رحلة الشام

إبراهيم عبد القادر المازني

رحلة الشام

المؤلف:

إبراهيم عبد القادر المازني


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الهيئة المصريّة العامّة للكتاب
الطبعة: ٠
ISBN: 978-977-420-228-3
الصفحات: ٢٤١

هزيمة ميسلون فر مع فيصل لأوربا ، ولما تولى فيصل عرش العراق استدعاه فعمل وزيرا للمعارف ورئيسا لكلية الحقوق ، ومديرا للآثار القديمة لمدة عشرين عاما.

ثم جاء بيروت إثر ثورة على الكيلانى ضد الإنجليز (١٩٤١) ومكث سنتين عاد بعدها إلى دمشق وعين مستشارا فنيا لوزارة المعارف ثلاث سنوات ، ثم انتقل إلى مصر وعين أستاذا محاضرا فى معهد التربية العالى للمعلمين ثم عهد إليه بمستشاريه الإدارة الثقافية فى جامعة الدول العربية حتى عام (١٩٥١) ثم عين مديرا لمعهد الدراسات العربية العالمية وهو من مؤسسيه. توفى فى بغداد ومعظم مؤلفاته تدور حول القومية العربية والثقافة العربية والدفاع عنهما ، ضد الإقليمية والتمزق وأشهر دراساته بلا شك عن ابن خلدون منها : ـ

ـ دراسات عن مقدمة ابن خلدون ـ بيروت ـ مطبعة الكشاف ، ١٩٤٣ ، ج ١ ، ج ٢.

ـ آراء وأحاديث فى الوطنية والقومية ، ج ٣ ، بيروت دار العلم للملايين ١٩٥٧.

ـ آراء فى القومية العربية القاهرة ١٩٥١ ، مطبعة الاعتماد.

ـ العروبة ، طبعة بيروت ، دار العلم للملايين ، ١٩٥٥.

ـ دفاع عن العروبة ، دار العلم للملايين ، ١٩٥٥.

ـ الإقليمية جذورها وبذورها بيروت ، دار العلم للملايين ١٩٦٣. وغيرها.

انظر : ـ مصادر الدراسات الأدبية ج ٣ ، ق ١ ، ص ٢٢٥.

٢٠١

(٢٥)

عبد القادر المغربى (الشيخ)

(١٨٦٧ ـ ١٩٥٦)

هو أحد زعماء الحركة الفكرية والأدبية واللغوية فى نهضة الأمة العربية الحديثة من أصل مغربى ، ولد فى اللاذقية ، جاء إلى مصر (١٩٠٥) فرارا من الاضطهاد التركى ولما أعلن الدستور العثمانى (١٩٠٨) عاد إلى بلده طرابلس الشام وأنشأ فى (١٩١١) جريدة البرهان فى طرابلس حتى سنة (١٩١٤) واشترك فى (١٩١٥) فى تأسيس الكلية الصلاحية العثمانية بالقدس لتخريج الدعاة ، وعين فى (١٩١٦) مديرا لجريدة الشرق ثم عهد إليه فى سنة (١٩٢٣) بتدريس اللغة العربية والآداب العربية فى كلية الحقوق السورية.

ترك مؤلفات فى الدين واللغة والأدب مثل الاشتقاق والتعريب وعن جمال الدين الأفغانى ، تفسير جزء تبارك ، وله عدة مخطوطات وعرف بنشاطه فى مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

أنظر : ـ (مجمع اللغة العربية فى ثلاثين عاما) (ص ١١٠٧) وما بعدها.

