فتوح مصر والمغرب

ابن عبد الحكم

فتوح مصر والمغرب

المؤلف:

ابن عبد الحكم


المحقق: الدكتور علي محمّد عمر
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٧

مشرح ، أنه سمع عقبة بن عامر يقول : إنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من علّق تميمة فلا أتمّ الله له ، ومن علّق ودعة فلا أودع الله له» (١).

حدثناه أبو الأسود ، عن ابن لهيعة والمقرئ ؛ وأبو زرعة وهب الله ابن راشد ، عن حيوة. قال المقرئ : من تعلّق تميمة.

ومنها حديث حرملة بن عمران ، قال : سمعت أبا عشانة يقول : سمعت عقبة ابن عامر ـ يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول : «من كان له ثلاث بنات فصبر عليهنّ ؛ فأطعمهنّ وسقاهنّ وكساهنّ من جدته ؛ كنّ له حجابا من النار» (٢).

قال حدثناه المقرئ ، وعبد الله بن صالح.

ومنها حديث يحيى بن أيّوب ، عن عمرو بن الحارث ، أن أبا عشانة حدثه عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من توضّأ فجمع عليه ثيابه ثم خرج إلى المسجد كتب له كاتباه بكلّ خطوة عشر حسنات ، ولم يزل فى صلاة ما دام ينتظر الصلاة. ويكتب (٣) من المصّلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه» (٤).

حدثناه سعيد بن أبى مريم.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن معروف بن سويد الجذامى ، عن أبى عشانة ، أنه سمع عقبة بن عامر يقول : كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم فقال : «من كان هاهنا من معدّ فليقم ، قال : فقمت ، فقال : اقعد ، قالها ثلاثا ، كل ذلك أقوم فيقول : اقعد ، قلت : فممّن نحن يا رسول الله؟ قال : «أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير» (٥).

حدثناه عبد الملك بن مسلمة. وحدثناه سعيد بن عيسى بن تليد ، عن ابن وهب ، عن معروف. وحدثناه عثمان بن صالح ، عن ابن لهيعة ، عن مشرح ، عن عقبة ، وليس يقول أحد عن مشرح عن عقبة غير عثمان.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن أبى عشانة ، عن عقبة ، أنه سمعه يقول ،

__________________

(١) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٨٤١٨ عن أحمد والحاكم عن عقبة بن عامر.

(٢) أخرجه صاحب الكنز برقم ٤٥٣٨٦ عن أحمد وابن ماجه عن عقبة بن عامر.

(٣) ج : «وكتب».

(٤) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٠٣٢٠ عن الطبرانى عن عقبة بن عامر.

(٥) أخرجه صاحب الكنز برقم ٣٤٠٢٥ عن الطبرانى عن عقبة بن عامر.

٣٢١

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قال علىّ ما لم أقل ؛ فليتبّوأ بيتا فى (١) جهنّم (٢)».

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن أبى عشانة ، أنه سمع عقبة يخبر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يمنع أهله الحلية والحرير ، ويقول : إن كنتم تحبّون حلية الجنّة وحريرها فلا تلبسوهما فى الدنيا (٣).

حدثناه عبد الملك بن مسلمة.

ومنها حديث سعيد بن أبى ايّوب ، قال : حدثنى يزيد بن عبد العزيز وأبو مرحوم ، عن يزيد بن محمد القرشى ، عن علىّ بن رباح ، عن عقبة بن عامر ، قال : أمرنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أقرأ بالمعوّذات دبر كلّ صلاة.

حدثناه المقرئ ، عن سعيد بن أبى أيّوب. وحدثناه عبد الله بن صالح ، عن الليث ابن سعد ، عن حنين بن أبى حكيم ، عن على بن رباح ، عن عقبة بن عامر.

ومنها حديث موسى بن علىّ ، عن أبيه ، أنه سمعه يقول : سمعت عقبة ابن عامر يقول : ثلاث ساعات كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينهانا أن نصلّى فيهنّ أو نقبر فيهنّ موتانا. حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع ، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس ، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب (٤).

حدثناه المقرئ ، وعبد الله بن صالح.

ومنها حديث موسى بن علىّ ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يوم النحر ويوم عرفة وأيّام التشريق» ؛ عيدنا أهل (٥) الإسلام ؛ هى (٦) أيّام أكل وشرب (٧).

حدثناه عبد الله بن صالح.

__________________

(١) ج «من».

(٢) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٩٤٩٠ عن ابن سعد وابن عساكر.

(٣) أخرجه صاحب الكنز بهذا المعنى برقم ٤١٢٠٥ عن مسلم.

(٤) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٢٤٨٧ عن ابن جرير.

(٥) عيدنا أهل : ج «عيد لأهل».

(٦) ب «هن».

(٧) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٣٩١٥ عن أحمد والحاكم عن عقبة بن عامر.

٣٢٢

ومنها حديث قباث بن رزين ، عن علىّ بن رباح ، قال سمعت عقبة بن عامر ، قال : كنّا فى المسجد نتعلّم القرآن ؛ فدخل علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ فسلّم علينا ؛ فرددنا عليه‌السلام ، فقال : «تعلّموا القرآن واقتنوه ، وحسبت أنه قال وتغنّوا به ، والذي نفسى بيده لهو أشدّ تفلّتا من المخاض فى العقل» (١). قال : حدثناه المقرئ.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، عن علىّ بن رباح ، عن عقبة بن عامر ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لرجل يقال له ذو البجادين (٢). إنه أوّاه ، وذلك أنّه يكثر ذكر الله بالقرآن والدعاء ويرفع صوته. قال : حدثناه أسد بن موسى. قال عبد الرحمن : لم يرو هذا الحديث إلّا أسد بن موسى.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن ربيعة بن قيس الجنبى ، عن عقبة بن عامر ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من توضّأ فأحسن وضوءه (٣) ثم صلّى صلاة غير ساه ولا لاه كفّر عنه ما كان قبلها من سيّئة» (٤). قال عبد الرحمن : لا أحفظ من حدثناه عن (٥) ابن لهيعة.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن ابن شماسة ، أنه سمع عقبة بن عامر يقول : صلّينا يوما مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأطال بنا القيام ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا صلّى خفّف ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى قيامه ذلك لا يسمع منه ، غير أنه قال : ربّ وأنا فيهم ، ثم رأيناه أهوى بيده ليتناول شيئا ، ثم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ركع ثم أسرع بعد ذلك ، فلمّا أن سلم جلس وجلسنا حوله ؛ فقال : إنى قد علمت أنه قد رابكم طول قيامى ، قلنا : أجل يا رسول الله ، وسمعناك تقول يا ربّ وأنا فيهم. فقال : «والذي نفسى بيده ما مما وعدتم به فى الآخرة إلّا وقد عرض علىّ فى مقامى هذا ؛ حتى لقد عرضت علىّ النار فلما أن أقبل إلىّ منها شىء حتى حاذى بمنكبى ، فخفت أن يغشاكم فقلت : أى ربّ

