حدود العالم من المشرق إلى المغرب

مجهول

حدود العالم من المشرق إلى المغرب

المؤلف:

مجهول


المحقق: يوسف الهادي
المترجم: يوسف الهادي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار الثقافيّة للنشر
الطبعة: ٠
ISBN: 977-5875-19-6
الصفحات: ٢٥٦

٢٤ ـ قصر ابن هبيرة : أهم مدينة بين بغداد والكوفة ، عامرة ذات نعمة غاصة بالسكان.

٢٥ ـ الجامعين : مدينة بين نهر الفرات ونهر سورا ، لا طريق إليها من أية جهة إلا عن طريق الماء (١).

٢٦ ـ الكوفة : مدينة على نهر الفرات ، مصرّها سعد بن أبى وقاص. وفيها روضة أمير المؤمنين على بن أبى طالب كرم الله وجهه.

٢٧ ـ الحيرة : مدينة على حافة البادية وهواؤها أفضل من هواء الكوفة.

٢٨ ـ القادسية : مدينة على طريق الحجاج على حافة البادية.

٢٩ ـ بردان ، عكبرا : مدينتان في الشمال الشرقي من بغداد ، مواضع عامرة.

٣٠ ـ سامرّة : مدينة إلى الشرق من دجلة ، ذات سواد ، وزروعها وفواكهها إلى الغرب من دجلة.

٣١ ـ الكرخ ، الدور : مدينتان بناهما المعتصم وأتم بناءهما المأمون (٢) ، عامرتان ذواتا نعمة.

٣٢ ـ تكريت : مدينة على الحدّ بين الجزيرة والعراق ، عامرة نزهة ذات نعمة.

__________________

(١) فى معجم البلدان (٢ / ١٠): " الجامعين : كذا يقولونه بلفظ المجرور المثنى ، هو حلّة بنى مزيد بأرض بابل على الفرات".

(٢) المعروف أن المأمون حكم قبل المعتصم.

١٦١

٣٤ ـ القول في بلاد الجزيرة ومدنها

بلاد يحيط بها من جهاتها الأربع نهران هما دجلة والفرات ، ولهذا السبب دعيت الجزيرة. وهى بلاد [٣٢ أ] عامرة ذات نعم وفيرة ، غاصة بالسكان ، طيبة الهواء وبها مياه جارية. وبها جبل ومدن كثيرة وسواد خصب وبساتين ورياض معروفة بنزاهتها. وبها أناس كثيرون من قبيلة ربيعة ، وبها خوارج كثيرون.

١ ـ الموصل : مدينة كبيرة طيبة الهواء قليلة النعم.

٢ ـ بلد : مدينة على ساحل دجلة ، فيها مياه جارية إضافة إلى دجلة.

٣ ـ برقعيد ، أدرمه : مدينتان نزهتان غاصتان بالسكان.

٤ ـ نصيبين : أكثر المدن نزاهة فى الجزيرة ؛ عامرة غاصة بالسكان. وبها أديرة للنصارى. وفيها عقارب قتالة. كما أن بها قلعة منيعة فيها أفاع كثيرة ، يرتفع الحجر الذي يصنع منه الزجاج الجيد.

٥ ـ دارا : مدينة على سفح جبل فيها مياه جارية غزيرة.

٦ ـ كفرتوثا : مدينة نزهة عامرة ذات مياه جارية.

٧ ـ رأس العين : مدينة نزهة وبها عيون ماء كثيرة ، ثم يتكون من هذه العيون خمسة أنهار تجتمع فى مكان واحد فتدعى الخابور الذي يصب فى نهر الفرات.

٨ ـ دياورعنى : مدينة ذات نعم كثيرة (١).

٩ ـ الرقة ، الرافقة : مدينتان كبيرتان ونزهتان متصلتان ببعضهما وعلى شاطئ الفرات ، كانت في حدودهما حرب صفين على الجانب الآخر من النهر.

١٠ ـ قرقيسيا : مدينة نزهة ذات نعمة ، وسوادها دائم الخضرة.

١١ ـ الرحبة : مدينة نزهة ذات مياه جارية وأشجار.

١٢ ـ الدالية : مدينة نزهة سكانها كثيرون ذات نعمة.

١٣ ـ عانة : مدينة نزهة يمر فيها ماء الفرات.

__________________

(١) كذا فى الأصل : دياور غنى (!). وربما كانت : ديار ربيعة.

١٦٢

١٤ ـ هيت : مدينة عليها سور حصين ، عامرة ذات نعمة وبها تربة عبد الله بن المبارك(١).

١٥ ـ الأنبار : مدينة نزهة وعامرة ذات نعمة غاصة بالسكان ، وكانت مستقر أبى العباس أمير المؤمنين. وجميع المدن آنفا من الرقة حتى الأنبار تقع على شاطئ الفرات.

١٦ ـ بالس ، جسر منبج ، شميشاط : مدن على شاطئ الفرات متصلة بحدود الشام.

١٧ ـ حرّان : مدينة ماؤها قليل وبها صابئون كثيرون.

١٨ ـ سروج : مدينة عامرة.

١٩ ـ الرها : مدينة نزهة أغلب أهلها نصارى ، وفيها كنيسة لا توجد فى العالم كنيسة أكبر منها أو أكثر عمارة وإثارة للإعجاب. لها سواد خصب ، وفيها رهبان.

٢٠ ـ جزيرة ابن عمر : مدينة نزهة ذات أشجار ومياه جارية. تقع على شاطئ دجلة.

٢١ ـ حديثة : مدينة نزهة فيها بساتين نزهة جدا.

٢٢ ـ السّن : مدينة على شاطئ دجلة ذات نعمة وفيرة. وقريب منها جبل.

__________________

(١) الحنظلى التركى المروزى ، وصفه الذهبى (سير أعلام النبلاء ، ٨ / ٣٧٨) بقوله : " الإمام شيخ الإسلام عالم زمانه وأمير الأتقياء فى وقته .." ، ثم ترجم له ترجمة مسهبة امتدت من ص ٣٧٨ ـ ٤٢١ ، وذكر أنه توفى سنة ١٨١ ه‍ ب" هيت وهانات".

