رحلة الشام

إبراهيم عبد القادر المازني

رحلة الشام

المؤلف:

إبراهيم عبد القادر المازني


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الهيئة المصريّة العامّة للكتاب
الطبعة: ٠
ISBN: 978-977-420-228-3
الصفحات: ٢٤١

الحديثة فى القرن العشرين تكمله لرحلات أسلافهم المحدثين وبعد أن استفادت الدول العربية من نتائج هذه النهضة المصرية بخاصة ثم العربية بعامة ، خاصة ، بعد أن ساهم الشاميون المهجريون بهذا الدور وأعادوا الحياة إلى أدب الرحلة مع الأدباء المصريين وهنا تجمعت روافد فى أدب الرحلة العربية فى القرن العشرين وهى : ـ

ـ التراث العربى والإسلامى.

ـ تراث الصدام الحضارى فى العصور الوسيطة.

ـ رحلات القرن التاسع عشر لأوربا.

ـ كتابات المهاجر والمنفيى والمغامرة التجارية.

ـ الرحلات داخل الوطن (الإقليم ـ الوطن العربى).

فكما نرى المازنى يقوم بعدة رحلات ويكتب عنها (فى مصر) شاركه مجايلوه فى هذا النوع من الرحلة مثل رحلات : طه حسين ، توفيق الحكيم ، حسين فوزى وغيرهم ، ونجد فى الوقت نفسه مجايلى هؤلاء الكتاب من الشوام يقومون برحلاتهم من خلال المهجر والعودة إلى الوطن الأم وقد وافق الأمر أنهم جميعا من الرومانسيين الذين دخلوا إلى الحياة الثقافية والأدبية من منطلق التغيير والتطوير.

وهنا نجد وشائج قريبة بين رحلات إبراهيم عبد القادر المازنى داخل الوطن العربى بخاصة وبين رحلات المهاجرين وعلى رأسهم صاحب الريحانيات ، ومن ثم كان أدب الرحلة واحدا من الأنواع الأدبية (النثرية) التى أحياها الجيل الثانى للنهضة فى القرن

٢٢١

العشرين والمقارن بين نتاج القرن العشرين ونتاج القرن التاسع عشر وكتاباته يجدها مشحونة بوصف (الآخر) والغوص فى تفاصيل حياته اليومية ، ومنجزاته الحضارية والثقافة.

أما فى القرن العشرين فقد خف الانبهار بالآخر وحاول الرحالة العرب ، وأصحاب كتب الرحلة أن يمدوا أبصارهم إلى الذات لأول مرة دون مقارنة بالآخر (الغريب) المتفوق علينا جميعا فقد اهتم هؤلاء الكتاب بذاتهم من ناحية (وهم رومانسيون ذاتيون بالضرورة) ثم اهتموا من الناحية الثانية بذاتهم القومية والعربية فإذا كانت الريحانيات تصف لبنان تاريخا وجغرافيا فرحلات إبراهيم المازنى تصف العلاقات العربية على المستويين : الإنسانى والاثنوجرافى. وهذا ما يتضح فى مقدمة رحلة الشام للمازنى ـ كما سنفصل بعد قليل وكما هو واضح فى كلمة"" ميخائيل نعيمة" للريحانيات المسماة" قلب لبنان" بقوله كنت بارا بأخيك وبالأدب العربى وبوطنك عند ما أصدرت قلب لبنان ......"(٢) فقد أحب الشاميون وطنهم مثلهم مثل بقية العرب ولو لا ضيق هؤلاء بالسلطة التركية المهيمنة لما هربوا من بلادهم إلى أوربا أو أمريكا ، أو مصر لقد تعاملوا مع المهجر على أنه المنفى المختار ولم يخف واحد منهم تعلقهم بالوطن الأول وهذا واضح فى كتاباتهم الشعرية والنثرية. ولقد اختلطت مفاهيم السفر ، والرحلة ، والمغامرة ، والهجرة ، والمنفى فى هذه الكتابات كما اختلطت مفاهيم الوطن والفردوس والأمومة متوازية مع الحنين إلى هذا الوطن وقد تم ذلك رغم استفادتهم من مواطن الهجرة فى الثقافة بعامة والأدب بخاصة حتى سبق إنتاجهم المكتوب أواخر القرن التاسع عشر متأثرا بالأشكال الغربية

٢٢٢

والأمريكية ـ نظيره فى الوطن العربى كله بما فى ذلك الشام ومصر ، بلادهم ووطنهم الثانى.