(٢٦)

محمد عبده (الشيخ الإمام)

(١٨٤٩ ـ ١٩٠٥)

من مواليد الغربية ، هو حكيم مصر فى العصر الحديث وأحد أركان النهضة العربية ومن اشهر دعاة الإصلاح ، وإلى الثورة العرابية

٢٠٢

فنفى من مصر بعد الاحتلال الإنجليزى (١٨٨٢) إلى بيروت لمدة سنة انتدب فيها للتعليم فى الكلية الإسلامية ثم غادر إلى باريس ليلحق بجمال الدين الأفغانى فتعاونا على إنشاء مجلة" العروة الوثقى" عاد إلى بيروت مرة أخرى ليعمل فى المدرسة السلطانية وهناك ألف رسالة التوحيد" بولاق ١٣١٥ ه" ووضع شرح مقامات بديع الزمان الهمذانى ونهج البلاغة وعرّب رسالة الأفغانى فى الرد على الدهريين وبعد العفو عنه عاد لمصر وتولى مناصب أهمها عضوية مجلس إدارة الأزهر ومفتى الديار المصرية والتدريس فى الأزهر فترك من هذه الفترة تفسير ستة أجزاء من القرآن ١٣٢٤ ه‍ ، وألف كتاب" الإسلام والنصرانية ١٣٢٣ ه‍.

وكان ـ بعد أن نال درجة العالمية من الأزهر (١٨٧٧ م) قد انتدب لتدريس الأدب والتاريخ بدار العلوم ومدرسة الألسن ، كما عمل فيما بعد محررا للوقائع المصرية ثم تولى رئاسة تحريرها مدة عشر سنوات. مصادر الدراسة الأدبية ج ٢ ، ق ١ ، ص ٥٩٧.

(٢٧)

عز الدين آل علم الدين التنوخى

(١٨٨٩ ـ ١٩٦٦)

أديب ومهندس زراعى سورى ، عمل طويلا بالتدريس ، ولد بدمشق وفيها تلقى علومه الابتدائية والإعدادية فى مدرسة القرير بيافا ، أرسله والده إلى الأزهر مدة خمس سنوات عاد بعدها ليدرس فى

٢٠٣

مسجد دمشق الجامع. وأرسل عام (١٩١٠) فى بعثة دراسية إلى باريس ثلاث سنوات (فى الزراعة) ، دعى للخدمة العسكرية فى الحرب فوصل إلى حلب ومنها فر إلى العراق ومنها التحق بالثورة العربية الكبرى (١٩١٦) ولم يلبث أن دخل مع جيش الأمير فيصل إلى دمشق حيث عينه عضوا فى لجنة الترجمة والتأليف ثم عضوا فى ديوان المعارف.

استقال بعد قليل وعين فى العراق معلما فى دار المعلمين الأولية ثم أستاذا فى دار المعارف العليا ، عام (١٩٤٢) عين أستاذا بكلية الآداب بدمشق ثم أحيل عام (١٩٥٣) إلى التقاعد فتفرغ للمجمع العلمى حيث انتخب عام (١٩٦١) عضوا مراسلا فى المجمع العلمى العراقى ... تدور أعماله حول دراسات الأدب واللغة العربية (مصادر الدراسة الأدبية.

ج ٣ ، ق ١ ، ص ٢٣٥.

(٢٨)

الحراكى (بك)

أحد وجهاء سوريا بالمعرة.

(٢٩)

حمدى يابيل

مراسل إذاعة الشرق الأدنى فى يافا الفلسطينية.

٢٠٤

(٣٠)

بشر فارس (الدكتور)

(١٩٠٧ ـ ٢١ / ٢ / ١٩٦٣)

لبنانى المولد ، مصرى الإقامة ، وهو باحث وشاعر وناقد ومسرحى ، ولد بكفيا وكان اسمه أدوار وهاجر إلى مصر وتلقى علومه بها وغير اسمه إلى بشر تخصص فى الأدب العربى من جامعة باريس حيث نال الدكتوراه (١٩٣٢) على أطروحته" العروض عند العرب" توفى بالقاهرة إثر نوبة قلبية مفاجئة.

له مؤلفات بالعربية والفرنسية مثل : ـ

ـ مباحث عربية فى اللغة والاجتماع ، القاهرة ، دار المعارف ١٩٣٩.

ـ سوانح مسيحية وملامح إسلامية ، القاهرة ، ١٩٦٢.

