حدود العالم من المشرق إلى المغرب

مجهول

حدود العالم من المشرق إلى المغرب

المؤلف:

مجهول


المحقق: يوسف الهادي
المترجم: يوسف الهادي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار الثقافيّة للنشر
الطبعة: ٠
ISBN: 977-5875-19-6
الصفحات: ٢٥٦

٢٨ ـ القول في بلاد كرمان ومدنها

بلاد يحيط بها من شرقيها حدود السند ؛ ومن جنوبيها البحر الأعظم ؛ ومن غربيها بلاد فارس ؛ ومن شماليها مفازة سجستان. وكلما اتجهت في هذه البلاد نحو البحر ازدادت حرارة الهواء. أهلها سمر [٢٦ ب] يجتمع بها التجار وفيها مفازة. ويرتفع منها الكمّون والتمر والنيل وقصب السكر والفانيذ. طعام أهلها خبز الدخن.

وكلما ابتعدت عن البحر اقتربت من مفازة سجستان.

وهي من الصرود ، عامرة ذات نعم كثيرة. أهلها ذوو أبدان صحيحة. وبها جبال كثيرة فيها معادن الذهب والفضة والنحاس والرصاص والمغناطيس.

١ ـ سيرجان : قصبة كرمان ومقام الملك. مدينة كبيرة يجتمع بها التجار. ماؤها من قنوات ، ومياه رساتيقها من آبار. قليلة الأشجار ، وأبنيتها آزاج (١).

٢ ـ بافت ، خيز : مدينتان عامرتان ذواتا خيرات.

٣ ـ جيرفت : مدينة طولها نصف فرسخ وعرضها نصف فرسخ ؛ عامرة ذات نعمة وفيرة. وبها نهر شديد الجرية له خرير ، ومياهه غزيرة إلى الحد الذي يدير معه ستين رحى. ويجدون في ترابها الذهب.

٤ ـ ميجان : مدينة على سفح جبل ؛ وفاكهة جيرفت وحطبها وثلجها يحمل إليها من هذه المدينة.

٥ ـ مغون ، ولاشجرد ، كومين ، بهروكان ، منوكان : مدن كبيرة وصغيرة. يرتفع منها النيل والكمون وقصب السكر ؛ وهناك يصنع الفانيذ. وطعام أهلها الدخن. ولديهم تمور كثيرة ، ولهم سنّة هي أن لا يرفعوا من تمورهم ما سقط من النخل ويدعوه ، فيصير بعدها من نصيب الضعفاء(٢).

__________________

(١) مفردها الازج. فى مقدمة الأدب (١ / ١٢٥): " بيت يبنى طولا". ولدى الإصطخرى عند حديثه عن السيرجان (١٦٧): " وأبنيتها آزاج لقلة الخشب بها".

(٢) الكلام على هذه المدن والحديث عن عدم رفع التمور الساقطة إلى الأرض كله موجود بنصه لدى الإصطخرى (ص ١٦٧).

١٤١

٦ ـ وبين هذه المدن وبين جبل القفص يوجد البلوص ، مقيمون في الصحراء ، يمتهنون اللصوصية والرعي ، جريئون مصاصو دماء. وهم كثيرون. وقد أبادهم فناخسرو بشتى الحيل (١).

٧ ـ أما القفص فهم جبليون مقيمون أسفل جبل القفص ؛ وهم سبع قبائل لكل قبيلة منهم رئيس. وهم لصوص ورعاة ومزارعون.

وإلى الشرق من جبل القفص وحتى مكران ، مفازة.

قوهستان أبي غانم : منطقة جبلية بين جيرفت ومنوقان ، وهي عامرة ذات نعم كثيرة.

رودبار : قرية إلى الغرب من قوهستان أبي غانم ذات غياض وأشجار ومروج.

٨ ـ هرموز : على بعد نصف فرسخ من البحر الأعظم. موضع حار جدا ، وهو فرضة كرمان.

٩ ـ شهرروا : مدينة على البحر أهلها صيادون.

١٠ ـ سوريقان ، مزروقان ، كسبان ، روين ، خبروقان : مدن ذات آبار كثيرة يعتمد أهلها عليها في شربهم وسقي زروعهم. وهي ذات نعم وفيرة وهواء معتدل.

١١ ـ كاهون ، خشناباد : مدينتان صغيرتان على الطريق إلى فارس.

١٢ ـ كفتر ، دهج : مدينتان في جبل بارجان ، وكل من وصل هذا الجبل وقع إلى هاتين المدينتين.

١٣ ـ ده كور ، دارصين : مدينتان بين بم وجيرفت ، عامرتان ذواتا نعم وفيرة يرتفع منهما الدار صيني.

١٤ ـ خواش ، ريقان : مدينتان بين السند وكرمان تقعان في المفازة.

__________________

(١) فنا خسرو هو الأمير عضد الدولة البويهى (ت ٣٧٢) ، وقد ذكر إيقاعه بالبلوص هذا ، أبو على مسكويه فقال ضمن حوادث ٣٦٤ ه‍ إنه كان فى أعمال كرمان خلق من الرجال الجرومية لهم بأس شديد ... فأمر عضد الدولة أحد القادة (المطهر بن عبد الله) بالمسير إلى كرمان ، فبرز من شيراز فى ٢١ رجب ٣٦٤ ه‍ ، فأوقع بكل من وجد فى طريقه من أهل التهمة ، وقتل وصلب وسمل العيون ومثّل بكل مثلة وبالغ فى القسوة إقامة للهيبة (تجارب الأمم ، ٢ / ٣٥٩). وفى ذيل تجارب الأمم (ص ٥٨): " وإحدى مكائده الغريبة إضرام النار فى كلاب القفص والبلوص حين أوغل فى بلاد كرمان لتنظيفها منهم". قلت : المقصود هو إطلاقه الكلاب والنار فيها على أحيائهم فاحترقت بيوتهم. وهو كلام شبيه بالأسطورة. ومع ذلك فإن فيه حقيقة تاريخية هو استخدامه القسوة فى حربه لهم.

١٤٢

١٥ ـ شامات [٢٧ أ] ، .. جار ، خناب ، غبيرا ، كوغون ، رائين ، سروستان ، دارجين : مدن بين سيرجان وبم ، وهي صرود طيبة الهواء ، عامرة ذات نعم وفيرة ومياه جارية وغاصة بالناس (١).

١٦ ـ بم : مدينة طيبة الهواء ، ولها قلعة منيعة ، وهي أصح هواء من جيرفت. وبها ثلاثة مساجد : مسجد للخوارج ومسجد للمسلمين ، ومسجد في القلعة. ويرتفع منها الكرباس والعمائم والمناديل البمية والتمر.

