محاضرات في الإلهيّات

الشيخ علي الربّاني الگلبايگاني

محاضرات في الإلهيّات

المؤلف:

الشيخ علي الربّاني الگلبايگاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام
المطبعة: مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام
الطبعة: ١١
ISBN: 978-964-357-294-5
الصفحات: ٥٢٨

حديث أصحابي كالنجوم

إنّ القائلين بعدالة الصحابة جميعاً يتمسّكون بما يروى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم». (١)

أقول : كيف يصح إسناد هذا الحديث إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع أنّ لازمه الأمر بالمتناقضين؟ لأنّ هذا يوجب أن يكون أهل الشام في صفّين على هدى ، وأن يكون أهل العراق أيضاً على هدى ، وأن يكون قاتل عمار بن ياسر مهتدياً ، وقد صحّ الخبر عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال له : «تقتلك الفئة الباغية».

وقال سبحانه : (فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) (٢)

فدلّ على أنّها ما دامت موصوفة بالمقام على البغي فهي مفارقة لأمر الله ، ومن يفارق أمر الله لا يكون مهتدياً.

إنّ هذا الحديث موضوع على لسان النبيّ الأكرم ، كما صرّح بذلك جماعة من أعلام أهل السنّة ، قال أبو حيّان الأندلسي : «هو حديث موضوع لا يصحّ بوجه عن رسول الله». ثمّ نقل قول الحافظ ابن حزم في رسالته «إبطال الرأي والقياس» ما نصّه : «وهذا خبر مكذوب باطل لم يصحّ قطّ».

ثمّ نقل عن البزّاز صاحب المسند قوله : «وهذا كلام لم يصحّ عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وشرع بالطعن في سنده». (٣)

__________________

(١) جامع الأصول : ٩ / ٤١٠ ، كتاب الفضائل ، الحديث ٦٣٥٩.

(٢) الحجرات : ٩.

(٣) لاحظ جميع ذلك : في تفسير البحر المحيط : ٥ / ٥٢٨.

٤٨١

ثمّ إنّ التفتازاني وإن أخذته العصبية في الدعوة إلى ترك الكلام في حقّ البغاة والجائرين ، لكنّه أصحر بالحقيقة فقال :

ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التاريخ ، والمذكور على السنة الثقات يدلّ بظاهره على أنّ بعضهم حاد عن طريق الحق ، وبلغ حدّ الظلم والفسق ... إلّا أنّ العلماء لحسن ظنّهم بالصحابة ذكروا لها محامل وتأويلات بها تليق ...». (١)

كلمة لبعض المعاصرين من أهل السنّة

إنّ بعض المنصفين من المصريّين المعاصرين (٢) قد اعترف بالحقّ ، وأراد الجمع بين رأيي السنّة والشيعة في حقّ الصحابة ، فقال :

إنّ منهج أهل السنّة في تعديل الصحابة أو ترك الكلام في حقّهم منهج أخلاقي ، وإنّ طريقة الشيعة في نقد الصحابة وتقسيمهم إلى عادل وجائر منهج علمي ، فكلّ من المنهجين مكمّل للآخر ـ إلى أن قال : ـ إنّ الشيعة وهم شطر عظيم من أهل القبلة يضعون جميع المسلمين في ميزان واحد ، ولا يفرّقون بين صحابي وتابعي ومتأخر ، كما لا يفرقون بين متقدّم في الإسلام وحديث عهد به إلّا باعتبار درجة الأخذ بما جاء به حضرة

__________________

(١) شرح المقاصد : ٥ / ٣١٠.

(٢) الأستاذ داود حنفي المصري.

٤٨٢

الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة الاثنا عشر بعده ، وإنّ الصحبة في ذاتها ليست حصانة يتحصّن بها من درجة الاعتقاد ، وعلى هذا الأساس المتين أباحوا لأنفسهم ـ اجتهاداً ـ نقد الصحابة والبحث في درجة عدالتهم ، كما أباحوا لأنفسهم الطعن في نفر من الصحابة أخلّوا بشروط الصحبة وحادوا عن محبة آل محمّد عليهم‌السلام ، كيف لا ، وقد قال الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله :

«إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، كتاب الله وعترتي آل بيتي ...».

