حدود العالم من المشرق إلى المغرب

مجهول

حدود العالم من المشرق إلى المغرب

المؤلف:

مجهول


المحقق: يوسف الهادي
المترجم: يوسف الهادي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار الثقافيّة للنشر
الطبعة: ٠
ISBN: 977-5875-19-6
الصفحات: ٢٥٦

ملك الجوزجان ، ويرسل إليه الصدقات. وهؤلاء هم أغنى من جميع العرب المتناثرين في كل مكان من خراسان.

٦٦ ـ حوش : قرية كبيرة حسنة عامرة ، تقع في المفازة وهي تابعة لذلك الملك ، يقيم فيها العرب خلال الصيف غالبا.

ولهذه البلاد كثير من القرى والنواحي. ولكن المدن ذات المنبر هي التي ذكرناها.

٦٧ ـ بلخ : مدينة كبيرة ونزهة ، وكانت مقر الأكاسرة قديما. وبها أبنية كسروية ذات نقوش وصنعة عجيبة وهي الآن خرائب وتدعى النوبهار. يجتمع فيها التجار وذات نعمة وفيرة ، عامرة تجمع فيها تجارة الهند. ولها نهر كبير يخرج من حدود الباميان ثم ينشعب قرب بلخ اثنتي عشرة شعبة ، ويدخل المدينة ، فينتفع به في سقي مزارعها وبساتينها. ويرتفع منها الأترج والنارنج وقصب السكر والنيلوفر. وهي مدينة يحيط بها سور منيع وبها ربض وأسواق كثيرة.

٦٨ ـ خلم : بين بلخ وطخارستان ، تقع في الصحراء على سفح جبل ، وبها نهر ، وخراجها يؤخذ على المياه ؛ وهي ذات مزارع وبساتين كثيرة.

٦٩ ـ طخارستان [٢١ ب] : بلدة أغلب نعمها من الجبل وفي صحاريها يقيم الأتراك الخلخية. ترتفع منها الخيول والأغنام والغلال والفواكه المختلفة.

٧٠ ـ سمنجان : مدينة بين الجبال التي أحجارها بيض كالرخام ، وبها بيوت منحوتة في الصخر ومواضع وأبراج وبيوت للأصنام. توجد في أبراجها صور لإصطبلات الخيول مع جميع معداتها محفورة عليها بأشكال مختلفة. وذلك من عمل الهنود. يرتفع منها النبيذ الجيد والفواكه الكثيرة.

٧١ ـ سكلكند : مدينة بين الجبال كثيرة الفواكه والزروع. وبها أهل الفاقة.

٧٢ ـ بغلان : هي مثل سكلكند.

٧٣ ـ ولوالج : مدينة نزهة وهي قصبة طخارستان ذات نعم كثيرة ومياه جارية وأهلها ودودون.

٧٤ ـ سكيمشت : بلد فيه مزارع وغلال كثيرة.

٧٥ ـ يون : تأتي بعد سكيمشت ، وهي مملكة صغيرة بين الأحجار والجبال. حاكمها يدعى باخ ، وسلطته من أمير الختل. يرتفع منها الملح.

١٢١

٧٦ ـ الطايقان : مدينة على الحد بين طخارستان والختل. على سفح جبل ، ذات زروع وفواكه كثيرة.

٧٧ ـ أندراب : مدينة بين الجبال كثيرة الفواكه والزروع والغلال. وبها نهران. وتقع إليها الفضة التي يؤتى بها من بنجهير وجاربايه (١) حيث تسك دراهم فيها. ملكها يدعى شهر لمير.

٧٨ ـ الباميان : مدينة على الحد بين الجوزجان وحدود خراسان. ذات زروع وفواكه كثيرة. ملكها يسمونه شير. يمر بمحاذاتها نهر كبير. وبها صنمان ضخمان أحدهما يدعى سرخ بت والآخر خنك بت (٢).

٧٩ ـ بنجهير وجاربايه : مدينتان فيهما معدن الفضة. يمر فيهما نهر. وتقعان في حدود الهند.

٨٠ ـ مدر وموتي : مدينتان نزهتان من حدود أندراب.

__________________

(١) فى الأصل : جاريانه. والتصحيح من الإصطخرى (ص ٢٧٩ ، ٢٨٠) ونزهة المشتاق (١ / ٤٨٥). أما بنجهير فهى المنطقة المعروفة الآن بأفغانستان ب (بنجشير) (انظر تاريخ أفغانستان ، ١٤٤ وصفحات أخر).

(٢) سرخ بت : الصنم الأحمر ؛ خنك بت : الصنم الأشهب.

١٢٢

٢٤ ـ القول في مناطق خراسان الحدودية ومدنها

بلاد يحيط بها من شرقيها الهند ؛ وجنوبيها مفازة السند ومفازة كرمان ؛ ومن غربيها حدود هري ؛ ومن شماليها حدود غرجستان والجوزجان وطخارستان. وهي بلاد بعضها جروم وبعضها صرود. ويؤتى من جبالها برقيق بلاد الغور إلى خراسان. كثيرة الفواكه والزروع. كما تقع إليها مصنوعات الهند.

١ ـ الغور : بلاد بين الصخور والجبال ، لها ملك يسمونه غورشاه ، يستمد سلطته من أمير الجوزجان. وكانت الغور هذه قديما دار كفر بأسرها ، إلا أن أغلب أهلها الآن مسلمون ، ولهم مدن وقرى كثيرة. ويؤتى منها بالرقيق والجواشن (١) والأسلحة الجيدة. أهلها سيئو الطباع وغلاظ وجهلة. وهم بيض وسمر.

٢ ـ سجستان : بلاد قصبتها زرنج ، وهي مدينة ذات سور وحولها خندق ، ومياهها تأتي منه. وبها أنهار ، تجري مياهها بين بيوتها [٢٢ أ] ولها خمسة أبواب من الحديد. وربضها له قلعة ذات ثلاثة عشر بابا. وهي من الجروم فليس فيها ثلج. وبها طواحين تعمل بالهواء. يقع إليها السجّاد الطبري والسجاد الجهرمي والتمر اليابس والصمغ.

٣ ـ طاق : مدينة ذات سور منيع مزدحمة بالسكان.

٤ ـ كش : مدينة عامرة ذات نعم ومياه جارية طيبة الهواء وهي على ساحل نهر هيذمند.

٥ ـ نه : مدينة عامرة ذات زروع وفواكه كثيرة ، ولا يكون بها البعوض.

٦ ـ فره : مدينة حارة ، وبها التمر والفواكه الكثيرة.

