حدود العالم من المشرق إلى المغرب

مجهول

حدود العالم من المشرق إلى المغرب

المؤلف:

مجهول


المحقق: يوسف الهادي
المترجم: يوسف الهادي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار الثقافيّة للنشر
الطبعة: ٠
ISBN: 977-5875-19-6
الصفحات: ٢٥٦

٦ ـ توزون بلغ : قرية ذات مزارع وبساتين ومياه جارية وخيرات. وهي حدّ بين الخلخ ويغما.

وقرب توزون غارج توجد بحيرة توزكول التي تأتي سبع قبائل خلخية بالملح منها.

٧ ـ كوكيال ، إتلالغ ، لولغ : ثلاث قرى عامرة ذات خيرات تقع على سفح جبل. وكان مالكوها إخوة يبغو.

٨ ـ أوزكث وملجكث : قريتان على سفح جبل عامرتان ذواتا خيرات. ملكهما جبغو (١).

٩ ـ كرمين كث : فيها قليل من الخلخية يطلق عليهم اسم اللبان. وهي قرية كبيرة ذات خيرات وموئل التجار من كل مكان (٢).

١٠ ـ تونل وتالخزه : قريتان بين جبلين ، تقعان على الحدّ بين الجكل والخلخ ، وهما قريبتان من بحيرة إيسكول. وأهلها مقاتلون أبطال شجعان (٣).

١١ ـ برسخان : مدينة على ساحل بحيرة ؛ وهي عامرة ذات خيرات. حاكمها من الخلخ لكنه يميل للتغزغزية (٤).

١٢ ـ جامغر : مدينة صغيرة من حدود الخلخ على حافة مفازة كانت قديما من بلاد الخلخ ، وملكها يعينه ملك التغزغز. وفيها مائتا قبيلة. وهي بلاد منفصلة.

__________________

(١) فى زين الأخبار (ص ٥٩٦) : هى قرية متصلة بمدينة بنجيكت ، وقد وردت هناك بالتاء : أوزكت. ولم يرد ذكر لملجكث.

(٢) يحتمل أن تكون هى نفسها كومبركت الواردة فى زين الأخبار (ص ٥٦٥) حيث قال : " أما طريق برسخان فإنه يتجه من نويكت نحو كومبركت عن طريق الجكل". وفى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١): " ملك اللبان يدعى قتكين لبان" ، ولا نعرف شيئا سوى هذا عن هؤلاء" اللبان".

(٣) فى زين الأخبار (ص ٥٦٦) " تونك" وهى بكل تأكيد" تونل" المذكورة هنا ، فكلاهما قريب من إيسكول ومن برسخان ، قال الكرديزى : " من إيسغ كول حتى تونك خمسة فراسخ ، ومن تونك حتى برسخان ثلاثة أيام".

(٤) خصص الكرديزى فصلا بعنوان" برسخان" تحدث فيه عن بناء المدينة (زين الأخبار ، ٥٦٤ ـ ٥٦٥). وفى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١): " ملك برسخان يدعى تبين برسخان". أما البحيرة التى تقع برسخان عليها فهى إيسكول ، ففى ديوان لغات الترك (٣ / ٩٩): " إسك كول : اسم بحيرة برسغان ، طولها ثلاثون فرسخا فى عشرة فراسخ". وفى القانون المسعودى (٢ / ٥٧٨): " برسخان : قرب إليسى (كذا) كول أى البحيرة الحارة". ويبدو أن لأهلها لغة متميزة (ديوان لغات الترك ، ٣ / ٣٤٢).

١٠١

١٣ ـ بنجول : في حدود الخلخ. وكان ملكها قديما بأيدي التغزغزية. وهي الآن بأيدي الخرخيز (١).

١٤ ـ أقراقر : مدينة مزدحمة بالناس ، واقعة بين جبلين ونهر.

١٥ ـ أوج : على قمة جبل وفيها مائتا ألف رجل (٢).

وأهل كلا هاتين المدينتين خلخية.

__________________

(١) فى زين الأخبار (ص ٥٧١) بنجول ، وحدد مكانها على الطريق المتجه من برسخان إلى كجا.

(٢) أوج ، ورد ذكرها فى القانون المسعودى (٢ / ٥٧٨) ضمن قائمة مدن الأتراك. وفى ديوان لغات الترك (١ / ٤٢٣) : أج عند ذكره نهر تفشغان أكز ، حيث قال إنه يسيل على بلدة أج.

١٠٢

١٦ ـ القول في بلاد الجكل

بلاد أصلها من الخلخ لكنها مزدحمة بالسكان (١). إلى شرقها وجنوبها حدود الخلخ ؛ وإلى مغربها حدود التخس ؛ وشمالها بلاد الخرخيز. وكل ما هو في بلاد الخلخ وبلاد الخرخيز موجود أيضا في الجكل. ولأهلها الأموال الهائلة. وهم أهل خيام. ولهم مدن وقرى قليلة وأموالهم وبضاعتهم الأبقار والأغنام والخيل. يعبد قسم منهم الشمس والنجوم. وهم حسنو الطباع ، محبون للاختلاط بغيرهم ، ذوو شفقة. وملكهم منهم.

١ ـ سيكول : مدينة كبيرة واقعة على الحد بين الخلخ والجكل قريبة من بلاد المسلمين. وهي عامرة وفيرة الخيرات ، وفيها التجار (٢).

__________________

(١) فى زين الأخبار (ص ٥٦٦) " ويقيم الجكليون قريبا من أسفل إيسغ كول". وفى ديوان لغات الترك (١ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠): " جكل : اسم لثلاث طوائف من الترك ، إحداها قوم من أهل الوبر يسكنون ب (قياس) وهى بليدة بعد برسغان". وللجكل لهجة خاصة بها (ديوان لغات الترك ، (١ / ٦٠). يقول أندريه ميكيل (٢ (١) / ٢٧٠): " جكل قبيلة من الخرلخ على الأرجح اقتطعت لنفسها أراضى عديدة ، أهم مكانين منها بين بحيرة إيسيكول ونهر إيلى من جهة وبين الشواطئ الجنوبية الغربية من البحيرة ذاتها من جهة أخرى". أوسع من كتب عنهم هو أبو دلف (" الرسالة الأولى" ، ٣٤٩) وقد نقل القزوينى نفس هذه المعلومات باختصار (آثار البلاد ، ٥٨٢). ويقول الكاشغرى (١ / ٣٣٠) وهو يتحدث عن خطأ التوسع فى استخدام اسم جكل من قبل الغزّية : " إن الغزية سمت جميع الترك من لدن جيحون إلى الصين الأعلى : جكل. وذلك خطأ". وفى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١): " ملك الجكل يدعى تكسين الجكل".

(٢) يرجح بارتولد أن اسم هذه المدينة مشتق من اسم بحيرة إيسيك كول (دائرة المعارف الاسلامية ، مادة : إيسيك كول).