وعلى أساس هذا الحديث ونحوه يرون أنّ كثيراً من الصحابة خالفوا هذا الحديث ، باضطهادهم لآل محمّد ولعنهم لبعض أفراد هذه العترة ، ومن ثمّ فكيف يستقيم لهؤلاء المخالفين شرف الصحبة ، وكيف يوسموا باسم العدالة؟!

ذلك هو خلاصة رأي الشيعة في نفي صفة العدالة عن بعض الصحابة ، وتلك هي الأسباب العلمية الواقعية الّتي بنوا عليها حججهم (١).

ج) التقيّة بين الوجوب والحرمة

ممّا يشنّع به على الشيعة قولهم بالتّقية وعملهم به في أحايين وظروف خاصّة ، ولكن المشنِّعين لم يقفوا على مغزاها ، ولو تثبّتوا في الأمر ورجعوا

__________________

(١) بحوث في الملل والنحل : ١ / ٢٢٤ ـ ٢٢٧.

٤٨٣

إلى الكتاب والسنّة لوقفوا على أنّها ممّا تحكم به ضرورة العقل ونصّ الشريعة.

حقيقة التقيّة وغايتها

التقيّة مشتقّة من الوقاية والمراد منها التحفّظ على ضرر الغير بموافقته في قول أو فعل مخالف للحقّ ، وإذا كان هذا مفهومها فهي تقابل النفاق ، تقابل الإيمان والكفر ، فإنّ النفاق عبارة عن إظهار الحقّ وإخفاء الباطل ، ومع هذا التباين بينهما لا يصحّ عدّها من فروع النفاق ، كما أنّ القرآن الكريم يعرف المنافقين بالمتظاهرين بالإيمان والمبطنين للكفر ، يقول سبحانه :

(إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) (١)

فالغاية من التقيّة الدينية هي صيانة النفس والعرض والمال ، وذلك في ظروف قاهرة لا يستطيع فيها المؤمن أن يعلن عن موقفه الحقّ صريحاً ، إنّ التقية سلاح الضعيف في مقابل القوي الغاشم ، سلاح من يبتلي بمن لا يحترم دمه وعرضه وماله ، لا لشيء إلّا لأنّه لا يتّفق في بعض المبادئ والأفكار.

فإذا كان هذا معنى التقيّة ومفهومها ، وكانت هذه غايتها ، فهو أمر فطري يسوق الإنسان إليه قبل كلّ شيء عقله وتدعو إليه فطرته ، ولأجل ذلك

__________________

(١) المنافقون : ١.

٤٨٤

يستعملها كلّ من ابتلي بالملوك والساسة الّذين لا يحترمون شيئاً سوى رأيهم وفكرتهم ومطامعهم ولا يتردّدون عن التنكيل بكلّ من يعارضهم في ذلك ، من غير فرق بين المسلم ـ شيعياً كان أم سنّيّاً ـ ومن هنا يظهر جدوى التقية وعمق فائدتها.

التقية في الكتاب العزيز

إنّ التقية من المفاهيم القرآنية الّتي وردت في أكثر من موضع في القرآن الكريم ، وفي تلك الآيات إشارات واضحة إلى الموارد الّتي يلجأ فيها المؤمن إلى استخدام هذا المسلك الفطري خلال حياته أثناء الظروف العصيبة ليصون بها نفسه وعرضه وماله ، أو نفس من يمت إليه بصلة وعرضه وماله ، كما استعملها مؤمن آل فرعون لصيانة الكليم عن القتل والتنكيل (١) وغير ذلك من الموارد ، وإليك بعض الآيات الدالّة على مشروعية التقية بالمعنى المتقدّم :

الآية الأُولى :

قال سبحانه : (مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ)(٢).

ترى أنّه سبحانه يجوّز إظهار الكفر كرهاً ومجاراة للكافرين خوفاً منهم بشرط أن يكون القلب مطمئناً بالإيمان وصرّح بذلك لفيف من المفسّرين.

