فتوح مصر والمغرب

ابن عبد الحكم

فتوح مصر والمغرب

المؤلف:

ابن عبد الحكم


المحقق: الدكتور علي محمّد عمر
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٧

ولهم عن عبادة حديث قد شركهم الناس فيه ؛ وهو حديث الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى الخير ، عن الصنابحىّ ، عن عبادة بن الصامت أنه قال : إنى من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : بايعناه على ألا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ، ولا نزنى ، ولا نقتل النفس التى حرّم الله ، ولا ننتهب ولا نقضى (١) بالجنّة إن فعلنا أو (٢) غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله. حدثناه عبد الله بن صالح.

(٣) قال : حدثنا عبد الملك بن هشام ، قال : حدثنا زياد بن عبد الله البكّائى ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثنى يزيد بن أبى حبيب ، عن مرثد بن عبد الله اليزنى ، عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحى ، عن عبادة بن الصامت ، قال : كنت فيمن حضر العقبة الأولى ، وكنّا اثنى عشر رجلا ؛ فبايعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على بيعة النساء ـ وذلك قبل أن تفرض الحرب ـ على ألا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزنى ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتى ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه (٤) فى معروف ؛ فإن وفيتم فلكم الجنّة ، وان غشيتم من ذلك شيئا فأمركم إلى الله ، إن شاء عذّب ، وإن شاء غفر (٣).

قال عبد الرحمن : ورواه ابن شهاب الزهرى ، عن عائذ الله بن عبد الله أبى إدريس الخولانى ، عن عبادة بن الصامت. حدثناه عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، عن عقيل بن خالد. وعبد الملك بن هشام ، عن زياد بن عبد الله ، عن محمد بن إسحاق.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، أن علىّ بن رباح حدثه ، قال : حدثنى من سمع عبادة بن الصامت ، يقول : كنّا فى المسجد نتقرّأ ، معنا أبو بكر ونحن أمّيّون يقرأ بعضنا على بعض ، فخرج عبد الله بن أبىّ بن سلول تتبعه نمرقة وزربيّة وضعتا له ؛ فاتّكأ ؛ فقال : يا أبا بكر ، ألا تقول لمحمد يأتينا بآية كما أرسل الأوّلون؟ جاء صالح بالناقة ، وجاء موسى بالألواح ، وجاء داود بالزبور ، وجاء عيسى بالمائدة ، وعبد الله ابن أبىّ رجل فصيح صبيح ، فبكى أبو بكر فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ فقال أبو بكر : قوموا بنا نستغيث بنبىّ الله من هذا المنافق ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنه لا يقام لى إنما يقام

__________________

(١) ك «ونعصى».

(٢) ب ، ك «وإن».

(٣ ـ ٣) ابن هشام ق ١ ص ٤٣٣.

(٤) ب «ولا نعصى».

٣٠١

لله» (١) إنّ جبريل أتانى فقال : اخرج حدّث بنعمة الله التى أنعم عليك ، وبفضيلته (٢) التى فضّلك بها ، فبشّرنى بعشر لم يؤتها نبىّ قبلى : إن الله بعثنى إلى الناس جميعا ، وأمرنى أن أنذر الجنّ ، وإن الله لقّانى كلامه وأنا أمّىّ ، قد أوتى داود الزبور وموسى الألواح وعيسى الإنجيل وأنه غفر لى ذنبى ما تقدّم منه وما تأخّر ، وإن الله أعطانى الكوثر ، وإن الله أمدّنى بالملائكة ، وآتانى النصر ، وجعل بين يدىّ الرعب ، وجعل حوضى أعظم الحياض ، ورفع ذكرى فى التأذين (٣) ، ويبعثنى (٤) يوم القيامة مقاما محمودا والناس مهطعين مقنعى رءوسهم ، ويبعثنى يوم القيامة فى أوّل زمرة (٥) ؛ فأدخل الجنّة فى سبعين ألفا من أمّتى لا يحاسبون ، ورفعنى يوم القيامة فى أقصى غرفة فى جنّات النعيم ، ليس فوقى إلّا الملائكة الذين يحملون العرش ، وآتانى السلطان والملك ، وطيّب لى الغنيمة ولأمّتى ؛ ولم تكن (٦) لأحد قبلنا.

وتوفّى بالرملة سنة أربع وثلاثين. يكنّى أبا الوليد.

وقيس بن سعد بن عبادة

ولهم عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث. منها ابن لهيعة وحيوة بن شريح ، عن عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل ، عن عبد الرحمن بن أبى أميّة ، عن قيس بن سعد ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول : «صاحب الدابّة أولى بصدرها» (٧). حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

وقد شركهم فى رواية هذا الحديث أهل الكوفة.

حدثناه أبو زرعة عن حيوة مثله سواء.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن عمرو بن الوليد بن عبدة ،

__________________

(١) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٥٤٧٧ عن أحمد.

(٢) ب ، ج «وتفضيله» وفى د «وبفضيلتك».

(٣) ب «النادين».

(٤) ب «وبعثنى».

(٥) ج : «مرة».

(٦) ب «يكن».

(٧) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٤٩٦٤ عن الطبرانى وأحمد.

٣٠٢

عن قيس بن سعد ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج إليهم ذات يوم وهم فى المسجد ؛ فقال : إن ربّى حرّم علىّ الخمر والميسر والكوبة والقنّين ، وكلّ مسكر حرام. حدثناه أبى عبد الله ابن عبد الحكم. وربّما أدخل فيما بين عمرو بن الوليد وبين قيس أنه بلغه.

حدثنا سعيد بن عفير ، حدثنا يحيى بن أيّوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن بكر بن سوادة ، عن قيس بن سعد ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله حرم الخمر والكوبة والقنّين ، وإيّاكم والغبيراء ؛ فإنها ثلث خمر العالم» (١).

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة ، أنه سمع شيخا يحدّث أبا تميم الجيشانى ، أنه سمع قيس بن سعد على المنبر يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول : «من كذب علىّ كذبة متعمّدا فليتبوّأ بيتا من النار ، ألا ومن شرب الخمر أتى عطشانا يوم القيامة ، وكلّ مسكر حرام» (٢). وسمعت عبد الله بن عمرو يقول مثل ذلك ولم يختلفا إلّا فى بيت أو مضجع. حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم ، وطلق بن السمح.

