رحلة الشام

إبراهيم عبد القادر المازني

رحلة الشام

المؤلف:

إبراهيم عبد القادر المازني


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الهيئة المصريّة العامّة للكتاب
الطبعة: ٠
ISBN: 978-977-420-228-3
الصفحات: ٢٤١

هذه هى الطبعة الأولى لرحلة الشام ككتاب مستقل محقق مدروس. فقد نشرت فى البلاغ فى فترة قريبة من زيارة المازنى لدمشق ، ثم نشرت بعد ذلك مسلسلة فى مجلة الجديد ، بشكل غير منتظم كما أشرنا فى التصدير. ولكن لم تطبع كلها فى مجلد واحد. ولم تقم عليها ، دراسة واحدة ، على الرغم من أهميتها من الناحية الأدبية والاثنو جرافية ، فهى رحلة مفيدة للدراس الاجتماعى والمؤرخ الأدبى على السواء. إذ تحمل تاريخا أدبيا لفترة محددة بعدة أيام هى عمر المؤتمر الخاص بالعيد الألفى لأبى العلاء المعرى. ولكنها تعد توصيفا مهما لحالة الأدب والثقافة بعامة فى عقد الأربعينيات ، فى الوطن العربى بعامة. وفى العواصم النشيطة كدمشق وبغداد والقاهرة.

وهى رؤية شاهد عيان يرى بعينيه ويحكى ما حدث له وللآخرين أو مع الآخرين. ولذا كانت هذه الرحلة بمثابة وثيقة شاهدة مجسدة على حالة الثقافة والعلاقات الاجتماعية العربية فى فترة من أهم فترات العرب فى العصر الحديث ، وأعنى بها فترة الخروج من

٢١

الحرب العالمية الثانية ، والحصول على الاستقلال ، وصعود الحكومات الوطنية لتسلم السلطة فى البلاد العربية. وهى شاهد آخر على ضرورة التوحد العربى ، حتى فى أحلك الظروف. فقد رأينا فى هذه الرحلة كيف يفصل المستعمر بين فلسطين وبقية العرب؟ وكيف يمنع بعض المثقفين من دخول فلسطين بأوامر من الأمن العام ، بسبب مواقف هؤلاء المثقفين من قضية فلسطين ومن بقية قضايا الوطن العربى ، والقومية العربية ، والوحدة العربية آنذاك.

ولهذا فهذه الطبعة (الأولى ـ ١٩٩٣ م) إضافة لتراث المازنى من ناحية. وللنشر العربى من ناحية ثانية ، ولمعرفة العلاقات الثقافية العربية من ناحية ثالثة ، ونظرا لهذه الأهمية ، انقسمت هذه الطبعة إلى قسمين كبيرين : القسم الأول : خصص لدراسة" أدب الرحلة وتحولاته" ليوضح تاريخ هذا النوع الأدبى ، وتحولاته ، دون أن ينسى أهمية الدراسة الفنية والجمالية لهذا النوع المتميز والمتصل مع الأنواع الأدبية العربية.

لهذا ، قسم القسم الأول إلى فصلين : الأول : بعنوان" الرحلة ، تاريخا وجغرافية ولغة". ويدرس مفهوم هذا الأدب ، وتاريخه ، وتطوره ، والفصل الثانى فقد خصص لدرس الخصائص الفنية لأدب الرحلة فهو فن له تقنياته الخاصة التى يجتهد فيها كل كاتب ، ويختلف فيها عن الآخرين.

وبهذا ينتهى القسم الأول ، وهو القسم النظرى ، لندخل إلى القسم الثانى ، الخاص بتحليل الكتاب (رحلة الشام) وتحقيقه.

٢٢

ولأهمية هذا الجزء من الكتاب ، لأنه المقصد النهائى من طبعه ودراسته وتحليله وتحقيقه. أخذ (القسم الثانى) من هذا الكتاب شكلا مختلفا عن القسم الأول. فقد قسم القسم الثانى إلى :

الفصل الأول :

ويختص بتحقيق نص كتاب رحلة الشام كما تركه إبراهيم عبد القادر المازنى ، وقد حاول الباحث أن يخرج التحقيق فى صورة متميزة غير تقليدية. فقسم الكتاب إلى ثمان عشرة وحدة.