١٦٣

٣٥ ـ القول في بلاد آذربايجان وبلاد أرمينية والران ومدنها

ثلاثة بلدان متصلة ببعضها وسوادها متداخل بعضه ببعض. إلى الشرق منها حدود جيلان ، وإلى جنوبيها حدود العراق والجزيرة ، وإلى غربيها حدود الروم والسرير ، وإلى شماليها حدود السرير والخزر [٣٢ ب]

وهي أكثر بلاد الإسلام نعمة. عامرة ذات نعم وفيرة ومياه جارية وفواكه لذيذة. يجتمع فيها التجار والغزاة والغرباء أكثر من أي مكان آخر.

يرتفع منها القرمز (١) والسراويل والثياب الصوف والقطن والأسماك والعسل والشمع ، ويؤتى إليها بالرقيق الرومي والأرمني والبجناكي والخزري والصقلبي.

١ ـ أردبيل : قصبة آذربايجان ، مدينة عظيمة يحيط بها سور ، وهي مدينة كانت ذات نعم وفيرة ، قلّت الآن. كانت مستقر ملوك آذربايجان. ترتفع منها البرود والثياب الملونة.

٢ ـ أسنه ، سراو ، ميانة ، خونه ، جابروقان : مدن صغيرة ذات نعم وفيرة ، عامرة غاصة بالسكان.

٣ ـ تبريز : مدينة صغيرة ذات نعمة وعامرة ، يحيط بها سور بناه العلاء بن أحمد(٢).

٤ ـ مراغة : مدينة كبيرة ونزهة ذات نعم ومياه جارية وبساتين نضرة. وكان عليها سور حصين خرّبه ابن أبي الساج (٣).

__________________

(١) فى البلدان لابن الفقيه (٥٩٢): " القرمز : دودة حمراء تظهر أيام الربيع ، فتلتقط ثم تطبخ ويصبغ بها الصوف" (انظر أيضا : الإصطخرى ، ١٨٨ ؛ الصيدنة ، ٤٩٠ ، وفيه نقل عن حمزة الأصفهانى قوله : كرمج [يقصد القرمز] : نوع من الخلاف يكون بآذربيجان وبدارابجرد يثمر دودا أحمر يخرط منه فيصبغ به الأرجوانى).

(٢) العلاء بن أحمد الأزدى كان واليا من قبل بغا الشرابى على الخراج والضياع بأرمينية (٢٥١ ، ٢٥٢ ه‍) ثم واليا على آذربايجان قتل سنة ٢٦٠ ه‍ (انظر : الطبرى ، ٩ / ٣٠٨ ، ٣٦١ ، ٥١٠).

(٣) هو محمد بن أبى الساج الملقّب بأفشين ، كان ذا نفوذ كبير فى مراغة سنة ٢٨٢ ه‍ كما يفهم من تاريخ الطبرى (١٠ / ٤١) ، الذي أضاف فى حوادث سنة ٢٨٥ ه‍ : " فيها ولّى المعتضد محمد بن أبى الساج أعمال أذربيجان وأرمينية وكان قد تغلّب عليها وخالف ، وبعث إليه بخلع وحملان". توفى بآذربايجان سنة ٢٨٨ ه‍ (الطبرى ، ١٠ / ٦٨ ، ٨٣). وقوله : " وكان عليها سور فخر به ابن أبى الساج" هو بنصه لدى الإصطخرى (ص ١٨١).

١٦٤

٥ ـ برزند : مدينة نزهة وعامرة ذات مياه جارية وزروع وفواكه ، ترتفع منها الثياب القطيفة(١).

٦ ـ موقان : مدينة وبها ناحية على ساحل البحر. وفيها مدينتان أخريان تدعيان موقان أيضا ترتفع منها الفوّة (٢) وحبوب تدعى دانغو تؤكل ، والجوالق والمسوح بكثرة.

٧ ـ ورثان : مدينة ذات نعم وفيرة ، ترتفع منها الزلّيات والمصلّيات.

إن جميع المدن التي ذكرناها هي من آذربايجان.

__________________

(١) فى مقدمة الأدب (١ / ٣٦٤): " القطيفة : كساء كبير ، كساء يتدثر به فى الليل". وفى المنجد (قطف): " القطيفة : جمعها قطف وقطائف : دثار مخمل يلقيه الرجل على نفسه".

(٢) الفوّة أو فوة الصباغين كما فى الصيدنة (ص ٤٧١): " عروق حمر قانية غلاظ أو حب الفرفخ المسمى الفقد وله لحم كلحم حب الآس وفيه حلاوة ، ويلوّن به الخمر ، يدقه الخمارون ويصرونه فى خرقة ويلقونه فى الخوابى" ، أما حبوب الدانغو فلا نعلم عنها شيئا ويحتمل أن تكون الدنقة ، وهو كما فى الصيدنة (ص ٣٢٠): " الزوان الذي فى الحنطة".

١٦٥

٣٦ ـ أرمينية والران (١)

٨ ـ دون : مدينة عظيمة وهي قصبة أرمينية يحيط بها سور وبها نصارى كثيرون.

مدينة ذات نعم وفيرة وتجارات وناس وتجار ، وفيها سواد كثير. تمتد حتى حدود الجزيرة وتتصل ببلاد الروم. يرتفع منها القرمز والتكك الجيدة.

٩ ـ داخرقان : مدينة نزهة ذات مياه جارية (٢) : وهي قريبة من بحيرة كبوذان.

١٠ ـ أرمنة : مدينة كبيرة عامرة ذات نعم وفيرة (٣).

١١ ـ سلماس : مدينة نزهة عامرة. ترتفع منها التكك الجيدة.

١٢ ـ خوي ، بركري ، أرجيج ، أخلاط ، نخجوان ، بدليس : جميع هذه المدن بين كبيرة وصغيرة نزهة ذات كثير من النعم والناس والتجارات والتجار. ترتفع من هذه المدن الزلّيات والبسط والتكك والأخشاب الكثيرة.

١٣ ـ ملازجرد : ثغر في مقابل الروم. أهله مقاتلون. وهو نزه ذو خيرات.