١٠٣

١٧ ـ القول في بلاد التّخس ومدنها

إلى الشرق منها حدود بلاد الجكل ؛ وإلى جنوبها الخلخ وجبال الخلخ ، وإلى الغرب منها مجموعة من الخرخيز ، وإلى شمالها الجكل (١).

وهذه البلاد خيراتها أوفر بكثير من جكل. يرتفع منها المسك والأصواف والأوبار المختلفة. وتجارتهم الخيول والأغنام والأصواف. ولهم خيام. وهم ينتقلون صيفا وشتاء بحثا عن المراعى والكلأ والمروج.

١ ـ لازنه وفراخيه : قبيلتان من التخس [١٨ ب] لكل منهما بلدة صغيرة ، وقريتان تتعلقان بهاتين القبيلتين.

٢ ـ سوياب : قرية كبيرة يخرج منها عشرون ألف رجل (٢).

٣ ـ بيكليلغ : قرية كبيرة ، تدعى باللغة السغدية سمكنا ، وحاكمها يدعى ينالبركين ومعه ثلاثة آلاف رجل (٣).

__________________

(١) التخسى : حدد الكاشغرى موقعهم فقال (١ / ٣٥٤): " جيل من الترك ب (قياس) يقال : تخسى جكل". وقد مكث الكاشغرى فى ديارهم (٢ / ٢٢٤). وفى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١): " ملك التخسى يدعى قتكين". وقد وردت كلمتا" التخسى" و" قتكين" بلا نقط فى مخطوطة مجمل التواريخ فارتأى محققه أن يكتبها" نحسين" و" قتكين". ورجحنا أنهم التخسى.

(٢) ورد ذكر سويات لدى الكرديزى (ص ٥٩٦) بعد بنجيكت وأوزكت وقال إن دهقانها يدعى شقيق يبغو. وقد كتبها محقق الكتاب : " سوياب" رغم قوله إنها وردت فى مخطوطتى زين الأخبار : سويات. وبعد أن ذكر الكرديزى (ص ٥٩٧) الجبل المقدس الذي يقسم به الأتراك ، ذكر العقبة (ويقصد هذا الجبل) وقال : " عندما تجتاز هذه العقبة تجد إلى يسارها بلاد تركستان من تخسيين وأرمان ، وهناك قرية تدعى سويان [يبدو أنها هى نفسها سوياب] تقع بين أوزكت وأرمان ، يخرج منها عشرون ألف رجل". قلت إن اتفاق مؤلفنا المجهول مع الكرديزى فى أن عدد مقاتلى هذه المدينة هو ٢٠ ألفا ، وكذلك قول الكرديزى (ص ٥٩٧) إن قرية بيكليغ قريبة من سوياب ، إضافة إلى أن" سويات" قد وردت فى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١) بهذا الاسم أى بالتاء ، يدل على وجود" سويات" وهى قرية بعيدة عن" سوياب" التى تقع بين أوزكت وأرمان والقريبة من بيكليغ. وأوزكت ستأتى فى الفقرة (٤) من فصلنا هذا بشكل : أوركت. ويذكر بارتولد (تركستان ، ٣٢٢) أن سوياب كانت عاصمة التركش.

(٣) هى الواردة لدى الكرديزى باسم" بيكليغ" وقال" إن شقيق جبويه فى هذه القرية وعندما يخرج للقتال يخرج معه ٥٠٠ مقاتل ، وإذا استدعت الضرورة خرج معه ثلاثة آلاف من حوالى هذه القرية. وحاكمها يدعى بدان سانكو وأصله من هناك" (ص ٥٩٧). ونرجح أن" سينكلينك" الواردة لدى رشيد الدين الهمدانى (جامع التواريخ ، تاريخ ـ

١٠٤

٤ ـ أوركث : تقع بين قريتين من التخس. وأهلها قليلون ، وخيراتها وفيرة. وأهلها أثرياء (١).

__________________

ـ المغول ، ١ / ٦٤١) عند ذكره الطريق المتجهة إلى كيمين فو حيث قال : " وطريق آخر على العقبة التى تدعى سينكلينك ، وحين تجتاز تلك العقبة تكون جميع الصحارى رياضا ومصايف حتى كيمين فو". وقد ورد فى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١): " ملك اثليغ يدعى نيال تكين" ، ويبدو أن الصواب : ملك بيكليلغ أو بيكليغ يدعى ينال تكين. ويبدو أيضا أن ينالبركين الواردة أعلاه هى ينالتكين.

(١) وردت لدى الكرديزى (ص ٥٩٦) وقال إنها متصلة ببلدة بنحيكت.

١٠٥

١٨ ـ القول في بلاد الكيماك ومدنها

بلاد يقع إلى شرقها جنس من الخرخيز ؛ وإلى جنوبها نهرا أرتش وأتل ؛ وإلى غربها بعض بلاد الخفجاخ وجزء من القسم غير العامر من الشمال ؛ وشمالها ذلك الجزء من النصف الشمالي للأرض الذي لا يمكن للناس أن يعيشوا فيه (١).

وهي بلاد فيها مدينة واحدة فحسب ، وفيها قبائل كثيرة ، وسكانها يعشون في الخيام ويتجولون بحثا عن الكلأ والماء والمروج صيفا وشتاء. وتجارتهم السمور والأغنام. وطعامهم في الصيف الحليب ، وفي الشتاء اللحم القديد (٢). وحيثما وقع الصلح بينهم وبين الغوز ، ذهبوا إلى برّ الغوز شتاء. أما ملك الكيماك فيدعى الخاقان (٣). وله أحد عشر عاملا في بلاد الكيماك ، وينتقل الحكم إلى أولاد هؤلاء العمال بالوراثة.

١ ـ ما دون الخفجاق فبلدة من الكيماك أخلاق أهلها شبيهة ببعض أخلاق الغوز.

٢ ـ قرقرخان : بلدة أخرى من بلاد الكيماك ، ولأهلها أخلاق الخرخيز.

٣ ـ يغسون ياسو : بلدة أخرى من الكيماك بين نهري أتل وأرتش. وأهلها أوفر نعمة وأكثر مهارة.