٧ ـ قرني (٢) : مدينة صغيرة كان بها أولاد الليث الذين تولّوا الملك.

٨ ـ خواش : مدينة بها مياه جارية وقنوات وهي ذات نعم.

__________________

(١) جمع جوشن وهو الدرع.

(٢) لدى ابن خرداذبه (ص ٥٠) : القرنين وبها أثر مربط فرس رستم ، وهى كذلك فى البلدان لابن الفقيه (ص ٤١٦) وفى تاريخ سيستان (ص ٢٩) ، وأما أولاد الليث فهم أبناء الأسرة الحاكمة الذين عرفوا بالصفاريين.

١٢٣

٩ ـ بست : مدينة كبيرة ، بها قلعة حصينة ؛ تقع على ساحل نهر هيذمند ذات نواح كثيرة. وهي في الهند. يجتمع بها التجار. أهلها مقاتلون أبطال ، ترتفع منها الفواكه التي يجففونها وتحمل إلى الآفاق ، وكذلك الكرباس والصابون.

١٠ ـ حالكان : مدينة ذات مياه جارية ، أغلب أهلها حاكة.

١١ ـ سروان : مدينة ، لها ناحية صغيرة تدعى ألين. وهي حارة. يرتفع منها التمر. عامرة.

١٢ ـ زمين داور : بلاد عامرة ولها مدينتان : تل ودرغش ، وهما ثغران على بلاد الغور ، وينبت في درغش الزعفران الكثير ، وهي متصلة ببلاد درمشان (١).

١٣ ـ بغني : مدينة قرب الغور وفيها مسلمون.

١٤ ـ بشلنك : من الغور. وبها هي ذات زروع وفواكه كثيرة.

١٥ ـ خوانين : من الغور ، وبها حوالي ثلاثة آلاف رجل.

١٦ ـ الرّخّذ : بلدة عامرة ذات نعم كثيرة (٢) ، ولها ناحية منفصلة تدعى فيحواني (٣) وهي قصبة الرخذ.

١٧ ـ كهك وروذان : مدينتان ذواتا نعمة وزروع ، يرتفع منهما الملح (٤).

١٨ ـ بالس : بلاد في المفازة ، ذات زروع وفواكه ، قليلة النعمة وبها مدن مثل سفنجاي وكوشك وسيوي. ومقر أمير المدينة في كوشك.

١٩ ـ غزني : مدينة على سفح جبل (٥) ذات نعم وفيرة جدا وهي من الهند. وكانت قديما بأيدي أهل الهند وهي الآن بيد المسلمين. حد بين المسلمين والكفار. يجتمع فيها التجار ذات بضائع كثيرة.

__________________

(١) فى الصيدنة (ص ٥١): " درامستان : بين الرّخّذ وزابلستان". وفى مادة الزعفران منه (ص ٣١٣): " دارمشان".

(٢) هى قندهار (تاريخ أفغانستان ، ٥٩).

(٣) كذا فى الأصل والصواب هو فنجواى ، أو بنجواى ، ويرد ذكرها بالشكل الأخير فى زين الأخبار (ص ٣٠٥ ، ٣٠٦) وقال محققه بهامشه معلقا على قول المؤلف : " بنجواى وتكين آباد" : مدينة قديمة غربى قندهار الحالية ما تزال أطلالها باقية حتى الآن". يمكن أن تكون فنجواى.

(٤) كهك ، وتكتب كوهك أيضا (انظر تاريخ أفغانستان ، ص ٦٨١).

(٥) وتكتب غزنين وغزنة أيضا ، وهى فى أفغانستان الحالية.

١٢٤

٢٠ ـ كابل : مدينة ذات قلعة حصينة. وبها مسلمون وهندوس. وفيها بيوت للأصنام. ولا يتم الملك لراي قنوج ما لم يزر بيت الأصنام هذا إذ يعقد لواء ملكه فيها.

٢١ ـ استاخ وسكاوند : مدينتان صغيرتان على سفح جبل. ولسكاوند قلعة حصينة وهي ذات زروع وفواكه.

٢٢ ـ وفي غزنين وحدود هذه المدن التي ذكرناها توجد مناطق الأتراك الخلخية وهم أصحاب أغنام كثيرة ينتقلون بها بحثا عن الكلأ والمراعي. ويوجد كثير من هؤلاء الأتراك الخلخية [٢٢ ب] أيضا في حدود بلخ وطخارستان وبست والجوزجان. وأما في غزنين وتلك النواحي المتصلة بها فإنهم ينسبونهم إلى زابلستان.

٢٣ ـ بروان : مدينة ذات نعم يجتمع فيها التجار ، وهي في الهند.

٢٤ ـ بدخشان : مدينة ذات نعم وفيرة يجتمع فيها التجار وبها معادن الفضة والذهب والبيجاذي واللازورد ، ويؤتي إليها بالمسك من التبت.

٢٥ ـ درتازيان : مكان بني فيه سد بين جبلين (١) ، وفيه باب يمكن للقوافل أن تخرج منه. وقد بنى الخليفة المأمون هذا السد.

٢٦ ـ ده سنكس : قرية كبيرة عامرة وفيها مسلمون ، وقريب منها عقبة تدعى عقبة سنكس.

٢٧ ـ سقلية : قرية كبيرة.

__________________

(١) فى الفارسية : در تعنى الباب ، وتازيان : العرب ، فتكون الكلمة باب العرب.

١٢٥

٢٥ ـ القول في بلاد ما وراء النهر ومدنها

بلاد يحيط بها من شرقيها حدود التبت ؛ ومن جنوبيها خراسان والمناطق التابعة لها ؛ ومن غربيها الغوز وحدود الخلخ ؛ ومن شماليها حدود الخلخ أيضا.

وهي بلاد عظيمة عامرة ذات نعم وفيرة بتركستان ، يجتمع فيها التجار. وأهلها مقاتلون غزاة ورماة حسنو الديانة. وهي بلاد يسودها العدل. وفي جبالها معادن الذهب والفضة الكثيرة وجميع الجواهر التي يؤتى بها من الجبال ، إضافة للعقاقير التي في الجبال كالناك (١) والزرنيخ والكبريت والنوشادر.

١ ـ بخارى : مدينة كبيرة عامرة من بلاد ما وراء النهر ، ومقر ملك الشرق. وهي مكان رطب ذات فواكه كثيرة ومياه جارية. أهلها رماة وغزاة. ترتفع منها البسط والمصلّيات وثياب من الصوف تستحسن ، والشورة (٢) التي تحمل إلى الآفاق.