__________________

(١) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٣٧٣ عن أحمد والطبرانى وابن حبان والبيهقى فى شعب الإيمان عن عقبة ابن عامر.

(٢) ج ، ك «النجادين» وذو البجادين هو عبد الله بن نهم المزنى. وقد ساق قصته ابن حجر فى الإصابة ٤ / ١٦٢ وذكر فيها هذا الحديث بنفس الإسناد هنا.

(٣) ج «الوضوء».

(٤) مسند أحمد والطبرانى فى كنز برقم ١٨٩٨٩ عن عقبة بن عامر.

(٥) ب «غير».

٣٢٣

وأنا فيهم ، فصرفها الله عنكم فأدبرت قطعا كأنها الزرابىّ ، فأشرفت فيها إشرافة فإذا فيها عمران بن حرثان (١) ـ أو جربان ، شك (٢) عبد الرحمن ـ أخى بنى غفار متّكئا فى جهنّم على قوسه ، وإذا فيها صاحبة القطّ التى ربطته فلم تطعمه ولم تسرّحه فيبتغى ما يأكل ؛ فمات على ذلك» (٣). حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن ابن شماسة ، أنه سمع عقبة بن عامر ، يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «المؤمن أخو المؤمن ، ولا يحلّ لمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه حتى يذر ، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر» (٤). قال : حدثناه عبد الله بن صالح.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن واهب بن عبد الله ، عن عبد الرحمن ابن شماسة ، عن عقبة بن عامر ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الميّت من ذات الجنب شهيد» (٥).

حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، وعبد الملك بن مسلمة.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن رزيق الثقفى ، أنه سمعه يقول : سمعت ابن شماسة يحدّث عن عقبة بن عامر ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفات» (٦). حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن الحارث بن يعقوب ، عن ابن شماسة المهرىّ ، أنه قال لعقبة بن عامر : إنك تختلف بين هذين الغرضين ، وأنت شيخ كبير يشقّ عليك ذلك ، قال عقبة : لو لا كلام سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم أتعنّه. قال الحارث فقلت لابن شماسة : ، ما ذاك؟ قال : إنه قال : «من علم الرمى ثم تركه فليس منّا ، أو قد عصى».

قال الحارث : حسبت أنه قال هكذا.

__________________

(١) فى كنز العمال ١٤ / ٥٤٣ «عمران بن حومان».

(٢) شك : ب ، ج ، ك «الشك من».

(٣) أخرجه صاحب الكنز برقم ٣٩٥٦٠ عن الطبرانى عن عقبة بن عامر.

(٤) مسلم فى كنز ٤ / ٦٩ عن عقبة بن عامر.

(٥) الطبرانى ومسند أحمد فى كنز ٤ / ٤٢٠ عن عقبة بن عامر.

(٦) مسند أحمد فى كنز ٣ / ٣٤.

٣٢٤

حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، وعبد الملك بن مسلمة. وفى حديث عبد الملك أن فقيما اللخمىّ قال لعقبة : إنك تختلف بين هذين الغرضين.

ومنها حديث حيوة بن شريح ونافع بن يزيد ، عن بكر بن عمرو ، قال : سمعت شعيب بن زرعة ، أنه سمع عقبة بن عامر يقول أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لأصحابه : «لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها ، قالوا : يا رسول الله وما نخيف به أنفسنا؟ قال : الدّين» (١).

حدثناه سعيد بن أبى مريم ، عن نافع بن يزيد ، والمقرئ ، عن حيوة بن شريح.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة والحارث بن يزيد ، عن عبد الرحمن بن جبير ، أنه سمع عقبة بن عامر يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «نهى عن الكىّ وشرب الحميم ، وكان إذا اكتحل اكتحل وترا ، وإذا استجمر استجمر وترا» (٢).

حدثناه أسد بن موسى وعثمان بن صالح ، عن ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة. وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، عن ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن أبى قبيل ، قال : سمعت عقبة بن عامر ، يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول : «هلاك أمّتى فى الكتاب واللّبن ، قالوا : يا رسول الله وما الكتاب واللبن؟ قال : يتعلّمون الكتاب فيتأوّلونه على غير ما أنزله الله ؛ ويحبّون اللبن فيدعون الجماعات والجمع» (٣).

قال أبو قبيل : ولم أسمع من عقبة بن عامر غير هذا. حدثناه المقرئ ، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن إسحاق ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن عبد الرحمن التجيبى ، عن عقبة بن عامر ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول : «لا يدخل الجنّة صاحب مكس» (٤).

__________________

(١) البيهقى فى السنن فى كنز ٦ / ٢٣٣ عن عقبة بن عامر. وضبطت كلمة «الدين» فى طبعة تورى ضبط قلم بكسر الدال. وفى كنز العمال ضبطت ضبط قلم بفتح الدال المشددة.

(٢) مسند أحمد فى كنز برقم ١٧١٩٩. وابن قانع فى كنز برقم ٢٨٣٢٣.