__________________

(١) لاحظ القصص : ٢٠.

(٢) النحل : ١٠٦.

٤٨٥

قال الزمخشري :

روي أنّ أُناساً من أهل مكّة فتنوا فارتدّوا عن الإسلام بعد دخولهم فيه ، وكان فيهم من أكره وأجرى كلمة الكفر على لسانه وهو معتقد للإيمان ، منهم عمّار بن ياسر وأبواه : ياسر وسميّة ، وصهيب وبلال وخباب. أمّا عمّار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها ... (١)

وقال القرطبي :

قال الحسن : التقية جائزة للإنسان إلى يوم القيامة ، ثمّ قال : أجمع أهل العلم على أنّ من أُكره على الكفر حتى خشي على نفسه القتل أنّه لا إثم عليه إن كفر وقلبه مطمئن بالإيمان ، ولا تبين زوجته ، ولا يحكم عليه بالكفر ، هذا قول مالك والكوفيّين والشافعي. (٢)

وقال الخازن :

«التقيّة لا تكون إلّا مع خوف القتل مع سلامة النيّة ، قال الله تعالى : (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) ثمّ هذه التقية رخصة». (٣)

__________________

(١) الكشاف : ٢ / ٤٣٠ ؛ لاحظ ايضاً : مجمع البيان للطبرسي : ٣ / ٣٨٨.

(٢) الجامع لأحكام القرآن : ٤ / ٥٧.

(٣) تفسير الخازن : ١ / ٢٧٧.

٤٨٦

الآية الثانية

قال سبحانه : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) (١)

هذه الآية أيضاً كأُختها ناصّة على جواز التقية ، كما صرّح بذلك المفسّرون ، كالطبري ، والزمخشري ، والرازي ، والآلوسي ، وجمال الدين القاسمي ، والمراغي وغيرهم ، قال الأخير :

قد استنبط العلماء من هذه الآية جواز التقية بأن يقول الإنسان أو يفعل ما يخالف الحق ، لأجل التوقّي من ضرر يعود من الأعداء إلى النفس أو العرض أو المال. (٢)

الإجابة عن سؤال

قد يقال : إنّ الآيتين راجعتان إلى تقيّة المسلم من الكافر ، ولكنّ الشيعة تتّقي إخوانهم المسلمين ، فكيف يستدلّ بهما على صحّة عملهم؟

والجواب : أنّ مورد الآيتين وإن كان هو اتّقاء المسلم من الكافر ، ولكنّ المورد لا يكون مخصِّصاً لحكم الآية إذا كان الملاك موجوداً في غيره ، وقد عرفت أنّ وجه تشريع التقيّة هو صيانة النفس والعرض والمال من الهلاك

__________________

(١) آل عمران : ٢٨.

(٢) تفسير المراغي : ٣ / ١٣٦ ؛ ولاحظ : تفسير الطبري : ٣ / ١٥٣ ؛ الكشاف : ١ / ٤٢٢ ؛ مفاتيح الغيب : ٨ / ١٣ ؛ روح المعاني : ٣ / ١٢ ؛ محاسن التأويل : ٤ / ٨٢.

٤٨٧

والدمار ، فإن كان هذا الملاك موجوداً في غير مورد الآية ، فيجوز ، أخذاً بوحدة الملاك.

قال الرازي :

ظاهر الآية (آية آل عمران) إنّ التقيّة إنّما تحلّ مع الكفّار الغالبين ، إلّا أن مذهب الشافعي إنّ الحالة بين المسلمين إذا شاكلت الحالة بين المسلمين والكافرين حلّت التقيّة محاماة عن النفس ، وقال : التقيّة جائزة لصون النفس ، وهل هي جائزة لصون المال؟ يحتمل أن يحكم فيها بالجواز لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حرمة مال المسلم كحرمة دمه ، وقوله عليه‌السلام : «من قتل دون ماله فهو شهيد. (١)

وقال المراغي في تفسير آية النحل :