ومساحة بخارى اثنا عشر فرسخا في اثني عشر فرسخا ، يحيط بها بأسرها سور ، وبها قلعة ورباطات ، وفي داخل هذا السور قرى.

٢ ـ مغكان وخجادك ودندونه وبومكث ومديامجكث وخرغنكث : مدن ، كل واحدة منهن ذات منبر من حدود بخارى ، عامرة ذوات زروع وفواكه.

٣ ـ فرب : مدينة على ساحل جيحون. ويقع نهر مير هناك. وهي في مفازة.

٤ ـ بيكند : مدينة بها نحو ألف رباط (٣). أرضها خصبة ، وفيها القباب التي توضع على المقابر مما يجلب من بخارى إليها.

__________________

(١) فى الصيدنة (ص ٥٩٨): " هو النار مشك .. نور هندى أحمر طيب الرائحة يشبه الجلنار" ، وفى برهان قاطع (نارمشك) أن اسمه بالعربية هو الرمان المصرى ، وقال فى (ناغيست) إنه النار مشك وهو نافع للمعدة والكبد.

(٢) الشورة هى الملح ، وفى الصيدنة (ص ٥٨٨ مادة : الملح): " وأما أهل زابلستان فإنهم يعملون الملح من طين لا شك فى سبيخته ، يلقونه فى حياض ماء الآبار يخرجون منه الشورة التى يستعملونها فى الخبز مكان البورق". وفى برهان قاطع : " الشورة : يقال لها بالعربية : ملح الدباغين ، ومعربها شورج". والكلام المتعلق بمنتوجات بخارى موجود بنصه لدى الإصطخرى (ص ٣١٤ ـ ٣١٥).

(٣) فى الأنساب (١ / ٤٣٤): " وسمعت أن بها ثلاثة آلاف رباط للغزاة ، وقد رأيت بها آثارها والأطلال المندرسة" ، وكان السمعانى قد قال قبل ذلك إن المدينة كانت خربة عندما زارها.

١٢٦

٥ ـ السغد : بلاد في نواحي المشرق لا يوجد مكان أكثر حسنا منها. ذات مياه جارية وأشجار كثيرة وهواء طيب. أهلها يقرون الضيف ودودون. عامرة وبها نعمة وفيرة. وبها يكثر الظرفاء ذوو الدين.

٦ ـ طواويس : مدينة من بخارى على الحدود مع السغد يقام بها كل سنة سوق لمدة يوم واحد يجتمع فيه خلق كثير.

٧ ـ كرمينه ، دبوسي [٢٣ أ] ، ربنجن : مدن في بلاد السغد على طريق سمرقند(١). عامرة ذات مياه جارية وأشجار.

٨ ـ كشاني : أكثر البلدان عمارة ببلاد السغد.

٩ ـ أرمان : من مدن كشانية (٢).

١٠ ـ إشتيخن : موضع طيب الهواء والماء وعامر ذو نعمة وفيرة.

١١ ـ كنجكث وفرنكث : مدينتان تقعان بين النهر ومدينة إشتيخن.

١٢ ـ دران : مدينة نزهة صغيرة ، وهي من مدن سمرقند.

١٣ ـ سمرقند : مدينة كبيرة عامرة ذات نعم وفيرة يجتمع فيها التجار من الآفاق. ولها مدينة وقلعة وربض ؛ يمر من فوق سقف سوقها ماء جار في نهر من رصاص ، ويأتيها الماء من جبل. وبها موضع للمانويين ويدعون باسم نغوشاك (٣). يرتفع منها الكاغذ الذي يحمل إلى الآفاق وحبال القنّب. وإن نهر بخارى يمرّ من باب سمرقند.

__________________

(١) يقال لهذه المدن أيضا : كرمينية ، الدبوسية ، أربنجن (انظر : الأنساب ، ٥ / ٥٨ ، ٢ / ٤٥٤ ، ١ / ١٠٤ على التوالى). ومع ذلك فإن دبوسى مثلا ظلت تدعى هكذا فى القرن ١٠ ه‍ حيث ورد ذكرها : " قلعة دبوسى من ولاية سمرقند" لدى الخنجى (مهمان نامه بخارا ، ١٨٦).

(٢) تساءل مينورسكى (١١٣.p) عما إذا كانت زرمان. والحقيقة هى أن الكرديزى وهو ابن تلك الأصقاع قد كتبها بشكل" أرمان" مرتين (زين الأخبار ، ٥٩٧) ، هذا إذا لم يكن ناسخ المخطوطة قد أخطأ فى كتابتها. وإلا فإنها ترد لدى الإصطخرى بأنها تقع على بعد مرحلة واحدة من ربنجن. أما كشانية الواردة فى هذه الفقرة فهى نفسها مدينة كشانى الواردة فى الفقرة السابقة.

(٣) فى نفس الفترة التى كتب بها مؤلف حدود العالم كتابه (سنة ٣٧٢ ه‍) كان ابن النديم يكتب كتابه (الفهرست) (سنة ٣٧٧ ه‍) وقد كتب هذا عن زعامة المانوية فى عصره : " انتقلت الرئاسة إلى سمرقند ، وصاروا يعقدونها ثمّ بعد أن كانت لا تتمّ إلا ببابل" (ص ٤٠٢). أما نغوشاك ، فقد ورد فى فرهنك زبان بهلوى (٤٠٤): " نيغوشاك ، نيغوخشاك : السامع ، المطيع". ويشير كريستنسن إلى تدرج النظام المانوى بطبقاته الخمس ، فيصل إلى السمّاعين (نيو شغان) فيقول" إن السماعين هم سواد الناس وهم المؤمنون الذين لا قوة لهم على تحمل النظام الدقيق الذي يتبعه الصدّيقون" (إيران فى عهد الساسانيين ، ١٨٢) ، والصديقون هم واحدة من طبقات رجال الدين المانوى.

١٢٧

١٤ ـ ورغسر وبنجيكث : مدينتان من مدن سمرقند على شاطئ نهر بخارى. وإن انشعاب المياه إنما يقع في ورغسر هذه.

١٥ ـ كش : مدينة من الجروم ويهطل فيها المطر مدرارا. لها مدينة وقهندز وربض. ولها نهران يمران بالمدينة ينتفع منهما في الزراعة. وفي جبالها العقاقير. يرتفع منها البغال الفارهة والمن والملح الأحمر التي تحمل إلى الآفاق.

١٦ ـ نوقت قريش : مدينة ذات زروع وفواكه كثيرة (١).

١٧ ـ نخشب : مدينة ذات نعم ، عامرة كثيرة الزروع والفواكه. ولها نهر واحد يمر وسط المدينة (٢).