__________________

(١) يقرنهم أندريه ميكيل (٢ (١) / ٢٧٣) مع الخفجاخ ليضعهم تحت عنوان" أتراك السهول" المقيمين فى بوادى سيبيريا الغربية. وردت معلومات مبكرة عنهم لدى ابن خرداذبه (ص ٣١): " فأما ملك كيماك ففى خيام يتبع الكلأ ، بين طراز وموضعه مسيرة واحد وثمانين يوما فى مفاوز". ولدى أبى دلف (" الرسالة الأولى" ، ٣٥٠ ـ ٣٥١) الذي ذكر معلومات فريدة عن تقاليدهم. وقد كرر ابن الفقيه جزءا من معلومات ابن خرداذبه إلا أنه أضاف إليها معلومات سمعها ممن سافر إلى تلك البلاد ونعنى به تميم المطوعى الذي خمن عدد أفراد جيش ملك الكيماك بعشرين ألف فارس (ص ٦٣٩). ويقول الكرديزى الذي خصص فصلا لهم (زين الأخبار ، ٥٤٩ ـ ٥٥٤): " إن نهر أرتش يمر أسفل خيام الكيماكية وإن طعامهم فى الصيف هو لبن الفرس ويسمونه القميز ، وفى الشتاء القديد" (انظر معلومات إضافية مهمة عنهم فى طبائع الحيوان (ص ١٩ ـ ٢٠) وعن بحيرة عجيبة لهم فى جبل منكور (الآثار الباقية ، ٢٦٤).

(٢) القديد : اللحم المجفف.

(٣) فى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١) ملكهم يدعى تتغ.

١٠٦

٤ ـ نمكية (١) : مدينة في بلاد الكيماك ، وهي مقر الخاقان في الصيف. وبينها وبين طراز مسيرة ثمانين يوما يقطعها الفارس المسرع.

٥ ـ ده جوب : قرية على ساحل ماء. عامرة يكون فيها الناس كثيرين خلال الصيف.

__________________

(١) هى كواكت (أو كواكب) الواردة لدى قدامة (الخراج ، ١٠٥): " طريق كيماك يأخذ من طواويس من طراز إلى قريتين فى موضع يقال لها كواكت عامرتين كثيرتى الأهل بين هذا الموضع إلى موضع ملك كيماك مسيرة ثمانين يوما للفارس المسرع". والنص وارد قبل هذا لدى ابن خرداذبه (ص ٢٨) بشكل مختصر وهو : " ثم إلى كويكت سبعة فراسخ ومنها إلى موضع ملك كيماك مسيرة ثمانين يوما يحمل فيها الطعام".

١٠٧

١٩ ـ القول في بلاد الغوز

بلاد شرقها مفازة الغوز ومدن ما وراء النهر ، وإلى الجنوب منها بعض هذه المفازة أيضا أما الباقي فبحر الخزر ؛ وإلى غربها وشمالها نهر آتل (١).

وأهلها ذوو جرأة وعدوانيون خبثاء العرق وحساد. يتجولون صيفا وشتاء بحثا عن المراعي والكلأ. وتجارتهم الخيول والأبقار والأغنام والسلاح وقليل من الصيد.

وفيها تجار كثيرون من أهلها ومن الغوز أيضا. وهم يصلّون لكل شيء حسن وعجيب. ولهم أطباء كبار ، يصلّون لهم حين يرونهم. ويتحكم هؤلاء الأطباء في دمائهم وأموالهم.

__________________

(١) يرى بارتولد (EI ١) وكلود كاهن (EI ٢) فى مادة (Ghozz) أن اسم الغز استخدم بصورة عامة من قبل الكتّاب العرب لقبيلة الأوغوز التركية. ويضيف بارتولد : " يبدو أنهم كانوا أمة كبيرة فى القرن ٦ الميلادى تدعى بها القبائل المقيمة بين الصين والبحر الأسود مشكلين إمبراطورية موحدة ... بدأت هجرة الغز إلى أراضى المسلمين حوالى نهاية القرن ٤ ه‍ حيث أقاموا أولا فى بخارى قرب نور .. ويسمى الغز المسلمون بالتركمان أيضا. واستنادا إلى ابن الأثير فإن هؤلاء الغز انفصلوا عن التغز أوغوز فى خلافة المهدى (حكم بين ١٥٨ ـ ١٦٩ ه‍). وفى الحقيقة فإن الإسلام انتشر بين الغز فى القرن ٦ ه". وفى طبائع الحيوان (ص ١٨) قال وهو يتحدث عن الترك : " ومن قبائلهم العظيمة الغزية وهم اثنتا عشرة قبيلة .. فلما صاقبوا بلاد الإسلام أسلم بعضهم فسمّوا التركمانية". زار ابن فضلان بلادهم (فى ٣١٠ ه‍) وكتب بشكل مسهب عما شاهده فى بلادهم من عاداتهم وتقاليدهم (ص ٩١ ـ ١٠٦) ؛ كما زارهم أبو دلف وكتب عنهم ما شاهده (" الرسالة الأولى" ، ٣٥١) ؛ فى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١) أن ملكهم يدعى بيغو. وفى ديوان لغات الترك حديث واف عن سبب تسميتهم بالغز (وهو أسطورى ولا شك) قال فى بدايته : " التركمان : هم الغزية" وأضاف" وهم فى الأصل أربع وعشرون قبيلة ، إلا أن القبيلتين من الخلجية انفردتا عنها ببعض الأشياء ، فلذلك لا تعدّان منهم" (٣ / ٣٠٤ ، ٣٠٧). وسماهم الكاشغرى أيضا بالأغز وقال" إنهم قبيلة من الترك وهم التركمانية ، وهم اثنان وعشرون بطنا" ثم ذكر أسماء تلك البطون والعلامات التى يسمون بها دوابهم (ديوان لغات الترك ، ١ / ٥٦ ـ ٥٧ ؛ انظر أيضا : السيف المهند ، ٢٠ ـ ٢١ ، الذي نقل مؤلفه بكل تأكيد معلوماته عن الكاشغرى ، مع بعض الاختلافات فى أسماء البطون بسبب تصحيف النساخ). كما يذكرهم رشيد الدين (جامع التواريخ ، تاريخ المغول) بعنوان" أقوام الأوغوز" ويذكر أن قبائلهم يبلغ عددها ٢٤ قبيلة ، ثم يذكر منهم : الأويغور والقبجاق والقانقلى والقارلوق والقلج (١ / ٢٩).

١٠٨

وليس لأهلها أية مدينة ، فلديهم الخيام الكثيرة. وهم ذوو سلاح وآلات وشجاعة ويستبشرون بالحرب. وهم يأتون دائما لغزو بلاد الإسلام. وحيثما وصلوا منها عاثوا ونهبوا وعادوا مسرعين إلى بلادهم (١). ولكل قبيلة منهم شيخ لعدم توافقهم.