(٣) مسند أحمد وشعب الإيمان للبيهقى فى كنز برقم ٢٨٧٢ عن عقبة بن عامر.

(٤) أبو داود والحاكم ومسند أحمد فى كنز برقم ٧٦٣٢ عن عقبة بن عامر.

٣٢٥

حدثناه علىّ بن معبد ، عن عبيد الله بن عمرو الجزرى.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، أن هشام بن أبى رقيّة أخبره أنه سمع مسلمة بن مخلّد يقول : ما يحمل الرجل المسلم على لبس الحرير ، وله فى العصب والكتّان ما يغنيه ، وهذا بين أظهركم من يخبركم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قم يا عقبة ، فقام عقبة بن عامر فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من كذب علىّ كذبة متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» (١). وسمعته يقول «من لبس الحرير فى الدنيا حرّمه الله فى الآخرة» (٢) قال حدثناه عبد الملك بن مسلمة.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن عقبة بن مسلم ، عن عقبة بن عامر ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا رأيت الله يعطى العباد ما يسألون على معاصيهم إيّاه فإنما ذلك استدراج منه لهم (٣) ثم تلا (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ)(٤) إلى آخر الآية. حدثناه عبد الله بن عبّاد العبدى.

ومنها حديث الليث بن سعد ، عن ابن أبى حبيب ، عن أسلم أبى عمران ، عن عقبة بن عامر ، قال : اتّبعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو راكب ؛ فوضعت يدى على قدمه فقلت : أقرئنى من سورة هود أو سورة يوسف ، فقال : لن تقرأ أبلغ عند الله من (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) حدثناه شعيب بن الليث ؛ وعبد الله بن صالح ، وأسد بن موسى.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن أبى سعيد القتبانى ، عن أبى تميم الجيشانى ، عن عقبة بن عامر ، أن أخته نذرت أن تحجّ ماشية بغير خمار ، فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ فقال : لتحجّ راكبة مختمرة ولتصم.

حدثناه سعيد بن أبى مريم ، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار. قال أبو الأسود عن بكر أنه سمع عن عقبة ، ولم يقل مختمرة.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن يزيد بن عمرو المعافرى ، عمّن سمع عقبة بن عامر يقول : بعثنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ساعيا ، فاستأذنته نأكل من الصدقة ؛ فأذن لنا.

__________________

(١) الطبرانى فى كنز برقم ٢٩٢٢٩ عن عقبة بن عامر.

(٢) مسند أحمد فى كنز برقم ٤١٢٢٣ عن عقبة بن عامر.

(٣) أخرجه صاحب الكنز برقم ٣٠٧٤٣ عن أحمد والطبرانى والبيهقى فى شعب الإيمان ، عن عقبة بن عامر.

(٤) سورة الأنعام ، ٤٤.

٣٢٦

حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، أن ابن شماسة حدّثه ، أن عقبة بن عامر قام فى صلاة وعليه جلوس ، فقال الناس : سبحان الله! سبحان الله! فعرف الذي يريدون ، فلما أتمّ صلاته سجد سجدتين وهو جالس ، وقال : إنى قد سمعت قولكم ، وهذه السنّة.

حدثناه شعيب بن الليث وعبد الله بن صالح. وحدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم ، حدثنا بكر بن مضر ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن ابن شماسة ، عن عقبة نحوه.

قال : وشركهم فى الرواية عنه من أهل المدينة سعيد بن المسيّب ، ومعاذ بن عبد الله ابن حبيب. ومن أهل الكوفة قيس بن أبى حازم. ومن أهل البصرة الحسن بن أبى الحسن ، وليس ذلك بالصحيح. وكان مفتى البلد ، وتوفّى بمصر فى خلافة معاوية. يكنّى أبا حمّاد.

وأبو عبد الرحمن الجهنى

ولهم عنه حديثان ، أحدهما ابن لهيعة عن أبى الخير ، عن أبى عبد الرحمن الجهنى ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم باع رجلا فى دين يقال له سرّق ـ قال عبد الرحمن هكذا وجدته فى كتابى فذاكرت به بعض أصحابنا فقال : إنما هو ابن لهيعة ، عن بكر ابن سوادة ، عن أبى عبد الرحمن الحبلى ، عن أبى عبد الرحمن القينى ، وكان من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : قدم رجل قد قرأ سورة البقرة ببزّ فباعه من سرّق فتجاراه فتغيّب عنه ، ثم ظفر به فأتى به النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بع سرّقا ، فانطلق ؛ فساوم به رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثة أيّام ، ثم بدا له فأعتقه. والله أعلم.

والآخر حديث ابن إسحاق ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى الخير ، عن أبى عبد الرحمن الجهنى ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى راكبين فقال : كنديّان أو مذحجيّان ، حتى أتياه فإذا رجلان من مذحج فقال أحدهما : يا رسول الله ، أرأيت من رآك وآمن بك وصدّقك ما ذا له؟ قال : طوبى ، فمسح على يده ثم انصرف ، وفعل الآخر مثل ذلك.

لم يرو عنه غير أهل مصر. وقد روى ابن إسحاق بهذا الإسناد عن

٣٢٧

أبى عبد الرحمن أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إنّا راكبون غدا إلى يهود (١). قال عبد الرحمن وذلك خطأ إنما هو أبو بصرة ، وقد خالف ابن إسحاق فى ذلك ، الليث ، وابن لهيعة ، وهما بذلك أعلم.

ومعاذ بن أنس الجهنى

ولهم عنه شبيه بأربعين حديثا. منها حديث ابن لهيعة ، عن زبّان بن فائد الحمراوىّ ، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهنى ، عن أبيه معاذ ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : من قرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) عشر مرّات حتى يختمها ؛ بنى الله له بيتا فى الجنّة (٢). فقال عمر بن الخطّاب : إذا نستكثر يا رسول الله ، قال : الله أكثر وأطيب.