وكان قيس بن سعد قد ولى مصر ؛ ولّاه عليها علىّ بن أبى طالب فى سنة سبع وثلاثين ، وعزله (٣) فى سنة ثمان وثلاثين.

وجابر بن عبد الله الأنصارى

ولهم عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث. منها حديث بكر بن سوادة وجعفر ابن ربيعة ، عن أبى حمزة الخولانى ، أنه سمع جابر بن عبد الله ، يقول : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثا وأنا فيهم ، وأمّر عليهم قيس بن سعد بن عبادة ، فجهدوا ؛ فنحر لهم قيس تسع ركائب ، ومرّوا بالبحر ؛ فوجدوه قد ألقى دابّة حوتا عظيما ؛ فمكثوا عليه ثلاثة أيّام يأكلون منه ويقدّدون ويغترفون شحمه فى قربهم ، فلما قدموا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكروا له شأن قيس فقال : «إنّ الجود من شيمة أهل ذلك البيت» (٤) وذكروا الحوت ، فقال : لو نعلم أنّا نبلغه ولم يرح لأحببت إن لو كان عندنا منه.

حدثناه شعيب بن يحيى ، عن يحيى بن أيّوب ، عن جعفر بن ربيعة.

__________________

(١) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٣٢٠٨ عن الطبرانى والبيهقى.

(٢) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٩٢٣٢ عن الطبرانى فى الأوسط. وبرقم ١٣٢٣٣ عن أحمد.

(٣) ب «وتوفى».

(٤) أخرجه صاحب الكنز برقم ٣٧٤٧٧.

٣٠٣

وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، عن ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة. يزيد أحدهما الحرف ونحوه.

ومنها حديث بكر بن مضر والليث بن سعد ، عن أبى زرعة عمرو بن جابر الحضرمى ، عن جابر بن عبد الله ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : من صام رمضان وأتبعه ستا من شوّال ؛ فكأنما صام الدهر أو فذلك صيام الدهر.

حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم وعبد الغفّار بن داود ، عن بكر بن مضر. قال : وحدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، عن ابن لهيعة وعثمان بن صالح ، عن الليث ابن سعد.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن أبى زرعة عمرو بن جابر ، عن جابر بن عبد الله صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه سمعه يقول : الفارّ من الطاعون كالفارّ من الزحف. حدثناه عثمان ابن صالح.

ومما يبيّن قدوم جابر بن عبد الله مصر ، ما حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا سعيد ابن عبد العزيز التنوخى ، قال : قدم جابر بن عبد الله على مسلمة بن مخلّد وهو أمير على مصر ، فقال له : أرسل إلى عقبة بن عامر الجهنى حتى أسأله عن حديث سمعه (١) من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ فأرسل إليه ؛ فقال : إنى سمعت. ويقال الذي قدم من المدينة على عقبة ابن عامر إنما هو السائب بن خلّاد الأنصارى ، فيما ذكر يحيى بن حسّان ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، قال : إن السائب بن خلّاد الأنصارى قدم على عقبة بن عامر الجهنى ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يذكر فى الستر (٢) شيئا؟ فقال عقبة : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول : من ستر مسلما ستره الله» (٣) قال أنت سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم. قال فراح ولم يقدم من المدينة إلّا لذلك. والله أعلم.

قال : وحدثنا عبد الله بن صالح ، حدثنا يحيى بن أيّوب عن عيّاش بن عبّاس ، عن واهب بن عبد الله المعافرى ، قال : قدم رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الأنصار على مسلمة بن مخلّد ، فألفاه نائما ، فقال : أيقظوه ، فقالوا : بل تنزل حتى يستيقظ ، قال : لست

__________________

(١) أ ، ج «سمعته».

(٢) ج «السنن».

(٣) أخرجه صاحب الكنز برقم ٦٣٩٣ عن أبى نعيم.

٣٠٤

فاعلا ، فأيقظوا مسلمة فخرج ، فقال : انزل ، قال : لا ، حتى ترسل إلى عقبة ، قال فأرسل إليه ؛ فأتاه فقال : هل سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من وجد مسلما على عورة فستره فكأنما أحيا موءودة من قبرها؟» (١) فقال عقبة : أنا أبو حمّاد ، قد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ذلك ، ولم يسمّ يحيى بن أيّوب الرجل. والله أعلم.

وسهل بن سعد الساعدىّ

ولهم عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث كلها أغربوا بها. منها حديث ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن سهل بن سعد ، أن رجلا كان اسمه أسود فسمّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبيض. حدثناه سعيد بن تليد ، عن ابن وهب ، عن ابن لهيعة.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن أبى زرعة عمرو بن جابر ، قال : سمعت سهل ابن سعد الساعدى يقول ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تسبّوا تبّعا فإنه قد أسلم» (٢) حدثناه أبو الأسود وعثمان بن صالح ، عن ابن لهيعة.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن جميل الحذّاء ، عن سهل بن سعد ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول : «اللهمّ لا يدركنى زمان ولا أدركه لا يتّبع فيه العليم ، ولا يستحيا فيه من الحليم ، قلوبهم قلوب الأعاجم ، وألسنتهم ألسنة العرب» (٣). حدثناه عثمان ابن صالح.

ومنها حديث بكر بن مضر ، عن عيّاش بن عقبة ، أن يحيى بن ميمون حدثه ، قال : كنت فى المسجد فمرّ بى سهل بن سعد الأنصارى ؛ فسلّم ثم وقف فقال : أحدّثك بشىء سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ ثم التفتّ إلى انسان كان بجنبى ، فقلت له : ليس بينى وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غير هذا ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من كان فى المسجد ينتظر الصلاة فهو فى صلاة» (٤).

حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم. وحدثنا أبو الأسود ، عن ابن لهيعة ، عن يحيى

__________________

(١) أخرجه صاحب الكنز برقم ٦٣٩٥ عن الطبرانى.

(٢) مسند أحمد فى كنز العمال ج ١٢ ص ٨٠.

(٣) أخرجه صاحب الكنز برقم ٣٦٨٦ عن أحمد والحاكم.

(٤) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٠٢٢٨ عن النسائى وابن حبان.

٣٠٥

ابن ميمون الحضرمى ، قال : سمعت سهل بن سعد يقول ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يزال أحدكم فى صلاة ما دام فى المسجد ينتظر الصلاة» (١).

