المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الفقه
الناشر: المؤتمر العالمي للامام الرضا عليه السلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٧
وأروي : أن لهم في الهم في الدَّين يذهب بذنوب المؤمن.
ونروي : أن الهموم ساعة الكفارات.
أروي عن العالم عليه السلام أنه قال : يقول الله تبارك وتعالى : أنه خير شريك ، من أشرك معي عندي في عملي لم أقبل ، إلا ما كان لي خالصاً ١.
ونروي أن الله عزوجل يقول : أنا خير شريك ، ما شوركت في شيء إلا تركته.
وأروي عن العالم عليه السلام : العالم على غير بصيرة ، كالسائر على غير الطريق ، لايزيده سرعة السير الا بعداً عن الطريق.
وروي : كفى باليقين غنى وبالعبادة شغلاً ٢ ، الإيمان في القلب ، واليقين خطرات ٣.
وأروي : ما قسم بين الناس أقل من اليقين ٤.
وأروي : ان لله عزوجل في عبادة آنية ـ وهي القلب ـ فأحبها إليه أصفاها وأصلبها وأرقها : أصلبها في دين الله ، وأصفاها من الذنوب ، وأرقها على الإخوان.
وروي : ان الله يبغض من عباده المائلين ، فلا تزلوا عن الحق ، فمن استبدل بالحق هلك ، وفاتته الدنيا وخرج منها ساخطاً.
وأروي : من أراد أن يكون أعز الناس ، فليتق الله في سره وعلانيته.
أروي عن العالم عليه السلام ، في تفسير هذه الآية ( وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) ٥ قال : يجعل له مخرجاً في دينه ، ويرزقه من حيث لا يحتسب في دنياه.
ونروي : من خاف الله سخت نفسه عن الدنيا ٦.
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٢٢٣ / ٩ ، المحاسن : ٢٥٢ / ٢٧٠ ، تفسير العياشي ٢ : ٣٥٣ ، الزهد : ٦٣ / ١٦٧ ، مشكاة الأنوار : ١١ باختلاف يسير.
٢ ـ الكافي ٢ : ٧٠ / ١ ، المحاسن : ٢٤٧ / ٢٥١ ، التمحيص : ٦١ / ١٣٥ ، مشكاة الأنوار : ١٣ ، من « وروي : كفى ... ».
٣ ـ المحاسن : ٢٤٩ / ٢٦٠ ، التمحيص : ٦٤ / ١٤٦.
٤ ـ الكافي ٢ : ٤٣ / ٢ و ٥ ، الخصال : ٢٨٥ / ٣٦.
٥ ـ الطلاق ٦٥ : ٢ و ٣.
٦ ـ الكافي ٢ : ٥٥ / ٤ ، مشكاة الأنوار : ١١٧.
ونروي : خف الله كأنك تراه ، فإن كنت لا تراه فإنه يراك ، وإن كنت لا تدرى أنه يراك فقد كفرت ، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم استترت المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها ، فقد جعلته أهون الناظرين إليك ١.
ونروي : من رجا شيئاً طلبه ومن خاف شيئاً هرب منه ٢ ، ما من مؤمن يجتمع في قلبه خوف ورجاء ، الا أعطاه الله ما أمل وآمنه مما يخاف.
ونروي : من مات آمناً من أن يسلب سلب ، ومن مات خائفاً من أن يسلب أمن السلب وبالله التوفيق.
__________________
١ ـ جامع الاخبار ١١٤ ، وورد باختلاف يسير في الكافي ٢ : ٥٥ / ٢ ، مشكاة الأنوار : ١١٧.
٢ ـ الكافي ٢ : ٥٥ / ٥.
١٠٧ ـ باب البدع والضلالة وأن كل رياسة إلى النار
أروي عن العالم عليه السلام ، أنه قال : كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة الى النار ١.
ونروي : أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأياً ، فيحب عليه ويبغض ٢.