١٤ ـ قاليقله : مدينة فيها قلعة منيعة. وبها غزاة على الدوام يتناوبون فيها يأتون من كل مكان (٤) وبها تجار كثيرون.

١٥ ـ ميافارقين : مدينة حولها سور تقع على الحد بين أرمينية وجزيرة الروم.

١٦ ـ مرند : مدينة صغيرة عامرة ذات نعمة وفيرة غاصة بالسكان. ترتفع منها الثياب الصوف المختلفة.

١٧ ـ ميمذ : كورة معروفة عامرة ذات نعم وفيرة وناس كثيرين.

١٨ ـ أهر : قصبة ميمذ ، وملكها ابن رواد [٣٣ أ] من أولاد الجلندي بن كركر ، وهو الذي ورد أنه كان يأخذ كل سفينة غصبا.

__________________

(١) هذا العنوان غير موجود فى الأصل ، وقد وضع فى طبعة مينورسكى لضرورات فنية لفصل مدن آذربايجان عن أرمينية والران.

(٢) فى الأصل : راخرتاب. والتصحيح من طبعتى مينورسكى وستوده.

(٣) وردت هكذا فى الأصل : أرمنه.

(٤) المقصود بالغزاة ، طائفة المطّوعة ، وهم متطوعون كانوا يرابطون فى ثغور البلاد الإسلامية قادمين طواعية من شتى البلدان الإسلامية لغرض دفع هجمات الدول أو القبائل التى كانت تغير على تلك الثغور.

١٦٦

١٩ ـ سنجان : مدينة وهي كورة كبيرة ، ملكها سنباط.

إن جميع المدن التي ذكرناها آنفا هي من أرمينية (١).

٢٠ ـ قبان : مدينة نزهة ، يرتفع منها بكثرة القطن الجيد.

٢١ ـ بردع : مدينة كبيرة ذات نعم وفيرة ، وهي قصبة الران ومستقر ملوك هذه الناحية ذات سواد نزه كثيرة الزرع والثمار جدا. وبها بكثرة أشجار التوت الأبيض. يرتفع منها الإبريسم الكثير والبغال الجيدة والفوّة والشاه بلّوط (٢) والكروياء (٣).

٢٢ ـ بيلقان : مدينة ذات نعم وفيرة ، ترتفع منها بكثرة السّتر والجلال والبراقع والناطف(٤).

٢٣ ـ باجكاه : مدينة تقع على شاطئ نهر أرس ، ترتفع منها الأسماك.

٢٤ ـ كنجه ، شمكور : مدينتان عامرتان ذواتا زروع وفواكه ، ترتفع منها الثياب الصوف المختلفة.

٢٥ ـ خنان : كورة على شاطئ نهر كر ، على الحدّ بين أرمينية والران.

٢٦ ـ وردوقية : مدينة أسفل خنان ، صغيرة قليلة الناس.

٢٧ ـ قلعة : قلعة عظيمة ذات منبر ، على الحد بين أرمينية والران.

٢٨ ـ تفليس : مدينة كبيرة نزهة خصبة عامرة ذات نعم وفيرة ، يحيط بها سوران ، وهي ثغر مقابل الكفار ، يمر وسطها نهر. وفيها عين ماء حارة بني عليها حمام ، وماؤها حار دائما من غير نار (٥).

__________________

(١) واضح أن المؤلف سيبدأ من هنا وإلى آخر الفصل بذكر مدن الران بعد أن ذكر مدن آذربايجان وأرمينية.

(٢) فى برهان قاطع : " شاه بلوط : نوع من البلوط فى غاية الحلاوة ، نافع من السموم ونافع للمثانة ، ويقال له بالعربية بلوط الملك". وقد آثرنا الإبقاء على المصطلح الفارسى لأنه معروف بهذا الاسم فى كتب الطب العربية (انظر مثلا : شرح أسماء العقار ، ٣٦ ؛ الصيدنة ، ٣٦١).

(٣) فى عمدة الطبيب (١ / ٣٢٠ ـ ٣٢١) تفصيل واف عنه بدأه المؤلف بقوله : " هو تابل معروف" ، وفى برهان قاطع : " حب يقال له الكمون الرومى" ، وفى شرح أسماء العقار (ص ٢٣): " كرويه : يقال لها أيضا الكمون الأرمينى".

(٤) فى الصيدنة (ص ٦٠١): " الناطف : هو القبيطاء والقبّيط أيضا". وهو" نوع من الحلوى" (البلغة ، ١٤٤ ؛ مقدمة الأدب ، ١ / ٣٤٩ ؛ المرقاة ، ٧١ ، حيث ذكر ضمن أصناف الحلويات).

(٥) لدى الإصطخرى (ص ١٨٥ ـ ١٨٧): " عليها سوران من طين ولها ثلاثة أبواب وهى خصبة جدا كثيرة الفواكه ـ

١٦٧

٢٩ ـ شكّي : كورة من أرمينية عامرة ذات نعمة. طولها حوالي سبعين فرسخا. وفيها مسلمون وكفار.

٣٠ ـ مباركي : قرية كبيرة على باب بردع. وكان بها معسكر الروس الذين جاؤوا آنذاك واستولوا على برذع (١). ومباركي هذه هي أول حدّ من شكّي.

٣١ ـ سوق الجبل : مدينة من شكّي ، قريبة على بردع.

٣٢ ـ سنباطمان : مدينة ، في آخر حدّ شكي ، وبها قلعة منيعة.

وكلا المدينتين أعلاه عامر.

٣٣ ـ صنار : كورة طولها عشرون فرسخا ، بين شكي وتفليس. أهلها جميعهم كفار.

٣٤ ـ قبلة : مدينة بين شكي وبرذع وشروان ؛ عامرة ذات نعمة. يرتفع منها القند الكثير.

٣٥ ـ برديج : مدينة نزهة عامرة ذات نعمة.

