايه (١) والباميان وقسم من حدود الجوزجان وبست والرخد وزمين داور وغزنين ثم يمضى إلى حدود السند. وفى هذه الشعب توجد معادن الفضة والذهب.

وحين يصل عمود هذا الجبل إلى نواحى الغور ، تنشعب منه شعبة تتحلق كالخاتم ، حيث يتصل طرفاها ببعضهما ، فيصبح هذا الجبل واحدا. ووسط هذه الحلقة مجموعة (...)(٢). ومن حلقة الجبال هذه تنشعب شعبة كبيرة تتجه مع الشعب الأخرى نحو المشرق فتتفرق فى حدود بست وغزنين. كما تنشعب عند حدود أسفزار من هذا الجبل شعب صغيرة تتفرق فى قراه. وكذلك توجد لهذا الجبل شعب كثيرة فى نواحى قوهستان وقومس وحدود الديلم.

وحين يصل عمود هذا الجبل إلى حدود سان وجهاريك من الجوزجان ، ينشعب إلى شعبتين : [٧ أ] إحداهما تلك التى بيناها ، والأخرى تتجه إلى شماله من جهة المغرب لتقع بين كندرم وأنبير ، ثم تمر بين كرزوان وجهودان (٣). ثم تمضى بين بشين ودزه وبين مروالرود وبغشور لتذهب إلى جنوب سرخس. وعندها تقع إلى ناحية الشمال فى حدود طوس وباورد ونسا ، وتمضى حتى تصل حدود جرجان. ثم يأتى واد طوله مسير

__________________

(١) فى الأصل خاويانه. وفى نزهة المشتاق (١ / ٤٨٥): " من جاربايه إلى بنجهير يوم واحد".

(٢) يوجد هنا طمس بمقدار ثلاث أو أربع كلمات.

(٣) فى معجم البلدان (٢ / ١٦٨): " جهوذان ويقال لها جهوذان الكبرى ثم عرفت بميمنة : من قرى بلخ. ومعنى جهوذان بالفارسية اليهودية. ولهذا فيما أحسب عدلوا عن جهوذان وسموها ميمنة".

٤٦

ثلاثة أيام ، وعرضه ضيق يدعى وادى دينار زارى. أما الجبل الواقع على الجانب الآخر من الوادى فينحدر من حدود سبراين حتى يصل حدود جرجان ، ثم يتجه نحو المغرب والجنوب ، ويمتد على جنوب آمل ومدن طبرستان حتى حدود الرى ، وعندها يتصل بالعمود الآخر الذي وصفناه ويصبح الاثنان عمودا واحدا ، ومن هناك يتجه إلى آخر ناحية جيلان كما بيناه.

وهذا الجبل الذي يبدأ من حد الهند وينتهى بحد جيلان ، يسمى بالعربية منطقة (١) الأرض.

١٠ ـ وفى ناحية كرمان جبال منفصلة عن بعضها تدعى جبال كرمان ، أحدها المسمى : جبل القفص ، ويقع وسط المفازة. طوله يمتد من البحر حتى حدود جيرفت. وهو سبعة جبال متصلة ببعضها ، ولكل جبل من هذه الجبال السبعة رئيس ، وإن عامل السلطان لا يقيم فى ذلك الجبل ، ويقوم هؤلاء الرؤساء كل سنة بجمع خراج كل جبل وإرساله. ولا يطيع أحد من هؤلاء الرؤساء السبعة بعضهم.

ويدعى سكان ذلك الجبل القفص ، ولهم لغة خاصة. ومحلهم وفير الخيرات ، ومنيع لا يمكن الاستيلاء عليه بالحرب.

وبين هذا الجبل وجيرفت شعب جبل تسمى جبال أبى غانم.

الجبل الآخر هو جبل فى أرّجان. طوله من حد جيرفت حتى حدّ بمّ. وفيه معادن الرصاص والنحاس وحجر المغناطيس. وفيه قريتان ، تدعى إحداهما كفتر ، والأخرى دهك.

جبل جيرفت : طوله مسير يومين ، وفيه معادن كثيرة.

جبل الفضة : هما جبلان صغيران متصلان ببعضهما بين ختر وجيرفت ، فيها معدن الفضة.

١١ ـ وجبل فى ناحية فارس بين بسا وداراجرد يتجه نحو المشرق إلى حد كرمان ، ثم ينعطف متجها إلى الشمال حتى يصل حدود تاس وروذان ، ثم ينعطف متجها نحو المغرب. فيمتد حتى الحد الفاصل بين فارس وخوزستان ، وهناك ينعطف ليقع في ناحية

__________________

(١) المنطقة ما ينتطق به أى النطاق والحزام.

٤٧

الشمال بين كرج أبي دلف وأصفهان ، فيقع في مدن الجبال ، حتى يمر من حدود همذان. ثم يمر بجنوب همذان ، ويمضي بين الشمال والمغرب حتى يصل حدود مراغه من آذربايجان. وهناك ينقطع. ولهذا الجبل في كور الجبال [٧ ب] من الشعب ما لا تبقى معه مدينة إلا وقربها شعبة منه.

كما أن لهذا الجبل في ناحية فارس شعب كثيرة وجبال متصلة به أو منفصلة ، بحيث يوجد جبل قرب كل مدينة من مدن فارس.

ولهذا الجبل شعب قرب أصفهان تتفرق في خوزستان ، ويدعى هذا الجبل قرب أصفهان جبل جيلو.