ومسلمة بن مخلّد الانصارى

(٢) ولهم عنه حديث واحد ليس لهم عنه غيره. وهو حديث موسى بن علىّ ، عن أبيه ، أنه سمعه يقول وهو على المنبر : توفّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا ابن عشر سنين. لم يرو عنه غير أهل مصر. وأهل البصرة لهم عنه حديث واحد ، وهو حديث أبى هلال الراسبى ، حدثنا جبلة بن عطيّة ، عن مسلمة بن مخلّد ، أنه رأى معاوية يأكل ، فقال لعمرو ابن العاص : إنّ ابن عمّك لمخضد ، ثم قال : أما إنى أقول هذا وقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اللهمّ علّمه الكتاب ومكّن له فى البلاد وقه العذاب» (٣) وربما أدخل بعض المحدّثين بين جبلة بن عطّية وبين مسلمة رجلا» (٤).

وقد ولى مسلمة مصر ، وهو أوّل من جمعت له مصر والمغرب ، وتوفّى سنة اثنتين وستين. يكنّى أبا سعيد.

وفضالة بن عبيد الأنصارى

ولهم عنه شبيه بعشرين حديثا. منها حديث ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن عطاء ابن دينار ، عن أبى يزيد الخولانى ، عن فضالة بن عبيد ، أنه سمع عمر بن الخطّاب يقول : إنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول : «الشهداء أربعة : رجل مؤمن جيّد الإيمان لقى العدوّ فصدق الله حتى قتل ، فذاك الذي يرفع إليه الناس يوم القيامة أعينهم هكذا ورفع رأسه حتى وقعت قلنسيته. فما أدرى أقلنسية عمر أم قلنسية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ورجل مؤمن جيّد الإيمان لقى العدوّ كأنما يضرب جلده بشوك الطلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله ؛ فهو فى الدرجة الثانية. ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيّئا ، لقى العدوّ فصدق الله حتى قتل ؛ فذلك فى الدرجة الثالثة. ورجل مؤمن أسرف على نفسه فلقى العدوّ فصدق الله حتى قتل ؛ فذلك فى الدرجة الرابعة» (٤). حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم.

__________________

(١) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٢٨١٩ عن ابن المبارك.

(٢ ـ ٢) قارن بابن تغرى بردى : النجوم الزاهرة ج ١ ص ١٣٤.

(٣) أخرجه صاحب الكنز برقم ٣٣٦٥٧ عن ابن سعد والطبرانى وابن عساكر.

(٤) أخرجه صاحب الكنز برقم ١١١٠٥ عن أحمد والترمذى.

٣٠٦

ومنها حديث ابن لهيعة ، قال : حدثنى أبو هانىء الخولانى ، عن أبى علىّ الجنبىّ ، عن فضالة بن عبيد ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «يسلّم الراكب على الماشى ، والماشى على القاعد ، والقليل على الكثير» (١) حدثناه أسد بن موسى.

ومنها حديث الليث بن سعد ، عن أبى هانئ الخولانى ، عن عمرو بن مالك الجنبى ، عن فضالة بن عبيد ، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فى حجّة الوداع : «ألا أخبركم بالمؤمن؟ من آمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، والمجاهد من جاهد نفسه فى طاعة الله ، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب» (٢) حدثناه أبو صالح.

ومنها حديث الليث بن سعد ، قال : حدثنى أبو شجاع سعيد بن يزيد الحميرى ، عن خالد بن أبى عمران ، عن حنش الصنعانى ، عن فضالة بن عبيد ، قال : اشتريت يوم خيبر قلادة فيها خرز وذهب باثنى عشر دينارا ، ففصّلتها ؛ فإذا الذهب أكثر من اثنى عشر دينارا ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : لا تباع حتى تفصّل. حدثناه أسد بن موسى وعبد الله بن صالح.

قال حدثنا المقرئ ، قال حدثنا حيوة بن شريح ، قال أخبرنى أبو هانىء حميد بن هانىء ، عن علىّ بن رباح ، عن فضالة بن عبيد ، قال : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقلادة فيها ذهب وخرز تباع وهى من المغانم ، فأمر بالذهب الذي فى القلادة فنزع وحده ، ثم قال : «الذهب بالذهب وزنا بوزن» (٣).

ومنها حديث حيوة بن شريح ، قال : حدثنى أبو هانىء الخولانى ، أن عمرو بن مالك حدثه ، أنه سمع فضالة بن عبيد يقول ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «طوبى لمن هدى إلى الإسلام ، وكان عيشه كفافا وقنع» (٤) حدثناه أسد بن موسى ، عن عبد الله ابن المبارك.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن أبى هانىء الخولانى ، عن عمرو بن مالك الجنبىّ ،

__________________

(١) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٥٣٠٥ عن أحمد والبخارى ومسلم وأبى داود والترمذى.

(٢) أخرجه صاحب الكنز برقم ٧٤٩ عن ابن حبان والطبرانى والحاكم عن فضالة بن عبيد.

(٣) أخرجه صاحب الكنز برقم ٩٧٩٧ عن أحمد ومسلم والنسائى.

(٤) أخرجه صاحب الكنز برقم ٧١٠١ عن الترمذى والحاكم وابن حبان.

٣٠٧

عن فضالة بن عبيد ، أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول : «أنا الزعيم لمن آمن بى وأسلم ببيت فى ربض الجنّة ، وأنا الزعيم لمن آمن بى وأسلم وهاجر ببيت فى ربض الجنة وببيت فى وسط الجنة. وأنا الزعيم لمن آمن بى وأسلم وهاجر وجاهد فى سبيل الله ببيت فى ربض الجنّة ، وبيت فى وسط الجنّة ، وبيت فى أعلى الجنّة ، وبيت فى أعلى الجنّة ، ولم يدع للخير مطلّبا ، ولا من الشرّ مهربا ، يموت حيث شاء أن يموت» (١) حدثناه أسد بن موسى.

ومنها حديث حيوة بن شريح ، أخبرنى أبو هانىء الخولانى ، أن عمرو بن مالك الجنبىّ ، أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد ، يحدث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه قال : «من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة» (٢) حدثناه المقرئ عن حيوة بن شريح.

وأسد بن موسى ، عن ابن المبارك عن حيوة.