٣٦ ـ شروان ، خرسان ، ليزان : ثلاثة كور ملكها واحد يدعى شروان شاه وخرسان شاه وليزان شاه ، ومستقره في معسكر على مسافة فرسخ من شماخي ، وهو في جبل عال قمته فسيحة مسطحة مربعة الشكل ، أربعة فراسخ في أربعة ، وليس لها أي طريق إلا من جانب واحد وهو وعر جدا. وبها أربع قرى. وهناك جميع خزائن الملك وكافة غلمانه ؛ وجميع الرجال والنساء يعملون هناك ويأكلون. وتدعى هذه القلعة باسم ينال. وقريب منها قلعة أخرى وبينهما فرسخ واحد ، وهي منيعة جدا ، وفيها سجن الملك.

__________________

ـ والزروع ، وهى ثغر وبها حمامات مثل حمامات طبرية ماؤها سخن من غير نار". وفى دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة العربية الثانية ، مادة تفليس) كتب مينورسكى يقول : " اسمها مشتق من كلمة تفيلى ومعناها جار. وفى ذلك إشارة إلى منابع تفليس الحارة". وقد ذكر أبو دلف فى" الرسالة الثانية" (ص ٣٣٦) سورها الذي قال عنه إنه عظيم وحماماتها التى لا توقد بنار.

(١) يذكر بارتولد فى مقدمته لحدود العالم (٢٩.p) أن هجوم الروس على برذعة قد وقع فى ٣٣٢ ه‍ / ٩٤٣ ـ ٩٤٤ م ، أى قبل تأليف حدود العالم بأربعين سنة.

١٦٨

٣٧ ـ خرسان : كورة بين دربند وشروان ، متصلة بجبل القبق [٣٣ ب] ترتفع منها الثياب الصوف. وإن جميع المحفوريات المختلفة التي تحمل إلى الآفاق إنما يؤتى بها من هذه المدن الثلاث(١).

٣٨ ـ كردوان : مدينة عامرة ذات نعمة.

٣٩ ـ شاوران : قصبة شيروان ، وهي قريبة من البحر ذات نعم وفيرة ، يؤتى منها بحجر المحك الذي يحمل إلى الآفاق.

٤٠ ـ دربند الخزر : مدينة على ساحل البحر (٢) ، بينها وبين البحر سلسلة عظيمة ، لا تستطيع أية سفينة العبور من هناك إلا بأمر. وهذه السلسلة مشدودة إلى حيطان حصينة كانت قد بنيت بالصخور والرصاص. ترتفع منها الثياب الكتان والزعفران ، ويقع إليها الرقيق من كل جنس من بلاد الكفر المصاقبة لها.

٤١ ـ باكو : مدينة على ساحل البحر (٣) ، قريبة من الجبل ؛ يؤتى منها بالنفط الذي يؤخذ إلى بلاد الديلم.

__________________

(١) مفردها المحفورى ، وهى الحشيّة وجمعها الحشايا : الوسادة أو الفراش المحشو (مقدمة الأدب ، ١ / ٣٦٥ ؛ البلغة ، ١٦٢ ؛ لسان العرب : حشا).

(٢) " دربند ويسميها العرب الباب أو باب الأبواب أو الباب والأبواب : مدينة بإقليم داغستان على الشاطئ الغربى لبحر الخزر .. وهى مشهورة بنوع خاص من أسوارها المرتفعة الفريدة في نوعها التى تسدّ الممر بين البحر والجبل" (دائرة المعارف الإسلامية ، الطبعة العربية الأولى ، مادة : دربند ، بقلم بارتولد).

(٣) لدى الإصطخرى (ص ١٩٠): " باكوه ، وبباكوه النفط" ؛ معجم البلدان (١ / ٤٧٧): " باكويه : بلد من نواحى الدربند من نواحى الشروان فيه عين نفط عظيمة ..". وفى التنبيه والإشراف (٥٣): " باكيه : وهى النّفاطة من مملكة شروان مما يلى الباب والأبواب ، ومن هناك يحمل النفط الأبيض ، وهناك آطام وهى عيون النيران تظهر من الأرض".

١٦٩

٣٧ ـ القول في بلاد العرب ومدنها

بلاد يحيط بها من المشرق بحر عمان من البحر الأعظم ؛ ومن جنوبيها بحر الحبشة وهو من البحر الأعظم أيضا ؛ ومن غربيها بحر القلزم ، وشماليها بادية الكوفة والشام.

وهى بلاد عظيمة حارة. فيها جبال منفصلة عن بعضها ـ كما ذكرنا ذلك عند حديثنا عن الجبال ـ ويوجد فى جميع هذه البلاد نهر واحد وهو الذي يخرج من جبال تهامة ثم يمر على حدود خولان (١) وحضرموت ثم يصب فى البحر الأعظم. وهذا النهر ليس كبيرا.

وفى هذه البلاد نواح كثيرة أغلبها بواد هي مكان العرب الأصلي ، وحتى الذين ذهبوا إلى أماكن أخرى فإن أصلهم من هناك ، وأكثرهم يعيشون في البوادي ، إلا أولئك الذين يعيشون في هذه البلاد.

ويرتفع من هذه البلاد التمر بكافة أنواعه والأديم والرمل المكي وحجر المحك والنعال المشعرة والملمعة. وفيها حيوانات عجيبة مختلفة.

وبها نواح كاليمن والحجاز وتهامة واليمامة ونزوين (٢) ، ومواضع فيها خيام تقيم بها القبائل أمثال التميميين والمضريين والأسديين والحسانيين والكلبيين والفزاريين وما شابه ، وقد صورنا كل ذلك ليكون أكثر وضوحا (٣).

__________________

(١) فى الأصل جولان. والصواب ما أثبتناه فخولان مخلاف من مخاليف اليمن كما فى معجم البلدان (٢ / ٤٩٩) وغيره.

(٢) يحتمل مينورسكى أنها كتابة مغلوطة ا ـ " بحرين" (١٤٦.p). ونحتمل أن يكون صوابها هو : نزوة. ففى معجم البلدان (٤ / ٧٧٦): " نزوة : جبل بعمان وليس بالساحل ، عنده عدة قرى كبار يسمى مجموعها بهذا الاسم. فيها قوم من العرب كالمتعكفين عليها ، وهم خوارج إباضية". ويحتمل أن تكون" يبرين" ، خاصة وأنها جاءت بعد" اليمامة" مباشرة. ففى صفة جزيرة العرب (ص ٢٧٨): " يبرين فى شرقى اليمامة وهى على محجة عمان إلى مكة وساكنها من لخوم العرب أى بطون العرب".