__________________

(١) أشهر هجماتهم على الثغور الإسلامية وأكثرها وحشية هى التى أعقبت هزيمة السلطان سنجر السلجوقى على أيديهم (سنة ٥٤٨ ه‍) حيث اجتاحوا بلاد خراسان فاحتلوا نيسابور ومرو وبلخ وطوس وجوين وأسفرايين وارتكبوا من الفظائع شبيه ما ارتكبه المغول فيما بعد فقد كانوا يجمعون الناس ثم يسلبونهم كل شىء وبعد ذلك يقومون بتعذيبهم بالنار والتراب ـ كما يقول ابن المنور ـ ويبدو أن التعذيب بالتراب هو إدخاله فى أفواه الضحايا حتى الموت بقصد انتزاع اعتراف منهم بالأماكن التى وضعوا فيها مدخراتهم ، وفى نيسابور عندما بلغهم أن النساء والأطفال قد التجأوا إلى الجامع المنيعى هجموا على الجامع فقتلوا مقتلة عظيمة ، كما أحرقوا أجمل مساجد نيسابور المسمى بالمطرز لجمال نقوشه وقبته العالية ، كما هدموا حيطان البيوت وحفروا زواياها على أمل وجود ذهب وأموال مخبأة فيها. ويكفى أن ننقل قول ابن المنور أحد أحفاد الصوفى الشهير أبى سعيد بن أبى الخير وهو يتحدث عن هجومهم على قرية ميهنه التى كان فيها قبر الشيخ حيث دمروه. ويذكر قتلى أسرته ممن يمت بنسب إلى الشيخ : " قتل فى فتنة الغز من أبناء الشيخ من كبير وصغير ممن اتصل نسبهم بالشيخ مائة وخمسة عشر بعد أن عذبوا بأنواع العذاب من النار والتراب وغير ذلك ثم ذبحوا" (أسرار التوحيد ، ١ / ٤ ، ٣٨٠ ؛ انظر عن هذه الكوارث أيضا : راحة الصدور ، ١٨٠ ـ ١٨٣ ؛ تاريخ دولة آل سلجوق ، ٢٥٧ ـ ٢٥٩ ؛ الكامل فى التاريخ ، ١١ / ١٧٦ ـ ١٨٣ ، وفيه : وكانوا يطلبون من الرجل المال ، فإذا أعطاهم ماله قتلوه).

١٠٩

٢٠ ـ القول في بلاد بجناك الترك

يحدها من الشرق حدود الغوز [١٩ أ] ومن الجنوب حدود البرطاس والبراداس ؛ ومن الغرب حدود المجغرية والروس ؛ ومن الشمال روثا (١).

وهذه البلاد تشبه بلاد الكيماك بجميع أحوالها. ولأهلها حروب مع جميع من يحيط بهم. وليس لهم أية مدينة. وكبيرهم من بينهم.

__________________

(١) للمقارنة نذكر حدود بلاد البجناك كما وردت فى طبائع الحيوان ونضعها إلى جنب ما ورد لدى مؤلفنا المجهول :

حدود العالم

طبائع الحيوان

من الشمال

روثا

القفجاق

من الجنوب

البرطاس والباذاس

الخزر

من الشرق

الغز

الغزية

من الغرب

المجغرية والروس

الصقالبة

ذكرهم ابن رسته (ص ١٤٣) بقوله : " وبين بلاد البجاناكية وبين بلاد الصقلبية مسيرة عشرة أيام". وقد نقل الكرديزى (ص ٥٨٩) هذه العبارة بنصها ولم يضف شيئا. ذكرهم الكاشغرى (١ / ٢٧) ضمن بطون الغزية التركمانية فقال : " فأول القبائل قرب الروم : بجنك ثم قفجاق ثم أغز" ، وقال فى ١ / ٤٠٤ : " بجانك : جيل من الترك مسكنهم قرب الروم" ، وفى نفس الصفحة : " بجانك : قبيلة من الغزية ، بجنك : لغة فيه". ويعقب بارتولد على كلام الكاشغرى هذا فيقول : " وعلى هذا فهم قوم الترك الذين استوطنوا أقصى الغرب ويقال إن إقليم إمبا أورال فولغا كان أقدم موطن لهم ، ويروى البكرى والكرديزى أن عرضه كان مسيرة ٣٠ يوما وطوله كذلك. ونزلوا هناك بالقرب من الخزر فى الجنوب الغربى ، والأوغوز فى الجنوب الشرقى على أنه منذ ٨٦٠ م تقريبا بدأ الأوغوز يمتدون نحو الغرب ويدفعون أمامهم البجاناك من إقليم الأورال. وحوالى نهاية القرن التاسع اتفق الأوغوز والخزر فيما بينهم وطردوا الجانب الأكبر من البجاناك من موطنهم القديم حتى أن ابن فضلان لم يجد منهم فى تلك البقاع حوالى سنة ٩٢٢ م إلا العدد القليل وعندما فرّ البجاناك أمام الأوغوز اصطدموا فى طريقهم بالمجر القدماء فساقوهم أمامهم إلى (هنغاريا) واحتلوا بلادهم ؛ احتلوا أولا الإقليم بين الطونة [الدن] والدنيبر ، ثم وصلوا بعد ذلك إلى نهر الدانوب" (دائرة المعارف الإسلامية ، الطبعة العربية الثانية ، مادة بجاناك). زار ابن فضلان بلادهم ليوم واحد (انظر : ص ١٠٦ ١٠٧) وقال إنهم شديد والسمرة محلّقو اللحى فقراء ؛ توجد معلومات إضافية فى طبائع الحيوان (ص ٢٠ ٢١) ، فى" الرسالة الأولى" لأبى دلف الذي قال إنهم طوال اللحى أولى أسبلة يغير بعضهم على بعض (ص ٣٤٩) ؛ فى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١) وردت العبارة التالية : " ملك سحتكت ويدعى كولنقانش" ، ونرجح أن العبارة هى : " ملك بجنك ويدعى" ؛ يتحدث المسعودى (مروج الذهب ، ١ / ٢٢٣ ٢٢٦) عن حرب تحالف فيها أربعة قبائل من الترك ومنهم البجناك ضد الروم وحلفائهم المسلمين ، حيث تمكن التحالف التركى من إلحاق هزيمة ساحقة بالروم وحلفائهم فتحوا خلالها مدينة للروم عظيمة يقال لها ولندر ونهبوها وسبوا أهلها ، وأقاموا فيها ٤٠ يوما ، ثم اتصلت غاراتهم بعد ذلك بأرض الصقالبة ثم إلى ثغور الأندلس والإفرنجة والجلالقة ، وذلك فى سنة ٣٣٢ ه‍ (انظر أيضا : التنبيه والإشراف ، ١٥٣).

١١٠

٢١ ـ القول في بلاد الخفجاخ

تحدها من الجنوب بلاد البجناك ؛ أما بقية حدودها فتقع في القسم غير العامر من الشمال الذي لا يعيش فيه أي حيوان (١).

وأهلها قبيلة منفصلة عن الكيماك وجاءت إلى هذا الموضع. لكنهم أسوأ طباعا من الكيماكية. وملكهم يعينه ملك الكيماك.