١٢ ـ وجبل آخر في ناحية الشمال بين حد الكيماك وأول الخرخيز ، يخرج من حد الكيماك متجها نحو المشرق حتى يصل حد الخرخيز ، عندها ينعطف ليقع في ناحية الشمال إلى الحد الذي تنقطع فيه عمارة العالم ، ويسمي الكيماكيون هذا الجبل ، كنداور باغي.

١٣ ـ جبل سبلان : في ناحية آذربايجان ، وهو جبل صغير قرب أردويل (١).

١٤ ـ جبل بارما : في نواحي أرمينية ، أوله في العراق يخرج من تكريت ويدعى هناك جبل بارما ، ثم يمتد حتى حد أرمنية ، ثم إلى حد بردع (٢).

١٥ ـ حارث وحويرث : جبلان في هذه الناحية أيضا منفصلان عن بعضهما ؛ أحدهما كبير ويدعى جبل حارث ، ولا يمكن الوصول إلى قمته لوعورة الطريق ، وهو دائما مغطى بالثلج وبارد ، وتأتي كثير من مدن أرمينية بالحطب والصيد من هذا الجبل. وأما الآخر فيدعى حويرث ، وهو يشبه جبل حارث لكنه أصغر منه.

١٦ ـ وفي بلاد الجزيرة جبلان صغيران ومنفصلان هما :

جبل الجودي : وهو الجبل الذي استوت عليه سفينة نوح عليه‌السلام.

جبل ماردين : قرب نصيبين.

__________________

(١) هى مدينة أردبيل.

(٢) هى مدينة بردعة.

٤٨

١٧ ـ أما في ديار العرب فتوجد جبال صغيرة كثيرة منها ثلاثة عشر جبلا تدعى تهامة. ومنها :

جبل غزوان : قرب مكة.

جبل شبام : قرب صنعاء (١) ، وفيه مزارع وعمارة وخيرات ، وهو دار ملك اليمن الذي كان منذ القديم في هذا الجبل.

وجبل آخر ذو أربعه جوانب ، محيطه عشرون فرسخا ، يتصل بآخر جبال تهامة ، قمته جرداء وأسفله عامر وفيه مزارع ومياه جارية (٢) ، وهو الذي فتحه محمد بن الفضل القرمطي قديما(٣).

__________________

(١) فى الأصل : شيام. وهو تصحيف واضح. قال ابن الفقيه فى البلدان (ص ٩٨): " شبام جبل عظيم بقرب صنعاء بينها وبينه يوم واحد ، وهو صعب المرتقى ليس له إلا طريق واحد" ؛ وقال ياقوت فى معجم البلدان (٣ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩): " إن فى اليمن أربعة مواضع اسمها شبام : شبام كوكبان غربى صنعاء وبينهما يوم". والمقصود هنا : شبام كوكبان ؛ وفى تاريخ المستبصر (ص ١٨٤) " وهو منيع جدا وفيه قرى ومزارع وجامع كبير".

(٢) هذا هو جبل المذيخرة ، والنص هنا يشبه ـ مع قليل من الاختصار وحذف اسم الجبل ـ ما لدى الإصطخرى (ص ٢٤) حيث يقول : " والمذيخرة : جبل للجعفرى ، بلغنى أن أعلاه نحو عشرين فرسخا فيها مزارع ومياه ، ونباتها الورس ، وهو منيع لا يسلك إلا من طريق واحد حتى تغلب عليه القرمطى الذي كان قد خرج باليمن يعرف بمحمد بن الفضل". ويبدو أن ابن المجاور قد نقل النص الخاص بوصف جبل المذيخرة عن الإصطخرى أو من المصدر الذي نقل عنه هذا الأخير (ص ١٨٣).

(٣) يقول بار تولد فى مقدمته لحدود العالم (٢١.p) : " يبدو أن محمد بن الفضل القرمطى كان شقيق عدى بن الفضل القرمطى الذي نهب زبيد سنة ٢٩٢ ه‍ استنادا إلى لين بول وسنة ٣٠٣ ه‍ استنادا إلى زامباور". من المؤكد أنه وقع خطأ مطبعى طبع بموجبه" عدى" بدلا من" على". والحقيقة هى أن ابن الفضل هذا وهو داعية إسماعيلى قد دخل اليمن فى أول سنة ٢٦٨ ه‍ مع داعية آخر هو أبو القاسم بن الفرج بن حوشب بهدف نشر المذهب الإسماعيلي هناك (انظر : تاريخ الخلفاء الفاطميين ، ص ٦١) ، إلا أن ابن الفضل هذا انفصل عن ابن حوشب وتمرد عليه ، فحاربه ابن حوشب ولم يقدر عليه. ثم اتسع أمره فزحف سنة ٢٩٣ ه‍ على اليمن الأعلى واستولى على ذمار وصنعاء بعد أن تغلب على مقاومة الأمير أسعد بن أبى يعفر الذي فر إلى شبام. وفى ٢٩٤ ه‍ استدعى أهل صنعاء الإمام الهادى يحيى بن الحسين من بلاد صعدة ، ولما قدم إليها أخرج منها القرامطة وأقام ابن الفضل بالمذيخرة ثم هاجم صنعاء فخرج منها محمد بن الإمام الهادى ، فدخلها ابن الفضل وأصحابه فاستباحوها ومكثوا فيها ثلاث سنين ، ثم إنهم أصيبوا بأسقام فخرجوا منها إلى المذيخرة. وقد قتل ابن الفضل سنة ٣٠٣ ه‍ فاستنفر الأمير أسعد بن أبى يعفر قبائل اليمن وهاجم بهم المذيخرة فدخلها قهرا بالسيف (ملخصا عن المقتطف من تاريخ اليمن ، ١١١ ـ ١١٣). أما اسمه فقد وقع فيه اضطراب كبير فى المصادر فهناك من دعاه ـ

٤٩

جبل رضوى : قرب المدينة ، ويؤتى منه بحجر المسان المكي (١).