ومنها حديث حيوة ، عن أبى هانىء ، أن عمرو بن مالك أخبره أنه سمع فضالة ابن عبيد يقول ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «المجاهد من جاهد نفسه» (٣) حدثناه أسد ابن موسى ، عن عبد الله بن المبارك.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، قال : أخبرنى أبو مرزوق التجيبى ، عن حنش بن عبد الله ، عن فضالة بن عبيد ، قال : دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشراب فقال له بعضنا : ألم تكن صائما يا رسول الله؟ قال : بلى ، ولكنّى قئت. حدثناه أسد بن موسى ، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، وعثمان بن صالح.

ومنها حديث سعيد بن أبى أيّوب وابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى على الهمدانى ، أنه قال : رأيت فضالة بن عبيد أمر بقبور المسلمين بأرض الروم فسوّيت بالأرض. قال ابن لهيعة فى حديثه وقال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «سوّوا قبوركم بالأرض» (٤). حدثناه المقرئ عن سعيد بن أبى ايّوب. قال وحدثناه أسد بن موسى ، عن ابن لهيعة.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن أبى هانىء ، عن أبى علىّ الجنبىّ ، عن فضالة

__________________

(١) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٧٤ عن ابن حبان والحاكم عن فضالة بن عبيد.

(٢) أخرجه صاحب الكنز برقم ١٠٧٢٧ عن الطبرانى عن فضالة بن عبيد.

(٣) أخرجه صاحب الكنز برقم ١١٢٦١ عن ابن حبان عن فضالة بن عبيد.

(٤) أخرجه صاحب الكنز برقم ٤٢٣٨٧ عن الطبرانى عن فضالة بن عبيد.

٣٠٨

ابن عبيد ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «ثلاثة لا تسأل (١) عنهم : رجل فارق الجماعة أو عصى إمامه فمات عاصيا فلا تسأل عنه ، وأمة أو عبد أبق من سيّده فمات فلا تسأل عنه ، وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مئونة الدنيا فتبرّجت بعده فلا تسأل عنها» (٢). «وثلاثة لا تسأل عنهم : رجل ينازع (٣) الله رداءه [ورجل ينازع الله إزاره] قال ورداؤه الكبرياء وإزاره العزّة ، ورجل فى شكّ من [أمر] الله» (٤).

روى عنه من أهل المدينة سعيد بن المسيّب. ومن أهل الشأم ابن محيريز ، وليس لغيرهم من أهل البلدان عنه شىء. وتوفّى سنة ثلاث وخمسين. يكنى بأبى محمد ، وكان معاوية استقضاه.

ورويفع بن ثابت الأنصارى

ولهم عنه أحاديث أقلّ من العشرة. منها حديث نافع بن يزيد ، قال : حدثنى ربيعة ابن سليم مولى عبد الرحمن بن حسّان التجيبى ، أنه سمع حنش الصنعانى يحدث ، أنه سمع رويفع بن ثابت فى غزوة إياس قبل المغرب ، يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال فى غزوة خيبر : «إنه بلغنى أنكم تتبايعون المثقال بالنصف أو الثلثين ، وأنه لا يصلح إلا المثقال بالمثقال والوزن بالوزن» (٥) وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يركب دابّة من المغانم ؛ حتى إذا أنقضها ردّها فى المغانم ، ولا ثوبا يلبسه ؛ حتى إذا أخلق (٦) ردّه فى المغانم». وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه ولد غيره» (٧) حدثناه سعيد بن أبى مريم.

ومنها حديث عبد الله بن عيّاش القتبانى ، عن أبيه ، عن شييم بن بيتان ، عن شيبان

__________________

(١) ب «يسأل».

(٢) أخرجه صاحب الكنز برقم ٤٣٧٩٩ عن البخارى فى كتاب الأدب ، وأبى يعلى فى مسنده ، والطبرانى والحاكم والبيهقى فى شعب الإيمان.

(٣) ج «نازع».

(٤) أخرجه صاحب الكنز برقم ٤٣٨٠٠ عن البخارى فى الأدب والطبرانى عن فضالة بن عبيد وما بين المعقوفتين مكمل منه.

(٥) أخرجه صاحب الكنز برقم ٩٨٢٨ عن الطبرانى عن رويفع بن ثابت.

(٦) ب ، ج «خلق».

(٧) أخرجه صاحب الكنز برقم ٩٨٢٨ عن الطبرانى عن رويفع بن ثابت.

٣٠٩

ابن أميّة ، عن رويفع بن ثابت ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من ردّته الطيرة عن شىء فقد قارف الشرك» (١). حدثناه إدريس بن يحيى الخولانى.

ومنها حديث ابن عيّاش ، عن أبيه ، عن شييم بن بيتان ، عن شيبان بن أميّة ، عن رويفع بن ثابت ، قال : كنت فى مجلس (٢) فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال وكنت من أحدثهم سنا ، فنظر إلىّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : رويفع ، لعلّه سيطول بك العمر ؛ فأخبر الناس أنه من استنجى بروث دابّة (٣) ، أو بعظم ، أو تعلّق (٤) وترا يريد تميمة ، أو عقد لحيته فى الصلاة ، فقد برئت منه ذمّة محمد. حدثناه إدريس بن يحيى.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن زياد بن نعيم ، عن وفاء بن شريح الحضرمى ، عن رويفع بن ثابت ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه قال : «من صلّى على محمد وقال : اللهمّ أعطه المقعد المقرّب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتى» (٥).

حدثناه سعيد بن أبى مريم ، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، وأسد بن موسى.

وقال بعضهم : «وأنزله المقعد المقرّب».

ومنها حديث المفضّل بن فضالة ، عن عيّاش بن عبّاس القتبانى ، عن شييم ابن بيتان ، أنه سمع شيبان بن أميّة القتبانى ، عن رويفع بن ثابت ، قال : كان أحدنا فى زمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأخذ نضو أخيه على أن يعطيه النصف مما يغنم ، حتى أن أحدنا ليطير له النصل والريش (٦) وللآخر القدح.

وقال رويفع قال لى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا رويفع ، لعلّ الحياة ستطول بك بعدى ، فأخبر الناس أنه من عقد لحيته ، أو تقلّد وترا ، أو استنجى برجيع دابّة أو بعظم ؛ فإن محمدا منه برىء» (٧).

وأخبرنى عيّاش بن عباس ، عن شييم بن بيتان ، عن أبى سالم الجيشانى ، عن عبد الله بن عمرو ، أنه سمعه يذكر هذا الحديث وهو مرابط حصن باب اليون.