__________________

(١) يكتب اسم هؤلاء القوم بأشكال : قفجاق ، قبجاق ، قبجاخ ، خفجاق. اعتبرهم الكاشغرى (١ / ٢٧) من بطون الغزية (أو الغز). التركمانية. وذكرهم ضمن مادة يماك فقال : " يماك جيل من الترك وهم القفجاقية عندنا. ثم أترك قفجاق يعدون أنفسهم حزبا آخر" (٣ / ٢٢). كما ذكرهم رشيد الدين (جامع التواريخ ، تاريخ المغول ، ١ / ٢٩) ضمن الأوغوز (الغزية). وفى زين الأخبار (ص ٥٥٠): " فجاء سبعة من مولدى التتار : إيمى ، إيماك ، تتار ، بلاندر ، خفجاق ، لنقاز ، أجلاد". وعلاقة القبجاق بالتتار يمكن تفسيرها بكلام رشيد الدين (نفس المصدر ، ١ / ٥٨) الذي قال : " الآن وفى جميع بلاد الصين والهند والصين العظمى وبلاد القرقيز والكلار والباشغرد وصحراء القبجاق وولايات الشمال وبين القبائل العربية وفى الشام ومصر والمغرب ، يقال لجميع قبائل الأتراك تاتار". ومع هذا فالكاشغرى (١ / ٣٠) قال عن لغة التتار هى غير لغة القبجاق. وعدهم مؤلف حدود العالم (مقدمة الفصل ١٢) جنسا من التغزغز. ويقول غروسه (إمبراطورى صحرا نوردان ، ٣٠٦): " إن الأمة التى تدعى القبجاق باللغة التركية ، هم أنفسهم الذين يسميهم الروس : البولوتزيين ، ويسميهم البيزنطيون الكومانيين ، ويدعوهم الإدريسى بالقمانيين ، والمجريون بالقون" ذكرهم الإدريسى فى نزهة المشتاق (٢ / ٩١٦) ضمن ذكر بلادهم قمانية.

١١١

٢٢ ـ القول في بلاد المجغر

يحدها من الشرق جبل ؛ ومن الجنوب قوم من النصارى يدعون ب (ونندر) ؛ ومن الغرب والشمال بلاد الروس (١).

__________________

(١) ورد اسم بلاد المجغر هذه فى أول مصدر جغرافى إسلامى ذكرهم وهو الأعلاق النفيسة (ص ١٤٢ ١٤٣) بعنوان" المجغرية" وهم المجريون أو الهنغار. وقد حدّد لفيتسكى فى مقالة له فى (MADJARMADJARISTAN مادةE ٢١) موقع بلادهم آنذاك اعتمادا على ابن رسته فقال : " المجر ، مجرستان : الاسم الذي أطلقه المؤلفون العرب والفرس على الهنغاريين وهنغاريا فى الفترة الممتدة من القرن الثالث حتى الثامن الهجرى / التاسع حتى الرابع عشر الميلادى كانوا يسكنون فى هذا العصر [عصر ابن رسته : ألّف كتابه بين ٢٩٠ ٣٠٠ ه‍] فى السهول المتاخمة للبحر الأسود بين نهر الدون وأسفل نهر الدانوب ، وكان جيرانهم الشرقيون هم قبيلة البجناك القوية". والمعلومات الواردة فى الأعلاق النفيسة توجد بنصها مع إضافات مهمة فى زين الأخبار (ص ٥٨٦ ٥٨٩) ، وفى طبائع الحيوان (ص ٢٢) ، وقد أكدت المصادر الثلاثة أنهم جنس من الترك. يلتبس ذكرهم أحيانا بالباشغرد (الباشجرد ، الباشكرد ، الباشقر ، الباشقرد) ، ويرى زكى وليدى طوغان (دائرة المعارف الإسلامية ، الطبعة العربية الثانية : باشجرد) " أن السبب فى هذا الخط نشأ من أن المصادر الإسلامية سمت الباشكرد : بالشكرد الداخل ، وسمت المجريين باشكرد الخارج" ، وهو ما يعبر عنه أندريه ميكيل (٢ (٢) / ٥٤) بأن" البشحرت (الباشكرد) يتنازلون أحيانا عن اسمهم إلى المجغرية". ويضيف ميكيل : " إن البجناك ضغطوا عليهم عام ٨٩٣ أو ٨٨٩ م ضغطا قويا وردوهم إلى بلد اتلكز بين نهرى الدنيبر وسيريت. وفى مطلع القرن الرابع الهجرى / العاشر الميلادى ، لا حقهم البجناك مجددا إلى أصقاع أبعد أيضا باتجاه الغرب وانتصروا عليهم واحتلوا أماكنهم بأنحاء نهر دنبه الأسفل" (٢ (٢) / ٥٣ ؛ انظر أيضا : إمبراطورى صحرا نوردان ، ٢٩٥ ٢٩٨ ؛ تاريخ يهود الخزر ، ٢٦٥). ويقول الكاتب المجرى الراحل آرثر كوستلر فى كتابه القيم إمبراطورية الخزر وميراثها (ص ١١٩): " كان المجر حلفاء الخزر وتابعيهم المطيعين على ما يبدو منذ فجر الإمبراطورية الخزرية ، (وقد حيّرت مسألة نشأتهم وتحركاتهم الأولى الدارسين لوقت طويل) كما كتب ما كارتن. وهو يصفها فى موضع آخر بأنها (واحدة من أكثر الألغاز التاريخية غموضا). وكل ما نعرفه يقينا عن نشأتهم هو أن المجر كانوا منتمين إلى الفنلنديين وأن لغتهم تنتمى إلى العائلة اللغوية الفينية الأوغرية ، وإلى لغة شعوب الفوجل والأوستياك الذين يعيشون فى مناطق الغابات الواقعة شمال الأورال ، ومن ثم فإنهم لا ينتمون من حيث نشأتهم إلى الأمم السلافية والتركية للإستبس التى وفدوا ليعيشوا بينها. وهى غرابة موروثة لم يزالوا عليها حتى اليوم. إن هنغاريا الحديثة خلافا لجيرانها من الأمم الصغيرة لا تربطها بجيرانها روابط لغوية. لقد بقى المجر مجتمعا مختلفا عرقيا عمن يحيطون بهم. وأبناء عمومتهم الوحيدون هم الفنلنديون البعيدون". وعن علاقتهم اللغوية بالفنلنديين ، يقول كتاب (p. ٩١) Finland Creation And Construction. وهو يتحدث رافضا الافتراض القائل بالأصل المغولى أو التركى للفنلنديين : " إن الذي يحسم مسألة أصلهم هو لغتهم التى تجمعهم بالإستونيين والهنغاريين واللاب وحشد من اللغات التى يتكلم بها الناطقون فى شمال روسيا من العائلة الفينو أو غرية".

١١٢

يعيش فيها عشرون ألف رجل مع ملكهم الذي يدعى خله (١).

طولها مائة وخمسون فرسخا وعرضها مائة.

وفي الشتاء يذهب أهلها إلى ضفاف نهر بينهم وبين الروس. وطعامهم السمك يقيمون به أودهم. وهم ذوو أموال طائلة لكنهم سفلة.