١٧ ـ نرماشير : مدينة نزهة عامرة ذات نعم يجتمع بها التجار.

١٨ ـ بهرة : آخر مدينة من كرمان تقع على حافة المفازة. ومنها يتم الذهاب إلى سجستان.

١٩ ـ سبه : مدينة بين نهلة وسجستان ، وهي من أعمال كرمان.

٢٠ ـ فردير ، ماهان وخبيص : مدن ذات نعم وفيرة طيبة الهواء بعضها في الجبل وبعضها في المفازة (٢).

٢١ ـ بردسير ، جترود : مدينتان على الطريق إلى هري وقوهستان ذواتا نعم وفيرة وناس قليلين.

٢٢ ـ كوتميذان ، كردكان ، أنار : مدن على الطريق القادم من روذان إلى فارس وهي ذات خيرات.

٢٣ ـ وبين سيرجان وبردسير توجد جبال منيعة ، عامرة ذات نعم وفيرة ، فيها مائتان وستون قرية عامرة ذات نعم مأهولة بالسكان.

وليس في كل بلاد كرمان نهر كبير يمكن للسفن أن تمخر فيه. ويوجد في جبالها أناس معمرون أصحاء الأبدان

__________________

(١) " شامات .. جار ، خناب ، غبيرا ، هكذا ورد فى الأصل حيث حدث سقط بين كلمة شامات. ويبدو أن الصواب هو ما ورد لدى الإصطخرى (ص ١٦٠) " الشامات وبهار وخناب ...".

(٢) وردت هذه المدن بهذا النسق لدى الإصطخرى (ص ١٦١) وفيه" فرزين" بدلا من" فردير".

١٤٣

٢٩ ـ القول في بلاد فارس ومدنها

بلاد يحيط بها من شرقيها حدود كرمان ؛ ومن جنوبيها البحر الأعظم ، ومن غربيها نهر طاب الذي يمر بين فارس وخوزستان ، وشيء من أصفهان ؛ وشماليها مفازة فارس من كركس كوه.

وفيها مدن كثيرة ومزدحمة بالسكان. بلاد عامرة خصبة ذات نعم مختلفة ، يجتمع فيها التجار. فيها جبال وأنهار. وكانت مقر إقامة الأكاسرة. أهلها مفوّهون وعقلاء. في جبالها المعادن. يرتفع منها الثياب المختلفة من الكتان والصوف والقطن ، وماء الورد وماء البنفسج وماء الطلع ، والبسط والفرش والزلّيّات (١) والأكسية الثمينة.

وكل موضع منها ازداد قربا من البحر فهو جروم ؛ وما ازداد قربا من المفازة فهو صروم. وفي جبالها معادن الذهب.

وفيها بيوت نيران المجوس وهم يعظمون آثار القدماء ويزورونها.

وأغلب مدن فارس لها جبال قريبة منها.

١ ـ شيراز : قصبة فارس ، مدينة كبيرة نزهة ذات تجارات ، مزدحمة بالسكان ، وهي دار الملك. بنيت في الإسلام وبها قهندز قديم ومنيع يدعى قلعة شه موبذ ، وفيها بيتان للنار معظّمان. وبها نوع من الريحان يعرف بسوسن نرجس ورقه مثل ورق السوسن وداخله كالنرجس (٢).

٢ ـ إصطخر : مدينة كبيرة وقديمة ، وكان بها مقام الأكاسرة [٢٧ ب] ، وبها أبنية فيها نقوش وتصاوير قديمة. ولها نواح كثيرة ، وفيها أبنية عجيبة تدعى مسجد سليمان (٣). وبها تفاح تكون التفاحة الواحدة منه نصفها حامض ونصفها حلو. وفي جبلها معدن الحديد وفي أطرافه معدن الفضة.

__________________

(١) نوع من السجاجيد التى تفرش بها الحجرات والبيوت ، مفردها زلّية.

(٢) نص عبارة الإصطخرى (ص ١٥٢) وهي بعينها لدى البيرونى (الصيدنة ، ٣٥٤): " بناحية شيراز ريحان يعرف بسوسن نرجس ، ورقه مثل ورق السوسن وداخله مثل عين النرجس سواء".

(٣) قال الإصطخرى (ص ١٥٠): " يذكر الفرس أنه مسجد سليمان بن داود (ع) ".

١٤٤

٣ ـ قلعة ابن عمارة : مدينة فيها قلعة على ساحل البحر الأعظم ، مكان لتجمع الصيادين ومحط رحال التجار.

٤ ـ سيراف : مدينة كبيرة حارة ، طيبة الهواء ، يجتمع بها التجار ، وهي فرضة فارس.

٥ ـ جم ، كران ، خرمك : مدن صغيرة من حدود سيراف ، عامرة مزدحمة بالسكان.

٦ ـ جور : مدينة نزهة بناها أردشير بابكان وكانت مقرا له ؛ حولها سور حصين. يرتفع منها ماء الورد الذي يحمل إلى الآفاق وكذلك ماء الطلع وماء القيصوم اللذان يحملان إلى الآفاق ولا يوجدان في مكان آخر. وبها عين ماء غزيرة.

٧ ـ بجيربكان ، حيره ، بانو ، مهرا : مدن من حدود جور ، عامرة ذات نعم ومياه جارية.

٨ ـ نجيرم : مدينة على ساحل البحر ، محط رحال التجار.

٩ ـ صعاده ، بهلوان : مدينتان نزهتان عامرتان قريبتان من البحر.

١٠ ـ كناوه (١) : مدينة كبيرة ونزهة ، محط رحال التجار ، ذات تجارات كثيرة ، ترتفع منها الثياب المختلفة. وفى بحر كنافة يوجد اللؤلؤ (٢). وكان منها أبو سعيد الدقاق الذي خرج وملك البحرين ؛ وكان سليمان بن الحسن القرمطي ابن أبي سعيد هذا (٣).

١١ ـ توز : مدينة بين نهرين ، أهلها كثيرون وأثرياء ، ترتفع منها الثياب التوزية التي تحمل إلى الآفاق. ١٢ ـ كازرون : مدينة كبيرة وعامرة ذات تجارات كثيرة ، تقع قرب بحيرة يون ؛ بها بيتان للنار معظّمان.

__________________

(١) تعرف ب (جنابة) و (كنافة) أيضا.

(٢) عن مغاص اللؤلؤ هذا انظر : الإصطخرى (ص ٣٣) الذي قال : " وبحذاء جنّابة مكان يعرف بخارك وبه معدن اللؤلؤ .." ، والجماهر (ص ٢٤١) الذي نقل كلام الإصطخرى بحذافيره.