وكان" أمين الريحانى" (١٨٧٦ ـ ١٩٤٠) أكبر هذا الجيل فأخذ مكانه عالية فيما بينهم ، أعطوها له عن رضا واقتناع ، فقد سبقهم الريحانى إلى المهجر (ونزلواهم مهجرهم ليجدوه) وقد تعلموا منه جميعا ، حتى أن كتابه" الريحانيات" كان أحد معالمهم الثقافية والوطنية ـ لابد أن يطلع عليه كل مشتغل بالأدب) كذلك أخذ هذا الكتاب وضعا متميزا فى الوطن العربى كله كما يتضح من الرسائل الريحانية والتقريظات التى كتبت عنه فى الصحف والمجلات ورسائل الأدباء آنذاك وكان موقف الريحانى بالنسبة لجيله ، كموقف عبد الرحمن شكرى بين جيله من المصريين كرأس مدرسة ، ولكنه كان كالمازنى فى رحلاته الدائبة التى احتلت عمره كله وليس عشرون عاما من عمر المازنى فقط" أمين الريحانى" رائدا فى جيله ، وقد شمل هذا الجيل مجموعة الأدباء الرواد ـ لأواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ـ من الرومانسيين أمثال إيليا أبى ماضى (١٨٩٠ ـ ١٩٥٧) جبران خليل جبران (١٨٨٣ ـ ١٩٣١) مى زيادة (١٨٩٥ ـ ١٩٤١) ميخائيل نعيمة (١٨٨٩ ـ ١٩٥٨ (عيسى اسكندر المعلوف (ـ) وغيرهم من شعراء (الرابطة القلمية) أو (العصبة الأندلسية) أو الأدباء المهاجرين إلى مصر مثل خليل مطران (١٨٧٠ ـ ١٩٤٩).

٢٢٣

(٢)

ووفق ما صرح به (المازنى) أنه كتب هذا الفصل (وما تبعه بالتالى) ليعالج (مسألة قومية) ويعنى بها أنه لا يتدخل فى شئون الآخرين ولا يسمح لنفسه أن يكون سفيرا سيئا لبلاده بل يكون سفيرا طيبا ومن هذه المسألة القومية يكتب المازنى (رحلة الشام) بعين السفير الثقافى أو الممثل الإعلامى لمصر فى المؤتمر بجانب زملائه الآخرين الذين لم يكونوا أقل تفهما منه لهذه المسألة القومية فقد كانوا جميعا حريصين على سمعة بلادهم وعلى مشاعر البلد التى نزلوا على أرضها ووسط أهلها.

ويعتقد المازنى أن مصر ـ كانت خلال هذه الفترة ـ كتابا مفتوحا للعرب ، فقد كانت مصر آخذة فى مرحلة نضال سياسى ضد الاستعمار بكل أنواعه ، كما أنها كانت قد سبقت إلى الأخذ بأساليب الحضارة المتقدمة بمشروعها النهوضى فى عصر محمد على وحتى عصر إسماعيل مما جعل مشروع النهضة من ناحية ومشروع التحرر بالنضال السياسى يلتقيان فى رؤية قومية ، تحاول أن تشد العرب جميعا إلى التوحد تحت راية قومية عربية لتواجه بها مشاريع التمزيق الأوربية والتركية ومن تبعهما من الحكومات العربية آنذاك للبلاد الغربية كمشروع الهلال الخصيب على سبيل المثال.