ويدخل في التقية مداراة الكفرة والظلمة والفسقة ، والإنة الكلام لهم ، والتبسّم في وجوههم وبذل المال لهم ، لكفّ أذاهم وصيانة العرض منهم ، ولا يعدّ هذا من الموالاة المنهي عنها ، بل هو مشروع ، فقد أخرج الطبراني قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما وقى المؤمن به عرضه فهو صدقة». (٢)

والتاريخ بين أيدينا يحدّثنا بوضوح عن لجوء جملة معروفة من كبار المسلمين إلى التقيّة في ظروف عصيبة ، وخير مثال على ذلك ما أورده

__________________

(١) مفاتيح الغيب : ٨ / ١٣.

(٢) تفسير المراغي : ٣ / ١٣٦.

٤٨٨

الطبري في تاريخه عن محاولة المأمون دفع وجوه القضاة والمحدّثين في زمانه إلى الإقرار بخلق القرآن قسراً ، ولما أبصر أولئك المحدّثون حدّ السيف مشهراً عمدوا إلى مصانعة المأمون في دعواه وأسرّوا معتقدهم في صدورهم ، ولما عوتبوا على ما ذهبوا إليه من موافقة المأمون برَّروا عملهم بعمل عمَّار بن ياسر (١) والقصة شهيرة وصريحة في جواز اللجوء إلى التقية الّتي دأب البعض على التشنيع فيها على الشيعة. والّذي دفع بالشيعة إلى التقيّة بين إخوانهم وأبناء دينهم إنّما هو الخوف من السلطات الغاشمة ، فلو لم يكن هناك في غابر الزمان ـ من عصر الأمويّين ثمّ العباسيّين والعثمانيّين ـ أي ضغط على الشيعة ، كان من المعقول أن تنسى الشيعة كلمة التقية وأن تحذفها من ديوان حياتها ، ولكن يا للأسف أنّ كثيراً من إخوانهم كانوا أداة طيعة بيد الأمويّين والعباسيّين الّذين كانوا يرون في مذهب الشيعة خطراً على مناصبهم فكانوا يؤلّبون العامّة من أهل السنّة على الشيعة يقتلونهم ويضطهدونهم وينكلون بهم ، ونتيجة لتلك الظروف الصعبة لم يكن للشيعة ، بل لكل من يملك شيئاً من العقل ، وسيلة إلّا اللجوء إلى التقيّة أو رفع اليد عن المبادئ المقدّسة الّتي هي أعلى عنده من نفسه وماله والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى.

التقيّة المحرَّمة

إنّ التقية كما تجب لحفظ النفوس والأعراض والأموال ، إنّها تحرم إذا

__________________

(١) تاريخ الطبري : ٧ / ١٩٥ ـ ٢٠٦.

٤٨٩

ترتّب عليها مفسدة أعظم ، كهدم الدّين وخفاء الحقيقة على الأجيال الآتية ، وتسلّط الأعداء على شئون المسلمين وحرماتهم ومعابدهم ، ولأجل ذلك ترى أنّ كثيراً من أكابر الشّيعة رفضوا التقيّة في بعض الأحيان وقدّموا أنفسهم وأرواحهم أضاحي من أجل الدين.

قال الإمام الخميني قدس‌سره :

تحرم التقية في بعض المحرمات والواجبات الّتي تمثّل في نظر الشارع والمتشرعة مكانة بالغة ، مثل هدم الكعبة والمشاهد المشرفة ، والردّ على الإسلام والقرآن ، والتفسير بما يفسّر المذهب ويطابق الإلحاد وغيرها من عظائم المحرمات ، ولا تعمّها أدلّة التقية ولا الاضطرار ولا الإكراه.

وتدلّ على ذلك معتبرة مسعدة بن صدقة وفيها : فكلّ شيء يعمل المؤمن بينهم لمكان التقية ممّا لا يؤدي إلى الفساد في الدين فإنّه جائز». (١)

كلمة لبعض المحقّقين من أهل السنّة

نختم المقال بنقل كلام للعلّامة الشهرستاني حيث قال :

إنّ التقيّة شعار كلّ ضعيف مسلوب الحرّيّة ، إنّ الشيعة قد اشتهرت بالتقية أكثر من غيرها لأنّها منيت باستمرار الضغط

__________________

(١) الوسائل : كتاب الأمر بالمعروف ، الباب ٢٥ ، الحديث ٦ ؛ لاحظ : الرسائل ، للإمام الخميني : ١٧١.