ـ المصاعب اللغوية والثقافية والاجتماعية التى تعترض الكتاب المعاصرين ولا سيما فى مصر ـ باريس مطبعة جونز. (مصادر الدراسة الأدبية ج ، ٣ ، ق ٢٢ ، ص ٩٣٣).

(٣١)

عبد الحميد دياب

أحد أعيان لبنان.

(٣٢)

عمر أبو ريشة

شاعر شامى من أصحاب المذهب الرومانسى.

٢٠٥

(٣٣) الجابرى (دكتور)

مدير الرقابة فى دمشق.

(٣٤)

عزمى النشاشيبى

مدير محطة الإذاعة بالقدس بفلسطين.

(٣٥)

الخواجة تلماك

مدرس موسيقى كان له محل (دكان) بجوار الجريدة التى يعمل فيها المازنى بالقاهرة بالقرب من سراى البارودى.

(٣٦)

سليمى باشا

مطربة عراقية.

(٣٧)

هاشم (بك) الأتاسى

الرئيس الأسبق لسوريا قبل شكرى القوتلى.

٢٠٦

(٣٨)

السباعى (عبد المنعم)

أحد الأدباء والمترجمين المهمين فى بدايات القرن العشرين فى مصر.

(٣٩)

نصوح (بك) البخارى.

وزير المعارف السورى أثناء الفترة التى عقد فيها المؤتمر.

(٤١) نصوح هابيل

نقيب الصحفيين السوريين فى فترة انعقاد المؤتمر وصاحب جريدة الأيام.

(٤٠) نجيب الريس

أديب وشاعر سورى وصاحب جريدة القبس.

(٤٢)

محمد عبد الوهاب

هو الموسيقار محمد عبد الوهاب المصرى الذى لقب بعدة ألقاب منها فنان الشعب ، ومنها موسيقار الأجيال ، اهتم فى موسيقاه بصلة الموسيقى العربية التقليدية وبما وصلت إليه الموسيقى فى العالم الحديث.

٢٠٧

(٤٣)

بدوى الجبل

هو الشاعر محمد سليمان أحمد ، شاعر سورى وكان نائبا فى البرلمان.

(٤٤) فارس (بك)

الخورى رئيس مجلس النواب السورى.

(٤٥) يوسف العيسى

أديب سورى وصاحب مجلة ألف باء.

(٤٦) شفيق جبرى

شاعر سورى.

(٤٧) البرقوقى

صاحب مجلة البيان.

(٤٨) محمد حسين هيكل

كاتب وأديب مصرى له ترجمات ودراسات إسلامية كثيرة كان نصيرا للتحديث والتجديد عمل بالسلك الديبلوماسى ، توفى ١٩٥٦.

٢٠٨

(٤٩) شيخ على الغاياتى

شاعر ومناضل وصحافى مصرى.

(٥٠)

قدرى بك

طبيب مناضل ضد سلطة الأتراك والفرنسيين ، زامل شكرى القوتلى فى نضاله.

(٥١) فلك طرزى

شاعرة سورية.

هوامش

اعتمد التحقيق فى عمل الببلويوجرافيا والتعريف بالأعلام فى كتاب رحلة الشام على مصدريين أساسيين : ـ

١ ـ يوسف أسعد داغر ، مصادر الدراسة الأدبية.

٢ ـ اللغة العربية فى ثلاثين عاما ج ٢ كتاب تذكارى أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

٢٠٩
٢١٠

ثبتت الأعلام كما وردت فى رحلة الشام

١ ـ أسعد داغر.

٢ ـ عباس محمود العقاد.

٣ ـ طه حسين (دكتور).

٤ ـ أحمد أمين.

٥ ـ عبد الوهاب عزام (دكتور).

٦ ـ عبد الحميد العبادى.

٧ ـ أحمد الشايب.

٨ ـ إسعاف (بك) النشاشيبى.

٩ ـ إيليام شاغورى.