وهذه البلاد كثيرة الأشجار وفيها مياه جارية. وأهلها حسان الوجوه ذوو هيبة. ولهم مع جميع الكفار المحيطين بهم ، حروب يظهر المجغريون بها عليهم.

وهؤلاء الذين ذكرناهم هم جميع أجناس الترك في العالم.

وسنذكر الآن جميع بلاد الإسلام. ثم نذكر بعدها بقية بلاد الكفر الذين في حدود المغرب.

__________________

(١) فى الأعلاق النفيسة (ص ١٤٢) : جله. وهى كذلك فى زين الأخبار (ص ٥٨٦). إلا فى مجمل التواريخ والقصص (ص ٤٢١) فقد قال إن ملك المجغر يدعى كنده.

١١٣

٢٣ ـ القول في بلاد خراسان ومدنها

تحدها من الشرق بلاد الهند ؛ ومن الجنوب بعض حدود خراسان وقسم من مفازة كركس كوه ؛ ومن الغرب نواحي جرجان وحدود الغور ؛ ومن الشمال نهر جيحون.

وهي بلاد واسعة. ذات تجارة واسعة وخيرات وفيرة. وتقع وسط عمارة العالم.

وفيها معادن الذهب والفضة والجواهر التي يؤتى بها من الجبال. وفي هذه البلاد تكثر الخيول. وأهلها مقاتلون. وهي باب بلاد الترك. وتنتج فيها الثياب والذهب والفضة والفيروزج والعقاقير.

وهي بلاد ذات هواء صحيح. وأهلها أصحاء أشدّاء.

وكان ملك خراسان قديما منفصلا عن ملك ما وراء النهر ، لكنه الآن ملك واحد.

ويجلس أمير خراسان في بخارى وهو من آل سامان ، ومن أولاد بهرام جوبين ويسمى ملك المشرق. وينتشر عمّاله في جميع أرجاء خراسان. ويوجد في حدود خراسان ملوك يدعون ملوك الأطراف.

١ ـ نيسابور : أكبر مدينة في خراسان. وبها البضائع الكثيرة. وطولها فرسخ وعرضها فرسخ. وهي مزدحمة بالناس ومحط رحال التجار ، ومقر قادة الجيوش. وفيها قهندز (١) وربض ومدن. ويؤتى بمائها من العيون الموجودة في باطن الأرض.

ويؤتى منها بالثياب المختلفة الصوفية والقطنية. وهي بلدة قائمة بذاتها ، ولها ثلاث عشرة قرية وأربعة خانات.

٢ ـ سبزوار : مدينة صغيرة على طريق الري وقصبة الرستاق.

٣ ـ خسروجرد : قريبة منها ، وهي مدينة صغيرة.

٤ ـ بهمن آباد ومزينان : مدينتان صغيرتان على طريق الري. وفيهما مزارع وبساتين كثيرة.

__________________

(١) أو كهن دز ، وتعنى القلعة القديمة.

١١٤

٥ ـ آزاذوار : مدينة وسط مفازة على طريق جرجان ، وهي ذات خيرات.

٦ ـ جاجرم : مدينة على الطريق إلى جرجان على الحد ، وهي محط رحال بضائع جرجان وقومس ونيسابور.

٧ ـ سبراين (١) : مدينة عامرة ذات خيرات.

٨ ـ جرمكان ، سيبينكان ، خوجان ، راويني : مدن ذوات مزارع وبساتين وهي عامرة. تقع بين الجبل والصحراء. وهي جميعا من حدود نيسابور.

٩ ـ نسا : مدينة على سفح جبل ، تقع بين الجبل والمفازة. ذات خيرات وفيرة وهواء رديء ومياه جارية.

١٠ ـ باورد : تقع بين الجبل والمفازة. ذات مزارع وحقول كثيرة. هواؤها حسن ، وأهلها سفلة.

١١ ـ طوس : بلد فيه مدن أمثال طوران ونوقان بزديغر (٢) ورايكان وبنواده. وهي بين الجبال. وفي جبالها معادن الفيروزج والنحاس والرصاص. يرتفع منها الكحل والشبه والقدور الصخرية. والدهنج والسراويل والجوارب.

وفي نوقان المرقد المبارك لعلي بن موسى الرضا ، حيث يذهب الناس لزيارته. وفيها مدفون هارون الرشيد أيضا. ويؤتى منها بالقدور الصخرية.

١٢ ـ ميهنة : مدينة على حدود باورد ، في وسط مفازة.

١٣ ـ ترشيز وكندر وينابد (٣) وتون وكري : مدن تقع بين حدود قوهستان ونيسابور ذات مزارع وبساتين كثيرة.

__________________

(١) هى مدينة أسفرايين.

(٢) فى الأصل : بروغون. ورجحنا أنها بزديغر ، ففى معجم البلدان (١ / ٦٠٤) " بزديغر من قرى نيسابور". وقد وردت هذه الكلمة لدى الإصطخرى (ص ٢٥٧) ضمن نفس المجموعة المذكورة هنا من المدن : " وإن جمعنا طوس نيسابور فمن مدنها : الراذكان والطابران وبزدغور والنوقان".

(٣) فى الأصل : بنابد. والصواب : ينابذ وهى نفسها جنابذ وكنابذ ، ففى معجم البلدان (٢ / ١٢٠): " جنابذ : من نواحى نيسابور ، وأكثر الناس يقولون إنها من نواحى قهستان من أعمال نيسابور ، وهى كورة يقال لها كنابذ" (انظر أيضا : الأنساب ، ٢ / ٨٩ ، الذي ذكر أنها كونابذ).

١١٥

١٤ ـ قاين : أكبر مدن قوهستان ، يحيط بها خندق ، ولها قهندز ومسجد جامع. وقصر السلطان في القهندز. وهي باردة الهواء.

١٥ ـ طبسين : مدينة حارة وبها التمر. ماؤها من قنوات. وهي في مفازة.

١٦ ـ كري : في مفازة ويرتفع منها الكرباس (١).

١٧ ـ طبس سينان : تقع بين الجبل والمفازة. وهي ذات خيرات.

١٨ ـ خور وخسب : مدينتان على حافة المفازة ، ماؤهما من قناة. وأغلب تجارة هاتين المدينتين المواشي.

١٩ ـ بوزكان ، خايمند ، سنكان ، سلومذ ، زوزن : مدن من حدود نيسابور ذات قرى كثيرة ومزارع وبساتين. ويرتفع الكرباس من هذه المدن

٢٠ ـ هري : مدينة كبيرة وعامرة جدا. وبها قهندز وربض. وفيها مياه جارية. والمسجد الجامع لهذه المدينة أكثر مساجد خراسان عمارة بالناس في كل خراسان. وهي على سفح جبل ، ذات خيرات وفيرة. وبها عرب كثيرون. وبها نهر كبير يخرج من حد بين الغور ونهر الجوزجان فينتفع منه في القرى. ويرتفع منها المنّ والدبس (٢).