__________________

(١) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٨٥٦٦ عن أحمد والطبرانى.

(٢) ب «مسجد».

(٣) ج : «دابته».

(٤) ج : «علق».

(٥) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢١٨٨ عن أحمد وابن قانع عن رويفع بن ثابت.

(٦) ج : «بالريش».

(٧) أخرجه صاحب الكنز برقم ٤٣٨٤٧ عن أحمد وأبى داود والنسائى عن رويفع بن ثابت.

٣١٠

حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار. قال عبد الرحمن : كان أبو الأسود يقولها بالميم ، ويقول : إنّما سمّى كذا ؛ لأنهم كانوا يقولون : من يقاتل (١) اليوم.

وأبو هريرة

ولهم عنه شبيه بعشرين حديثا. مها حديث ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، أن ثابت بن الحارث أخبره أنه سمع أبا هريرة يخبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه قال : «الإيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية ، أتاكم أهل اليمن ؛ أرقّ أفئدة ، وألين قلوبا. والكفر قبل المشرق ، والفخّر والخيلاء فى أهل الخيل والفدّادين أهل الوبر ، والسكينة فى أهل الغنم» (٢) حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث موسى بن علىّ ، عن أبيه ، عن عبد العزيز بن مروان ، عن أبى هريرة ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «شر (٣) ما فى رجل شحّ هالع ، وجبن خالع» (٤). حدثناه المقرئ ، وعبد الله بن صالح.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن لهيعة بن عقبة ، عن أبى الورد ، عن أبى هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول : «إيّاكم والخيل المنفّلة ؛ فإنها إن تلق تفرر (٥) وإن تغنم تغللّ» (٦) حدثناه أحمد بن عمر بن السرح ، عن ابن وهب.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن درّاج أبى السمح ، عن ابن حجيرة ، عن أبى هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه قال : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ)(٧) قال : هم الذين (يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ)(٨). حدثناه أبو الأسود النضر ابن عبد الجبّار ، ويحيى بن عبد الله بن بكير.

__________________

(١) ب : «يقال».

(٢) أخرجه صاحب لكنز برقم ٣٣٩٣٩ عن البخارى ومسلم عن أبى هريرة.

(٣) ب : «أشر».

(٤) أخرجه صاحب الكنز برقم ٧٣٨١ عن البخارى فى التاريخ وأبى داود ، كليهما عن أبى هريرة.

(٥) ج : «تقرر».

(٦) أخرجه صاحب الكنز برقم ١٠٨٩٩ عن أحمد عن أبى هريرة.

(٧) سورة النور : ٣٧.

(٨) من الآية ٢٠ من سورة المدثر.

٣١١

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن درّاج ، عن ابن حجيرة ، عن أبى هريرة ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : والذي نفسى بيده ، إنه ليختصم كلّ شىء يوم القيامة حتى إنّ الشاتين لتختصمان فيما انتطحتا» (١) حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن درّاج ، عن عبد الرحمن بن حجيرة ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مثل الذي يتعلّم ولا يعلّم ولا يتحدّث ؛ كمثل الذي يكنز الكنز ولا ينفق منه» (٢) حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن سلامان بن عامر الشعبانى ، قال : حدثنى أبو عثمان الأصبحى ، عن أبى هريرة أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» (٣) قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال : يتقارب الزمان ، ويظهر النفاق ، وتقبض الرحمة ، وترفع الأمانة ، ويتّهم الأمين ، ويؤمّن المتّهم. أناخ (٤) بكم الشرف الجون.

قال يقول أبو هريرة : وما سمعتها من أحد أول من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قالوا : يا رسول الله ، وما الشرف الجون؟ قال الفتن قطع كقطع الليل المظلم. حدثناه النضر بن عبد الجبّار ، وطلق ابن السمح.

ومنها حديث الليث بن سعد ، عن درّاج أبى السمح ، عن ابن حجيرة ، عن أبى هريرة ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «إذا صلّى أحدكم فلا يفترش يديه افتراش الكلب ، وليضمّ فخذيه» (٥).

حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم وعبد الله بن صالح. قال عبد الرحمن : لم يرو الليث عن درّاج إلّا هذا الحديث.

قال : وحدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، حدثنا ابن لهيعة ، عن سويد الحاسب ، أنه رأى أبا هريرة يصلّى على مسجد مصر.

قال : وحدثنا حبيب بن مرزوق كاتب مالك ، قال : حدثنا ابن أخى

__________________

(١) أخرجه صاحب الكنز برقم ٣٩٠٠٥ عن أحمد عن أبى هريرة.

(٢) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٨٨٩٥ عن الطبرانى فى الأوسط عن أبى هريرة.

(٣) أخرجه صاحب الكنز برقم ٣٠٨٤٩ عن الحاكم عن أبى هريرة.

(٤) ب «أبلغ».

(٥) أخرجه صاحب الكنز برقم ١٩٧٨٦ عن أبى داود والبيهقى فى السنن عن أبى هريرة.

٣١٢

ابن شهاب ، عن ابن شهاب ، عن القاسم بن محمد ، قال : كان اسم أبى هريرة عبد شمس ، ويقال عبد نهم. والله أعلم. وتوفّى بالمدينة سة تسع وخمسين ، ويقال ثمان وخمسين.

وأبو بصرة الغفارى واسمه حميل بن بصرة

ولهم عنه خمسة أحاديث. منها حديث الليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى الخير ، عن أبى بصرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «إنّا راكبون غدا إن شاء الله إلى يهود ؛ فإذا سلّموا عليكم ؛ فقولوا عليكم. حدثناه عبد الله بن صالح.

حدثنا على بن معبد ، حدثنا عبيد الله بن عمرو الجزرىّ ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى الخير مرثد بن عبد الله اليزنى ، عن أبى بصرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله.

ومنها حديث الليث بن سعد ، عن خير بن نعيم ، عن ابن هبيرة ، عن أبى تميم ، عن أبى بصرة ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلّى بهم يوما صلاة العصر بالمخمّص ـ واد من أوديتهم ـ ثم انصرف فقال : «إنّ هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم ؛ فتوانوا عنها وتركوها ، فمن صلّاها منكم ضعّف الله له أجرها ضعفين ، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد (١)».