(٣) هذا الدليل آخر على أن مؤلف الكتاب قد رسم خارطات فى كتابه وهى غير موجودة للأسف فى هذه المخطوطة الفريدة. أما قبيلة الحسانيين الواردة آنفا ففى طبعة مينورسكى كتبت هذه الكلمة :(Jassan) ووضع أمامها علامة استفهام. وفى طبعة ستوده : جسانياحن. والحقيقة هى أن الكلمة فى المخطوطة : (حسانيان) بالحاء. ويوجد أسفل ـ

١٧٠

١ ـ مكة :مدينة كبيرة وعامرة غاصة بالناس ، تقع على سفح جبل وحواليها جبال. وهي أشرف مدينة في العالم ، وكان بها مولد نبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ وبها بيت الله عزوجل. وطول مسجد بيت الله عزوجل ثلاثمائة وسبعون ذراعا ، وعرضه ثلاثمائة وخمسة عشر ذراعا. وطول الكعبة أربعة وعشرون ذراعا ونصف ذراع ، وعرضها ثلاثة وعشرون ذراعا ونصف ، وارتفاعها سبعة وعشرون ذراعا. والذي بنى مكة هو آدم عليه‌السلام ، وأتمها إبراهيم عليه‌السلام. ومنذ عهد آدم عليه‌السلام جعل الله عزوجل هذا البيت عزيزا.

٢ ـ المدينة : مدينة طيبة كثيرة السكان ، وبها القبر المقدس للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقبور كثير من أصحابه. يرتفع من أطرافها حجر المسان الذي يحمل إلى الآفاق.

٣ ـ الطائف : مدينة صغيرة على سفح جبل ، يرتفع منها الأديم.

٤ ـ نجران : مدينة صغيرة [٣٤ أ] عامرة. وبها قبيلة الهمدانيين ، يخرج منها اللصوص فيقطعون الطرق على حدود اليمن.

٥ ـ جرش : مدينة صغيرة نزهة وعامرة من نواحي اليمن.

٦ ـ صعدة : مدينة عامرة كثيرة السكان فيها تجار من البصرة. وكانت قديما مستقر ملوك اليمن ، يرتفع منها الأديم بكثرة والنعال اليمنية المشعرة.

٧ ـ همدان : كورة في اليمن بين صعدة وصنعاء (١) ، وفيها ثلاث مدن يقيم فيها أولاد حمير ولهم فيها زروع وفواكه ومراع وحقول.

٨ ـ صنعاء : قصبة اليمن ، مدينة نزهة وعامرة ، يرتفع منها كل التجارات التي ترتفع من أغلب نواحي اليمن ، وهي أوفر مناطق اليمن نعمة. ولا يوجد في كل بلاد العرب مدينة أكبر منها وأنزه. تغل مزارعها وحقول حنطتها مرتين في السنة ، أما الشعير فيغل ثلاث

__________________

ـ الحاء وبعيدا عنها شبح خط أو نقطة لا علاقة لها بحرف الحاء. وربما كانوا من اليمن من أولاد حسان ذى معاهر ابن صيفى بن سبأ (انظر : جمهرة أنساب العرب ، ٤٣٨). الحاء وبعيدا عنها شبح خط أو نقطة لا علاقة لها بحرف الحاء. وربما كانوا من اليمن من أولاد حسان ذى معاهر ابن صيفى بن سبأ (انظر : جمهرة أنساب العرب ، ٤٣٨).

(١) فى الأصل شبيهة بكلمة صمدان بالصاد. وقد كتبها مينورسكى صمدان أيضا ووضع أمامها بين قوسين كلمة همدان مع علامة استفهام. (١٤٦.p). وهى صمدان فى طبعة ستوده. ورجحنا ما أثبتناه لأن ناسخ المخطوطة يكتب الهاء أحيانا هاء فارسية فتلتبس بالصاد. ويرجح هذا الاحتمال قول ياقوت (معجم البلدان ، ٤ / ٤٣٨): " مخلاف همدان وهو ما بين الغائط وتهامة والسراة ، فى شمالى صنعاء ما بينها وبين صعدة".

١٧١

مرات أو أربع لشدة اعتدال هوائها. يحيط بها سور من الصخر يقال إنه أول بناء بنوه بعد الطوفان.

٩ ـ ذمار : مدينة ذات أسواق غاصة بالسكان ، وهي من أعمال صنعاء. وذات نعم وفيرة ؛ تجارها يتعاملون بشىء كالقندهاري تساوي كل ثمانية منه درهما واحدا.

١٠ ـ شبام : قلعة على جبل (١) ، وبها سوق وهي مكتظة بالسكان.

١١ ـ زبيد : مدينة في اليمن لا توجد مدينة أكبر منها بعد صنعاء. وتبعد عن حدود الحبشة مسيرة ثلاثة أيام. وتجارة أهلها الفضة والذهب ، إلا أن كل اثني عشر درهما من دراهمهم تساوي درهم حجر واحدا ، وكل دينار من دنانيرهم يساوي درهما واحدا.

١٢ ـ منكث : مدينة صغيرة ، جدرانها من صخر ، يحيط بها وبرساتيقها جبل عظيم ، وإذا أردت الذهاب إلى مكان منها عليك أن تقطع الجبل. وحدودها متصلة بحدود حضرموت.

١٣ ـ صهيب : مدينة صغيرة نزهة وعامرة.

وجميع هذه المدن من اليمن. وفي جبال اليمن وبراريها توجد القردة.

١٤ ـ عدن : مدينة على ساحل البحر متصلة بحدود الحبشة ، يرتفع منها اللؤلؤ بكثرة.

١٥ ـ حضرموت : مدينة نزهة عامرة ولها أعمال كثيرة ؛ وعادتهم أن كل غريب يدخل مدينتهم ويصلي في مسجدهم ، فإنهم يأتونه بالطعام ثلاث مرات في اليوم ويكرمونه كثيرا إلا أن يبدي معارضته لمذهبهم.