٢١ ـ بوشنج : على بعد عدة مراحل من هري ، ويحيط بها خندق. وبها حصن منيع. وبها أشجار العرعر ، ونبات عصارته [٢٠ أ] ترياق لسم الأفعى والعقرب.

٢٢ ـ نوشجان : مدينة عامرة ذات خيرات كثيرة. وهي على سفح جبل.

٢٣ ـ فرجرد : مدينة صغيرة ، أهلها أصحاب سوائم.

٢٤ ـ بادغيس : عامرة ذات خيرات كثيرة ولها حوالي ثلاثمائة قرية.

٢٥ ـ كالون (٣) : مدينة مياهها من عين ومن الأمطار ، ويؤتى منها بالخيول الجيدة.

٢٦ ـ خجستان : بلدة أسفل جبل وفيها مزارع وبساتين كثيرة ، وأهلها مقاتلون.

__________________

(١) الكرباس : قماش قطن أبيض وثمين (فرهنك فارسى معين).

(٢) هرى : هى المدينة المشهورة ب" هراة" (برهان قاطع) و" فرجرد" التى تأتى بعدها (الفقرة ٢٣) هى فركرده الواردة لدى الإصطخرى (ص ٢٨٥).

(٣) فى الأصل : كاتون ، فرجحنا أنها كالون. قال ابن حوقل (٢ / ٤٤٠): " كابرون وكالوون" وفى ص ٤٤١ منه : " وكالوون وكابرون ليس لهما بساتين ولا مياه جارية وإنما مياههم من الأمطار والآبار".

١١٦

٢٧ ـ كوه سيم : مدينة على سفح جبل وفيها معدن الفضة إلا أن العمل في البحث عنه توقف لعدم وجود الحطب.

٢٨ ـ مالن : هي من هري ، ويرتفع منها الزبيب الطائفي اللذيذ.

٢٩ ـ إسبزار (١) : لها أربع مدن هي : كواثان وأرسكن وكوزد وجراشان ، ومساحة هذه الأربع تعادل ستة فراسخ. وهي ذات خيرات ، وأهلها خوارج ومقاتلون. وفي هذه البلاد جبال كثيرة ووعرة.

٣٠ ـ سرخس : مدينة على الطريق وفي وسط المفازة. وليس لأهلها نهر إلا نهر خشكرود (٢) الذي يمر وسط السوق ، ويمتلئ وقت ارتفاع المياه فحسب. وهي مدينة ذات زروع وبساتين كثيرة وأهلها أقوياء الأبدان مقاتلون ، وترتفع منها الجمال.

٣١ ـ بون : مدينة من قصبة كنج رستاق ، وهي كثيرة الخيرات. وفيها خيرات كثيرة. ويرتفع منها الدبس.

٣٢ ـ كيف : مدينة صغيرة مثل بون.

٣٣ ـ بغشور : تقع في المفازة وماؤها من الآبار.

٣٤ ـ كروخ : مدينة عامرة تقع بين جبال ويرتفع منها الكشمش.

٣٥ ـ شورمين : مدينة من أعمال هري.

٣٦ ـ غرجستان : بلاد قصبتها بشين. وأكبر مدن هذه البلاد تدعى الشار. وهي وفيرة الغلال والزروع والبساتين وعامرة. وكلها جبال. وأهلها طيبو القلوب ومساكين يشتغلون بالرعي والزراعة.

٣٧ ـ دزه : مدينة على سفح جبل يمر نهر مرو وسطها ، وهي نزهة ذات فواكه كثيرة.

٣٨ ـ مروالرود : مدينة ذات خيرات عامرة تقع على سفح جبل ذات فواكه كثيرة يمر بمحاذاتها نهر مرو.

٣٩ ـ دز أحنف : مدينة تقع وسط الصحراء ذات مزارع وبساتين كثيرة ، وفيها مياه جارية.

٤٠ ـ بركدز : تقع على شاطئ نهر مرو. فيها قهندز حصين. وبها مجوس ويدعون البهافريدية (٣).

__________________

(١) إسبزار هى إسفزار (انظر : الإصطخرى ، ٢٨٥).

(٢) الكلمة من مقطعين : خشك : الجاف ؛ رود : النهر. أى النهر الجاف.

(٣) فى الأصل : بركدر. والتصحيح اعتمادا على ياقوت (معجم البلدان ، ٢ / ٨٣١). أما البهافريدية ، ففى مفاتيح ـ

١١٧

٤١ ـ كيرنك : مدينة صغيرة.

٤٢ ـ مرو : مدينة كبيرة كانت قديما مقر أمير خراسان ، ومقره الآن في بخارى ، ذات خيرات ونزهة. وقد بناها طهمورث. وفيها أبراج كثيرة وكانت مقر الأكاسرة. وليس في خراسان كلها مدينة لها حسن سوقها. وخراجها يؤخذ على المياه. يرتفع منها القطن الجيد والحنزاب والملبن والخل والمري (١) والثياب الحرير والملحم.

٤٣ ـ شنك عبادي : مدينة عامرة ذات نواح كثيرة وخيرات.

٤٤ ـ دندانقان [٢٠ ب] : مدينة ذات سور ارتفاعه خمسمائة قدم. وهي وسط المفازة وخارجها خان لنزول القوافل.

٤٥ ـ كشميهن ، مسفري ، ماشان ، سوسنقان ، شابرنجي ، زرق : هذه مدن منها الصغير والكبير ، وهي جميعها من أعمال مرو ، وتسقى جميع المزارع والبساتين فيها من مياه نهر مرو.

٤٦ ـ الجوزجان : بلاد عامرة ذات خيرات كثيرة ، يسودها القسط والعدل والأمن. يحيط بها من شرقيها حدود بلخ وطخارستان حتى حدود الباميان ؛ ومن جنوبيها آخر حدود الغور وحد بست ؛ وغربيها حدود غرجستان وقصبة بشين حتى حدود مرو ؛ وشماليها حدود جيجون. وملك هذه البلاد من ملوك الأطراف ويدعى في خراسان ملك

__________________

ـ العلوم (ص ٣٨): " جنس من المجوس ينسبون إلى رجل كان يسمى به آفريد بن فرور دينان ، خرج برستاق خواف من رساتيق نيسابور بقصبة سراوند بعد ظهور الإسلام فى أيام أبى مسلم [الخراسانى] وجاء بكتاب وخالف المجوس فى كثير من شرائعهم وتبعه خلق منهم وخالفه جمهور".