قال حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث نافع بن يزيد ، قال : حدثنى أبو مرحوم ، عن سهل بن معاذ الجهنى ، عن أبيه ، أن رجلا جاء إلى مجلس فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : السلام عليكم ، فردّ عليه‌السلام ، وقال عشر حسنات. ثم أتى آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فقال : عشرون. ثم أتى آخر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال : ثلاثون ثم أتى آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ، فقال : أربعون. وقال : هكذا تكون الفضائل. قال حدثناه سعيد بن أبى مريم.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «أفضل الفضائل أن تصل من قطعك ، وتعطى من حرمك ، وتصفح عمّن ظلمك (٣)». قال حدثناه أبو الأسود. ومنها حديث الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب وزبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه ـ وكان من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه قال : «اركبوا هذه الدوابّ سالمة وايتدعوها (٤) سالمة ، ولا تتّخذوها كراسى (٥)».

قال الليث : وحدثنى سهل بن معاذ نفسه عن أبيه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بهذا الحديث. قال حدثناه شعيب بن الليث ، وعبد الله بن صالح.

__________________

(١) مسند أحمد والنسائى فى كنز برقم ٢٥٣١٢ عن أبى بصرة. وانظر ابن إسحاق ص ٢٦٣.

(٢) مسند أحمد فى كنز برقم ٢٦٥٧ عن معاذ بن أنس.

(٣) مسند أحمد والطبرانى فى كنز برقم ٢٣٢٧٠ عن معاذ بن أنس.

(٤) وايتدعوها : أى اتركوها ورفهوا عنها إذا لم تحتاجوا إلى ركوبها.

(٥) مسند أحمد وأبو داود فى كنز برقم ٢٤٩٥٧ عن معاذ بن أنس.

٣٢٨

ومنها حديث يحيى بن أيّوب ، وابن لهيعة ، ورشدين بن سعد ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من حرس ليله فى سبيل الله متطوّعا من وراء عورة المسلمين ـ لم يأخذه سلطان ـ لم ير النار بعينيه إلّا تحلّة القسم (١) ، فإن الله تبارك وتعالى قال : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها)(٢) حدثناه محمد ابن المتوكّل ، عن رشدين بن سعد. وأبو الأسود ، عن ابن لهيعة. وأبى عبد الله بن عبد الحكم ، عن ابن وهب ، عن يحيى بن أيّوب.

ومنها حديث يحيى بن أيّوب ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من ثبت فى مصلّاه حين ينصرف من الصبح حتى يسبّح ركعتى الضحى لا يقول إلّا خيرا ؛ غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر». حدثناه سعيد بن عفير.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من كان صائما وعاد مريضا وشهد جنازة ؛ غفر له إلّا أن يحدث من بعد». حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ورشدين بن سعد ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الضاحك فى الصلاة والملتفت والمفقّع أصابعه بمنزلة واحدة (٣)». قال حدثناه سعيد بن أبى مريم ، عن رشدين بن سعد. وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، عن ابن لهيعة.

ومنها حديث سعيد بن أبى أيّوب ، عن أبى مرحوم عبد الرحيم بن ميمون ، عن سهل بن معاذ ورشدين بن سعد ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، «نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب (٤)». حدثناه محمد ابن يحيى ، عن المقرئ. وحجّاج بن رشدين ، عن أبيه.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه

__________________

(١) مسند أحمد والبخارى فى تاريخه فى كنز برقم ١٠٧١٧ عن معاذ بن أنس.

(٢) سورة مريم : ٧٢.

(٣) مسند أحمد فى كنز ٧ / ٤٩٣ عن معاذ بن أنس وفيه «والمفرقع أصابعه»

(٤) مسند أحمد فى كنز برقم ٢١٢٠٨ عن معاذ بن أنس.

٣٢٩

أن معاذ بن جبل سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن أفضل الإيمان؟ فقال : «أن تحبّ لله ، وتبغض لله ، وتعمل لسانك فى ذكر الله. قال وما ذا يا رسول الله؟ قال : أن تحبّ للناس ما تحبّ لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك ، وأن تقول خيرا أو تصمت (١)». حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث سعيد بن أبى ايّوب ، عن أبى مرحوم عبد الرحيم بن ميمون ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي طعّمنى هذا ورزقنيه من غير حول منّى ولا قوّة ؛ غفر له ما تقدّم من ذنبه. ومن لبس ثوبا فقال : الحمد لله الذي كسانى هذا ورزقنيه من غير حول منّى ولا قوّة ؛ غفر له ما تقدّم من ذنبه (٢)». حدثناه محمد بن يحيى ، عن المقرئ.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه قال : «إن لله عبادا لا يكلّمهم الله يوم القيامة ، ولا يزكّيهم ، ولا ينظر إليهم. قالوا : من أولئك يا رسول الله؟ قال : المتبرّىء من والديه رغبة عنهما ، والمتبرّىء من ولده ، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرّأ منهم (٣)». قال : حدثناه أبو الأسود.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : لا تزال (٤) هذه الأمّة على شريعة من الحقّ ما لم تظهر فيهم ثلاث : ما لم يقبض العلم منهم ، ويكثر فيهم ولد الحنث ، ويظهر (٥) فيهم الصقّارون. قالوا : وما الصقّارون يا رسول الله؟ قال : نشء يكونون فى آخر الزمان تحيّتهم بينهم التلاعن (٦).

حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه ، عن

__________________

(١) الطبرانى فى كنز برقم ٦٧ عن معاذ بن جبل.

(٢) الحاكم فى كنز برقم ٤٠٧٤٤ عن معاذ بن أنس.

(٣) مسند أحمد فى كنز برقم ٤٣٩٨٤ عن معاذ بن أنس.

(٤) فى طبعة تورى «لا يزال» والمثبت فى كنز العمال.

(٥) ب «ويكثر».

(٦) مسند أحمد والطبرانى فى كنز برقم ٣٨٥٦٨ عن معاذ بن أنس. والصقارون يروى بالسين كذلك. انظر النهاية «سقر» ، «صقر» وانظر كذلك كنز العمال ج ١٤ ص ٢٤٣.