ونروي : أنه كان في الزمان الأول رجل يطلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها ، فأتاه الشيطان ـ عليه اللعنة ـ فقال له : ألا أدلك على شيء يكثر دنياك ، ويعلو ذكرك به ؟ فقال نعم ، قال : تبتدع ديناً وتدعو الناس إليه ، ففعل فاستجاب له خلق كثير ، وأطاعوه ، وأصاب من الدنيا أمراً عظيماً ثم انه فكر يوماً فقال : ابتدعت ديناً ودعوت الناس إليه ، ما أدري ألي التوبة أم لا ، إلا أن أرد من دعوته عند فجعل يأتي أصحابه فيقول : أنا الذي دعوتكم إلى الباطل ، وإلى بدعة وكذب ، فجعلوا يقولون له : كذبت ، لا بل إلى الحق دعوتنا ، ونحن غير راجعين عما نحن عليه ، ولكنك شككت في دينك فرجعت عنه ، فلما رأى أن القوم قد تداخلهم الخذلة ، عمد إلى سلسلة وأوتد لها وتداً ثم جعلها في عنقه ، ثم قال : لا أحلها حتى يتوب الله عليّ ـ وروي : أنه ثقب ترقوته وأدخلها فيها ـ فأوحى الله تعالى إلى نبي ذلك الزمان : قل لفلان : لو دعوتني حتى تسقط أو صالك ما استجيب لك ، ولاغفرت لك ، حتى ترد الناس عما دعوت إليه ٣.
ونروي : من رد صاحب بدعة عن بدعته ، فهو سبيل من سبيل الله.
وأروي عن العالم عليه السلام : من دعا الناس إلى نفسه ، وفيهم من هو أعلم
__________________
١ ـ الكافي ١ : ٤٥ / ٨ و ٤٦ / ١٢ ، عقاب الأعمال : ٣٠٧ / ٢.
٢ ـ عقاب الاعمال : ٣٠٧ / ٣.
٣ ـ عقاب الاعمال : ٣٠٦ / ١ ، علل الشرائع : ٤٩٢ / ٢ باختلاف يسير.
منه ، فهو مبتدع ضال.
أروي : من طلب الرياسة لنفسه هلك ١ ، فإن الرياسة لا تصلح إلا لأهلها ٢.
وأروي : من تعلم العلم ليماري به السفهاء ، أو يباهي به العلماء ، أو يصرف وجوه الناس إليه ليرئسوه ويعظموه ، فليتبوأ مقعده من النار ٣.
اياك والخصومة فإنها تورث الشك ، وتحبط العمل ، وتردى بصاحبها ، وعسى أن يتكلم بشيء لايغفر له.
ونروي : أنه كان فيما مضى قوم انتهى بهم الكلام الى الله جل وعز فتحيروا ، وإن كان الرجل ليدعى من بين يديه فيجيب من خلفه ٤.
وأروي عن العالم عليه السلام : تكلموا فيما دون العرش ، فإن قوماً تكلموا في الله ـ جل وعز ـ فتاهو ٥.
وأروي عن العالم عليه السلام ، وسألته عن شيء من الصفات ، فقال : لا يتجاوز مما في القرآن ٦.
أروي أنه قرئ بين يدي العالم عليه السلام ، قوله تعالى : ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ) ٧ فقال : إنما عنى أبصار القلوب ـ وهي الأوهام ـ فقال : لا تدرك الأوهام كيفيته ، وهو يدرك كل وهم ٨ ، وأما عيون البشر فلا تلحقه ، لأنه تعالى لايحد ولايوصف ، هذا ما نحن عليه كلنا.
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٢٢٥ / ٢.
٢ ـ الكافي ١ : ٣٧ / ٦.
٣ ـ الكافي ١ : ٣٧ / ٦ باختلاف يسير.
٤ ـ التوحيد : ٤٥٦ / ١١ ، أمالي الصدوق : ٣٤٠ / ٢ ، المحاسن : ٢٣٨ / ٢١٠ باختلاف يسير.
٥ ـ التوحيد : ٤٥٥ / ٧ ، المحاسن : ٢٣٨ / ٢١١ ، تفسير القمي ٢ : ٣٣٨.
٦ ـ المحاسن : ٢٣٩ / ٢١٤.
٧ ـ الأنعام ٦ : ١٠٣.
٨ ـ المحاسن : ٢٣٩ / ٢١ باختلاف يسير.
١٠٨ ـ باب حديث النفس
أروي أنه سئل العالم عليه السلام ، عن حديث النفس ، فقال : من يطيق ألا يحدث نفسه !
وسألت العالم عليه السلام عن الوسوسة ، وإن كثرت ، قال : لا شيء فيها ، تقول : لا إله إلا الله ١.
وفي خبر آخر : لا حول ولا قوّة إلا بالله ٢.
وأروي : أن رجلاً قال العالم عليه السلام : يقع في نفسي أمر عظيم ، فقال قل : ( لا إله إلا الله ٣. وفي خبر آخر ) ٤ لا حول ولا قوة إلا بالله.