جبلا طيّ : جبلان صغيران قرب فيد على يمين الطريق ، وعلى مسير يومين.

١٨ ـ وأما في بلاد الشام :

جبل يأتي من الحد بين مصر والشام ، من المكان الذي يدعى تيه بني إسرائيل ، وقريب منه جبل مرتفع متصل به يدعى جبل طور سيناء.

وهذا يمر بشكل مستقيم في الشام بين المشرق والشمال إلى حدود زغر ، كما يذهب إلى حدود دمشق وبعلبك وحمص من شمالها. ثم يمر شمال بغراس فيذهب إلى نهر جيحون حتى الحدود الوسطى لأرمينيا والروم. عندها يتجه بشكل مستقيم نحو الشمال بين أرمينيا والروم حتى أول حد السرير من الروم ؛ ثم ينعطف نحو المشرق فيمضي بين السرير [٨ أ] وأرمينيا وأرّان والقبق حتى يصل قريبا من بحر الخزر ، فيعود لينعطف نحو المغرب ويسير بين السرير والخزر حتى يصل أول حد اللان. وهناك يتجه بشكل مستقيم نحو الشمال حتى آخر الخزر. ثم ينقطع بين ناحية بجناك الخزر وبين البلغار الداخلة ،

__________________

ـ من دعاه بعلى بن الفضل (مثلا : سيرة الهادى إلى الحق ، ٣٩٠ وصفحات أخر ؛ افتتاح الدعوة ، ٦١ ، ٧٢ ـ ٧٣ وصفحات أخر ؛ " كشف أسرار الباطنية" ، ٢٠١ وما بعدها ؛ نقض ، ٣١٢ ؛ تاريخ الخلفاء الفاطميين ، ٦١ ، ٧٢ ـ ٧٣ ، ٧٧ وصفحات أخر ؛ غاية الأمانى ، ١ / ١٩١ ؛ الأعلام ، ٤ / ٣١٩). ودعته بعض المصادر محمد بن الفضل (انظر مثلا : الإصطخرى ، ٢٤ ؛ صورة الأرض لابن حوقل ، ٣٧ ؛ " تثبيت دلائل النبوة" ، ١٤٧ ؛ " نهاية الأرب" ، ٣٠٩ ؛ الكامل ، ٨ / ٣٠ ؛ معجم البلدان ، ٤ / ٣٤٢ ؛ تاريخ المستبصر ، ١٨٣ ، ١٨٤ ؛ جامع التواريخ ، ١٣). كما دعته مصادر أخرى أحمد بن الفضل (صفة جزيرة العرب ، ١٩٦ ؛ معجم البلدان ، ٤ / ٤٣٥ ، وفيه : ابن فضيل ، وهو تصحيف (انظر ٥ / ٤٢٠ منه ، والمؤكد أن ياقوتا نقل ما يتعلق ببلاد السكاسك عن صفة جزيرة العرب). ونرجح أن اسمه الوارد لدى عبد الجبار المعتزلى فى" تثبيت دلائل النبوة" هو الصحيح وهو : أبو الحسين محمد بن على بن الفضل من أهل جيشان والجند والمذيخرة من أرض اليمن" (ص ٣٠٩) ، والوارد لدى النويرى" نهاية الأرب" ، ٣٠٩ : " أبو الخير محمد بن الفضل" ، بدليل أن الوقائع المتعلقة بكلا الاسمين : على بن الفضل أو محمد بن الفضل ، هى نفسها فى جميع المصادر التى ذكرتهما ، ومسرحه هو هو أيضا. وإن جميع الاضطراب الحاصل فى هذا الاسم راجع إلى سهو من نساخ الكتب بإسقاط اسم أو كنية ، أو وضع اسم الأب مكان اسم الابن وغير ذلك. ولمعرفتنا أن المصادر يعتمد بعضها على بعض ، فإن شيوع كلا الاسمين أمر طبيعى.

(١) فى الأصل : حجر الفسان ، ولا معنى لها. وطبعها مينورسكى (P. ٦٦) "The Mekkan Whet Stones ". وطبعها ستوده (ص ٣٣) : الفسان. والصواب ما أثبتناه ، ففى معجم البلدان : " رضوى : جبل بالمدينة ومن رضوى يقطع حجر المسنّ ويحمل إلى الدنيا كلها" (٢ / ٧٩٠).

٥٠

فيقطع وسط أوروس إلى حدود أرض الصقالبة. عندها يقع إلى ناحية الشمال من أرض الصقالبة ، ويمر على تلك المدينة من أرض الصقالبة التي تدعى خرداب ، ثم يصل إلى آخر أرض الصقالبة وينقطع.

أما من طور سيناء حتى زغر (١) فيدعى جبل الشراة. وفيه عمارة كثيرة وجميع من يعيشون قريبا منه خوارج.