(٣) هو أبو سعيد الحسن بن بهرام الجنابى القرمطى المعروف الذي ظهر بالبحرين سنة ٢٨٦ ه‍ (ابن الأثير ، ٧ / ٤٩٣ ـ ٤٩٥ ، ٤٩٨ ـ ٥٠٠). وقد قتل سنة ٣٠١ ه‍ (نفس المصدر ، ٨ / ٨٣ ـ ٨٤) ، وقام مقامه ابنه أبو طاهر سليمان بن أبى سعيد ، وهو الذي أغار على البصرة سنة ٣١١ ه‍ ونهبها وقتل خلقا كثيرا من أهلها (نفس المصدر ، ٨ / ١٤٣ ١٤٤) ، ثم أغار على قافلة لحجاج بيت الله سنة ٣١٢ ه‍ فنهبها وأسر النساء والصبيان ، ومات بعض الحجاج عطشا (نفس المصدر ، ٨ / ٢٤٧) ، وأخيرا هاجم مكة المكرمة سنة ٣١٧ ه‍ وقتل الحجاج وهم معتكفون فى المسجد الحرام واقتلع الحجر الأسود وأرسله إلى هجر (نفس المصدر، ٨ / ٢٠٧).

١٤٥

١٣ ـ سينيز : مدينة على ساحل البحر ، ذات نعم وفيرة وهواء طيب. يحمل منها إلى الآفاق الثياب السينيزية.

١٤ ـ ريشهر : مدينة نزهة بين سينيز وأرجان.

١٥ ـ ماهي رويان : تقع في الماء كالجزيرة ، وهي نزهة ، وفرضة كل فارس.

١٦ ـ أرغان (١) : مدينة كبيرة ونزهة ذات تجارات كثيرة ونعم واسعة وهواء طيب. وفي رستاقها عين ماء لا يعلم أحد من العالمين عمقها ، يخرج منها ماء يكفي لإدارة طاحونة واحدة ثم يجري على الأرض. يرتفع من هذه المدينة الدبس الجيد.

١٧ ـ بزرك ، بيسوك ، وايكان ، لارندان : مدن في حدود أرجان ذوات نعم واسعة وهواء طيب.

١٨ ـ نوبندكان : مدينة نزهة ذات نعمة وتجارات كثيرة.

١٩ ـ بشاور : مدينة ذات ثروة وحولها سور بناه الملك سابور. وفيها بيتان للنار يزاران. وقريب منها جبل قد صورت فيه صورة كل ملك وموبذ ومرزبان كان قديما وحياة كل واحد منهم. وفي حدودها جبل يخرج منه الدخان دائما ، وكل طائر يمرّ فوق ذلك الدخان يحترق ويسقط.

٢٠ ـ وايكان ، كمارج : مدينتان من بشاور ، نزهتان وعامرتان.

٢١ ـ جويم : مدينة نزهة من شيراز ذات نعم.

٢٢ ـ [(مدينة)](٢) : مدينة يأتي ماء شيراز منها [٢٨ أ]

٢٣ ـ برسركان ، كورستان : مدينتان عامرتان ذواتا نعمة ، وهما من مدن سيراز.

٢٤ ـ البيضاء : مدينة عامرة. وكان الحلّاج (٣) الذي ادعى الألوهية من هذه المدينة.

__________________

(١) هى الشهيرة باسم أرجان.

(٢) حدث قطع هنا فى المخطوطة ربما بسبب تجليد الكتاب فلم يوجد اسم المدينة ، وقد اقترح مينورسكى مع شىء من الشك أن يكون اسم المدينة" كويم" (١٢٨.p). إلا أن" كويم" على فرض صحة هذا الفرض هى نفسها" جويم" التى ذكرها مؤلف الكتاب فى الفقرة السابقة. لذا نحتمل أن تكون" ركناباد" بقرينة أن ماء مدينة شيراز منها ، ذلك أنه ورد فى شيراز نامه (ص ٣٧): " ماء ركناباد : عين ماء فى شيراز عذبة صافية".

(٣) هو الحسين بن منصور الحلاج المقتول آخر سنة ٣٠٩ ه‍ (انظر ترجمته فى الفهرست لابن النديم ، ٢٤١ ـ ٢٤٢). أما القول بأنه ولد فى البيضاء الذي كان الإصطخرى قد ذكره فى مسالك الممالك (ص ١٤٨) ، فقد قال ابن النديم (ص ٢٤١): " اختلف فى بلده ومنشئه ، فقيل إنه من خراسان من نيسابور ، وقيل من مرو ، وقيل من الطالقان"

١٤٦

٢٥ ـ هزار ، زرقان ، خير : مدن صغيرة عامرة ذات نعم.

٢٦ ـ فسا : مدينة نزهة ، كبيرة ، لها حصن وربض ، يجتمع بها التجار ، ذات تجارات كثيرة.

٢٧ ـ تمستان ، بستكان ، أزبرا ، داركان ، سنان : مدن بين فسا وما حوالي آبادان.

٢٨ ـ داراجرد : مدينة نزهة عامرة ذات تجارات كثيرة ، هواؤها رديء. يرتفع منها الموميائي الذي لا يوجد في أي مكان آخر من العالم (١). وفي جبالها صخور ملح بيض وسود وحمر وصفر تنحث منها الموائد الجياد.

٢٩ ـ رم ، روستا رسام ، فرخ ، تارم : مدن بين داراجرد وحدود كرمان ، ذات زروع وفواكه ونعم واسعة.

٣٠ ـ كارزين : من حدود فسا ، لها قهندز منيع.

٣١ ـ كاريان : مدينة من داراجرد لها قلعة منيعة جدا. وبها بيت للنار معظّم.

٣٢ ـ سميران ، إيرج ، روفته ، ماذران ، كويم : مدن من داراجرد عامرة ذات خيرات.

٣٣ ـ جهرم : مدينة نزهة ، ترتفع منها الزلّيّات والمصلّيات الجيدة.

٣٤ ـ كيز : مدينة بها قلعة منيعة.

٣٥ ـ خير ، كرديان : مدينتان عامرتان ذات فواكه وزروع ، وهما من فسا.

٣٦ ـ إيج ، إصطهبانات ، خيار ، ماشكانات : مدن على سفح جبل ، قليلة الناس ذوات زروع وفواكه ونعم وفيرة.

٣٧ ـ آباده ، بردنكان ، جاهك : مدن بين إصطخر وكرمان ، محطّ لرحال القوافل ، ذوات نعم وفيرة.

__________________

(١) هذه المعلومات لدى الإصطخرى (ص ١٥٥) وورد فى آخرها : " وبناحية دارابجرد جبال من الملح الأبيض والأصفر والأخضر والأسود والأحمر تنحت من هذه الجبال موائد".