أعطى لكل وحدة تسمية تصفها مشتقة من المادة التى تعالجها هذه الوحدة كما حرص على أن يضع عناوين داخلية متنوعة تفيد فى تتبع الحكى والحوادث ، تساعد المتلقى على التغلب على استطرادات المازنى ، وتداعياته الحرة التى تخرج من موضوع لآخر ، داخل الرحلة ، أو تستطرد إلى موضوعات خارج الرحلة وجد أنها تفيد سياقها. كما قيد هذه العناوين الداخلية فى عمل (فهرست) تفصيلى لموضوعات الرحلة.

كذلك حرص الباحث على تنظيم الفقرات داخل كل وحدة بطريقة تمكن المتلقى من المتابعة ، وفصل كل فكرة عن الأخرى ، ومن ثم تحولت العناوين الكبيرة (الخارجية) ، والصغيرة (الداخلية) إلى وظيفة الإرشاد ، والتلخيص ، والمتابعة ، والتوضيح. ولم ينس البحث ـ فى هذا السياق ـ أن يضبط بعض الأعلام والعبارات بالعلامات المناسبة ، أو الأقواس ، ووضع علامات الترقيم الأخرى لضبط الشكل الكتابى بين الكلمات والعبارات والجمل ، وكان المازنى قد تركها عند

٢٣

كتابتها على الآلة الكاتبة غير موضحة. كذلك بذل الباحث بعض الوقت لمعرفة بعض الجمل المحذوفة أو التحقق من بعض العبارات الزائدة على متن الرحلة بخط اليد وضعها المازنى للتحقيق والمراجعة.

الفصل الثانى : ـ

لدراسة هذه الرحلة من حيث تحليل المضمون ، وقد شمل هذا الفصل دراسة لمضمون الرحلة مزودة بتعريف الشخصيات وما حولها من ظروف وأفكار ومؤلفات وتقسيم تفصيلى لرحلة الشام فى صورة فهرست تفصيلى لموضوعات الرحلة. وينتهى الكتاب بفهرست تسبقه قائمة بالمصادر والمراجع التى اعتمد عليها.

٢٤

القسم الأول

أصول أدب الرحلة وتحولاته

ولم تعطني الأيام نوما مسكنا

ألذ به إلا بنوم مشرد

وطول مقام المرء في الحى مخلق

لديباجتيه فاغترب تتجدد

فإنى رأيت الشمس زيدت محبة

إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد

ديوان أبى تمام ج ٢ ، ص ٣٣ بشرح الخطيب التبريزى

تحقيق محمد عبده عزام ، دار المعارف ، القاهرة ، ١٩٨٣"

٢٥
٢٦

القسم الأول

أصول أدب الرحلة وتحولاته

دراسة نظرية

الفصل الأول : ـ

الرحلة تاريخا وجغرافيا ولغة

الفصل الثانى : ـ

الخصائص الفنية لأدب الرحلة

السرد ، التقنية ، اللغة.

٢٧
٢٨

الفصل الأول

الرحلة تاريخا وجغرافيا ولغة

المقصود بأدب الرحلة.

الجذور الشعبية لأدب الرحلة.

المرحلة الجغرافية السياسية (الإسلامية).

الكشوف الجغرافية الإسلامية والأوروبية.

الرحلة إلى داخل الدولة الإسلامية وخارجها.

رحلات التبشير والحروب الصليبية.

المحيط الهندى والبحر المتوسط.

الرحلة فى المفهوم العربى والإسلامى ودواعيها.

مصطلح الرحلة.