٤٩٠

عليها أكثر من أيّة أمّة أخرى ، فكانت مسلوبة الحرية في عهد الدولة الأموية كلّه ، وفي عهد العباسيّين على طوله ، وفي أكثر أيّام الدولة العثمانيّة ، ولأجله استشعروا بشعار التقيّة أكثر من أيّ قوم ، ولما كانت الشيعة تختلف عن الطوائف المخالفة لها في قسم مهم من الاعتقادات في أصول الدين وفي كثير من الأحكام الفقهية ، والمخالفة تستجلب بالطبع رقابة ، وتصدّقه التجارب ، لذلك أصبحت الشّيعة مضطرّة في أكثر الأحيان إلى كتمان ما تختصّ به من عادة أو عقيدة أو فتوى ، وكتاب أو غير ذلك ، تبتغي بهذا الكتمان صيانة النفس والنفيس ، والمحافظة على الوداد والأخوّة مع سائر إخوانهم المسلمين لئلّا تنشقّ عصا الطاعة ، ولكي لا يحسّ الكفّار بوجود اختلاف ما في المجتمع الإسلامي فيوسع الخلاف بين الأُمّة المحمّدية ـ إلى أن قال : ـ لقد كانت التقية شعاراً لآل البيت عليهم‌السلام دفعاً للضرر عنهم ومن أتباعهم وحقنا لدمائهم واستصلاحاً لحال المسلمين وجمعاً لكلمتهم ولمّاً لشعثهم ، وما زالت سمة تعرف بها الإمامية دون غيرها من الطوائف والأُمم ، وكلّ إنسان إذا أحسّ بالخطر على نفسه ، أو ماله بسبب نشر معتقده ، أو التظاهر به لا بدّ أن يكتم ويتّقي مواضع الخطر ، وهذا أمر تقتضيه فطرة العقول ـ إلى آخر ما قال ـ. (١)

__________________

(١) مجلة المرشد : ٣ / ٢٥٢.

٤٩١

أسأل الله تعالى البصيرة في الدين وتوحيد صفوف المسلمين في سبيل الحق واليقين

(قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (١).

والحمد لله رب العالمين.

__________________

(١) يوسف : ١٠٨.

٤٩٢

فهرس المصادر

١. القرآن الكريم ، كلام الله جلّ جلاله.

٢. إثبات وجود خدا (فارسى) ، جان كلور مونسما ، المترجم ، أحمد آرام ، انتشارات حقيقت ، تهران ، ١٣٥٥ ش.

٣. الإتقان في علوم القرآن ، السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، منشورات الرضي ، قم المقدسة.

٤. الأمالي ، الصدوق ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، ١٤٠٠ ق.

٥. أحكام القرآن ، الجصّاص ، أحمد بن على الرازي ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ١٣٣٥ ق.

٦. إلجاء العوام عن علم الكلام ، الغزالي ، أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الطوسي ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ١٤٠٦ ق.

٧. الإلهيات على هدى الكتاب والسنة والعقل ، السبحاني ، جعفر ،

٤٩٣

الدار الإسلامية ، بيروت ، ١٤١٠ ق.

٨. أصول الفلسفة (فارسى) ، الطباطبائي ، السيد محمد حسين ، دار العلم ، قم المقدسة ، ١٣٥٠ ش.

٩. الأسفار الأربعة في الحكمة الإلهية ، صدر الدين محمد بن ابراهيم الشيرازي ، مكتبة المصطفوى ، قم المقدسة.

١٠. الإبانة عن أُصول الديانة ، الأشعري ، ابو الحسن علي بن إسماعيل ، مكتبة دار البيان ، السورية ، ١٤١٦ ق.