لهذا نجد الشوام بخاصة ـ وبسبب ظروف تاريخية أيضا ـ يدخلون إلى النهضة الحديثة أيضا ـ شجعهم على ذلك طبيعة المجتمع التجارى البحرى ومن ثم كانت الثقافة العربية آنذاك

٢٢٤

انعكاسا للواقع السياسى والتاريخى لهذه المنطقة التى كتب لها القدر خلاصها فى توحدها.

وكان سؤال العرب عن أحوال مصر ، وأحوال أهلها ومثقفيها سؤالا طبيعيا ، لأن قضية التحرر قضية كل العرب وهذا ما جعل العرب يتتبعون الصحف المصرية والثقافة المصرية وجعل المصريين يتتبعون الصحف العربية ليقفوا على أحوال جيرانهم المشتركين معهم فى المصير ولهذا لم يكن غريبا أن يلقى المازنى أحد الشبان العرب سنة ١٩٣٠ فى صحراء فاطمة بالحجاز ويتعرف على المازنى وليس غريبا أن يقابله شيخ بدوى آخر فى رحلته إلى العراق سنة ١٩٣٦ م ، ويسأله عن نتائج المفاوضات المصرية الإنجليزية.

ولقد كتب المازنى استطراداته داخل رحلة الشام من المنطلق نفسه وهى استطرادات عن حكايات فرعية خارج المؤتمر ووقائعه مثل حكاية (سامى الشوا) ونزهة العراقية وفخرى البارودى وحكاية سجن" شكرى القوتلى" ومحطة الإذاعة حكاية الدكتور" قدرى بك مع شكرى القوتلى" ، ثم التطرق لمسألة السفور والحجاب من خلال حديثه عن الآنسة الأديبة السورية فلك طرزى.

وهذا ما دعاه أيضا إلى النقد للحزب الشيوعى السورى ولرئيس الحزب وصحفييه ثم هجومه على مسألة تقسيم الحدود ورسمها بين سوريا ولبنان من زاوية وحدة الأرض العربية والسكان العرب الذين تمتد عائلاتهم بين أراضى الشام والعراق جميعا دون اعتبار للأسلاك الشائكة والتقسيم الاستعمارى للأرض العربية دون حساب للتاريخ والثقافة والعقيدة والأرض المتوحدة ومن هنا شغلت فلسطين مساحة كبيرة ، رغم أن الرحلة إلى سوريا بخاصة وهذا ما

٢٢٥

دعا المازنى إلى القول" ومصر كتاب مفتوح تقرأه البلاد العربية صفحة وسطرا سطرا وحرفا حرفا ، وأن القوم يعرفون أعلامنا واحد واحدا وما من كتاب ينشر فى مصر إلا وهو يلتهم التهاما فى البلاد العربية أفليس للبلاد العربية أن تنظر إلى المستقبل وتنصرف عن الماضى بخيره وشره؟ وهو قول لا يزال صالحا لكل وقت فما زالت آمال العرب فى النهضة والوحدة لم تتحقق بعد.

وتمثل فلسطين ـ تحت الانتداب البريطانى ـ شوكة فى عنق المازنى لأن هجومه على الاستعمار الإنجليزى فى مصر ، انسحبت آثاره على دخوله أو عدم دخوله أرض فلسطين بأمر الأمن العام ومقولات المازنى تنم عن لوم لوضع فلسطين تحت الانتداب وتشعر بأسى وغضب لتحكم الأجانب فى أرضنا وفى أنفسنا يقول" لقد عودتنى فلسطين فى السنوات الأخيرة" أن تردنى عنها وأن تتلقانى متجهمة ولا تأذن لى فى الدخول إلا وهى كارهة متوجسة ...".

(٣)

واحتل (المكان) أهمية كبيرة فى هذه الرحلة فقد وصف المازنى طبيعة سوريا ولبنان ووصف وعورة الطرق والمسالك عبر الأحراش والجبال فيما بين البلدين ، فتحدث عن جمال دمشق وقال إنها جنة الدنيا فى الوحدة الثانية من الكتاب ثم تحدث عن مصايف الزيدانى وبلودان وبقين ثم شتورة وزحلة ثم اللاذقية ثم نهر البردون وبعلبك وطرابلس وصيدا وبيروت ....... الخ. وإن كان لم ينس الإسكندرية.