حدثناه عبد الله بن صالح ، عن الليث. قال وحدثنا أبى عبد الله ابن عبد الحكم ، عن ابن لهيعة وإدريس بن يحيى ، عن عبد الله بن عيّاش القتبانى ، عن ابن هبيرة ، عن أبى تميم ، عن أبى بصرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه.

ومنها حديث الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن كليب بن ذهل الحضرمى ، عن عبيد بن جبر ، أنه سافر مع أبى بصرة الغفارىّ فى رمضان ؛ فلما دفعوا من الفسطاط دعا بطعام ونحن ننظر إلى الفسطاط ، فدعا بالسفرة فقلت : نأكل ، ولو نشاء أن ننظر إلى الفسطاط نظرنا ، فقال : أنرغب (٢) عن سنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه! فأفطرنا.

حدثناه عبد الله بن صالح ، وحدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، عن ابن لهيعة.

__________________

(١) أخرجه صاحب الكنز برقم ١٩٣٨٨ عن مسلم والنسائى عن أبى بصرة الغفارى.

(٢) ج ، ك : «أترغب».

٣١٣

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن موسى بن وردان ، عن أبى الهيثم ، أنه سأل أبا بصرة عن إسلام غفار ، فقال : أصابتنا سنة وقلّة من المطر ، فتحدّثنا أن نذهب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنصيب معه من الطعام ، ونرجع إلى جبلنا ؛ فانطلقنا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن لا نريد الإسلام ، فقال : من (١) القوم؟ قلنا : رهط من بنى غفار ، قال : أمسلمون أم وصابى (٢)؟ فقلنا : بل وصابى (٢) ، فمكثنا يومنا ذلك ، فلما كان المبيت ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصحابه : ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل منهم ، فوفّق الله لى أن آخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيدى ؛ فانطلق بى إلى بيته وله ثمان أعنز يحتلبهنّ ، فدعا كلّ عنز منها باسمها ، فدعا موهبة بعنز منها فأتت بها فحلبتها ، فسقانى فكأنّى لم أشرب شيئا ، ثم دعا بالأخرى (٣) فلم يزل حتى سقانى حلاب سبع أعنز ، فما تركت الثامنة إلّا حفاظا ، فغضبت موهبة غضبا لا يرى مثله ، وأبغضتنى بغضا لا يرى مثله ، غير أن لم تبد ذلك لى عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ثم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعاها فقال : يا موهبة ، بيّتى هذا الرجل فى بيت ولا توثقى عليه الباب ؛ فإنه قد أصاب من العيش ، فذهبت بى الجارية فأدخلتنى البيت وأغلقت علىّ الباب غضبا ، فتحرّكت علىّ بطنى فى ليلتى تلك كلّها ، حتى أصبحت وقد ملأت ثيابى ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالغسل فغسلنى وأزّرنى بشملة من عنده ، فلما أصبحت غدا بى إلى المسجد ، فوجدت حلقة أصحابى قد أسلموا فأسلمت.

فلما كان المبيت أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أصحابه أن يأخذ كلّ رجل بيد صاحبه فيبيّته ؛ فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيدى فانطلقت إلى بيته ، فدعا موهبة فقال : ائتنى بفلانة ، فحلبها فلم أشرب نصف حلابها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أبا بصرة ، إن الكافر يأكل فى سبعة أمعاء ، والمؤمن يأكل فى معى واحد. قال : حدثناه سعيد بن عفير.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة ، أن أبا تميم الجيشانى أخبره أنه سمع عمرو بن العاص ، يقول : أخبرنى رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الله قد زادكم صلاة فصلّوها ما بين العشاء إلى صلاة الصبح ، الوتر الوتر» (٤)

__________________

(١) ب ، ج ، ك : «ممن».

(٢) ب ، ك : «وصايا».

(٢) ب ، ك : «وصايا».

(٣) ب : بأخرى».

(٤) أخرجه صاحب الكنز برقم ١٩٥٤٧ عن أحمد والطبرانى وسعيد بن منصور فى سننه عن أبى بصرة الغفارى.

٣١٤

ألا إنه أبو بصّرة الغفارى. قال أبو تميم : فكنت أنا وأبو ذرّ قاعدين ، فأخذ أبو ذرّ بيدى ؛ فانطلقنا إلى أبى بصرة فوجدناه عند الباب الذي إلى دار عمرو بن العاص فقال أبو ذرّ : يا أبا بصرة ، أنت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إن الله قد زادكم صلاة فصلّوها ما بين العشاء إلى الصبح الوتر الوتر؟ قال : نعم ، قال : أنت سمعته؟ قال : نعم ، قال : أنت سمعته؟ قال : نعم.

حدثناه يحيى بن عبد الله بن بكير ، عن ابن لهيعة وعمرو بن سوّاد ، عن ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، لم يرو عنه غير أهل مصر.

أبو ذرّ الغفارى

ولهم عنه أحاديث. منها حديث ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، أن أبا سالم الجيشانى أتى إلى أبى أميّة فى منزله ، فقال : إنى سمعت أبا ذرّ يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا أحبّ أحدكم صاحبه فليأته فى منزله ؛ فيخبره أنه يحبّه» (١) وقد جئتك فى منزلك. حدثناه أبو الأسود.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن يزيد بن عمرو المعافرى ، أنه سمع يزيد بن تعيم التجيبى ، يقول : سمعت أبا ذرّ الغفارى وهو قاعد عند المنبر فى مسجد الفسطاط يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من تقرّب إلى الله شبرا ، تقرب الله إليه ذراعا ، ومن تقرب إلى الله ذراعا تقرّب الله إليه باعا ، والله أعلى وأجلّ» (٢) ثلاث مرّات. حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن درّاج ، عن أبى الميثاء ، عن أبى ذرّ قال : قال لى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ستّة أيام : اعقل ما أقول لك ، ثم لمّا كان اليوم السابع قال : «أوصيك بتقوى الله فى سرّ أمرك وعلانيتك ، وإذا أسأت فأحسن ، ولا تسأل أحدا شيئا ولو سقط سوطك ، ولا تؤو أمانة ، ولا تولّين يتيما ، ولا تقضينّ بين اثنين» (٣). حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، وعثمان بن صالح ، ولم يذكر أبو الأسود أبا الميثي.

__________________

(١) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٤٧٤٦ عن أحمد عن أبى ذر.

(٢) أخرجه صاحب الكنز برقم ١١٧٩ عن الطبرانى عن أبى ذر.