١٨ ـ سوبخ : من مدن نخشب.

١٩ ـ سكيفغن : مدينة كثيرة الزروع والفواكه.

٢٠ ـ بزده : مدينة قليلة الناس كثيرة الزروع والفواكه. ولها نهر جاف يأتي فيه الماء بعض السنة. أغلب مياه أهلها من الآبار ومما تأتي به الدواليب.

٢١ ـ كسبه : موضع ذو زروع وفواكه كثيرة.

٢٢ ـ ترمذ : مدينة نزهة على شاطئ جيحون ، لها قهندز على شاطئ النهر. وهذه المدينة فرضة (٣) ختلان وصغانيان. يرتفع منها الصابون الجيد والبواري (٤) الخضر والمراوح.

٢٣ ـ هاشمكرت : مدينة تكثر فيها الأغنام والسوائم.

٢٤ ـ جرمنكان : مدينة ذات زروع وفواكه ومياه جارية.

٢٥ ـ الصغانيان : ناحية خربة (٥) ، وهي كبيرة ذات زروع وفواكه كثيرة. مزارعوها جهلة مساكين لكنها ذات نعم كثيرة. أهلها مقاتلون أبطال. ولهذه الناحية هواء جاف

__________________

(١) يكتبها السمعانى (الأنساب ، ٥ / ٥٣٧) : نوقد قريش ، ويقول إنها قرية على ستة فراسخ من نسف.

(٢) نخشب هى نفسها التى يقال لها أيضا : نسف.

(٣) الفرضة : من الموانئ هو المكان الذي تؤخذ فيه الضرائب على التجار والمسافرين (غياث اللغات). ويبدو أن المعنى فى حدود العالم وفى غيره يتوسع فيه ليعنى المدن الكبيرة التى يتم فيها التبادل التجارى بشكل ضخم.

(٤) البوارى ، مفردها البارى وهو نوع من الحصر.

(٥) استخدم المؤلف كلمة : ويران ، وتعنى الخربة. ولا ندرى لماذا مع كل ما سيذكره عن خصبها ورخائها ، إلا أن تكون كذلك قبل عصره ثم أصبحت خربة خلال تأليفه الكتاب.

١٢٨

وأرض خصبة وماء سائغ عذب ، ويرتفع منها القليل من الخيول والثياب الصوف والمسوح ؛ وكثير من الزعفران. وملك هذه الناحية من ملوك الأطراف ويقال له أمير الصغانيان.

٢٦ ـ دارزنجي : مدينة يحيط بها خندق وهي من حدود الصغانيان. ترتفع منها الجوارب والأكسية والبسط الصوف.

٢٧ ـ صغانيان : مدينة كبيرة على سفح جبل. وهي قصبة هذه الناحية ، ذات مياه جارية طيبة الهواء ، أهلها مساكين.

٢٨ ـ باسند : مدينة مزدحمة بالسكان على الطريق المتجه إلى بخارى وسمرقند [٢٣ ب] عامرة ، وأهلها مقاتلون.

٢٩ ـ زينور : ذات زروع وفواكه كثيرة وسكان قليلين.

٣٠ ـ بوجان : مدينة في داخلها قلعة وهي عامرة.

٣١ ـ ريكر : مدينة قرب نهر نهام طيبة الهواء ذات نعم كثيرة.

٣٢ ـ همواران : مدينة تقع قرب نهر كسوان ، قليلة الناس.

٣٣ ـ شومان : مدينة عامرة على سفح جبل حولها سور وبها قهندز على قمة جبل ، وتحت القهندز عين ذات مياه غزيرة. يرتفع منها الزعفران الوفير.

٣٤ ـ أفريذان : مدينة قليلة الناس ، تقع على جبل.

٣٥ ـ ويشجرت (١) : مدينة عامرة ، تقع بين الجبل والصحراء على الحد بين الصغانيان وختلان. والرياح تسفي بها دائما. وبها تربة شقيق البلخي رحمة الله عليه. يرتفع منها الزعفران الكثير.

٣٦ ـ سروشنة : ناحية كبيرة عامرة ذات نعمة وفيرة ، لها مدينة ورساتيق كثيرة. يرتفع منها النبيذ الكثير ، ومن جبالها الحديد.

٣٧ ـ زامين : مدينة على طريق خجند وفرغانة ، وهي من مدن سروشنة. ولها سور حصين. كثيرة الزروع والفواكه.

٣٨ ـ جرقان : من مدن سروشنة ، وهي عامرة.

__________________

(١) تكتب فى المصادر العربية : واشجرد.

١٢٩

٣٩ ـ دزك : مدينة ذات مياه جارية قرب موضع يدعى مرسمنده. يقام فيها كل سنة سوق لمدة يوم واحد. يقال إنه تتم فيه معاملات تجارية تزيد قيمتها على مائه ألف دينار.

٤٠ ـ بونجكث : قصبة سروشنه ، ومقر أمير هذه الناحية ، وهي كثيرة السكان وعامرة وفيرة النعمة وبها مياه جارية.

٤١ ـ فغ كث ، غزق ، ساباط ، كركث : مدن في حدود سروشنه ذات زروع وفواكه ، كثيرة السكان.

٤٢ ـ البتّم : ناحية بين الجبال والصخور من حدود سروشنه ، وهي ثلاثة مواضع : البتم الداخلة والبتم الوسطى والبتم الخارجة. وهي ناحية كثيرة الزروع والفواكه وأهلها مساكين. وبها قرى ورساتيق كثيرة. وفي جبالها معدن النوشادر بكثرة.

٤٣ ـ برغر : ناحية من البتم الوسطى. وبها بحيرة يخرج منها نهر بخارى ، وتصب بها المياه القادمة من البتم الوسطى.

٤٤ ـ خجند : مدينة هي قصبة تلك الناحية كثيرة الزروع والفواكه. أهلها ذوو مروءة ، يرتفع منها الرمان.

٤٥ ـ فرغانة : ناحية عامرة كبيرة ذات نعم وفيرة. وبها جبال كثيرة وصحار ومدن ومياه جارية ، وهي باب تركستان. ويقع إليها الرقيق التركي الكثير. وفي جبالها معادن الذهب والفضة بكثرة ، وكذلك النحاس والرصاص والنوشادر والزئبق والشمع الأسود (١) وحجر البادزهر وحجر المغناطيس والعقاقير الكثيرة. ويرتفع منها العنّاب والعقاقير ذات الآثار العجيبة. وكان ملوك فرغانة قديما من ملوك الأطراف ويدعونهم الدهاقين (٢).