١٠ ـ محمد كرد على.

١١ ـ روكلفر.

٢١١

١٢ ـ سامى الشوا.

١٣ ـ نزهة العراقية.

١٤ ـ فخرى البارودى.

١٥ ـ مصطفى الشهابى (الأمير).

١٦ ـ خليل (بك) مردم.

١٧ ـ أسعد طلس (دكتور).

١٨ ـ لطفى الحفار (بك).

١٩ ـ مهدى البصير (دكتور).

٢٠ ـ عبد القادر مبارك (الشيخ).

٢١ ـ طه الراوى.

٢٢ ـ ساطع (بك) الحصرى.

٢٣ ـ سعد الله الجارى بك.

٢٤ ـ عبد القادر المغربى.

٢٥ ـ شكرى القوتلى (الرئيس).

٢٦ ـ عز الدين آل علم الدين التنوخى.

٢٧ ـ الحراكى (بك).

٢٨ ـ حمدى بابيل.

٢٩ ـ بشر فارس (دكتور).

٣٠ ـ عبد الحميد دياب (تاجر).

٣١ ـ عمر أبو ريشة.

٢١٢

٣٢ ـ الجابرى ـ دكتور).

٣٣ ـ عزمى النشاشيبى.

٣٤ ـ تلماك (الخواجة).

٣٥ ـ سليمى باشى.

٣٦ ـ هاشم (بك) الاتاسى.

٣٧ ـ السباعى (عبد المنعم).

٣٨ ـ نصوح بك البخارى.

٣٩ ـ نجيب الريس (الأستاذ).

٤٠ ـ نصوح هابيل.

٤١ ـ محمد عبده (الشيخ).

٤٢ ـ محمد عبد الوهاب.

٤٣ ـ بدوى الجبل (الشاعر).

٤٤ ـ فارس (بك) الخورى.

٤٥ ـ يوسف العيسى.

٤٦ ـ شفيق جبرى.

٤٧ ـ البرقوقى.

٤٨ ـ هيكل (دكتور حسين).

٤٩ ـ (السيد) الغاياتى.

٥٠ ـ قدرى بك (دكتور).

٥١ ـ فلك طرزى.

٢١٣

فهرست تفصيلى للأفكار والموضوعات فى تسلسلها

من الكتاب مرقمة بأرقام الفقرات الكبيرة التى قسم

بها المازنى كتابة وهى ثمانى عشرة فقرة

(أو وحدة) بعد المقدمة

مقدمة

رحلة الصيف إلى العراق ـ رحلة الشتاء إلى الشام وفلسطين ـ المسألة القومية تبدأ بعدم التدخل فى شئون الغير والمحافظة على المصرية ـ مصر كتاب مفتوح للعرب ـ اهتمام العرب بمصر لأهميتها لديهم ـ الوحدة العربية أمل لهم : ـ

١ ـ مجلس النقابة يكلف المازنى بالسفر وهو بالإسكندرية ـ المازنى يعمل لكسب قوت يومه ـ كيف اختار موضوع البحث ـ دعوة الأساتذة والأدباء لحضور هذا المؤتمر من أعلام الثقافة فى مصر والعالم العربى ـ حيرة المازنى فى اختيار الموضوع.

٢١٤

٢ ـ الطائرة والمطار والركاب ـ فلسطين ترده مرات بسبب الاحتلال ـ الاتصال بمحطة القدس اللاسلكية ـ الوصول بعد اللد إلى مطار المزة ـ استطراد حول زياراته السابقة لدمشق ـ دمشق جنة فى الأرض ـ الفندق السورى.

٣ ـ اليوم الأول من الزيارة ـ المازنى عضو فى المجمع العلمى السورى ـ النسيان ـ غلاء الحياة فى دمشق عنها فى مصر.

٤ ـ حكاية سامى الشوا مع فتيات البنك السورى ـ حكاية نزهة العراقية ـ حكاية فخرى البارودى.