٢٢٦

وكانت (المعرة) محط أنظاره لأنها مسقط رأس أبى العلاء صاحب الذكرى وقد أعطت سياقات ورود المعرة تداعيات وذكريات عن المعرى فى حياته ومماته ، وقد تفهم المازنى كثيرا من سلوكيات المعرى عند ما رأى الحياة فى المعرة ، وقد أشار إلى (الأكل العلائى) ولذلك كانت الرحلة مفيدة من عدة زوايا منها زاوية المكان وما يوحى به ، وما يراه المازنى فيه بالعين المعاصرة.

والزمان الضيق المحدد بعدة أيام فى المؤتمر وعدة أيام قبله وبعده حصر المازنى وجعله محددا بحواسه بما رآه وبما استمع إليه وما أحسه ولكن لأن كتابة الرحلة تمت بعد عودته إلى القاهرة فقد استسلم كعادته إلى الحكايات الفرعية التى تمثل استطرادا يفيد الصورة العامة لكتابه ومن ثم فتحت هذه الاستطرادات للزمن فتحات للماضى والحاضر والمستقبل فقد اختار هو قالب المقال القصصى ليكتب من خلاله صياغته للرحلة وجاءت ـ من هنا ـ التقسيمات المتعددة والكثيرة لرحلة الشام لتتناسب مع نشرها كسلسلة من المقالات فى مجلة البلاغ ، ولكنه حين جمعها فى مخطوطة واحدة راعى التسلسل الزمنى فى معظمها ولكنه كان يضيف بعض الوحدات والمشاهد ليضمن أنه أرضى كل الأطراف وتحدث عن العلاقات الإنسانية بشكل يتوازن مع حديثه النقدى فى المؤتمر والمتمثل فى بحثه عن أبى العلاء.

ويتضح هذا التوجه المتوازن بين العلاقة الإنسانية والعلاقة النقدية عند مراجعة ما كتبناه بعد نهاية نص كتاب رحلة الشام أعنى التعريف بالشخصيات المهمة والفهرست التفصيلى لموضوعات الرحلة.

٢٢٧

(٤)

لهذا خصص المازنى المقدمة لبيان أهمية العلاقات العربية ، وخاصة علاقة مصر بشقيقاتها العربيات ، ، ثم جعل الوحدة الأولى لبيان أسباب السفر ودواعيه وكيفية اختيار موضوع البحث وخطورة المشاركة مع هذه الكوكبة من المثقفين والعلماء والأدباء ، وهم أعلام فى تخصصاتهم وأوطانهم على نحو ما بين فى مقدمة ثبت التعريف بالشخصيات وفى الوحدة الثانية كما لابد أن يتعرض لطريق السفر وطريقتهم فلم يترك تفصيلة إلا ذكرها داخل المطار والطائرة وما صادفه فى طريقه إلى القدس من صعوبات لم تمكنه من دخول المدينة المقدسة رغم نزوله فى منطقة (اللد) فى مطار المزة) وتنتهى الوحدة الثانية بوصوله متعبا إلى دمشق لينزل بالفندق المخصص لأعضاء المؤتمر.

وخصص الوحدة الثالثة لليوم الأول من الزيارة ، وهو يوم التحضير للمؤتمر ومن هنا كان تعريجه على موضوعات خارج مبنى الفندق حيث خرج إلى الشارع ليرى الحياة السورية اليومية فى واقعها وهذا ما دعاه للتعرض لغلاء السلع والخدمات فى سوريا آنذاك وكغيره من (الرحالة) قارن بين الحياة الاقتصادية السورية والمصرية.