٣٣٠

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنه قال : «من كظم غيظه وهو يقدر على أن ينتصر ؛ دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيّره فى حلل الإيمان». حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه أمر أصحابه بالغزو ، وأن رجلا تخلّف وقال لأهله : أتخلّف حتى أصلّى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الظهر ثم أسلّم عليه وأودعه ؛ فيدعو لى بدعوة يكون لى سابقة يوم القيامة. فلما صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أقبل الرجل مسلّما عليه ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أتدرى بكم سبقك أصحابك؟ قال : نعم ، سبقونى بغدوتهم اليوم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : والذي نفسى بيده لقد سبقوك بأبعد ممّا بين المشرق والمغرب فى الفضيلة.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من بنى بنيانا فى غير ظلم ولا اعتداء ، أو غرس غرسا فى غير ظلم ولا اعتداء ، كان له أجرا جاريا ما انتفع به أحد من خلق الرّحمن» (١). حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أن رجلا سأله ، فقال : أىّ المجاهدين أعظم أجرا يا رسول الله؟ قال : أكثرهم لله ذكرا. قال : فأىّ الصائمين أعظم؟ قال : أكثرهم لله ذكرا ، ثم ذكر الصلاة ، والزكاة ، والحجّ ، والصدقة (٢) ؛ كل ذلك يقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أكثرهم لله ذكرا. فقال أبو بكر لعمر بن الخطّاب : يا أبا حفص ، ذهب الذاكرون بكلّ خير ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أجل. حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن زبّان بن فائد ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «من تخطّى (٣) رقاب الناس يوم الجمعة اتّخذ جسرا إلى جهنّم» (٤).

قال : حدثناه عبد الملك بن مسلمة.

__________________

(١) مسند أحمد والطبرانى فى كنز برقم ٩٠٧٦ عن معاذ بن أنس.

(٢) مسند أحمد والطبرانى فى كنز برقم ١٨٤٦ عن معاذ بن أنس.

(٣) فى طبعة تورى «تخطّأ» بهذا الضبط. والمثبت فى ك ، والجامع الصغير للسيوطى ج ٢ ص ١٦٨ ، وابن ماجه.

(٤) أخرجه السيوطى فى الجامع الصغير ج ٢ ص ١٦٨ عن أحمد والترمذى عن معاذ بن أنس. وأخرجه ابن ماجه فى كتاب إقامة الصلاة ، باب ما جاء فى النهى عن تخطى رقاب الناس يوم الجمعة برقم ١١١٦ عن معاذ بن أنس.

٣٣١

وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى

ولهم عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قريب من عشرين حديثا. منها حديث الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدىّ ، قال : توفّى رجل ممن قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غريب ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو عند القبر : ما اسمك؟ فقلت : العاص. وقال لابن عمرو : ما اسمك؟ فقال : العاص. وقال للعاص بن العاص : ما اسمك؟ قال : العاص. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : العاص ، أنتم عبد الله انزلوا ، قال : فوارينا صاحبنا ثم خرجنا من القبر وقد بدلت أسماؤنا. قال حدثناه شعيب بن الليث ، وعبد الله ابن صالح ، ويحيى بن عبد الله بن بكير.

ومنها حديث الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، أنه سمع عبد الله ابن الحارث بن جزء الزبيدى ، يقول : أنا أوّل من سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول : «لا يبولنّ أحدكم مستقبل القبلة» (١). وأنا أول من حدّث الناس بذلك.

حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم ، وشعيب بن الليث ، وعبد الله بن صالح. وقد أدخل ابن لهيعة فى هذا الحديث بين ابن أبى حبيب وبين عبد الله بن الحارث ، جبلة بن نافع.

وحدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم ، وعثمان بن صالح ، عن ابن لهيعة ، عن سليمان بن زياد ، أنه سمع عبد الله بن الحارث.

وحدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم ، عن الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن سهل بن ثعلبة ، عن عبد الله بن الحارث بن جزء.

وحدثناه يحيى بن عبد الله بن بكير ، عن عرابىّ بن معاوية ، عن سليمان بن زياد ، عن عبد الله بن الحارث.

ومنها حديث الليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة ونافع بن يزيد ، عن حيوة بن شريح ، عن عقبة بن مسلم ، قال : سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار» (٢).

حدثناه سعيد بن أبى مريم ، عن الليث ، ونافع بن يزيد. ويحيى بن عبد الله بن

__________________

(١) ابن ماجه فى كنز برقم ٢٦٤٢٥.

(٢) مسنز أحمد فى كنز برقم ٢٦٢٥٣ عن عبد الله بن الحارث.

٣٣٢

بكير عن الليث. وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار عن ابن لهيعة. ولم يذكر ابن أبى مريم. وبطون الأقدام.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن سليمان بن زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : أكلنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى المسجد شواء ، ثم أقيمت الصلاة فمسحنا أيدينا بالحصباء ، ثم قمنا فصلّى ولم يتوضّأ.

حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم ، ووهب الله بن راشد ، وأبو الأسود ، وعثمان ابن صالح. وقال بعضهم : أكلنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طعاما قد مسّته النار. ورواه ابن وهب ، عن حيوة بن شريح ، عن عقبة بن مسلم ، عن عبد الله بن الحارث بن جزء نحوه.

حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح ، حدثنا عبد الملك بن أبى كريمة المغربى ، عن عبيد بن ثمامة المرادى ، قال : قدم علينا عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى ـ من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مصر فسمعته يحدّث فى مسجد مصر ، فقيل له ما أعملك إلى مصر وليس فيك مضرب بسيف ولا مطعن برمح ولا مرمّى بسهم؟ قال : جئت أكون فى صفوف المسلمين لعلّ سهم غرب يأتينى فيقتلنى. قيل له : ما تقول فيما مسّت النار؟ قال : وما مسّت النار؟ قيل له : اللحم المطبوخ أو المنضوج ، قال لقد رأيتنى سابع سبعة أو سادس ستّة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى دار رجل ، فمرّ بلال ، فناداه بالصلاة فخرج ، فمرّرنا برجل وبرمته على النار ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أطابت برمتك؟ قال : نعم ، بأبى أنت وأمّى ، فتناول منها بضعة ، فلم يزل يعلكها حتى أحرم بالصلاة وأنا أنظر إليه.