٤٦ ـ جذغل : ناحية من فرغانة تقع بين الجبال والصخور. وبها مدن وقرى كثيرة. ترتفع منها الخيل [٢٤ أ] والأغنام الكثيرة ، وفيها معادن.

__________________

(١) منتوجات فرغانة هذه لدى الإصطخرى (ص ٣٣٤). والشمع الأسود وردت فى الأصل : جراغ سنك. نقرأ فى الجماهر (ص ٣٢١): " ذلك أنه بفرغانة عمود الجبل الذي يرتفع منه بها الزفت والقير الأسود والنفط والموم الأسود المسمى جراغ سنك". والموم تعنى الشمع بالعربية.

(٢) لدى ابن خرداذبه (ص ٤٥) أن ملك فرغانة يدعى إخشيد (انظر أيضا البلدان لابن الفقيه (ص ٦٤٩) ومجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١) فقد ورد أيضا فى كليهما : إخشيد. وفى سير أعلام النبلاء (١٥ / ٣٦٦) أن الإخشيد تعنى بالتركية ملك الملوك.

١٣٠

٤٧ ـ أخسيكث : قصبة فرغانة ومقر الأمير والعمال. وهي مدينة كبيرة تقع على شاطئ نهر خشرت وعلى سفح جبل. وفي جبلها تكثر معادن الذهب والفضة. أهلها يشربون النبيذ.

٤٨ ـ واثكث : حدّ بين خجند وفرغانة. وهي مدينة كثيرة الفواكه والزروع.

٤٩ ـ شوخ : مدينة يرتفع منها الزئبق.

٥٠ ـ طماخس ونامكاخس : مدينتان على سفح جبل.

٥١ ـ سوخ : أسفل جبل على الحد بين البتم وفرغانة ، ولها ستون قرية.

٥٢ ـ أوال : على سفح جبل ولها قرى.

٥٣ ـ بغسكين : من أوال.

٥٤ ـ خواكند ، رشتان ، زندرامش : مدن كبيرة ذات فواكه وزروع كثيرة.

٥٥ ـ قبا : مدينة كبيرة ، وهي أكثر مدن ناحية فرغانة حسنا.

٥٦ ـ أوش : مدينة عامرة ذات نعمة وفيرة. أهلها مقاتلون. وهي على سفح جبل. وعلى هذا الجبل حرّاس وعيون حذرا من الكفار الترك.

٥٧ ـ أورشت وخرساب : مدينتان ذواتا مياه جارية وسعة ونعمة وفيرة وهواء طيب.

٥٨ ـ أوزجند : مدينة على الحد بين فرغانة وبلاد الترك. يمر بمحاذاتها نهران أحدهما يدعى تباغر ويأتي من التبت ؛ والآخر يدعى برسخان وهو الذي يمر ببلاد الخلخ.

٥٩ ـ خيلام : مدينة بها مولد نصر بن أحمد أمير خراسان (١).

٦٠ ـ كشلوكث وباب : مدينتان عامرتان ذواتا فواكه وزروع كثيرة. وجميع هذه المدن من ناحية فرغانة.

٦١ ـ بشت وكلسكان ويوكند وكوكث وخشكاب : مدن قريبة من بعضها ذوات فواكه وزروع كثيرة. أهلها فقراء.

٦٢ ـ شلات : ثغر مقابل بلاد الترك.

__________________

(١) فى الأصل : ختلام. والتصحيح من الإصطخرى (ص ٣٣٤) الذي أشار أيضا إلى مولد الأمير نصر السامانى فيها. وهى كذلك فى الأنساب (٢ / ٤٣٤) وقال لسترنج (ص ٥٢٣) إنها خيلام أو خيرلم.

١٣١

٦٣ ـ إيلاق : ناحية كبيرة بين الجبل والصحراء. غاصة بالناس ذات فواكه وزروع ، وعامرة. أهلها قليلو المال. وبها مدينة ورساتيق كثيرة. وأغلب الناس في الرساتيق أتباع مذهب المبيّضة (١). وهم مقاتلون ومنبسطو الأسارير. وفي جبالها معادن الفضة والذهب. وحدودها متصلة بفرغانة وجذغل والشاش ونهر خشرت. يسمى حكامها دهاقين إيلاق. وكان دهاقينها قديما من ملوك الأطراف.

٦٤ ـ نوكث : قصبة إيلاق. وبها مدينة وقهندز وربض. وفيها نهر يدعى إيلاق تقع نوكث هذه على شاطئه.

٦٥ ـ كهسيم : مدينة على سفح جبل بها معدن الفضة.

٦٦ ـ دخكث : مدينة يرتفع من جبلها عقار سم الفأر.

٦٧ ـ يهوذلغ وأبرلغ وإيتلخ والخجاس : مدن على حدود فرغانة وإيلاق.

٦٨ ـ سامي سبرك : مدينة نزهة وعامرة.

٦٩ ـ برفكسوم وخنج وخاس : مدن ذات فواكه وزروع كثيرة وناس قليلين.

٧٠ ـ غزجند : مدينة نزهة ذات نعمة.

٧١ ـ تكث : مدينة ذات تجارة وافرة.

٧٢ ـ كلشجك ، خمبرك ، أردلانكث ، ستبغوا [٢٤ ب] بجناح (٢) : مدن قريبة من بعضها ، عامرة ذات فواكه وزروع كثيرة ومياه جارية. وقصبة هذه المدن هي أردلانكث.

٧٣ ـ كرال وغزك وخيول ورذول وكبريه وبغورانك : مدن صغيرة (٣) ذات فواكه وزروع كثيرة. قريبة من بعضها. ترتفع منها الخيول.

__________________

(١) فى مفاتيح العلوم (ص ٢٨): " المبيّضة : أصحاب المقنع الكندى هاشم بن حكم المروزى ؛ سموا بذلك لتبييضهم ثيابهم مخالفة للمسوّدة من أصحاب الدولة العباسية".

(٢) توجد قائمة أسماء هذه المدن قريبة من بعضها لدى الإصطخرى (ص ٣٢٩ ، ٣٣١) حيث يمكن أن تكون خمبرك وستبغوا وبجناك الواردة هنا هى خمرك وشبينغو وغنّاج الواردة هناك على التوالى. ومع ذلك توجد لدى ابن حوقل (٢ / ٥٠٧) والإدريسى (٢ / ٧٠٣) باسم استبيغوا.