والحد الممتد من حد زغر حتى حد دمشق فيدعى جبل البلقاء.

ومن دمشق إلى حد حمص فيدعى جبل لبنان.

ومن حمص حتى حدود بغراس ، يدعى جبل دهرا وتنوخ.

ومن حدود بغراس حتى أول حد السرير ، يدعى جبل اللكلام.

أما الجزء الواقع منه بين أول السرير ، وإلى أن ينعطف ويصل إلى أول اللان فيدعى جبل القبق. ومن هناك وإلى أن ينقطع يسمى كل جزء منه باسم المدينة أو الناحية المتصلة به كما في سائر الجبال.

وحين يصل إلى آخر الشام وأول أرمينية ، تنشعب منه شعبة كبيرة فتقع إلى ناحية الروم ، ولها شعب ، وفيها معادن الذهب بكثرة.

وتخرج من أول حد السرير شعبة تتصل ببحر بنطس. وعندما يصل وسط السرير ، تنشعب منه شعبة كبيرة. فيذهب هذان الجبلان نحو المشرق حتى يصلا إلى قلعة. وهذه القلعة هي مدينة على رأس الجبل يتناوب على حراستها كل يوم ألف رجل. وتوجد هناك معادن الذهب والرصاص.

وحين يصل هذا الجبل إلى حدود اللان ، تنشعب منه شعبة عظيمة جدا وتتجه ناحية المغرب حتى باب اللان حيث توجد على الباب مدينة على قمة هذا الجبل وهي أجمل مدن اللان. وعندها تنقطع هذه الشعبة.

١٩ ـ وجبل آخر صغير بين آخر حدّ الروس وأول حد الكيماك طوله مسير خمسة أيام.

٢٠ ـ وفي حدود الروم جبل يقع في ناحية تدعى قرية أواس. وفي ذلك الجبل شق كبير مخيف ، يقال إنه كان محل أصحاب الكهف.

٢١ ـ وجبل آخر في أرض الروم قرب مدينة أفراخون ، طوله مسير ستة أيام.

__________________

(١) فى الأصل : زعر. وقد مر التعريف بهذا الموضع فيما مضى.

٥١

٢٢ ـ وآخر قرب جبل كرز فيه معادن الفضة والنحاس.

وأما التي في بلاد مصر فجبلان :

٢٣ ـ جبل المقطم (١) : يخرج من مشرق نهر النيل من حد أسوان وأول حد النوبة فيتجه بشكل مستقيم نحو الشمال فيقع إلى الصعيد الأعلى في حدود بوصير (٢) والفسطاط قصبة مصر ، فيمر من هناك حتى يصل إلى الحوف (٣) حيث رمال جفار (٤) ، فينقطع هناك. وفي هذا الجبل معادن الفضة والذهب.

٢٤ ـ جبل الواحات : إلى المغرب من نهر النيل ، يبدأ كذلك من أول حد النوبة ويتجه بشكل مستقيم إلى الشمال حتى يصل إلى حدود الفيوم وأبويط (٥) ، وهناك يمتد إلى المغرب فيغدو صغيرا ، ثم ينقطع [٨ ب].

وفي هذا الجبل معدن البيجاذي (٦) ومعدن الزمرد والزبرجد ؛ وفي هذا الجبل الحمر الوحشية مخططة بالأسود والأصفر ، فإذا أخرجت من هواء تلك المنطقة ، ماتت.

٢٥ ـ وجبل آخر في بلاد الروم بعد الخليج وهو صغير قرب سلوقية.

٢٦ ـ وجبل آخر في حدود الأندلس ، يبدأ من حد مالقة ويتجه نحو المشرق حتى يصل حد شنتبرية (٧). وهناك ينعطف فيتجه إلى الشمال حيث ناحية لاردة. وعندما ينعطف ويتجه نحو المغرب حتى ناحية طليطلا (٨) التي تقع على سفح جبل ، وهناك ينقطع.

__________________

(١) فى الأصل : المعظم.

(٢) فى الأصل : توصير.

(٣) فى الأصل : الخوف. وفى معجم البلدان (٢ / ٣٦٥): " حوف رمسيس : موضع بمصر".

(٤) فى الأصل : جفارة. قال ياقوت (٢ / ٩٠): " والجفار : أرض من مسيرة سبعة أيام بين فلسطين ومصر ، أولها رفح من جهة الشام وآخرها الخشبى متصلة برمال تيه بنى إسرائيل".

(٥) فى الأصل : إبريق. والصواب ما أثبتناه. ففى مباهج الفكر (ص ٨٥) ، ذكر من أعمال بوصير : أبويط.

(٦) خصص له البيرونى فصلا فى الجماهر (١٦٤ ـ ١٦٩) وقال إنه حجر من أشباه الياقوت.

(٧) فى الأصل : شنترية. والصواب ما أثبتناه ، إذ ورد ذكرها هكذا لدى ابن الدلائى فى ترصيع الأخبار (انظر : ١٤ ، ١٨ ، ٢١ ، ٢٤) ، وفى الروض المعطار (ص ٥١).

(٨) المقصود مدينة طليطلة.

٥٢

٢٧ ـ وجبل آخر في ناحية الأندلس في حد قورية وترجالة ، وتنبت فيه كثير من العقاقير.