قال ابن قديد : حدثناه أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح عن عبد الملك بن أبى كريمة بإسناده مثله.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل ، عن أبيه عن عبد الله بن الحارث بن جزء ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجم يهوديا ويهوديّة. حدثناه أبو زرعة ، عن حيوة ، وهو يسوق الحديث بطوله.

ومنها حديث نافع بن يزيد وابن لهيعة ، عن عبيد الله بن المغيرة ، عن ابن جزء قال : ما رأيت أحدا أكثر تبسّما من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. حدثناه طلق بن السمح ، عن نافع بن يزيد.

وأبو الأسود ، عن ابن لهيعة.

٣٣٣

ومنها حديث ابن لهيعة عن درّاج أبى السمح ، أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء يقول ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ فى النار لحيّات أمثال أعناق البخت ، تلسع إحداهنّ اللسعة ؛ فيجد حموتها أربعين سنة» (١). قال حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن سليمان بن زياد ، عن عبد الله بن الحارث بن جزء ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لوددت أنّ بينى وبين أهل نجران حجابا. من شدّة ما كانوا يجادلونه صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال حدثناه عبد الملك بن مسلمة ، وأبو الأسود النضر ابن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن سليمان بن زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، أنه مرّ وصاحب له بناس وفتية من قريش قد حلّلوا أزرهم ؛ فهم عراة يتجالدون بها. قال الزبيدىّ : فلما مررنا بهم قالوا : إنّ هؤلاء قسّيسون ، فدعوهم. ثم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج عليهم ، فلما أبصروه تبدّدوا ، فرجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مغضبا. وكنت أنا وراء الحجرة يقول : سبحان الله! لا من الله استحيوا ، ولا من رسوله استتروا. وأمّ أيمن عنده تقول له : استغفر له يا رسول الله ، فقال : غفر الله له. قال حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن عبيد الله بن المغيرة ، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن الحارث بن جزء ، قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يستنجى أحد بعظم أو رمّة. حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

قال عبد الرحمن : وقد زعم بعض المشايخ : أن أبا سلمة هذا الذي روى هذا الحديث ، ليس هو أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، إنما هو أبو سلمة عبد الله ابن رافع. والله أعلم.

وكان عبد الله بن الحارث قد عمى وتوفّى بمصر بعد عبد العزيز بن مروان سنة ستّ وثمانين. لم يرو عنه غير أهل مصر. وروى عنه من أهل المدينة أبو سلمة ابن عبد الرحمن. وكان له أخ من أمّه يقال له السفاح ، قد روى عنه.

قال : حدثنا طلق بن السمح ، حدثا ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة ، عن السفاح ـ أخى الزبيدى لأمّه ـ عن أبى هريرة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول : إن الله أعدّ لعباده

__________________

(١) مسند أحمد والطبرانى فى كنز برقم ٣٩٥٠٣ عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى.

٣٣٤

الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر. قالوا ومن أولئك يا رسول الله؟ قال : الذين لا يكتوون ، ولا يتطيّرون وعلى ربّهم يتوكّلون.

وعلقمة بن رمثة البلوىّ

ولهم عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث واحد ليس لهم عنه غيره. وهو حديث الليث ابن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن سويد بن قيس البلوى ، عن علقمة بن رمثة البلوى ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عمرو بن العاص إلى البحرين ، ثم خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى سريّة وخرجنا معه ، فنعس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم استيقظ فقال : رحم الله عمرا ، فتذاكرنا كلّ إنسان اسمه عمرو. ثم نعس ثانية فاستيقظ فقال : رحم الله عمرا ، ثم نعس ثالثة فاستيقظ فقال : رحم الله عمرا ؛ فقلنا من عمرو يا رسول الله؟ قال : عمرو بن العاص.

قالوا : وما باله؟ قال : ذكرت أنى كنت إذا ندبت الناس للصدقة جاء من الصدقة فأجزل ؛ فأقول له من أين لك هذا يا عمرو ؛ فيقول : هو من عند الله. وصدق عمرو. إن لعمرو عند الله خيرا كثيرا (١). قال حدثناه عبد الله بن صالح ، ويحيى بن بكير ، وأسد بن موسى.

وأبو الرمداء البلوى

ولهم عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث ، وهو ابن وهب ، عن بن لهيعة ، عن عبد الله ابن هبيرة ، عن أبى سليمان مولى لأمّ سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حدثه أن أبا الرمداء حدثه ، أن رجلا منهم شرب فأتوا به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ فضربه. ثم شرب الثانية ، فضربه ، ثم شرب الثالثة فأتوا به إليه ، فما أدرى أفى الثالثة أو الرابعة أمر فحمل على العجل ، أو قال على الفحل. حدثناه محمد بن يحيى الصدفى. ولم يرو عنه غير أهل مصر.

وابن سندر

ولهم عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثان ، وهما ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى الخير مرثد بن عبد الله اليزنى ، عن ابن سندر ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أسلم سالمها الله ، وغفار غفر الله لها. وتجيب أجابت الله ورسوله» (٢). فقلت له : يا أبا الأسود ، أنت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يذكر تجيب؟ قال : نعم. قلت وأحدّث الناس عنك

__________________

(١) ابن عساكر والديلمى فى كنز برقم ٣٧٤٣٥ عن علقمة بن رمثة.

(٢) الطبرانى فى كنز برقم ٣٤٠٣٢ عن عبد الرحمن بن سندر.

٣٣٥

بذلك؟ قال : نعم. حدثناه عبد الملك بن مسلمة ويحيى بن بكير. ولم يذكر ابن مسلمة ـ قلت يا أبا الأسود إلى آخر الحديث.