٢٩
٣٠

(١)

المقصود بأدب الرحلة ، ما كتبه الكتّاب عن الرحلة بكل أنواعها ، وطرقها ، وأغراضها ، سواء كتب ـ عنها ـ صاحب الرحلة ، أو أحد آخر وسواء أكانت الرحلة عبر المكان الجغرافى أم عبر الزمان التاريخى ويدخل فى هذا الكتاب أدب الرحلة المتخيلة ذات المغزى الأخلاقى أو النفعى. ويدخل فيه أيضا ـ الرحلات الدينية والروحية فالمهم أن نقرأ أو نسمع عن هذه الرحلة لنسميها" أدب الرحلة".

ولهذا يرتبط هذا النوع من الكتابة الأدبية ، بوجود نص ، يمكن الرجوع إليه ويحدد هذا النص العمق التاريخى عن تأريخ هذه الرحلة ، والتعرف على خصائصها الفنية بخاصة ، والثقافية بعامة ويمكننا هذا النوع من دراسة تطور هذا النوع من الكتابة ، ومن الرحلة ذاتها ، حسب الأدوات التى يستخدمها الكاتب ومدى وعيه بها.

٣١

فأدب الرحلة يمكن أن نجد له جذوره الشعبية والأسطورية فى الحكايات والأساطير والملاحم والسير لدى الشعوب التى أنتجت هذه الأنواع. ولهذا كانت تسمى الرحلة آنذاك باسم القائم بها وليس باسم كاتبها.

فرحلة" عوليس" هى رحلة" عوليس" وليست رحلة" هوميروس" كذلك رحلة" إيزيس" فى بحثها عن جثة أوزوريس هى رحلة إيزيس وليست رحلة كاتب أو مؤلف أو مؤلفى هذه الأسطورة ، ورحلات السندباد البحرى فى ألف ليلة وليلة هى رحلات السندباد البحرى وليست رحلات المؤلفين الشعبيين الذين أنشأوا هذه الرحلات. كذلك تغريبة" بنى هلال" فى سيرتنا الشعبية وهكذا.

وأسطورية وشعبية هذه الرحلات وراء اختفاء كاتبها ـ بالطبع ـ وظهور اسم بطلها الأسطورى أو الشعبى وإن كانت الأسطورية هنا لا تتناقض مع إمكانية حدوث بعض حوادثها فى واقع الحياة كذلك وإن كانت شعبيتها لا تتناقض مع إمكانية حدوث هذه الرحلات أو بعضها. إنما يصدر الخلاف ـ هنا ـ من خلال الخصائص الأسطورية ـ الشعبية للرحلة القديمة عن الرحلة الوسيطة والحديثة والمعاصرة حيث تختلف الخصائص الثقافية والفنية واللغوية والتقنية فى الأسطورى والشعبى عن مثيلاتها فى الأدب معلوم المؤلف أو معلوم المصدر ، لأنه يكون آنذاك أدبا ذا خصائص فردية وإن مازجه انعكاسات وتأثيرات هذا التراث الأسطورى ـ الشعبى والخرافى فى أدب الفرد ، المنسوب إلى اسمه ولهذا يغلب على هذا النوع من" أدب الرحلة" المنظور" الشعبى" الذى كتب به ، وما يحمله

٣٢

هذا المنظور من خصائص إنسانية عامة وفنية وتقنية تكاد تكون ثابتة ترتبط بفن القص والسرد الشعبيين على مر العصور.

وتملك هذه النصوص ـ أيضا ـ خصائص إثنو جرافية ، وإثنو لوجية (١) إلى جانب خصائصها التقنية الفريدة ، فهى نصوص تصلح كوثيقة لتحليل علاقات الأفراد والشعوب فى هذه الفترة البعيدة من تاريخ الإنسان.

ونستطيع أن نقول إن ما وصل إلينا ـ بلا شك ـ أقل بكثير جدا مما حدث ومما حكى ومما كتب ، فقد ضاعت فى أغوار التاريخ حكايات وأساطير وسير للأبطال والجماعات لم تصل إلينا ، ولكنها تركت فى ذاكرة الشعوب مادة متوارثة ، بقى منها ما اتفق مع أمزجتهم وذوقهم وثقافتهم.