(٣) يمكن أن نضرب مثلا بما يمكن لأقلام النساخ أن تحدثه فى الأسماء هذه ، لقياس بعدها على سائر ما ورد ويرد فى هذا الفصل (ما وراء النهر) من أسماء ، بأن نقارن أربعة من هذه الأسماء الواردة هنا بشكل كتابتها الوارد فى المصادر التالية :

١٣٢

٧٤ ـ أبردكث وبغوكث وفرنكث : مدن صغيرة ذات نعمة ، وهي قريبة من بعضها.

٧٥ ـ جبغوكث : مدينة نزهة وكانت قديما معسكر الشاش.

٧٦ ـ شكاكب وبانجباس : مدينتان نزهتان عامرتان من مدن إيلاق.

٧٧ ـ تنكث بخارنان : قصبة ولها نواح بين إيلاق وجذغل والشاش. فيها مياه جارية. ويجتمع فيها التجار.

٧٨ ـ يالابان : مدينة بينها وبين شاطئ نهر برك فرسخ واحد. وفيها دار لضرب الدراهم.

٧٩ ـ الشاش : ناحية كبيرة وعامرة ، أهلها غزاة ومقاتلون وأغنياء ذوو نعمة. ترتفع منها الأقواس والسبهام المصنوعة من الخدنك ، ويرتفع منها خشب الخلنج الكثير (١). وكان ملوكها قديما من ملوك الأطراف.

٨٠ ـ بينكث : قصبة الشاش ، مدينة كبيرة عامرة نزهة. وبها مقر السلطان.

٨١ ـ نوجكث : مدينة تمر بها السفن العاملة في نهري برك وخشرت.

٨٢ ـ كرجاكث ، تركوس ، خاتون كث ، ديمغان كث ، دو [كذا] : مدن صغيرة عامرة ، ومحط رحال القوافل المحملة بالتجارة القادمة من بلاد السغد وسمرقند ، وفرغانة وإيلاق.

٨٣ ـ بناكث : مدينة على شاطئ خشرت ، نزهة وعامرة

٨٤ ـ حرسنكث ، حرحكث ، شتوركث ، سبكث ، بحاكث ، ككرال : مدن في الشاش ترتفع منها الأقواس الشاشية. وهي نزهة وعامرة ذات نعمة.

__________________

الإصطخرى ، ابن حوقل ، الإدريسى

حدود العالم

كداك

كرال

جبوزن

خيول

وردوك

رذول

كبرنه

كبريه

غدرانك

بغورانك

يلاحظ أن الاسم الأول (كداك) ورد لدى ابن حوقل والإدريسى بشكل (كذاك) وهو أمر لا يغير كثيرا من واقع الأمر.

(١) الخدنك خشب صلد جدا تصنع منه الحراب وأيدى الفؤوس والسروج (برهان قاطع ، مادة خدنك). والخلنج : شجر ، فارسى معرّب تتخذ من خشبه الأوانى (لسان العرب ، خلنج)

١٣٣

٨٥ ـ إسبيجاب : (١) ناحية على الحد بين المسلمين والكافرين. وهي واسعة وعامرة تقع على حد تركستان. وكل شىء يرتفع من تركستان يقع إليها. وفيها مدن ونواح ورساتيق كثيرة. ترتفع منها اللبود والأغنام.

وقصبة هذه الناحية مدينة تدعى إسبيجاب ، وهي كبيرة ذات نعمة وفيها مقر السلطان. وبها بضائع كثيرة ويجتمع بها التجار من الآفاق.

٨٦ ـ سانيكث : مدينة نزهة ذات نعمة وثراء.

٨٧ ـ بدخكث : مدينة صغيرة نزهة ذات نعمة.

٨٨ ـ ستكند : موضع ذو نعمة يقع على شاطئ نهر. أهله مقاتلون. وفيه الترك الآشتية الذين أصبح كثير من قبائلهم مسلمين.

٨٩ ـ فاراب : ناحية ذات نعمة قصبتها تدعى كدر. أهلها مقاتلون أبطال. وبها يجتمع التجار.

٩٠ ـ وما بين إسبيجاب وضفة النهر يمتلئ بالمواشي التي يعود بعضها لإسبيجاب والآخر للشاش وفاراب وكنجده. وبها ألف خيمة للترك الآشية الذين أصبحوا مسلمين.

٩١ ـ صبران : مدينة ذات نعمة وفيرة. يجتمع بها التجار الغوز.

٩٢ ـ ذرنوخ : مدينة على شاطئ نهر ، عامرة وقليلة الناس.

٩٣ ـ سوناخ : من مدن فاراب [٢٥ أ] ذات نعمة ترتفع منها الأقواس الجيدة التي تحمل إلى الآفاق.

٩٤ ـ شلجي ، طراز ، تكابكث ، فرونكث ، مركي ، نويكث : مدن يقيم فيها المسلمون والترك ، ويجتمع بها التجار. والترك كثيرون في الخلخ وأفرونكث ومركي ونويكث.

__________________

(١) تكتب إسفيجاب أيضا فى المصادر التراثية.

١٣٤

٢٦ ـ القول في حدود بلاد ما وراء النهر ومدنها

تضم حدود ما وراء النهر نواحي مختلفة ، بعضها يقع إلى الشرق من ما وراء النهر ، والآخر إلى المغرب منها. أما الذي إلى الشرق منها ، فتحيط به من الشرق حدود التبت والهند ؛ ومن الجنوب حدود خراسان ؛ ومن الغرب حدود الصغانيان ؛ ومن الشمال حدود أسروشنة من ما وراء النهر.

١ ـ الختل : كورة وسط جبال شاهقة ، وهي عامرة ذات فواكه وزروع وناس كثيرين ونعم واسعة ، وملكها من ملوك الأطراف. وأهلها مقاتلون. وفي حدودها القريبة من التبت يوجد ناس متوحشون في المفازات. وفي جبالها معادن الفضة والذهب. ترتفع منها الخيول الجياد الكثيرة.

٢ ـ هلبك : قصبة الختل ومقر الملك (١). مدينة على سفح جبل آهلة بالسكان ورساتيقها قليلة.

٣ ـ نجارى : مدينة حصينة وفيها نهران أحدهما خرناب والآخر جيحون. ولها ناحية تمتد حتى حدود بدخشان وتدعى روستابيك يحيط بها جيحون من جانب ، ومن الجانب الآخر جبل. وهي ذات نعمة وفيرة وفرضة الختل (٢).

٤ ـ فارغر : مدينة عامرة ذات فواكه وزروع كثيرة ، آهلة بالسكان.

٥ ـ بارسارغ ، منك ، تمليات : مدن صغيرة ذات نعمة وفيرة ، عامرة وأهلها مقاتلون.

٦ ـ وخش : كورة عامرة على شاطئ وخشاب.