٥ ـ زيارة مصايف الشام ـ حفاوة الشام بالوفد المصرى ، زيارة المجلس النيابى. طه حسين يلقى كلمة شكر ـ زيارة مجلس الوزارة ـ صورة جميلة لتأليف الوفد المصرى ـ الرئيس شكرى القوتلى.

٦ ـ أربعون مشاركا فى المؤتمر ـ بساطة العلاقات بين الناس ـ مزية لشباب الشام.

٢١٥
٢١٦

الفصل الثانى

تحليل مضمون الرحلة

(١)

كتب" إبراهيم عبد القادر المازنى" هذه الرحلة على غرار ما وجده فى تراثه العربى والإسلامى ، القديم والحديث والمعاصر له ، فهو يدرك أن هذا الفن أحد أنواع الكتابة الأدبية التى تجذب جمهور القراء والمثقفين لأنها من ناحية ، نوع من القص الذاتى يتناسب مع طبيعة المقال الصحفى ، وهو النوع الأدبى الذى أحبه المازنى وكتب به أكثر كتاباته ، فقد كانت المقالة تستوعب ما يكتبه على هيئة مقاله قصصية يناقش من خلالها كل الأمور السياسية والأدبية وللمازنى أنواع كثيرة من هذه المقالات الصحفية التى يمكن أن نطلق عليها" مقالة قصصية" مثل كتبه ، " خيوط العنكبوت"" صندوق الدنيا"" على الماشى" وغيرها.

وتستوعب المقالة القصصية كل كتابات المازنى إذا أخذناها من زاوية أنه يحب الحكاية كتقنية يواصل بها فكرته وهى نتاجات يمكن

٢١٧

أن تحسب على المقالة ويمكن أن تحسب على القص هذا ـ إلى جانب ـ نتاجاته الروائية مثل :

" إبراهيم الكاتب"" إبراهيم الثانى"" ثلاثة رجال وامرأة"" عود على بدء"" ميدو وشركاه" ثم" من النافذة"" قصة حياة" أو" سبيل الحياة" بجانب مجموعة كبيرة جدا من القص القصير حوالى مائة قصة ، نشرها فى دوريات :

" السياسة الأسبوعية"" البلاغ"" الرسالة" مجلات" شهرزاد"" الراوى"" الرواية"" الثقافة"" الإذاعة"" مسامرات الجيب"" الهلال"" أخبار اليوم"" كليوباترا"" الأخبار".

وقد نشرت هذه القصص فيما بين (١٤ / ١٠ / ١٩٣٢) حتى (٢٥ / ١ / ١٩٤٧) وهى فترة طويلة تقدر بخمس عشرة سنة فى أخريات حياة المازنى ، وهى الفترة نفسها التى كتب فيها المازنى رحلاته فى القالب القصصى والمقالى ، وهى الفترة نفسها التى كتب فيها رواياته الخمس آنفة الذكر أيضا ، مما يجعل هذه الفترة من إنتاجه ، فترة القص والرواية والمقالة القصصية والرحلات.

وتأتى رحلات المازنى المتعددة إلى" الحجاز" و" بغداد" و" الصحراء الغربية" و" فلسطين" والشام و" السودان" متتابعة فى الفترة نفسها وهى ـ اضافة لما ذكرناه فى تصدير هذا الكتاب ـ تمثل تنوعات فى الرحلة المازنية ولكنها تعد رحلات هوامش إلى جانب رحلات : ـ

الحجاز ، الشام ، العراق ، فعندما نعود إلى الدوريات المصرية نجد أن رحلة الحجاز المنشورة (١٩٣٠) ورحلة السودان المنشورة فى الأساس فى (٤ نوفمبر ١٩٤٨) يحصران التوالى الزمنى لرحلات المازنى كالتالى : ـ

٢١٨

ـ رحلتى إلى بغداد (البلاغ) فى (٢٥ ، ٢٦ فبراير ١٩٣٦).

رحلة الصحراء الغربية (البلاغ) فى (٢١ مارس ١٩٣٦).