ويكمل فى الوحدة الرابعة ثلاث زيارات مهمة" لنزهة العراقية" ، " فخرى" وخلطها بحادثة عزف" لسامى الشوا" فى شوارع دمشق وشهرة سامى الشوا آنذاك لم تحتج لتوضيحات عنه ، ولكنها ساعدت فى أمرين :

٢٢٨

الحديث عن عازف مصرى ، ومطربة عراقية هواة الموسيقى والغناء السوريين كما ساعدت فى بيان استمرار زيارات الفنانين للبلاد العربية ولسوريا والعراق بخاصة فى الزمن البعيد عنا بنصف قرن وتأتى الوحدة الخامسة ليخرج فيها المازنى من دمشق كلها ليرى مصايف سوريا.

ثم يعود فى الوحدة نفسها ليصور الزيارات الرسمية التى قام بها وفد المؤتمر وفيه الوفد المصرى بالضرورة وهنا انتهز الفرصة لبيان حفاوة المجلس النيابى السورى ومجلس الوزراء السورى بالوفد المصرى بخاصة.

ولم ينس فى هذه الوحدة أن يحتفى هو بطه حسين وأحمد أمين ، وأحمد الشايب وبقية الوفد الرسمى لمصر وأن يتعرض بالثناء لقائد سوريا شكرى القوتلى ورفاقه السوريين مما جعل هذه الوحدة (الخامسة) صورة مشرقة للعلاقات الثقافية النبيلة ، سواء أكانت المصرية المصرية أو العربية العربية أو المصرية العربية.

وتبدأ وقائع المؤتمر فى الوحدة السادسة حيث صور المازنى ما تم فى الجلسة الافتتاحية مركزا على بساطة وحياء المثقفين العرب جميعا مثقفين وصحافيين وساسة ، ولم ينس المازنى أن يذكر تفصيلات مهمة عن بعض هؤلاء المشاركين.

واستغرقت الوحدة السابعة فى الأكلة العلائية وطريقة الوصول إلى المعرة والمبيت فى حلب بعد مغامرات صعبة فى الطريق وقد وصف المازنى الطريق وما صادفه فيه ، وأكمل الوصف فى الوحدة الثامنة حيث خرج مع بعض أصدقائه إلى الحدود الفلسطينية ليلقى

٢٢٩

أحاديث فى محطة إذاعة الشرق الأدنى ولكنه عاد دون أن يدخل بسبب منع الأمن العام له ، مما جعله يعود إلى دمشق ومنها وبمساعدة القنصل الإنجليزى ـ استقل الطائرة إلى مصر وهنا يتضح أن المازنى يعرج فى الزمن ولا يسير به فى خط مستقيم لأنه سيعود مرة أخرى وفى الوحدة التاسعة إلى وصف زيارته للدكتور بشر فارس فى شتورة واستماع قصيدة لعمر أبى ريشة والتعرض لموضوع الحدود بين سوريا ولبنان.

ونراه فى الوحدة العاشرة وقد عاد مرة أخرى إلى حديث الصحافة والأحزاب وحديث زيارة فلسطين من خلال حدودها مع سوريا وواضح أن التكرار وارد من مسألتين الأولى : الاستطراد والتداعى ، الثانية : تقنية المقالة القصصية. ويخصص المازنى الوحدة الحادية عشرة للحديث عن الأمير مصطفى الشهابى ومحافظة اللاذقية وقد أعطاه المازنى مساحة كبيرة من الاهتمام ودائما ما يؤثر المازنى وصف الطريق بين المحافظات ووعورتها.

كما يخصص المازنى الوحدة الثانية عشرة لحادث جزئى حدث خارج المؤتمر وأعنى به التقاء المازنى والجابرى اللذين تباريا فى النسيان ، مما أتاح الفرصة للمازنى ليكمل حديثه عن ظاهرة النسيان فى حياته كما يعود فى الوحدة الثالثة عشرة للحديث عن فخرى البارودى ومدينة حلب وقلعتها حلب كما عاد للحديث عن الغناء بذكر واقعتين الأولى مع سليمى باشى والثانية فى بيته القديم بحى الصليبية وقد خصص الوحدة الخامسة عشرة لبدوى الجبل شاعر سوريا.