٢٨ ـ جبل البلغر : في حدود مغرب بلاد الروم ، وهو جبل عامر وفيه خيرات كثيرة. إن جميع الجبال التي ذكرناها ، هي تلك التي تقع في ربع القسم الشمالي من عمارة العالم. أما التي في العامر من الجنوب ، وإلى الحد الذي يمكن للناس أن يصلوه فتسعة جبال :

٢٩ ـ الأول : جبل القمر : وفيه معادن الفضة والذهب. ويخرج منه نهر النيل (١). طوله خمسمائة فرسخ.

٣٠ ـ أما الثمانية الأخرى فهى مختلفة الأطوال والعروض والمسافات. وأماكنها ومقاديرها ستكون بالشكل الذي سنضعه في الصورة (٢). وبالله التوفيق.

__________________

(١) مسألة خروج النيل من جبل القمر تتردد كثيرا فى التراث الجغرافى الإسلامى. وفى الآثار العلوية لأرسطو (ص ٤٥): " وأما النيل فإنه يجرى من تحت جبل يسمى أرغورس".

(٢) مرة أخرى يشير مؤلف الكتاب إلى وجود خارطة فى كتابه ، لكنها غير موجودة للأسف.

٥٣

٦ ـ القول في الأنهار

الأنهار على ضربين ، أحدهما طبيعي والآخر صناعي.

أما الصناعي فهو ذلك الذي يحفر مجراه ويجرى فيه الماء لإعمار مدينة أو لسقي زرع أو بذر. وأغلب الأنهار الصناعية ، صغير ولا يمكن للسفينة أن تسير فيه. ويحدث أن يكون في مدينة عشرة أنهار صناعية أو أقل أو أكثر. وتستخدم هذه المياه في الشرب والزراعة. وعدد هذه الأنهار الصناعية غير محدود حيث تعتريها الزيادة والنقصان في كل زمان.

وأما الطبيعي فهو ذلك الذي تكون مياهه كثيرة تأتي من ذوبان الثلج ومن العيون التي تجيء من الجبل وتنساب على الأرض ، ويشق طريقه بنفسه ، حيث يكون مجراه متسعا في مكان وضيقا في مكان آخر ، ثم يظل يسير حتى يصل إلى بحر أو بطيحة. ومن هذه الأنهار الطبيعية يوجد ما هو ليس عظيما جدا ، فيستفاد منه في عمارة مدينة أو ناحية مثل نهر بلخ ونهر مرو. ويخرج من أحد الأنهار الطبيعية أنهار كثيرة ويستفاد منها ، وذلك هو النهر الرئيس ، ثم يمضي ليصل بحرا أو بطيحة ، مثل الفرات.

١ ـ نهر خمدان : أول نهر في بلاد المشرق (١) ، يأتي من جبل سرنديب ويمضي اثني عشر يوما في الطريق ، ثم يكوّن بطيحة طولها خمسة فراسخ في عرض خمسة. وهناك تخرج من هذه البطيحة عدة أنهار ، فتمضي سبعة أيام في الطريق حتى تصل خمدان. ويستفاد من بعض هذه الأنهار في الزراعة ، بينما تصب الأخرى في بحر الأوقيانوس المشرقي.

٢ ـ نهر كيسو : يخرج من مشرق جبل مانسا (٢) ، فيصل إلى موضع في أواسط حدود التبت [٩ أ] ثم يمضي من جبل إلى جبل وإلى العمارة حتى يصل مقابل الحد بين التبت والهند. فيقطع هناك جبالا كثيرة يمر من وسطها حتى يصل حدود كجان

__________________

(١) يرى مينورسكى أنه نهر هوانغ هو (٧٠Hudud ,p.). وهو النهر الأصفر من أنهار شمالى الصين.

(٢) يعتقد مينورسكى أنه إذا صححنا هذا الاسم ليصبح : كنسو (K.nsw) فمن الممكن أن يطلق على كين شا كيانع وهو المنبع الرئيس لنهر يانغ تسى (نفس المصدر والصفحة). وهو النهر الأزرق أهم أنهار آسيا ، ينبع فى هضاب التبت.

٥٤

وبغشور ، فيمر بعدها بين بلاد إبرس وبلاد خورس من بلاد الصين ، يصب بعدها في بحر الأوقيانوس المشرقي.

وحين يصل هذا النهر إلى بغشور يدعى عنان :

٣ ـ نهر ثجاخ : يخرج من شرق جبل مانسا حيث آخر المفازة ، ويمر بمحاذاة مدن ثجاخ وبريحه وكوسكان ، ثم يمضي فيمر على حدود الختن ، وحين يجتاز بلاد ساجو يكون بطيحة. ومن هناك يمضي حتى يمر على حدود كجا ، وعندها يمر ببلاد كورش وبلاد فراجكلي ليصب في بحر الأوقيانوس المشرقي.

وعلى الجانب الغربي توجد أعشاش طائر العقعق ، وعند الربيع تمتلئ سواحل جميع هذا النهر بفراخ طائر العقيق هذا.

عرض النهر نصف فرسخ ، لكن لا أحد قاس عمق هذا الماء. وحين يصل إلى حدود كجا يدعى نهر كجا ، وهو معروف في الكتب بهذا الاسم. وقرب هذا الجبل وقريبا من الجانب الأقرب إلى ما وراء النهر تتفرع منه ثلاثة أنهار : يدعى الأول سمايندغون ، والثانى خرايندغون ، والثالث خويندغون ، وتصب جميعها بين غزا وكلبانك في نهر ثجاخ.