١٦ ـ مخلاف عك : قرية كبيرة ذات نعمة (٢).

١٧ ـ عثر : مدينة صغيرة عامرة ذات نعمة.

١٨ ـ مهجرة : مدينة كبيرة (٣) يحيط بها سور وخندق ، لباس أهلها الإزار والجلباب.

__________________

(١) فى الأصل : سيام.

(٢) مخلاف عك ، كتبت فى الأصل : مخلاف علي.

(٣) في الأصل : مهجر ، بدلا من مهجرة. والتصحيح من صفة جزيرة العرب (ص ٣٧١): " مهجرة : قرية فى المنضج" (انظر أيضا ص ٢٢٥ ، ٣٠٢ منه).

١٧٢

١٩ ـ سرير : مدينة نزهة عامرة (١) ، زرعهم الدخن والشعير يتعاملون بالفضة المزبّقة (٢) ، وأهلها جميعا يرتدون الأزر والأردية. وهي من أعمال اليمن.

٢٠ ـ جدة : مدينة من أعمال مكة ، تقع على ساحل البحر ، عامرة ونزهة.

٢١ ـ سبأ ، عقاب ، مساع ، وادي بيحان : مدن ذات نعم وفيرة مكتظة بالسكان.

٢٢ ـ الشّحر : مدينة على ساحل البحر ، ترتفع منها الجمال الجيدة ، ويؤتى منها باللبان الذي يحمل إلى الآفاق (٣).

٢٣ ـ عمان : مدينة عظيمة على ساحل البحر ، بها تجار كثيرون ، وهي فرضة جميع العالم ، ولا توجد في العالم مدينة لتجارها من الثراء ما لتجار عمان. تقع إليها تجارات المشرق والمغرب والجنوب والشمال [٣٤ ب] حيث تحمل من هناك إلى الآفاق.

٢٤ ـ سرحه ، عنن : مدينتان عامرتان نزهتان.

٢٥ ـ هجر : مدينة مكتظة بالسكان على ساحل البحر.

٢٦ ـ البحرين : قصبة مكتظة بالسكان ذات مدن وقرى ومواضع عامرة.

٢٧ ـ فيد : مدينة نزهة عامرة.

٢٨ ـ جبلة : قلعة بها منبر.

٢٩ ـ فرع : مدينة صغيرة.

__________________

(١) السرير : كتبها مينورسكى : السرين (١٤٧.p) وفى تعليقاته على الكتاب تحدث عن السرين الواقعة على بداية الحد الفاصل بين اليمن والحجاز ، ونقل عن ابن المجاور قوله إنها تقع على مسافة ١٧ فرسخا جنوبى مكة (٤١٣.p). والحقيقة هي أنه في حالة كون الكلمة : السّرّين ، فينبغي التعامل معها بوصفها السرين التى هى من أعمال صنعاء (معجم البلدان ، ٣ / ٨٩) وليس السرين التى على ساحل البحر الأحمر. ومما يمكن أن يدعم صحة قراءتها بشكل السرير ما ورد فى معجم البلدان (٣ / ٨٨) : سرير : موضع فى ديار بنى دارم من تميم باليمامة" ، ثم ذكر قول عروة ابن الورد :

سقى سلمى وأين محلّ سلمى

إذا حلّت مجاورة السرير

وأضاف : " السرير : موضع فى بلاد بنى كنانة". وقد ورد ذكر السرير هذه فى صفة جزيرة العرب (مثلا ص ١٦٠ ، ١٦٣). أخيرا وردت الكلمة فى طبعة ستوده : سرسير. مما ابتعد بها كثيرا عن احتمالاتها التى أوردناها.

(٢) فى الجماهر (ص ٣٧٩): " المزبّقات هى الدراهم المطلقة به" أى بالزئبق. وقال إن التداول بها كان يتم خلال موسم الحج.

(٣) فى الصيدنة (ص ٥٥٣) وصف واف لشجرة اللبان هذه التى ببلاد الشحر.

١٧٣

٣٠ ـ تبوك ، وادي القرى ، تيماء : مدن مكتظة بالسكان تقع في البوادي.

٣١ ـ الجار : مدينة على ساحل البحر ، وهى فرضة المدينة.

٣٢ ـ مدين : مدينة نزهة على ساحل البحر ، وبها البئر التي استقى منها موسى عليه‌السلام الماء لأغنام شعيب عليه‌السلام.

١٧٤

٣٨ ـ القول في بلاد الشام ومدنها

بلاد شرقيها بادية الشام من حدود العرب وحدود الجزيرة ؛ وجنوبيها بحر القلزم ؛ وغربيها حدود مصر وبعض من بحر الروم ؛ وشماليها حدود بلاد الروم.

وهي بلاد نزهة وعامرة مكتظة بالسكان وملأى بالتجارات. وفيها مدن كثيرة ، يقع إليها كل ما يرتفع من المغرب ومصر وبلاد الروم والأندلس.

وثغور الجزيرة هي مدن تقابل الروم ، وهي من الشام إلا أنها تدعى باسم الجزيرة.

١ ـ سميساط : مدينة على شاطئ نهر ، ذات نعم وفيرة.

٢ ـ سنجة : مدينة نزهة قربها جسر لا يوجد في العالم أجمل ولا أعجب منه.

٣ ـ منبج : مدينة صغيرة تقع في الصحراء ، وهي خصبة.

٤ ـ منصور ، قورس : مدينتان عامرتان قليلتا السكان.

٥ ـ ملطية : أكبر ثغر في هذا الجانب من جبل اللكام ، وجميع فواكهه مباحة ليس لها صاحب.

٦ ـ مرعش ، حدث : مدينتان نزهتان عامرتان صغيرتان ذواتا زروع كثيرة ومياه جارية.

٧ ـ الهارونية : مدينة صغيرة على جبل بناها هارون الرشيد.

٨ ـ بياس : مدينة صغيرة نزهة ذات نعمة وفيرة. وبها نخل كثير.