(٣) أخرجه صاحب الكنز برقم ٤٣٥٠٣ عن أحمد عن أبى هريرة.

٣١٥

ومنها حديث رشدين بن سعد وابن وهب ، عن حرملة بن عمران التجيبى ، عن ابن شماسة المهرىّ ، قال : سمعت أبا ذرّ يقول ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط ، فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمّة ورحما ، فإذا رأيتم أخوين يقتتلان فى موضع لبنة فاخرج منها» (١) فمرّ بعبد الرحمن وربيعة ابنى شرحبيل بن حسنة وهما يتنازعان فى موضع لبنة فخرج منها.

حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم ، عن رشدين بن سعد. وعبد الملك بن مسلمة ، عن ابن وهب ، عن ابن لهيعة.

ومنها حديث ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة ، أن أبا سالم الجيشانى حدثه عن أبى ذرّ ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «كيف ترى جعيلا؟ قال : قلت : مسكينا كشكلة من الناس ، قال : فكيف ترى فلانا؟ قال قلت : سيّدا من سادات الناس ، قال : فجعيل خير من ملء الأرض ـ أو ألف أو نحو ذلك. من فلان قال قلت : يا رسول الله ، ففلان هكذا وأنت تصنع به ما تصنع ، قال : إنه رأس قومه ، فأنا أتألّفهم به» (٢). قال : حدثناه سعيد بن عيسى بن تليد.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة ، عن أبى تميم الجيشانى ، أن أبا ذرّ حدثه قال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى دخل بيته فجعل يقول : «غير الدجّال أتخوّف على أمّتى ، غير الدجّال أتخوّف على أمّتى» ، فلمّا خشيت أن يدخل بيته ولم يبيّنها قال قلت ما هذا الذي غير الدجّال أخافك على أمتك يا رسول الله؟ قال : «الأئمة المضلّين أو الضالّين (٣)» حدثناه طلق بن السمح ، ويحيى بن عبد الله ابن بكير ، وهانىء بن المتوكّل.

ومنها حديث سعيد بن أبى أيّوب ، عن عبيد الله بن أبى جعفر ، عن سالم بن أبى سالم الجيشانى ، عن أبيه ، عن أبى ذرّ ، أنه قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إنى أراك ضعيفا ، وإنى أحبّ لك ما أحبّ لنفسى ، لا تأمّرنّ على اثنين ، ولا تولّينّ مال يتيم.

حدثناه المقرئ ، عن سعيد بن أبى أيّوب.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن أبى قبيل ، قال : سمعت مالك بن عبد الله البردادىّ ،

__________________

(١) أخرجه صاحب الكنز برقم ٣١٧٦٧ عن أحمد ومسلم عن أبى ذر.

(٢) أخرجه صاحب الكنز برقم ١٧١٠٠ عن أبى نعيم عن أبى ذر.

(٣) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٩٠٠٨ عن أحمد عن أبى ذر.

٣١٦

يحدّث عن أبى ذرّ أنه قال ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما أحبّ أن لى هذا الجبل ذهبا أنفقه ويتقبّل منّى أذر خلفى منه تسع أواق» (١). أنشدك الله يا عثمان (٢) أسمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاث مرّات قال : نعم حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن بكر بن عمرو ، عن الحارث بن يزيد الحضرمى ، عن ابن حجيرة الأكبر ، عن أبى ذرّ أنه قال ، قلت : يا رسول الله ، ألا تستعملنى؟ قال : فضرب بيده على منكبى ثم قال : «يا أبا ذرّ ، إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزى وندامة ، إلّا من أخذها بحقّها ، وأدّى الذي عليه فيها (٣)».

حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، حدثنا ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد قال : سمعت ابن حجيرة الأكبر يقول : حدثنى من سع أبا ذرّ.

وتوفّى بالربذة سنة ثنتين وثلاثين وصلّى عليه ابن مسعود منصرفه من المدينة إلى الكوفة. وكان اسمه جندب بن جنادة ، ويقال : برير فيما حدثنا عبد الملك بن هشام (٤).

وهبيب بن مغفل الغفارى وهو صاحب وادى هبيب

ولهم عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث واحد ؛ وهو حديث ابن لهيعة ، عن يزيد ابن أبى حبيب ، أن أسلم أبا عمران حدثه ، قال : بعثنى مسلمة بن مخلّد إلى صاحب الحبشة قال : فلما قدمت وعنده ناس ينتظرون الإذن فيهم هبيب بن مغفل الغفارى صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومحمد بن علبة القرشى ، فأذن لمحمد بن علبة ؛ فقام يجرّ إزاره ، فنظر إليه هبيب فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من جرّ إزاره خيلاء وطئه فى النار (٥).

حدثناه عبد الملك بن مسلمة. ورواه ابن وهب ، عن قرّة بن عبد الرحمن ، عن ابن أبى حبيب ، أن أبا عمران أخبره عن هبيب بن مغفل ، أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله.

__________________

(١) مسند أحمد فى الجامع الكبير للسيوطى ج ١ ص ٩٩٠ عن أبى ذر وعثمان معا.

(٢) الكلام متصل ولا عبرة بما فهمه تورى لأن كل المخطوطات هكذا والكلام متصل أيضا فى «ك».

(٣) أخرجه صاحب الكنز برقم ١٤٦٤٧ عن مسلم عن أبى ذر.

(٤) انظر ابن هشام ق ١ ص ٥٠٦.

(٥) مسند أحمد فى كنز ج ، ٣ ص ٥٣٠.

٣١٧

ليس لهم عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث غيره.

ولهم عنه حكايات فى نفسه. منها حديث ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، أنه سمع أبا تميم الجيشانى ، يقول : غزونا مع عمرو بن العاص غزوة أطرابلس ، فجمعنا المجلس ومعنا هبيب بن مغفل فذكرنا قضاء دين رمضان ، فقال هبيب : لا يفرّق قضاء دين رمضان ، فقال عمرو بن العاص : لا بأس أن يفرق قضاء دين رمضان ؛ إذا أحصيت العدّة إنما هى عدّة. حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن أسامة بن إساف الغفارى ، قال : حدثنا أبو صالح الغفارى ، قال : خرجت مع هبيب بن مغفل الغفارى صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يريد أهله ، وقد خبّر بابن له مريض ، فحانت الظهر فسار كما هو ، فقلت : الصلاة أصلحك الله ، فسار كما هو حتى حانت العصر ؛ فنزل ؛ فجمع بين الظهر والعصر.