٤ ـ ومن نهر كيسو : يخرج نهر كبير ، فيأتي قريبا من قلعة خاقان التبت إلى كرسانغ حيث يستفاد منه هناك في الزراعة وتربية الحيوانات.

٥ ـ نهر إيلا (١) : يخرج من جبل أغراج أرت فيذهب ناحية الشمال ليصب في بحيرة إيسي كول (٢).

٦ ـ نهر جيحون (٣) : يمر من حدود وخان ، ثم على الحد الواقع بين بلاد بلور وبين حدود شكنان وخان ، ويمضي بعدها حتى حدود ختلان وطخارستان وبلخ

__________________

(١) كتبه محمود الكاشغرى : " إلا" وقال : " اسم واد ينزل على شطيه قبيلتان من الترك وهما يغما وتخسى وطائفة من جكل. وهو جيحون ديار الترك" (١ / ٨٥). ثم عاد وسماه : " إيلا" فقال : " وأهل وادى إيلا وهم اليغمائية وتخسى وجكل" (١ / ٣٤٢).

(٢) فى الأصل : إبسيكوك. أما جبل أغراج أرت فهو فى الأصل : أرغاج أرت. والصواب ما أثبتناه وسيرد بعد ذلك فى الكتاب.

(٣) فى جغرافياى حافظ أبرو (١ / ١٦٩): " نهر بلخ : يقال له بالعربية جيحون ، وفى خراسان ماء آمويه بسبب أن الطريق من خراسان إلى بخارى يمر عبر قرية آمويه. ومنبع هذا الماء من جبال بدخشان".

٥٥

والصغانيان وخراسان وما وراء النهر حتى حدود خوارزم ، وعندها يصب في بحر خوارزم.

٧ ـ نهر خرناب : يخرج من مخرج جبل قسك ، فيصب في جيحون بين بدخشان وبارغر. وخرناب هذا أكبر من جيحون ، ولكن جميع الأنهار تسمى بجيحون بسبب أنه يمضي إلى مسافات أبعد.

٨ ـ ونهر آخر يخرج من الجانب الآخر لبتمان وعلى بعد ستين فرسخا ، ويمر بجبالها الممتدة من ناحية الشمال إلى الجنوب حتى يصل منك وهلبك. وحين يصل إلى بارغر يصب في جيحون.

٩ ـ نهر وخشاب : ينبع من جبل وخش ويذهب قريبا من وخش فيصب في جيحون.

١٠ ـ ونهر آخر يخرج من حدود كيجيان ، ويمر من جبالها ، ثم يقطع وسط نودز ويصب بجيحون قرب القواديان.

١١ ـ نهر الصغان : يخرج من الصغانيان ويصب بجيحون في حدود ترمد.

١٢ ـ ونهران اثنان آخران ، أحدهما وهو الأكبر يدعى نهر درغام يقطع حدود طخارستان فيتحد مع الآخر ليقطعا وسط ولوالج وخلم [٩ ب] ويصبا في جيحون.

١٣ ـ ونهر آخر يخرج من جبل في حدود لمغان ودنبور ويمر على حد ننهار ، يدعى القسم الجنوبي منه نهر لمغان ، ثم يمر على حدود المولتان ثم على مدينة دون وسدوسان وبلري والمنصورة ومنجابري ، ويصب قرب كولي في البحر الأعظم.

١٤ ـ نهر السند : يمر من مغرب جبل قسك ، وهو الجبل الذي يدعى جبل الثلج أيضا ، ثم يتجه من الجنوب إلى حدود الملتان ثم يصب في نهر لمغان من جهة الشرق.

١٥ ـ نهر هيوان : يخرج من جبل هيوان ، فيمر وسط جلوت وبلوت وبيروزه ، وفي حدود الملتان يصب في نهر لمغان من جهة المغرب.

وحين تتصل هذه الأنهار الثلاثة ببعضها تدعى نهر مهران ، ويقال إن ماء ينبع كالفوارة من قمة جبل الثلج الذي هو قسك. ثم يصبح بعد ذلك نصفين : نصف يتجه إلى الشمال وذلك هو نهر خرناب ، ونصف يصير إلى الجنوب وذلك هو نهر السند ، وعندها يصبح نهر مهران.

٥٦

١٦ ـ نهر مهران الصغير : يخرج من جبل الهند بين حدّي دهم والراي ، ويمر بين همانان وبلهاري ، كما يمر بين نؤنون ونؤنين ، ثم بحدود قندهار ، حتى يصل حدود كولي ، ويصب في البحر الأعظم.

١٧ ـ نهر أوزكند (١) : يخرج من وراء جبل الخلخ ، ويمر على أوزكند ومدينة الباب وأخسيكت وخجند وبناكت حتى يصل حدود الشاش ، وعندها يقطع ستكند وفاراب ومدنا كثيرة أخرى ، حتى يصل حد جند وخواره ، ثم يصب في بحر خوارزم.

١٨ ـ نهر خرساب : يخرج من آخر حد بتمان من شمال الجبل قرب مدينة خرساب ويصب في نهر أوزكند.

١٩ ـ نهر أوش : يخرج هو الآخر من نفس الجبل ، ويمر وسط أوش وأورشت ويصب في نهر أوزكند

٢٠ ـ نهر قبا : يخرج من نفس الجبل ويصب في نهر أوزكند قرب قبا.