ونروي : عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : « ان الله تبارك وتعالى عفا عن أمتي وساوس الصدور ».
ونروي عنه « أن الله تجاوز لاُمتي عما تحدث به أنفسها ٥ ، إلا ما كان يعقد عليه ».
وأروي : إذا خطر ببالك في عظمته وجبروته ـ أو بعض صفاته ـ شيء من الأشياء ، فقل : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، علي أميرالمؤمنين ، إذا قلت ذلك عدت إلى محض الإيمان.
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٣١٠ / ١.
٢ ـ أمالي الصدوق : ٤٣٦ / ٥ ، المحاسن : ٤١ / ٥٢ باختلاف يسير.
٣ ـ الكافي ٢ : ٣١٠ / ٢.
٤ ـ ما بين القوسين ليس في « ش ».
٥ ـ عدة الداعي : ٢١٢ باختلاف يسير.
وأروي ان الله تبارك وتعالى أسقط عن المؤمن ما لا يعلم ، ومالا يتعمد ، والنسيان ، والسهو ، والغلط ، وما استكره عليه ، وما اتقى فيه ، وما لايطيق. أقول ذلك ١.
__________________
١ ـ ورد باختلاف في الفاظه في الفقه ١ : ٣٦ / ١٣٢ ، والخصال : ٤١٧ / ٩ ، والتوحيد : ٣٥٣ / ٢٤ ، والكافي ٢ : ٣٣٥ / ٢.
١٠٩ ـ باب الرياء والنفاق والعجب
نروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، أنه قال : « قال الله تبارك وتعالى : أنا أعلم بما يصلح عليه دين عبادي المؤمنين ، أن يجتهد في عبادتي فيقوم من نومه ولذة وسادته ، فيجتهد لي ، فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين ، نظراً مني له وإبقاء عليه ، فينام حتى يصبح ، فيقوم وهو ماقت نفسه ، ولو خليت بينه وبين ما يريد من عبادتي ، لدخله من ذلك العجب ، فيصيّره العجب إلى الفتنة ، فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه ، ألا فلايتكل العاملون على أمالهم ، فإنهم لو اجتهدوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي ، كانوا مقصرين غير بالغين كنه عبادتي ، فيما يطلبونه عندي ، ولكن برحمتي فليثقوا ، وبفضلي فليفرحوا ، وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا ، فإن رحمتي عند ذلك تدركهم ، فإني أنا الله الرحمن الرحيم ، وبذلك تسميت » ١.
ونروي في قول الله تبارك وتعالى : ( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) ٢ قال : ليس من رجل يعمل شيئاً من الثواب ، لايطلب به وجه الله ، إنما يطلب تزكية الناس ، يشتهي أن تسمع به الناس ، إلا أشرك بعبادة ربه ٣ في ذلك العمل ، فيبطله ٤ الرياء ، وقد سماه الله تعالى الشرك.
ونروي : من عمل لله كان ثوابه على الله ، ومن عمل للناس كان ثوابه على الناس ، إن كان رياء شرك ٥.
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٥٠ / ٤ ، التمحيص : ٥٧ / ١١٥ ، عدة الداعي : ٢٢٢ باختلاف يسير.
٢ ـ الكهف ١٨ : ١١٠.
٣ ـ الكافي ٢ : ٢٢٢ / ٤ ، تفسير العياشي ٢ : ٣٥٢ / ٩٣ ، الزاهد : ٦٧ / ١٧٧ باختلاف يسير.
٤ ـ في نسخة « ش » : « فيطلب » وفي نسخة « ض » : « فيطلبه » وما أثبتناه من البحار ٧٢ : ٣٠٠ / ٣٦.
٥ ـ الزهد : ٦٧ / ١٧٧ وورد بتقدم وتأخير في الكافي ٢ : ٢٢٢ / ٣.
ونروي : ما من عبد أسر خيراً ، فيذهب الأيام حتى يظهر الله له خيراً ، وما من عبد أسرّ شراً ، فيذهب الأيام حتى يظهر الله له شراً ١.
ونروي : أن عالماً أتى عابداً فقال له : كيف صلاتك ؟ قال : تسألني عن صلاتي وأنا أعبد الله منذ كذا وكذا ! فقال له : كيف بكاؤك ؟ قال : إني لأبكي حتى تجري دموعي ، فقال له العالم عليه السلام : فان ضحكك وأنت عارف بالله ، أفضل من بكائك وأنت تدل على الله ، إن المدل ٢ لايصعد من عمله شيء ٣.