ولهذا كانت المرحلة التالية فى الأهمية لأدب الرحلة أو الكتابة عن الرحلة ، تلك الرحلات العربية المحددة الموسومة باسم صاحبها ، فيما بين القرن الرابع الهجرى والتاسع الهجرى (العاشر والخامس عشر الميلاديين) وهى المرحلة التى خلفت لنا كتب الرحلات فى تراثنا الإسلامى.

وهى الفترة التى شهدت السيادة الإسلامية على المحيط الهندى وتجارته. كما شهدت الحروب الصليبية ضد السيادة الإسلامية فى الوقت نفسه ، وهذا ما جعل الرحالة المسلمين متوجهين إلى الأراضى الإسلامية بخاصة. فقد وضح الفارق بين الأنا والآخر ، فاستوجبت الدراسة من الفريقين المسلم والصليبى لهذه الأرض

٣٣

الإسلامية ولسكانها ولهذا نستطيع أن نسمى هذه المرحلة من الرحلة بفترة الكشف والمغامرة السياسية والاقتصادية والعسكرية والفكرية والأدبية ولهذا :

كانت المرحلة الثالثة من الرحلة تتجه اتجاها نقيضا حيث تحولت من الشرق إلى الغرب الأوروبى بخاصة منذ عصر النهضة العربية وقيام الدولة العربية فى العصر الحديث.

* * *

٣٤

(٢)

ونستطيع هنا أن نقول أن الفترة التى شهدت هذه الرحلات المهمة كانت نتيجة للصراع العنيف بين السيادة الإسلامية صاحبة الحضارة المزدهرة الغنية وبين الحضارة الأوروبية التى سحب المسلمون البساط من تحتها ابتداء من سقوط روما وحتى بداية عصور الكشوف الجغرافية وبداية الثورة الصناعية فى أوروبا ، وحتى سقطت مصر والعالم العربى فى قبضة الأتراك العثمانيين من الناحية الأخرى ، أى من بداية سقوط العصور الوسطى الأوروبية وبداية العصر الإسلامى الوسيط ثم الحديث.

ولم يكن الرحالة العرب والمسلمون قادرين على هذه الرحلات إذا لم تتوفر لهم خصائص ذهنية وظروف اجتماعية واقتصادية تسمح لهم بذلك. فقد كان العصر الأموى (عصر توقف الفتوحات الإسلامية) وكان العصر العباسى ـ بالتالى ـ هو عصر (دراسة حضارة الشعوب ونقلها إلى الحضارة العربية الإسلامية) وكان

٣٥

الرحالة المسلمون قد أخذوا قسطا كافيا من المعرفة عن الذات وعن الآخر على المستوى النظرى من الكتابات والحكايات والفتوح والترجمات ، وكان لابد أن تتحول هذا المعارف من النمط النظرى إلى النمط التطبيقى.

وظهرت بدايات هذه الرحلات مع بدايات رحلات أوروبية للتبشير ، ثم للتجارة ، ثم للاكتشاف ثم للاستعمار ، فقد شهد العصر العباسى الثانى (١٣٢ ه‍ ـ ٦٥٦ ه‍) مناوشات مستمرة من قبل أوروبا بخاصة. استمرت بعد ذلك فى شكل موجات عسكرية مستمرة حتى سقوط نجم حضارتنا على يد العثمانيين ، وبالتالى كان محرك حركة الرحلة والغزو محركا اقتصاديا وإن تزيا بأزياء عرقية أو شعوبية أو دينية مختلفة حسب الظروف فى كل فترة تاريخية أو عصر من العصور.

* * *

٣٦

(٣)

وهذا الأمر يلفت النظر إلى أهمية المحيط الهندى الذى" يتميز ... بامتداده الشاسع وبتعدد الشعوب والبلدان على شواطئه كما أنه المحيط الذى ظهرت على سواحله ، وسواحل خلجانه أقدم الحضارات ، باستثناء الحضارة المصرية القديمة ، ولم يكن المحيط الهندى منذ القدم مياها مجهولة مثل الأطلسى (بحر الظلمات) أو الهادى ، بل طرقه البحارة منذ آلاف السنين فكان شريانا للحياة بين شطآنه وطريقا مائيا كثر ارتياده ، ولهذا أدى المحيط الهندى دورا عظيما يتضاءل بجواره دور أى محيط أو مسطح مائى آخر فى التواصل الحضارى وفى انتقال كثير من عناصر الثقافة وانتشارها على امتداد شواطئه (٢).