٢١ ـ نهر ختلام : يخرج من جبل مانسا ، ويمر على مدينة ختلام في الحد الفاصل بين الخلخ ويغما ، ويمضي إلى أن يصبح قريبا من الباب فيصب في نهر أوزكند.

٢٢ ـ نهر برك (٢) : يخرج من وراء جبل الخلخ ويصل إلى ناحية الجنوب ويمر على حدود الشاش ، ويصب في نهر أوزجند بين بناكت وجدار.

وحين تجتمع كل هذه المياه تكوّن ما يدعى نهر الشاش الذي يسميه العرب نهر سيحون(٣).

٢٣ ـ نهر بخارى : تخرج أربعة أنهار من جبل بتمان ، وتسير مسافة ستة فراسخ وعندها تكوّن هذه الأربعة بطيحة تدعى درياجه (٤) ، يخرج منها نهر يمر على حدود

__________________

(١) وتكتب أيضا : أوزجند ، كما قال ياقوت فى معجم البلدان (١ / ٤٠٤) وأضاف أن" كند" تعني بلغة أهل البلاد : " القرية" ، وهي تقابل كلمة" الكفر" لدى أهل الشام.

(٢) هو نهر جيرجيق (تركستان ، ٢٧٥).

(٣) فى جغرافياى حافظ أبرو (١ / ١٧٠): " نهر خجند الذي يدعى نهر سيحون ، ويدعى نهر الشاش أيضا". وفى جهان نامه (ص ٤٩) أنه يمر بقبائل الترك والتركمان ثم يصب فى بحيرة جند.

(٤) درياجه تعنى بالفارسية : البحيرة.

٥٧

سروشنه وسمرقند والسغد ووسط بخارى ، ويستفاد من بعض مائه للزراعة والري ، بينما يصب بعضه الآخر في آوازه في بيكند [١٠ أ]

٢٤ ـ نهر بلخ : يخرج من حدود الباميان ، ويمر على حدود مدر ورباط كروان فيصل إلى بلخ. وجميع مياهه يستفاد منها ببلخ للزراعة.

٢٥ ـ نهر هيذمند (١) : يخرج من حد الجوزجان ويمر قريبا من الغور على درغش وتل وبست ، ثم يأتي حوالي سجستان ، فيستفاد من بعضه بينما يصب بعضه في بحيرة زره.

٢٦ ـ نهر مرو : يخرج من الحد ما بين الجوزجان والغور من حد غرشستان ، فيمر على بشين ، فيقطع وسط درة ويذهب إلى مرو ، فيمر على دز حنف ولوكر وكدر وكيرنك ، فيصل إلى مرو فيستفاد منه فيها بالزراعة.

٢٧ ـ نهر هري (٢) : يخرج من حدود الغور فيستفاد منه بهري للزراعة. ولهري أنهار أخر كبيرة تأتي من السيول ، ولكن مرّ وقت لم يبق منها شيء ، ولذا لم نذكرها.

ولا يوجد في بلاد كرمان نهر كبير أو بحر سوى البحر الأعظم ونهر صغير له القدرة على إدارة عشر طواحين ، يخرج من حدود جيرفت فيسير مندفعا ، ويستفاد منه بكثرة في جروم (٣) كرمان ، بينما يصب الباقي قرب هرمز في البحر الأعظم.

__________________

(١) ويكتب هذا الاسم بأشكال أخرى : هيتمند ، هيرمند ، هيلمند ، هلمند (وهرود وأرنك ، ٢٣ وفيه إشارة إلى قداسة هذا النهر ، ٣١ ؛ جغرافياى حافظ أبرو ، ١٦٨ : هيرمند وتعتمد عليه مزارع سجستان وينبع من جبال الغور ؛ تاريخ سيستان ، ١٧ خبر عين الماء التى فيه الواقعة أمام مدينة بست ؛ وهو الوارد فى الكتب الزرادشتية القديمة ، ففى الأفستا ورد باسم هئتومنت : انظر : يشتها ، التعليقات ٢ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩ مع أشكال لاسمه أخرى : هندمند. والبحيرة المذكورة باسم زره هى التى يقال لها هامون وإن المهدى الموعود لدى الزرادشتيين سيظهر عند ساحل هذه البحيرة). وفى جهان نامه (ص ٢٧) أن هذه البحيرة هى زرنج (هو تعريب زره) ، ينقص ماؤها ويزيد وهو ملح.

(٢) هرى : اسم مدينة هراة. ودعي أيضا فى جغرافياي حافظ أبرو (ص ١٦٦) بنهر جخجران. وقد أسهب حافظ أبرو فى الحديث عنه.

(٣) كرم : تعني حار بالفارسية. وقد عربت فأصبحت جرم وجمعت : جروم. والمقصود المناطق الحارة جدا وتقابلها الصرود وهى المناطق الباردة جدا ، من كلمة سرد التى عربت فأصبحت صرد وجمعت : صرود (انظر : مسالك الممالك ، ١٣٧).

٥٨

٢٩ ـ نهر سكان (١) : في فارس ، يخرج من جبال قرية الرويجان فينعطف حول مدينة كور ، ثم يصب في البحر الأعظم بين نجيرم وسيراف.

٣٠ ـ نهر خويدان : يخرج من ناحية خويدان بفارس فيمر على مشرق توج ، ثم يصب في البحر الأعظم بين كنافه ونجيرم.