رحلة العراق (مجلتى) فى (١٥ يونيو إلى ١٥ أغسطس ١٩٣٦).

رحلة فلسطين (البلاغ) فى (٧ مارس ١٩٣٨).

أيام فى بغداد (بلاغ) فى (٢٠ مايو ١٩٣٩).

رحلة فى قلبى (الاثنين) فى (١١ يناير ١٩٤٣).

رحلة الشام (البلاغ) بين (١١ أكتوبر و ٢٣ نوفمبر ١٩٤٣).

رحلة العراق (البلاغ) بين ٢٣ يناير ، ٢١ أبريل ١٩٤٥).

مما يدفعنا للقول بأن الفترة المحصورة بين بداية الثلاثينيات حتى وفاة المازنى (١٩٤٩) هى فترة الحركة والرحلة المتوازية مع فترة كتابته للروايات والقصص القصيرة والمقال القصصى الأمر الذى يجعلنا نطلق على الفترة السابقة مرحلة الشعر ونقد الشعر ويعنى هذا تحولا فى تقنية الكتابة وهدف الكتابة ونلاحظ أن المازنى يكتب عن (رحلة فى قلبى) كما يكتب عن أيام فى بغداد بالتقنية نفسها.

ولم يشر المازنى لرحلات العرب والمسلمين فى القديم أو الحديث ولكنه كان على علم بها بالقطع خاصة وهو قريب العهد من كتابات الرواد الأوائل للنهضة أصحاب الرحلات الحديثة مثل رفاعة الطهطاوى والشدياق وعلى مبارك وغيرهم ، وهم المثقفون الذين خرجوا إلى الغرب بعد نضوب الشرق ليواصلوا تأسيس أمة جديدة تتواصل مع نفسها ـ تراثيا ـ ومع حاضرها ـ علما وثقافة وكانت

٢١٩

هذه الرحلات المازنية نافذة على الذات المصرية والعربية وعلى الآخر البعيد المتقدم ومن ثم كان الهدف القومى من بواعث وأهداف هذه الرحلات فى الداخل والخارج فقد شهدت القرون التالية لابن جبير كثيرين من الرحالة الذين أغنوا الأدب العربى وبعض العلوم العربية الأخرى بما كتبوه فى رحلاتهم من أمثال : ـ " عبد اللطيف البغدادى" و" ياقوت الحموى" و" ابن سعيد" و" العبدرى" فى القرن الثالث عشر و" ابن بطوطة و" ابن خلدون" و" محمد بن رشيد الفهرى الأندلسى" و" محمد التجانى" فى القرن الرابع عشر. ثم رحلة" الظاهرى" و" الملك قايتباى" فى القرن الخامس عشر. وحتى هذا القرن فقد ظل العرب متفوقين فى ميدان الرحلات ، إلى أن قامت حركات الاستكشاف الأوربية وكان العرب قد منوا بفترة من التأخر امتدت ثلاثة قرون أو يزيد عم خلالها الضعف والجهل فى جميع ميادين الحياة وانصرف الكثيرون عن الحياة إلى الزهد ، ولم يصلنا خلال هذه القرون شئ ذو بال من الرحلات فقد اقتصرت إلى حد كبير على زيارة" استنبول" عاصمة الخلافة العثمانية أو على الحج وزيارة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية ومن أبرز هذه الرحلات رحلة سعيد المراكشى"" العياشى" ورحلة" عبد الغنى النابلسى" ورحلة" على الجبيلى" وظل هذا الجمود العام يطبق على أدب الرحلة فى جملة ما يطبق عليه من حياة الأمة العربية حتى كانت النهضة الحديثة ففتحت على أساسها أبواب أوربا على البلاد العربية (١).

ومن ثم جاءت رحلات القرن التاسع عشر الميلادى إلى أوربا استجابة لإعادة الرغبة فى الحياة ولهذا جاءت رحلات رواد النهضة

٢٢٠