ويعود فى الوحدة السادسة عشرة للحديث عن نضال" شكرى القوتلى" وحكايته مع قدرى بك ويعود فى الوحدة السابعة عشرة إلى

٢٣٠

الحديث عن صحافة الشام ، واللغة العربية وروح العربية فى لغة الصحافة المصرية والشامية وينتهى فى الحلقة الأخيرة إلى ما بدأ به فيصف قاعة الاحتفالات بالجامعة السورية مختتما ، بحديث مهم عن سفور المرآة وحجابها.

وواضح أننا استخدمنا لفظة (ويعود) كثيرا لأنها أصبحت سمة للنصف الثانى من رحلة الشام ، وكأن المازنى يكتب وينسى أو يكتب ليحور ويضيف ما يمكن أن يساعد فى رسم الصورة الحقيقية للشام وللمؤتمر وإنه إلحاح يشير إلى أهمية المواضيع التى يعود إليها كثيرا.

وواضح أيضا أن المازنى لا يكتفى بالرد والإخبار بل يعمد ـ أحيانا ـ لإثارة القضايا والتساؤلات حول بعض المواقف أو الشخصيات وأحيانا يناقش قضايا نظرية بسبب مشهد رآه أو لا حظه وهو ـ على أية حال ـ يظهر محبا للشام ولفلسطين بخاصة ، محبا لبلاده ولتراثه ، فلم نر فى هذه الرحلة ذما أو هجوما على أحد ، اللهم إلا على الأمن العام فى فلسطين تحت الانتداب.

هوامش الفصل الثانى

(١) ـ حسنى محمود حسين ، أدب الرحلة عند العرب دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع بيروت الطبعة الثانية ١٩٨٣. ص ٤١ ـ ١٥.

(٢) ـ أمين الريحانى قلب لبنان دار الكتاب اللبنانى بيروت الطبعة الخامسة ١٩٧٥. ج ١ ص ١٣.

٢٣١
٢٣٢

قائمة المراجع

المراجع العربية :

١ ـ ابن بطوطة ـ رحلة ابن بطوطة ـ دار الكتاب اللبنانى ، مقدمة مهذب رحلة ابن بطوطة للمرحومين أحمد العوامرى ، ومحمد أحمد جاد المولى.

٢ ـ ابن حبير ، رحلة ابن حبير ـ دار الكتاب اللبنانى ، مقدمة محمد مصطفى زيادة ، بدون.

٣ ـ أبو تمام ، ديوان أبى تمام ، ج ٢ ، دار المعارف القاهرة ، ١٩٨٣.

٤ ـ امرئ القيس ، ديوان امرئ القيس تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعارف ج ١. الرابعة.

٥ ـ أمين الريحانى ، قلب لبنان ، دار الكتاب اللبنانى ، بيروت ، ط ١ ، ١٩٧٥

٦ ـ توفيق الحكيم ، يا طالع الشجرة ، مكتبة الآداب ، ١٩٧٦.

٢٣٣

٧ ـ حسنى محمود حسين ، أدب الرحلة عند العرب ، دار الأندلس بيروت ط ٢ ، ١٩٨٣.

٨ ـ حسن محمد فهيم ، أدب الرحلات ، سلسلة عالم المعرفة ، رقم (١٣٨) الكويت يونيو ١٩٨٩.

٩ ـ سيد حامد النساج ، مشوار كتب الرحلة ، مكتبة غريب ـ ١٩٩٢. شوقى عبد القوى عثمان تجارة المحيط الهندى فى عصر السيادة الإسلامية ـ (٤١ ـ ٩٠٤ ه‍) (٦٦١ ـ ١٤٩٨ م) سلسلة عالم المعرفة (١٥١) الكويت يوليو ١٩٩٠.

١٠ ـ شوقى ضيف الرحلات ، دار المعارف ، القاهرة الطبعة الرابعة ١٩٧٨.