ويقال ابن سندر فيما ذكر ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن ربيعة بن لقيط التجيبى ، عن عبد الله بن سندر ، عن أبيه ، أنه كان عبدا لزنباع بن سلامة الجذامى فعتب (١) عليه ؛ فخصاه (٢) وجدعه. فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبره ؛ فأغلظ لزنباع القول وأعتقه منه. قال : أوص بى يا رسول الله ، قال : أوصى بك كلّ مسلم (٣).

قال يزيد : وكان سندر كافرا ، والله أعلم. لم يرو عنه غير أهل مصر.

وديلم الجيشانى

ولهم عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث واحد. وهو ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى الخير ، عن ديلم الجيشانى ، أنه قال أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إنّا بأرض باردة شديدة البرد ونصنع بها شرابا من القمح ، أفيحلّ يا نبىّ الله؟

فقال : أليس يسكر؟ قال : بلى. قال : فأنّه حرام. ثم راجعه (٤) الثانية ، فقال مثلها. ثم إنى أعدت عليه فقلت : أرأيت إن أبوا أن يدعوها يا نبىّ الله وقد غلبت عليهم ، قال : من غلبت عليه فاقتلوه. حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم ، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، وهانىء بن المتوكلّ. ليس لهم عنه غيره ، ولم يرو عنه غير أهل مصر.

وأبو ثور الفهمى

ولهم عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث واحد. وهو ابن لهيعة ، عن يزيد بن عمرو المعافرى ، عن أبى ثور الفهمى ، قال : كنّا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما فأتى بثوب من ثياب المعافر ، فقال أبو سفيان لعن الله هذا الثوب ، ولعن من عمله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تلعنهم فإنهم منّى وأنا منهم» (٥). حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار وعثمان بن صالح. ليس لهم عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غيره. لم يرو عنه غير أهل مصر.

__________________

(١) فى كنز «فعنت».

(٢) فى كنز «فحصاه».

(٣) ابن عساكر فى كنز برقم ٤٠٢٣٠.

(٤) ب : «راجعته».

(٥) الطبرانى فى كنز برقم ٣٤٠٢٩ عن أبى ثور الفهمى.

٣٣٦

ولهم عنه حكاية عن نفسه. قال حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثنا عبد الرحمن بن شريح وعبد الملك بن نصير ، حدثنا عمران بن عطيّة ، عن أبى شريح ، أنه سمع يزيد بن عمرو المعافرى ، يحدّث عن أبى ثور الفهمى ، أنه قال : من غلّ إبلا طوّق حملها كما طوّق أخفافها. لم يرو عنه غير أهل مصر.

وعتبة بن الندر

ولهم عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث واحد ؛ وهو ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد ، عن علىّ بن رباح ، عن عتبة بن الندر ـ وكان من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال قيل : يا رسول الله ، أىّ الأجلين قضى موسى عليه‌السلام؟ قال : أوفاهما وأبرّهما. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن موسى عليه‌السلام لمّا أراد فراق شعيب عليه‌السلام ، أمر امرأته أن تسأل أباها من غنمه ما يتعيّشون به ؛ فأعطاها ما تنتج من قالب لون ، فلما وردت الحوض وقف موسى عليه‌السلام بإزاء الحوض ، فلم تصدر منها شاة إلا ضرب جنبها بعصاه ، فوضعت قالب ألوان كلّهنّ ووضعت اثنتين وثلاثة ليس فيهم (١) فشوش (٢) ولا ضبوب ولا ثغول (٣) ولا كمشة تفوت الكفّ. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن افتتحتم الشأم وجدتم بقايا منها وهى السامرية.

حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، ويحيى بن عبد الله بن بكير. ولم يذكر أبو الأسود. تفوت الكفّ. لم يرو عنه غير أهل مصر ، وشركهم فى الرواية عنه من أهل الشأم ، خالد بن معدان.

وعبد الرحمن بن عديس البلوى

ولهم عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث واحد ؛ وهو ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن ابن شماسة ، أن رجلا حدثه عن عبد الرحمن بن عديس ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : تخرج أناس يمرقون من الدّين كما يمرق السهم من الرميّة ، يقتلهم الله فى جبل لبنان والجليل أو الجليل وجبل لبنان (٤).

__________________

(١) ب «منهن».

(٢) الفشوش : هى التى ينفش لبنها من غير حلب : أى يجرى ، وذلك لسعة الإحليل (النهاية : فشش).

(٣) الثعول : الشاة التى لها زيادة حلمة وهو عيب. والضبوب : الضيقة مخرج اللبن (النهاية).

(٤) هذا الحديث سبق برواية عبد الرحمن بن عديس كذلك ص ١٣٤ من هذا الكتاب وانظر تعليقنا عليه هناك

٣٣٧

حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار. ورواه ابن أبى مريم ، عن ابن لهيعة ، عن عيّاش بن عبّاس ، عن أبى الحصين الحجرى ، عن ابن عديس. لم يرو عنه غير أهل مصر.

وتوفّى بالشأم سنة ستّ وثلاثين.

وأبو زمعة البلوى

ولهم عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث واحد ، وهو ابن لهيعة ، عن عبيد الله بن المغيرة ، عن أبى فراس ، سمع أبا زمعة يقول ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قتل رجل تسعة وتسعين ؛ فأتى راهبا فقال : إنى قتلت تسعة وتسعين ، فهل لى من توبة؟ ثم ذكر الحديث فيما ذكر عثمان بن صالح.

ولهم عنه حكاية سوى هذا ؛ وهو حديث ابن لهيعة ، عن عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل ، أن أبا زمعة البلوىّ ـ وكان من اصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال حين حضرته الوفاة بإفريقية أمرهم إذا دفنوه أن يسوّوا قبره بالأرض. حدثناه أبو الأسود. لم يرو عنه غير أهل مصر.

وأبو موسى الغافقى مالك بن عبادة

ويقال مالك بن عبد الله.