١٤٧

٣٨ ـ كمين ، سرواب ، مزيركان ، شهر فانك ، خرّه ، كيس : جميع هذه المدن في الجبال ، وهي من الصرود ، طيبة الهواء ذات نعم وفيرة. وفي خرّه بيت للنار يعظّمونه ويزورونه بناه دارا.

٣٩ ـ بجه ، كليند ، شمكان ، سرمة ، أرجينان : مدن بين الجبال وهي صرود ، عامرة ذات فواكه وزروع ونعم وفيرة ومزدحمة بالسكان.

٤٠ ـ برقوه : مدينة ذات نعم وفيرة جدا وحولها تلال عظيمة من الرماد.

٤١ ـ نائين : مدينة عامرة ذات نعمة ، في جبلها معدن الفضة.

٤٢ ـ سردن : مدينة بين نهرين ، عامرة ونزهة في جبلها معدن الصفر.

٤٣ ـ أبرح ، كسبا ، ماين : مدن ذات نعم بين فارس وأصفهان.

٤٤ ـ روذان ، دركان : مدينتان على الحد بين فارس وكرمان ، محطّ لرحال القوافل ، وهما من الصرود.

٤٥ ـ أنار ، بهره ، كثه ، ميبذ ، نائين : مدن من الصرود ذات نعم وفيرة على الحدّ بين فارس والمفازة.

١٤٨

٣٠ ـ القول في بلاد خوزستان ومدنها

بلاد شرقيها حدّ فارس وحدود أصفهان ؛ وجنوبيها البحر وشيء من حدّ العراق ؛ وغربيها شيء من حدود العراق وسواد بغداد وواسط ؛ وشماليها [٢٨ ب] مدن بلاد الجبال.

وهي بلاد عامرة وأكثر نعمة من كل البلاد المتصلة بها. وفيها أنهار عظيمة ومياه جارية ، وسواد (١) نزه وجبال ذات نعم. يرتفع فيها السكر والثياب المختلفة والستر والسوسنجرد (٢) والتكك والأترج والتمر. وأهلها متنافسون فيما بينهم وبخلاء.

١ ـ دز مهدي : مدينة نزهة وعامرة ، بين العراق وخوزستان ، وهي على شاطئ نهر.

٢ ـ باسبان ، خان مردونة ، دورق : مدن عامرة ذات ثروات تقع على شاطئ نهر.

٣ ـ ديرا : مدينة قريبة من الجبل ذات نعم وفيرة.

٤ ـ آسك : قرية كبيرة على سفح جبل تتقد نار في قمته ليل نهار. وهناك كانت حرب الأزارقة في قديم الزمان.

٥ ـ جبّى : مدينة على شاطئ نهر تستر ، نزهة ذات نعم وفيرة. ومن ها أبو علي الجبّائي المعتزلي (٣).

٦ ـ سوق الأربعاء : مدينة على شاطئ هذا النهر ذات نعم وفيرة ، وعامرة.

٧ ـ الأهواز : مدينة نزهة جدا ليس في خوزستان مدينة أكثر نزاهة منها. ذات نعم وفيرة وشكل حسن. أهلها صفر الوجوه. ويقال إن من أقام بالأهواز وجد في عقله

__________________

(١) فى مقدمة الأدب (١ / ١١٢): " السواد : العمارة خارج المدينة".

(٢) يبدو أنه نوع من الثياب. ورد فى مسالك الممالك (ص ١٥٣) مما يرتفع من مدينة جهرم : " والسوسنجرد الذي يكون بها أرفع مما يكون بقرقوب وتوج وتارم" ، والبسط أيضا ، ففى معجم البلدان (٢ / ١٦٧): " جهرم .... يعمل فيها بسط فاخرة".

(٣) لم ترد كلمة" المعتزلى" فى طبعة مينورسكى (١٣٠.p) ، وقد وردت فى طبعة ستوده (ص ١٣٨): " معترف" ، والحقيقة هى أن حرف اللام سقط من آخر الكلمة فبدت وكأنها" معترف". وهو أحد مشاهير المعتزلة ، توفى سنة ٣٠٣ ه‍.

١٤٩

نقصا (١) ؛ وكل طيب يحمل إلى هناك يفقد رائحته بسبب هوائها. وفي جبالها الأفاعي الحمر(٢).

٨ ـ أزم : مدينة طيبة ذات نعم وفيرة.

٩ ـ رامهر : مدينة على شاطئ نهر. وكان ماني قد قتل فيها.

١٠ ـ عسكر مكرم : مدينة ذات سواد كثير ، نزهة وعامرة ذات نعمة يرتفع منها السّكر الذي يحمل إلى الآفاق من أحمر وأبيض وقند.

١١ ـ المسرقان : مدينة نزهة ذات نعمة. بها رطب جيد.

١٢ ـ رام أورمزد : مدينة كبيرة نزهة ذات نعم وفيرة. يجتمع بها التجار. تقع على الحد بين فارس وخوزستان.

١٣ ـ سوق سمبيل : مدينة ذات نعم.

١٤ ـ إيذج : مدينة ذات سواد نزه جدا ، عامرة ذات نعم وتجارات كثيرة. تقع على شاطئ نهر ؛ يرتفع منها الديباج الكثير ، وينسج بها ديباج كسوة الكعبة.

١٥ ـ وندوشاور : مدينة عامرة ذات نعم وفيرة. وبها قبر يعقوب بن الليث.

١٦ ـ السوس : مدينة ذات ثراء ومحط رحال التجار ، وبها تجمع تجارات خوزستان. ترتفع منها الثياب وعمائم الخز والأترج (٣) ذو الرائحة. وبها تابوت دانيال النبي عليه‌السلام.

١٧ ـ منوب ، بردون : مدينتان نزهتان عامرتان ذواتا نعم وفيرة وزروع وفواكه.

١٨ ـ بصنى : مدينة نزهة ذات تجارات ، ترتفع منها الستور التي تحمل إلى الآفاق.

١٩ ـ طيب : مدينة نزهة وعامرة ، ترتفع منها تكك حسنة تشبه الأرمنية.

٢٠ ـ قرقوب : مدينة نزهة وعامرة ، ترتفع منها الثياب السوسنجرد.

__________________

(١) أشرنا إلى هذه الأسطورة ومثيلاتها فى مقدمة الكتاب.

(٢) فى الأصل : شتكنج. وقد صححت فى طبعتى مينورسكى وستوده : شكنج. وهو الصواب ، ففى برهان قاطع : " شكنج .. ونوع من الأفاعى يسميه العرب حيّة. ويقول البعض إن الأفعى الحمراء تدعى شكنج" ؛ فى الحيوان للجاحظ : " جمعت الأهواز الأفاعى فى جبلها الطاعن فى منازلها المطل عليها ؛ والجرارات فى بيوتها ومقابرها ومنابرها" (٤ / ١٤٢).