١١ ـ عبد المحسن صالح : التنبؤ العلمى ومستقبل الإنسان ، سلسلة عالم المعرفة ، الكويت ، ديسمبر ١٩٨١.

١٢ ـ عمرو بن كلثوم ، المعلقة ، فى شرح القصائد التسع المشهورات لأبى جعفر النحاس ، تحقيق أحمد خطاب القسم الثانى وزارة الإعلام بغداد ، ١٩٧٣.

١٣ ـ فؤاد زكريا ، التفكير العلمى ، سلسلة عالم المعرفة ، عدد مارس ١٩٧٨.

١٤ ـ قاسم عبده قاسم ، ماهية الحروب الصليبية ، سلسلة عالم المعرفة ـ الكويت رقم (١٤٩) مايو ـ ١٩٩٠.

١٥ ـ ياسين إبراهيم على الجعفرى" اليعقوبى" المؤرخ والجغرافى سلسلة دراسات رقم" ٢١٣" منشورات وزارة الثقافة والإعلام بغداد ، ١٩٨٠.

٢٣٤

المراجع المترجمة إلى العربية.

١ ـ إيان واط ، نشوء الرواية ، ترجمة عبد الكريم محفوظ ، منشورات وزارة الثقافة سوريا ـ ١٩٩١.

٢ ـ بوندار يفسكى ، الغرب ضد العالم الإسلامى ، من الحملات الصليبية حتى أيامنا ـ ترجمة إلياس شاهين دار التقدم ـ الاتحاد السوفيتى ـ موسكو ـ الطبعة الأولى ١٩٨٠. خلدوف ، الثقافة الكتبية ، دراسات فى تاريخ الثقافة العربية ، ترجمة موسكو ١٩٩٠.

٣ ـ روبير اسكاربيت ، سوسيولوجيا الأدب ، ترجمة آمال أنطون عرمونى ، منشورات عويدات بيروت باريس الطبعة الثانية ١٩٨٣.

٤ ـ سكيز ، تكنولوجيا السلوك الإنسانى ترجمة عبد القادر يوسف سلسلة عالم المعرفة عدد أغسطس ـ ١٩٨٠.

٥ ـ شوموفسكى : الإبحار العربى ، ضمن كتاب دراسات فى تاريخ الثقافة العربية القرون (٥ ـ ١٥ ه‍) رجمة ايمن أبو شعر ، دار التقدم ، موسكو ١٩٨٩.

الدوريات

١ ـ عصام بهى رواية الخيال العلمى ، مجلة فصول ، عدد سبتمبر ـ ١٩٨٤.

٢ ـ رؤوف وصفى ، أدب الخيال العلمى ، مجلة آفاق عربية بغداد ، عدد يناير ـ ١٩٨٤ م.

٢٣٥

٣ ـ مجلة الجديد الصادرة فى : (١ فبراير) ١٥ مارس) (١٥ ـ ١ أبريل) ، (١٥ مايو) (١٥ يوليو) (١٥ أغسطس) عام ١٩٧٤.

٤ ـ مجلة مجمع اللغة العربية فى ثلاثين عاما ، ج ٢ ، كتاب تذكارى أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

٥ ـ محمد حافظ دياب ،

٦ ـ سوسيولوجيا الأدب ، مجلة المنار ، العدد ٥٧.

المعاجم

١ ـ ابن منظور المصرى ، لسان العرب ج ٣ ، دار المعارف.

٢ ـ يوسف اسعد داغر ، مصادر الدراسة الأدبية ، دار صادر ، بيروت ١٩٦٥.

٣ ـ ببليوجرافيا حمدى السكوت ، ومارسدن جونز ، أعلام الأدب المعاصر فى مصر ج ٢ ، إبراهيم عبد القادر المازنى ، قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة دار الكتاب اللبنانى بيروت ، ط ٢ ، ١٩٨٧.

المراجع الأجنبية

١ ـ Jean duvijnoud, sociolojie de L art prerses universitaire de france, ٧٦٩١.