ولهم عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثان ؛ أحدهما ابن لهيعة ، عن عبد الله بن سليمان ، عن ثعلبة أبى الكنود ، عن مالك بن عبد الله الغافقىّ ، قال : أكل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما طعاما ثم قال : استر علىّ حتى أغتسل ، فقلت : أكنت جنبا يا رسول الله؟ قال : نعم ، فأخبرت بذلك عمر بن الخطّاب فجرّنى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن هذا يزعم أنك أكلت وأنت جنب ، فقال : نعم ، إذا توضّأت أكلت وشربت ولا أصلّى ولا أقرأ حتى أغتسل.

قال حدثناه سعيد بن عفير ، وأسد بن موسى ، وعثمان بن صالح يزيد بعضهم على بعض الحرف ونحوه.

والآخر حديث ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن يحيى بن ميمون الحضرمىّ ، أنه حدثه عن وداعة الحمدى ، أنه حدثه أنه كان بجنب مالك بن عبادة أبى موسى الغافقى ، وعقبة بن عامر يقصّ قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال مالك إنّ صاحبكم هذا عاقل

٣٣٨

أو هالك ، إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد إلينا فى حجّة الوداع فقال : عليكم بالقرآن فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عنّى ، فمن عقل شيئا فليحدّث به ، ومن افترى علىّ فليتبوّأ بيتا أو مقعدا من جهنّم (١) ، لا أدرى أيّتهما قال.

حدثناه محمد بن يحيى الصدفى. وكان خادما للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. لم يرو عنه غير أهل مصر. وليس لأهل مصر عنه عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم غير هذين الحديثين ، ولهم عنه شىء من رأيه فى الفتن.

وجنادة بن أبى أميّة الأزدى

ولهم عنه أحاديث ؛ منها عمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى الخير ، عن جنادة بن أبى أميّة ، أن رجالا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال بعضهم : إنّ الهجرة قد انقطعت ، فاختلفوا فى ذلك ؛ فانطلقنا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ فقلنا : يا نبىّ الله ، إنّ ناسا يقولون : إن الهجرة قد انقطعت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تنقطع الهجرة ما كان الجهاد (٢). هكذا ذكر عن ابن وهب.

وحدثناه شعيب بن الليث وعبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى الخير ، أن جنادة بن أبى أميّة حدثه أن رجلا حدثه ، أن رجالا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ثم ذكر الحديث.

حدثناه أبو الأسود ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى الخير ، عن جنادة بن أبى أميّة ، حدثه أنه سمع رجلا من الأنصار يحدّثه ، قال : تذاكرنا الهجرة فقال بعضنا : انقطعت. وقال بعضنا : لم تنقطع ، فأرسلنا رجلا منا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم ذكر الحديث.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، أن أبا الخير أخبره ، أن حذيفة البارقىّ حدثه ، أن جنادة بن أبى أميّة أخبره أنهم دخلوا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمانية نفر ، فقرّب إليهم طعاما فى يوم جمعة ، فقال : كلوا. فقالوا : إنّا صيام ، فقال : أصمتم أمس؟ قالوا : لا ، قال : أفصائمون أنتم غدا؟ قالوا : لا ، قال فأفطروا.

__________________

(١) الطبرانى فى كنز برقم ٢٩٢٢٩ ، وأبو نعيم كذلك برقم ٢٩٢١٩ عن أبى موسى الغافقى.

(٢) أخرجه صاحب الكنز بهذا المعنى عن أبى نعيم برقم ٤٦٢٩٨.

٣٣٩

حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث خنيس بن عامر المعافرى ، عن أبى قبيل ، عن جنادة بن أبى أميّة ، قال : دخل قوم على معاذ بن جبل فى مرضه فقالوا له : حدّثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم تنسه ولم يشبّه عليك ، فقال : أجلسونى ، فأخذ بعض القوم بيده وقعد بعض القوم وراءه ، فقال : لأحدّثنّكم حديثا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم أنسه ولم يشبّه علىّ ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من نبىّ إلّا وقد حذّر أمّته الدجّال ، وأنا أحذّركم أمر الدجّال ؛ إنه أعور ، وإن الله ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه كافر ، يقرأه الكتّاب وغير الكتّاب ، معه جنّة ونار ؛ فناره جنّة ؛ وجنّته نار» (١). قال : حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم.

وسفيان بن وهب الخولانى

ولهم عنه أحاديث. منها حديث ابن وهب ، عن عبد الرحمن بن شريح ، قال : سمعت سعيد بن أبى شمر السبائى يقول : سمعت سفيان بن وهب الخولانى ، يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول : «لا تأتى المائة وعلى ظهرها أحد باق» (٢). فحدّثت بها ابن حجيرة فقام فدخل على عبد العزيز بن مروان ، قال : فحمل سفيان وهو شيخ كبير ، فسأله عبد العزيز عن الحديث ، فحدثه. فقال عبد العزيز : فلعلّه يعنى لا يبقى أحد ممّن كان معه إلى رأس المائة؟ فقال سفيان : هكذا سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : حدثناه عمرو ابن سوّاد.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن ابن أبى عشانة ، أن سفيان بن وهب الخولانى ، حدثه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه قال : «روحة أو غدوة فى سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ، وإنّ المؤمن على المؤمن ؛ عرضه وماله ونفسه حرام كما حرّم الله هذا اليوم» (٣).

حدثناه أبو الأسود. وربّما أدخل فيه بعض الناس أن رجلا حدثه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ولم يرو عنه غير أهل مصر.

__________________

(١) الطبرانى فى كنز برقم ٣٨٨١٣ عن معاذ.

(٢) أخرجه صاحب الكنز برقم ٣٨٣٥٥ عن الطبرانى وابن عساكر ، عن سفيان بن وهب الخولانى.

(٣) مسند أحمد والبيهقى فى شعب الإيمان فى كنز ج ٤ ص ٣١٨ عن سفيان بن وهب الخولانى.

٣٤٠