١١. أساس التقديس ، فخر الدين الرازي ، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين ، مكتبة العبيكان ، الرياض ، ١٤١٣ ق.

١٢. الاقتصاد في الاعتقاد ، الغزالي ، أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الطوسي ، دار مكتبة الهلال ، بيروت ، ١٤٢١ ق.

١٣. أجود التقريرات ، الإمام الخوئي ، السيد أبو القاسم ، مكتبة المصطفوي ، قم المقدسة.

١٤. الاعتقادات في دين الإمامية ، الصدوق ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ، المطبعة العلميّة ، قم المقدسة ، ١٤١٢ ق.

١٥. إظهار الحق ، الهندي ، الشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن ، دار الفكر ، القاهرة.

٤٩٤

١٦. الإصابة في تمييز الصحابة ، ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ١٤٢٣ ق.

١٧. أسد الغابة ، ابن الأثير ، عز الدين علي بن محمد الجزري ، تحقيق على محمد معوّض ، وعادل أحمد عبد الموجود ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

١٨. أُصول الدين ، البغدادي ، أبو منصور عبد القاهر بن طاهر تميمي ، دار الفكر ، بيروت ، ١٤١٧ ق.

١٩. الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة الدينوري ، عبد الله بن مسلم ، دار المعرفة ، بيروت.

٢٠. أوائل المقالات في المذاهب والمختارات ، الشيخ المفيد ، محمد بن محمد بن نعمان ، المؤتمر العالمي للشيخ المفيد ، قم المقدسة ، ١٤١٣ ق.

٢١. أنوار الملكوت في شرح الياقوت ، العلامة الحلّي ، جمال الدين الحسن بن يوسف ، منشورات الرضي ، قم المقدسة ، ١٤١٤ ق.

٢٢. الاعتصام بالكتاب والسنة ، السبحاني ، جعفر ، مؤسسة الإمام الصادق ٧ ، قم المقدسة ، ١٤١٤ ق.

٢٣. الأحكام السلطانية ، الماوردي ، أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادي ، دار الفكر ، بيروت.

٤٩٥

٢٤. أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي ، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت ، ١٤١٠ ق.

٢٥. إعجاز القرآن ، الجرجاني ، عبد القاهر ،

٢٦. إرشاد الطالبين ، السيوري ، مقداد بن عبد الله ، مكتبة المرعشي النجفي ، قم المقدسة ، ١٤٠٥ ق.

ب

٢٧. البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان (عج) ، الكراجكي ، الشيخ ابو الفتح ، ضمن كتاب كنز الفوائد ، دار الذخائر ، قم.

٢٨. البرهان في تفسير القرآن ، البحراني ، السيد هاشم ، دار الكتب العلمية ، قم المقدسة.

٢٩. البيان والتبيين ، الجاحظ ، أبو عثمان عمرو بن بحر كناني ، عبد السلام محمد هارون ، القاهرة ـ ١٩٦٨ م.

٣٠. بين يدي الساعة ، الدكتور عبد الباقي ،

٣١. بحار الأنوار ، المجلسي ، المولى محمد باقر ، المكتبة الإسلامية ، تهران.

٣٢. بداية الحكمة ، الطباطبائي ، السيد محمد حسين ، المكتبة الطباطبائي ، قم المقدسة.

٤٩٦

٣٣. بحوث في الملل والنحل ، السبحاني ، جعفر ، مؤسسة الإمام الصادق عليه‌السلام ، قم المقدسة ، ١٤١٦ ق.

٣٤. البيان في تفسير القرآن ، الإمام الخوئي ، السيد أبو القاسم ، أنوار الهدى ، قم المقدسة ، ١٤٠١ ق.

ت

٣٥. التوحيد ، الصدوق ، أبو جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه ، دار المعرفة ، بيروت.

٣٦. تفسير المنار ، عبده ، الشيخ محمد ، دار المعرفة ، بيروت.

٣٧. تفسير المراغي ، المراغي ، أحمد مصطفى ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

٣٨. التعريفات ، الجرجاني ، السيد الشريف علي بن محمد ، دار الفكر ، بيروت ، ١٤١٩ ق.