ونروي : من شك في الله ـ بعد ما ولد على الفطرة ـ لم يتب أبداً ٤.
وأروي : أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام قال في كلام له : « إن من البلاء الفاقة ، وأشد من الفاقة مرض البدن ، وأشد من مرض البدن مرض القلب » ٥.
أروي : لا ينفع مع الشك والجحود عمل ٦.
وأروي : من شك أو ظن ، فأقام على أحدهما ، أحبط عمله ٧.
وأروي في قول الله عزوجل : ( وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ) ٨ قال : نزلت في الشكاك ٩.
وأروي في قوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ ) ١٠ قال : الشك ١١ ، الشاك في الآخرة مثل الشاك في الاُولى. نسأل الله الثبات وحسن اليقين.
وأروي أنه سئل عنه رجل يقول بالحق ، ويسرف على نفسه بشرب الخمر ، ويأتي الكبائر ، وعن رجل دونه في اليقين ، وهو لا يأتي ما يأنيه. فقال صلى الله عليه
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٢٢٤ / ١٢ ، الزهد : ٦٧ / ١٧٧ باختلاف يسير.
٢ ـ المدل : المنان ، انظر « الصحاح ـ دلل ـ ٤ : ١٦٩٩ ».
٣ ـ الكافي ٢ : ٢٣٦ / ٥ ، الزهد : ٦٣ / ١٦٨ ، قصص الانبياء : ١٧٩ ، باختلاف يسير.
٤ ـ الكافي ٢ : ٢٩٤ / ٦ باختلاف يسير.
٥ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٤٧ / ٣٨٨.
٦ ـ الكافي ٢ : ٢٩٤ / ٧.
٧ ـ الكافي ٢ : ٢٩٤ / ٨.
٨ ـ الأعراف ٧ : ١٠٢.
٩ ـ الكافي ٢ : ٢٩٣ / ١ ، تفسير العياشي : ٢ : ٢٣ / ٦٠.
١٠ ـ الأنعام ٦ : ٨٢.
١١ ـ الكافي ٢ : ٢٩٣ / ٤ ، تفسير العياشي ١ : ٣٦٦ / ٤٨.
وآله : أحسنهما يقيناً كنائم على المحجة إذا انتبه ركبها ، والأدون الذي يدخله الشك كالنائم على غير طريق ، لا يدري إذا انتبه أيما المحجة.
١١٠ ـ باب النوادر
نروي : ان رجلاً أتى أبا جعفر عليه السلام فسأله عن الحديث الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : « من قال : لا إله إلا الله ، دخل الجنة » فقال أبو جعفر عليه السلام : « الخبر حق » فولى الرجل مدبراً ، فلما خرج أمر برده ثم قال : « يا هذا ، إن للا إله الله شروطاً ، وإني من شروطها ».
أروي عن العالم عليه السلام أن رجلاً سأله فقال : يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ، علمني ما يجمع لي خير الدنيا والآخرة ، ولا تطول عليّ ، فقال : لا تغضب.
وأروي أن رجلاً سأل النبي صلّى الله عليه وآله عما يجمع به خير الدنيا والآخرة ، قال : « لا تكذب ».
وسألني رجل ١ عن ذلك ، فقلت : خالف نفسك.
__________________
١ ـ في نسخة « ض » زيادة : مني ، وورد في عوائد الأيام : ٢٥٢ : سني ، فتأمل.
١١١ ـ باب العطاس
واعلم أن علة العطاس هي ان الله تبارك وتعالى إذا أنعم على عبد بنعمة ، فنسي أن يشكر عليها ، سلّط عليه ريحاً تدور في بدنه ، فيخرج من خياشيمه ، فيحمد الله على تلك العطسة ، فيجعل ذلك الحمد شكراً لتلك النعمة.
وما عطس عاطس إلا هضم له طعامه ، أو تجشأ ١ الا مرئ طعامه.
فإذا عطست فاجعل سبابتك على قصبه أنفك ، ثم قال : الحمدلله رب العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله وسلم ، رَغِمَ أنفي لله داخراً صاغراً غير مستنكف ولا مستكبر ٢. فإنه من قال هذه الكلمات عند عطسه ، خرج من أنفه دابة أكبر من البق وأصغر من الذباب ، فلا يزال في الهواء إلى أن يصير تحت العرش ، وتسبح لصاحبها إلى يوم القيامة.