(٣) فى الصيدنة (ص ٢٦): " وبالسوس من الأهواز الشمّامات المعروفة ببنج أنكشت ، وهى أترجات مقفّعة تشبه بالكف وأصابعها ، تذكو رائحتها جدا ويحمل إلى حيث أمكن".

١٥٠

٣١ ـ القول في بلاد الجبال

بلاد يحيط بها من شرقيها شيء من حدود فارس وشيء من مفازة كركس كوه (١) وشيء من خراسان ؛ ومن جنوبيها حدود خوزستان ؛ ومن غربيها شيء من حدود العراق وشيء من حدود آذربايجان ؛ ومن شماليها جبل الديلم [٢٩ أ].

وهذه البلاد وفيرة الزروع والفواكه والعمارة ؛ وهي موضع الكتّاب والأدباء ، ذات نعم وفيرة ، يرتفع منها الكرباس والثياب الحرير والزعفران.

١ ـ أصفهان : مدينة عظيمة ، وهي مدينتان : إحداهما تدعى اليهودية [والأخرى المدينة](٢) ، وفي كل منهما منبر ، وبينهما نصف فرسخ. وهي مدينة نزهة ذات نعم وفيرة. ولها نهر يدعى زرن رود ينتفع منه في الزراعة. ترتفع منها الثياب الحرير المختلفة كالحلّة والعتابى والسقلاطون

٢ ـ خان لنجان : مدينة نزهة ذات نعم وفيرة كثيرة الفواكه والزروع.

٣ ـ جويكان : مدينة نزهة قليلة السكان.

٤ ـ برو : مدينة نزهة ذات زروع وفواكه كثيرة ، وهي الآن خربة.

٥ ـ [الكرج] : مدينة كبيرة وأغلبها غير عامر. كان فيها معسكر أبي دلف الكرجي.

٦ ـ بروجرد : مدينة صغيرة ذات نعم ، يرتفع منها الزعفران والفواكه الطيبة.

٧ ـ رامن : مدينة قليلة السكان ذات زروع وفواكه كثيرة. وهي على سفح جبل.

٨ ـ [(مدينة كبيرة)](٣) : مدينة كبيرة وعامرة ، ذات نعمة وسكانها كثيرون. يجتمع بها التجار ، يرتفع منها الزعفران والجبن الذي يحمل إلى الآفاق.

٩ ـ روذراور : مدينة مزدحمة بالناس تقع على سفح جبل.

١٠ ـ نهاوند : مدينة بها مسجدان جامعان. ذات نعم وفيرة ، يرتفع منها الزعفران والفواكه الطيبة.

__________________

(١) فى تحديد نهايات الأماكن (ص ٢٤): " وهذه المفازة المعروفة بكركس كوه بين فارس وسجستان وخراسان".

(٢) ما بين معقوفتين سقط من الأصل بسبب تلف الورقة وأكملناه من الإصطخرى (ص ١٩٩). وكل ما يرد ما بين معقوفتين فى هذا الفصل هو إضافة لترميم القطع الذي حدث فى يمين ورقة المخطوطة.

(٣) اسم هذه المدينة وقع ضمن القطع الحادث فى الورقة ولم نهتد إلى اسمها.

١٥١

١١ ـ ليشتر : مدينة طيبة الهواء ذات زروع كثيرة ، يرتفع منها البندق.

١٢ ـ سابور خواست : مدينة.

١٣ ـ أساباد ، كرمان شاهان ، مرج : مدن على طريق الحجاج غاصة بالسكان وعامرة وذوات نعمة.

١٤ ـ الصيمرة ، سيروان : مدينتان عامرتان ونزهتان وفيهما التمر.

١٥ ـ الدينور ، شهرزور ، [سهرو] رد : مدن غاصة بالسكان ذوات نعم وفيرة ، أهلها ودودون.

١٦ ـ زنجان : مدينة ذات نعم وفيرة.

١٧ ـ أوهر : مدينة على سفح جبل ذات مياه غزيرة وزروع كثيرة ، أهلها محبون للموادعة.

١٨ ـ قزوين : حولها سور ، وبها قناة للماء تجري في المسجد الجامع وماؤها يكفي لشرب أهلها. وبها الفاكهة الجيدة.

١٩ ـ الطالقان : مدينة من مدن الري قريبة على بلاد الديلم.

٢٠ ـ خوار : من مدن الري ، عامرة.

٢١ ـ الري : مدينة عظيمة وعامرة ذات تجارات مزدحمة بالسكان والتجار الكثيرين. وهي مستقر ملك الجبال ، مياه أهلها من قنوات. يرتفع منها الكرباس والأبراد والقطن والغضائر والسمن والنبيذ والطيالسة الصوف الجيدة. ومنها محمد بن زكريا. وبها قبور محمد بن الحسن الفقيه والكسائي والفزاري المنجم.

٢٢ ـ ساوة ، آوه ، بوسته ، روده : مدن غاصة بالسكان وعامرة ؛ ذوات نعم وفيرة ، نزهة طيبة الهواء ، وتقع على طريق حجاج خراسان.

٢٣ ـ قم : مدينة عظيمة وخربة ، وبها زروع كثيرة. أهلها شيعة. ومنها أبو الفضل ابن العميد [٢٩ ب] الكاتب. يرتفع منها الزعفران.

٢٤ ـ قاشان : مدينة ذات نعم ، وبها عرب كثيرون. أنجبت كثيرا من الكتّاب والأدباء. وفيها عقارب كثيرة.

١٥٢

٣٢ ـ القول في بلاد الديلم ومدنها

بلاد واسعة ذات ألسن وصور مختلفة تنسب جميعها إلى بلاد الديلم.

يحيط بها من شرقيها بلاد خراسان ؛ ومن جنوبيها مدن الجبال ؛ ومن غربيها آذربايجان ؛ ومن شماليها بحر الخزر.

وهي بلاد ذات مياه جارية وأنهار كثيرة ، عامرة وبها مستقر التجار. أهلها مقاتلون يقاتلون بالتروس والمزاريق ، ذوو أخلاق حسنة. ترتفع منها الثياب الإبريسم ذات اللون الواحد والملونة كالحرير والمبرم وما شابه ذلك. كما يرتفع منها الكتان وما شابهه بكثرة.