٩ ـ كنيس : مدينة صغيرة على سفح جبل.

١٠ ـ كفربيا ، المصيصة : مدينتان نزهتان (١) يمر نهر جيحان بينهما ، وهما عامرتان. إذا جلست على قنطرة فيهما رأيت منها البحر الذي يقع على بعد أربعة فراسخ. وهما مكتظتان بالسكان.

١١ ـ عين زربة : مدينة خصبة ذات زروع وثمار.

١٢ ـ أذنة : مدينة ذات سوق ، نزهة ، تقع على شاطئ نهر سيحان.

__________________

(١) كفربيا ، كتبت فى الأصل : كمربيا.

١٧٥

١٣ ـ طرسوس : مدينة كبيرة عامرة ذات نعم وفيرة ، يحيط بها سوران من الصخر ، أهلها مقاتلون شجعان.

١٤ ـ أولاس : آخر مدن الإسلام مما يقع على بحر الروم. وفيها موضعان يقدسهما الروم ويؤمونهما للزيارة.

وكل المدن المذكورة آنفا هي مدن الثغور التي تدعى ثغور الجزيرة.

١٥ ـ الإسكندرونة ، صحبة ، اللاذقية ، أطرابلس ، بيروت ، صيدا ، صور ، عكة ، قيسارية ، يافا ، عسقلان : مدن في الشام تقع على ساحل بحر الروم (١) ، وفيها مسلمون ، وهي مدن ذات نعم وفيرة وزروع كثيرة وتجارات واسعة.

١٦ ـ بالس : مدينة في الشام تقع على شاطئ الفرات.

١٧ ـ خناصرة ، تدمر ، سلمية ، معان : مدن صغيرة [٣٥ أ] على طرف بادية الشام. وسكان سلمية جميعا من بني هاشم ، بينما سكان معان (٢) جميعا من بني أمية.

١٨ ـ أيلة : مدينة صغيرة على ساحل بحر القلزم على الحد بين باديتي مصر والشام.

١٩ ـ حلب : مدينة كبيرة نزهة وعامرة كثيرة السكان والتجارات ، يحيط بها من جميع أطرافها سور.

٢٠ ـ بغراس : مدينة في الجبال ، وبها قصر بنته زبيدة ووقفت عليه أوقافا كثيرة ، بحيث ينزل فيه كل مسافر يصل المدينة فيضيفه أهلها فيه.

٢١ ـ معرّة مصرين : مدينة صغيرة نزهة ، مياهها من الأمطار.

٢٢ ـ قنسرين : مدينة نزهة وعامرة.

٢٣ ـ حمص : مدينة كبيرة ونزهة وعامرة ، جميع طرقها معبدة بالصخر. وجميع أهلها أنقياء السرائر ذوو مروءة وجمال مفرط. تكثر فيها الأفاعي والعقارب.

٢٤ ـ كفرطاب ، شيزر ، حماة : مدن عامرة ذوات نعمة وهي خصبة جدا.

٢٥ ـ بعلبك : مدينة ذات نعم وفيرة تقع على سفح جبل.

__________________

(١) قوله" مدن فى الشام" شهادة تاريخية لا لبس فيها على أن الإسكندرونة تابعة لبلاد الشام.

(٢) فى العنوان وهنا ، كتبت الكلمة : مغان. وهو خطأ واضح.

١٧٦

٢٦ ـ دمشق : مدينة نزهة ذات نعم وزروع وثمار وفيرة. وبها سواد نضر جدا ، ومياه جارية ، قريبة من جبل ؛ وهي أنزه موضع في بلاد العرب ، يرتفع منها الرزّ الأصفر.

٢٧ ـ الرقة : مدينة نزهة قليلة الناس.

٢٨ ـ رواة : مدينة صغيرة قرب جبل ، وهذه المدينة هي قصبة الجبال.

٢٩ ـ أذرح : مدينة نزهة ذات نعم وفيها خوارج.

٣٠ ـ الأردن : كورة نزهة عامرة ذات نعم وفيرة.

٣١ ـ طبرية : قصبة الأردن ، مدينة نزهة عامرة ذات نعم ومياه جارية.

٣٢ ـ فلسطين : بلد ذو زروع وفواكه وتجارات مكتظ بالسكان.

٣٣ ـ الرملة : قصبة فلسطين ، وهي ذات نعم ، مدينة كبيرة.

٣٤ ـ غزة : مدينة صغيرة على الحد بين الشام ومصر.

٣٥ ـ بيت لحم : مدينة كان بها مولد عيسى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٣٦ ـ مسجد إبراهيم : مدينة على الحدّ بين مصر والشام بها قبور إبراهيم وإسحاق ويعقوب صلوات الله عليهم.

٣٧ ـ نابلس ، أريحا : مدينتان صغيرتان قليلتا النعم.

٣٨ ـ بيت المقدس : مدينة على سفح جبل ، ليس بها أي ماء جار ، وفيها مسجد يزوره المسلمون من كل مكان.

وهذه كلها مدن فلسطين.

٣٩ ـ موضع قوم لوط : بلد خرب قليل الناس عديم النعمة.

٤٠ ـ زغر : مدينة من ديار قوم لوط ، بقي فيها القليل من العمارة.

وداخل حدود جبل البلقاء مدن ورساتيق كثيرة وجميع سكانها خوارج.

١٧٧

٣٩ ـ القول في بلاد مصر ومدنها

بلاد شرقيها بعض حدود الشام وبعض من برية مصر ؛ وجنوبيها حدود النوبة ؛ وغربيها بعض حدود المغرب وبعض المفازة التي تدعى الواحات ؛ وشماليها بحر الروم.

وهي أغنى بلاد الإسلام ، وفيها مدن كثيرة جميعها عامرة ونزهة ذات خصب ونعم وفيرة متنوعة. ترتفع منها الثياب والمناديل والأردية المختلفة التي لا يوجد في جميع العالم ما هو أثمن منها ، كالصوف المصري والثياب والمناديل الدبيقية والخز ، وفيها [٣٥ ب] الحمير الجيدة الثمينة.