٣٩. تنزيه الأنبياء ، السيد الشريف المرتضى ، أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي البغدادي ، مكتبة بصيرتى ، قم المقدسة.

٤٠. تاريخ الأمم والملوك ، الطبري ، محمد بن جرير ، مكتبة خيّاط ، بيروت.

٤١. تصحيح الاعتقاد بصواب الانتقاد ، الشيخ المفيد ، محمد بن محمد بن النعمان ، انتشارات الرضي ، قم المقدسة.

٤٩٧

٤٢. تلخيص المحصّل ، الطوسي ، الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن ، دار الأضواء ، بيروت ، ١٤٠٥ ق.

٤٣. تاريخ المذاهب الإسلامية ، أبو زهرة ، محمّد ، دار الفكر العربي ، قاهرة ، ١٩٨٩ م.

٤٤. تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير الدمشقي ، عماد الدين ابو الفداء اسماعيل ، دار الأندلس ، بيروت ، ١٤١٦ ق.

٤٥. تاريخ حصر الاجتهاد ، الطهراني ، الشيخ ، آغا بزرگ ، مدرسة الإمام المهدي (عج) ، خوانسار ـ ايران ، ١٤٠١ ق.

٤٦. تنبيه الأمة وتنزيه الملّة ، النائيني ، الشيخ محمد حسين ، شركت سهامي انتشار ، تهران.

٤٧. تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل ، الباقلاني ، القاضي أبو بكر محمد بن الطيّب ، مؤسسة الكتب الثقافية ، بيروت ، ١٤١٤ ق.

٤٨. تهذيب الأصول ، السبحاني ، جعفر ، مطبعة مهر ، قم المقدسة.

ث

٤٩. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ، الصدوق ، أبو جعفر محمد بن على بن حسين بن بابويه ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، ١٤١٠ ق.

٤٩٨

ج

٥٠. جهان بينى علمى (فارسى) ، راسل ، برتراند ، سيد حسن منصور ، انتشارات آگاه ، تهران ، ١٣٦٠ ش.

٥١. الجامع الصحيح (سنن الترمذي) ، الترمذي ، أبو عيسى ، دار الكتب العربي ، بيروت ، ١٤٢٣ ق.

٥٢. جامع الاصول ، ابن الأثير الجزري ، علي بن محمد بن محمد بن عبد الواحد ، دار الفكر ، بيروت ، ١٤٠٣ ق.

٥٣. الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، محمد بن أحمد ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ١٤٢٣ ق.

ح

٥٤. حلية الأولياء ، الأصفهاني ، أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، قاهرة ، ١٩٣٢ م.

٥٥. حياة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هيكل ، محمد حسين ، مكتبة النهضة المصرية ، قاهرة ، ١٩٦٨ م.

خ

٥٦. الخصال ، الصدوق ، أبو جعفر محمد بن على بن حسين بن بابويه ، المكتبة الإسلامية ، تهران ، ١٣٥١ ش.

٤٩٩

٥٧. الخطط المقريزية ، المقريزي ، تقى الدين احمد بن علي ، مكتبة مدبولي ، قاهرة ، ١٨٥٣ م.

٥٨. الخصائص الكبرى ، السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، حيدرآباد بالهند ، ١٣٢٠ ه‍.

د

٥٩. الدر المنثور ، السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، دار احياء التراث العربي ، بيروت ، ١٤٢١ ق.

٦٠. دلائل الصدق ، المظفر ، الشيخ محمد حسن ، مكتبة النجاح ، تهران.

٦١. دائرة المعارف القرن العشرين ، فريد وجدي ، محمد ، دار المعرفة ، بيروت.

ذ

٦٢. الذخيرة في علم الكلام ، السيد الشريف المرتضى ، ابو القاسم على بن الحسين الموسوي البغدادي ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم المقدسة ، ١٤١١ ق.

ر

٦٣. الرسائل ، الإمام الخميني ، السيد روح الله ، مؤسسة اسماعيليان ، قم المقدسة ، ١٣٨٥ ق.

٥٠٠