١ ـ جرجان : بلاد كبيرة ذات سواد نزه وزروع وفواكه ونعم واسعة ، وهي الحد بين بلاد الديلم وخراسان. أهلها ضخام الرءوس مقاتلون عفيفون ذوو مروءة مكرمون للضيف. وهذه المدينة قطعتان : إحداهما المدينة والأخرى بكراباد ؛ ونهر هرند الذي يأتي من طوس يمر بين هاتين المدينتين. وهي مستقر ملك طبرستان. ترتفع منها الثياب الإبريسم السود والبراقع والديباج والقز.

٢ ـ دهستان : بلاد بها رباط ومنبر. ذات زروع وفواكه وسواد كثير. وهي ثغر مقابل للغوز. وبها قبر علي بن السجزي (١).

٣ ـ فراو : رباط على الحد بين خراسان ودهستان وعلى حافة المفازة. وهو ثغر مقابل الغوز. وفي الرباط عين ماء للشرب وليست لأهلها بساتين ولا زروع ، يأتون بالغلال من حدود نسا ودهستان.

٤ ـ أستراباد : مدينة على سفح جبل ذات نعمة ونزاهة ومياه جارية وهواء طيب. أهلها يتكلمون بلغتين إحداهما اللوترا الأسترابادية والأخرى الفارسية الجرجانية. ترتفع منها بكثرة الثياب المصنوعة من الإبريسم كالمبرم والزعفوري المختلف الألوان.

__________________

(١) المعروف أنه دعلج بن أحمد دعلج ، أبو محمد السجزى (ح ٢٦٠ ـ ٣٥١ ه‍). وهو فقيه معروف (تاريخ الإسلام ، ٥٣ ـ ٥٦ ، حوادث ووفيات ٣٥١ ـ ٣٨٠ ه‍) ، وهو بهذا الاسم فى الكامل فى التاريخ (٨ / ٥٤٥) وكثير من المصادر ، إلا أنه ورد فى معجم البلدان (٣ / ٤٥) باسم دعلج بن على السجزى. والمعروف أنه عاش ببغداد ، وقد ترجم له الخطيب البغدادى (تاريخ بغداد ، ٨ / ٣٨٧ ـ ٣٩٢) ، لكنه لم يذكر المكان الذي دفن فيه.

١٥٣

٥ ـ آبسكون : مدينة على ساحل البحر ، عامرة ، وهي محط رحال تجار الدنيا الذين يتاجرون على سواحل بحر الخزر. يرتفع منها الزرغب (١) والأسماك المختلفة.

٦ ـ طبرستان : بلدة كبيرة من بلاد طبرستان ، وحدها من جالوس حتى تميشة. وهي عامرة ذات نعم وفيرة وتجار كثيرين ، أغلب طعامهم خبز الأرز والسمك. سطوح بيوتهم من الخزف الأحمر بسبب غزارة الأمطار التي تهطل هناك صيفا وشتاء.

٧ ـ تميشة : مدينة صغيرة حولها سور ، ذات نعم وفيرة ، وهي بين الجبل والبحر. وبها قلعة منيعة ، ويكثر البعوض فيها إلا في المسجد الجامع فإنه لا يدخله.

٨ ـ لمراسك : مدينة نزهة على سفح جبل ، وتوجد ملاحة على بعد فرسخ منها [٣٠ أ] يؤتى بملح جرجان وطبرستان منها.

٩ ـ ساري : مدينة عامرة ذات نعمة وتجار كثيرين ، ترتفع منها ثياب الحرير ، والبقم والخاوخير ؛ كما يرتفع منها ماء الزعفران وماء الصندل وماء الخلوق مما يحمل جميعه إلى الآفاق.

١٠ ـ مامطير : مدينة ذات مياه جارية ، ترتفع منها الحصر الغليظة الجيدة التي ينتفع بها في الصيف.

١١ ـ ترجي : مدينة عامرة وهي أقدم المدن في طبرستان (٢).

١٢ ـ ميلة : مدينة صغيرة ، يرتفع منها قصب السكر.

١٣ ـ آمل : مدينة عظيمة ، قصبة طبرستان ، ذات خندق لكن ليس لها سور ، وحولها ربض. وهي مستقر ملوك طبرستان ، يجتمع بها التجار ، ذات تجارات كثيرة. وفيها علماء كثر في شتى العلوم. وبها مياه جارية كثيرة جدا. ترتفع منها الثياب الكتان ومناديل

__________________

(١) فى السامى فى الأسامى (ص ١٨٧) ومقدمة الأدب (١ / ٢٨٢): " الزرغب هو الكيمخت" ، وفى برهان قاطع" الكيمخت : جلد كفل الحصان والحمار يدبغان دباغة خاصة".

(٢) ورد اسم هذه المدينة فى تاريخ طبرستان بأشكال : تريجه (ص ٧٣ ، ٧٤ ، ١٨٠) ، تريجى (ص ٢٣١) ، ترجي (ص ٢٣٩ ، ٢٤١ ، ٢٩٩). ومع ذلك فقد كتبها ابن الفقيه (البلدان ، ٥٦٥ : ترنجه وقال : من مدن طبرستان على ستة فراسخ من ممطير" مامطير". وفى معجم البلدان (١ / ٨٤٥) ترنجه أيضا وكذلك فى إيرانشهر (ص ٢٥٥).

١٥٤

الخيش (١) والفرش الطبرية والحصر الطبرية ، وخشب العثق (٢) الذي لا مثيل له في جميع أرجاء العالم. كما يرتفع منها الأترج والنارنج والزرابي الديلمية التي تتخلل حد نسيجها خيوط الذهب ، وكذلك المناديل التي تتخلل نسيجها خيوط الذهب. ويرتفع منها أيضا الزرغب والآلات الخشبية كالملاعق والأمشاط ذات القراب ، والموازين والقصاع والطيفوريات (٣) وما شابه ذلك.

١٤ ـ الهم : مدينة على ساحل البحر ، محط رحال الملاحين والتجار.

١٥ ـ ناتل ، جالوس ، روذان ، كلار : مدن بين الجبال والصخور ، وهي من نواحي طبرستان لكن لها ملكا آخر يسمونه الأستندار. تمتد حدودها من الري حتى البحر. وكلار وجالوس على الحد بين بلاد الديلم خاصة وطبرستان. أما جالوس فعلى ساحل البحر ، وكلار في جبل. وترتفع من روذان الثياب الحمر الصوف التي تصنع منها المماطر (٤) التي تحمل إلى الآفاق ؛ وكذلك الأكسية الزرق التي تنسج في طبرستان أيضا.

١٦ ـ قومس : كورة بين الري وخراسان على طريق الحجاج ، بين الجبال. وهي عامرة ذات نعم. أهلها مقاتلون. ترتفع منها الثياب القومسية والفواكه التي لا مثيل لها في العالم والتي تحمل إلى جرجان وطبرستان.