١ ـ الفسطاط : قصبة مصر ، أغنى مدينة في العالم ، في غاية العمارة ووفرة النعمة ، تقع إلى الشرق من نهر النيل. وبها تربة الشافعي رحمة الله عليه.

٢ ـ ذميره ، دنقرا : مدينتان إلى الشرق من نهر النيل ، عامرتان وفيرتا النعمة ؛ ترتفع منهما الثياب الكتان الثمينة.

٣ ـ الفرما : مدينة على ساحل بحيرة تنيس وسط رمال الجفار. وبها قبر جالينوس.

٤ ـ تنيس ودمياط : مدينتان وسط بحيرة تنيس على جزيرتين ، وليس بهما زروع ولا ثمار ؛ ترتفع منهما الثياب الصوف والكتان الغالية.

٥ ـ الإسكندرية : مدينة متصلة ببحر الروم من جهة وبحيرة تنيس من جهة ، وفيها منارة يقال إن ارتفاعها مئتا ذراع ، مرتكزة على صخرة وسط الماء ، وهي تتحرك كلما هبّ النسيم بحيث لا يمكن رؤية ذلك.

٦ ـ الهرمان : بناءان على جبل قرب الفسطاط ، ملاطها من مادة لا يؤثر فيها شيء. وطول كل واحد منهما أربعمائة ذراع في عرض أربعمائة وارتفاع أربعمائة. وفيهما بيوت ضيقة. وقد بناهما هرمس قبل الطوفان ، ذلك أنه علم بأن الطوفان سيحدث ، فبناهما لينجو من الماء. وقد كتب عليهما بالعربية : بنيناهما بقدرة ، فمن أراد أن يعلم كيف بنيناهما فليخربهما.

وقد حفر على هذين الهرمين كثير من العلوم من طب وفلك وهندسة وفلسفة.

١٧٨

٧ ـ الفيوم : مدينة تقع إلى الغرب من النيل (١) ، وفيها مياه جارية إضافة إلى النيل.

٨ ـ بوصير : مدينة إلى الشرق من النيل (٢) ، ومنها السحرة الذين كانوا مع فرعون وجاءوا بالسحر.

وتكثر في نهر النيل التماسيح في كل مكان منه حتى إنها تختطف الناس والمواشي من على ضفاف النهر ، وحين تصل إلى هذه المدينة تضعف ولا تستطيع إيذاء أحد بسبب طلسم صنع هناك ، بحيث يستطيع الأطفال إمساكها والركوب عليها ويتجولون دون أن تلحق بهم أي أذى ؛ بينما تلحق الأذى بكل مكان تصله غير هذه المدينة.

٩ ـ الأشمونين ، إخميم ، بلينا : ثلاث مدن تقع إلى الغرب من نهر النيل ، عامرة نزهة وفيرة النعم تكثر فيها أشجار الأبنوس.

١٠ ـ أسوان : آخر مدينة في مصر ، وهي ثغر في مقابل النوبيين على غرب النيل ، وهي غنية وأهلها مقاتلون. وتوجد في الجبال القريبة منها في الواحات معادن الزمرد والزبرجد التي لا توجد في أي مكان آخر من العالم. وفي جبال الواحات توجد الخراف الوحشية. كما توجد بعد أسوان على الحد بين مصر والنوبة الحمر الوحشية الكثيرة المرقطة والسود والصفر ، وخراف صغار حين يخرجون من تلك الأرض يموتون.

__________________

(١) الفيوم ، وردت فى الأصل بشكل : الفيون.

(٢) بوصير ، وردت فى الأصل : توصير.

١٧٩

٤٠ ـ القول في بلاد المغرب ومدنها

بلاد شرقيها [٣٦ أ] بلاد مصر ؛ وجنوبيها برية ينتهي آخرها ببلاد السودان ؛ وغربيها بحر الأوقيانوس المغربي ؛ وشماليها بحر الروم.

وهي بلاد فيها برار كثيرة وجبال وعرة قليلة. وأهلها سود وسمر. وفيها أعمال كثيرة ومدن ورساتيق. وفي براريها بربر كثيرون لا يحصون. وهي بلاد حارة ، يوجد فيها الذهب بكثرة ، وفي رمالها معدن الذهب ، وأغلب تجارة أهلها الذهب.

١ ـ أطرابلس : أول مدينة من إفريقية ، وهي كبيرة وعامرة ، تقع على ساحل بحر الروم ؛ مكتظة بالسكان ، ومحط رحال تجار بلاد الروم والأندلس ، يقع إليها كل ما يرتفع من بحر الروم.

٢ ـ المهدية : مدينة كبيرة تقع على ساحل بحر الروم ، متصلة بحدود القيروان. وهي ذات نعم وفيها تجار كثيرون من شتى البلدان.

٣ ـ برقة : مدينة كبيرة ، ولها ناحية متصلة بحدود مصر ، ذات تجارات وتجار كثيرين. وفيها جنود بصورة دائمة.

٤ ـ القيروان : مدينة عظيمة ، وليس في المغرب مدينة أكبر وأكثر عمارة وتجارة منها. وهي قصبة المغرب.

٥ ـ زويلة : مدينة عظيمة على طرف مفازة السودان ، وفيها وحواليها يوجد البربر بكثرة. والبربر هؤلاء ناس في بادية المغرب كالعرب في البادية ، أصحاب مواش وذهب كثير ، لكن العرب أكثر ثراء بمواشيهم ، والبربر بذهبهم.

٦ ـ تونس : مدينة من المغرب على ساحل البحر ، وأول مدينة تقابل الأندلس.

٧ ـ فرسانة : مدينة نزهة ذات نعم وفيرة ، أهلها محبون للاختلاط بغيرهم ، وتجارتهم وفيرة. وهي قريبة من القيروان.

٨ ـ سطيف : مدينة كبيرة مكتظة بالسكان ، ذات ذهب كثير ، وهي قليلة النعمة.

٩ ـ طبرقة : مدينة على ساحل بحر الروم ، وقريب منها في ساحل البحر يوجد بوفرة معدن المرجان الذي لا يوجد في مكان آخر من العالم وفيها العقارب القتالة الكبيرة.

١٨٠