٢٣٦

إبراهيم عبد القادر المازنى

(١٨٨٩ ـ ١٩٤٩ م)

ولد إبراهيم عبد القادر المازنى عام ١٨٨٩ بالقاهرة.

حصل على شهادته العالية من مدرسة المعلمين العليا سنة ١٩٠٩ م.

عمل بالتدريس فى المدارس الحكومية والأهلية.

عكف على دراسة الأدب العربى. ثم أقبل على الأدب الإنجليزى واستطاع من خلاله الأطلاع على آداب الغرب.

عمل بالصحافة المصرية منذ أوائل القرن العشرين حتى وفاته عام ١٩٤٩ م.

اختير عضوا فى جميع اللغة العربية قبل وفاته بعامين تقريبا.

ـ أهم مؤلفات المازنى :

أولا : الشعر :

ـ ديوان المازنى.

٢٣٧

ثانيا : كتب النقد :

ـ شعر حافظ.

ـ الشعر غاياته ووسائطه.

ـ حصاد الهشيم.

ـ قبض الريح.

ـ رحلة الحجاز.

ـ قصة حياة.

ـ بشار بن برد.

ثالثا : الروايات والمسرحيات والقصص.

ـ إبراهيم الكاتب.

ـ إبراهيم الثانى.

ـ ثلاثة رجال وامرأة.

ـ عود على بدء.

ـ ميدو وشركاه.

ـ غريزة المرأة أو حكم الطاعة.

ـ صندوق الدنيا.

ـ خيوط العنكبوت.

ـ فى الطريق.

ـ ع الماشى.

ـ من النافذة.

ـ أحاديث المازنى.

ـ مختارات من أدب المازنى.

٢٣٨

ـ سبيل الحياة.

ـ مجموعة قصص لم تنشر من قبل.

رابعا : الأعمال المترجمة :

وهى أعمال كثيرة بعضها أدبى وبعضها قضائى وعسكرى ، ، هى :

ـ ابن الطبيعة (أزبياشيف).

ـ الكتاب الأبيض (وثائق تصريح ٢٨ فبراير ١٩٢٢).

ـ مختارات من الأدب الإنجليزى.

ـ جريمة اللورد سافيل (أوسكار وايلد).

ـ حكم المقصلة (روفائيل ساباتينى).

ـ الآباء والبنون (تور جنيف).

ـ آلن كوترمين (ريد حجرد).

ـ مدرسة الوشايات (شريدابد).

خامسا : مقالات وأعمال فى دوريا.

ـ السياسة المصرية بين الحربين العالميتين.

ـ قضية فلسطين.

ـ فى النقد النظرى.

ـ فى النقد التطبيقى.

ـ شخصيات فى الأدب والسياسة.

ـ مشكلات وقضايا يومية.

ـ الثقافة والتعليم والإعلام فى مصر.

ـ شعراء العرب فى العصر العباسى.

ـ السيرة الذاتية للمازنى.

٢٣٩

الفهرس

شكر وتقدير.................................................................. ٥

بين يدى القارئ ـ رحلة الشام................................................... ٧

تصدير..................................................................... ١٣

لماذا هذه الطبعة (حول نص الرحلة وطريقة تحقيقها).............................. ١٩

القسم الأول :

أصول أدب الرحلة وتحولاته.................................................... ٢٥

الفصل الأول : الرحلة تاريخا وجغرافيا ولغة....................................... ٢٩

دلالات المصطلح............................................................ ٤٧

هوامش الفصل الأول......................................................... ٥٧

الفصل الثانى : الخصائص الفنية لأدب الرحلة................................... ٥٩

هوامش الفصل الثانى......................................................... ٧١

الدراسة التحليلية لرحلة الشام.................................................. ٧٣

مقدمة الرحلة كما وضعها المازنى................................................ ٧٥

تكليف المازنى بالسفر (كيف اختار موضوع البحث)............................. ٧٩

الطائرة والمطار والركاب........................................................ ٨٣

محطة القدس................................................................ ٨٥

٢٤٠