لم يرو عنه أحد غير أهل مصر.

وعقبة بن عامر الجهنىّ

ولهم عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شبيه بمائة حديث. منها حديث حيوة بن شريح ، عن بكر بن عمرو المعافرى ، عن مشرح بن عاهان ، عن عقبة بن عامر ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الخبث سبعون جزءا ، للبربر تسعة وستّون جزءا ، وللجنّ والإنس جزء واحد» (١) حدثناه أبو زرعة وهب الله بن راشد.

ومنها حديث سعيد بن أبى أيوب ، قال : حدثنى يزيد بن أبى حبيب ، قال : سمعت أبا الخير مرثد بن عبد الله اليزنى ، يقول : رأيت أبا تميم الجيشانى عبد الله بن مالك يركع ركعتين حين يسمع أذان المغرب ، فأتيت عقبة بن عامر الجهنى فقلت ألا أعجبك من أبى تميم يركع ركعتين قبل صلاة المغرب ، وأنا أريد أن أغمصه بذلك ، فقال عقبة : إن (٢) كنّا لنفعله (٣) على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قلت : فما يمنعك الآن؟ قال : الشغل. حدثناه المقرئ عن سعيد بن أبى أيّوب.

__________________

(١) الطبرانى عن عقبة بن عامر فى كنز العمال برقم ٣٣٩٩٨.

(٢) ك : «إنا».

(٣) أ ، ك : «نفعله».

٣١٨

ومنها حديث الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى الخير ، عن عقبة ابن عامر ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعطاه غنما يقسمها على أصحابه ضحايا ، فبقى عتود (١) ، فذكره لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ضحّ به أنت» (٢).

حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم. وحدثناه شعيب بن الليث ، وعبد الله بن صالح ، وأسد بن موسى.

ومنها حديث الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى الخير ، عن عقبة ابن عامر ، أنه قال قلنا : يا رسول الله ، إنك تبعثنا فننزل بقوم لا يقرونا ، فما ترى (٣) فى ذلك؟ فقال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغى للضيف فاقبلوا ، فإن لم يفعلوا ؛ فخذوا منهم حقّ الضيف الذي ينبغى لهم» (٤). قال حدثناه شعيب بن الليث ، وعبد الله بن صالح ، وأسد بن موسى ، ولم يذكر أسد ، إنّك تبعثنا.

ومنها حديث الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى الخير ، عن عقبة ابن عامر ، قال : أهدى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرّوج حرير فلبسه ؛ ثم صلّى فيه ، ثم انصرف ، فنزعه نزعا شديدا كالكاره له ، ثم قال : «لا ينبغى هذا للمتّقين» (٥).

حدثناه شعيب بن الليث ، وعبد الله بن صالح ، وأسد بن موسى ، ولم يذكر أسد كالكاره له.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن كعب بن علقمة ، عن عبد الرحمن بن شماسة ، عن أبى الخير ، عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كفّارة النذر كفّارة اليمين» قال حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم ، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن مشرح بن عاهان ، عن عقبة بن عامر ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : نعم أهل البيت أبو عبد الله ، وأمّ عبد الله ، وعبد الله. حدثناه المقرئ.

__________________

(١) عتود : هو الصغير من أولاد المعز إذا قوى ورعى وأتى عليه حول (النهاية).

(٢) أخرجه صاحب الكنز برقم ١٢٢٥٢ عن البخارى ومسلم عن عقبة بن عامر.

(٣) ج : «نرى».

(٤) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٥٩٦٠ عن أحمد والبخارى ومسلم وأبى دود وابن ماجه عن عقبة ابن عامر.

(٥) أخرجه صاحب الكنز برقم ٤١٢٠٦ عن أحمد والبخارى ومسلم والنسائى عن عقبة بن عامر.

٣١٩

ومنها حديث حيوة وابن لهيعة ، عن بكر بن عمرو العافرى ، عن مشرح بن عاهان ، عن عقبة بن عامر ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لو كان بعدى نبىّ لكان عمر ابن الخطّاب» (١). حدثناه المقرئ ، عن حيوة. وعبد الغفّار بن داود الحرّانى ، عن ابن لهيعة.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن مشرح ، قال : سمعت عقبة يقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو جعل القرآن فى إهاب ثم ألقى فى (٢) النار ما احترق» (٣) قال : حدثناه المقرئ ، وسعيد ابن عفير ، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار.

حديث (٤) ابن لهيعة عن مشرح بن عاهان ، قال : سمعت عقبة بن عامر ، يقول : سمعت رسول الله ، يقول : «كلّ ميّت يختم على عمله إلّا المرابط فى سبيل الله ؛ فإنه يجرى له أجر عمله حتى يبعث» (٥).

حدثناه أبى عبد الله بن عبد الحكم ، والمقرئ ، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبّار. قال أبو الأسود : يجرى عليه عمله حتى يبعث ويؤمن من فتّان (٦) القبر.

ومنها حديث ابن لهيعة ، قال : سمعت مشرح بن عاهان ، يقول : سمعت عقبة بن عامر ، يقول : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، فضّلت سورة الحجّ على القرآن لأن فيها سجدتين؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نعم ، ومن لم يسجدهما (٧) فلا يقرأ بها (٨).

حدثناه أبى ، وأبو الأسود ، وأسد بن موسى. قال أبو الأسود فى حديثه قلت يا رسول الله فى سورة الحجّ سجدتان.

ومنها حديث ابن لهيعة ، عن مشرح بن عاهان وحيوة ، عن خالد بن عبيد ، عن

__________________

(١) أخرجه صحب الكنز برقم ٣٢٧٤٥ عن أحمد والترمذى والحاكم عن عقبة بن عامر.

(٢) ب : «إلى».

(٣) أخرجه صاحب الكنز برقم ٢٣٣٢ عن لطبرانى عن عقبة بن عامر.

(٤) ك : «ومنها حديث».

(٥) أخرجه صاحب الكنز برقم ١٠٦١٣ عن أحمد عن عقبة بن عامر.

(٦) أ ، ك : «ويؤمن فتان».

(٧) ج : «يسجد بهما».

(٨) ج ، ك : «بهما» والحديث أخرجه صاحب الكنز برقم ٣٠١٧ عن أبى داود عن عقبة بن عامر.

٣٢٠