١٧ ـ دامغان : مدينة قليلة المياه على سفح جبل. أهلها مقاتلون ، ترتفع منها مناديل الشراب والأعلام الحسنة.

١٨ ـ بسطام : مدينة على سفح جبل متصلة بحدود جرجان ، وهي ذات نعم وفيرة.

١٩ ـ سمنان : مدينة نزهة وعامرة ، ترتفع منها الفواكه التي تفضل على ما في سواها.

__________________

(١) فى مقدمة الأدب (١ / ٣٥٥): " الخيش : الكتان الغليظ وهو أردأ أنواع الكتان ، جمعه : خيوش".

(٢) فى عمدة الطبيب (٢ / ٤٢١) إنه" شجر يعلو نحو القامة ، له ورق كورق الكبر كثيف جدا .. إذا جفف ورقه ودق وحل بالماء وترك حتى يربو ويثخن وتخرج له لزوجة كلزوجة الخطمى ، ويطلى بذلك اللزج الجسد فى موضع دفيء كنين عن الريح ، ويترك حتى يجف ثم يعاد عليه الطلاء ثانية ويترك ساعة ، حلق الشعر كحلق النورة ، إلا أنه فيه بطء ، وهو كثير بأرض العرب والعراق ، قليل بغيرهما" (انظر أيضا : الصيدنة ، الذي ذكر مؤلفه وصف النبات عن أبى حنيفة الدينورى فى كتابه النبات).

(٣) جمع الطيفورية : نوع من أوعية الطعام.

(٤) جمع الممطر وهو الكساء الواقى من المطر.

١٥٥

٢٠ ـ ويمة ، شلنبة : مدينتان من حدود جبل دنباوند. وهما باردتان بردا شديدا صيفا وشتاء. ويرتفع من هذا الجبل الحديد.

٢١ ـ جبال قارن : كورة بها أكثر من عشرة آلاف قرية ، يدعى ملكها سبهبذ شهريار كوه. وهي كورة عامرة أغلب أهلها مجوس. ومنذ عصر الإسلام ظل حكم هذه الكورة في أولاده(١).

٢٢ ـ بريم : قصبة هذه الكورة (٢). وهي مستقر الأصبهبذية (٣) ، والمعسكر على مسافة نصف فرسخ من المدينة. وبها مسلمون. وأغلبهم غرباء وحرفيون وتجار ، ذلك أن أهل هذه القصبة جند [٣٠ ب] ومزارعون.

وفي كل خمسة عشر يوما يقام فيها سوق يؤمه من جميع هذه الكورة الرجال والفتيات والفتيان في كامل زينتهم حيث يمرحون ويلعبون ويرافق بعضهم بعضا. وقد جرت العادة في هذه الكورة أن كل رجل أحب فتاة ما ، يتعلق بها ويحتفظ بها لمدة ثلاثة أيام ، وحين يرغب فيها يرسل أحدا إلى والدها يزوجه إياها.

وفي أطرافها عيون ماء يجتمع عندها أغلب أهل هذه النواحى عدة مرات فى السنة بزينتهم فيشربون النبيذ ويغنون ويرقصون ويطلبون حاجاتهم إلى الله ويرون ذلك كالعبادة ، وحين يطلبون هطول المطر فإنه يهطل.

٢٣ ـ سامار : مدينة صغيرة من هذه الكورة أيضا ، يرتفع منها بكثرة الحديد والسّرمق (٤) والرصاص.

٢٤ ـ الديلم : كورة خاصة بالديلم الذين يكونون بهذه البلاد ، بين طبرستان والجبال وجيلان وبحر الخزر. وأهلها قسمان : قسم مقيم على ساحل البحر ، والآخر مقيم بين الجبال والصخور ، وهناك قسم ثالث بين هذين الاثنين.

__________________

(١) أى فى أولاد الملك قارن ، وكان شقيق حاكم هذه المنطقة خلال الفتوحات الإسلامية.

(٢) هى فريم لدى الإصطخرى (ص ٢٠٥).

(٣) فى برهان قاطع" أسبهبد : اسم خاص بملوك طبرستان".

(٤) ويقال له السرمج أيضا وهو القطف. قال فى الصيدنة (ص ٤٩٥) ناقلا كلام أبى حنيفة الدينورى : " القطف : السرمق ، وهو جبلىّ مثل شجر الإجّاص قدرا ، ورقه أخضر أحمر الأطراف صلبة الخشب" ، وهو الإسفاناج الرومى ، ورد فى برهان قاطع : " سرمج : الدواء المسمى بالإسفاناج الرومى ، تشرب ماءه المرأة التى ظلت المشيمة فى بطنها فتسقط فى الحال".

١٥٦

أما الذين على ساحل البحر فهم عشر نواح صغيرة : لترا ، واربوا ، لنكا ، مرد ، جالك رود ، كرك رود ، دينار رود ، جوداهنجان ، سلان روذبار ، هوسم. وتأتي بعد الجبال الذي يقابل هذه النواحي العشر ، ثلاث نواح كبيرة : وستان ، شير ، بزم ، ولكل ناحية من هذه النواحى لها نواح وقرى كثيرة ، وكل ذلك فى مساحة قدرها عشرون فرسخا فى خمسة وعشرين فرسخا.

وكورة الديلم هذه عامرة ذات تجارات ، وجميع أهلها إما جنود أو مزارعون ، كما أن نساءهم أيضا يمارسون الزراعة. وليس لديهم مدينة لها منبر ، ومدنهم كلار وجالوس.

٢٥ ـ جيلان : بلاد منفصلة بين الديلم والجبال وآذربايجان وبحر الخزر. تقع فى الصحراء بين البحر والجبال ؛ ذات مياه جارية غزيرة ، ونهر عظيم يدعى سبيد رود يمر وسط جيلان ويصب فى بحر الخزر.

وجيلان هذه قسمان : أحدهما بين البحر وهذا النهر ، ويطلقون عليه اسم : هذا الجانب من النهر ؛ والآخر بين النهر والجبل ، ويدعونه : ذلك الجانب من النهر.

وفى هذا الجانب من النهر سبع نواح كبار : لافجان ، ميالفجان ، كشكجان ، برفجان ، داخل ، تجن ، جمة.

وفى الجانب الآخر من النهر إحدى عشرة ناحية كبيرة : حانكجال ، ننك ، كوتم ، سراوان ، بيلمان شهر ، رشت ، توليم ، دولاب ، كهن روذ ، استراب ، خان بلى.

ولكل ناحية من هذه النواحى قرى خصبة كثيرة.