٣١ ـ نهر شادكان : يخرج من ناحية بازرنج بفارس ويمر على طرف المغرب من توج ، ثم يصب في البحر الأعظم.

٣٢ ـ نهر سيرين : يخرج من جبل دنباد من ناحية بازرنج ، ثم يسير بين وايكان ولارندان ، ويمر بعد ذلك بمدينة أرجان. وبين سينيز وكنابه (٢) يصب في البحر الأعظم. والأنهار الأربعة هذه تسير من ناحية الشمال نحو ناحية الجنوب.

٣٣ ـ نهر الكر : يمضي من حد أزد من قرية كروان رود بفارس ، ويتجه نحو المشرق ، ويمر على إصطخر من جنوبها ، ثم يصب في بحيرة البختكان (٣).

٣٤ ـ نهر فرواب : يخرج من فارس من قرية تدعى فرواب ويتجه إلى المشرق ، وحين يصل إلى إصطخر ينعطف إلى مشرق إصطخر ثم يصب في نهر الكر ، ونهر الكر هذا أصح مياه فارس وأفضلها.

٣٥ ـ نهر طاب : يخرج من جبل جيلو ويمضي إلى حدود أصفهان ، ثم يمر بين خوزستان وفارس ويصب في البحر الأعظم. وتقع مدينة ماهي رويان على ضفتي هذا النهر.

٣٦ ـ نهر سردن : يخرج من جبل جليو أيضا ، ثم يصب في نهر طاب ، وتقع مدينة سردن بين هذين النهرين.

__________________

(١) هكذا كتب أيضا لدى الإصطخرى (ص ١٢٠). وفى فارس نامه (ص ١٥٢) : ثكان. وكذلك فى نزهة القلوب (ص ١٣٤ ، ٢٢٦) ، لكنه ورد فيه أيضا باسم زكان (ص ١١٨ ، ١١٩ وصفحات أخر). وفى جغرافياي حافظ أبرو (١ / ١٦٤): " سيكان ويقال تكان أيضا".

(٢) هى كنافه وجنابه وكناوه أيضا.

(٣) فى الأصل : بجكان. وهي معروفة (انظر مثلا : فارس نامه ، ١٥٣)

٥٩

٣٧ ـ نهر تستر (١) : بناحية خوزستان. أوله يمر من حدود مدينة الجبال ، ثم يمر بتستر [١٠ ب] وسوق الأربعاء والأهواز وجبّى وباسيان حتى يصل فم شير وحصن مهدي ، وهناك يصب في البحر الأعظم.

٣٨ ـ نهر المسرقان : في خوزستان ، نهر يخرج من نهر تستر ، ويمضي إلى الأهواز ويسقي جميع المزارع وما يبقى منه يعود ليصب في نهر تستر قريبا من الأهواز. ومدينة عسكر مكرم تقع بين هذين النهرين.

٣٩ ـ ونهر آخر يخرج من نهر تستر أيضا من حد باسيان وأطرافها ويسقي وخان مردونة والدورق حتى حد رام أورمزد.

٤٠ ـ نهر السوس : يخرج من حد الكرخة من أحد شعب جبل في ناحية الجبال ، فيمضي ليسقي سواد تستر والسوس ، ويسير بين السوس وأول شاور حتى يصل حد بصنى حيث يستفاد منه للزراعة.

٤١ ـ نهر الرس (٢) :

في الشمال ببلاد الغوز ، وهو نهر كبير أسود وعفن ، يسير من الجبل الواقع في الحد الفاصل بين الكيماك والخرخيز ، ويمر وسط الغوز ، ويصب في بحر الخزر.

٤٢ ـ نهر أرتش (٣) : يخرج من نفس الجبل ، ماؤه غزير وأسود ، لكنه عذب يصلح للشرب. يسير بين الغوز والكيماك حتى يصل قرية جوبين من الكيماك ، ثم يصب في نهر أتل.

__________________

(١) هو نهر دجيل وكارون الحالى (انظر : دائرة المعارف الإسلامية ، مادة" تستر" و" دجيل"). وفى معجم البلدان (٢ / ٥٥٥) بعد أن ذكر نهر دجيل الذي يخرج من أعلى بغداد : " ودجيل الآخر نهر بالأهواز حفره أردشير بن بابك أحد ملوك الفرس. وقال حمزة : كان اسمه فى أيام الفرس ديلدا كودك ومعناه دجلة الصغيرة فعرب على دجيل".

(٢) هو نهر أراكس ينبع فى أرمينية التركية. تحدث عند هيرودوتس فى تاريخه (١ / ١٠٢) وعن الشعوب الساكنة على ضفافه. لكن وصف النهر الوارد فى حدود العالم ينطبق بشكل أكبر على نهر إسس الوارد لدى الكرديزى الذي وصف مياهه بأنها سوداء وقال : " ومن نهر إسس حتى نهر أرتش الذي هو أول حدّ الكيماك ..." (ص ٥٥٢). ويؤكد ذلك أن المؤلف المجهول ذكر نهر أرتش مباشرة بعد هذا النهر

(٣) فصل الكرديزى القول فى القبائل المقيمة على النهر خاصة قبيلة الكيماكيين وعاداتهم وتقاليدهم (ص ٥٥٢ ـ ٥٣٣) ، كما فسر معنى كلمة أرتش (ص ٥٥٠).

٦٠