(١) فى الصيدنة (ص ٥٦): " أشترغاز : ذكر فى أخبار مرو أن اسمه بالعربية الحنزاب ويجلب من رمال مفازة مرو ويحمل إلى الآفاق .. ويكون أول ما يستخرج حلوا لغضاضته ، فإذا ضربته الريح خالطته حرافة" ، ثم نقل بعد ذلك قول أبى حنيفة الدينورى" إنه عريض الورق أبيض الأصل فى الأرض كالفجلة يطبخ ويؤكل". وفى الصيدنة أيضا (ص ٤٥٩) ورد ما يفسر كلمة الملبن : " الفراته : الملبد. فى لفظ العامة : فلاته وملبند وهو ما يتخذ من عقيد العنب مع الدقيق وبغير الدقيق". وفى لسان العرب (مادة : لبن): " الملبن بالتشديد : الفلاتج". وفى برهان قاطع : " فراته : عصير العنب يخلط بالنشاستج ودقيق الحنطة ثم يغلى حتى يصبح ثخينا ثم يوضع فيه لب اللوز أو الجوز". وفى مقدمة الأدب (١ / ٣٣٥) أنه يسمى بالعربية الفراتق. أما المرى فقد ورد الأصل الفارسى : آبكامه. قال فى الصيدنة (ص ٥٧٧): " المري .. وبالفارسية آبكامه". وفي برهان قاطع : " آبكامه : خبز معروف فى أصفهان يعجن باللبن الرائب والحليب وحبات الخردل ، يقال له بالعربية المرى".

١١٨

الجوزجان ، وهو من أولاد أفريدون. وكل حاكم في حدود غرجستان وحدود الغور تابع لأمره. وهو أكبر من جميع ملوك الأطراف ملكا وعزا وعلوا وسياسة وسخاء وحبا للعلم (١).

يرتفع من هذه البلاد الخيل الكثيرة واللبود والحقائب وأحزمة الخيل والسجاجيد والعباءات. وفيها شجرة تدعى الخنج لا يجف خشبها إطلاقا وهو لين حتى يمكن أن تعقد فيه عقدة. وفي هذه المملكة بلدان كثيرة مثل :

٤٧ ـ الريوشاران :

وهو بلد كبير ذو خيرات (٢) وأهله مقاتلون ، من غرجستان الجوزجان. ويمر جزء من مياه مرو في هذا البلد. وفيه معدن الذهب. وحكام هذا البلد من حكام الجوزجان. وهم يعطون الضريبة لملك الجوزجان.

٤٨ ـ درمشان : هما بلدتان ، أحدهما في بست ، والأخرى في الجوزجان ، وهذه متصلة بريوشاران. وتخرج من هذه البلدة مياه تتحد مع مياه الريوشاران. وإن نهر مرو هو من هذه المياه. وحاكم هذه البلدة يدعى درمشي شاه.

٤٩ ـ تمران وتمازان : بلدتان في حدود رباط كروان قريبة من سفوح الجبال ، يسمى أحد حاكميها تمران فرنده والآخر تمازان فرنده.

٥٠ ـ ساروان : بلدة في الجبال ، أهلها ذوو جرأة ومقاتلون يمتهنون اللصوصية ، عنيدون عديمو الوفاء مصاصو دماء. والعصبيات بينهم دائمة.

٥١ ـ مانشان : بلدة متصلة بدر اندره ، وهي في الجبال. وكان حكامهم قديما يدعون برازبنده. أما اليوم فيعين عاملهم من قبل حضرة ملك الجوزجان.

إن جميع تلك البلدان ذات مزارع وبساتين ونعمة واسعة. وحكامها يعيّنهم ملك الجوزجان وهم يعطونه الضرائب. وأغلب أهلها بسطاء أصحاب سوائم كثيرة من الأبقار والأغنام.

__________________

(١) يشير بذلك إلى الملك الذي ألف لأجله الكتاب وهو أبو الحارث محمد بن أحمد بن فريغون (انظر مقدمة الكتاب). أما عن الاسم الذي يخاطب به ، فقد قال ابن خرداذبه (ص ٤٠): " ملك الجوزجان : كوزكان خذاه" (انظر أيضا : البلدان لابن الفقيه ، ٦٤٩ ؛ الآثار الباقية ، ١٠٢).

(٢) فى الأصل : ربوشاران. والتصحيح من خرداذبه (ص ٤٠) وفيه : الريوشار : ملك الريوشاران (انظر أيضا ابن الفقيه ، ٦١٩ وفيه : ريوساران).

١١٩

وفي هذه البلاد نواح صغيرة كثيرة. وفيها شجرة تصنع منها السياط. وفي جبالها معادن الذهب والفضة والرصاص وحجر الكحل ومختلف أنواع الزاج.

٥٢ ـ الطالقان : على حد الجوزجان ، وهى من تلك البلاد. مدينة ذات خيرات كثيرة [٢١ أ] يرتفع منها النبيذ بوفرة وكذلك اللبود.

٥٣ ـ اليهودية : مدينة عامرة ذات خيرات ، وهي على سفح جبل ، وفيها مقر ملك الجوزجان. وقريب منها معسكر يدعى دراندره بينها وبينه فرسخ ونصف. وهو طيب الهواء أفضل من هواء اليهودية وفارياب.

٥٤ ـ فارياب : مدينة على طريق القوافل ، ذات خيرات كثيرة.

٥٥ ـ نريان : مدينة بين حدود القوافل ، ذات خيرات كثيرة.

٥٦ ـ كرزوان : مدينة في الجبل ، ذات خيرات كثيرة ، طيبة الهواء ، وكانت مقر ملوك الجوزجان قديما.

٥٧ ـ كندرم : مدينة ذات نعمة يرتفع منها بكثرة النبيذ الجيد.

٥٨ ـ أنبير : قصبة الجوزجان. مدينة حسنة عامرة محط رحال التجار ، وحاضرة بلخ ، ذات خيرات كثيرة ، تقع على سفح جبل. ترتفع منها الجلود لجوزجانية التي تحمل إلى الآفاق.

٥٩ ـ كلار : مدينة صغيرة عامرة ذات بساتين ومياه جارية ونعمة واسعة.

٦٠ ـ أشبورقان : تقع على الطريق ، مدينة ذات نعمة واسعة في الصحراء ، وفيها مياه جارية.

٦١ ـ أنتخذ : مدينة وسط المفازة ، فواكهها وزروعها قليلة ، وهي قليلة النعمة.

٦٢ ـ سان : مدينة عامرة ترتفع منها الأغنام الكثيرة.

٦٣ ـ رباط كروان : مدينة على حد الجوزجان في جبالها معدن الذهب.

٦٤ ـ سنكبن : من ريوشاران ، أقيم بها منبر حديثا.

٦٥ ـ أزيو : مدينة في آخر أعمال الجوزجان.

إن جميع المدن التي ذكرناها هي من مملكة ملك الجوزجان. وفي مفازات هذه المملكة عشرون ألف رجل من العرب أصحاب الأغنام والجمال الكثيرة. يعيّن أميرهم من حضرة

١٢٠