وناحية جيلان هذه ناحية عامرة ذات نعم وثروات ، تشتغل نساؤهم جميعا فى الزراعة ، أما رجالهم فلا عمل لديهم سوى الحرب. وعلى طول الحد بين جيلان والديلم تقع كل يوم مرة أو مرتين حرب بين قرية وقرية أخرى.

[٣١ أ] وإذا قتل أحد من الناس بسبب العصبية والعصبية باقية بينهم دائما فإن الحرب تقوم إلى أن يذهب المطالب بالدم إلى الالتحاق بالجند ، أو أن يموت أو أن يصبح شيخا ، وحين يصبح شيخا يجعلون منه محتسبا. وهم يسمون المحتسب صانع المعروف.

ولو أن أحدا فى جيلان شتم أحدا آخر ، أو شرب نبيذا ، أو ارتكب معصية أخرى ، فإنهم يضربونه أربعين أو ثمانين عصا.

١٥٧

وفيها مدن ذوات منابر مثل جيلاباذ وشال ودولاب وبيلمان شهر ، وهى مدن صغيرة بها أسواق وتجارها غرباء ، وهم جميعا صانعو معروف.

وطعام أهل هذه الناحية هو الليتر [؟] والأرز والسمك.

وترتفع من جيلان هذه ، المكانس والحصر والمصليات والسمك الذي يحمل إلى الآفاق.

١٥٨

٣٣ ـ القول فى بلاد العراق ومدنها

بلاد يحيط بها من شرقيها شىء من حدود خوزستان وشىء من حدود الجبال ؛ ومن جنوبيها بعض خليج العراق وبعض بادية البصرة ؛ ومن غربيها باديتا البصرة والكوفة ؛ ومن شماليها شىء من حدود الجزيرة وشىء من حدود آذربايجان.

وهى بلاد قريبة من وسط العالم ، وأكثر نواحى بلاد الإسلام عمارة. وبها مياه جارية وسواد نزه ، محط رحال التجار ، ذات تجارات كثيرة ، غاصة بالسكان وذات علماء كثيرين ، ومستقر الملوك الكبار. وهى من الجرود ، ترتفع منها التمور التى تحمل إلى الآفاق والثياب المختلفة ، وربما ارتفعت منها أغلب الأدوات التى يستخدمها الملوك.

١ ـ بغداد : مدينة عظيمة ، وقصبة العراق ومستقر الخلفاء ، وأكثر البلدان عمارة فى العالم ، ومحط رجال العلماء ؛ ذات تجارات كثيرة. بناها المنصور فى العصر الإسلامى. يمر نهر دجلة من وسطها ، وقد أقيم على دجلة جسر وضع على السفن. ترتفع منها الثياب القطن والإبريسم والزجاج المخروط ، وأدوات الزينة ، والأدهان والأشربة والمعاجين التى تحمل إلى الآفاق.

٢ ـ المدائن : مدينة إلى شرقىّ دجلة ، كانت مستقر الأكاسرة ، وبها إيوان يدعى إيوان كسرى ، يقال إنه لا يوجد فى العالم إيوان أعلى منه. وكانت هذه المدينة كبيرة وعامرة وقد نقل عمرانها إلى بغداد.

٣ ـ النعمانية : إلى الغرب من دجلة. دير العاقول : إلى الشرق من دجلة. وكلا هاتين المدينتين عامر.

٤ ـ جبل : مدينة قليلة العمارة ، وأغلب أهلها كرد.

٥ ـ جراري : إلى الشرق من دجلة. فم الصلح : إلى الشرق من دجلة. سابس : إلى الغرب من دجلة. والمدن المذكورة آنفا عامرة ذات خيرات.

٦ ـ واسط : مدينة كبيرة يقسمها دجلة إلى نصفين وعليه جسر ، وفى كل نصف منها منبر. وقد بناها الحجاج بن يوسف. وهى طيبة الهواء وأكثر مدن العراق من حيث وفرة نعمها. ترتفع منها الأكسية والتكك والأصواف الملونة.

٧ ـ عبدسى ، نيم روذى : مدينتان عامرتان فيهما تمور كثيرة.

١٥٩

٨ ـ مفتح : مدينة عامرة تقع إلى الشرق من دجلة يخرج منها نهر معقل.

٩ ـ الأبلّة : مدينة [٣١ ب] خصبة إلى الغرب من دجلة ، يدور حولها النهر. ترتفع منها المناديل والعمائم الأبلية.

١٠ ـ البصرة : مدينة عظيمة بها اثنتا عشرة محلة لكل محلة منهن عدة مدن منفصلة عن بعضها. ويقال إن بها مائة وأربعة وعشرين نهرا. بناها عمر بن الخطاب رضى الله عنه. وليس فى العراق ناحية خراجها عشرى سوى البصرة. ومنها خرج العلوى البرقعى ؛ وبها قبور طلحة وأنس بن مالك والشيخ الحسن البصرى وابن سيرين. ترتفع منها النعال والفوط الجيدة وثياب الكتان والخيوش الغالية.

١١ ـ بيان : مدينة إلى الشرق من دجلة ، عامرة ونزهة.

١٢ ـ سلمانان : مدينة إلى الشرق من دجلة ونزهة.

١٣ ـ عبادان : مدينة صغيرة وعامرة على ساحل البحر ، ترتفع منها الحصر العبادانية والحصر السامانية ، ويؤتى منها بالملح إلى البصرة وواسط.

١٤ ـ مادرايا : مدينة عامرة ونزهة ذات فواكه وزروع.

١٥ ـ إسكاف بنى جنيد : موضع ينتفع به من الباقى من مياه نهر نهروان فى الزراعة.

١٦ ـ النهروان : مدينة ذات عمارة قليلة ، وبها تمور قليلة ، وبها أماكن بناها الأكاسرة.

١٧ ـ جلولاء ، خانقين : مدينتان نزهتان ، وفى خانقين نهر كبير.

١٨ ـ قصر شيرين : قرية كبيرة لها سور من الصخر وبها إيوان واسع من المرمر.

١٩ ـ حلوان : مدينة ذات خيرات وفيرة يمر وسطها نهر ، يرتفع منها التين الذي يجففونه ويحمل إلى الآفاق.

٢٠ ـ كوثى ربّا : مدينة حواليها تلال من الرماد يقال إنها بقايا النار التى أوقدها النمرود ليحرق بها إبراهيم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢١ ـ بابل : أقدم مدينة فى العراق ، وكانت مستقر ملوك الكنعانيين.

٢٢ ـ صرصر : مدينة عامرة ذات نعمة وفيرة ، يمرّ من وسطها نهر صرصر.

٢٣ ـ نهر الملك : مدينة عامرة ذات نعم.

١٦٠