٧ ـ هلاورد : قصبة وخش ، مدينة ذات فواكه وزروع ورساتيق كثيرة. أهلها رماة ومقاتلون.

__________________

(١) فى الأصل : هلمك. وصححناها فى ضوء ما ورد فى القانون المسعودى (٢ / ٥٧٣) عند ذكره مدن بلاد الختل ، وفى نزهة المشتاق (١ / ٤٨٢).

(٢) نرجح أن تكون هذه المدينة هى أنديجاراغ المذكورة ضمن بلاد الختل فى القانون المسعودى (٢ / ٥٧٣) وفيه : أندرجاراغ ، ونزهة المشتاق (١ / ٤٨٧) حيث قال الإدريسى : " ومدن الختل : كاربنك وتمليات وهلبك وسكندرة ومنك وأنديجاراغ وفارغر ورستاق بيك". وهى المدن التى ترد لاحقا فى هذا الفصل.

١٣٥

٨ ـ ليوكند : من مدن وخش ترتفع منها الأغنام الوخشية.

٩ ـ جاشت : بلاد وسط الجبال والصخور ، تقع بين البتم والختل ذات رساتيق كثيرة وزروع وفواكه. وحكام هذه البلاد يدعون دهاقين جاشت.

١٠ ـ ويوجد جمع من الناس يسمّون كميجيين يقيمون في حدود الختل والصغانيان ، وهم شجعان مقاتلون يمتهنون اللصوصية. تجارتهم في الأغنام والرقيق. ولهم قرى ورساتيق كثيرة لكن ليس لهم أي مدينة (١).

وفي حدود الصغانيان بين شومان وبشكرد ، توجد منطقة تدعى سيلاكان.

وفي حدود الختل بين تمليات ومنك قوم يقيمون بين الجبل والصحراء بموضع فيه مياه جارية وخصب.

وكل جمع من هؤلاء مطيع لأمر حاكم المنطقة التي هو فيها ، وإن عليهم أن يعينوا أمراء الختل وأمراء الصغانيين حين يطلبون إليهم العون.

١١ ـ ترك كنجينة : جمع قليل من الناس مقيمون بواد قرب جبل بين الختل والصغانيان وهو موضع خصب جدا. وهؤلاء القوم يمتهنون اللصوصية ويغيرون على القوافل [٢٥ ب] وهم متغطرسون. ولهم على لصوصيتهم فتوة. وهم يمارسون اللصوصية في منطقة تمتد بين ثلاثين وأربعين فرسخا من المنطقة المحيطة بهم. ولهم صلة بأمير الختل وأولئك الصغانيين (٢).

١٢ ـ وفي بلاد التبت قرية وباب أقيمت في جبل يوجد فيها مسلمون عشّارون ويحفظون الطريق. وحين يخرج المرء من هذا الباب يقع إلى حدود وخان.

__________________

(١) يرد ذكر هؤلاء القوم فى تاريخ البيهقى (ص ٤٢٨) بشكل الكمخيين حيث يتحدث المؤلف عن ثورة فى" نواحى ختلان لمجيء الكمخيين إليها" ، كما ورد ذكر لهم قرب مدينة هلبك (ص ٦٠٨) وفى الصغانيان (ص ٦٢٣). وفى زين الأخبار (ص ٣٤٥) باسم الكميجيين. وفى أحسن التقاسيم (ص ٢٢٥) ضمن الحديث عن بلاد الصغانيان : " يتاخمها قوم لهم يقال لهم كيجى وترك كنجينة". وفى مفاتيح العلوم (ص ١١٩ ـ ١٢٠): " الهياطلة : جيل من الناس كانت لهم شوكة وكانت لهم بلاد طخارستان ، وأتراك خلج وكنجينة من بقاياهم" (انظر أيضا : وهرود وأرنك ، ١٠٦ ـ ١٠٧)

(٢) عن ترك كنجينة ، انظر الهامش السابق.

١٣٦

١٣ ـ رختجب : قرية من وخان وبها المجوس الوخية (١).

١٤ ـ سكاشم : مدينة. وقصبة ناحيتها وخان ، وبها مجوس ومسلمون (٢). وفيها يقيم ملك وخان. يرتفع من نواحيها الصفر واللبود والسروج والسهام الوخية.

١٥ ـ خمداذ : قرية فيها بيوت أصنام الوخيين ، وبها قليل من التبتيين وإلى يسارها قلعة يقيم فيها تبتيون.

١٦ ـ سنكلنج : على سفح جبل فيه معدن البيجاذي البدخشي واللعل ، وقرب المعدن ماء حار راكد لا يمكن وضع اليد فيه لشدة حرارته. وبين المعدن والتبت مسيرة يوم ونصف.

١٧ ـ ملحم : قرية تأتي بعد اجتياز البلدة السابقة.

١٨ ـ سمرقنداق : قرية كبيرة يسكنها الهندوس والتبتيون والوخيانيون والمسلمون ، منطقة حدودية وهي آخر حدود ما وراء النهر.

١٩ ـ بلور : كورة عظيمة ولها ملك يقول : أنا ابن الشمس ، وما لم تطلع الشمس لا ينهض من نومه ويعلل ذلك بقوله : لا ينبغي للولد أن ينهض قبل أبيه. ويدعونه بلورين شاه. وليس في هذه الكورة ملح إلا ما يؤتى به من كشمير.

٢٠ ـ أندراس : مدينة يسكنها التبت والهندوس. ومنها إلى كشمير مسير يومين.

إن البيوت الموجودة في الصورة (٣) بين الرخذ والمولتان جميعها قرى ومحط رحال القوافل وهي في المفازة قليلة النعمة والكلأ.

٢١ ـ وأما خوارزم فإن ما يقع إلى الغرب من بلاد ما وراء النهر ، فهو حدود خوارزم.

__________________

(١) كذا وردت فى الأصل : رختجب. ويبدو أن صوابها هو ورزقنج ، فقد ورد فى الجماهر (ص ١٥٨): " ومعادن اللعل فى بقاع بها قرية تسمى وزرقنج على مسيرة ثلاثة أيام من بدخشان نحو وخان فى مملكة شاهنشاه ومقرّه شكاسم قريب من تلك المعادن".

(٢) كما مرّ فى الهامش السابق فهى تكتب شكاسم. وقد ذكرها البيرونى فى القانون المسعودى (٢ / ٥٧٣) ضمن الممالك التى" على حدة" فقال : " شكاشم : قصبة شكنان".