فإذا عطس أخوك فسمته ، وقل : يرحمك الله. وإذا سمتك أخوك فرد عليه وقل : يغفر الله لنا ولك. هذا إذا عطس مرة أو مرتين أو ثلاثاً ، فإذا زاد على ثلاث ، فقل : شفاك الله ٣. فإن ذلك من علة وداء في رأسه ودماغه.
ومن عطس ولم يسمت ، سمته سبعون ألف ملك فسمت أخاك إذا سمعته يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله ، فإن لم تسمع ذلك منه فلا تسمته.
وإذا سمعت عطسةً فاحمد الله ، وإن كنت في صلاتك ، أو كان بينك وبين
__________________
١ ـ في نسخة « ض » : « يخشى » ولم ترد نسخة « ش » وما أثبتناه من البحار ٧٦ : ٥٥ / ١٣.
٢ ـ مكارم الأخلاق : ٣٥٥ باختلاف يسير. من « فاذا عطست ... ».
٣ ـ مكارم الأخلاق : ٣٥٥ باختلاف في ألفاظه ، من « فاذا عطس ... ».
العاطس أرض أو بحر ١.
ومن سبق العاطس إلى حمد الله ، أمن من الصداع.
وإذا سَمَّتَّ فقل : يرحمك الله ، وللمنافق : يرحمكم الله ، تريد بذلك الملائكة الموكلين به ، وتقول للمرأة : عافاك الله ، وللمريض : شفاك الله ، وللمغموم والمهموم : فرّحك الله ، وللغلام : ورّعك ٢ الله وانشاك ، وللذمي : هداك الله ، ولإمام المسلمين : صلّى الله عليك.
ونروي : أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول لرسول الله صلّى الله عليه وآله إذا عطس : « رفع الله ذكرك وقد فعل » ، وكان النبي صلّى الله عليه وآله يقول لأمير المؤمنين عليه السلام إذا عطس : « أعلى الله كعبك وقد فعل ».
وإن عطست وأنت في الصلاة ، أو سمعت عطسة ، فاحمد الله على أي حالة تكون ، وصلّ على النبي وآله.
__________________
١ ـ مكارم الأخلاق : ٣٥٣ باختلاف يسير.
٢ ـ من الرِّعَة : وهي حسن الهيئة « القاموس المحيط ـ ورع ـ ٣ : ٩٣ ».
١١٢ ـ باب الفزع والهم
وإذا فزعت من سلطان ـ أو غيره ـ فقل : حسبي الله ، لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، أمتنع بحول الله أمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم، أمتنع برب الفلق من شر ما خلق ، وأقول ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ١.
وإذا حزنك أمر ، فقل سبع مرات : بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فان كفيت وإلا أتممت سبعين مرة.
واذا ابتليت ببلوى ، أو أصابتك محنة ، أو خفت أمراً ، أو أصابك غم ، فاستعن ببعض إخوانك ، وادع بهذا الدعاء ، وَيُؤَمِّنُ الاخ عليه ، فإنه روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، أنه دعا وأمَّنَّ عليه عليّ بن أبي طالب عليه السلام ـ في المهمات ـ وقال : « ما دعا بهذا الدعاء أحد قط ـ ثلاث مرات ـ إلا أعطي ما سأل ، إلا أن يسأل مأثماً ، أو قطيعة رحم ، وهو أن يقول : يا حي يا قيوم ، يا حي لايموت ، يا حي لا إله إلا أنت ، أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ، يا ذاالجلال والإكرام » ٢.
وإذا كنت مجهوداً فاسجد ، ثم اجعل خدك الأيمن على الأرض ، ثم خدك الأيسر ، وقل في كل واحد : يا مذل كل جبار عنيد ، يا معز كل كل ذليل ، قد وحقك بلغ مجهودي ، فصّل على محمد وآله وفرج عني ٣.
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٤٠٥ / ٧.
٢ ـ الكافي ٢ : ٤٠٥ / ٤ ، تفسير القمي ١ : ٣٥٤ من « أسألك بان لك الحمد ... ».
٣ ـ مكارم الأخلاق : ٣٢٩.
١١٣ ـ باب الحجامة والحلق
فإذا أردت الحجامة ، فاجلس بين يدي الحجام وأنت متربع ، وقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، أعوذ بالله الكريم في حجامتي ، من العين في الدم ، ومن كل سوء ١ واعلال وأمراض وأسقام وأوجاع ، وأسألك العافية والمعفات والشفاء من كل داء.
وقد روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : « اقرأ آية الكرسي ، واحتجم أي يوم شئت ٢ ، وتصدق واخرج أي يوم شئت ».