ويعنى هذا أن العرب ثم المسلمين كانوا سباقين إلى المشاركة الحضارية لاقتراب بلدانهم من المحيط الهندى ، إذ جعلهم هذا الاقتراب متحكمين فى طريق التجارة الوسيط بين العالم كله ، فى

٣٧

حين كان المحيطان الآخران (الهادى ـ الأطلسى) عائقين لأوروبا ، ومن ثم كان اقتصاد البلاد الإسلامية أكثر قوة من الاقتصاد الأوروبى وحضارتهم أنشط من حضارة أوربا خلال هذه الفترة.

كما يلفت النظر أن هؤلاء الأوروبيين فى كل تاريخهم الوسيط والحديث كانوا يحاولون السيطرة على هذا الطريق الحيوى من أجل ازدهاره يرجونها لاقتصادهم ، وبدل أن يتعارفوا مع سكان هذه المناطق من المسلمين راحوا يعدون الجيوش لغزوهم ، لأخذ ثأر قديم ، وأعتقد أن وجود قبضة إسلامية فى بلاد الهند وما حولها قد حافظ على الدولة الاقتصادية للمسلمين فترة طويلة فى مواجهة الاختراق الأوروبى ، ويفسر هذا الأمر ما رأيناه فى التاريخ الحديث من محاولات إنجلترا وفرنسا المستميتة للوصول إلى الهند والسيطرة على طرق التجارة والمواصلات بل يشرح ذلك لماذا احتلت الهند قبل مصر مثلا من إنجلترا ولماذا توجهت الحملة الفرنسية إلى مصر؟.

ولم يكن بعيدا ـ بناء على ذلك أن تنشأ الحكايات والأساطير عن هذه المنطقة وعن كنوز الشرق وسحره وفلسفته وديانته وسكانه لدى العقلية الأوربية المحرومة منها" فمن قائل إنها تأتى من الجنة ، وقول آخر يذكر أن منابتها فى بلاد تحرسها الأفاعى ... وصار الشغف بمعرفة مكانها والسيطرة عليه ملحا إلى أن انتهى الأمر بالكشوف الجغرافية والسيطرة على مناطق تلك السلع (٣). وخلوا كذلك إلى اكتشافهم لطريق رأس الرجاء الصالح وهذا ما يجعل الغرب باستمرار مصدرا للإزعاج والقلق للمشرق وللشرق. وكان ذلك وراء ما أشاعوه عن خوف العرب من البحر والمياه ليثبتوا

٣٨

تفوقهم بعد آلاف السنين من تفوق العرب والمشارقة الأسيويين فى هذا السبيل ، وقد أثبت المستعرب السوفيتى (بونداريفسكى) فى بحثه (العرب والبحر) أن سفر سفن فاسكو دى جاما من أفريقيا الشرقية إلى الهند لم يحالفه النجاح إلا أن الملاح العربى الفذ (أحمد بن ماجد) قد ساق السفن وقد عثر العالم السوفيتى شوم فسكى على مخطوطة أحمد بن ماجد" كتاب المنافع" ومما له دلالاته أن الملاح البحرى يعرب فى خاتمة كتابه عن أسفه المر لكونه فتح الطريق البحرى إلى الهند أمام الضوارى البرتغاليين (٤) وقد أوضح العربى أحمد بن ماجد السبل والطرق التى قاد فيها السفن البرتغالية. وواضح أيضا أن من يقرأ رحلات السندباد السبع بألف ليلة وليلة يشعر بمعرفة هذه السندباد بهذه الطرق قبل فاسكو دى جاما.

* * *

٣٩
٤٠