(٣) هذا دليل آخر على وجود خارطة فى مخطوطة الكتاب فى الأصل ثم أهملها الناسخ أو النساخ بعد ذلك. ويبدو أن الخارطة كانت موسعة.

١٣٧

٢٢ ـ كاث : قصبة خوارزم وباب تركستان الغوز ، وهي فرضة الترك وبلاد تركستان وما وراء النهر والخزر. ويجتمع فيها التجار. وملكها من ملوك الأطراف ويدعى خوارزم شاه. وأهلها غزاة مقاتلون. وهي مدينة ذات تجارة واسعة. يرتفع منها الصفر والوسائد والخفتان والكرباس واللبود والمصل والرخبين (١).

٢٣ ـ خشميثن : مدينة يجتمع بها التجار ذات بضائع وفيرة.

٢٤ ـ نوجابان : مدينة ذات سور وأبواب حديد ومياه جارية ، مزدحمة بالسكان.

٢٥ ـ الجرجانية : مدينة كانت تابعة قديما للملك خوارزمشاه وهي الآن مستقلة. وملكها يدعى أمير الجرجانية. وهي مدينة ذات تجارة واسعة ويجتمع بها التجار ، وباب تركستان. وهي مدينتان : مدينة داخلة ومدينة خارجة. وأهلها معروفون بالقتال والرماية.

٢٦ ـ كردنازخاس (٢) ، بذمينية ، قرية قراتكين : ثلاث مدن سكانها قليلون ، وهي ذات زروع وفواكه.

٢٧ ـ كردر : مدينة مزدحمة بالسكان ذات زروع وفواكه [٢٦ أ] ترتفع منها بكثرة جلود الحملان.

٢٨ ـ خيو (٣) : مدينة صغيرة ذات سور ، من مدن الجرجانية.

٢٩ ـ جند ، خواره ، قرية نو : ثلاث مدن على شاطئ نهر الشاش. على بعد عشر مراحل من خوارزم ، وعشرين مرحلة من فاراب. وملك الغوز يأتي في الشتاء إلى قرية نو هذه.

__________________

(١) فى الصيدنة (ص ٥٨٩): " المصل : ماء الإقط إذا طبخ وعصر". والإقط هو الجبن. وأما الرخبين ففى برهان قاطع (مادة رخبين): " طعام يصنع من الكشك [اللبن الرائب المجفف] والدقيق والحليب وهو حامض الطعم".

(٢) ذكرها بارتولد باسم كردنار خاس (تركستان ، ٢٤٩ ، ٢٥٤).

(٣) يمكن أن تكون خيوه (انظر تركستان ، ٢٤٩) التى تعرب فتكتب خيوق وهى بلدة مشهورة بنواحى خوارزم.

١٣٨

٢٧ ـ القول في بلاد السند ومدنها

يحيط بها من شرقيها نهر مهران ؛ ومن جنوبيها البحر الأعظم ؛ ومن مغربها بلاد كرمان ؛ ومن شماليها المفازة المتصلة بحدود خراسان.

وهذه البلاد من الجروم ، وبها مفازات كثيرة وجبال قليلة. أهلها سمر نحاف الأبدان يجيدون الجري ، وكلهم مسلمون. وبها تجار كثيرون. ترتفع منها الجلود والصروم والنعال والتمور والفانيذ (١).

١ ـ المنصورة : مدينة عظيمة تقع وسط نهر مهران وهي تشبه الجزيرة ، كثيرة النعم وعامرة. بها يجتمع التجار. وأهلها مسلمون وملكهم من قريش.

٢ ـ منجابري وسدوسان : مدينتان عامرتان من بلاد السند تقعان على نهر مهران.

٣ ـ بوزوز ، مسواهي : مدينتان من بلاد السند ، قليلتا السكان. تجارتهم في البحر ، قليلتا الخيرات.

٤ ـ الديبل : من مدن السند على ساحل البحر الأعظم ، يجتمع فيها التجار. ويؤتى إليها بكثير مما ينتج في الهند ومما يستخرج من البخر.

٥ ـ قنبلي ، أرمابيل : من بلاد مكران (٢). مدينتان ذواتا بضائع كثيرة ، قريبتان من البحر ، وتقعان على حافة المفازة.

٦ ـ تيز : أول مدينة من بلاد السند على ساحل البحر الأعظم. وهي حارة.

٧ ـ كيز ، كوشك قند ، نه ، بند ، دزك ، إسكف : جميع هذه المدن من بلاد مكران ، ويرتفع منها أغلب الفانيذ الذي يحمل إلى الآفاق. ومقر ملك مكران في مدينة كيج (٣).

٨ ـ راسك : هي قصبة كورة جروج. عامرة مزدحمة بالسكان وبها تجار كثيرون.

٩ ـ مشكي : مدينة في المفازة.

__________________

(١) فى برهان قاطع (بانيذ): " هو السكر الأبيض ، وقال بعضهم هو السكر المصنوع أقراصا. وهو نوع من الحلوى أيضا وفانيذ معرّبة".

(٢) قنبلى فى الأصل : فنيكى. والتصويب من كتب الجغرافيا ، ففى نزهة المشتاق مثلا (١ / ١٧٣): " ومن مدينة أرمابيل إلى مدينة قنبلى مرحلتان".

(٣) كيج هى نفسها مدينة كيز الواردة فى أول هذه الفقرة.

١٣٩

١٠ ـ بنج بور : أهم مدن السند ، يمر بها نهر مهران (١).

١١ ـ بهلبره : مدينة من كورة جروج ، قليلة النعمة.

١٢ ـ محالي وقسدان وكيجكانان وشوره : مدن من بلاد طوران. قليلة النعمة. ذات مواش كثيرة. وفيها مسلمون ومجوس كثيرون. وفي كيجكانان مقر ملوك طوران.

١٣ ـ إبل : مدينة من كورة البدهة. عامرة ذات نعمة وفيرة. وبها مسلمون (٢).

١٤ ـ قندابيل : مدينة كبيرة ، عامرة ذات نعمة ، وتقع في المفازة. يرتفع منها التمر الوفير.

__________________

(١) فى أحسن التقاسيم (ص ٣٦٠) أنها بنجبور وهى قصبة مكران.

(٢) لدى الإصطخرى إيل وفيه (ص ١٧٨): " وبين كيزكانان وقندابيل رستاق يعرف بإيل وفيه مسلمون وكفار من البدهة .. وإيل اسم رجل تغلب على هذه الكورة فنسبت إليه". وكيزكانان الواردة هنا هى نفسها كيجكانان الواردة فى الفقرة السابقة. والكلام بصورة عامة يبدو معتمدا على الإصطخرى.

١٤٠