وإذا أردت أن تأخذ شعرك ، فابدأ بالناصية فإنها من السنة ، وقل : بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسنته ، حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ، اللهم اعطني بكل شعرة نوراً ساطعاً يوم القيامة.
فإذا فرغت فقل : اللهم زيني بالتقى ، وجنبني الردى ٣ ، وجنب شعري وبشري المعاصي وجميع ما تكره مني ، فإني لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً. واستقبل القبلة وابتدئ بالناصية ، واحلق إلى العظمين النابتين الدانيين للاُذنين وبالله التوفيق.
__________________
١ ـ معاني الأخبار : ١٧٢ ، مكارم الأخلاق : ٧٤ باختلاف يسير.
٢ ـ مكارم الأخلاق : ٧٥.
٣ ـ مكارم الأخلاق : ٥٩ باختلاف يسير.
١١٤ ـ باب الزي والزينة
وإذا لبست ثوبك الجديد فقل : الحمد الله الذي كساني من الرياش ما اُواري به عورتي ، وأتجمل به عند الناس ، اللهم اجعله لباس التقوى ، ولباس العافية ، واجعله لباساً أسعى فيه لمرضاتك ، واُعمر فيها مساجدك ١.
إذا أردت أن تلبس السراويل ، فلا تلبسه وأنت قائم ، والبس وأنت جالس ، فإنه يورث الجن ٢ والماء الأصفر ، يورث الغم والهم ، وقل : بسم الله ، اللهم استر عورتي ، ولا تهتكني في عرصات القيامة ، وأعِفَّ فرجي ، ولا تخلع عني زينة الإيمان ٣.
وإذا تعممت فقل : بسم الله ، اللهم ارفع ذكري ، واعل شأني ، وأعِزَّني بعزتك ، وأكرمني بكرمك ، بين يديك وبين خلقك ، اللهم توجني بتاج الكرامة والعز والقبول.
وإذا لبست خاتماً فقل : اللهم سمني بسيماء الإيمان ، واختم لي بالخير ، واجعل عاقبتي إلى خير ، إنك العزيز الكريم.
وإذا أردت النظر في المرآة فخذها بيدك اليسرى وقل : بسم الله.
فإذا نظرت فيها ، فضع يدك اليمنى على مقدم رأسك ، وامسح على وجهك ، اقبض لحيتك ، وانظر في المرآة ، وتقول : الحمدالله الذي خلقني بشراً سوياً ، وزينني ولم يشنّي ، وفضلني على كثير من خلقه ، ومنَّ عليّ بالإسلام ورضية لي ديناً.
__________________
١ ـ مكارم الأخلاق : ١٠١ ، وفي المقنع عن رسالة والده : ١٩٤ ، الكافي ٦ : ٤٥٨ / ٢ باختلاف في ألفاظه.
٢ ـ في نسخة « ش » و « ض » : « الجبن » والظاهر تصحيف صحته : « الحَبَن » وهوداء في البطن يعظم منه البطن ويتورم « القاموس المحيط ـ حبن ـ ٤ : ٢١٢ ».
٣ ـ المقنع : ١٩٤ عن رسالة والده باختلاف يسير.
ثم ضعها من يدك وقل : اللهم لا تغير ما بنا من أنعمك ، واجعلنا لأنعمك من الشاكرين ، ولآلائك من الذاكرين.
١١٥ ـ باب الآداب
وإذا أردت أن تكتحل ، فخذ الميل بيدك اليمنى واضربه في المكحلة ، وقل : بسم الله.
وإذا جعلت الميل في عينك ، فقل : اللهم نور بصري ، واجعل فيه نوراً اُبصر به حقك ، واهدني إلى الطريق الحق ، وأرشدني إلى سبيل الرشاد ، اللهم نَوِّر عليّ دنياي وآخرتي.
وإذا أردت أن تمشط لحيتك ، فخذ المشط بيدك اليمنى ، وقل : بسم الله. وضع المشك على اُم رأسك ، ثم تسرح مقدم رأسك وقل : اللهم حسن شعري بشري ، وطيب عيشي ، وافرق عني السوء ، ثم تسرح مؤخر رأسك وقل : اللهم لا تردني على عقبي ، واصرف عني كيد الشيطان ، ولا تمكنه مني.
ثم سَرِّح حاجبيك وقل : اللهم زني بزينة أهل التقوى ، ثم تسرح لحيتك من فوق ، وقل : اللهم سرّح عني الغموم والهموم ووسوسة الصدور ١ ، ثم أمر المشك على صدغك.
ثم امسح وجهك بماء ورد ، فإني عن أبي عبد الله عليه السلام ، أنه قال : « من أراد أن يذهب في حاجة له ، ومسح وجهه بماء ورد ، لم يرهق ، وتقضى حاجته ، ولا يصيبه قتر ولا ذلة » ٢.
وإذا لبست الخف أو النعل ، فابدأ برجلك اليمنى قبل اليسرى.
__________________
١ ـ المقنع : ١٩٥ عن رسالة والده ، مكارم الأخلاق : ٧١ باختلاف يسير من « واذا اردت أن تمشط ... ».
٢ ـ المقنع : ١٩٦ عن رسالة والده باختلاف يسير.
وإذا أردت لبسه فقال : بسم الله والحمد لله ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، اللهم وطئ قدمي في الدنيا والآخرة وثبتهما على الإيمان ، ولا تزلهما يوم زلزلة الأقدام ، اللهم وقني من جميع الآفات والعاهات والأذى.
وإذا أردت أن تنزعهما فقل : اللهم فرج عني كل هم وغم ، ولا تنزع عني حلّة الإيمان ١.
وإذا أردت الخروج من منزلك فقل : بسم الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، توكلت على الله. فإنك إذا قلت هذا نادى ملك في قولك : بسم الله ، هديت أيها العبد. وفي قولك : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وقيت ، وفي قولك : توكلت على الله ، كفيت. فيقول الشيطان حينئذ : كيف لي يعبد هدي ووقي وكفي ٢ !؟
اقرأ ( قل هو الله أحد ) مرة عن يمينك ، ومرة عن يسارك ، ومرة من خلفك ، ومرة من بين يديك ، ومرة من فوقك ، ومرة من تحتك ، فإنك تكون في يومك كله في أمان الله تعالى.
وإذا وضعت رجلك في الركاب فقل : بسم الله وبالله ، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، ومن علينا بالإيمان وبمحمد صلّى الله عليه وآله ٣.
فإذا دخلت سوقاً المسلمين ، فقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم ارزقني من خيرها وخير أهلها ٤.
واجتهد أن لا تلقى أخا من إخوانك ، إلا تبسمت في وجهه وضحكت معه في مرضاة الله ، فإنه نروي عن أبي عبد الله عليه السلام ، أنه قال : « من ضحك في وجه أخيه المؤمن ، تواضعاً لله جل وعز ، أدخله الجنة ».
وإذا رأيت ذمياً فقل : الحمدلله الذي فضلني عليك بالإسلام ديناً ، وبالقرآن
__________________
١ ـ ورد باختصار في المقنع : ١٩٦ عن رسالة والده ، ومكارم الأخلاق : ١٢٣.
٢ ـ المقنع : ١٩٦ عن رسالة والده ، وقد ورد باختلاف في ألفاظه في الكافي ٢ : ٣٩٣ / ٢.
٣ ـ المقنع : ٦٨ ، مكارم الأخلاق : ٢٤٨ باختلاف في ألفاظه.
٤ ـ مكارم الأخلاق : ٢٥٧ باختلاف يسير ، وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام : ٢ : ٣١ / ٤٢ وقد ورد الدعاء فيه إلى « وهو على كل شيء قدير ».
كتاباً ، وبمحمد صلّى الله عليه وآله رسولاً ونبيّاً ، وبالمؤمنين إخواناً ، وبالكعبة قبلةً فإنه من قال ذلك لا يجمع بينه وبينه في النار ، ويعتقه منها.
فإذا نظرت إلى أهل البلاء ، فقل ثلاث مرات : الحمدلله الذي عافاني مما ابتلاك به ، ولو شاء الفعل ١ ، وأنا أعوذ بالله منها ومما ابتلاك به ، والحمدلله الذي فضلني على كثير من خلقه.
وإذا كان لك دين على قوم ، وقد تعسر عليك أخذه ، فقل : اللهم لحظة من لحظاتك الكرام ، تيسر على غرمائي بها القضاء ، وتيسر لي بها منهم الإقتضاء ، إنك على كل شيء قدير ٢.
وإذا وقع عليك دين ، فقل : اللهم اغنني بحلالك عن حرامك ، واغنني بفضلك عمن سواك. فإنه نروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: « لو كان عليك مثل صبير ٣ ديناً قضاه الله عنك » والصبير جبل باليمن ، يقال : لايرى جبل أعظم منه ٤.
وروي : أكثر من الإستغفار ، وأرطب لسانك بقراءة ( إنا أنزلنا في ليلة القدر ) ٥.
وإذا أردت سفراً ، فاجمع أهلك وصلّ ركعتين ، وقل : اللهم إني أستودعك ديني ونفسي وأهلي وولدي وعيالي ٦.
فإذا اشتريت متاعاً أو سلعة أو جارية أو دابة ، فقل : اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من رزقك ، فاجعل لي فيه رزقاً اللهم إني ألتمس فيه فضلك ، فاجعل لي فيه فضلاً ، اللهم إني ألتمس فيه من خيرك وبركتك وسعة رزقك ، فاجعل لي فيه رزقاً واسعاً وربحاً طيباً هنيئاً مرياً. يقولها ثلاث مرات ٧.
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٧٩ / ٢٠ ، مكارم الأخلاق : ٣٥١ باختلاف يسير من « فإذا نظرت إلى اهل البلاء ... ».
٢ ـ الكافي ٢ : ٤٠٣ / ١ باختلاف يسير.
٣ ـ في نسخة « ض » و « ش » : « صيد » وكذا المورد الآتي وكلاهما تصحيف وصوابه ما أثبتناه من البحار ٩٥ : ٣٠١ / ٣. والصبير : إسم جبل باليمين « النهاية ٣ : ٩ ».
٤ ـ أمالي الصدوق : ٣١٧ / ١٠ باختلاف يسير.
٥ ـ الكافي ٥ : ٣١٧ / ٥١.
٦ ـ المقنع : ٦٧ ، مكارم الأخلاق : ٢٤٥ باختلاف يسير.
٧ ـ الفقيه ٣ : ١٢٥ / ١ باختلاف يسير ، وورد مختصراً في الكافي ٥ : ١٥٦ / ١ ، مكارم الأخلاق : ٢٥٧.
فإذا دخلت على سلطان تخاف شره ، فقل : اللهم إني أسألك خير فلان ، و أعوذ بك من شره ، وأسألك بركته ، وأعوذ بك من فتنته ، اللهم اجعل حاجتي أولها صلاحاً وأوسطها فالحاً وآخرها نجاحاً.
وإذا كان لك إلى رجل حاجة ، فقل : خيرك بين عينيك ، وشرك تحت قدميك ، وأنا أستعين بالله عليك. تقول ذلك مراراً ١.
وإذا أُصبت بمال ، فقل : اللهم إني عبدك ، وابن عبدك وابن أمتك ، وفي قبضتك ، ناصيتي بيدك ، تحكم ما تشاء وتفعل ما تريد ، اللهم فلك الحمد على حسن قضائك وبلائك ، اللهم هو مالُكَ ورزقك ، وأنا عبدك ، خولتني حين رزقتني ، اللهم فألهمني شكرك فيه ، والصبر عليه حين أصبت وأخذت ، اللهم أنت أعطيت وأنت أصبت ، اللهم لا تحرمني ثوابه ، ولا تنسني من خَلَفه في دنياي وآخرتي ، إنك على كل شيء قدير ، اللهم أن لك وبك وإليك ومنك ، لا أملك لنفسي ضراً ولا نفعاً.
وإذا أردت أن تحرز متاعك ، فاقرأ آية الكرسي واكتبها وضعها في وسطه ، واكتب أيضاً ( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) ٢ لا ضيعة على ما حفظ الله ( فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ ) ٣ إلى آخر السورة. فإنك قد أحرزت إن شاء الله ، فلا يصل اليه سوء بإذن الله.
فإذا رأيت الأسد ، فكبر في وجهه ثلاث تكبيرات وقل : الله أعز وأكبر وأجل ، من كل شيء اكبر ، وأعوذ بالله مما أخاف وأحذر ٤.
فإذا نبحك الكلب فاقرا ( يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنسِ ) ٥ إلى آخرها.
وإذا نزلت منزلاً تخاف فيه السبع ، فقل : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، أعوذ بالله من شر كل سبع.
وإن خفت عقرباً ، فقل : أعوذ بكلمات الله التامات ، التي لا يجاوزهن برولا
__________________
١ ـ مكارم الأخلاق : ٣٤٨ وفيه « إذا دخلت على السلطان فقل ».
٢ ـ يس ٣٦ : ٩.
٣ ـ التوبة ٩ : ١٢٩.
٤ ـ مكارم الأخلاق : ٣٤٩ باختلاف يسير من « فإذا رأيت الاسد ... ».
٥ ـ الرحمن ٥٥ : ٣٣.